رواية الفهد الاسود الجزء الثانى الفصل الرابع


رواية الفهد الاسود 

 الفصل الرابع 

بقلم تسنيم المرشدي 



_ خلصوا غدا وكلهم لبسوا ومروان لبس بليزر أوف وايت وتحته قيمص اسود وبنطلون أسود جينز بعد إلحاح كبير عليه من سديم لأنه مش بيحب النوع ده من الهدوم ، هشام كعادته لبس بليزر بيج غامق فيه خطوط رفيعة جدا نبيتي وتحته تيشيرت أبيض علي بنطلون أسود ، سديم لبست فستان رقيق جدا لونه لبني فاتح وعليه طرحة بيج ، عمران لبس بدلة سودة وليلي لبست دريس أسود والاكمام بتاعته مقلمة أبيض في اسود وعليه طرحة بيضة وحسن لبس بدلة مشابهة لعمران ،


_ الكل اتجمع في التراس ومروان أصر إن هو اللي يسوق عربية هشام وعمران قعد جنبه وسديم قعدت في المقعد الخلفي ، هشام اللي ساق عربية حسن وهو قعد جمبه وليلي قعدت معاهم في الخلف ، وده كان اقتراح عمران أنهم يروحوا بعربيتين عشان لو حد فيهم تعب التاني يساعده في السواقة ، مروان كان ملاحظ طول الوقت عربية كبيرة مقفولة ماشية وراهم ، بص لعمران بإستغراب :- 

_ هي العربية اللي ورا دي تبعنا ؟


_ عمران لمحها في المرايا ورد عليه :-

_ أيوة دي زيارة راحة لبيت عمك محمد 


_ مروان برقله ورجع كمل سواقة :-

_ انت حاطط ايه في كل العربية دي ؟


_ عمران اتنهد ورد عليه بزهق :- 

_ دي مش قيمتهم أصلا يا مروان واسكت بقا وكمل سواقة ..


_ في بيت عيلة رغد ، عليا واقفة قدام الدولاب ومش عاجبها أي لبس نهائي من عندها لبست الهدوم كلها وحاسة أنهم مش مناسبين خالص غيرت لوك الميك عشر مرات مرة هادي ومرة تحط زيادة ومرة تمسحه خالص ، متوترة جدا ومش عارفة تعمل اي حاجة لوحدها ، والدتها ورغد أختها واقفين متابعينها من ورا باب الأوضة والاتنين كانوا بيبصوا لبعض بإستغراب علي حالتها اللي مش مفهومة، والدتها بصت لبنتها الكبيرة ( رغد) :- 

_ هي أختك مالها مش كانت امبارح مش موافقة وبتقول مستحيل ايه اللي اتغير الوقتي ؟


_ رغد ضحكت وردت عليها :- 

_ مش عارفة حصلها ايه بس إحنا زعلانين ليه مش إحنا عايزين كده ؟


_ والدتها ردت عليها :-

_ أنا مش زعلانة أنا بس مستغربة التحول اللي حصلها فجاءة مش أكتر !


_ رغد اتكلمت وهي مركزة مع حركات عليا :- 

_ من وقت ما جالها المكالمة بتاعت الصبح دي وهي كده ومردتش تقول كانت بتكلم مين ..


_ الاتنين دخلوا لـ عليا الأوضة وساعدوها تلبس عشان يهدوا من توترها شوية ، لبست فستان أوف وايت ضيق وطرحة نبيتي عليه ووالدتها رفضت أنها تحط ميك اب خالص هي طبيعة أحلي بكتير ، لبست كعب نبيتي ووفقت قدام المرايا تشوف نفسها حست براحة لما هما ساعدوها ، سمعت صوت عربيات جرت علي الشباك تشوف وصلوا ولا لسه ؟ عيونها وسعت بفرحة لما شافت العربيات بتركن قدام البيت ، قلبها دق جامد بحماس كبير وجرت علي تحت ، والدتها حاولت توقفها بس هي مهتمتش لكلامها ونزلت تستقبلهم بنفسها ،


_ رغد اختها بصت لوالدتها بإستغراب :- 

_ عليا اتجننت رسمي !


_ يزن كان هيفتح الباب ويستقبل ضيوفهم بس اتفاجئ بعليا هي اللي بتفتح الباب ، ملحقش يرفض اللي هتعمله لأنها فتحت الباب فعلا وكان عمران وسديم أول الواقفين ، ابتسمت لهم بسعادة كان واضحة جدا ، سديم فرحت لما شافتها وحضنتها بحب وعليا سلمت علي عمران ، يزن ووالدته ورغد تؤامه استقبلوهم بترحيب كبير ، عليا رفضت تدخل وكانت عايزة تستقبله بنفسها ، هشام سلم عليها ولاحظ أنها مش مركزة معاه أصلا ومركزة وراه ، ضحك ودخل جوة واتكلم بينه وبين نفسه :- 

_ خسارة فيك يا مروان ولله ..


_ عليا اول لما شافت مروان قلبها كان هيطير من مكانه من فرحتها وارتباكها معقول حلمها بيتحقق قدامها ، اللي عاشت من صغرها بتحلم بيه وحبه بيكبر في قلبها كل يوم واقف قدامها وجاي يتقدملها! 


_ مروان اتعمد إنه ينزل آخر واحد من العربية وقرب من البيت ولاحظ وقوف بنت علي الباب قرب منها ودخل من غير ما يبصلها حتي ، عليا حماسها اتبخر في ثواني وفضلت واقفة مكانها مش عارفة تتحرك ، يزن نادي عليها وهي دخلت قعدت جمب مامتها وعيونها كانت في الأرض بتحاول متعيطش وتمسك نفسها ، رغد ( والدتهم ) بصت لعمران بعتاب :-

_ ايه الحاجات دي كلها كتير جدا ..


_ سديم هي اللي ردت عليها بود :-

_ هي الحاجة دي من مقامك برده ..


_ رغد بصتلها بإمتنان :-

_ متشكرة اوي مش عارفة أقولكم ايه خيركم سابق ديما ..


_ عمران لمح صورة محمد وقف وقرب منها ووقف قدامها :-

_ الله يرحمك يا صاحبي في الجنة إن شاء الله ..


_ رغد عيونها لمعت ووقفت جمب عمران :- 

_ صاحبك فراقه لسه بيوجعني اوي حاسة إنه مشي امبارح مش من خمس سنين ..


_ عمران حاول يسيطر علي دموعه وبصلها :-

_ ربنا يرحمه ويصبرنا جميعا 


_ حسن وقف وشاركهم الكلام :- 

_ الفراق صعب بس اللي يهون إنه اتوفي شهيد ودي أكتر حاجة بتمناها ..


_ ليلي سمعت كلام حسن وقربت منه وحضنته :-

_ بعد الشر عنك متقولش كده تاني ..


_ حسن ضحك واتكلم وهو بيبص علي الصورة :-

_ عمران مقدرش يستحمل خبر موته وساب الخدمة لكن أنا قدرت وكملت عشان أجيب حقه من ولاد ال***** اللي ماشين يتكلموا بإسم الدين لما شوهوا صورته وصورتنا ..


_ عمران أخد نفس عميق وملس بإيده علي صورة محمد وبصلهم :- 

_ تعالوا نقعد يجماعة إحنا جاين في فرح النهاردة ..


_ يزن كان قاعد جنب هشام وبيحكيله عن المشروع اللي عايز يعمله وهشام كان بيدعمه جدا ويزن فرح بدعمه وطول الوقت كانوا بيتكلموا في الشغل ، عمران قاطع الكل بصوته :-

_ احم ، طبعاً أنا مبلغ أم يزن بزيارتنا دي وعيلتنا تتشرف أننا نطلب أيد عليا لمروان ابني 


_ رغد بصت لولادها بإستغراب لأنها توقعت أن هشام اللي عايزها مش مروان بس حاولت تكون طبيعية وابتسمت :- 

_ ده الشرف لينا يا عمران والله


_ يزن أتكلم بإحترام :- 

_ علي خير الله يا عمي لو الطرفين موافقين !


_ عمران ضحك وبص لمروان اللي وشه بيأكد رفضه وبص لعليا اللي عيونها كانت طول الوقت علي مروان ورجع بص ليزن تاني :- 

_ أنا بقول نسيبهم يتعرفوا علي بعض لو موافقين يعني ..


_ يزن وافق والكل انسحب بهدوء خرجوا قعدوا في الحديقة بتاعت البيت وسابوهم لوحدهم ، مروان مكنش عارف يقول ايه ولا يعمل ايه في الورطة اللي عمران حطه فيها كان مضايق لدرجة أنه مبصش لعليا ولا مرة ، بس قرر إنه يكون شديد معاها عشان هي اللي ترفض من نفسها ويخلص من الجوازة دي ..


_ رفع عينه عليها واتفاجئ بأجمل بنت شافها في حياته ، مقدرش يبعد عينه عنها من الذهول متوقعش تكون بالجمال ده او مفكرش فيها اصلا ، عيونها لبني فاتح رغم أن الإضاءة مش ظاهرة ملامحها كويس إلا أن جمالها مفشلش أنه يظهر بوضوح ، عيونها كانت بتلمع وهي بتبص عليه ، أستغرب نظراتها عليه بس هو نفسه ركز معاها جامد ليه كده ؟ 


_ مروان اتشد لجمالها ودي حاجة قلقته لأنه عايز ينهي الجوازة دي مش يخوض فيها بأي خطوة ولو بسيطة ، عاجبه حياته الفضوضية زي ماهي مش عايز فيها تغير واللي بيحصل ده كتير اوي عليه وهو مش مستعد أبدا يسمع كلام حد ، مش بيحب يتجبر علي حاجة ووالده ضاغط عليه جامد ، اتخبط بين أفكاره وغمض عينه بعصبية وقام وقف مرة واحدة وبص لعليا :- 

_ أنا مش موافق علي الجوازة دي تخرجي حالا تقوليلهم أنك انتي اللي مش موافقة فاهمة !


_ عليا متخيلتش أبدا إنه يرفضها بالوقاحة دي وكمان يطلب منها أنها هي اللي ترفض ، حست بوجع في صدرها من نبرته العنيفة معاها وحست قد ايه هي صغيرة قدامه ، بلعت ريقها وحاولت تسيطر علي دموعها وقامت خرجت برة ومروان خرج وراها ، الكل اتفاجئ بخروجهم بالسرعة دي وعمران بص لمروان بقلق :-

_ ايه يولاد نقول مبروك ؟


_ مروان بص لعليا ومستني ردها زي ما طلب منها ، عليا اتنهدت وبصت علي كل الموجودين واخدت نفس عميق وقالت :- 

_ أنا موافقة !


_ مروان اتصدم من موافقتها لأنه متوقعش ابدا الموافقة دي ، بصلها بغيظ وهي كانت واقفة جمبه ، مال عليها وهمس لها :- 

_ أنتي بتتحديني ؟


_ عليا ابتسمت بثقة وبصتله :- 

_ تقدر تقول كده يا أبن الباشا ..


_ مروان ضغط علي أسنانه بعصبية ورد عليها بغضب :- 

_ استحملي بقا انتي اللي جبتيه لنفسك ..


_ عليا متهزتش من كلامه والفرحة انتشرت بينهم معدا رغد والدة عليا قلبها كان مقبوض مش حاسة بإرتياح وخصوصاً لما لاحظت ملامح مروان اللي بتثبت أنه مش موافق علي الجوازة دي ، 


_ عمران ضحك بفرحة وبص لرغد ويزن :-

_ يلا نقرأ الفاتحة يجماعة ..


_ كلهم بدأو يقرأو الفاتحة وبعد ما انتهوا ليلي زغردت بسعادة ، ورغد الصغيرة قامت بمساعدة أخوها قدموا جاتوا وعصير وشكولاتة ، عليا قعدت جمب سديم اللي كانت بتتكلم معاها بتلقائية عشان تخفف من احراجها :- 

_ والله يا لولو لما عمران قالي عليكي لمروان فرحت أوي أصل مش هلاقي لا أحلي منك ولا في ذوقك انتي هتكوني بنتي واتمني أنك تعتبريني في مقام والدتك ..


_ عليا أبتسمت بإحراج وردت عليها بهدوء :- 

_ مامتي ايه بس اللي يشوفك هيقول أنك اختي الكبيرة مش حماتي ..


_ سديم ضحكت وردت عليها :- 

_ لا متبالغيش يا لولو هيقولوا أختك الصغننة 


_ عليا ضحكت بمرح والاتنين اندمجوا مع بعض في الهزار والكلام ، وعليا اكتشفت جانب مرح جدا في سديم أول مرة تتعرف عليه وحست براحة أنها هتعيش معاها في نفس المكان ..


_ عمران بص ليزن ورغد :- 

_طيب يجماعة بما إننا قرينا الفاتحة وحصل قبول عايزين نتفق علي معاد الفرح وياريت يكون كمان شهر .. 


_ رغد ردت عليه بقلق :- 

_ ليه الاستعجال ده انا عايزة عليا تخلص السنة الأخيرة بتاعتها الاول وبعدين نجهز لجوازها ..


_ عمران اتنهد ورد عليها بفرحة :- 

_ ما السنة الأخيرة تكملها في بيت جوزها إيه المشكلة وعندنا هتلاقي ألف مين يساعدها يعني مش هتتعطل خالص وبعدين جهاز ايه اللي بتتكلمي فيه بنتك دي بنتي وانا مش عايز غيرها بس هي توافق بس علي كلامي وكل حاجة سهلة بعد كده ..


_ مروان كان مصدوم من كلام عمران اللي أصلا مش بياخد رأيه في أي حاجة كأنه هو اللي بيتجوز ، افتكر كلام هشام لما قاله أن أبوك هيظبطك وصدقه ! اخد نفس طويل وكان هيتكلم بس اتفاجئ بعليا بترد علي عمران :-

_ اللي تشوفه يا اونكل أنا موافقة علي اللي حضرتك تقوله ..


_ مروان بصلها جامد وهو مش مصدق الهدوء اللي هي فيه ، ده بنفسه قالها مش عايزها ولا عايز الجوازة دي ، ايه اللي بتعمله ده ؟! هشام كان متابع اللي بيحصل في صمت وهو مش مصدق اللي بيحصل وليه عليا موافقة بالشكل ده معقولة بتحب مروان عشان كده موافقة علي كل قرارات عمران ولا فيه حاجة تانية ميعرفهاش ؟ 


_ عمران فرح بموافقة عليا :- 

_ علي بركة الله 


_ عمران بص لرغد :- 

_ بعد اذنك يا أم يزن عندي إقتراح 


_ رغد هزت راسها وعمران كمل كلامه :- 

_ ياريت ترجعوا شقتكم في القاهرة في الفترة اللي هنحضر فيها للفرح عشان بس المسافة تكون بسيطة وعليا تنقي كل اللي تحبه وتجهز اللي محتجاه معانا ..


_ رغد أخدت نفس وعيونها لمعت ومقدرتش تتكلم ويزن فهم حالتها وبص لعمران :-

_ بلاش يا عمي خلينا هنا أفضل وبعدين عليا وقت لما تحتاجوها تختار حاجة هجيبها بنفسي حضرتك عارف اني شغلي في القاهرة اصلا وهي كمان كليتها هناك يعني مفيش تعب علينا ..


_ عمران مقتنعش بكلام يزن وبص لرغد تاني :-

_ أنا متفهم إن الموضوع صعب عليكي دخول الشقة من غير محمد ، بس صدقيني لازم تكوني موجودة عشان بنتك هتحسي بفرحة وانتي بتشاركيها فرحتها وهتنسي اي حزن ولا ايه يا رغد يا بنتي ما تتكلمي ..


_ رغد بصت لوالدتها بحزن :-

_ اونكل عمران معاه حق يا ماما لازم نشارك عليا في كل حاجة ومش هنقدر نسافر من هنا للقاهرة كل يوم رايح جاي ، وبعدين أنا بيتنا واحشني جدا وعايزة أقعد فيه قبل ما اجازتي تخلص وأرجع دبي ..


_ رغد ( والدتهم ) فكرت كتير وكانت مترددة تاخد قرار الموضوع صعب عليها بس لازم تيجي علي نفسها عشان بنتها ، أتنهدت وبصلتهم :- 

_ موافقة !


_ الكل فرح بموافقتها وعليا طول الوقت عيونها علي مروان اللي كان بيشيط من شدة الغضب ، إحساس صعب لما تشوف اللي بتحبه واتمنيته من أول ما فتحت عينك مش عايزك ورافضك بشدة ، حست بوخزة في صدرها غمضت عيونها وحاولت تتماسك قدامهم ليها اوضة تعمل فيها اللي هي عايزاه ..


_ عمران استأذن يمشي عشان يلحقوا يوصلوا قبل ما الوقت يتأخر عليهم في الطريق ، عيلة عمران ودعت عيلة رغد وعمران بص لرغد ( الصغيرة ) :- 

_ بلغي وليد سلامي وقوليله مكانك موجود في الشركة في أي وقت تقرر تنزل من دبي وتستقر في البلد ..


_ رغد أبتسمت له بإمتنان :-

_  يوصل يا اونكل متشكرة لذوق حضرتك ..


_ عمران غمز لها بمرح :- 

_ ذوق ايه يا عبيطة انتوا عيالي 


_ رغد اكتفت بإبتسامة وهو ودعهم ومشي ، الكل أخد وضعه في العربيات ورجعوا الطريق كله في صمت ، مروان كان سايق بسرعة عالية ومش مهتم لكلام عمران ، وأخيراً وصلوا القصر ومروان نزل أول واحد وطلع علي أوضته قفل علي نفسه عشان محدش يدخله ، سديم كانت هتدخل وراه بس عمران رفض وأصر أنها تسيبه لوحده في الوقت ده افضل ليه ، هشام رغم أنه تعبان من الطريق بس كان نفسه يشوف فيروز جدا ومش لاقي سبب للشعور ده ، ومن غير تفكير دخل أخد كلافي في أيده ومشي في نفس الطريق اللي مشي فيه قبل كده وقعد علي نفس المقعد اللي في الحديقة علي أمل أنها تنزل ،


_  الوقت عدي عليه ومفيش حاجة بتحصل ولا بتتغير ، طلع موبايله وفتح سوشيال يدور علي إسمها بس مفيش ليها أي صفحة معقول في حد مش عنده صفحة في الأيام دي ؟ قفل موبايله بضيق وبص علي العمارة بأمل أنه يلمح حتي طيفها بس الوقت كان متأخر ومستحيل حد يكون صاحي في الوقت ده ، فقد أمله ورجع القصر ودخل كلافي بيتها وطلع أوضته أخد شاور سريع ، وحاول ينام بس فشل ، مسيطرة علي كل تفكيره ، لما أضربت بالقلم ولوقت ما معيطت وقالت إنها هتسيب الشغل ! إيه هتسيب الشغل ؟؟


_ هشام ازاي نسي حاجة زي دي ، قام من مكانه ومسك موبايله وكان هيكلم علا يسألها علي فيروز ، بس رجع في كلامه هيكلمها إزاي في وقت متأخر كده ؟! وهيقولها ايه أصلا لا مينفعش ، قرر أنه يروح بدري الشغل ويشوف بنفسه هي جت ولا لأ !


_________________________________________________


_ عليا دخلت أوضتها وبمجرد ما قفلت الباب رمت نفسها علي السرير وحضنت المخدة وعيطت جامد , باب اوضتها خبط وبعدها دخلت رغد والدتها ، عليا مسحت دموعها بسرعة قبل ما تتكشف بس وشها كان باين جدا إنها بتعيط ، رغد قعدت قدامها علي السرير واتخضت من منظرها :-

_ في ايه يا عليا انتي امبارح قولتي مستحيل تتجوزي والنهاردة اتحولت لواحدة تانية فرحانة عكس بتاعت امبارح خالص والوقتي بتعيطي بعد ما انتي بنفسك اللي وافقتي علي الجوازة ايه اللي بيحصل ممكن تفهميني ؟

تم


_ عليا عيطت تاني ومقدرتش تتكلم ، ورغد قربت منها ضمتها لحضنها :-

_ يا روح قلبي بلاش العياط اللي بيوجعني ده انتي لو مش موافقة مستحيل اجوزك واغصبك علي حاجة انتي مش عايزاها ، طيب اقولك حاجة أنا هكلم عمران حالا أقوله كل شئ قسمة ونصيب بس متعيطيش كده ..


_ عليا بعدت عنها وبصتلها بصدمة :- 

_ لا لا اوعي تعملي كده 


_ رغد بصتلها بإستغراب وهي مش فاهمة حالة بنتها خالص :-

_ لما انتي عايزاه طيب بتعيطي ليه فهميني عشان لو مفهتمنيش صدقيني هعمل اللي قولت عليه ومش هتردد


_ عليا عرفت انها مينفعش تكدب علي مامتها عشان هتعمل اللي قالت عليه وهي مش مستعدة تخسر مروان ، بلعت ريقها وفركت صوابها بتوتر واتكلمت من غير ما تبص لوالدتها :-

_ أنا بحبه يا ماما واتمنيته من زمان جدا من وأحنا عيال صغيرين لما كنا بنروح لهم زيارات كنت مش بحب ألعب غير معاه هو وكبرت وحبه كبر معايا كنت فاكرة أنها مرحلة وهتعدي بس معدتش وصورته فضلت في عقلي وقلبي ولما منع زياراته عننا كنت براقبه من كل مكان من أول السوشيال ميديا لوقت كنت بخلص محضراتي بدري وأروح اراقبه من بعيد وهو طالع أو نازل من شقته ، اكتفيت طول السنين اللي فاتت اني اراقبه من بعيد وكنت بتمني إنه يكون ليا 


_ عيونها لمعت وعيطت :- 

_ بس هو قالي مش عايزني ..


_ رغد اتصدمت وقربت منها تاني حضنتها بحب :-

_ أهدي يا عليا كل ده بيحصلك وانا معرفش عنه حاجة 


_ بعدتها عنها وحضنت وشها بين أيدها وكملت كلام :- 

_ وانتي بتعيطي عشان قالك أنه مش عايزك هو الخسران يا حبيبتي انتي دكتورة قد الدنيا وذكية وجميلة وألف مين يتمناكي عارفة المثل اللي بيقول يروح قرد يجي غزال اهو إحنا نرفضه وهنلاقي اللي أحسن منه كمان بس متعمليش في نفسك كده !


_ عليا بعدت عنها وبصتلها بحدة :-

_ أنا مش عايزة غيره !


_ رغد اتنهدت بضيق وكانت هتنفعل عليها بس تراجعت عشان عليا متعاندش معاها :- 

_ يا حبيبتي مش بتقولي هو مش عايزاك يبقي نفكر بعقلنا مش بقلبنا هتتوجعي شوية وبعد كده هتنسيه ..


_ عليا وقفت وهزت راسها بعصبية :-

_ لا لا أنا موافقة عليه حتي لو هو مش عايزني أنا هخليه يحبني زي ما انا بحبه ، أيوة هيحبني ..


_ رغد مقدرتش تسيطر علي عصبيتها وزعقت لها :-

_ انتي بتقولي ايه يا عليا وانتي فاكرة اني هوافق علي الكلام العبيط ده ؟ ده انتي بتحلمي أنا بنتي لازم اللي ياخدها يكون بيتمني ضافرها يكون ملكه ، يتمني إسمها يتحط علي إسمه يكون متشرف بيها في حياته ووسط عيلته وده مش عايزك وانا اكون عارفة كده واوافق ده لا يمكن أبدا كرامتك لو مش بتفكري فيها أنا مجبرة أحافظ عليها للي يستاهلها ..


_ عليا كانت بتسمع لكلام والدتها بذهول وعيونها بتوسع علي آخرها ومع كل حرف رغد بتنطقه كانت عليا بتنهار أكتر بطريقة خوفت رغد ، عليا صرخت بكل قوتها :- 

_ هو هيحبني زي ما انا حبيته أنا مش مستعدة اخسره عشان الكلام العبيط ده كرامة ايه ؟ ده هيكون جوزي يعني هيحافظ عليا ولو علي الحب هيجي بعد كده لما يعرفني كويس ويعرف قد إيه أنا بحبه أكيد هيحبني 


_ عليا قربت من رغد ومسكت أيدها بتوسل :-

_ ماما عشان خاطري سيبني أقرب منه سبيني أعمل اللي بحلم بيه من زمان صدقيني هنجح وأنا واثقة إنه هيحبني وانتي بنفسك هتشوفي كده ارجوكي مترفضيش أنا ممكن اموت لو بعدت عنه أنا بحبه اوي يا ماما بحبه اوي ..


_ رغد كانت حاسة أنها متربطة ومش عارفة لا ترد عليها ولا تاخد قرار أول مرة تشوف عليا بالضغف ده قدامها مستحيل تكون دي بنتها اللي شخصيتها قوية عليهم طول الوقت ، هو الحب بيعمل كده ؟ افتكرت محمد وذكرياتها معاها وقد ايه كانت مبسوطة وسعيدة في حياتها معاها عشان بيحبوا بعض ، عيطت هي كمان وحضنت عليا جامد وهي بتفكر في كل كلمة قالتها ، مكنش قدامها غير أنها توافق عشان سعادة عليا حتي لو مكنتش موافقة علي الجواز ...


_________________________________________________

_ الليل عدا بصعوبة علي الكل ، مروان معرفش ينام لحظة بسبب القرارت المفاجئة اللي قلبت حياته ولسه هتقلبها أكتر في الفترة اللي جاية ، هشام مقدرش ينام ولو ساعة بسبب تفكيره في فيروز مش عارف ليه مهتم بيها بالشكل ده بس مش هيرتاح إلا لما يطمن أنها مسابتش الشغل ، عليا طول الليل في حضن رغد والاتنين بيحاولوا يداو جروح بعض ، رغد الصغيرة كانت سهرانة بتتكلم مع وليد جوزها علي الاسكايب ، سديم وعمران كانوا قلقانين من اللي جاي وحسوا أنهم اتسرعوا في قرار جواز مروان بعد ما شافوا حالته ..


_ هشام اول لما المنبه رن قام من مكانه بسرعة ولبس بدلته الكحلي الغامق ، وظبط نفسه بس كان حاسس بصداع شديد في راسه أكيد نتيجة قلة النوم والتفكير ، الكل نايم في الوقت ده ومش عارف يسأل مين علي برشام صداع ، مراون خرج من أوضته وبص علي هشام ومشي من غير كلام ، هشام نادي عليها بتعب :-

_ مروان معاك برشام صداع ؟


_ مروان رد عليه بجمود من غير ما يبصله :-

_ في درج الكومود عندي في الاوضة ..


_ هشام دخل اوضة مروان وفتح درج الكومود ودور علي برشام صداع ، واخد قرص ومشي ورجع اخد قرص تاني بسبب شدة الصداع اللي حاسس بيه ونزل دور علي مروان اللي اختفي خالص وملقهوش , ركب عربيته لأن تفكير الشاغل حالياً هي فيروز وبس طلع علي الشركة بعد حوالي نص ساعة في الطريق علي سرعة عالية جدا ، الاسانسير كان مشغول مقدرش يستناه وطلع جري علي فوق ودخل مكتب فيروز وكان فاضي زي ما توقع تماما ، قفل الباب بعصبية ودخل مكتب علا :-

_  فيروز مجتش ليه ؟


_ علا وقفت واتوترت من نبرته :- 

_ مش عارفة يا مستر أصلا لسه بدري أوي أغلبية الموظفين لسه محدش منهم جه في حاجة أقدر أعملها؟


_ هشام فكر في حل وبصلها تاني :-

_ اعطيني رقم فيروز !


_ علا استغربت طريقته الغريبة وليه مهتم اوي بفيروز بس معلقتش ، دورت في ملف فيروز علي رقمها وكتبته في ورقة وناولته لهشام اللي دخل المكتب وقلع جاكيت البدلة وفك الكرافت بتاعته ، وكتب الرقم علي موبايله ورن عليها ، كان مستني ردها بفارغ الصبر بس مردتش ، حس بخنقة مش طبيعية وفك الكرافت خالص لدرجة أنه رماها بعيد عنه ، رن تاني عليها وبرده مفيش رد ، بدأ يعرق وجسمه يبرد وحس بدوار خفيف في راسه ، حاول يقف ويخرج عن حالته الغريبة اللي حصلتله فجاء وقرر إنه يروح لفيروز البيت أحسن حل ...


_ مروان اتمشي شوية وحس بخنقة وأنه مش قادر حتي يمشي ورجع القصر تاني وطلع أوضته ، كان درج الكومود مفتوح وأقراص الصداع اللي هشام أخد منها محطوطة عليه ، مروان مسكهم بخضة واتنفض من مكانه لما شاف في قرصين ناقصين :-

_ ينهار أسود ايه اللي أنا هبتته ده ؟


_ جري علي برة وعمران قابله ونادي عليه بإستغراب لما شافه بيجري بس مروان مردش عليه وركب عربيته ومشي , هشام خرج برة مكتبه وحالته بتسوء اكتر من الأول العرق بيزيد وحاسس بهبوط رهيب والدوار بيزيد أكتر وكأن الدنيا بتلف بيه ، فيروز كانت وصلت الشركة تلم حاجتها وتقدم ورقة استقالتها زي ما قالت لهشام الاتنين اتقابلوا في نص الشركة ، هشام بصلها بتوهان كأنه بيحلم واتكلم بصوت متقطع :- 

_ ف ف يروز انتي ر ج ع تي 


_ لسانه كان تقيل جدا وهو بيتكلم والخنقة سيطرت عليه وبدأ يكح جامد , قلع الجاكيت والقميص وسط ذهول من كل الموظفين بلي بيعملوا ، وفجاءة وقع من طوله وجسمه اتنفض جامد ودخل في حالة تشنجات شديدة ، فيروز قلبها اتقبض اول لما شافت حالته وصرخت بصوت عالي :-

_ مستر هشام !


_ الموظفين كلهم اتجمعوا حواليه بيحاولوا يفوقوه وعلا طلبت الإسعاف بسرعة ، فيروز قعدت علي ركبتها قدامه ورفعت راسه علي رجليها بتحاول تعمله إسعافات أولية ، محستش بدموعها اللي خانتها ونزلت بخوف ، منظره وهو بيتنفض قدامها ومش عارف ياخد نفسه وجعها ووترها جدا ،


_ مروان وصل في نفس توقيت الإسعاف واتخض لما شاف عربية الإسعاف وطلع يجري علي فوق واتفاجئ بكمية الموظفين اللي متجمعين ، قدر يدخل ما بينهم بصعوبة ووصل لهشام واتفاجئ بمنظره علي الأرض ، انحني عليه بصدمة :-

_ هشام رد عليا هشام فوق 


_ مروان بص لفيروز اللي كانت بتعيط وبتحاول تفوقه بكل الطرق وقرب منه اخده في حضنه :-

_ لو حصلك حاجة مش هسامح نفسي ، قوم يا هشام طمني عليك 


_ المسعفين وصلوا وطلبوا من الكل ينسحب فوراً عشان الأكسجين ، قربوا من هشام واتفاجئوا إن مفيش نبض شالوه بسرعة علي النقالة ونزلوا بيه حطوه في الاسعاف وبدأو يعملوا له إنعاش للقلب مروان كان واقف قدام باب عربية الاسعاف وحاطط أيده خلف راسه وقلبه بيدق جامد وحاسس إنه بيحلم أكيد ده مش حقيقي ، الموظفين كلهم كانوا واقفين مصدومين من اللي شايفينه قدامهم وفيروز كانت قريبة منه واقفة وحاطة أيدها علي قلبها والتانية علي فمها مستنية لحظة إنه يفوق 


_ عمران وصل الشركة واتفاجئ بالاسعاف وسأل موظف من اللي واقف :- 

_ هو في ايه اللي بيحصل هنا وايه الإسعاف دي ؟


_ رد عليه بحزن :-

_ مستر هشام وقع والاسعاف ده عشانه ..


_ عمران بصله بصدمة وحس إن الدنيا بتلف بيه ، حاول يدخل بين حشد الموظفين اللي واقفين وهو بيزعق فيهم :- 

_ حاسبوا وسعوا 


_  وصل للاسعاف وبص لمروان :-

_ أخوك ماله ؟


_ مكنش حد عنده القدرة إنه يرد عليه ، الكل واقف مصدوم وهشام بيسارع الموت والمسعفين بيحاولوا ينقذوا ، كل شوية يزودا جرعة الانعاش ومفيش نبض برده 


_ واحد من المسعفين بص لزميله :- 

_ اعمله علي اخر درجة !


_ زميله ظبط الجهاز علي آخر درجة ، وحطوه علي صدره وهشام قام مرة واحدة وهما بصوا لبعض بفرحة وساعدوه ينام تاني بس هو فقد وعيه ، مروان اول ما شاف هشام بيتحرك قدامه عيط بفرحة إنه اطمن عليه , فيروز قعدت علي الأرض بقلة حيلة وحطت أيدها علي فمها بتحاول تتماسك بس مقدرتش المشهد فكرها بوفاة والدها لأن حصل معاه نفس الأزمة دي ، عمران ركب الإسعاف معاهم بعد ما عرفوا هويته ومروان جري ركب عربيته ولاحظ فيروز اللي قاعدة علي الأرض ومش بتقوم ، نزل من العربية وقرب منها :- 

_ انتي كويسة ؟


_ فيروز هزت راسها بنفي وهو كرر سؤاله تاني :-

_ تحبي تيجي معايا المستشفي لو مش كويسة 


_ فيروز مكنتش عارفة توافق ولا لأ حاسة أنها تايهة ومش عارفة تاخد قرار ، مروان مد أيده ليها وهي بصتله كتير ووقفت من غير ما تلمسه ، مروان فتح لها الباب وهي ركبت وحطت أيدها علي قلبها لما حست بوجع فيه وطول الطريق ساكتة خالص كأنها في دوامة ومش عارفة تخرج منها خالص 



                      الفصل الخامس من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×