رواية شبه قاتل ( الفصل الأول 1 )بقلم حمزه


 

رواية شبه قاتل الفصل الاول

( وليد) صحى من النوم مخلوع على الدق الشديد في الباب..​ قام يحك في عيونه لابس فردة سفنجة واحدة و جاري لى الباب و يلف في بشكير في وسطه لأنه متعود ينوم بى شورت.. فتح الباب.. ولما شاف الزول الكان في الباب بقى يعوج في خشمه و خت يده في راسه و إتشهق وقال:

- ياخي جاي بدري تدقدق خلعتنا كسرت الباب، براحة ياخ


( يسري) قال:

- ما أنا دقيت براحة لما زهجت، ودقيت شديد كمان لما زهجت و تلفونك يدق ما بترد


( وليد) كان عاوز يرد.. ( يسري)​ خت ليه يدو في خشمه :

- الساعة عشرة يا ( وليد)، باقي ساعة واحدة على مواعيد الرحلة، أمشى أستحم سريع عشان نكسب الزمن. 


( وليد)​ دخل الحمام و بدأ يتحمم و كأنه كان عارف ( يسري) ح يقيف جمب باب الحمام.. كأنه كانوا حافظين بعض وكل واحد بقرأ أفكار التاني..​ ( وليد)​ قال بى صوت عالي وهو بستحم:

- أمس كنت مع ( راوية) 


رد ( يسري) :

- دي ماعاوزة ليها ذكاء، ح تسافر يعني بدون ما تودعها بى قعدة حلوة كدا؟ 


( وليد) بقى يضحك.. قال:

- عارف الكان معانا منو؟، ( رضا)، عارف دا معناهو شنو؟


( يسري) قال بى سرعة :


- أكيد مسك القعدة على حسابه و بقى يناقش فيكم إنتو التلاتة


( وليد) جوا الحمام ضحك:

- كلمتك ( هُدى)؟ 


( يسري) بقى يضحك:

( رضا منضمة) دا ياخ، ما بحتاج يكلمني زول، كلنا عارفين أسلوبه من كنا في الجامعة، كان ماسك أركان النقاش على حسابه وزول بقدر يناقشه مافي


( وليد) زاد ضحكه:

- آي والله


( يسري) قال:


- بس بالجد وظف نضميهو دا كويييس في مجاله، ياخي أنا حضرت ليه جلسة قبل كدا، دا محَّن القاضي و المتهم و الشهود، والله أنا لما بقيت أضحك في المحكمة، لمن القاضي حدر لي


( وليد) إنتهى من الحمام و بدا يتنشف:

- والله هو نجيض لما غلط


- بس الزول دا بريدك شديد 


- والله يا ( يسري) أنا زاتي بريدو شديد، زول حربي ياخ ( رضا) دا


ومع آخر كلامه كان طلع من الحمام ينشف في شعره بالبشكير.. فجأة جا داخل ( رضا) يكورك:

- والله كويس، قاعدين تتونسو لي والطيارة باقي ليها أربعين دقيقة؟ 


( وليد) قال:

- المطار تكلة، كلها عشرة دقايق


( رضا) بقى يكورك و ينضم عن المواعيد و أهمية المواعيد و السفر و عوارض السفر والزول لازم يعمل حسابه و.. و.. و... ما سكت نهائي.. لحدي ما ( وليد) لبس وجهز شنطته و طلعوا وقفل باب شقته و ( رضا) لسة ينضم.


مشوا برا البيت قطعوا الشارع.. كانت في عربيتين صالون آخر موديل.. وكان واقفات جمبهن بنتين عسوووولات.. ( هُدى) خطيبة ( رضا).. و ( ملاذ) زوجة ( يسري).. الإتنين مربعات يديهن ماراضيات من ( وليد) عشان إتأخر.. ( هُدى)​ قالت :

- ما بدري؟ كان تكمل نومك! 


( وليد) سلم عليهم يضحك.. ( ملاذ)​ قالت:

- بتبالغ لكن


( وليد) يضحك:

- ما كله من صاحبتك، ساهرت بينا

✋ [ يقصد ( راوية) ] 


( هُدى) قالت:

- طيب أركب سريع عشان إنت إتأخرت  شديد بالمناسبة


( رضا) قال:

- والله كان أنا مدير بعثتكم دي ما تعتب سلم الطيارة، موش كان بقيت أشطر صحفي، والله كان تبقى... 


( هُدي)​ كوركت:

- ( رضا)، دا ما وقته يلا إتأخرنا


ركب ( يسري) و ( ملاذ) عربيتهم.. و ركب ( وليد) مع ( هُدى) في المقعد ورا.. و( رضا) كان سايق.


( هُدى)​ قالت جادة:

- ح تشتاق لى ( راوية) ؟


( وليد) إستغرب بربِّط في الكرفتة:

- دا سؤال شنو؟ 


- قصدي ( راوية) ح تقدر تتحمل غيابك عشرين يوم؟ إنت عارف المسكينة عندها ( القلب) وما ح تتحمل لو لا قدر الله حصلت ليك حاجة، متذكر حصل ليها شنو لما غبت عنها عشرة أيام لما مشيت ( كسلا) في مؤتمر صحفي؟ 


- هو أنا ماشي حرب يا ( هُدى)؟ ما دا برضو مؤتمر صحفي 


- آي، دا بس في ( كينيا) 


- ( كينيا) ، ( كسلا) كله في النهاية شغل، أنا ما بقدر أقول بمشى لى دا و دا ما بمشي لي، بعدين ( راوية) لازم تتعود على غيابي، ما معروف يمكن تجبرني الظروف في مرة من المرات أغيب كتير، بعدين ( يسري) الله يديهو العافية متابع حالتها و جرَْاح شاطر شديد ح يشيلا في عيونه






- ودعتها؟ 


( وليد) حك راسه وقال:

- أمس كنت مساهر معاها غشيت عليها، قلت ليها بجيك قبل أمشي المطار، بس أنا ما بقدر أتحمل دموعها وما بحب أشوفها حزينة


في الوقت داك وصلت العربات المطار.. ( هُدى)​ قالت لى ( وليد) :

- ما عندك زوق والله، كنت ح تسافر بدون ما تودع العسل دا؟ 


( وليد) فهم من كلامها إنه ( رواية) كانت في المطار.. عاين من ورا القزاز لقى فعلا" ( رواية) واقفة أنيقة كعادتها..​ لابسة جينز و قميص أبيض نص كُم..​ وشوز أبيض رياضي.. وخاتة و شاح خفيف ليموني على رقبتها شكل كرفتة.. كانت سمرا قمحية.. بس عيونها بُيييوض صافياااات..​ وسواد العيون أشد من البياض.. و نظراتها بريييييئة دااايما" تخلى الزول البعاين ليهن يقرأ الإحساس الرقيق الدافي جوا أعماق البِت دي.


( وليد) نزل من العربية لقى مدير البعثة واقف زعلاااان عشان إتأخر شديد..​ بس لقى خطيبته ( راوية) زعلانة أكتر.. المدير فهم الحاصل..​ أشر بى راسه لى ( وليد) معناها  ( ودع أصحابك بسرعة و حصِلنى في الجوازات).. ( وليد) ودعهم كلهم بسرعة.. وهم زاتو إختصروهو عشان يحصل الطيارة.


( وليد)​ مشى سلم على ( أبو راوية) الكان جا معاها لأنه ( راوية) مريضة بالقلب و حالتها الفترة الآخيرة ما كانت مطمنة.. عشان كدا الدكتور المتابع حالتها.. دكتور ( يسري) صديقهم.. كان مأكد عليهم إنه ماتطلع برا البيت براها مهما كانت الأسباب.. وكانت ( رواية) وحيدة أبوها بعد ما إتوفت أمها بدري..​ عشان كدا أبوها جا معاها لحدي المطار.


( وليد)​ بعد ودع أبوها اللي رجع ركب العربية عشان ( وليد) و ( رواية) ياخدو راحتهم.. ( وليد)​ وصل ( راوية) مدنقر راسه..​ شعره كان غزير.. وكان في هوا شديد بدا يهب.. و بقى وشاح ( راوية) الليموني يضرب في وش ( وليد) كأنه بعاتب فيهو.. ( راوية)​ قالت بى صوتها اللطيف الهاااادي:

- يعني كنت ح تسافر بدون ما تودعني؟ 

( وليد) قرب من ( راوية) مسك يدها وقال بى خجل :

- إنتي عارفة بحبك قدر شنو، بس والله مابقدر على دموعك، لما أشوفك بتبكي ولا حزنانة قلبي بتقطع، ما بقدر أتحمل


( راوية) ما ردت ولا بى كلمة.. حتى ملامح وشها ما ظاهرة لأنه الهوا بدا يزيد و شعرها بدا يغطي وشها.. ( وليد)​ قرب منها كانت واقفة زي التمثال.. حضنا عليهو و شم ريحة عطرها الفوَّاح و ريحة شعرها الحلوة..​ وإتمنى يدوم الموقف دا ساعات و ساعات..​ بس هو عارف زمنه جا خلاص.. مسك أناملها باس يديها الإتنين وقال و العبرة خانقاهو:

- عشان خاطري أسمعي دايما" كلام ( يسري) وخلي بالك من نفسك يا ( رواية) 


وبرضو المسكينة ماقادرة تتكلم.. كانت من النوع المابتكلم كتير..​ خصوصا"​ في المواقف ال زي دي.. كانت بتعشق ( وليد) حد الإدمان بس ماقادرة تتكلم.. بى سل روح زي ما بقولوا قالت بى صوتها الحنون:

- أبقى عافية


( وليد) دمعته جرت.. باس ( راوية) في راسها وقال:

- حاضر


رفع يدو ليهم كلهم من بعيد و أشَّر بى حركة معينة لى ( يسري) فهما ( يسري) إنه خلي بالك من ( راوية).. و جرى ( وليد) جري لما شاف مدير البعثة جاي طالع من الصالة مرة تانية و الغضب ظاااهر على ملامحه. 

_____________________________________________


نزلت الطيارة في مطار ( نيروبي) ونزل الركاب و قضّوا إجراءاتهم كلها..​ أفراد البعثة كان في بص منتظرهم.. بعد خلصوا إجراءاتهم


 ركبوا أخدهم لى جناح خاص في الفندق اللي ح يقعدوا فيهو فترة المؤتمر كلها..​ وكان واحد من فنادق ( نيروبي) الشهيرة.. بس كمان كان في حاجة مهمة شديد.. حاجة خطيرة.. وهي إنه البعثة جات في زمن كانت فيه ( نيروبي) كلها..​ شرطة و مواطنين و رجال أمن خاتين يديهم في قلوبهم بى سبب أشهر عصابة في ( كينيا) كلها..​ كانت كثفت نشاطها بى صورة ما طبيعية في الفترة الأخيرة.. يعني في نفس الوقت اللي زارت فيه البعثة ( نيروبي).. كانت العصابة شغالة قرف وما بترحم نهائي.. خصوصا" زعيمها المخيف جدا"..​ ( سامبو). 


بعد أخدوا كلهم راحتهم وإستحموا بعد نومة طويلة إتلموا في صالة الفندق مع مدير البعثة يجهزوا برنامج الفترة ال ح يقعدوها كااامل..​ مؤتمرات ومقابلات و حوارات مع مسؤلين و ممثلي الدول المشاركة في المؤتمر.. دا بالإضافة للرحلات الصغيرة و الحفلات غير الرسمية و جدول النزهات و إكتشاف المدينة في الأيام اللي ما ح يكون فيها مؤتمرات أو مقابلات تلفزيونية. 


وعدت الأيام والبعثة كلها ملتزمة بالخطة زي الحلاوة.. كانت أيام حلوة شديد..​ لحدي ما جا اليوم العاشر.. اليوم اللي كان البعثة معزومين فيه لى حفل تنكري.


 طبعا" دا شي غريب شديد بالنسبة للبعثة كسودانيين لأنه نحن ما عندنا حاجات زي دي.. وكان الرحلات و الحفلات الترفيهية حاجة إختيارية لكل البعثات المشاركة..​ اللي ما حابي يمشي..​ عادي.. عشان كدا بعثة السودانيين كلهم فضلّوا يقعدوا يتابعوا أخبار السودان و البرامج السودانية وما يمشوا الحفل التنكري.. إلا ( وليد)..​ الإنجليزي بتاعو رابط شديد و بحب الإجتماعيات و التعارف وكدا.. خصوصا" ( وليد) حب ( كينيا) شديد..​ كانت رهيييبة شديد تقول مافي أفريقيا.. كانت قطعت أشواط كبيرة في


 التحضر على ( الطريقة الغربية) و تحديدا" ( نيروبي) اللي شالت من دول الغرب الكتيييير من العادات الحلوة في الثقافة و العِلم و البنية التحتية.. بس شالت برضو كمان ثقافة العصابات و الجريمة المنظمة.


أفراد البعثة كلهم فاتحين التلفزيون مبسوطين.. (وليد) كان يادوب طالع من الحمام.. المدير  قال لى ( وليد) :

- ألبس سريع الناس ديل منتظرننا  تحت عشان الحفلة باقي ليها نص ساعة و الشارع زحمة، نحن بننزل نتحرك في البص الأول


( وليد) إستغرب..​ المدير فهمه عشان كدا قال ليهو:

- أقنعتهم أنا يمشوا يتفرجوا ساي، ما ح يخسروا حاجة زايدا" العشاء مفتوح


( وليد) طلع التنكر الأداهو ليهو صاحبه ( رضا).. كان قناع كامل من البلاستيك المطاط.. مخروم محل العيون و الأنف والإضنين و الخشم..​ وكان محل الحواجبين شعر كثيف و تحت الأنف برضو..​ وتحت العين الشمال خط خفيف طويل متقاطعة عليه خطوط عرضية كتيرة عاملة زي علامة زايد كتيرة تحت بعض.. توحي ليك محل جرحة غريقة و إتخيطت..​( وليد)​ لبس


 القناع جا عليهو زبط.. تقول معمول عشانه.. الحواجبين عشان معمولات بميلان معين..​ بوحي ليك  الشخص البلبس القناع دا كأنه قهرااان و صارِّى وشو.. يعني كأنه الشخص دا واحد صارم و قاسي ومامن النوع البتفاهم داك.. خصوصا" القناع​ ماعليهو شعر راس..​ يعني الملامح بقت مخيفة.. ملامح شخص أصلع شنبو كبير و حواجبه غزيرة شديد و صارِّي وشو قافلة معاهو..​ ( وليد)​ ما شاف نفسة في المراية عشان كان مستعجل.. صدقوني لو شاف نفسه كان هو زاتو خاف. 


أفراد البعثة كلهم بقوا يعلقوا على ( وليد) :

- يازول دا شنو؟ إنت معزوم حفلة تنكرية ولا معزوم ( سرقة بنك)؟ 


واحد تاني قال:

- والله كان مالبستوا قدامنا كان قمنا جاريين


بقوا يضحكوا كلهم.. مدير البعثة قال:

- يلا نحن بننزل قدامك وإنت ما تتأخر على الناس ديل. 


أفراد البعثة نزلوا سريع لسة بضحكوا و بعلقوا على ( وليد) الكان بضحك عليهم برضه ويقول لى نفسه :

- الله يديكم العافية، ماشين حفلة تنكرية ولا واحد فيكم متنكر؟؟! 

( وليد) فتح شنطته طلع التلفون لقى رسايل من شلته قراها سريع و بقى يضحك وقرر كدا من نفسه إنه مايشيل تلفونه معاه.. بس جاهو مزاج كدا إنه يخلي تلفونه في الشنطة مع إنه المفروض ماشي حفلة تنكرية لأول مرة في حياته و المفروض يوثق البرنامج دا عشان تبقى ليه ذكرى. 


( وليد) قفل شنطته و قام ماشي طالع مبسوط لأنه دخل البهجة و الضحكة في أفراد البعثة.. ( وليد)  قفل باب الغرفة وجاي منكرب نازل السلم على الصالة  عشان يدي المفتاح لى بتاع الإستقبال عشان يلحق بالجماعة الراكبين في البص منتظرنه.


( وليد) أول ما ظهر في السلم نازل على الصالة منكرب..​ حصل شي غريب شديد.. الكانوا في الصالة كلهم قاموا جاريين.. الرمى المكنسة الكهربية الكان بنضف بيها و جرى..​ والرمى صينية الشاي الكان طالع بيها 

بالمصعد و فتح جاري..​ و البقت تصرخ جرت ولدا الصغير بالوطا وجارية برا الفندق.. حتى بتاع الإستقبال.. نط بى فوق للطربيزة الطويلة القاعد وراها ووقع على راسه من شدة الخوف أكلا ساي وقام على حيلو جاري خبط باب القزاز بتاع الفندق من الخلعة وقع وقام تاني يجري في خوف رهيب.


كل الناس دي كانت بتتجارى وعيونهم ح تطير من الخوف في رعب رهيب و بكوركو كلهم بى نفس الإسم مرعوبين:

- ( سامبو)، ( سامبو) 


( وليد) لما سمع الإسم..​ رمى المفتاح و جرى بى كل قوته قلبه ح يطير من الخوف لأنه قبل كم يوم كان بسمع في إتنين نزلاء في الفندق من ( نيروبي) نفسها بتكلموا بالإنجليزي عن المصائب ال بتعمل فيها ( عصابة نيروبي) و زعيمها ( سامبو) و العمايل البعمل فيها..​ بس كونك تسمع لى قساوة وحسادة ( سامبو) دا.. الفيك تكمل.. ماااعنده رحمة نهاااائي.. لا برحم كبير لا صغير.. عشان كدا ( وليد) لما سمع إسم ( سامبو) و

 الخلعة و الرعب المخيف الشافو في أهل الفندق.. خلاهو يتأكد من بشاعة زعيم العصابة اللى إسمه ( سامبو) دا.. حتى ما إتلفت وراهو عشان يشوف ( سامبو) دا.. هو إتخيلوا واقف وراهو عشان شاف الناس كلها كانت بتعاين ليهو مرعوبة.. فهو إفتكر فعلا" ( سامبو) وراهو ومافكر للحظة واحدة ولا ح يفكر بعد مليون سنة إنه بالقناع اللابسو دا.. هو نفسه بقى( سامبو)..

                     الفصل الثانى من هنا                                                       

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×