رواية الخادمه الفصل السادس 6 بقلم سالي
#الخادمة 6.
في حديقة القصر كانت سيدته مع احفادها تسقي الورود وتنزع الاعشاب الضارة منها والاطفال يلعبون ويمرحون حولها وفي هذا تجد كثيرا راحتها بحياتها اليومية...إذ تبتعد وتهرب من كل الضوضاء وعن ذكريات الماضي المريرة مابين الخضارة وعبير الورود وعبق الزهور... وفي تلك الاثناء لحق بهم مصطفى وتشاكس مع الطفلين قليلا ثم طلب من والدته انه يريد ان يحدثها في امر هام... فنزعت والدته القفازات من يديها وتركت دلو الإستسقاء جانبا. وتقدمت معه نحو الكرسي ذو الارجوحة المتواجد في وسط حديقة القصر وجلسا معا لجانبي بعضهما البعض. ومصطفى يمزح معها تارة يقبل يديها واحيانا يلعب بشعر والدته تارة اخرى..
_مالذي تريده يامصطفى ادخل في الموضوع مباشرة.. اعلم جيدا حركاتك وتمسكنك حتى تقضي حاجتك ولاتظهر بعدها ثانية..
_دائما تتهميني ياامي. انا طيب ومسكين واريد فقط رضاك.
_مسكين...!!! سبحان الله مصطفى مسكين..!! .مع من تتكلم يامصطفى انا والدتك التي تعلم عنك كل شيء..ولكن لابأس..قل لي فقط مالموضوع الذي تريدني فيه ووالدك قام برفضه...والتي انا متأكدة من ذلك جيدا.
_من الآخر اريد ان تقنعي والدي ان يدعني أسافر برفقة اصدقائي إلى إنجلترا.
_ماذا؟؟ تسافر؟؟ وإلى إنجلترا مرة واحدة!! ومن اين جاءتك هذه الفكرة.؟! . إنتهيت من شراء الملابس الباهضة و شراء الدراجات والعربيات والان لم ينقصك إلى السفر.
_نعم اريد السفر رحلة إستكشاف مع زملائي. وجواز السفر اصبح لدي. فاصدقاء والدي قاموا بالواجب واكثر.
_ياسلام انت مرتب كل شيء إذا... ووالدك لماذا لم يقبل؟
_لااعلم عندما اخبرته قام الدنيا ولم يقعدها وطلب مني ان اخرج الفكرة من رأسي نهائيا
_اكيد. تعلم جيدا يامصطفى ان والدك متعلق بك كثيرا ولايطيق الإبتعاد عنك ولو للحظة فمابالك تفصله عنك بحار وبلدان.
_ ولكن انا لست طفلا ياامي عليه ان يعلم ذلك جيدا. ولن ابقى سجين القصر حتى هو يقتنع انني لن اطير مابين يديه وادعه وحده..
_الامور لاتفسر هكذا يامصطفى على كل حال سأحاول.
_اعتمد عليك ياامي فموعد السفر بعد اسبوع
_سيدتي هناك فتاة تدعى صفية تنتظرك
_حسنا قل لها انني آتية في الحال..
_امي يقصد تلك الخادمة؟؟
_نعم هي..
_مالذي تريده منك.؟.
_ان تعمل في القصر... والعمل اصبح شاغرا لها منذ الآن.. مصطفة لاتكثر الاسئلة دعني اذهب لملاقاتها وانت احضر عدي ومالك معك
رحبت السيدة بصفية وادخلتها معها إلى مكتبة القصر. التي إنبهرت صفية بعضمة وكبرها بكل محتوايتها من كتب مرفوفة في الخزائن المخصصة للكتب تصل إرتفاعها للسقف. وبعض التحف المنشورة هنا وهناك في الزوايا والتي يظهر عليها ندرة وجودها من القرون الوسطى.. وماعاد إليها عقلها وبصرها إلا عندما نادتها السيدة بإسمها.
_هل اعجبتك المكتبة ياصفية
_رائعة سيدتي لم ارى ذلك من قبل حتى في مكتبات المدارس
_انها لزوجي خصصها له ولاولادي قصدي بناتي فقط فهم كذلك من عشاق المطالعة.
_جميل جدا
_إن إحتجت إلى بعض الكتب لتساعدك في دراستك فلا تخجلي... خذي منها ماشئتي وعندما تنتهين رديها فقط إلى مكانها..
_شكرا جزيلا لك سيدتي. إختصرتي لي مشواري الطويل إلى المكتبة العامة المتواجدة في وسط البلد.. فشكرا لك مرة ثانية..
_لاتشكريني ياصفية فهذا ايضا يساعدك على عملك الجديد..
_عملي..!! كيف؟
_من هذه اللحظة ستكونين استاذة تقوم بتعليم احفادي عدي ومالك ولدي بناتي... وبما انك متفوقة في دراستك. ستساعدين كذلك في تدريس إبنتي الصغرى التي لديها إمتحانات البكالوريا في الشهر القادم... سأعرفك بها لاحقا. ولكن اريد ان انبهك فقط ان إبنتي تمر بحالة نفسية بعد وقوعها لحادث مأساوي كاد ان يؤدي بحياتها. ولكن الله ستر والحمد لله على قضائه.. فخلف في نفسها اثر كبير لاتريد احد ايا كان ان يعيد امامها الحادثة وخاصة ان الحادثة جعلتها مقعدة على كرسي لاتود ان تعالج بالطريقة التي قدمها لها المعالجون الفزيائيون.
هنا دخل عليهما الباشا محمد الإبراهيمي زوج السيدة والدة صفية ووالدها الحقيقي الذين يلتقون في نقطة واحدة ولااحد يعلم عن ماينسبه الواحد للآخر.
#يتبع
Sali Sila