رواية الخادمه الفصل الرابع عشر 14 والاخير بقلم سالي
_ان هذه الصبية التي امامك وجعلنا منها خادمة لعائلتنا في الوقت التي تكون فيه كبقية اخواتها معززة مكرمة لاينقصها شيء. هي نفسها إبنتك..
_ماذا إبنتي...!!
هل هذا هو إنتقامك في هذه اللحظة عندما وجدتني متزوجا عليك تتكلمين بتراهات لن يصدقها عقل..!!!
_امي امي تكلمي مالذي تقوله هذه المرأة..هي تقول بأنني إبنتها...؟ تكلمي ارجوك.. قولي لها ان تبطل كذبا وتخريفا... تكلمي.. امي...
_إسمعيني ياصفية انت حقا إبنتي وانا والدتك الحقيقية
القصة بدأت اكثر من عشرين سنة. يوم وضعني زوجي الحبيب هذا مابين خيارين لاثالث لهما إما ان انجب صبيا بعد اخواته الثلاثة ام اطرد كالكلبة من قصره العظيم ناسيا ان الصبي او البنت سواء هما من خلق الله وليس بيدي او بيد عباده الضعفاء.. ناسيا العشرة والزوجة التي كانت معه في السراء والضراء.. كان شرطه قاسي واعلم من غلظة وقساوة قلبه انه يفعلها. فخفت على بناتي ان يتشردن وتضيع الفرصة في عيشهن رغد والدهن.. الامر كان قاس جدا في تلك الاثناء وكم مررت بهلع وخوف ان تكون مافي بطني بنتا.. والخوف تحقق...ولم يكن بيدي شيئا سوى القبول بما كتبه الله لي..
اخفيت على زوجي المصون ان مابين احشائي بنتا ورغم إلحاحه على معرفة جنسه فما كان غير قولي ان القابلة لم يظهر لها ان كان صبيا ام انثى. كنت اتماطل لاكسب مزيدا من الوقت واتهيأ لأجمع بعضا من النقود منه قبل خروجي من القصر مع اربع بنات وامهن الخامسة..
وفي تلك الليلة المرعبة وانا ألد اخبرتني القابلة ان خادمتي حليمة ايضا تلد معي في نفس الوقت في القصر والتي كانت تخفي حملها علينا ولم تقل لاحد سوى اليوم الاخير الذي طلبت فيه من القابلة ان تساعدها في الولادة وتخفي السر مابينهما مقابل نقود لابأس بها.
فأفشت القابلة السر عندما علمت ان مافي بطن خادمتي صبيا. وطرحت لي الفكرة بتغيير الولدين كي تستغل الفرصة و تنال نصيبا اكثر من النقود .. فلم استطع التفكيير حينها جيدا مع اوجاع الولادة والخوف من الطرد. فقبلت بالإقتراح وبتهديد حليمة اننا سنفضحها امام الجميع بأن ولدها لقيط لايعلم من هو والده وستطرد كذلك شر طردة مع جنينها في الشارع....في الحقيقة إستغلينا ظروف حليمة الصعبة لتكون لصالحنا هي هربت في تلك الاثناء من اهلها الذين ارادوا تزويجها غصبا عنها من إبن عمها الكفيف. وبذلك ليس لها ماوى او مؤونة فاين الخلاص بها؟ وهي مجرد فتاة لاتزال في مقتبل العمر مع زيادة طفل صغير مابين يديها.. فما كان عليها بالاخير إلا ان تقبل..
وبالفعل في تلك الليلة المشؤومة تم تغيير الصبيين في سرية تامة دون ان يعلم بذلك احد.. ومنحت بعدها كل النقود التي جمعتها انذاك للقابلة تأخذ متها القليل والبقية تمنحها لحليمة كي توفر لنفڛها ولإبنتي بيتا مريحا لا يحتاجا فيه لأحد... ولكن للاسف علمت بعد ذلك عند مطالبتي للقابلة ان ارى إبنتي بانها ليست على دراية بوجود مكانهما حتى وادركت ان كل النقود الذهبية التي كنت اوفرها لهما بعد ذلك كانت تاخذها لنفسها البغيضة... وهذه هي القصة من اولها لآخرها
_امي اظنني احلم...اود ان استفيق منه إنه كابوس وليس مجرد حلم... كيف اكون لست إبنك وابي ليس بأبي...كيف..؟!
وكيف اكون مابين ليلة وضحاها إبن خادمة ومجرد لقيط.. ههههه.. انا سأجن.
_انت ستبقى إبني يامصطفى حتى وان كان لدي عشرة صبية.. انا احبك ولن اتخلى عنك مهما كان اصلك الحقيقي...
_اصله ياسيدتي اصل عريق ذو عز ومكانة فلا تتوقعي الدناءة في اصله.
تكلم ياباشا. ام اتكلم انا....
دعني اتكلم بدلا عنك
مصطفى ياسيدتي هو مصطفى محمد الإبراهيمي اخ صفية الذي كاد ان يكون توأمها بما انهما ولدا في نفس الساعة. ولكن القدر جعلهما يولدا من امين مختلفين ولكن من اب واحد... لاتندهشوا هكذا. فهي الحقيقة التي لايستطيع احد ان يصدقها او حتى يكذبها احد.
هربت من منزل اهلي كي لااتزوج من إبن عمي. فاردت العمل كي اصون شرفي وعرضي من وحشة الشارع. وعندما طلبت ذلك من الباشا واخبرته بكل ظروفي كي يقبل فقط ان اعمل لديه.. ولكنه كبقية الرجال قبل بي خادمة وياليته لم اقبل به كمنقذ لي.. عندها
عملت داخل القصر. كان لطيف وكريم في التعامل معي وظننته انه اشفق على حالي. ولكن بعدها تغير اسلوبه معي وفي يوم اراد ان يأخذ الشيء الذي حافظت عليه رغما عني. فطلبت الحلال ولن يكون غير ذلك... فوافق بعد ان قررت الرحيل.. فقرأ علينا شيخ الفاتحة سرا مع وجود شاهدين. والسيدة تعلمهما من يكونا جيدا وان اردتي ان تسألي عن الامر فهما لن ينكرا حتما. هما البواب عمي محفوظ والجنائني تامر .
مر قرابة خمسة اشهر ثم حملت منه. اراد مني إجهاضه ولكني اخبرته كذبا اني فعلت. وحاولت تجنبه في تلك الاثناء بسبب مرض وهمي ألفقته على نفسي كي لايقترب مني مجددا.. وبالفعل عفني ولم يعاود طلبه لي. فوجدت راحتي وكنت البس ثيابا فضفاضة حتى لااحد يشتبه بحملي.. والبقية انتم اصبحتم تعلموها... ويشهد الله ان قلبي إحترق على إبني ولكن كنت مطئنة انه سيتربى مابين عائلته الاصلية. كما يشهد الله ان صفية قطعة من قلبي وروحي وحاولت قدر إساطاعتي ان اربيها في احسن تربية. والحمد لله فعلت ذلك وضميري لن يانبني عليها ابدا. لانني عاملتها كإبنتي التي ولدتها من رحمي...
بعد مرور سنة من ظهور الحقيقة كاملة.. مصطفى لم يستطع تقبل وضعه الجديد فسافر إلى اروبا دون ان يخبر احدا وعلى إثرها توفى والده الباشا فهو لم يتحمل بعد إبنه المتعلق به اكثر من شيء آخر..
رقية نجحت في علاجها واصبحت تمشي رغم القليل من عرجها..
مرية تطلقت من زوجها الاول وانخطبت لرجل احبته يعمل معها..
مروى اقلعت عن التدخين ولكن ادمنت من جديد على الشيشة.. وانجبت فتاة كالقنر لتكون اخت مالك.
زوجة الباشا الثانية تخلت عن ولدها مابين افراد عائلته وفضلت ان تعيش حياتها..فاشفقت عليه السيدة و قبلت ان تربيه مع احفادها..
اما صفية فهي لم تتخلى عن والدتها التي ربتها وإشترت بيتا واسعا وجميلا من النقود التي منحها لها إياها والدها قبل وفاته لكي تعيشا معها سويا .... ولم تفرط في إخوتها بل كانت دائمة الوجود مابينهم ومع والدتها الحقيقية التي تجهز فرح إبنتها صفية بكل تفاصيله بعد عدة اشهر من خطبتها من زميلها.
# النهايه
تمت