رواية ويشاء القدر الفصل الثالث 3 بقلم شيماء ابو زيد
الفصل الثالث :
{بنتي هبة قولي اي حاجة بس متفضليش ساكتة كده}
قالتها مامتها بعياط على امل انه هبة تنطق بقالها ساعة من لما صحيت وهي بتبص قدامها وسرحانة حاولو معاها كثير انها تقول اي حاجة بعد ما ادركت الحقيقة هي كانت عارفة لانها مش حاسة برجليها .
{ممكن تسيبوني معاها لوحدنا شوية لو سمحتوا }
اخيرا ادخل سامر فخرجوا وفضل هو بس لي معاها
قرب الكرسي لي هناك من السرير شبك ايديه الاتنين بيحاول يلاقي اي كلمة يواسيها بيها لانها من ملاامحها
لي انطفت انها كاتمة جواها من عينيها لي مليانين دموع
من شفايفها لي بتتحرك وهي بتعض عليها عشان تكتم رغبتها في العياط اتنهد وعارف انه الموضوع صعب عليها جدا حاول يلفت انتباهها فسحب تليفونه واتكلم :
{انتي ليه بعتيلي المسدج ده وطلبتي نسيب بعض من غير سبب }
غمضت هبة عينيها هو بيزود عليها وجعها اكتر وفتحتهم
وبصوت يرجف جاوبته :
{انا عارفة كل حاجة انا كنت هناك شفت لهفتك عليها اول مالمحتها شفت عينيك لي بتلمع وانت بتبص عليها كل ده كان لازم يكون حقي انا انت وعدتني انك مش هتجرحني بس كل لي شفته منك ناحيتي برود انا بحاول اعرفك واقرب منك واخليك كل دنيتي وانت بتصدني بس انا بعفيك }
مسحت دموعها بعنف وكملت بصوت ثابت:
{انا كنت دايما ولازلت للحظة دي حمل تقيل عالكل ابويا لي تعب مني وامي واخويا لي مرحموش ضعفي وعايزين يبيعوني لاي حد لما جيت اتقدمتلي فرحت اوي قلت هرتاح هلاقي سند
قطعت جملتها ضحكة تريقة منها وكملت:
{بس لاسف طلعت زيهم كل حد فيكم جرحني وانا ساكتة وبقول معلش بس من انهاردة خلاص هعيش لنفسي وبس مش عايزة حاجة من حد وانت ربنا يوفقك مع انفال هي تستاهل كل خير هتريحك واظن انت عارف حالتي دلوقتي فمش هفيدك بحاجة }
ادته ظهرها ونامت وكتافها بتتحرك عرف انها عايزة تعيط بس مش حابة تضعف قدامه فضل مكانه مش عارف يقول ايه فاجأته بكلامها حاول يبرر
{هبة انا }
صوتها المخنوق علي فجأة وهي بتقول:
{لوسمحت عايزة ارتاح مش عايزة اسمع اي حد }
طلع من اوضتها ومن المستشفى كلها لف لورا لما شاف مامت هبة بتندهله مسكت ايده وهي بتبكي
{ماتسيبهاش وهي كده يا سامر اتجوزها وخليها على اسمك ولو عايز بعدين تتجوز تاني حقك بس ماتسيبهاش هيوقف حالها اكتر ماهو واقف كانت برجليها ومحدش بصلها مين هيرضى بيها وهي كده }
سابها وهو مدايق من طريقة كلامها على بنتها الوحيدة حس بمعنى كلام هبة لي قالته قبل شوية فضل يتمشى بيحاول يوصل لقرار يرضي فيه كل الاطراف فجأة عينيه لمعت بأصرار وهو بيهمس :
{خلاص انا لقيتها ده هو الحل }
مر شهر عالاحداث دي وحالة هبة النفسية بتسوء يوم عن يوم فتحت مامتها الاوضة بتقول :
{الغدا جاهز تعالي كلي معانا بدل مانتي دايما لوحدك هنا}
مردتش هبة عليها وده حالها من لما خرجت من المستشفى
وهي مش طايقاهم لوت سوسن بقها وقالت:
{عنك مااكلتي }
وهبدت الباب وراها خدت نفس وخرجت بالكرسي المتحرك بتاعها قعدت في الصالون مسكت الريموت بنتفرج جه مروان خده منها زعقت وهي مش طايقه نفسها {غيرت ليه انا هنا بتفرج }
رمى الريموت عالارض بيقول وهو بيعدل قعدته
{حلي عن دماغي مش ناقصك انتي كمان باين الضرب وحشك مانتي زي البهيمة مابتفهميش غير بالضرب }وقف متوجه لطاولة الغدا وهي كمان قعدت قصاد باباها ومقهورة من اخوها لي من لما بقت كده وهو بيحتقرها ويقلل منها
مكنش ليها نفس تاكل اي حاجة فضلت تبص لمامتها واخوها بكره غصب عنها اتكلم مروان من غير مايرفع راسه وهو مركز فأكله بيقول بعصبية :
{بطلي بصاتك دي لاحسن اقوملك وبدل ماانتي بس رجليكي لي مشلولة هشل جسمك كله }
بدأت تتنفس بانفعال كل يوم بيعدي بيعايرها وبيضغط عليها اكتر من اليوم لي قبله مسكت صحنها الفاضي وادته بيه على دماغه بعد مارمته ع طول ذراعها وقع ماسك راسه لي بتنزف وبيبصلها بصدمه من شكلها كانت بتضحك بشكل هستيري وبتعيط في نفس الوقت مسكها جلال بيحاول يهديها بس مفيش فايدة فضلت عالحال ده ربع ساعة وجلال بيقرأ عليها قرآن وسوسن بتلف راس مروان وبتحسبن عليها وبتقول
{اتصل بسامر خليه يعجل في ميعاد كتب الكتاب دي باين اتجننت والحادثة اثرت على دماغها }
هديت شوية من نوبة الضحك لي جاتلها وسندت راسها ع كتف باباها مسكت ذراعه بترجف وبتقول :
{ممكن تتصل بسامر تخليه يجي في حاجة لازم اقولهاله ارجوك }
فضلت تكرر في الجملة دي اكتر من مرة باس جلال راسها ومسح دموعها بيجاوب:
{هشش اهدي حاضر هعملك لي عايزاه بس اهدي ماتوجعيش قلبي عليكي بالشكل ده }
بصت لاخوها بجمود وكأنها اخر مرة هتشوفه وهو يتوعد لها ودخلت اوضتها مستنياه بتحاول ترتب كلامها لي هتقوله شهر كامل من اخر مقابلة ليهم في المشفى ماسمعتش عنه اي حاجة كان بيتصل مع والدها وبس لانها عملتله بلوك من كل حاجة حتى انفال كمان جت زارتها بس طردتها ومارضيتش تقابلها
عدلت من وضع خمارها لما دخل عليها في الصالون
وفضل والدها يسيبهم يتكلموا براحتهم وهو قاعد من بعيد
حضنت هبة نفسها بدراعتها مكسوفة من لي هتقوله بس مجبورة رفعت راسها ليه وقالت بهمس وعينيها بتبص لكل حتة الا هو :
{خرجني من المكان ده ارجوك انا مش عايزة افضل هنا عارفة اني هكون حمل تقيل عليك بس}
نظراته كانت مليانة حيرة قصاد نظراتها لي بتترجاه حرفيا مش قادر يفهمها ابدا خد نفس
{كده كده كنت جاي عشان نتفق على ميعاد كتب الكتاب}
قاطعته بسرعة بتقول برجاء :
{مش عايزة فرح نكتب الكتاب ونمشي }
فرك راسه بتوتر وجاوب :
{حاضر الي يريحك يا هبة اهدي بس }
الوقت كان بيجري وهي بتحسبله بالساعات وصل ميعاد كتب الكتاب وقال المأذون جملته الشهيرة
"بارك الله لكما وبارك عليكما "
اتنفست هبة براحة اما هو كان هادي جدا زي عادته
جت مامتها تودعها بعدت هبة ورجعت بالكرسي لورا
وبصت لباباها مبتسمة وودعته كانوا طول الطريق ساكتين وصل بيها البيت ونزلها وحطها عالكرسي ودخل بيها لجوه
كانت بتفرك ايديها جامد لدرجة انها جرحتهم حست بيه بيحط ايديه بيحضن كفوفها وبيطبطب عليهم
{اهدي ياهبة ماتفكريش في اي حاجة ممكن }
بمجرد ماسمعت صوته الهادي لي مليان حنية اول مرة حد بيكلمها كده انفجرت بالعياط قربها منه وضمها ليه بحنان بيربت ع ظهرها بعد ما قعد على ركبه وفضل بيمسح على شعرها
{عيطي وخرجي كل لي كتمتيه من وقت الحادثة عيطي}
مع كل كلمة هادية منه عياطها كان بيزيد بعدت عنه بعد ماهديت بتعتذر :
{انا اسفة بس كنت تعبانة شوية و}
سكتت لما حست بكفوفه بتحاوط وشها وبتمسح دموعها
باس دماغها ووقف وراها بيجر الكرسي لاوضه محددة
وقف في نص بيقول وكان باين متوتر :
{ارتاحي انتي دلوقتي ونامي ماشي وحدة وحدة هنتعود وناخد على بعض }
سابها وراح لاوضة التانية وقفل الباب غمضت عينيها وابتسامة هادية زينت ملامح وشها وهي بتنطق اسمه بهمس كأنها بتستطعمه:
{سامر }........