رواية خان غانم الفصل الحادي عشر 11 بقلم سوما العربي
رواية خان غانم
الفصل الحادي عشر
ينظر لها بأهتمام منتظر منها أن تكمل وهي شارده تماما
لم تفكر مرتين وقررت التحدث ، المواجهه أرحم بكثير مما يحدث من كر و فر بينهما
نادها مجددا يحثها على مواصلة الحديث و قال: حلا ، كملي ، أيه إلي حصل.
سحبت نفس عميق تشجع نفسها على الحديث ثم قالت : اللي حصل أنه خلي بيها ، أنا مش هنكر إن هي كمان غلطت لما .....
إلى هنا و دق هاتفه ، ناظر الهاتف بلا أهتمام و قام بالضغط على احد الأزرار مما كتم الصوت نهائياً وعاد ينظر لها يطلب منها مواصلة الحديث، ليعاود هاتفه الدق من جديد ، لكن في هذه المره توترت ملامحه .
نظر لحلا بإرتباك ثم قال لها : ثواني بس هرد على التليفون ده وهجيلك كملي ، أكلك لحد ما ارجع ، عشان لما أرجع هديكي الدوا فاهمة
و على الفور غادر جميل من مكانه قبلما يخرج غانم ويراه
خرج غانم في الحديقه يجيب على الاتصال الذي لم يكن سوى من سلوى زوجته تطمئن فيها على حاله وتطمئنه على نفسها وعلى الطفل
و بينما هو كذلك أخذ عزام يقترب منه بتردد حتى وقف امامه وسأل: ما تاخذنيش يا باشا .. بس كنت عايز اعرف هي حلا عملت ايه والدكتور قال لها ايه.
نظر له بغيره واضحه وقال : وانت مالك انت بيها ، اسمع يا عزام مش عايزك تقرب منها تاني سامع ولا لأ واعتبر ده امر مني ليك ، ولا اقولك انت من هنا ورايح خلاص هتمسك أمن الشركه والمصانع
اتسعت عينا عزام وقال : ليه بس يا باشا وانا قصرت هنا في إيه انا ماقدرش أسيب هنا واروح مكان تاني
غانم : هتروح مكان تاني يعني هتروح مكان تاني ، انت مش هينفع تفضل هنا كتير ، من بكره هتنقل للمصنع.
أنهى حديثه بأمر قاطع لا يقبل النقاش أو الجدال .
كاد أن يغادر لكنه توقف وعاد يلتف له متسائلاً بحقد وضيق شديد : أنت عرفت منين ان حلا تعبانه و جبت لها الدكتور ازاي ؟
جاوبه عزام : ابداً ده انا حسيت أنها مش مضبوطه واحنا على الفطار كان صوتها متغير وبتترعش ساعتها طلبت منها تدخل تريح وانا هاروح أجيب لها الدكتور بس هي عنيده ودماغها ناشفة ما بتسمعش الكلام
أستمع له غانم و النيران تثور في صدره ، أهتز فكه العلوي بغيظ شديد قد تمكن من سائر جسده وقال من بين اسنانه : بتفطروا مع بعض وأنت اخدت بالك ان هي بتترعش .... أه .... لأ ده حلو أوي الكلام ... ده مش من بكره الصبح أنت من دلوقتي تبقى أمن في المصنع أتفضل
هدر حديثه بعنف شديد و غادر المكان و الشر يتطاير من عيناه ، لقد أحضرت شياطينه ، لن يتركها سليمة، يقسم ان يفعل
سيودعها كل غيظه وغيرته اللذان نهشوا و أكلوا أحشائه بلا رحمه
اقتحم الغرفه بهوجائية و دلف لعندها وعيناه يقدح منها الغضب الشديد حتى انها حينما نظرت له خافت وهي مستغربة من تغيره وسألت بهلع : إيه في إيه ؟
منظره مخيف وهو يتحدث هكذا لا تعلم لما يكن طبيعياً و عادي وبلحظه ... هي لحظه فقط .. حتى يتحول بتلك الصورة.
أمره غريب حقا ، و هي لا تعلم ما به فمنذ دقائق قليله كان هادئ تماما وبلحظة تغير كل شيء
زاد هلعها و هي تراه يتقدم منها بخطوات ثابتة هادئة لكنها مخيفه
اقترب منها وقال : انتي كنتي بتفطري النهارده مع عزام ؟
أبتعلت رمقها بصعوبة وخافت كثيرا من هيئته فصورته في تلك الدقيقة كانت كفيله بأن تسحب الدماء من جسدها حتى انها تلعثمت في الرد وهي تقول : ماهو ... أصل... هو جه المطبخ .... وو ..وكان كرم ..
تحدث بين أسنانه : إيه بتقطعي في الكلام ليه ؟ ما تتكلمي كويس ، بتكلمي كويس مع الناس كلها وتيجي عند غانم و تتأتأي مش كده .
قبض على ذراعها وقال بغضب شديد : أنطقي، إيه اللي بيفطرك معاه ، وبتفطري أصلا ً مع كرم ليه؟ بنت زيك تقعد وسط اتنين رجالة ليييه ؟ أنتي يومك النهاردة مش معدي.. سامعة... مش معدي ...بعد كده مالكيش دخول المطبخ أنتي شغلك مش فيه أصلاً
نظرت له بخوف وقالت و هي منكمشة على نفسها: أنا عايزه أروح
نفض ذراعها من يده وقال : هو أنا كل ما هكلمك هتقولي عايزه أروح ..عايزه أروح، قولت لك ما فيش مرواح ، وخروج من هنا مش هيحصل وأعتبريها زي ما تعتبريها مش فارق لي
كانت تنظر له بخضوع تام ، حالتها المرضية كانت تزيد الامر سوءاً عليها ، لم تستطع السد أو الرد معه صمت تماماً وقد تغلب عليها الإعياء.
للحظه شعر بألم في صدره عليها ، أغمض عيناه يسب حاله ويسبها كثيراً هي وعزام في آن واحد ، هو وأي رجل قد يقترب منها
فتح عيناه وهو يهز رأسه بيضيق شديد مردداً : أنتي طلعتي لي منين .... طلعتي لي منين أنا عايز افهم ، أنا مالي بيكي ، مالي بيكي
نظرت له بإستسلام تام وقالت : أنت لو تسيبني امشي كل حاجه هتتحل اه والله العظيم
زجرها بعنف وردد : مش هتمشي قولت لك ما فيش مشيان من هنا .
صمتت تماما ولم تجيب او تتحدث حالتها بالأساس لا تسمح بذلك وهي غير مستعده للمجازفة مع شخص كغانم ف فارق الطول والجسم وحده كفيل بان يخرسها تماماً
وهو مازال على غضبه الشديد نظر حوله ملتفتاً يبحث عن شيء ما ثم جذب كيس ابيض بلاستيكي وزجاجه ماء و قال لها بغضب : أتفضلي خدي الدوا يلا
هزت رأسها بإذعان شديد لن تجادل الآن مطلقاً وفعلت كل ما طلب
كان ينظر لها بترقب شديد يراها و هي تتناول اقراص الدواء كما حدد الطبيب بالضبط الى ان تنهد براحه و هو يراها قد انتهت من أخذ كل الأقراص.
فقال بأمر: أتفضلي يالا نامي.
حاولت النطق : بس أصل .
هتف بتحذير و نفاذ صبر : قولت يالاااا.
لم تنتظر أن يتحدث مجدداً و تسطحت على السرير سريعاً بإنصياع تام .
ليلين قلبه و ملامحه و ينظر لها مبتسماً بحب شديد ثم مال يجذب عليها الغطاء يدثرها بعناية فائقة و هي تنظر له بإنسحار تام .
و هو بهذا القرب عيناه على ملامحها شديدة الجمال و السحر ... وجنتاها .. و أااه من وجنتيها الممتلئة ، إنما مغريتان جداً ، تستفزه لأقصى حد... فلم يستطع المقاومة و مال يقضم قبله عمية يتنعم فيها بطراوة خدها .
لتتسع عيناها بصدمة كبيرة و هي تشعر به و بما يفعل .
نظر لها بوله مردداً: غمضي عينك و نامي أحسنلك يا حلا و لا نكمل حساب ؟
فأسرعت بإغلاق عينيها تطبق عليهما بقوة ليضحك بخفة و هو يملس على شعرها بأنفاس سخينة.
و قرر المغادرة ، فجلوسه و هي أمامه هكذا غير آمن إطلاقاً خصوصاً و هو كلما نظر إليها داهمته أفكار و مشاعر مخيفة .
لذا كان أسلم حل هو أن يتركها و الآن.
خرج سريعاً لتأخذ أخيراً أنفاسها المسلوبة ثم تبتسم لا إرادياً و هي تتذكر تقبيله خدها ، وضعت كفها عليه ثم ضحكت فرحة .
خرج غانم و مقررا المرور على أشغاله يتفقدها و يتمم أي شيء قد أجله أثناء مرض سلوى
وصل للمصنع فتنهد براحه و هو يجد عزام قد نفذ الأمر و أنتقل لهناك .
مر بجولة تفقدية ثم حل بعض المشكلات الصغيره و بعدها بدأ يدرس بعض الأوراق في الشمس و هو يراقب العمال .
ليتفاجئ بسيارة صلاح تتوقف أمامه و قد سبقها غبار كثيف و ترجل منها بغضب شديد حتى وقف أمامه.
نظر له غانم بحاجب مرفوع ثم ردد بسخرية: جرى إيه ، ايه يا عم عاصفة الصحراء إلي داخل عليا بيها دي ما تهدى يا عم الجامد .
نظر له صلاح بغضب ثم قال : طبعاً جامد و مش محتاج أعمل شو و لا عواصف عشان أعرفك إني جامد و جامد اوي كمان.
غانم : ده مين يا ابني الي ضحك عليك و سوحك و فهمك كده .
صلاح: مش أنا إلي كلمة جدي تمشيني و لا وسوسة رجالتي الي شغالة معايا تأثر عليا يا غانم ، أنا صلاح عيسى ، يعني جايبها من تحت أوي و ممكن ما بقاش أجمد حد الدنيا بس على الأقل أنا أجمد منك.
ضحك غانم بقوة ثم قال: ياااااه، لأ و واثق في نفسك أوي و أنت بتقول كده .
أقترب منه صلاح و قال بغضب مكبوت: لازم اكون واثق في نفسي عشان راجل ، راجل أوي و أد كلمتي ، مابقاش متفق مع راجل زيي على حاجه و أروح أنا أخلفها ... عرفت بقا إني أجمد منك .
هز غانم رأسه بضيق و ردد : في ايه عم الغامض أنت ، أنا مش فاهم منك حاجة ، تقصد أيه.
هتف صلاح: أقصد إيه ؟ مش عارف يعني ؟ يعني أنا ما جيتلكش و قولت لك إني هقدم في مشروع العصاير الجديد و اتفقنا المره دي ليا و الي بعدها ليك
وقف غانم يواجهه و قال: حصل و أنا نفذت .
صلاح : أنت هتستهبل ، العطا مارسيش عليا .
غانم : و لا عليا و إلا كان جالي رسالة بكده
أبتعد عنه صلاح و قال : نعم ؟ امال مين ماهو يا أنا يا انت.
غانم: مش عارف بس كده يبقى ظهر لنا منافس تالت طالما قدر ياخد صفقه مايقدرش عليها عليها إلا أنا أو أنت ، و بدل ما نقف ناكل في بعض نشوف و نعرف مين ده.
مسح صلاح على وجهه بتعب ثم قال: عندك حق ، أنا فكرته أنت.
ضحك غانم ساخراً و ردد : عشان طول عمرك غشيم و مدب .
نظر له صلاح بغيظ ثم قال: لأ و أنت إلي ماشاء الله عليك ، ده أنت لما بتتعصب بتتعمي ، المهم.. خلينا على إتصال عشان نعرف نجيب قراره.
غادر سريعاً و لم يترك لغانم الوقت للحديث.
وقف غانم و هو يفكر من هذا الذي قد يفعلها .
جلس على كرسيه بتعب ينظر حوله و قلبه يهفو ناحية البيت ، يريد العودة إليها سريعاً.
عاد للبيت بالفعل
و دلف للبيت متجهاً لعندها و كأن قداماه لا يعرفان طريق غير الطريق المؤدي لغرفتها .
لكن ناداه جميل من خلفه : على فين يا ولدي ؟
وقف مرتبك قليلاً ثم إلتف له مردداً : أحمم .. ابداً كنت رايح أتطمن على حلا.
تقدم منه جميل و هو يردد : جرى إيه ، هو كل شوية و بعدين دخولك و خروجك من اوضتها ده كل شوية ما يصحش ، دي بنت و مش أي بنت دي تغوي أبليس ، راعي وجودي بردو يا ولدي أنا مش مركب قرون .
نظر له غانم ببوادر ضيق ثم قال: لأ بعد الشر عليك ما تقولش كده.
جميل: ماقولش كده ازاي ما أنت مقضيها أهو.
فباغته غانم مردداً: و هو أنا أول مره أقضيها ، جري ايه ده أنت طول عمرك مظبطني مش عارف مالك بحلا و مش طايقها ليه ؟
أهتز ثبات جميل لثواني و ردد: و أنا مالي بيها ، بس يمكن عشان مش مرتاح للبت دي و بعدين دايما أي حكاية ليك كانت بتبقى طياري.
فردد غانم : حلا حاجة تانية.
جميل : أيوه صح ، كل إلي عرفتهم كانوا ولاد ناس و دي خدامة ، يعني مش من توبك سيبها للي من توبها.
أحترق صدر غانم من الحديث فقط و قال: قصدك إيه ؟ و مين ده اللي من توبها ؟
جميل: مش عارف يا ولدي ، بس حبيت أفكرك بس ... قولي صلاح كان جايلك ليه .. قالولي داخل عليك و هو عامل شبورة ، مش قولت لك الواد ده لازم له شدة عشان أتمرع.
شعر غانم أن الأمر يحتاج لتروي و تركيز و طوال ماهو مشغول على حلا و لم يطمئن عليها فلن يهدأ مطلقاً.
لذا هز رأسه و أتخذ قراره فترك جميل و لم يعيره أي أهتمام و ذهب لغرفتها .
فتح الباب بهدوء شديد يراها و هي غارقه في النوم ، اقترب منها بحذر يجس حرارتها بكفه.
تنهد أخيراً بارتياح و هو يتمتم : الحمد لله الحرارة نزلت .
نظر لملامحها الجميله و هي قريبه منه هكذا بوله شديد يبتسم ثم أبتلع وجنتها المنتفخه بشفيته يقبلها و قد عاودته ذكرى ذلك اليوم الذي احتضنها فيه لأول مرة في مطبخه .
شعر بتململها فأبتعد عنها مضطراً ليتركها ترتاح .
خرج من الغرفة و هو منشكح ، كأنه قد أخذ جرعته و مستعد لمواجهة تحديات الحياة الآن.
فدلف لمكتبه مباشرة و طلب كل الكشوفات و الحسابات المطلوب مراجعتها .
ربع ساعه تقريبا و كان يجلس وهو ينقر سطح المكتب بقلمه غير راضي تماماً عما يراه الآن.
رفع سماعة الهاتف بضيق شديد يطلب كرم.
طلب منه اولاً قهوته ثم أن ينادي له والده ..يبحث عنه حتى يجده
ظل يدقق في الورق أمامه إلى ان دلف جميل يقول : خير يا ولدي كرم بيقول إنك بتدور عليا
نظر له غانم بضيق وهو يردد : هو ايه الحكايه ده تاني أسبوع يحصل فيه نفس الغلطة، ما تشوف لنا المحاسب ده إيه حكايته لو مش فاهم يترفد
جميل : الواد ده شكله فعلاً مش مضبوط أنا شاكك أن هو تبع صلاح وعمال يدخلنا في حسابات كتير وحاجات انا فعلاً يا أبني مش فاهم فيها ...إنت عارفني انا بفك الخط بالعافيه
فهتف غانم بغضب : يبقى نشوف غيره شوف لنا اي محاسب تاني هو مال سايب ؟ والواد ده تكتفه وتجيبهولي بقى اشوف ايه حكايته انا مش هافضل أا ..
صمت فجأة و قد أتسعت عيناه بغضب شديد وهو يرى حلا هي من تتقدم للداخل حاملة القهوة.
فوقف منتصباً و أقترب منها يقول : حلا انت إيه إلي قومك من سريرك
نظر جميل لهما يتابع ما يحدث.
بينما ردت حلا : ما أنا أخدت الدوا وبقيت كويسه فقولت أقوم اشوف شغلي
ليصرخ فيها بضيق شديد : شغل ايه و هباب ايه، قولت لك تفضلي دايما في السرير لحد ما تبقي كويسه
ابتعدت عنه لتضع الصينيه على سطح المكتب وهي تردد دون النظر له : لأ معلش انا جايه هنا بشتغل امال هعمل ايه يعني هافضل نايمة في السرير و أخد مرتب على الفاضي
لم يروقه حديثها مطلقاً وقال : حلا أنتي بتقولي أيه ؟
فتدخل جميل: عندها حق يا ولدي ما هي خدامة، ودي شغلتها
لم يستثيغ غانم كلمة خادمة تلك جاء أن يتحدث لكن قالت حلا بتوتر وعينها تزوغ في المكان : أنا سمعت ان أنتوا محتاجين محاسب ، أنا اعرف واحد شاطر قوي في الحسابات ممكن اجيبهولكم
كان عقلها يعقد ألف حساب وحساب تبتسم داخلياً وهي تشعر بدنو هدفها أما جميل ف ينظر لها بحاجب مرفوع.
وغانم كل ما يهمه ويدور في عقله محاسب من ؟ ذكر؟ ومن اين تعرفه؟
فأجاب برفض قاطع من بين أسنانه : وده مين ده بقى؟ وتعرفيه ازاي يا هانم يا محترمة ؟
ليقول جميل بإبتسامة خبيثة : لو تعرفيه يا بنتي ومضمون هاتيه وانا أعينه من بكرة
***********