رواية الخادمه الفصل التاسع 9 بقلم سالي
#الخادمة 9.دموع مرية لم تتوقف وهي مابين احضان صفية. وكأنها كانت تنتظر من يفتح جروحاتها التي ألمت بها والتي جعلت منها تعيسة لحد كبير في حياتها اليومية... وعندما هدأت قليلا قامت بمصارحة صفية عما تعيشه من بؤس..
_هذه خطيأتي الوحيدة بحياتي ياصفية وعلي تحملها بمفردي...
_والخطأ يصلح يامرية. ليس شرطا تكملين حياتك بهذه الطريقة الوحشية
_ولكن انا من إخترته غصبا عن والدي اللذان كان يرفضانه بشدة... كيف تريدين مني ان اقوله لهما.. ذاك الرجل الذي إخترته عن دون سواه واحببته بكل جوارحي وجدته مجرد رجلا سكيرا قذرا في سلوكه وتصرفاته
ضحك علي ياصفية كان كل كلامه كذب في كذب واقواله مزورة لاتمده بأي صلة بافعاله الحالية.. ندمت اني احببته وندمت اكثر اني تزوجته.. اصبحت اقترف منه ولااريده ان يلمسني او يقترب مني..
اعطيته فرصا كثيرة ولكنه لايستحق ذلك كان عندما يستفيق من ثمالته يطلب السماح ويقول انه لايعيد كرة ذلك. ولكن ذيل الكلب اعوج عمره لايعتدل.
_انت قلتها يامرية اشخاص مثل زوجك للاسف لن يعتدلوا مهما اعطيتهم من فرص وفرص. وتلك الفرص مجرد ايام وسنوات تضيع من عمرك.. سيمتص يامرية رحيق انوثتك وحيويتك. ستصبحين مجرد إمراة كئيبة ليس لها مستقبل ولا طموح.. ستتعودين الضرب والتعنيف وستجدينه انه امر عادي مع الوقت ومن حق كل إمراة ان يقوم زوجها بضربها. هكذا سيكون تخمينك يامرية إن ضللتي تسكتين عن حقك..
_وعدي ماذنبه ان يعيش بدون والده
_ومن اجل عدي انقذيه من مرض والده وانقذي بدورك نفسك..
عدي سيعيش في بيئة دون عنف سيكبر ليس بحوزته عقد او حقد انكما عيشتماه داخل قوقعتكما السوداء المغلقة.
_تعلمين ياصفية ان عدي اصبح يتبول كل يوم تقريبا. واحيانا انهض على بكائه ولايريد النوم بمفرده في غرفته بسبب خوفه.
_اليوم هو خائف وغدا سيزول خوفه ويصبح إنسان دون احاسيس او مشاعر. وسيتقبل العنف ويحتضنه ليصبح من يتبناه مستقبلا..
خمني يامرية إبتعدي عن هذا الرجل قبل فوات الاوان... انت لديك سند بحياتك ولست وحيدة. فامك لوحدها تغنيك عن مئة رجل تحت وطأة ظروفك هذه.. صارحيها فهي ستسمعك وستكون معك في محنتك. واكيد والدك كذلك لن يخذلك. وسيزيله من امامك كالشعرة التي افسدت صفاء الحليب.
_اعدك ياصفية انني سأفكر... والآن الوقت تأخر عليك لتعودي إلى منزلك دعيني انادي على عدي وسؤوصلك إلى منزلك في طريقي.
_شكرا لك مرية فالوقت تاخر فعلا وأمي الان ستقلق علي.
في تلك الاثناء وجدت مرية عدي نائما فأبت ان توقظه وقررت المبيت في القصر. فاخبرت مصطفى ان يوصل صفية لمنزلها بدلا عنها.
وبالفعل اخذ مصطفى عربته وصفية تركب امامه وطيلة الطريق لم يتخلى مصطفى عن هزله ونكاته وكن ضحكت صفية على حواديثه وشقاوته مع اصدقائه. كما صرح لها انه يحب اخت صديقه. وهو ينوي خطبتها بعد إنتهائها من دراستها وهكذا حتى وصلا إلى المنزل ومن كان ينتظر امام منزل صفية هي والدتها التي قلقت عليها وظنت انها وقع لها سوء اثناء عودتها..
_امي مالامر لما انت خارج المنزل.؟
_قلقت عليك بنيتي ظننتك وقع لك سوء بالطريق لاسمح الله..
_مرحبا سيدتي.. لاتقلقي عليها إبنتك مابين ايد امينة
_امي هذا مصطفى الذي حدثتك عنه إبن السيدة التي اعمل لديها.
_ااا انت مصطفى الشقي هههه مرحبا بني
_إذا هذا ماكلمتك عنه إبنتك عني... هي بذلك ظلمتني سيدتي..
_اكيد ظلمتك فانت إنسان طيب ورجل تستحق التقدير. فلولاك انت لما عادت إبنتي بمفردها في هذا الوقت المتأخر علي شكرك حقيقة بني.
_لاتشكريني فهذا واجبي... تشرفت بمعرفتك سيدتي.و تصبحان على خير..
دخلت صفية ووالدتها داخل منزلهما وبالكاد كانت تصمت والدتها وهي تمدح جمال وبهاء وقامة مصطفى التي اضافت له تميزا خاصا والكثير من الاسئلة لإبنتها عما يفعله بحياته وعمله وهل ينوي الزواج بهذا العمر الصغير... إلخ..
في الحقيقة كل الإهتمام وكثرة الاسئلة من قبل المراة نابع عن غريزة الام. الام التي تحس بقطعة من فلذة كبدها حتى وان لو قطعت صلتها به وهو جنين.. فهناك إحساس وشعور خفي يجذبها إليها دون ان تعلم ماهو. او لماذا.. ؟
وفي اليوم الموالي عند ذهاب صفية إلى العمل تفاجأت بوجود عربة الباشا مارة امامها لاتبعد كثيرا من مكان منزلها.. وسألت نفسها مالذي يأتي به في هذا المكان الغريب عن عالمه الخاص..!!!
#يتبع
Sali Sila