رواية الخادمه الفصل السابع 7 بقلم سالي
#الخادمة 7.
دخل الباشا الإبراهيمي فجأة على زوجته وصفية المتوجدتان بمكتبته.. فعرفته على صفية واعلمته انه من هذا اليوم ستكون مدرسة لحفيدتهما وابنتهما رقية.
فلم يبدي رأيه بالموضوع كل ماذكره ان الفتاة تشبه لحد كبير زوجته وتعطي بعض الملامح لبناته الثلاثة. ولم تنكر زوجته ذلك بل ايدته فيما قاله وذكرت له ان مصطفى ايضا كان له نفس ملاحظته مع إبتسامة وخجل صفية التي اضافت لها جمالا خاصا..
ولكن بعد ذلك إنقلبت إبتسامة صفية إلى بعض من الحزن واحست بالعنصرية من طرف الباشا بعدما سألها عن الطبقة التي تنتمي إليها وماكنية والدها..ربما يتعرف عليه بما انه ينتمي إلى عالم البشاوات.ففي الحقيقة لم يتوقع قط ان صفية معدمة لانها يظهر عليها الرقي وبما انها كذلك متعلمة فهذا يثبت اكثر انها من الطبقة التي يفضلها... هنا تدخلت زوجته وغيرت الموضوع بطريقة ذكية ثم إستأذنت من زوجها لتاخذ صفية تعرفها على رقية إبنتها..
فصعدتا إلى الطابق الاعلى وطرقت والدتها الباب لتستأذن بالدخول ولكنها إبنتها رفضت مصاحبة بعض من صراخها من داخل غرفتها بعدما اصرت والدتها ان تفتح لها الباب لكن دون جدوى.
فاعتذرت السيدة من صفية على سوء تصرف إبنتها وبررت موقفها ان حالتها تدهورت واصبحت ميزاجية منذ الحادثة وكلهم هنا يعاملنها بطريقة إستفزتها اكثر تظنهم انهم يشفقون عليها.
تاثرت صفية على هذه الفتاة البائسة واصرت في نفسها انها ستساعدها وتخرجها من حزنها
وبعد ذلك ذهبتا إلى غرفة مجاورة بها طاولة وكراسي واخبرتها السيدة ان هذه الغرفة ستكون المقر الذي تدرس به الاطفال.
وطلبت منها الجلوس حتى تحضر الصبيين لتبدأ لهما الدرس الاول قبل ان تعودا والداتهما من العمل ويعودان بهما إلى منزليهما المستقلين.
بعد مرور الايام والاسابيع تعودت صفية على افراد عائلة الإبراهيمي فردا فردا وكم اعجبت بتربيتهم وحسن اخلاقهم رغم ان مصطفى كثير الحركة ويحب كل الامور ان يجعلها هزلا ولصالحه إلا انه طيب ولايدع الحزن يسيطر على يومياته والدليل يوم سافر اصدقائه بدونه ولم يستطع حينها ان يقنع والده لاهو ولا والدته. غضب غضبا كبيرا. واضرب عن الطعام ليوم كامل. وفي الغد كانت صفية الوسيطة التي جعلته يلين ويعود إلى الطعام ويعود كما كان لهزله ومزاحه مع الجميع..
اما رقية اخته كانت جد صعبة المزاج والتعامل ولكن قررت صفية ان تقتحم عالمها دون ان تستأذنها بطريقة سلسة وذكية..
ويوم إلتقت بها في الحديقة على كرسيها المتحرك. وجدت الفرصة لتتقرب منها اكثر. فعندما رأت رقية صفية تقترب منها من بعيد ابرمت كرسيها لكي لاتراها وجه لوجه او تحاول ان تتجرأ لتكلمها. لكن صفية هذه المرة ارادت ان تحدثها مباشرة.
_مرحبا آنسة رقية... انا صفية استاذة عدي ومالك هل تذكريني؟.
حركت رقية رأسها بالتأكيد دون ان ترد التحية بالكلام واردفت صفية.
_قالوا لي عائلتك انك على دراية بكل الادوية ومامفعولها على المريض.. وانا لو سمحت اود ان استشيرك عن إسم هذا الدواء هل مفعوله خطير حقا كما يقال..؟ فوالدتي مريضة منذ مدة وخفت ان اعطيها هذا الدواء بما انها لديها ضغط عال.
تمعنت رقية في الورقة المكتوب عليها إسم الدواء صمتت قليلا ثم تكلمت اخيرا.
_وهل والدتك لديها دواء خاص لتعديل معدل ضغطها.؟
_بالتاكيد. فلولا الدواء فهو يرتفع لها كثيرا
_ومعدل نسبة السكر هل هي معتدلة في جسدها؟
_في الحقيقة لم نقس لها معدل السكر في الدم لديها ولو لمرة واحدة.
_إذا قومي بذلك عند اقرب صيدلي وعندما تجدينه معتدل عندها اعطيها تشرب هذا الدواء فلا ضرر... والعكس
_شكرا لك آنستي.. فانت بأسئلتك هذه تثبتين انك على خطى طبيبة بارعة.
فابتسمت رقية عن غير عادتها ثم إنتبهت لنفسها وعادت حادة الملامح كما في الاول... وعندما ارادت العودة ساعدتها صفية في جر الكرسي المتحرك إلى الداخل. وهي تحدثها عن الدراسة وماوصلت إليه من تدهور والتي كانت تشاركها رقية في الحديث من حين لآخر بصفة رسمية... وعندما ارادتا الإفتراق في الردهة إقترحت صفية على رقية ان تأتي غدا صباحا وتأخذها معها إلى استاذة كانت تحبها كثيرا هي من ساعدتها بإقتراحها كتبا مميزة واسئلة سابقة تساعدها على المراجعة لكي تنجح بعامها هذا في البكالوريا بعلامة عالية ومقتدرة تدخل بها مجال الطب.
هنا إنقلبت رقية على صفية وخاطبتها بكل شدة وحزم.
_من قال لك انني اريد ان اكون طبيبة هل انت غبية ام تتغابين... هل رايت في حياتك احد مقعدا يحتاج إلى طبيب بحد ذاته يداوي مريضا..؟
ثم ابرمت رقية في الممر بسرعة متجهة نحو غرفتها.. ولكن صفية لم تدع الامر يمر مرور الكرام بل واجهتها مع نفسها واضافت..
_من قال لك انك مقعدة. فانت من فعلت ذلك بنفسك والاطباء شهود على ذلك.. انت من ألفت الحزن واعتنقت الالم واعتادت على الشفقة من الجميع لتظهرين نفسك امامهم انك مسكينة لاحول لك ولاقوة
عدمتي الإرادة في حياتك وتنازلت عن سعادتك والإستمرار من اول فرصة قدمت لك في الحياة... الله صحيح إبتلاك ولكن اعطاك فرصة عن دونك فمن كان معك في الحادثة فهم تحت التراب. ولكن انت من قتلت نفسك وانت فوقه على يديك... جعلتي من روحك ميتة وانت حية ومااقصى إختيارك بالموت على نفسك...
إذا انت الملامة الوحيدة هنا ولاذنب لاحد مما انت فيه لكي تعذبي به اهلك الذين يحبونك بشدة برايتهم لك هكذا وانت مقعدة ولديك الفرصة ان تمشي مجددا.
كل هذا الكلام ورقية واقفة في الممر مبرمة ظهرها لصفية تسمع لكلامها ثم إستدارت والدموع كانت غزيرة على وجنتيها لتنظر في عيني صفية ثم مضت إلى غرفتها واغلقت الباب وراءها لكي لاتتبعها خلفها..
وفي الصباح من كان ينتظر صفية على باب القصر ومتأهبا وعلى خير إستعداد هي رقية نفسها القاعدة على كرسيها المتحرك.
_يتبع
Sali Sila