رواية الفهد الاسود
الفصل الخامس
بقلم تسنيم المرشدي
_ فيروز طلعت موبايلها من شنطتنا وكلمت مامتها :-
_ مامي إلحقيني النوبة شكلها هتجيلي لو سمحتي تعالي بسرعة متسبنيش لوحدي ، أنا راحة علي مستشفي (#) تعالي فوراً !
_ فيروز قفلت الخط وحاولت تظبط نفسها وتهدي عشان النوبة متحصلهاش ، مروان عينه كانت عليها بعد المكالمة ومتردد يسألها ولا لأ بس شكلها باين عليه التعب وسألها بقلق :-
_ انتي تعبانة من حاجة ؟ ونوبة ايه اللي بتقولي عليها ؟
_ فيروز بصتله بتعب :-
_ أنا عندي القلب وبيجيلي نوبات لما بخاف أو اتوتر وانا خوفت وشكلي هتعب لو سمحت لو حصلي حاجة متسبنيش لوحدي أنا بخاف جدا ..
_ مروان اتفاجئ بكلامها واتأثر جدا وحاول يطمنها :-
_ أنا معاكي متقلقيش كلها عشر دقايق ونكون في المستشفي ..
_ فيروز حاولت تتمالك بس مقدرتش قدرتها مساعدتهاش أنها تستحمل وجسمها بدأ يتنفض جامد والنفس بيروح منها ، ومروان اتوتر جامد لما شاف حالتها وداس بنزين بكل قوته عشان يقدر يلحقها ..
_ وصل المستشفي ونزل نادي بصوت عالي للي واقفين في الإستقبال :-
_ ساعدوني بسرعة ..
_ الممرضين جروا وراه بنقالة وقدروا يشيلوا فيروز ودخولها اوضة الطوارئ ، مروان وقف وحط أيده خلف راسه وهو حاسس إنه بيحلم هو السبب في اللي حصل لو مكنش هشام أخد من الأقراص بتاعته مكنش كل ده حصل هو السبب ، فضل يلوم نفسه كتير وبعد لحظات خرجت ممرضة طمنته علي فيروز :-
_ الحمد لله قدرنا نسيطر علي الحالة بس لو سمحت بلاش أي ضغط عصبي في الفترة دي نهائي وحمد الله علي سلامتها ..
_ مروان اخد نفس بإرتياح وغمض عينه وافتكر هشام ، كان هيمشي بس افتكر أنها قالتله ميسيبهاش لوحدها واضطر إنه يقف مكانه ، طلع موبايله ورن علي والده بس مردش عليه ، لحظات وصوت الإسعاف وصل ومروان جري عليهم ووقف مكانه وهو شايف اخوه نايم علي النقالة مش بيتحرك ،
_ دموعه خانته ووقف بعيد عنه مقدرش حتي يقرب منه ، عمران كان ماشي جمب هشام تايه وحاسس أنه بيحلم ، دخلوا هشام اوضة وكشفوا عليه وعملوله تحاليل عشان يعرفوا سبب الحالة اللي حصلتله ، عمران كان ماشي معاهم وبيساعدهم في نقل هشام من مكان لمكان ورفض إنه يسيبه نهائي ، مروان رجع لاوضة فيروز واتفاجئ بوجود والدتها واقفة مع الدكتور ، قرب منها واتكلم :-
_ أنا مروان الباشا ، كويس إن حضرتك جيتي أنا موجود في المستشفي لو احتجتي حاجة بس أخويا تعبان ولازم أكون معاه !
_ والدتها شكرته علي اللي عمله معاها ومروان مشي ، وهي دخلت لفيروز الأوضة ، قعدت جنبها علي السرير وخدتها في حضنها :-
_ ايه اللي حصل عشان النوبة ترجعلك تاني ؟
_ فيروز افتكرت منظر هشام وبعدت عنها :-
_ مامي مستر هشام !
_ والدتها هزت راسها بعدم فهم :-
_ مستر هشام ماله ؟
_ فيروز حاولت تقوم من مكانها بس والدتها منعتها :-
_ اهدي بس وقوليلي هشام ماله حصله ايه ؟
_ فيروز عيطت وهي بتحكي اللي حصله والدتها مشت أيدها علي حجابها بحب :-
_ طيب اهدي وانا هروح اطمن عليه بنفسي واجي أطمنك ..
_ فيروز بصتلها تاني :-
_ هتقدري تواجهيهم ؟
_ والدتها اتنهدت وابتسمت :-
_ هقدر متقلقيش عليا !
_ خرجت من الاوضة بعد ما ساعدتها تنام علي السرير براحة ، سألت موظف الاستقبال علي أوضة هشام وبلغها برقم الاوضة ، طلعت في الدور التاني ومكنتش مستعدة للمواجهة دي نهائي بس مضطرة عشان خاطر فيروز ، لمحت عمران واقف علي باب الأوضة غمضت عيونها واخدت نفس عميق وجمعت قوتها وقربت منه :-
_ عمران !
_ عمران رفع راسه عليها ولوهلة معرفهاش ، بصلها كتير كأنه بيتأكد من ملامحها :-
_ مريم ؟!
_ مريم أبتسمت بإحراج وردت عليه :-
_ أخبار إبنك ايه اطمنت عليه ؟
_ مروان كان بيجيب عصير لوالده عشان ضغطه وطي واتفاجئ بوجود والدة فيروز ، قرب منها وسألها بقلق :-
_ في حاجة حصلت يا مدام ؟
_ مريم بصتله وابتسمت بتكلف :-
_ كنت جاية اطمن علي مستر هشام فيروز حكتلي اللي حصل
_ بصت تاني لعمران اللي أتكلم :-
_ بياخدو منه عينة دم عشان التحاليل ، بس انتي جيتي ازاي وعرفتي منين ومين فيروز دي ؟
_ مروان هو اللي أتكلم ورد علي والده :-
_ دي والدة موظفة معانا في الشركة يا بابا وهي تعبت وانا جبتها علي هنا ..
_ عمران بصلها كتير :-
_ بنتك بتشتغل عندي ياااه علي الزمن !
_ مريم ابتسامتها مختفتش لحظة من علي وشها ، قلبها كان بيدق جامد من وقت ما شافت عمران هو أصلا عمره ما بطل دق لما بتيجي سيرته او حتي تشوف خبر عنه ، عاشت سنين طويلة وهي مخبية حبه في قلبها ، حتي بعد ما اتجوزت وخلفت مقدرتش تنساه ، ملامحه في عيونها كانت زي ماهي بالعكس كان أحلي بكتير عن وهو لسه شاب ، عمران لاحظ نظراتها عليه واضايق :-
_ بنتك أخبارها ايه هي تعبانة مالها ؟
_ مريم ردت عليه بنبرة بتحاول تطلعها طبيعية :-
_ فيروز مريضة قلب وبيجيلها نوبات وحصلها نوبة بس الحمدلله ( بصت لمروان بإمتنان ) إبنك كان موجود وساعدها متشكرة اوي ..
_ مروان اكتفي بإبتسامة ومريم بصت تاني لعمران :-
_ أنا هرجع لفيروز وهاجي اطمن عليه تاني ربنا يقومه ليكم بالسلامة ..
_ عمران رد عليها بإختصار :-
_ الله يسلمك وحمد الله علي سلامة بنتك ..
_ مريم مشت وقابلت سديم اللي كانت جاية تجري والخوف باين عليها جدا ، وقفت آخر الممر وراقبتهم من بعيد ، سديم جرت علي عمران وهي بتعيط جامد :-
_ هشام حصله ايه طمني بالله عليك ..
_ عمران بصلها بحزن :-
_ كويس اهدي هما بيعملوله تحاليل عشان يعرفوا سبب الحالة اللي حصلت له ايه ؟
_ مروان بلع ريقه بتوتر وهو بيسمع لكلام والده وحس إن نهايته قربت خلاص ، سديم حضنت عمران واكتفت إنه تقف في حضنه عشان تطمن شوية ، مريم عيونها لمعت بالدموع ونزلت لاوضة بنتها ، ليلي جت ورا سديم وعرفت منهم مكان هشام والكل كان واقف مستني خروجه ..
_ هشام أخيراً ظهر ودخلوا اوضته والكل دخل وراه ، الممرضة بصت لعددهم :-
_ لو سمحتم يجماعة بلاش التزاحم عشان صحة المريض ..
_ سديم بصتلها وزعقت :-
_ إحنا كلنا أربعة أفراد تزاحم ايه اللي بتتكلمي عنه ؟
_ عمران هدي سديم وطلع فلوس من جيبه وناولها للممرضة :-
_ متشكرين لحضرتك !
_ الممرضة ابتسمت بتكلف وخرجت برة وسديم جرت علي هشام :-
_ هشام يا حبيبي انت كويس قوم طمني عليك
_ بصت لعمران بخوف :-
_ هو مش بيرد عليا ليه هو نايم كده ليه أصلا مش قولتلي أنه فاق وبقا كويس ؟
_ عمران أخد نفس عميق ورد عليها بهدوء :-
_ هروح اشوف الدكتور يجي يفهمنا بس لو سمحتي اهدي هو فعلا كويس ..
_ عمران خرج وطلب الدكتور اللي متابع حالة هشام وكان في أيده مريض خلص معاه ودخل لهشام ومعاه التحاليل ، كلهم انتبهوا للدكتور اللي أتكلم :-
_ هشام بيه اخد جرعة كبيرة مخدرة وهي السبب في اللي حصله !
_ الكل بصله بصدمة كبيرة وهو كمل كلامه :-
_ تقريبا دي أول مرة ياخد عشان كده جسمه متقبلش الكمية اللي اخدها وحصله نوبة قلبية وقلبه وقف والحمدلله اننا قدرنا نلحقه قبل فوات الأوان ، حمد لله علي سلامته ..
_ عمران بصله جامد واندفع فيه :-
_ مخدرات ايه ابني عمره ما أخد الكلام الفارغ اللي بتقول عليه ده انت واعي انت بتتكلم عن مين ده هشام الباشا ابن عمران الباشا !
_الدكتور استنكر طريقته الفظة معاه في الكلام ورد عليها بهدوء :-
_ التحاليل اللي بتقول كده مش أنا بعد اذنكم ...
_ الدكتور سابهم وخرج وسط ذهول من الكل ، سديم قعدت جمب هشام وبصتله بعتاب :-
_ مخدرات ايه يا هشام اللي الدكتور بيقول عليها انت عمرك ما شربت سيجارة عادية !
_ مكنش قدامهم غير أنهم ينتظروا هشام لما يفوق ويفهمهم الحكاية ، مروان كان واقف علي أعصابه وخايف من لحظة مواجهته مع هشام جدا ، مقدرش يقف معاهم اكتر من كده وخرج برة يهرب من عيونهم اللي شايف فيها اتهامات لأخوه وهو السبب في حالته ...
_ هشام طول الوقت كان بيتكلم وهو نايم بكلام مش مفهوم ، سديم قربت منه تحاول تسمعه كويس :-
_ هشام يا حبيبي أنا ماما انت كويس ؟
_ هشام رد عليها بتوهان :-
_ ماما ، ف فيروز ، رجعت الشغل !
_ سديم عقدت حواجبها بإستغراب ومالت عليه تاني :-
_ فيروز مين يا حبيبي وشغل ايه بس اللي بتتكلم عنه ؟
_ عمران قرب منه وتخيل إن هشام عارف بتعب فيروز وبيسأل عنها ورد عليه بتلقائية :-
_ فيروز كويسة يا هشام كانت نوبة جتلها وعدت منها المهم قوملنا انت بالسلامة ..
_ هشام سمع كلام والده وفتح عيونه واتكلم بصعوبة :-
_ نوبة , هي حصلها ايه ؟
_ عمران رد عليه بضيق :-
_ يابني خليك في نفسك الوقتي لما تعرف تنطق الكلام عدل ابقي أسأل براحتك !
_ هشام بص علي الاوضة بإستغراب :-
_ أنا فين هو ايه اللي حصل ؟
_ سديم اتنهدت بحزن وردت عليه :-
_ ليه عملت كده يا هشام ليه تاخد مخدرات وتعمل في نفسك كده انا مكنتش هسامحك لو روحت مني ..
_ هشام بصلها بإستنكار :-
_ مخدرات ايه؟
_ بص لعمران جامد :-
_ بابا هي بتقول ايه ؟
_ عمران أخد نفس ورد عليه بحزن :-
_ انت تعبت وجبناك المستشفي ونتيجة التحاليل قالت إنك خدت كمية مخدرات كبيرة وهي السبب في حالتك دي !
_ هشام قام من مكانه وبصلهم كلهم بإستغراب :-
_ مخدرات ايه وكلام فارغ ايه انا مش باخد الحاجات دي انتو عايزين تجننوني ؟
_ ليلي قربت من هشام :-
_ اومال المخدرات دي دخلت جسمك ازاي ؟
_ هشام اتعصب جامد :-
_ هيقولوا مخدرات برده , أنا مش باخد الحاجات دي هو أنا لسه هعرفكم عليا ؟!
_ عمران اتنهد ورد عليه بعصبية :-
_ ما تشوف انت أكلت ولا شربت إيه بدل ما انت بتسألنا إحنا ..
_ هشام رجع راسه علي المخدة اللي وراه وعاد بذاكرته من أول من ما صحي لوقت ما حس بتعب :-
_ أنا صحيت زي كل يوم لبست وكنت مصدع جامد سألت مروان علي برشام صداع وهو قالي في الدرج الكومود بتاعه اخدت قرصين وخر....
_ هشام سكت وبص لعمران اللي جمع سبب حالة هشام لما افتكر مروان وهو بيجري من القصر ومش بيرد عليه ، غمض عينه بعصبية وردد بغضب :-
_ مروان !
_ عمران خرج من الأوضة وسديم وليلي جروا وراه يحاولوا يلحقوه ، عمران أول لما خرج شاف مروان قدامه مسكه من دراعه وشده وراه ، مروان سأله بخوف :-
_ في ايه يا بابا حصل ايه ؟
_ عمران مردش عليه الغضب كان ماليه ولو رد عليه هينفجر فيه واحتمال يتبري منه ، خرج برة المستشفي وهو ماسك مروان وسديم وليلي بيجروا وراهم ، عمران فتح باب عربية مروان وزقه قعده جوة وساق هو ، سديم بصت لـ ليلي :-
_ خليكي مع هشام أنا لازم ألحقهم ..
_ ليلي هزت راسها بموافقة :-
_ طمنيني عليكم ..
_ سديم ركبت العربية وطلبت من السواق يمشي ورا عربية مروان وليلي رجعت لهشام اللي قام من مكانه ، بصتله بقلق :-
_ انت رايح فين وانت تعبان كده ؟
_ هشام رد عليها وهو خارج من الاوضة :-
_ هما راحوا فين ؟
_ ليلي حاولت توقفه بأي طريقة :-
_ يابني متتعبنيش معاك أمك راحت وراهم وهتطمنا ارتاح انت بس ..
_ هشام مهتمش لكلامها وكمل مشي ، وقف قدام الاسانسير لأنه مش قادر ينزل علي السلم ، اول لما اتفتح دخل واتفاجئ بفيروز كانت خارجة والاتنين خبطوا في بعض ، اتقابلوا في نظرة طويلة هشام حس بإضطرابات غريبة جواه من قربها اللي ديما بيربكه ، فيروز بعدت خطوة لورا وبصتله بقلق :-
_ حضرتك كويس ؟
_ هشام بص علي الست اللي واقفة وراها ورجع بصلها تاني :-
_ أنا تمام انتي أخبارك ايه عرفت إنك تعبتي !
_ فيروز أبتسمت بتكلف :-
_ أحسن الوقتي ، هو حضرتك خارج ؟
_ هشام سرح في عيونها ونسي أنهم معطلين الاسانسير ، وفيروز ارتبكت بسبب نظراته عليها و وشها أحمر جدا وبصت في الأرض بإحراج ، مريم استغربت الوضع وكلمت فيروز :-
_ فيروز لو اطمنتي علي الباشمهندس ياريت نمشي لأننا معطلين الاسانسير ..
_ هشام انتبه لوقفته واخد نفس ودخل الاسانسير وليلي دخلت وراه وهي متابعة نظرات هشام علي فيروز وضحكت بسعادة ، الاسانسير نزل للدور الاول وهشام خرج مع ليلي ووراهم مريم وفيروز ، خرجوا برة المستشفي وهشام بص لفيروز :-
_ هتروحوا ازاي ؟
_ فيروز ردت عليه بٱحراح :-
_ هنوقف تاكسي !
_ هشام هز راسه وبص لـ ليلي :-
_ طبعاً مفيش عربيات تاخدنا ؟
_ ليلي هزت راسها بنفي :-
_ باباك مشي في عربية مروان ومامتك أخدت العربية اللي جاين فيها ، هشام انت لسه تعبان مينفعش تسيب المستشفي في الوقت ده كمل حتي لآخر اليوم يا حبيبي عشان نطمن عليك !
_ هشام بصلها بزهق ومال عليها :-
_ انتي عارفة اخوكي لما بيتعصب ممكن يعمل ايه عايز ألحقه قبل ما يتهور علي مروان !
_ ليلي نفخت بضيق :-
_ والله أخوك ده يستاهل اللي هيعمله فيه عشان هو السبب في اللي حصلك ده ..
_ هشام اتعصب من كلام ليلي ومشي لقدام وقف تاكسي وفتح الباب وبص لفيروز :-
_ اتفضلي ...
_ فيروز قربت هي ومريم وركبوا وفيروز شكرت هشام وهو حاسب التاكسي ومشوا ، ووقف تاكسي تاني ليهم وركبوا في صمت طال لوصولهم القصر ..
_________________________________________________
_ عمران وصل القصر ونزل شد مروان من أيده وطلع أوضة مروان وفتح الكومود :-
_ فين البرشام اللي أخوك اخد منه ؟
_ مروان متحركش من مكانه لأنه أكيد مش هيجازف ويفضح نفسه ، عمران اتعصب أكتر وفتح الدرج بنفسه وبدأ يفتش بين الأدوية لحد ما طلع برشام صداع فتحه واتفاجئ بأقراص مخدرة متبدلة مكان الأقراص الحقيقة ، قرب من مروان وبصله بغضب :-
_ عايز أعرف ايه ده ؟
_ مراون كان ساكت ومش بينطق ، عمران رمي الشرايط في وشه وضربه بالقلم جامد :-
_ يا أخي فوق بقا فوق أخوك كان هيموت بسببك
_ سديم دخلت وجرت عليهم وقفت حاجز بينهم وبصت لعمران :-
_ اهدي يا عمران عشان خاطري اهدي وكل حاجة هتتحل ..
_ عمران ميل علي مروان وهدده :-
_ أنا جبت أخري من تصرفاتك وعزة وجلالة الله غلطة كمان وتنسي خالص أن ليك أهل هرميك في الشارع عشان تعرف إن الله حق ، غلطة بس يا مروان وهندمك علي كل اللي عملته من يوم ما اتولدت ، لتمشي عدل وتبعد عن القرف بتاعك ده لإما هسيبك تغرق لوحدك وابقي قابليني لو مديت ايدي ليك تاني ...
_ سديم بصت بصدمة لعمران :-
_ ايه اللي انت بتقوله ده يا عمران ده ابنك مينفعش تقوله كده !
_ عمران بصلها وزعق لها جامد :-
_ ابني بلا زفت ميشرفنيش إن يكون ليا ابن بالوساخة دي كان هيموت أخوه وتقوليلي متقولش كده !
_ سديم بعدت مروان عن عمران بإيدها وردت عليه :-
_ واجب عليك تفضل وراه لحد ما يكون كويس عمره ما هيفهم منك حاجة بالعصبية دي !
_ عمران جاب آخره منهم واندفع فيها :-
_ عليا الطلاق لو اتكلمتي كلمة زيادة لتكوني ....
_ هشام قاطع عمران بزعيق :-
_ بابا ايه اللي انت بتقوله ده ؟
_ عمران بصله وسابهم وخرج برة القصر كله محبش يقعد فيه أكتر من كده ، سديم كانت مصدومة من عمران وأنه في لحظة غضب كان هيطلقها بعد السنين دي كلها ، انسحبت من بينهم ودخلت اوضتها ومردتش علي هشام وليلي اللي نادوا عليها كتير ، قفلت علي نفسها وقعدت علي السرير تعيط بحرقة ، ليلي بصت لهشام بقلة حيلة :-
_ كويس إننا جينا وإلا كان حصل كوارث !
_ هشام غمض عينه بعصبية ودخل لمروان ، قرب منه وضربه في صدره جامد :-
_ انت ايه يا اخي مش ناوي تفوق بقا حرام عليك الدنيا اتقلبت بسببك كنت هتكون مرتاح لو كنت مت بسبب القرف اللي بتتعطاه ده ؟ ولا كنت هتتبسط لما ابوك يطلق أمك علي آخر الزمن ، إحنا عايزين منك ايه عشان تعاندنا بالشكل ده عايزينك بني آدم نضيف خايفين عليك يا اخي ايه مش فاهم ؟!
_ هشام سابه وخرج دخل اوضته ونام علي السرير لأنه تعب بسبب انفعاله ، حاول يهدي نفسه عشان ميتعبش تاني ، مروان خرج برة القصر ركب عربيته ومشي ، ليلي كانت مراقبة الوضع ومش في أيدها حاجة تعملها ، سديم مش راضية تفتح الباب وهشام كان مهموم من اللي حصل وعمران مش مش بيرد علي موبايله ومحدش يعرف عنه حاجة
_ الليل جه عليهم والكل نفس الوضع ، ليلي كانت قاعدة في التراس وفي أيدها الموبايل بترن علي عمران مرة وعلي مراون مرة ، حسن خلص شغل ورجع البيت واتفاجئ بمنظر ليلي ، قرب منها بقلق :-
_ في ايه يا ليلي وشك مخطوف كده ليه في حاجة حصلت ؟
_ ليلي اتنهدت وردت عليه بإرهاق :-
_ قول في حاجة لسه محصلتش ..
_ ليلي قعدت علي الكنبة وحسن قعد جنبها وحكتله علي كل اللي حصل من الصبح وحسن بيسمع بذهول ، طلع موبايله يكلم عمران وبرده مردش عليه بص لـ ليلي :-
_ وبعدين هنعمل ايه ؟
_ ليلي هزت راسها بمعني مش عارفة وحسن قام من مكانه وهي سألته بفضول :-
_ رايح فين ؟
_ حسن رد عليها وهو خارج من البوابة :-
_ هشوف اخوكي فين !
_ ليلي ردت عليه بصوت عالي :-
_ طمني لو وصلت لحاجة ..
_ حسن خرج وليلي طلعت لسديم تاني وخبطت علي الباب كتير وهي مش بتفتح خالص ، هشام خرج علي صوت ليلي :-
_ برده مش راضية تفتح ؟
_ هزت راسها بنفي وهو نفخ بضيق :-
_ بابا مرجعش ولا مروان ؟
_ ليلي ردت عليه بتعب باين في صوتها :-
_ الوضع زي ماهو متغيرش من الصبح اخوك هيكون راح فين متعرفش ؟
_ هشام اتنهد وافتكر مكان بيسهر فيه ديما ، دخل بدل هدومه وعرف ليلي هو رايح فين ونزل ركب عربيته اللي اتبعتت مع سواق من الشركة وراح المكان اللي مروان بيسهر فيه علي أمل إنه يكون هناك ، دخل يدور عليه وفي بنت قربت منه واتكلمت بمياعة :-
_ القمر بنفسه نزل علي الأرض ودخل يسهر معانا ياريت توافق اني اكون معاك في الليلة القشطة دي يا حليوة انت ..
_ هشام بصلها بقرف وسابها ومشي وهي جرت وراه :-
_ الله ! تقيل وأنا بموت في التقال وراك وراك لحد ما تنخ يا بيبي
_ هشام جاب آخره وبصلها :-
_ لو مغورتيش من وشي هعرفك أنا مين يروح أمك !
_ البنت ضحكت بصوت عالي جدا ومالت عليه :-
_ أووو شرس ده انت شكلك جامد بقا وواثق من نفسك
_ هشام غمض عينه وهو بيحاول يسيطر علي نفسه ، واتفاجئ بيها بتلعب في زراير قميصه ، مسك أيدها وزقها جامد ووقعت علي الأرض وتف عليها بإشمئزاز :-
_ لولا إني قرفان أبصلك كنت عرفتك مقامك يا قذرة انتي ..
_ سابها ومشي وقرب من البار وسأل الشاب اللي واقف :-
_ مشوفتش مروان الباشا النهاردة ؟
_ الشاب ضحك ورد عليه :-
_ده هنا من بدري حاجز سويت بقاله أكتر من ساعتين مخرجش منه
_ هشام اضايق جدا وعرف رقم السويت وطلع له ، خبط علي الباب وفتحتله واحدة لابسة برنس ابيض قصير جداً وشعرها مبلول واول لما شافته غمزت له وضحكت بميوعة :-
_ اوبا متفقناش علي اتنين أنت صاحبه ولا ايه ؟
_ هشام زقها ودخل الأوضة بص علي مروان اللي نايم علي السرير ومتغطي قرب منه وشده وقفه وسحب قميصه من الأرض لبسهوله ، مروان كان سكران ومش في وعيه وده سهل علي هشام أنه ياخده من غير مقاومة منه ، لبسه البنطلون وشده خرجه برة ، وخرجوا من المكان كله ، هشام ركبه جنبه في العربية وساق علي سرعة عالية وطلع علي الشقة بتاعت مروان ، طلعوا فوق وهشام دخل الحمام فتح المية في البانيو وحط مروان فيه ، بعد فترة مروان بدأ يفوق واستغرب هو قاعد فين ، بص لهشام يإستغراب :-
_ أنا بعمل هنا ايه ؟
_ هشام بصله بقرف :-
_ إنسان مقرف نقولك فوق من اللي انت فيه تروح تسهر مع بنات وتشرب وحاجة قرف القرف ربنا يهديك يا مروان مش عارف اقولك حاجة غير كده ..
_ هشام سابه وخرج قعد في الصالة وطلع موبايله وكلم حسن :-
_ ايه يا اونكل لقيت بابا ؟
_ حسن اتنهد ورد عليها براحة :-
_ أيوة قدامي اهو لقيت اخوك ؟
_ هشام رد عليه بضيق :-
_ اه لقيته وقاعد معاه ..
_ حسن كمل كلامه بإختصار :-
_ تمام نتقابل في القصر سلام ..
_ حسن قفل مع هشام ووصل لبيت والدة عمران ، لأنه عارف عمران لما بيضايق بيروح هناك ، وفعلا زي ما توقع كان موجود ، اتنهد براحة ودخل البيت بعد ما عمران فتح له وقعدوا قدام بعض علي الكنبة ،
_ حسن محبش يتكلم وساب الحرية لعمران اللي أتكلم بعد فترة :-
_ كنت فاكر اني لما اتقي شر نفسي وأنا صغير هيقعدلي بس اكتشفت اني عملت زي ما عملتش كله واحد مش فارقة !
_ حسن مال علي عمران وحط أيده علي رجله كنوع من المساندة :-
_ يا عمران مش معني أنك كنت ماشي صح ومستقيم تتوقع الباقي يكونوا زيك حتي لو ولادك ، الزمن مش زي الزمن دي صوابع ايدك مش زي بعضها كل واحد بعقلية مختلفة تماماً عن التاني حتي لو متربين في بيت واحد ومن نفس الأب ومن نفس الأم ، إبنك غلط النهاردة بكرة يفوق ويبقي صح كل واحد بياخد وقته وبيرجع عن طريقه المطلوب منك أنك تصبر وتدعيله بالهداية وبدل العصبية والغضب اللي ديما بتقابله بيهم اهدي وصاحبه يمكن يكون ده الحل ودي الطريقة اللي تقدر تصلحه بيها !
_ عمران رفع عينه عليه :-
_ يعني انت عايزني اشوف ابني بيتعاطي مخدرات وبسببه أخوه كان هيموت النهاردة وأشوف قرفه وقذارته اللي ملهاش لا نهاية ولا حدود واطبطب عليه واقوله معلش ؟
_ حسن رد عليه يبرر قصده :-
_ متقولش معلش يا عمران طبطب بس ، جرب يا اخي انت هتخسر ايه يعني مش يمكن يتصلح بالطريقة اللي مستقلي بيها دي ؟!
_ عمران أخد نفس واتكلم بعدم اقتناع :-
_ ولو متصلحش ؟
_ حسن حك دقنه بطرف أيده :-
_ هنفكر في طريقة تانية نتعامل بيها معاه
_ حسن قرب اوي من عمران وكمل كلامه بهدوء :-
_ يا حبيبي ده ابنك يعني دمك لآخر العمر هيفضل إبنك مهما حصل وأحنا اللي علينا نحاول معاه طول ما فينا النفس ومنيأسش ربنا كبير وان شاء الله يصلح حاله بس فك انت بس وصلح الدنيا اللي بوظتها مع مراتك دي وقوم صالحها ..
_ عمران بصله وحسن كمل كلامه :-
_ مهو مش بعد العمر والعشرة دي كلها تتكلم بالطلاق يا عمران ده إحنا مفهمناش الحب إلا منك ياعم تقوم تيجي انت تبوظ الدنيا بالشكل ده ؟!
_ عمران اتنهد وقام ظبط نفسه بعد إلحاح كبير من حسن ونزلوا مع بعض رجعوا القصر ..
_ مروان خرج وقعد قدام هشام واتردد كتير قبل لما يتكلم بس في الآخر جمع قوته واتكلم :-
_ أنا آسف
_ هشام بصله وضحك بتريقة ومروان كمل كلامه :-
_ هشام أنا كنت بعيد عشان مأذيش حد انتوا اللي أصريتوا اني أقرب منكم أنا مرتاح وانا بعيد لأنكم هتكونوا كويسين وحتي لو حصلكم حاجة مش هحس بتأنيب ضمير لأني مش هكون السبب فيها ..
_ هشام عدل قعدته وبصله كتير قبل ما يتكلم :-
_ هو إحنا خايفين علي نفسنا بس انت عبيط؟ إحنا خايفين عليك وعمرنا ما فكرنا في نفسنا قد ما فكرنا في أخرة اللي بتعمله ده ايه ؟ يابني والله آخرته وحشة يا هتكون مدمن مخدرات ياهيتقبض عليك في مرة بالحاجات دي لهتموت يا مروان بسبب جرعة زيادة ، اللي حصلي النهاردة ده المفروض يكون انذار ليك إن الموت قريب اوي والحاجات اللي بتخدها دي ملهاش أمان
_ هشام سكت وافتكر منظره وهو نايم والبنت واقفة بالبرنس وبصله بإشمئزاز :-
_ ثم تعالي قولي انت مبتقرفش من البنات اللي بتقضي الليل كله معاهم مش بتكون قرفان وانت بتلمس واحدة فيهم وهي في غيرك لامسها قبلك ؟ بتكوت مستمتع ازاي بالقذارت دي ؟ بجد لو فكرت لحظة بس مجرد لحظة هتلاقي إننا خايفين عليك بجد وعايزين مصلحتك !
_ مروان مكنش عارف يرد علي هشام هو معاه حق بس مش راضي يعترف بغلطه وبيقاوح برده , هشام قام وقف وبصله :-
_ قوم يلا نروح البيت ونرجع عيلة تاني عيلة بجد بتخاف علي بعضها قوم نصالح أبوك علي أمك أكيد بعد اللي حصل ده الخلاف هيكبر بينهم وأحنا دورنا نصالحهم علي بعض عشان لمتنا تدوم !
_ هشام مد أيده لمروان اللي اتردد كتير قبل ما يمسك فيه بس في الآخر مسك أيده ونزلوا مع بعض رجعوا القصر ..
_________________________________________________
_ ليلي اطمنت من حسن علي عمران وعرفت أنهم راجعين ، وكلمت هشام وعرفت انه راجع القصر مع مروان ، وقفت قدام باب سديم ونادت عليها كتير بقلق وبرده مش بترد عليها ، اتنهدت بضيق وفضلت واقفة قدام الباب لغاية ما عمران وصل وسألها بقلق :-
_ هي جوة ؟
_ ليلي هزت راسها بحزن وعمران خبط عليها :-
_ سديم افتحي لو سمحتي خلينا نتكلم !
_ ليلي بصتله بتوتر :-
_ أنا خايفة يكون حصلها حاجة ، دي من الصبح قافلة علي نفسها ومش بترد خالص !
_ هشام ومروان وصلوا وهشام سألهم بفضول :-
_ لسه مخرجتش ؟
_ ليلي هزت راسها بنفي وهشام قرب من الباب وخبط عليه :-
_ ماما لو سمحتي افتحي ، إبنك تعبان ومحتاجك هتفضلي قافلة علي نفسك وتسبيني اتعب لوحدي!
_ هشام كان بيلعب علي الوتر اللي هيخليها تخرج وهو واثق من خطته ، وفعلا بعد لحظات فتحت الباب وكانت واقفة وراه وبصتله بعيون ورامة من كتر العياط :-
_ انت تعبان بجد ؟
_ هشام ضحك وقرب منها خدها في حضنه :-
_ أنا قولت مش ههون عليكي يا ديم وهتفتحي الباب ...
_ عمران حب يلطف الجو بينهم :-
_ ديم دي أنا اللي أقولها مش انت يا حيلتها !
_ سديم بصت لهشام بعتاب واتكلمت بصوت مهزوز :-
_خضتني عليك ، وتاني مرة متضحكش عليا عشان عيب ..
_ هشام باس راسها وابتسم :-
_ يا حبيبتي ما إحنا كلنا قلقانين عليكي مكنش في قدامي غير الطريقة دي ، وبعدين بابا كان في لحظة عصبية قدري حالته وبلاش تزعلي منه
_ سديم افتكرت كلام عمران وعيطت جامد ، وعمران قرب منهم وشدها من حضن هشام بس هي بعدت عنه وبصتلهم كلهم :-
_ ينفع تسيبوني لوحدي !
_ عمران بصلهم وشاورهم بعينه وكلهم خروجوا رجعوا اوضهم ....