( إكرام) ختت الورقة ورجعت شغلها تاني.. حست بى ضيق من الموضوع دا.. بقت شغالة و بتفكر في اللي ح يحصل.. المحكمة أكيد ح ترجعا بيت خالتا.. طيب ح تعمل شنو لو دا حص
ل.. مستحيل أرجع تاني لى المرا دي.
دي كل الحاجات اللي جات في راس ( إكرام).. فجأة دخلن الدكان بتين لابسات لبس المدرسة الخاص خلن كل العيون تبحلق فيهن.. كانن مُزز صاح.. كانن ( زحل) و ( بسمة)
( بسمة) كانت مبسوطة وظاهرة عليها الفرحة.. عكس ( زحل) الكانت زي الخجلانة و مُستحية.. ( إكرام) لما شافتهم قامت على حيلا مبتسمة قشت يديها بى قطعة قماش.. سلمت ( بسمة) أول.. بعدها سلمت ( زحل) بالحضن على ( إكرام) وقالت:
- ( ناجي) أخوي إتصل و ورانا كل حاجة، و أمي قالت لازم تجي عندنا في البيت، عاوزة تشكرك بى نفسها
( إكرام) كأنه ما حصلت حاجة.. ردت مبتسمة:
- حاضر
( زحل) مسحت دمعتا:
- ماعارفة أقول ليك شنو يا ( إكرام)، مستحية منك شديد
( إكرام) مسكتا من يدها:
- ما تقولي حاجة، أنا ما بنسى العملتيهو لي، نحن أخوات
( زحل) حضنتا شديد:
- أكيد حبيبتي
طبعا" مافي ناس أكتر إنبساطة اليوم داك من ناس السوق.
_____________________________________________
( مصطفى) ليهو كم يوم عيان.. وكل يوم صحته ماشة نازلة.. جسمه كله قايم حبوب وما معروف السبب شنو.. و ( عبير) بصراحة مهملة فيهو شديد.. بتلبسوا دايما"نضيف.. بس في حكاية الأكل دي ما قاعدة تتشدد في نضافة يديهو قبل الأكل تحديدا" لأنه ( مصطفى) جنو يلعب ( المكعبات) اللي غالبا" بتقع منه واحدة هنا ولا هناك و برفعا من الوطا يركبا تاني.. صاح البيت كله بلاط.. بس مهما كان.. لما الطفل بكون بلعب ولا بلمس في أي حاجة حتى لو شعره.. خصوصا" لو كان شعره غزير زي ( مصطفى) وبحب يعملو ليهو الكريمات.. لاااازم يغسل يديهو كويييس و بالصابون كمان قبل كل وجبة.
( مصطفى) حالتو بقت تحنن من الألم.. عيونه إتورمن و جسمه كله قام و بقى يبكي ليل نهار عاوز يكلم أبوهو.. و أمه ( عبير) تنهِّر فيهو متضايقة لأنه بجيب سيرة أبوهو دايما".. ما راعت إنه طفل و حابي يسمع صوت أبوهو في لحظة المرض يمكن يخفف عنه شوية.. كان ألم ووجع إنه أمه بتقول ليهو ما تجيب سيرة أبوك أكبر من ألم ووجع المرض.. وبدت ( آية) تكره أمها أكتر من ( مصطفى).. أيوا .. حتى ( آية) الصغيرة بتفهم المعاملة لأنه الطفل بحب بالفطرة.. وبكره بالفطرة.
_____________________________________________
( إكرام) بعد رجعت من السوق إستحمت و لبست وطلعت الشارع.. وقفت جمب المحطة زي تلاتة دقايق.. بعدها وقَّفت ركشة و طلعت بيها.. نزلت جمب كافتريا ( قرية السمك).. عاملة زي الحدائق فيها مساحة كبيرة و ألعاب كتيرة للأطفال و غرف صغيرة منفصلة للعوائل.. ( إكرام) نزلت حاسبت بتاع الركشة ودخلت تعاين في الطرابيز محل الناس قاعدين.. الكافتيريا كان يادوب بدت الناس تجيها بى أطفالها لأنه يادوب المغرب أذن.. ما كان في زحمة.. عشان كدا ( إكرام) شافت بى سهولة ( ميراب) مع ( سندس) واقفين جمب مرجيحة.. مشت عليهم.. ( سندس) لما شافتا نطت من المُرجيحة فرحانة جرت عليها.. ( إكرام) سلمت عليهم و حضنت ( سندس) وإتكلمت معاها شوية.. بعدا خلو ( سندس) في المرجيحة وجو هم قعدوا في طربيزة فاضية.. وبدت ( ميراب) تحكي لى ( إكرام) كل شي.. وفي أثناء ماهم قاعدين بتكلموا.. كان في واحد برا طلع تلفونه و إتصل على رقم و قال:
- دخلت ( قرية السمك)
سكت شوية وقال:
- لا، قعدت مع بِت بتكلموا ومعاهم بِت صغيرة تلعب
سكت مرة تاني سمع المتكلم بهناك ورد تاني قال:
- خلاص تمام، تمام سعادتك
_____________________________________________
( مجدي) مع ( مها) في التلفون:
- يعني ما جات جابت الأولاد !
- لأ، رسلت أخوها الصغير قال ( عبير) قالت ( مصطفى) عيان وماعندها مصاريف لى المستشفى
( مجدي) إتضايق:
- ماهي الغبية راكبا راسها، قالوا ليها جيبي الأولاد يوم واحد في الإسبوع يبيتو مع حبوبتهم و تشيل مصاريفا البتكفيها؟ عاملاها تحدي العواليق وقايلة الدنيا بتمشي كدا براها بدون أب، أنا والله ما كنت قايلا متخلفة كدا و أهلا متخلفين
- والله متخلفين، بس يا ( مجدي) حرام الولد عيان و العواليق دي يمكن تستخدمه وسيلة ضغط، كان عندها قروش يمكن تقول ما عندها، ما مشكلة كلم ( معتز) يديها من المصاريف ال بطلعا الركشات
- يا ( مها) أنا بتين قاعد أقصِّر في أولادي؟ و ياتو يوم شفتيني قلت ليها لأ؟ والركشات ديل أنا إشتريتن لى منو؟ وأنا زاتي ما برضى زول يصرف على أولادي، كلمي ( معتز) يديها مصاريف شهر، ما يديهن لى أخوها يمشي يوديهن هو بى يدو و يقول ليها خلي عندك رحمة، كان علي أنا ماعاوز أسمع صوتك القبيح دا زاتو ولا عاوز أشوف خلقتك، بس خلي عندك رحمة بى الأطفال ديل، بكونوا عاوزين يسمعوا صوت أبوهم، أفتحي تلفونك لما أدق عليك أديهو لى الأولاد أكلمهم، البينا خليهو بينا ماتدخلي الأولاد في النص، خليهم يكونوا طبيعيين معاي و معاك، وخلي يقول ليها لى آخر مرة أعقلي و خليك بِت ناس، وال بتسوي فيهو دا عيب عليك
- يديك العافية يا خوي، والله ما بتستاهلك بس أتحمل عشان الأولاد، ولما تجي بالسلامة كان ما انعدلت طوالي عرِس فيها
( مجدي) إتضايق من ( مها) أخته:
- دا كلام شنو يا ( مها)، بعد دخلت أمي المحمكة تقولي لي إنعدلت و ما إنعدلت، والله ورب الكعبة كان بقت آخر واحدة في العالم و بضربوا بيها المثل في الأخلاق ما أرجع ليها تاني وخلي قِلة أدبا تنفعا، لو كان غلطت علي أنا والله كنت بسامحا، زي ما كتييير قاعد أمشي ليها، وما ضعف مني، لأ، بس ماكنت عاوز أدي نفسي فرصة بعدين أندم على أي خطوة أعملا، أديتا فرصتا بالكاااامل بس طلعت ما بتستحق، وإستغلت طيبتي معاها، بس بعد العملتو مع أمي، والله كان تبقى دواي ما أرجعا تاني، موش مرقت براها؟ يلا خلي أمها و أبوها ينفعوها وطلاق ما بطلق.
_____________________________________________
( إكرام) قالت:
- لا حول ولا قوة الا بالله، أمك كيف تعمل كدا
( ميراب) دموعا جاريات:
- والله ما مصدقة لحدي هسة، زي الحلم
- لا حول ولا قوة الا بالله
- والله يا ( إكرام) إتمنيت لو ما حصل الحصل وحتى لو ترجع تضربني و تذلني بس أرجع أحترما، بقيت أشوفا...
سكتت شوية وقالت:
- بقيت أشوفا حقيرة و سفيهة و دا شي مقطعني من جواي لأنه دي في النهاية أمي، ماعاوزة أشوفا كدا، عاوزة أفتخر بيها زي كل الأمهات، والله لما أشوف واحد ولا واحدة في الفيس منزل بوست عن أمه بفتخر بيها وكاتب فيها أحلا الكلام، أنا قلبي بتقطع و إتمنيت لو مت قبل ما أشوف ال شفتو
( إكرام) مسكت يدها:
- بعد الشر عليك حبيبتي، عمرك طويل إن شاء الله
- ( إكرام)، نحن محتاجين ليك شديد
( إكرام) ضمت يدها أكتر وقالت:
- خلاص يا ( ميراب)، جا الوقت اللي لازم كل زول يوقف عند حده، و أكيد أنا كمان محتاجة ليكم ونحن أهل.
_____________________________________________
( منيرة) قاعدة مع ( إكرام) في بيت ( سعدية) معاها واحدة محامية إسمها ( آسيا).. ( منيرة) قالت:
- دي صاحبتي يا ( إكرام) ح توجهك و توريك تقولي شنو بكرة في المحكمة، أحكي ليها كل حاجة
( إكرام) قالت بى كل عفوية:
- أحكي أقول شنو بس يا أبلة، من الشي الفهمتو لو حكيت العملتو فيني خالتي ح تنسجن يمكن أكتر من سنة، صعب علي أعمل كدا، بعدين أودي وشي من ( ميراب) و ( سندس) وين؟، معليش صعبة والله ما بقدر
( سعدية) قالت:
- طيب يابتي تسكتي عشان ترجعي تاني ليها تقوم تعزبك تاني؟
( إكرام) قالت:
- يا جماعة أفهموني، حتى لو أرجع تاني لى العذاب مستحيل أكون سبب في إني أسجن خالتي، ( سندس) لسة صغيرة محتاجة أمها كل لحظة، مهما كانت محبتها لينا، ما ح تكون زي أمها، بعدين منو القال لازم أرجع، موش أنا هسة إنسانة راشدة ولي حق تقرير المصير أقعد محل عاوزة؟
المحامية قالت:
- دا لما يثبت للمحكمة إنه خالتك ما أهل لى تربيتك، زايدا" إنتي قاعدة مع ناس ماعندك بيهم صلة قرابة، يعني الليلة لو كنتي قاعدة مع عمتك، عمك، خالك، خالتك، كان الوضع ح يختلف، بس معليش المحكمة ح تشوف إنه قعادك مع ( سعدية) ما شرعي لأنه ما بتقرب ليك وفي نفس الوقت عندها ولد وواحد كمان، يعني البيت مافيهو بنات، المحكمة يا ( إكرام) بدون نقاش ومن أول جلسة ح تحكم لى خالتك لأنه موقفا قوي شديد وإنتي موقفك ضعيف شديد، ما عندك حل إلا توري المحكمة إنه خالتك كانت بتعذبك، أو للأسف ح ترجعي ليها غصبا" عننا كلنا، والمشكلة إنه ماعندك حل غير كدا لأنه خلاص القضية إترفعت ومافي رجعة تاني إلا خالتك تسحب القضية
( منيرة) قالت لى ( إكرام) :
- والله يا بتي عارفين كلنا كلامك صاح، وصعب تكوني سبب في دخول خالتك السجن، بس إنتي ماعندك حل غير كدا، لازم تدافعي عن نفسك ولا خالتك تازاك، والمرة دي حقدها عليك ح يكون أكبر بعد مرقتي شردتي من البيت، خافي الله في نفسك يا بتي
المحامية قالت:
- المشكلة يا أستاذة ( منيرة) حتى لو ( إكرام) وافقت تفضح خالتا وإنه كانت بتتعرض لى الضرب المؤذي و للتعذيب، لازم تجيب شهود، وفي الحالة دي لأنه التعدي على الآخرين بالضرب المؤذي للجسد يُعتبر قضية جنائية ما بنحتاج فيها لى شاهدين، شاهد واحد بكفي
( إكرام) قامت على حيلها زهجانة:
- قلت ليكم ما بشهد ضد خالتي، عن إزنكم
دخلت ( إكرام) أوضتا متضايقة شديد.. مسكت تلفونا دقت رقم وإنتظرت شوية بعدا قالت بى صوت مرتبك:
- ( ميراب)
_____________________________________________
( ميراب) ختت سماعة التلفون زعلانة شديد.. مشت طوالي أوضة أمها دخلت عليها طوالي بدون ما تدق الباب.. كان ليهم فترة ما إتكلموا مع بعض.. من يوم ( إنصاف) عرفت إنه ( ميراب) عرفت بى الواقعة الشوم العملتا مع ( الصومالية) وتاني عينا ما جات في عين بِتها ( ميراب).. إنكسرت شديد وعرفت كدا و إستسلمت لى الواقع.. عشان كدا ( ميراب) إستثمرت النقطة دي وبقت تطلع على كيفها.. وقت ما تحب.. ووين ما تحب.. وبصراحة ما كانت الحاجة دي مفرحاها.. بالعكس.. كانت مزعلاها شديد وفقدت الطعم لى أي حاجة والرغبة في أي حاجة.. وكل طلعاتا ومرقاتا كان عشان خاطر ( سندس).. بس هي من اليوم داك مافكرت تمرق لى حفلة أو تمرق تقضي وقت مع صحباتا.. كانت محطمة شديد.
( ميراب) لما جات داخلة زعلانة.. ( إنصاف) أمها إفتكرت إنه هي قاصدة تدخل عليها بالصورة المافيها إحترام ليها دي.. في حين كانت ( ميراب) ولااا بتفكر في حاجة زي دي.. كان همها الكلام القالتو ليها ( إكرام) في التلفون.. بس ( إنصاف) فهمتا شي تاني وقالت لى ( ميراب):
- حتى دقت الباب ماعاوزة تدقيها؟ لى الدرجة دي بقيتي ما بتحترميني؟
( ميراب) حست بى الإحراج.. بس ما كانت قاصدة ولا بتقدر تعتذر.. ماردت على أمها.. قالت بى صوت عالي:
- ياخي إنتي ( إكرام) دي عملت ليك شنو بتكرهيها كدا؟ ليه ترفعي عليها قضية
( إنصاف) إتفاجأت من كلام ( ميراب).. ما إتوقعت ( ميراب) بتها تعرف بى قضية المحكمة لأنه هي ما كلمت زول غير ( الصومالية).. ردت مستغربة :
- القال ليك منو؟
- خليك من القال لي، ليه إنتي بتكرهيها لى الدرجة دي أنا عاوزة أفهم، من ما قمت ووعيت على الدنيا شفتها المسكينة قدامي بتتعذب ليل نهار وصابرة المسكينة لا رفعت حسها علينا لا كرهت ( سندس) بى سبب معاملتنا لا كلَّت لا ملَّت، تشتغل زي الخدامة ليل نهار ما طنطنت، وبرغم التجريح و المضايقات مننا ليها، برضو هي أحسن مننا نحن بناتك ال مِدخلانا مدارس خاصة وصارفة علينا دم قلبك، ( إكرام) أحسن مننا بى طيبتا و أخلاقا السمحة الما ح نوصل ليها مهما عملنا لأنه قلوبنا سودا، ما شفتي ( إكرام) برَّا الناس بحبوها كيف و بحترموها كيف وكل زول يتمنى مُنى يتكلم معاها، ربيتينا على القسوة و الحقد و الضغينة، و والله ما كسرنا في ( إكرام) ذرة واحدة من كرامتا، وكونه هي صابرة علينا، دا من طيبتا ومن معدنا الأصيل لأنه شارباهو من أمها بالرغم من إنه ما شافتا، بس دمها جاري فيها، و ( إكرام) قوية و ح تبقى قوية لأنه معاها الأقوى مني ومنك، معاها الله الخلقا و خلقنا، وما ح نقدر نأذيها مهما عملنا ماما، الله يرضى عليك خلي في قلبك ذرة رحمة مرة واحدة و أعملي الصاح، أسحبي القضية وأمشي معاي بوريك ( إكرام) قاعدة وين، إعتذري ليها و نرجع أهل نعيش مبسوطين في أمن و أمان، نحن بنحب ( إكرام) يا ماما، ومستحيل نتخلى عنها أنا و ( سندس)، عندنا القِرِش الحمد لله و هي ليها زي ما لينا من نصيب أمها، خافي فيها الله ماما و رجعي ليها نصيبا و أطلبي منها تجي تقعد معززة مكرمة.
( إنصاف) كانت قاعدة في نص السرير.. وكان مع كل حرف بتنطقه ( ميراب) عينا المحوصة توسع أكتر.. وتعضي في سنونا أكتر.. و تنملي زعل أكتر.. سبحان الله.. المرا دي قلبها أسود بى صورة ما طبيعية.. ما بتطيق حرف واحد كويس في ( إكرام)..ولا حتى من أقرب الناس ليها.. لا كلام ( ميراب) المؤثر أثر فيها.. ولا دموعا حننت قلبها.. قلبها حجر دي.
قامت مشت على ( ميراب) وقفت جمبها وقالت و الشر كله في عيونا:
- قلتي لاقيتي ( إكرام)؟
( ميراب) ما خافت.. قالت بى نبرة تحدي:
- كتير
ططططاخ.. ( ميراب) دي لما دقت بالحيطة ووقعت على الأرض راسها لافِّي.. يادوب إنتبهت لى إنه أمها صمتتا كف.. وهي لسة واقعة في الوطا أمها قربت منها وقالت:
- إنتي قايلة عشان شوفتي في مقطع فيديو عاوزة تذليني على كيفك إنتي و المفعوصة بتاعتك دي؟ كان هي ملت ليك راسك دا أنا بكسِّروا ليك والله، و بعرس هسة الإسبوع الجاي دا من الزول الشفتيهو معاي، أها تاني عندك قِلة أدب؟ وهو بتاع أمن و واصل وبعرف ناس المباحث كلهم، حا أخليهو زي الخاتم في أصبعي و ح أخليهو يكلم جماعته يحموا ( إكرام) بعد تجي هنا المرقة، حا أحبسها المرة دي زي الكلبة، وكان مرقت تاني بالدس؟ ( الصومالية) قاعد بجرها من شعرها بجيبا تاني، ح أقلب ليها البيت سجن
( ميراب) عرفت مافي فايدة في أمها.. قامت من الأرض تتكأ من قوة الكف.. قالت لى أمها:
- ( إكرام) بتقول ليك أسحبي القضية أحسن ليك لأنه ح تضطر تقول إنك كنتي بتعذبيها وقالت عندها الشهود، ح يسجنوك ( ماما) لو ركبتي راسك، نحن محتاجين ليك برضو
( إنصاف) فجأة فقدت المنطق.. غاظها كلام ( ميراب) شديد.. لمت ليك في ( ميراب) دي تكفت و تلِبِّع من طرف.. كف في الوش وكف في الصدر وكف في الكتف.. زي ما كانت بتعمل لى ( إكرام).. دق عوارة.. لمت ليك فيها ضرب من طرف و تكورك:
- قولي لى المعفنة ( إنصاف) قالت ليك ما بتخاف، عشان عرفتي روحك جاية جاية عاوزة تهدديني؟ قولي ليها أنا ماااا بتهدد ليك، ومنتظراك بس لما تجيبك لي المحكمة، بوريك بعمل فيك شنو
( ميراب) عينا الشمال حمرت لأنه تبزتا أمها أثناء الضرب الغير مسئول.. بكت على أمها ما زعل منها.. بكت عليها لأنه عارفة ( إكرام) ما بتكذب.. غطت عينا الشمال بى منديل و بدا خشما يكب دم َ بتقول لى أمها:
- ماما والله ما تهديد، لو ما سحبتي ال...
أمها إتجننت نهرتا بى طول حسها:
- برا، غوري من وشي ما أفنِّك بالطربيزة دي
( ميراب) سكتت خلت دموعا تجري في صمت كأنه خايفة من أمها تلمح دموعا.. قلبها وقع تاني بين رجليها لما سمعت أمها بتكورك بى صوت أعلى المرة دي:
- قلت ليك غوري، برا
( ميراب) جرت جري غرفة ( سندس) خايفة تكون صحت و سمعت الكوراك دا.. لأنه لو دا حصل فعلا".. كانت ح تتكرر نفس الحالة القديمة ( حالة الصَرَع) ال كانت بتتألم منها شديد وقلبهم بتقطع لما تحصل ليها الحالة دي.
( ميراب) وصلت غرفة ( سندس) لقتا نايمة مركبة سماعات في إضنيها و التلفون شغال فيلم كرتون ( توم و جيري) في اليوتيوب.. ( ميراب) حمدت الله.. مشت طلعت السماعات من ( سندس) ووقفت المقطع و غطتا كويس و دموعا لسة جاريات.. ختت التلفون في الطربيزة و قفلت اللمبة و طلعت دخلت غرفتها.. قعدت في نص السرير تبكي المسكينة و تمسح مرة الدم النازل من خشما.. ومرة الدمعة النازلة من عينا المورمة.
بس كان في زول تاني صحى على الكواريك.. ( نادية).. ( نادية) صحت مخلوعة على حِس أمها.. قامت قلبها يدق متسارع من الخوف.. مشت منكربة أوضة أمها فتحتا لقت أمها لسة قاعدة في نص السرير تحس النفس الطالع منها نفس حاااار من الزعل.. ( نادية)المسكينة بس مدت راسها لسة ما دخلت زي الناس عاوزة تقول (في شنو).. جاتا ليك نهرة قوية من أمها:
- برررا
( نادية) جرت جري قربت تقع علي وشها غرفة ( ميراب) على طول.. لقتا برضو بتبكي.. قالت مخلوعة:
- ماما مالا؟
_____________________________________________
( إكرام) زهجت من موضوع المحكمة دا شديد.. وبعد كلمت ( ميراب) و طلبت منها تحاول تقنع أمها تسحب القضية.. دقت علي ( زحل) قالت ليها زهجانة.. وإتفقت زحل تجيها عشان تجيبا عندها في البيت.. منها تغير جو.. ومنها تعتذر ليها هي و أمها عن الحصل.. وفعلا " ( إكرام) جات و لقت أم ( زحل) و خالاتها و عماتها قاعدين كلهم مبسوطين من ( إكرام) أشد الإنبساط لأنه أنقذت ( ناجي) من مشكلة كبيييرة وكان ح ينخرب بيته قبل ما يدخل على مرته.. وكان ح تكون ليهم فضيحة كبيرة شديد..بس ذكاء ( إكرام) و أخلاقها العالية و طولت بالها خلى الأمور تكون أفضل.
كلهم بدو يعتذروا من ( إكرام) و يتمنوا ليها الخير.. و كل واحد حاول بى طريقته الخاصة إنه يخفف عنها من الحَرج الشافتو من كل الناس الكانو بالصالة.. و وروها هي قدر شنو بت حلال وإتمنوا ليها السعادة في كل خطاويها.
( إكرام) أكدت ليهم إنه ما عملت إلا الواجب.. وإنه ما بتستاهل كل البعملو ليها دا.. وإستأذنتهم طلعت مع ( زحل) فوق لى أوضتا.. دخلت مع ( زحل) وقفلوا الباب عليهم.. ( زحل) كانت مبسوطة شديد إنه هسة رجعت تاني الصديقة الصدوقة لى ( إكرام).. كانت خايفة ( إكرام) تكرها بى سبب الحصل في الصالة.. لأنه ( زحل) شبه إتخلت عنها في موقف الصالة.. والغريب ( إكرام) اللي بادرت بالكلام وقالت:
- ( زحل)، ما تاخدي في خاطرك، أنا متفهمة موقفك كويس شديد و عازراك والله، أنا مريت بى مواقف أصعب من كدا كتير، و بأكد ليك، الدنيا دي تافهة وما بتسوى تعريفة، مافي أحسن من لمة الناس مع بعض، والزمن دا النفوس بقت بتتغير بسهولة وصعب تلقى زول قلبه نضيف و عامر بى المحبة و الخوة النضيفة، عشان كدا أنا ما مستعدة أفقدك لأنه قلبك زي الحليب، إنتي بت ناس حلوة و راقية و وضعك كويس شديد، ماقاعدة تتكبري على الناس، بالعكس، كل الناس بتحبك لى ظرافتك ومزحك مع الجميع، محبوبة في المدرسة في الحِلة في البيت، وقلبي والله حبّاك
( إكرام) مسكت يد ( زحل) كملت :
- إنتي ماعارفة إنتي بالنسبة لي شنو، إنتي أختي الما ولدتا أمي والله، أنا ما كنت قايلة إنه ألقى واحدة تاني زي ( نجات) الله يرحما، بس إنتي بالجد الوحيدة ال مليتي مكانتا
( زحل) حضنت ( إكرام) قووووي خانقاها العَبرَة :
- ربنا ما يحرمني منك يا أغلا أخت
( إكرام) حست بى حنان كتيييير مفقود في حياتا من حضن ( زحل).. وعرفت بالجد إنه ( زحل) فعلا" أختها وإنه بتحتاج تشوفا طوالي و تسمع صوتا دايما" وما ح تتحمل فراقها لأي سبب.. ( إكرام) برضو ضمت ( زحل) قوي وردت:
- ولا منك يا رب
الباب دق.. فتحت ( زحل) لقتا خالتا ( منال) جايبة عصير.. كانت خجلانة شديد طبعا" من ( إكرام) لأنه في الصالة قالت ليها إنه تنسى حاجة إسمها ( بوتيك).. يعني ما تشتغلي معاي.. دخلت قعدت كبت ليهم العصير و بقت تتونس معاهم.. وكان واضح إنه منتظرة الوقت المناسب عشان تعتذر من ( إكرام) و تعرض عليها تشتغل مرة تانية معاها في ( البوتيك).. أخدوا قعدتهم تمااام.. بعدها ( إكرام) قامت قالت لى ( زحل) ح تمشي.
( منال) أدت ( زحل) مفتاح العربية عشان توصل ( إكرام).. وهم طالعين ( منال) قالت لى ( إكرام) :
- ( إكرام)...
قبل ( منال) ما تزيد حرف واحد ( إكرام) إتلفتت عليها:
- لو ح تتكلمي عن ( البوتيك) ، ما ح أشتغل فيهو، معليش
( منال) سكتت لأنه فعلا" دا الكان عاوزة تطلبه من ( إكرام).. عاينت لى ( زحل) معناها قولي حاجة.. وقبل ما ( زحل) تنطق حرف.. تاني ( إكرام) قالت:
- كلامي واحد، ما ح أشتغل في أي مكان غير في السوق
واضح شديد ( إكرام) كانت مصممة على رأيها وإنه ماح تغير رأيها لى أي سبب.. عشان كدا ( زحل) هزت كتفا لى خالتا ( منال) معناها [ ما بقدر أعمل ليك حاجة ]
طلعت ( زحل) و صلّت ( إكرام) البيت و إتفقت تجي الصباح توديها المحكمة لأنه ما ح تمشي المدرسة.. ( إكرام) ما فكرت حتى مجرد تفكير إنه تناقش ( زحل) عشان تمشي المدرسة لأنه عارفاها مستحيل تمشي.. قالت ليها خلاص ح تنتظرها بكرة الساعة تمانية الصباح.
دخلت ( إكرام) قفلت الباب.. وطلعت ( زحل) بى العربية.. صاحب العيون اللي براقب من بعيد طوالي طلع التلفون دق الرقم المعتاد وقال:
- تمام سعادتك، أيوا، دخلت البيت
سكت شوية وقال:
- خلاص تمام، تمام
قفل التلفون دخله في جيبه و طلع سيجارة ختاها في خشمه وبقى يهبش في جيوبه بفتش لى ولاعة.. فجأة سمع صوت بقول:
- عاوز ولاعة؟
إتخلع.. قبَّل عشان يشوف صاحب الصوت بس ما شاف حاجة لأنه مع لفة جسمه الدنيا طوالي ضلمت في وشه وجا خابط الوطا.. ظهر ( بكري) شايل عكاز في يده عيونه حُمُر من الزعل معاهو قريب عشرة أشخاص.. قال ليهم:
- أرفعوا
جا بوكسي وقف جمبهم رفعوا الزول غمران وركبوا كلهم في البوكسي بى ورا إلا ( بكري) ركب قدام.. ودور البوكسي إختفىفي الظلام.
_____________________________________________
الساعة تمانية وربع صباحا" وقَّفت ( زحل) في البرحة الواسعة ال جمب المحكمة ونزلت معاها ( إكرام) و ( سعدية) و ( بسمة).. أما ( آدم) أمه و ( إكرام) أصروا عليهو يمشي المدرسة.. دخلوا المحكمة قعدوا في صالة الإنتظار برّا محل بقعدوا الناس لحدي ما يندهوا أساميهم.. كانت المحكمة ملانة ناس لأنه كانت مجمع محاكم شرعية و جنائية.. بعد شوية ظهر ( الصومالية) مع المحامية بتاعت ( إنصاف).. قعد بعيد يعاين في ( إكرام) و ( زحل) اللي ما إنتبهوا ليهو ولا بعرفوا طبعا" ولا حصل شافوهو.. عكسه هو الكان بعرف عنهم كل حاجة.. كل صغيرة و كبيرة.
شوية كمان و ظهرت ( إنصاف) تتبسم لأنه ضامنة الليلة ( إكرام) ح ترجع ليها ح ترجع ليها ماعاوزة نقاش.. ( إنصاف)من لحظة دخلت ما رفعت عينا من ( إكرام).. نظرات كلها حقد و بغض ووعيد..بعدا بى دقيقتين ظهرت ( منيرة) و ( آسيا) المحامية سلموا على ( إكرام) و المعاها و بدت المحامية تفهِّم ( إكرام) تقول شنو.. خمس دقايق كمان ظهرت ( ميراب) بعينها المورمة وكانت متوترة و مقلِقة شديد.. أول ماوصلت الصالة شافت أمها و المحامية.
( الصومالية) زاغ بى إشارة من ( إنصاف) لما شافت بتها ( ميراب) جاية داخلة.. ( ميراب) كمان شافت ( إكرام) مشت عليها دموعا في عيونها:
- ( إكرام)، عارفة ال ح أطلبه منك صعب عليك، بس أبوس إيدك ما تقولي كانت بتضربك، ح يسجنوها، لو سكتي بحكموا لي ماما و ح تجي إنتي راجعة البيت وساعتها ح نواجها أنا و إنتي وما بتقدر تأزيك ولا تأزيني
( إكرام) ضمت ( ميراب) وقالت:
- ما تخافي حبيبتي، ما
#كلهم_كلاب_28
طبعا" البلد جايطة شديد وبدت الناس تنفس عن غضبها ضد الكيزان في مواقع التواصل الاجتماعي و تدعوا لى تنظيم مظاهرات ممنهجة للشباب لمواجهة الظلم السافر و القاهر من النظام الحاكم اللي إستفحل وإتفنن في تنويع العذاب ألوان للمواطن البسيط اللي بحلم أبسط حلم بتمناه بشر على وجه الأرض.. لقمة عيش و شغل حلال.. ما فكر في عربات و عمارات و أراضي.. فكر في أهله و أمه و زوجته و أولاده.. عاوز يكون مبسوط بس معاهم بى كسرة بى موية إن شاء الله.. بس يكون بينهم حاميهم و شايل همهم.. بس النظام الملعون حتى الأحلام البسيطة دي ماعاوز الشعب يحلم بيها.. ضيع مجهودهم في الموصلات والوقوف اليوم كله في الشارع منتظر حافلة مكركبة حتى لو يدفع تمن التذكرة عشرة أضعاف ح يركب وكمان بعد يضرب أخوهو المواطن عشان القوي يغلب الضعيف و يركب.. ضيع زمنهم الواحد يصحى من دغش الرحمن قبل صلاة الفجر وقبل المؤذن ما يفتح الجامع يمشي يقيف في صف عيش طويييل تقول الناس الواقفين فيهو كانوا بايتين في الفرن.. ضيع زمنهم وخلا كل واحد عنده عربية يقيف يوم ونص عشان يعبي ليهو كم جالون ما بتوديهو تلاتة أيام مع بعض.. ضيع زمن الناس وشَغلهم في الغاز و العلاج و التعليم.. وحتى ركبهم الهم لما منع عنهم قروشهم اللي من عرقهم و رفض يصرفا ليهم من البنوك.
حاجات كتيييرة كان من الغباء تحصل في نفس الوقت متواترة ورا بعض خلت الواحد ينوم مهموهم و يصحى مهموم.. وولَّدت في الشعب غضب ما بعده غضب.. و بدت تظهر بوادر إتصالات بين الأفراد الناشطين من شباب البلد حتى اللي متواجدين بالخارج ما قصروا و ظلوا يناشدوا ليل نهار أبنائهم و أخوانهم في الوطن إنه ما يسكتوا بعد كدا للظلم ولازم يقولوا ( كفاية) للنظام الديكتاتوري.. ويقولوها على مستوى الشعب في مسيرات هادرة.
عشان كدا إنفجر الإحتقان اللي جوا أبناء الوطن خصوصا" الشباب و الشابات وبقت في مضايقات كتيرة للكيزان في كل مكان.. خصوصا"المعروفين منهم.. و إمتدت المضايقات لي تعدي عليهم في أملاكهم.. معليش خطأ في المعني.. نعيد الجملة تاني.. وإمتدت المضايقات لى تعدي عليهم في ( أملاك الشعب).. وبقوا منبوذين خصوصا" قليلين الأدب منهم اللي بطلعوا في مواقع التواصل الإجتماعي أو في التلفزيون يستفزوا الشعب أكتر مما هو مُستفز.. وبالرغم من إنه كان في بعض الضحايا من بعض المواطنين الشرفاء اللي رزقهم الله من عنده من فضله.. إفتكروهم بعض الناس من الكيزان أو إتعمد بعض الحاقدين عليهم إنه يتهموهم بى إنه هم من الكيزان.. و نتج عن كدا إنه بعض الناس بقت تكرههم و تعاديهم و تسبب ليهم مضايقات في شغلهم و في مكان سكنهم.. وحتى مرات بتتعدى المضايقات لى أهاليهم و أطفالهم.. البلد بقت صعبة شديد إلا من رحم ربي.. كله بقى يحقد على كله.. وبقت مافي مخافة من الله.. كل واحد عاوز ياكل التاني.. بقت مافي رحمة ولا شفقة لى بعض.. ودا أصلا" الوضع الطبيعي لما الحاكم يكون فاسد و يجاهر بالفساد.. كل اللي تحته ح يقول وأنا مالي.. ودا ياكل دا.. ودا ياكل دا.. لحدي ما تجي علي راس المواطن العدمان المسكين.. البلد بقت فوضى وكان لازم من صوت الحق يعلو بالرغم من محاولة تكميم الأفواه.. وفعلا" بدت المناشدة بتجمع الشباب وتحديد سياق زمني موحد للتظاهر السلمي ضد الحاكم الظالم.. ومباشرة بدا رد الفعل من النظام و كانت التصريحات واضحة و بسيطة لى كلاب الأمن و مكافحة الشغب.. ممنووووع قيام مظاهرات حتى لو كانت سلمية.. حتى لو كانت من أطفال.. إستعملوا كل الطرق الشرعية و الغير شرعية لإفشال أي تحركات من أيا" كان.. عشان كدا بقى في عداء سافر وواضح بين الكيزان وبين المواطنين الأحرار.. وبقى ( الكوز) بستغل سلطته و جبروته في تحقيق مئارب شخصية و الإنتقام مثلا" من أشخاص ما أذنبوا في شي ولا طلعوا في مظاهرة ولاااا حتى فكروا فيها.. فيقوم الواطي بن الواطي يصفي حسابات قديمة بإيقاع الضرر بالشخص دا سواء كان في ماله أو حتى بلإعتداء عليه جسديا" تحت ذريعة ( محاولة التحريض ضد النظام).. بس كمان العكس صحيح.. في كيزان (صغار) كانوا بعانوا الأمرين في مناطق كانت معروفة بى عداءها الشديد للنظام و إنه دي المناطق اللي ح تنطلق منها الشرارة.. فكان حتى مليشيات النظام ما بتقدر تدخل المناطق دي لأنه كل الطرق فيها ممترسة و البدخل تاني ما بطلع بسهولة.. وكان من أشهر المناطق شرق النيل.. و بُرِّي.. ومناطق معينة في أمدرمان.. و تحديدا" المنطقة الساكنة فيها ( سعدية).. بقى مابقدر ( كوز) ولا كلب أمن بدخل المناطق دي بسهولة.. وبالرغم من دا كان ( الصومالية) مُصِر كل الإصرار إنه يراقب ( إكرام) في كل تحركاتها.. عشان كدا زول ( الصومالية) لما كان بتلبد من بعيد و شاف ( إكرام) دخلت البيت و أكَّد المعلومة خلاص.. قفل تلفونه و طلّع سيجارة و سمع ( بكري) بقول ليه:
- عاوز ولّاعة؟
وبمجرد إلتفاته لى ( بكري) كان دق الوطا غمران من قوة الضربة من ( بكري) بى العكاز.. رَكّبوا في بوكسي خموهو بيت واحد من شباب الحِلة فاضي قاعد ( عزّابي).. ربطوهو كويس ورشوهو بى موية قام مخلوع يشهق.. و بمجرد ما فتح عيونه وشاف كمية الشباب الغضبانين.. قلبه وقع بين رجوله.. خصوصا " لما إكتشف إنه عريان إلا من اللباس.. سمع ( بكري) وهو بمد ليهو التلفون حقو:
- أفتح الرمز
كلب الأمن كان مربط قال:
- أضغط تمانية سبعات
( بكري) فتح التلفون أداهو لى واحد من الشباب قال:
- شوف آخر مكالمات ليهو و أحفظ الأرقام عشان نسأله نشوف ليهو كم يوم مراقب بيت ( سعدية) وقاعد يتصل بى منو ولى شنو
الود الشاب قال لى ( بكري) :
- طيب كان ما اتكلم
( بكري) رد جاااادي:
- ( أسامة) مشى يجيب ( الشيرز) من عربيته بى البطارية، بنركبوا ليهو في ( بيضو)، أكان بستحمل الكهربا لما ( بيضو) يسيح، بعدا بنفكر في حاجات تانية، هسة ما عندنا ليهو غير الكهربا
بتاع الأمن قلبه قرررب يمرق من صدره.. بقى يبكي:
- عندي أولاد صغار بربي فيهم حرام عليكم
( بكري) عاين ليه بى إزدراء:
- و الناس البتكتِّلو فيهم و بتعذبوا فيهم ليل نهار ديل بهايم؟ ما عندهم أولاد؟
الكوز سكت ساااي دموعه جاريات.. ( بكري) قال:
- نحن ما معفنين زيكم، بتتكلم بى أخوي و أخوك أهلا" و سهلا"، ما بتتكلم، ورب البيت نمليك كهربا لما تبقى فحمة
الوقت داك ( أسامة) جاب ( الشيرز) و البطارية ختاهن جمب ( بكري).
✋[ بالنسبة للبنات.. ما أعتقد بتكونوا عارفين ( الشيرز) يعني شنو.. هو سلكين عُراااض سالب و موجب.. وفي كل راس سلك شكل ( كمّاشة) زي الزردية يعني بس كبيرة.. بتركب كل سلك في بطارية العربية بتوصل كهربا عالية شديد.. بشحنوا بيهو البطارية لما تضعف ]✋
( الكوز) لما شاف ( الشيرز) وحس الجماعة ديل جادين بقى يفنجط:
- بتكلم والله، عاوزين تعرفوا شنو
( بكري) قال:
- أي حاجة، ليه مراقبين بيت ( سعدية) طوااالي، والمكلفك إنت منو؟
( الكوز) قال كلام خلا ( بكري) و المعاهو يستغربوا.. قال:
- إنت شكلك ود ناس، أحلف لي إنك تخليني أمشي وح أقول ليك حاجات كتيرة بتهمك يا ( بكري)
( بكري) إستغرب:
- و بتعرف إسمي كمان
( الكوز) عاين ليهو:
- ما إسمك بس، وما إنت بس البنعرفك، قلت ليك بس أحلف لي وأنا هسة بوريك كل حاجة، ( إكرام) في خطر
( بكري) لما سمع إسم ( إكرام) إتجنن خلاص وغلبته الوقفة.. وحلف تلاتة مرات لى ( الكوز) إنه ح يخليهو يمشي.. بس يتكلم يقول كل حاجة.. وأصلا" هو غبي..يعني ح يكتلو؟ ما ح ياخد ليهو كفين على كم شلوت و بعدين يفكو.. بس الكلام اللي كان ناوي يقوله.. الله أعلم يفكو بعد يعرفوا الحاصل.. كان ح يقول أسرار خطيرة شديد و هو عارف خطورتها.. وإفتكر ح ينبسطوا منو لما يوريهم الأسرار دي و يمكن يدوهو جائزة.. بس ما كان عارف إنه واحد من الأسرار دي حطم ( بكري) تحديدا" تلاتة مرات.. نفسيا"و جسديا".. و راح يحصل موقف درامي رهيب يمكن يكون سبب في موت ( الكوز) الغبي.. يمكن.
_____________________________________________
القاضية لبست نظارتها و شافت ( إنصاف) و ( إكرام) جن داخلات بعد ناداهن الموظف عشان تبتدي الجلسة.. و الباقيين كلهم دخلوا يستمعوا مع بعض الناس اللي كانوا أصلا" موجودين.. إلا ( الصومالية) قعد ينتظر برا عشان ( ميراب) ما تشوفه تعرفه إنه دا هو الشخص الرقد مع أمها تقوم تنهار ولا حاجة تعمل ليهم فضايح.
القاضية فتحت الملف وقرت العريضة كوييس بعدا قالت لى ( إنصاف):
- إسمك بالكامل؟
- ( إنصاف عبدالعظيم محمد الشوربجي)
القاضية سجلت الإسم طوالي إتقدمت محامية ( إنصاف) و قالت:
- ( سلوى صباحي إبراهيم)، المحامية الحاضرة عن الشاكية موكلتي ( إنصاف)
القاضية سجلت إسم المحامية إتلفتت لى ( إكرام) وقالت:
- إسمك بالكامل
( إكرام الهادي يوسف حميدة)
القاضية سألتا:
- دي خالتك؟
( إكرام) ردت:
- أيوا
القاضية سألت ( إنصاف):
- صلة القرابة بى ( إكرام) ؟
( إنصاف) ردت:
- بت أختي
القاضية سجلت الكلام دا كله.. طلعت ورقة نضيفة ختتا فوق الملف و قالت لى ( إنصاف):
- أها يا ( إنصاف)، الحاصل شنو
وقفت المحامية قدام ( إنصاف) و بدت تتكلم وتتكلم و تتكلم.. والقاضية تسجل في كل كلمة.. حرف حرف.
طبعا" الكلام كان كله كذب في كذب.. المحامية دي طلعت ليك ( إنصاف) دي أحنّ مخلوق في الإرض.. وإنه ما بتبخل على ( إكرام) بى حاجة.. بل في كتير من الأحيان بتفضلا على بناتها.
القاضية سألت ( إنصاف) :
- عندك كم بِت
- تلاتة
- و ( إكرام) بترقد وين
- في أوضة براها مع بِتي الصغيرة
- وبناتك التانيات كل واحدة في أوضة ولا الإتنين في أوضة واحدة
- الإتنين في أوضة واحدة
القاضية أي حرف بتقوله ( إنصاف) بتكتبه عندها.. القاضية قالت لى ( إنصاف):
- إنتي متزوجة، صح؟
- كنت متزوجة بس إتطلقت
- سبب الطلاق شنو
- والله مشاكل عائلية
- إتطلقتي بعد ( إكرام) مشت خلت البيت ولا قبله
- لا بعد مشت
- كدي وصفي لي بيتك
بدت ( إنصاف) توصف في البيت والقاضية تكتب و تعاين لى ( منيرة) الكانت قاعدة في القاعة و كانت كل ما ( إنصاف) تقول كلمة.. كانت بتهز راسها بى حركة معناها واضح إنه بتكذب.. كأنه بتقول لأ دا ما الحاصل.. وكانت ( منيرة) بتعمل كدا لا شعوريا" و دمعتها في عيونا.. بس الحركة جذبت إنتباه القاضية بى صورة ماعادية.. وإتعمدت القاضية تكتر الأسئلة و تشوف ردة فعل ( منيرة).. و إنصدمت لما لقت أي سؤال وجهته لى ( إنصاف) وردت عليه.. ( منيرة) كان بتهز في راسها.. ولا سؤال واحد جاوبت عليه ( إنصاف) لقى قبول من ( منيرة).. القاضية قالت لى ( إنصاف) :
- لما كنتي متزوجة كنتي بتاكلي مع زوجك مع البنات في نفس الصينية؟ ولا إنتو بتاكلوا براكم و البنات براهم
- لا نحن بناكل برانا و البنات براهم
- البنات كلهم بياكلوا مع بعض؟
- أكيد، حتى أنا بناتي لمن يجن من المدرسة قدام ( إكرام) بنتظرنها بالغدا، ما بياكلن إلا لما تجي ( إكرام) من المدرسة عشان بتقرأ مسائي
القاضية بتسجل في الكلام وبتعاين في ( منيرة) عشان تشوف ردة فعلها تحديدا" في حتة الأكل دي.. وحصل بالزبط الإتوقعته.. ( منيرة) هزت راسها قوي لما ( إنصاف) قالت بناتها ما بياكلن إلا لما تجي ( إكرام).
القاضية كانت ذكية شديد و نبيهة.. وعرفت في حاجة ما طبيعية لأنه وصف المعيشة الكانت عايشاهو ( إكرام) على حسب و صفها مفروض يخلي ( إكرام) ما تفكر إنه تشرد من البيت حتى لو دقوها عشان تشرد.. ولقت في شي ما منطقي.. مستحيل تكون الرفاهية الوصفتا ( إنصاف) تخلي أي واحدة في سن ( إكرام) ترفس النعمة دي.. وسبحان الله.. لما الواحد يجي ربنا يوقعوا.. برااااهو بقع بى لسانه هو ما لسان غيره.. القاضية كانت عاوزة تسأل في النقطة دي.. حتة القراية.. بس ( إنصاف) براها جاوبت بدون ما تشعر وورطت نفسها وهي الكانت عاوزة تكبِّر كوما إنه بناتا ما بياكلن إلا لما تجي ( إكرام).. تجي من وين.. من المدرسة.. أيوااااا.. المدرسة.
( إنصاف) غلطت غلطة العمر لما قالت [ عشان ( إكرام) بتقرأ مسائي ].. هنا القاضية ختت القلم و وقَّفت الكتابة و قلعت نظارتا وقالت:
- وليه ( إكرام) تقرأ مسائي؟
تِنننننننننننن.. القاعة صنت إلا من صوت المراوح بس.. ووقع السؤال على ( إنصاف) زي الصاعقة إتلجمت كلو كلو.. القاضية كان من النوع ال بتقرأ الأفكار زي ما بقولوا من تعابير الوش.. شافت الذهول في عيون ( إنصاف).. و الإحباط في وش المحامية والنظرة ال نظرتا ليها المحامية كأنه بتقول ليها ( ورطِّينا).. و شافت الفرحة و الحماس لأول مرة في عيون ( منيرة) وهي بتعاين لى ( إنصاف) و كأنه بتقول ليها ( أها.. جاوبي)
( إنصاف) شافت القاضية ربَّعت يديها على صدرها ورجعت بى ضهرا على الكرسي الكبير و بتقول :
- بناتك بقروا وين يا ( إنصاف)
( إنصاف) بلعت ريقا:
- في مدارس خاصة
القاضية قالت وهي علي نفس قعدتا:
- كلهم
( إنصاف) خلاص.. عرفت إنه القضية هسة أخدت منحى تاني و يمكن تكون ( إكرام) في موقف قوة بعد ما كانت كل الظروف ضدها.. القاضية نهرت ( إنصاف) :
- كلهم؟
( إنصاف) ردت سريع:
- أيوا
القاضية قالت:
- يعني بناتك كلهن بقرن خاص إلا بت أختك ( إكرام) بتقرأ مسائي؟
( إنصاف) :
- أيوا
( القاضية) :
- ليه بس؟
( إنصاف) سكتت ما ردت.. القاضية إتصلحت في قعدتا لبست نظارتا تاني مسكت الورقة بقت تكتب تكتب تكتب.. طلعت ورقة نضيفة تاني و قبلت على ( إكرام) وقالت ليها بى نبرة حنينة:
- إنتي عندك قريب ولا قريبة غير خالتك؟
( إكرام) مدنقرة من دخلت المحكمة ما رفعت راسها.. جاوبت بدون ما ترفع راسها:
- لأ
كل القاعدين في القاعة إستغربوا وحنوا في حال ( إكرام) وإتسائلوا [ لو دي الخالة الوحيدة في الدنيا ليها.. ليه تشرد منها.. أكيد في سبب ].. والناس أصلا" إتعاطفت معاها حتى قبل ما تفتح خشُما تتكلم و ينسمع صوتا الحنون الهااادي.. دي كانت هِبة من رب العالمين.. تشوف ( إكرام) تستهويك طوالي.. فيها حاجة غريبة تخليك تحن عليها من عينك تقع فيها.. كل الناس كدا إلا الملعونة ( إنصاف).
القاضية أثبتت ذكاءها وخبرتها في مجالها.. ما سألت ( إكرام) عن أي حاجة وهي في بيت خالتا.. سألتا قالت:
- قاعدة مع منو يا ( إكرام)
- مع خالتو ( سعدية)
- ( سعدية) منو
- ( سعدية) الفرَّاشة بتاعت مدرستنا
- ( سعدية) معاها منو في البيت؟
- ولدا ( آدم) بس
- عمره كم
- بقرأ في سادس
- ماعندها بنات؟
- لأ
- زوجها مافي؟
- لا متوفي من بدري
- كدي وصفي البيت يا ( إكرام)
بدت ( إكرام) توصف البيت قبل ما ( سعدية) تصلح فيهو.. وبعد ما صلحته.. و إتكلمت عن كل حاجة بتربطا بى ( سعدية) و ( آدم) حتى شغلها في السوق.. ( إكرام) كانت ذكية شديد.. إستعطفت المحكمة بالنسبة لى ( سعدية) و ( آدم) بس ما قالت حرف واحد شين في خالتا.. ودا شي إستغربت ليه القاضية شديد.. كانت متمنية ( إكرام) تتكلم من نفسها بدون ما تدفعا دفع للكلام.. وكانت مجهزة أسئلة لى ( إكرام) ح تكشف الحقيقة بالتفصيل و ح تحكم على أساسها.. بس قبلها قالت لى ( إنصاف) :
- ال بخلي ( إكرام) تخلي بيتك الوصفتيهو ومعاملتك السمحة و فرحة بناتك بيها و تمشي تقعد مع واحدة مسكينة مكافحة رزق اليوم باليوم شنو
( إنصاف) جاوبت إجابة صادمة وخلا الغضب يتملك كل واحد قاعد في المحكمة.. حتى القاضية
_____________________________________________
( بكري) ما مصدق الكلام البسمع فيهو من ( الكوز) العفِن.. هو و الشباب المعاهو دمهم فار.. ( بكري) قرّب من ( الكوز ) وقال:
- شنو؟
كلب الأمن بقى يقول و دموعه جاريات:
- ما تنسى إنك حلفت تخليني أمشي
نط واحد من الشباب:
- تمشي وين يا ( ****)، بعد العمل...
( بكري) رفع يده لى الولد يعني أسكت.. الولد سكت.. ( بكري) قال لى ( الكوز ):
- ( الصومالية) ؟
( الكوز) رد يرجف:
- أيوا
( بكري) قال مستغرب:
- وإنت كنت قاعد؟
- آي، وصورت بى تلفوني كل حاجة بدون مازول يلاحظ
الولد من سمع كلام ( الكوز ) أدى التلفون لى ( بكري) سريع.. ( بكري) فتح كلمة السر يديه يرجفن.. ( الكوز) قال:
- أعمل إظهار الملفات المخفية بتلقي في مدير الملفات ملف مكتوب عليه ( خاص)، مقفول بكلمة سر، نفس كلمة السر بتاعت قفل الشاشة، أفتحه بتلقاهو كله مقاطع فيديو تعذيب و تهديد من ( الصومالية) و جماعته لى شباب و بنات بطلعوا مظاهرات، و شباب ماعندهم علاقة بالمظاهرات
( بكري) كان بعرف ( الصومالية) حق المعرفة.. كانوا ساكنين في نفس الحِلة.. ومعروف لى أهل الحِلة إنه ( الصومالية) ( قرِن) كبير في الحكومة.. بس ماعارفنوا شغال شنو بالضبط.. ما كانوا عارفين إنه شغال في أقذر إدارة و أسوأ قِسِم.
( بكري) فتح الملف لقى كمممية من المقاطع ظاهر فيها الألم من الصور اللي بتظهر على كل مقطع.. الوحشية كانت ظاهرة ما عاوزة ليها تفتيش.. ( بكري) ما فتح فيديو معين.. كانت كتيرة شديد.. بس بدا يمرر على المقاطع ما مركز مية المية لأنه ( بدوي) الكوز كان بحكي في الخطة العامِلة ( الصومالية) بى مشاركة ( إنصاف) لى ( إكرام).. وفعلا" طلعت ( إكرام) في خطر كبير.. ( بكري) وقف في واحد من المقاطع العِرف فيها ( منتصر) ود خالته وكان ظاااهر من لبسته المميزة.. كان لابس أبيض في أبيض وشال أحمر مع شوز أحمر.. ( بكري) متذكر اللبسة دي كويييس.. كانت يوم طلعوا مظاهرة.. وكان جايبا ليهو أخوهو من ( دبي).. حتى الشباب كان شاغلوهو كلهم اليوم داك وقالوا ليهو ( ماشي مظاهرة ولا ماشي حفلة).. و إتذكر رد ( منتصر) كويس لما قال ليهم ( ماشي أكبر حفلة.. حفلة تحرير بلدي من النجاسة).. ( منتصر) الكان مات قبل كم يوم بى سبب الضرب الوحشي الإتلقاهو من كلاب الأمن في نفس اليوم الإنضرب فيه ( بكري) لما كانوا مغمضين ليهم عيونهم.
( بكري) فتح الفيديو يرجف لأنه شاف روحه ومعاهو باقي الشباب كيف كانوا مربطين وعينهم طالعة.. ومع كل ثواني بتقدما الفيديو كان ( بكري) ببكي بى صوت عالي.. لأنه شاف يادوب بى عيونه الضرب الوحشي الإنضربوا ( منتصر).. وكيف ( الصومالية) أشّر لى واحد من جماعته بدون ما يتكلم إنه يودوهو غرفة تانية عشان ( بكري) ما يعرفه من صوته.. عرف يادوووب ليه ودوهو براهو و ضربو براهو.. كان مشهد ( الصومالية) وهو بعاكس في البنات و بلمسن في مناطق حساسة مشهد مُقزِز شديد.. بس مشهد ضرب ( منتصر) بعد ضربه لى ( الصومالية) وكسر ليهو سنه.. كان مشهد مخيييف بكل المعاني.
_____________________________________________
( إنصاف) لما ردت ردها الغريب القاضية ملصت نظارتا من الزعل وعاينت في ( إنصاف) مسااافة في عيونا وقالت ليها:
- نعم؟
( إنصاف) ردت بى بجاحة:
- زي ما سمعتيني
القاضية قالت:
- يعني قصدك الخالة ( سعدية) كاتبة ( إكرام) عشان تقعد معاها؟
( إنصاف) :
- ولاااا عاوزة ليها تفكير
القاضية ما كانت عارفة ( سعدية) قاعدة في القاعة.. ( إكرام) إتضايقت شديد من خالتا و عاينت لى ( سعدية) المسكينة لِقتا بتمسح في عيونا بى طرف توبا.. القاضية قالت:
- دا كلام خطير وأنا بحذرك ما تجدعي كلامك ساي لأنه لو جات الخالة ( سعدية) ولا أي واحد من أهلا ورفع فيك قضية في كلامك دا وما قدرتي تثبتي كلامك بسجنك طوالي، ف أعملي حسابك أوعى تجدعي كلامك ساي
( إكرام) قالت:
- خالتو ( سعدية) مرا طيبة بتخاف الله ما بتعمل حاجة زي دي وأنا بعرفا كويس
القاضية قبّلَت على ( إكرام):
- طيب يا ( إكرام)، إنتي ليه خليتي البيت
( إكرام) في اللحظة ديك كان بتعاين لى ( ميراب) الكانت عيونا كلها رجاء بتهز ليها في راسها معناها ما تتكلمي.. بعدا حولت عيونا في عيون خالتا.. دي كانت أول مرة تعاين ليها في عيونا من ما مشت خلت ليها البيت.. ( إنصاف) كانت بتعاين لى ( إكرام) بى حقد الدنيا كلها ✋ [ بالجد المرا دي غريبة.. ياخي حتى لو بالكذب مفروض تعاين لى ( إكرام) بى إستعطاف و حِنية إن شاء الله بس فترة المحاكمة عشان ( إكرام) ما تشهد ضدها تقلب كل حاجة وتختها في حتة ضيقة.. بس لأ.. المرا دي بتكره ( إكرام) لى درجة حتى إنه ما بتقدر تمثل خمسة ثواني تبتسم ليها ] ✋.
القاضية شافت نظرات التهديد و الوعيد في عيون ( إنصاف).. إتلفتت على ( إكرام) :
- ما تخافي يا ( إكرام)، قولي كل حاجة المحكمة بتحميك من أي زول
وجا رد ( إكرام) كما متوقع حسب شخصيتا الطيبة الحنون العطوف.. عارفة لو ماقالت كلمة سوء في خالتا معناها ح ترجع ليها البيت قانونيا".. بس ( إكرام) الله يديها العافية فاضلت بى عذابها هي لو رجعت.. و عذاب ( سندس) تحديدا" لو فقدت أمها.. و قررت إنه هي بتقدر تتحمل.. بس ( سندس) لأ.
( إكرام) قالت لى القاضية :
- طيب موش أنا إنسانة راشدة وممكن أقرر مصيري و أقعد محل عاوزة؟
القاضية لبست نظارتها:
- دا في حالة يثبُت للمحكمة إنه خالتك ما مؤهلة لى تربيتك، أو بتعدي عليك زوجها مثلا" تحرش ولا جسديا"، أو تأذيك هي نفسها، تضربك أو تجوعك أو تعاملك معاملة ما كريمة، في الحالات دي بس ممكن تخلي البيت و تقعدي محل عاوزة بس برضو في حالة ماعندك قرابة تاني، بس هي الان في مقام أمك وح تقعدي معاها مالم يكون في حاجة من الحاجات الأنا قلتها ليك دي
سكتت شوية.. في اللحظة ديك ( إنصاف) قلبها قرّب يطلع من صدرها لأنه الكلام اللي كان بتقول فيه القاضية كان كأنه هي قاعدة معاهم.. ولأول مرة ( إنصاف) تحس بالخوف و إتمنت ( إكرام) ما تتكلم.. لأنه لو إتكلمت ح توديها في ستين داهية.. القاضية قالت:
- لأخر مرة يا ( إكرام)، طلعتي من بيت خالتك ساي، ولا في سبب؟
( إكرام) بقت تعاين في ( منيرة) و ( ميراب).. نظرات ( منيرة) بتقول:
- إتكلمي يا بِتي
ونظرات ( ميراب) بتقول:
- أبوس إيدك ( إكرام)، ما تتكلمي
( إكرام) إتلفتت لى القاضية قالت:
- لأ، طلعت ساي، مافي سبب
القاضية كانت متأكدة إنه في سبب.. من خبرتها ومن كلام ( إنصاف) المتناقض و نظراتها لى ( إكرام).. ومن تردد ( إكرام) برضو كانت متأكدة في سبب.. بس الشخص الوحيد اللي ممكن يقول السبب كان ( إكرام).. وما دام ماعاوزة تتكلم ماكان قدام القاضية إلا إنه تقفل القضية و تحكم لى ( إنصاف).. شالت القلم بقت تكتب في الفايل ملاحظاتها.. ختت القلم عاوزة تنطق الحكم قامت فجأة ( منيرة).. قالت للقاضية:
- لو سمحتى مولانا، أنا مديرة المدرسة ال بتقرا فيها ( إكرام)، وعندي كلام مهم في القضية دي
القاضية طلعت ورقة نضيفة و مسكت قلما.. كأنه هي زاتا إنبسطت لأنه آخيرا" واحد ح يتكلم و يحكي الحاصل.. القاضية قالت لى ( منيرة) :
- إتفضلي تعالي هنا لو سمحتي يا أستاذة
( إكرام) بقت تهز راسها لى أستاذة ( منيرة) يعني لأ.. ( منيرة) جات وقفت قدام القاضية.. القاضية قالت ليها :
- إسمك بالكامل
( منيرة) قالت إسما بالكامل.. القاضية قالت ليها :
- ح أعتبرك شاهدة، معاك بطاقة شخصية؟
( منيرة) جاية جاهزة.. فتحت شنطة اليد الصغيرة طلعت البطاقة الشخصية أدتا لى القاضية اللي طابقت الإسم و رجعتا ليها..القاضية قالت:
- خوتي يدك في المصحف أحلفي القَسَم
( منيرة) حلفت تقول كل حاجة بتعرفا عن القضية دي وإنه ما ح تكذب.. و بدت ( منيرة) تحك ي كل حاجة.. من يوم لاحظت ( المشرفة) وعقابا القاسي لى ( إكرام) لحدي ما مشت ( إكرام) قعدت في بيت ( سعدية).. القاضية كانت بتمسح دموعا كل مرة و التانية وهي بتكتب كل كلمة بتقولا ( منيرة)
وما كانت هي الوحيدة البتبكي.. كل الكانوا في القاعة عيونهم إنملت دموع شفقة" في ( إكرام).. قالت منفوخة:
- جببي لي شاهد واحد بس يشهد نفس كلامك دا، عندك يا أستاذة؟
( منيرة) أشرت على ( سعدية) وقالت:
- ياها دي ( سعدية) قاعدة أسأليها قولي ليها جسم ( إكرام) كان كيف لما قرصتا العقرب
القاضية نادت ( سعدية).. ( سعدية) وقفت قدام القاضية القالت ليها:
- أول حاجة بنعتذر منك لى الكلام الإتقال في المحكمة عنك، أنا ما قايلاك قاعدة، لو عاوزة ترفعي قضية من حقك طوالي و ح نحاكما ليك لو ما أثبتت الكلام القالتو فيك الشاكية ( إنصاف)
( سعدية) قالت بى صوت هادي:
- مسامحة يا بِتي، الله شايف و عارف كل زول
القاضية قالت:
- يجزاك الله خير و ربنا يديك العافية، أها يا ( سعدية) عندك بطاقة شخصية ولا رقم وطني؟
- ماعندي والله
القاضية قالت لى ( منيرة) :
- معليش ح أحدد ليكم جلسة لحدي ما ( سعدية) تطلع أوراق ثبوتية بعدين تجي تشهد، ولا لو عندك شاهد تاني جيبي لينا
( منيرة) قالت:
- ما عندي و الله، أنا و ( سعدية) بس الشفنا جسما
القاضية قالت:
- خلاص بحدد ليكم جلسة بعد إسبوعين عشان ( سعدية) تطلع....
قاطعا صوت من الناس القاعدين:
- أنا بشهد
الفصل التاسع والعشرون من هنا