رواية عشق مهدور (كاملة جميع الفصول) بقلم سعاد محمد
﷽
#عشق_مهدور_الفصل_الاول.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بإحدي القُرى التابعه لـ.محافظة "كفر الشيخ"
تلك المحافظه التى تقع بمنتصف دلتا مصر، كذالك لديها ظهير يطُل على إحدي شواطئ البحر الأبيض المتوسط
كذالك هى أرض خِصبه
صباحً باكر
بـ سرايا فخمه وعتيقه تتوسط مجموعة من الأفدنه مزروعه ببعض أشجار "عين الجمل" وبعض الأشجار الأخرى المثمره، كذالك حديقة خاصه تُحيط السرايا بها بعض الزهور ونباتات الزينه
على صوت زقزقة تلك العصافير التى تسكُن بأعشاشها على فروع تلك الأشجار...
إستيقظت تلك المرأه التى بمنتصف الخمسين من عُمرها
نهضت تُهندم فراشها، ثم توجهت ناحية مطبخ السرايا، لم يمضي وقت طويل حتى آتت خادمه أخرى بمنتصف الثلاثينات ، ألقت عليها الصباح:
صباح الخير يا "رضوانه"
ردت عليها بإبتسامة موده:
صباح النور يا "إنتصار"،كويس إنك جيتي بدري يلا خلينا نبدأ نجهز الفطور.
تبسمت لها بقبول، ثم بدأن بإعداد الفطور
بعد قليل نظرت رضوانه الى ساعة حائط بالمطبخ ثم نظرت للخادمه الأخري قائله:
الساعه سبعه ونص ميعاد علاج الست "شُكران"
هروح أصحيها تاخد علاجها.
تسألت إنتصار بفضول:
هي الست شُكران عندها أيه،أنا شايفه ماشاء الله شكلها يقول عافِيه.
تهكمت رضوانه قائله:
يا بنتِ بلاش تتغري فى الوشوش والأجسام،ربنا العالم بالبشر بيخفوا قد أيه آلم ورا بسمه على وشوشهم وكمان هدوم بتستر آلام،يلا خلصي الفطور عشان كمان "آسعد بيه"هنا وكمان" آصف" والإتنين دول بيحبوا النظام وبيصحوا من النوم بدري، مش هغيب ورجعالك.
اومأت إنتصار لها
أمام إحدي الغرف
وقفت رضوانه تطرق على باب الغرفه بهدوء ثم توقفت لدقيقه ثم قامت بالطرق مره أخري حتى فتح "آسعد" لها باب الغرفه
أخفضت وجهها بالأرض وقالت:
صباح الخير يا آسعد بيه،أنا جايه عشان أفكر الست شُكران عشان تاخد علاجها.
تثائب آسعد قائلًا:
تمام،تسلمِ هى صحيت خلاص ياريت تحضري الفطور فى الجنينه، وكمان صحي الشباب.
اومأت رضوانه برأسها وإنصرفت.
أغلق آسعد باب الغرفه ونظر نحو شُكران التى نهضت من على الفراش تمدح فى رضوانه قائله:
والله رضوانه دى ولا أخت مبتفوتش ميعاد علاج ليا غير لما الاقها جايه تفكرني بيه.
رد آسعد بمدح لـ شُكران:
وهى كانت هتلاقى بيت تشتغل فيه زي هنا بقت مُقيمه فى السرايا وسابت دارها لبنتها تتجوز فيها.
ردت شُكران:
يعني بنتها كانت طردتها من الدار،
أنا اللى طلبت منها تقعد هنا بعد ما تعبت وهى وافقت حتى بنتها كانت معارضه بس هى اللى صاينه العيش والملح.
تهكم آسعد قائلًا:
آه طبعًا بقالها بتشتغل هنا أكتر من خمسه وعشرين سنه وساعدتك فى تربية الولاد.
ردت شُكران بإعتراف:
فعلًا والله كتر خيرها، بقولك أيه أنا كنت سمعت منها إنها نفسها تعمل حِج أو عُمره أنا بفكر السنه دي وأخدها معايا تحِج وأتكفل بمصاريفها كلها.
تهكم آسعد قائلًا بإستهزاء:
وماله خديها معاكِ أهى حتى تبقى تهتم بيكِ وتخدمك وإنت فى "الحرم".
إستغربت شُكران طريقة رد آسعد وقالت:
ليه إنت مش ناوي تروح تحِج السنه دي؟.
تنهد آسعد قائلًا:
لاء هريح السنه دي،الحِج هيبقى فى موسم جمع محصول المانجه، روحي إنت وإبقى خدي معاكِ رضوانه ونس.
بعد قليل فى المطبخ
طلبت رضوانه من إنتصار:
كده إنتهينا من تحضير الفطور هاخد أنا الصنيه دي أطلعها فى الجنينه، وإنتِ روحي صحي الشباب من النوم.
أومأت إنتصار رأسها وغادرت المطبخ وصعدت الى الدور الثاني بالسرايا، قامت بالطرق أكثر من على غرفتي(آيسر، سامر) الى أن قالا أنهم إستيقظا
ذهبت الى تلك الغرفه الثالثه، قامت بالطرق على باب الغرفه مره واحده وبهدوء، ثم تلفتت حولها تنهدت بإرتياح حين لم ترى أحد فتحت باب الغرفه بهدوء ودلفت الى الغرفه وأغلقت الباب بهدوء وقفت خلفه نظرت نحو الفراش،عضت على شفتيها بإشتهاء تخترق عينيها النظر الى ذالك النائم على بطنه شبه عارِ بالكاد شرشف الفراش يستُر منطقة خصرهُ فقط
إقتربت من الفراش تتأمل جسدهُ المُثير بنظرها يزداد بداخلها رغبة لمس جسده ليس فقط لمسه بل تشتهي الإنتشاء وتظفر بلمسات رجوليه منه...توقفت أمام الفراش تنظر لملامح وجهه الوسيمه والحاده فى نفس الوقت،كذالك تلك الخُصلات القصيره المُتدليه فوق جِبينه،كل شئ به مُثير يقودها رغبة إشتهاء،مدت يدها وكادت أناملها تلتمس ظهره لكن قبل أن تصل أناملها الى ظهره شعرت بيده القويه الذى أطبقها على مِعصم يدها وهو مازال نائم قائلًا بحِده:
أيه اللى دخلك لأوضتي.
شعرت بآلم قوي بيدها وإرتجفت وتعلثمت بالرد :
رضوانه قالتلى أجي أصحي حضرتك وأقولك الفطور جاهز فى الجنينه.
مازال يطبق بيدهُ على معصمها لكن فتح عينيه قائلًا بغضب:
رضوانه قالتلك إتسحبِ وإدخلِ لأوضتي،سبق قبل كده حذرتك ممنوع تدخلِ أوضتي،أنا عارف ظروفك كويس ومش عاوز أقطع رزقك،لو كررتِ دخول أوضتي وأنا فيها مش هراعي ظروفك وهطردك من الشغل هنا فى السرايا.
تعلثمت إنتصار حاولت التبرير بخوف قائله:
أنا خبطت على باب الاوضه كتير وحضرتك مردتش و...
قاطعها آصف بقوه قائلًا بتعسُف:
مش عاوز تبريرات كدابه دلوقتي غوري وإحذري ده آخر تحذير ليكِ.
بمجرد أن ترك معصم يدها هرولت بالخروج من الغرفه، وقفت جوار باب الغرفه تلتقط نفسها تنظر لآثر يده الأحمر الداكن فوق معصمها تنفست بإشتهاء، ثم تتلفت حول نفسها وغادرت تشعر بحسره من نصيبها مع الرجال.
بينما نهض آصف جالسًا على الفراش ومد يده سحب هاتفه من على طاوله جوار الفراش قام بفتحه،لمعت عينيه لتلك الصوره التى ظهرت بخلفية شاشة الهاتف،تنهد بإشتياق قائلًا:
صباح الخير يا حبيبتي.
أنهي قوله وهو يضغط على ذر الإتصال،ينتظر الجواب، الذى لم يآتى بعد تكرار أكثر من إتصال،زفر نفسه بغضب وألقى الهاتف على الفراش ونهض يتوجه ناحية حمام الغرفه...أنعش جسدهُ بحمام بارد،ثم خرج من الغرفه،جذب الهاتف مره أخري يحاول الإتصال،لكن لا جواب أيضًا...تنهد بضجر قائلًا:
أكيد قاصده متردش عليا،ماشى يا بنت "الغتوري".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
بحديقة تلك السرايا على طاوله كبيره أسفل مضله كبيره أيضًا
جلس على رأس تلك الطاوله
آسعد وعلى يمينهُ كانت تجلس شُكران
تبسمت لأولادها الثلاث شباب اللذين بداوا يتوافدوا واحد بعد آخر...كان آخر من وصل آصف
تحدث آيسر بمزح:
دايمًا متأخر يا سيادة المستشار،طبعًا بحُكم شُغلك كـ قاضي دايمًا الحُكم آخر الجلسة.
جلس آصف على مقعده وإبتسم قائلًا:
بلاش إنت اللى تتكلم على التأخير، إنت ناسي ولا أيه،الطيار الوحيد اللى فى العالم كله بيوصل للمطار بعد صعود الرُكاب .
ضحك آيسر قائلًا:
عادي لما الطيار يتأخر عالطياره وقت الإقلاع لو إتأخر مش هيضُر، زى شُغل القضاء دايمًا تأجيل تأخير فى إصدار الحُكم حتى بعد الحُكم وقت على ما يتنفذ القرار.
تثائب سامر... نظر له آيسر قائلًا:
الوحيد المرتاح فينا هو سيادة الدكتور اللى قاعد عالسفره بيتاوب.
نظرت شُكران لـ سامر بشفقه قائله:
والله ده حاله يصعب، دايمًا نبطشيات بالليل.
غمز آصف لـ سامر بمرح قائلًا:
قولى أيه سبب نبطشيات الليل الكتير دي.
إرتبك سامر وتوتر قائلًا:
أبدًا، شغل الليل فى المستشفي بيبقى رايق مش زحمه زي النهار.
اخذت شُكران الحديث من سامر قائله:
بس مُجهد مش شايف وشك الباهت وكمان خاسس كتير.
غمز آيسر وآصف لـ سامر الذى قال:
طبعًا إنت واخد الدلع كله آخر الولاد ولازم شُكران هانم قلبها يبقى ملهوف عليه .
تبسمت شُكران قائله:
والله أنتم التلاته قلبي بيبقى ملهوف عليكم،آيسر قلبى بيبقى زى اللى مسحوب مني طول ما هو طاير بالطياره فى الجو لحد.ما يوصل للبلد اللى هو رايح لها ويتصل عليا يقولى وصلت بسلام،وإنت كمان شُغلك فى القضاء وكل سنه تخدم فى بلد شكل وأهو إنت السنه دي بتخدم فى محكمه فى "أسيوط" يعنى فى الصعيد،والصعيد كفايه عندهم مُشكلة التار اللى بنسمع عنها بتفني عائلات كامله، قولتلك باباك يتوسط لك فى الحركه القضائيه وينقلك لأى مكان يكون هادي.
تبسم آيسر بمزح قائلًا:
والمكان الهادي ده فين يا شوشو، جنبك هنا فى كفر الشيخ، ولا ينقلوه البحر الأحمر ولا الغردقه، هناك الموزز الروسيه أيه مش بعيد يرجعلك برقاصه من هناك،ويقولك المُدام.
ضحك الجميع،كذالك شُكران قالت:
والله أنا نفسي أشوفكم متجوزين وأفرح بولادكم أهو نسوانكم تبقى معايا ونس فى السرايا.
رفع أيسر يديه قائلًا:
لاء يا شوشو أنا مش بفكر فى الجواز أنا أحب أبقى على حريتي زي الطير كده يتنقل بين كل الأغصان.
ضحك آصف قائلًا:
طبعًا سيادة الطيار له فى كل مطار موزه ويمكن أكتر،طبعًا شركات الطيران بتختار المُضيفات بعنايه فائقه عشان الراحة النفسيه للطيارين فى الجو.
ضحك آيسر قائلًا:
فعلًا المُضيفات حاجه فوق الخيال، بس أخوك مش غاوي مُضيفات، أخوك واعي إفرض قامت عاصفه زى الفيلم بتاع فؤاد المهندس كده وإتجمع المُضيفات يحدفونى من الطياره، أنا بحب اللى مالهمش فى الطيران بالك رحلة أسبانيا الأخيره إتصاحبت على بنت بتشتغل فى الإستقبال،وقدمت لى خدمات كبيره،ماما كانت طالبه مني شوية هدوم ماركات جبتها بنص السعر ونفس الماركات كمان،وطبعًا أخوك إتوصى بها وجاب لها هدية شُكر...وقولت لها شُكران هانم مش بعيد لو شافتك
تجوزك الواد آصف.
صفع آصف آيسر على كتفه قائلًا:
بطل سخافه، أنااللى هتخار اللى هتجوزها ومش غاوي رمرمة... خليها تجوزها لـ سامر.
نظر آسعد لـ سامر الذى يأكل ولا يُشارك فى مزح أخويه قائلًا:
سامر مشغول فى الطب واخد كل وقته.
نظرت شُكران لـ سامر وقالت:
بسيطه نفتح له مستشفى خاص ويبقى هو مديرها ووقتها مش هيتعب فى النبطشيات.
نظر آسعد لـ سامر قائلًا:
مش أما يبقى يتخصص فى تخصُص الأول،ده لسه "ممارس عام" زميلته بنت "أيمن الغتوري" اللى كانوا بيذاكروا سوا، إختارت تخصُص أطفال.
نظرت شُكران لـ سامر الذى سآم وجهه ظنت أنه تضايق من حديث آسعد، وقالت:
سامر لسه يادوب مبقلوش سنتين متخرج من كلية الطب وفى دكاتره كتير متخصصوش ولهم شآن وبيفهموا فى المرض أكتر من الدكاترة المُتخصصين ذات نفسهم.
نظر سامر لـ شُكران بإمتنان صامتًا.
ــــــــــــــــــــ
بمنزل بسيط مكون من دورين
بالدور الأرضي.
دخلت سحر الى الغرفه وأشعلت ضوء خافت وتوجهت الى فراش هويدا وإنحنت عليها وضعت يدها على كتفها قائله بصوت مُخفض قليلًا:
هويدا إصحي.
تذمرت هويدا أثناء نومها وهمست بنُعاس سيبني أنام كمان شويه يا ماما.
تنهدت سحر قائله بنفس الصوت:
لاء يلا قومي عشان تجي معايا.
تسألت هويدا بنُعاس:
أجي معاكِ فين،سيبني أنام يا ماما النهارده الجمعه يوم الأجازه.
زفرت سحر نفسها قائله:
قومى وبلاش كسل،خلينا نروح السوق نشتري طلبات البيت.
تنفست هويدا بعمق قائله:
الوقت لسه بدري.
جذبت سحر الدثار من فوق هويدا قائله بإصرار:
قومي يا هويدا وبلاش كسل الساعه قربت تسعه زمان السوق قرب يخلص ومش بعيد نلاقى البضاعه إتنقضت... يلا قومي.
نهضت هويدا جالسه على الفراش قائله بغضب:
مفيش فى الدار غير هويدا عندك سهيله أهى نايمه صحيها تجي معاكِ السوق.
نظرت سحر ناحية الفراش الآخر بالغرفه بشفقه وقالت بتحذير:
وطي صوتك، أختك راجعه من المستشفى وش الفجر.
زفرت هويدا نفسها بسآم قائله:
يعني هى بتشتغل وأنا لاء ما أنا كمان بشتغل طول الأسبوع وعاوزه ارتاح يوم الاجازه وأنام براحتي.
تنهدت سحر بضجر قائله:
قومي يا هويدا شغل أيه اللى بتتعبي فيه،وكفايه إنك بتشتغلِ فى البنك بتاع البلد يعني مش بتركبِ مواصلات،وكمان بترجعى بعد أدان الضهر،غير يومين أجازه فى الأسبوع،قومي يلا وبلاش كسل،وبلاش تنوري نور الأوضه عشان أختك متصحاش.
نظرت هويدا ناحية فراش سهيله بحقد ثم قالت لـ سحر بسخط:
حاضر هقوم ومش هنور الاوضه عشان مسببش إزعاج للدكتورة.
زفرت سحر نفسها قائله:
هستناكِ فى المطبخ بلاش ترجعي تنامى تاني.
اومات هويدا رأسها بضجر ونهضت من على الفراش توجهت ناحية دولاب الملابس تعمدت فتح وغلق باب الدولاب بقوه حتى تُزعج سهيله،لكن سهيله غارقه فى النوم بسبب الإرهاق والإجهاد،كذالك تعمدت إشعال ضوء الغرفه وتركته ثم فتحت باب الغرفه وصفعته بقوه خلفها أيضًا.
ــــــــــــــــــــــــــ
عقب الظُهر
بمنزل أيمن
على منضده أرضيه قامت سحر بوضع طعام الغداء ساعدتها هويدا بضجر،نادت سحر على أبنائها وزوجها جاء الجميع وإلتفوا حول تلك المنضده، وعادت بعد لحظات تُمسك بيد سُهيله الشبه نائمه تستند على كتف سحر، تهكمت هويدا قائله:
إشمعنا صحيتها ساعة الأكل.
ردت سهيله وهى مازالت تشعر بخمول:
والله قولت لها مش عاوزه أكل وسيبني أكمل نوم بس هى مرضيتش، يلا هروح أكمل نوم.
أمسكت سحر يدها قائله:
إفتحي عنيكِ وفوقى خلينا نتغدا كلنا سوا وبعدها إبقى إرجعي نامي تاني بقية اليوم.
غصبًا فتحت سهيله عينيها وجلست أرضًا لكن تعمدت الجلوس جوار إيمن وإتكئت برأسها على كتفه بدلال قائله:
بابا حبيبي أنا بحبك اوى أكتر من ماما عشان هى مستقويه علينا.
تبسم أيمن قائلًا:
وأنا كمان بحبك، وماما كمان غرضها مصلحتك، يلا كُلي وبلاش رغي.
تبسمت سهيله ومدت يديها وأخذت تضع الطعام بفمها الى أن إنتهوا من تناول الطعام، نهضت سحر كي تضب بقايا الطعام، نهضت معها سهيله بينما هويدا سخرت من ذالك هامسه لنفسها:
كويس إنك خليتي عندك دم وشيلتي الأكل.
عادت سحر مره أخري ونظرت لـ هويدا التى مازالت جالسه وقالت:
قاعده كده ليه مش تقومى تساعديني أنا وأختك فى شيل الأطباق وكمان مين اللى هيغسل المواعين.
نظرت لها هويدا بغضب وقبل أن تتفوه تحدثت سهيله من داخل المطبخ:
خلاص يا ماما أنا وقفت عالحوض هغسلهم أنا.
نظرت هويدا لـ سحر قائله:
الدكتوره إتنازلت وهتغسلهم، هقوم أنا أعمل الشاي.
بعد دقائق وضعت هويدا تلك الصنيه المصفوفه بأكواب شاي، على طاوله بالغرفه وجلست على إحدي الآرائك جوار أخيها الأصغر الذى يلهو بالهاتف،
بينما جلست سهيله جوار أيمن وأخرجت من جيب منامتها بعض المال وقالت له:
أنا قبضت مرتبي إمبارح خد يا بابا الفلوس اللى كنت سلفاها منك.
تبسم أيمن قائلًا:
خلي مرتبك معاكِ.
تهكمت هويدا قائله:
خدهم منها يا بابا كلها كم يوم قبل نص الشهر هترجع تستلفهم منك تاني،اللى أعرفه إن الدكاتره بعد التخرج بيبنوا عمارات ويشتروا عربيات على أحدث موديل... شوفتِ سامر شُعيب مش زميلك أهو غير عربيته.
ردت سحر بتوضيح:
سامر أبوه هو اللى إشترى له العربيه، لو بشغله دكتور مكنش قدر فى الفتره دى يشتري بس رفرف فى العربيه،أختك كانت أشطر منه هو دخل كلية طب خاصه بفلوس أبوه.
تهكمت هويدا، وحاولت الإستقلال من سهيله قائله:
وإنت ملقتيش تخصص غير طب الأطفال.
ردت سهيله:
ماله طب الأطفال، أنا كان نفسي أتخصص طب نفسي بس فى مصر الدكاتره النفسين مش بيشتغلوا لانهم بيخافوا من الدكتور عكس فى اروبا وأمريكا وباقى دول العالم بيقدروا الدكتور النفسي جدا لانهم بيعترفوا إنه مفيد مش زى هنا فى مصر بيعتبروا زيارة الدكتور النفسى عيب كبير حتى لو راحوا له بيروحوا متخفيين،لان فى إعتقاد إن اللى بيحتاج لدكتور النفسى هما المجانين اللى لازم يعيشوا فى السرايا الصفره، أو العباسيه.
ضحك طاهر قائلًا بمزح:
فعلًا، وأكتر واحده عاوزه دكتور نفسي هى هويدا، بس بتكابر.
نظرت هويدا بغضب لـ طاهر وقالت له:
إنت بتتريق عليا.
تبسمت سهيله قائله:
لاء طاهر بيهزر معاكِ وهو كده هزار المهندسين بيقى غبي، مبيعرفوش يتعاملوا مع بنات، تدري ليش
عشان بيقولك مهندس الكمبيوتر ميعرفش حاجه أنثي غير مسطرة المسافات بتاع الكيبورد.
ضحك الجميع اشعل غضب فى قلب هويدا ولم تُشارك مزح أخواتها مع والدايهم، الى أن قال ايمن:
آه يا هويدا أنا قابلت عادل فى صلاة الجمعه وقالى هيجي عالعشا، حتى قالى إن خلاص تشطيبات الشقه خلصت وإتفق مع النجار عالعفش هيعمله عموله.
إبتسمت سهيله بإنشراح وهى تنظر لـ هويدا قائله بموده:
يعني هيبقى عندنا فرح قريب، أنا فرحانه أوي.
سخرت هويدا من رد فعل سهيله بداخلها تكره ردود أفعال سهيله هى الوحيده التى تفهم نواياها الحقيقيه أنها تفتعل تلك البراءه رياء منها لتحصل على حب وإعجاب الآخرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصرًا
بـ سرايا شُعيب
مازال آصف يحاول الإتصال لكن لا رد
تنرفز وألقى هاتفه فوق الفراش بضجر، بنفس الوقت صدح رنين هاتفه، للحظه إنشرح قلبه وتوقع من تتصل عليه، لكن خاب ظنه وهو يرى إسم المُتصل عليه، رد عليه بعد الترحيب تسأل الآخر:
فى مُستجدات حصلت فى قضية المُتهم اللى المفروض كان الحُكم فى قضيته بعد يومين، المُتهم كان تعرض لحالة تسمُم وهو فى السجن.
إستغرب آصف قائلًا:
قصدك أيه، يعني فى حد كان عاوز يموته قبل الحُكم بتاع المحكمه، طب ليه هو مُعترف بنفسه وكمان الأدله كلها ضده من البدايه، أنا راجع بعد بكره أسيوط، عاوز تقرير مُفصل بحالة المتهم ده كمان،كمان عاوز مستندات القضيه من أول توجيه الإتهامات لحد آخر دليل وصل للمحكمه.
أغلق آصف الهاتف وتركه على الفراش وخرج من الغرفه،ذهب الى صالة تلك الآلعاب الرياضيه الموجودة بالسرايا،بدأ بممارسة بعض الرياضات العنيفه،يشعر بغضب من تلك الذى حاول الإتصال عليها مِرارًا
***
دخلت رضوانه الى غرفة شُكران تبتسم لها...تبسمت لها شُكران
تحدثت رضوانه بإهتمام:
ميعاد الحُقنه بتاعتك النهارده والمفروض ده وقتها.
شعرت شُكران بآلم قائله:
مبتنسيش حاجه يا رضوانه،بس سامر عنده نبطشيه ومش هيجي غير بالليل خليها لـ بالليل لما يرجع يبقى يدهالي.
ردت رضوانه:
سامر مش هيرجع غير وش الفجر،تكوني نايمه،نشوف أى ممرضه أو نتصل عالصيدليه يبعتوا لنا حد بيعرف يدي حُقن.
ردت شُكران:
ناسيه إن الحُقنه فى الوريد،مش مهم حتى لو إتأخرت لبكره عادي.
ردت رضوانه:
لاء الحقنه دي لما بتتأخري فى ميعادها بتأثر على رِجليكِ أنا هتصرف.
تسألت شُكران بفضول:
هتتصرفي إزاي.
تبسمت رضوانه قائله:
هيكون فى مين غيرها سهيله بنت سحر.
تبسمت شُكران قائله:
والله وحشتني من زمان مشوفتهاش غير إيدها خفيفه كمان، رقم موبايلها معاكِ، مش يمكن تكون هى كمان فى المستشفى.
ردت رضوانه:
مش هنخسر حاجه أتصل على سحر وأسالها لو سهيله فى الدار تبعتها تديكِ الحقنه فى ميعادها.
أومأت شُكران لها بموافقه.
ــــــــــــــــــــــــ
بمنزل سحر
أنهت حديثها مع رضوانه ثم دخلت الى غرفة سهيله
تبسما حين رأتها مُستيقظه تجلس جوار هويدا تُشاهدان أحد المسلسلات عبر التلفاز
تحدثت لها:
الست رضوانه اللى بتشتغل فى سرايا شُعيب كانت بتسألنى إن كنتِ فى الدار أو لاء عشان الحجه شُكران ليها حقنه ولازم تاخدها،وسامر نبطشيه مش هيرجع غير بالليل.
سخرت سهيله لنفسها قائله:
طبعًا سامر شعيب من هواة نبطشيات الليل،حتى مش فاكر حقنة مامته هيركز فى أيه ولا فى أيه...
بينما نهضت قائله:
هلبس إيسدال على البيجامه وأروح اديها الحقنه بسرعه وأرجع.
تهكمت هويدا قائله:
هتلبسي إيسدال ليه مفكره نفسك رايحه الجامع تصلي العشا جماعه،إلبسي لك طقم حلو،يمكن تزوغي فى عينها مش كنتِ زميلة إبنها الصغير أهو يمكن ربنا يكرمك وتفكر فيكِ لواحد من ولادها.
تهكمت سهيله قائله:
المسافه بينا وبين السرايا مش كبيره،ولو هى عاوزه تفكر فيا لواحد من ولادها مش محتاجه تشوفني متزوقه،هى عارفاني من صُغري ناسيه إنى أوقات كنت بروح أذاكر مع سامر.
تهكمت هويدا قائله:
قصدك كنتِ بتروحي تاخدي دروس تقويه معاه من المدرسين اللى كانوا بيدرسوا له مخصوص.
ردت سهيله:
والله ما كان بيفهم منهم،كنت انا اللى بفهم منه وأرجع أشرحله تاني،والدليل انا كنت جايبه مجموع اكبر منه ودخلت كلية الطب بمجهودي لكن هو دخل كلية طب خاص بفلوس باباه.
قطعت سحر حديث سهيله قائله:
بلاش رغى كتير وكفايه يلا عشان ترجعي بسرعه.
غادرت سهيله الغرفه،بينما نظرت سحر لـ هويدا قائله:
مش عارفه ليه دايمًا بتحاولي تقللِ من شآن أختك.
توترت هويدا قائله:
وهقلل من شآنها ليه،أنا غرضي مصلحتها عاوزلها تتجوز فى الآخر واحد موظف عادي.
ردت سحر:
ماله الموظف مش مكفيكِ فى بيته،بلاش الطمع يعمي عينك وعيشي على قدك هتلاقى الراحه اللى تسوا كنوز،وبصي قدامك الست شُكران برغم الجاه والغني اللى بتملُكه جوزها فى الآخر راح إتجوز عليها،يمكن كانت تتمني تكون فقيره بس جوزها مفيش غيرها تشاركهُ فيها.
غادرت سحر وتركت هويدا التى تهكمت وسخرت قائله:
ماله ما يتجوز طالما عايشه على مزاجها وكل اللى نفسها فيه بيجي لحد رِجليها،مش بتضطر تستغني عن حاجه نفسها فيها بسبب الفقر.
ــــــــــــــ
بسرايا شعيب
تبسمت سهيله لـ رضوانه التى إستقبلتها بحفاوه وإصطحبتها الى غرفة شُكران
لم ترا عين ذالك الحانق الذى رأى دخولها الى السرايا،شعر بغضب لكن لم يستمر طويلًا
بينما إنتهت سهيله من إعطاء شُكران الحُقنه،تبسمت لها قائله بود:
بالشفا يا طنط.
تبسمت لها رضوانه وشُكران التى شكرتها بود:
تسلم إيدك محستش بوجع الحقنه، من زمان مشوفتكيش، ناسيه إنك متربيه هنا.
تبسمت سهيله قائله:
أبداً والله يا طنط حضرتك كنتِ وحشاني، بس إنت عارفه ان كنت بقضى فترة التكليف فر مستشفى فى الفيوم ويادوب لسه راجعه هنا من مده قصيره.
تبسمت لها شكران قائله:
طب إبقى إسألي عليا بقى بعد كده.
تبسمت سهيله قائله:
عيوني يا طنط، هسيبك ترتاحي وأنا كمان النهارده أجازتي وكنت نبطشيه ليل إمبارح.
تبسمت لها قائله:
طيب يا حبيبتي إبقى سلميلي على ماما.
تبسمت سهيله حين نهضت رضوانه كي تصطحبها الى باب المنزل، قالت لها سهيله:
خليكِ مرتاحه يا طنط أنا مش غريبه وعارفه طريق باب السرايا.
تبسمت لها رضوانه قائله:
ربنا يريح قلبك يا بنتِ.
خرجت سهيله من غرفة شكران وسارت بالرواق
لكن
أثناء سيرها ببهو المنزل فوجئت بمن جذبها من عضد إحدي يديها وسحبها الى داخل أحد الغرف،ثبتها خلف حائط جوار الباب وأغلقه، ترك عضدها وحاصر جسدها بين يديه ينظر لها بإشتياق مُبتسمً
بينما هى أثرت الخضه على وعي عقلها للحظات، وإرتبكت حين تفاجئت بنفسها محاصره بين يديه والحائط خلفها، شهقت بإندفاع وقامت برفع يديه تدفعه من صدرها كى يبتعد عنها...لكن لم يتزحزح
ضحك قائلًا:
بتصل عليكِ من الصبح، مش بتردي عليا ليه.
دفعته بيديها أقوي قائله بدلال:
أنا طول النهار كنت نايمه، موبايلى مقفول أساسًا.
ضيق عينيه بلؤم قائلًا:
وموبايلك المقفول بيرد وإنتِ نايمه على إتصال الحجه شُكران.
تبسمت قائله:
لاء.. الحجه شُكران إتصلت على ماما وهى صحتني من النوم عشان آجي أديها الحُقنه فى ميعادها، عشان "سامر" عنده نبطشيه ومش هيرجع غير نص الليل... وبعدين إبعد عني، وخليني أمشى، إفرض حد من اللى فى السرايا شافنا يقول عليا أيه.
نظر لها وتبسم قائلًا بحِده:
يبقى حد فيهم بس يجيب إسمك على لسانه.
مازالت تدفعه بيديها وتهكمت بسخريه قائله:
طب إبعد عني بقى عاوزه أرجع أكمل نوم بقالى كم يوم كنت نبطشية ليل.
تمركزت عيناه على شفاها وهى تتحدث،تملك منه الشوق أن يتذوق شفاها تراخت يديه للحظه لم ينتبه وتزحزح لخطوه بسبب دفعها له ، لكن سُرعان ما عاود حصارها وإنحني وكاد يُقبلها، لكن كانت حَذره وإنحت وخرجت من أسفل يديه سريعًا، فتحت باب الغرفه وخرجت منها تكبت بسمتها حين سمعته يزوم بغضب، لكن خرج خلفها مباشرةً يقول بـ غيظ:
هستناكِ بكره فى البُحيره.
نظرت خلفها له بدلال وتحدي وتبسمت قائله:
بكره مش فاضيه عندي شغل فى المستشفى ومش جايه.
نظر لها وقال بتصميم:
هاتجي، عشان لو مجتيش أنا اللى هجيلك المستشفى وهتشوفي أنا هعمل أيه مش هيهمني حتى وزير الصحه.
تبسمت له قائله:
مغرور بمنصبك يا سيادة المُستشار،بس غرورك ده ميمشيش معايا.
تبسم لها بغرور وزهو قائلًا:
مش مغرور بمنصبِ،أنا آصف آسعد شُعيب، وفعلًا إنتِ الوحيده اللى مش بعرف أتغَر عليها، عشان أنا مغرور بعشقِ ليكِ،وهستناكِ وبحذرك بلاش تتأخري.
خجلت من قوله وقالت بتهرب:
هفكر، وحسب الوقت اللى هفضى فيه، باي.
عاودت السير نحو الخروج من باب السرايا وهو يتابع بعيناه سيرها الى أن غابت عن نظره، تنهد ببسمة إشتياق.
ببينما رأت ذالك إنتصار وشعرت بالبُغض لـ سهيله ولولا خوفها من رد فعل آصف كانت إفتضحت أمر تلك الطبيبه الخادعه من البدايه...كبتت شعور الغيظ بداخلها.
ـــــــــــــــــــــ
باليوم التالى صباحً
بسرايا شعيب
بتلك الغرفه الرياضيه
رغم أنه أصبح كهلًا وتخطي عمرهُ الخامسه والستون
لكن مازال ببُنيه جسديه رياضيه كذالك يمتلك عنفوان الشباب وهو يقوم بالتمرين على تلك الأجهزه الرياضيه
دخل عليه آصف مازحً:
عاش شيخ الشباب.
وضع آسعد ذالك الثُقل الذى كان يتمرن عليه مُبتسمًا
يقول:
تعالي نتمرن سوا.
تبسم آصف قائلًا:
سبقتك وإتمرنت كنت هقولك نادي على آيسر او سامر، بس آيسر سافر القاهره من شويه، وسامر أكيد نايم.
تبسم آسعد قائلًا:
سامر حتى لو مش نايم ميشجعش عالتمرين، يشيل اقل وزن وينهج بعد ما يعمل إتنين ضغط، إنما إنت ما شاء الله، رغم إنك بتدخن بس عندك عزيمه قويه.
تبسم آصف قائلًا:
فعلاً التدخين عادة سيئه بتمني أقلع عنها مستقبلًا.
تنهد آسعد بآسف قائلًا:
التدخين زى الستات تقول هتوب عنهم بس تلاقى نفسك بتنجذب لهم غصب عنك.
همس آصف مازحً:
أفهم من قصدك إن الرابعه عالطريق.
زفر آسعد نفسه مُبتسمً يقول:
لاء للآسف واضح إن التالته تابته، بس إنت متشيك كده ورايح فين عالصبح، أيه رايح تقابل بنت.
تبسم آصف قائلًا:
لاء عندي مشوار مهم لازم أعمله قبل ما أسافر أسيوط بكره الصبح.
غمز آسعد له سائلًا بمرح:
وايه هو المشوار المهم أوي ده؟.
تهرب آصف من الرد قائلًا:
هسيبك تكمل التمرين، عاش يا شيخ الشباب.
غادر آصف وقف آسعد للحظات ينظر له، شعر بغبطه لديه تأكيد أن آصف لديه حبيبه يُخفيها...
شعر بغصه فى قلبه كم تمني أن يعيش شعور شاب عاشق لإمرأه لكن كان نصيبه الزواج من ثلاث نساء لم يقع بحب إحداهن كُن فقط زوجات او بالأصح صفقات، لكن حين هوا قلبه ووقع بالعشق كان مُتاخرًا بعد أن خطفها الموت باكرًا تحت إطارات سيارة دهستها لترحل على الفور تاركه ذكري "إبتهال" فى قلبه.
ـــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى التى تعمل بها سهيله.
ذهب أحد العاملين الى غرفة الأطباء وأخبرها أن هنالك من ينتظرها بغرفة الكشف، نهضت وتوجهت الى غرفة الكشف، بمجرد أن خطت قدميها داخل الغرفه، إنفزعت حين أُغلق باب الغرفه وجذبها من يدها وثبتها على حائط جوار الباب وحاصرها بين يديه،
إذردت سهيله ريقها وقالت بصعوبه وغضب:
آصف
مش هتبطل الحركات السخيفه دي، وبعدين أيه اللى جابك هنا دلوقتي، وبعدين إبعد عني إنت ناسي إننا فى مستشفى ودي أوضة كشف.
نظر آصف لعينيها ثم لـ شفاها قائلًا:
جيت أفكرك بميعادنا النهارده عالجزيره وأقولك متتأخريش زي عوايدك.
شعرت سهيله بإرتباك وحاولت دفعه قائله عن قصد:
براحتي، وقت ما أخلص نبطشيتي أبقى أفكر فى هيافات.
نظر لها وضيق بين حاجبيه قائلًا:
هيافات يا دكتوره، واضح إنك متعرفيش بتتكلمي مع مين.
تبسمت له قائله:
عارفه بتكلم مع مين يا سيادة المستشار، بس أنا لو صرخت دلوقتي أكيد أمن المستشفى هيدخل وبالموقف ده تعتبر بتتهجم عليا فى وقت عملي، يعني إعتداء على موظف حكومي.
ضحك آصف بإستمتاع ثم إقترب من أذنها وهمس قائلًا:
بسيطه طالما كده كده فيها قضية إعتداء يبقى أنفذ الإعتدااااا
كاد آصف أن يُقبل سهيله لولا أن صرخ بخفوت من ذالك الآلم وحرر سهيله من أسرها بين الحائط وجسده، نظر لها وجدها تضحك، تضايق قائلًا:
إنت بتشُكيني بـ سِن الحقنه.
رفعت سهيله تلك سِن السرنجه بيدها قائله:
متخافش إنت كنت أول إستعمال للحُقنه، خساره كده لازم تترمي مينفعش أستعملها تانى غير لو قربت مني، ودلوقتي إتفضل إنت معطلني عن أداء وظيفتى.
نظر لها بغضب قائلًا:
تمام يا سهيله كل ده بحوشه ليكِ، بس يتقفل عليا باب واحد هنتقم من ده كله، ومتتأخريش المسا هستناكِ عالجزيره.
تهكمت سهيله قائله:
براحتي، ومش عاجبك تقدر تلغي الميعاد.
نظر لها آصف بغيظ قائلًا:
قدامك شهور وأنهي فترة إنتدابي فى أسيوط وهنتجوز فى الاجازه القضائيه.
ردت سهيله بإستبياع:
قول إن شاء الله، بين لحظه والتانيه كل شئ بيتغير إحنا فى عصر السُرعه يا سيادة المستشار
ـــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان
بـ أسيوط
أثناء سير بالطريق من أجل الذهاب الى المحكمه التى يعمل بها، فجأه ظهرت دراجه ناريه تحاول تضيق الطريق على السيارة الذى يستقلها مع سائق خاص، حاول السائق الإبتعاد عن طريق الدراجه والتجنُب منها، لكن كان قائد الدراجه أصبح يتعمد الإحتكاك بالسياره
كان آصف يجلس بالخلف يُدخن مُنشغل بقراءة ذالك الملف، لكن بسبب تحركات السياره الزائده إنتبه للسائق قائلًا:
فى أيه؟
رد السائق:
مش عارف يا باشا سواق الموتوسيكل يظهر سكران أو متعاطي مخدرات ومش مركز فى طريقه.
بنفس اللحظه سمع الإثنين صوت إحتكاك الدراجه الناريه بـمعدن السياره، ليس هذا فقط بل توقف السائق فجأة حين أصبحت دراجه ناريه تأتى بسرعه قويه تندفع نحو السياره، كذالك دراجه ناريه أخري ظهرت خلف السياره، ليس هذا فقط، بل زاد بأصوات طلق ناري.
نظر آصف للسائق عبر مرآة السياره قائلًا بثبات:
واضح جدًا إن فى عملية إغتيال جديده النهارده ومين المقصود بها سوق العربيه بسرعه ومتوقفش مهما حصل حتى لو إتصادمنا مع الموتوسيكل.
«يتبع»
للحكايه بقيه.