رواية | الفهد الأسود الجزء الثاني |
بقلم تسنيم المرشدي
( الفصل الثاني )
_________________________________________________
_ سديم حاوطته بحب كأنه أبنها مش جوزها :-
_ الجميل زعلان ليه ؟
_ عمران أخد نفس عميق :-
_ إبنك حني ضهري
_ سديم كانت عارفة إنه بيتكلم عن مروان وردت عليه بهدوء :-
_ طيش شباب يا حبيبي وأكيد هيرجع عن اللي بيعمله ..
_ عمران رفع راسه وبصلها بندم :-
_ طيش شباب ايه بس إبنك بيجيب بنات شقته
_ سديم ردت عليه بعفوية :-
_ مش البنات اللي بتنضف البيت ؟
_ عمران بعد عنها وبصلها جامد :-
_ لا يختي دول اللي بيوسخوه ! إبنك بينام معاهم وبيشرب خمرة واخر ما تم أن البيه راسم وشم علي صدره شوفتي القذارة وصلت بيه لفين ؟
_ سديم بصتله بذهول ومعرفتش تبرر ، هتقول ايه أفعال مروان عدت التبرير بمراحل ، عمران غمض عينه بضيق وردد :-
_ ربنا يهديه ، بس انا مش هقف أتفرج عليه وهو بيغرق كل مادا بالشكل ده انا هعمل اللي لازم يتعمل من زمان ..
_ سديم بصتله وهي مش فاهمة قصده :-
_ هتعمل ايه ؟
_ عمران اتنهد ورد عليها :-
_ هجوزه!
_ سديم اتصدمت من قراره وبصتله بذهول :-
_ انت بتقول ايه ؟
_ عمران رد عليها بصرامة :-
_ زي ما سمعتي هجوزه علي الاقل يبقي في حاجة حلال وصح في حياته !
_ سديم قامت ووقفت وبصتله جامد :-
_ مفيش حل تاني غير الجواز ده ؟
_ عمران نام علي السرير وبص للسقف :-
_ ده الحل الوحيد اللي هيعدل ابنك !
_ سديم طلعت علي السرير وبصتله بإستغراب :-
_ إيه الثقة اللي بتتكلم بيها دي ؟
_ عمران ضحك بغرور :-
_ عشان في دماغي واحدة هتغنيه عن كل القرف اللي بيعمله ، إبنك هيكون عايز ايه غير جمال وقوام وهي فيها كل المميزات اللي في أي بنت ممكن يكون ابنك بيبصلهم عليها ..
_ سديم رفعت حاجبها واتكلمت بغيظ :-
_ مين دي ان شاء الله ؟
_ عمران ضحك علي منظرها :-
_ دي هتكون مرات إبنك علي فكرة مينفعش تغيري منها
_ سديم اتعصبت من الطريقة اللي عمران بيتكلم بيها وزعقت :-
_ متعصبنيش وقول مين دي اللي بتبص عليها ؟
_ عمران ضحك اكتر :-
_ قولتلك هتكون مرات إبنك وهي بنتي أصلا بلاش الظن ده ..
_ سديم بصت علي ازازة المية اللي علي الكومود ومسكتها بعصبية وكسرتها وقربت من رقبته :-
_ قولتلك انطق وقول مين متختبرش صبري !
_ عمران اتصدم من تصرفها ومسك أيدها بعدها عنه :-
_ هي حصلت تهدديني بآلة حادة يا سديم ؟
_ سديم قربتها تاني من رقبته :-
_ مهو أنا تعبت من كل الناس اللي بتعجب بيك وبتعاكسك قدامي كمان ومش علي آخر الزمن انت اللي تبص علي واحدة غيري ..
_ مسك أيدها ورمي الازاز بعيد وبحركة سريعة منه كانت هي تحت وهو فوق ماسك أيدها الاتنين عشان متتحركش :-
_ بقولك عايزها مرات ابني مرات ابني إيه اللي مش مفهوم في الجملة
_ قرب منها وضحك بغرور :-
_ وبعدين مش ذنبي إني حلو ومش باين عليا السن !
_ سديم برقت بصدمة وكان نفسها تضربه بأي طريقة بس هو كان مقيد حركتها ، عيونها لمعت وصعبت عليه انحني عليها وهمس قدام شفايفها :-
_ بعد ٢٨ سنة جواز ولسه بتغيري عليا ؟
_ سديم اتنهدت ودموعها خانتها :-
_ أنا حبي وغيرتي زادوا عن الأول حتي عن أول جوازنا مش عارفة انت مش ملاحظ كده ازاي ؟
_ عمران ضحك جامد وباسها في خدها :-
_ طيب قومي إلبسي حاجة حلوة يلا
_ سديم بصتله جامد وهو أستغرب نظراتها اللي مفهمش معناها وسألها بفضول :-
_ بتبصيلي كده ليه ؟
_ سديم ردت عليه وهي لسه بتبصله بإستغراب :-
_ اصل واحد زيك إبنه مطلع عينه والمفروض إنه مضايق يعني بيقولي قومي إلبسي حاجة حلوة انت دماغك دي فيها ايه ؟
_ عمران شدها وقفها قصاده :-
_ لا ماهو ابني ميتبسطش وانا انكد علي نفسي أنا محتاج اتبسط أنا كمان ..
_ سديم ضحكت بصوت عالي وعمران ميل عليها :-
_ إلعب يا أهلي
_ ضحكت تاني وهو فتح الدولاب أختار بنفسه قميص قصير جدا لونه أسود وناولها :-
_ يلا اتفضلي إلبسي والشكولاتة بتاعتك في جاكيت البدلة هاتيها ..
_ سديم ضحكت وردت عليه بعفوية :-
_ انت مش ناوي تبطل حوار الشكولاتة اللي فضحنا ده مهو برده اللي عايز حاجة يشتريها بنفسه مش يخلي ابنه الكبير هو اللي يشتريها !
_ عمران ضحك جامد وهي استغربت وهو أتكلم :-
_ بصراحة بحس أن الراجل اللي بيبع لي الشكولاتة عارف أنا بعمل بيها ايه فعشان كده بطلب من هشام يجيبها هو ..
_ سديم ضحكت علي تفكيره ودخلت الحمام لبست القميص وفردت شعرها وحطت ميك خفيف وبرفيوم علي ذوق عمران الخاص ، وخرجت وهو أول لما شافها قرب منها وهو بيضحك بإعجاب وشالها حطها علي السرير وغمز لها :-
_ وحشتيني يا ام العيال
_________________________________________________
_ النهار طلع ومنبه هشام رن كانت الساعة ستة الصبح ، قام اتوضي وصلي الفجر ولبس ترنج رياضي وحط السماعات في ودانه وشغل اغنية اجنبي ونزل عشان يجري ساعة ، قابل عدي كان لسه داخل القصر بصله بإستغراب :-
_ انت كنت فين ؟
_ عدي كان باين عليه الإرهاق ورد عليه بتعب :-
_ كنا بنحتفل بتخرجنا ..
_ هشام حط أيده علي كتف عدي وغمزله :-
_ اشطا يا حضرة الظابط
_ هشام مشي كام خطوة وعدي أتكلم :-
_ مش ناوي تبطل العادة بتاعتك دي ؟
_ هشام بصله بحدة مصطنعة :-
_ أحلم !
_ خرج يجري وظبط التوقيت علي ساعة ، خلص جري ورجع البيت أخد شاور سريع ولبس بليزر نبيتي غامق وتحته بادي أسود برقبة علي بنطلون جينز أسود ، لبس ساعته وحط من البرفيوم بتاعه اللي بيتعرف وجوده منه ، سرح شعره وخطف نظرة علي نفسه في المرايا لآخر مرة ونزل قابل ليلي بتحضر السفرة مع الست اللي بتساعدهم قرب منها وباسها من خدها :-
_ صباح الخير يا لولة
_ ليلي بصت له بحب :-
_ صباح الخير يا قلب لولة اقعد افطر يلا ..
_ هشام كان هيعترض بس هي بصتله جامد عشان ميتكلمش :-
_ ولا كلمة مش هتخرج من غير فطار ..
_ هشام بص للسقف بقلة حيلة :-
_ يا ست انتي أنا أمي مش مسيطرة عليا كده ايه الجبروت ده ؟!
_ ليلي ضحكت وغمزت له :-
_ لا أمك دي مدلعة مش فاضية غير لابوك وبس
_ ليلي خلصت كلامها والاتنين اتفاجئوا بنزول سديم وهي في حضن عمران ، ليلي نكزت هشام في دراعه :-
_ مش قولتلك ..
_ هشام ضحك جامد وشرق بسبب الاكل اللي بياكله ، ليلي جابت له مية وناولته وهو بصلها بعتاب :-
_ حرام عليكي هتموتيني ..
_ ليلي برقتله :-
_ بعد الشر عنك متقولش كده تاني انت فاهم
_ هشام مال عليها باس خدها وسديم قربت منهم وضيقت عيونها عليهم :-
_ بتقولوا ايه من ورايا ؟
_ ليلي وهشام بصوا لبعض وضحكوا وسديم شكت إن الموضوع يخصها وقربت منهم أكتر :-
_ انطقوا قولو كنتوا بتقولوا ايه بدل ما اتهور عليكم وأنا مجنونة وأسألوا عمران أنا ممكن اعمل ايه ؟!
_عمران بصلهم :-
_ هي اتجننت فعلا يجماعة مش بتهزر دي حتي امبارح كسرت ازازة المية وهددتني بيها ..
_ ليلي شهقت وهشام بصلها بذهول :-
_ أنا أمشي أحسن لي ..
_ سديم ضحكت وردت عليه :-
_ فطرت الاول ؟
_ هشام شاور لها بإيده بمعني أيوة وهو خارج ، ركب عربية من اللي في الجراچ عشان عربيته بتتصلح وشغل الميوزك الخاصة بيه ومشي ، حسن نزل وصبح عليهم وقعدوا الأربعة يفطروا في جو عائلي ...
_ هشام طلع موبايله رن علي مروان :-
_ قولت افكرك تيجي الشركة أصل ابوك يجي ينزلك من البيت ملط
_ مروان رد عليه بزهق :-
_ مش ناسي فاكر فاكر يلا أقفل بقا مش ناقصة رخامة علي الصبح ..
_ مروان قفل في وشه وهشام ضحك ، وصل الشركة وركن العربية في الجراچ وطلع الشركة ، قبل ما يدخل مكتبه لفت انتباهه صوت غير مألوف ، رجع خطوة وبص لعلا :-
_ صوت مين دا ؟
_ علا وقفت وسمعت الصوت وردت عليه بعفوية :-
_ دي فيروز !
_ هشام بصلها بإستغراب :-
_ هي فيروز بتغني ؟
_ علا عقدت حواجبها بإستغراب :-
_ حضرتك متعرفش فيروز يا مستر هشام دي مشهورة جدا ؟
_ هشام هز راسه بعفوية :-
_ فيروز اللي بتشتغل عندنا في الشركة مشهورة ؟
_ علا انفجرت في الضحك وهو بصلها بحدة وهي حطت أيدها علي بوقها تحاول تسيطر علي ضحكها :-
_ آسفة بجد بس فيروز اللي بتغني غير فيروز اللي بتشتغل عندنا وهي أصلا اللي مشغلاها ..
_ هشام فتح باب مكتبه وكان هيدخل بس وقف وبصلها :-
_ انا مش بسمع اغاني عربي !
_ علا اتحرجت وبصت في الأرض :-
_ أنا آسفة بجد ..
_ هشام دخل مكتبه واول ما قعد فتح اللاب وعمل سيرش علي فيروز وسمع أغانيها وحرفيا لمست قلبه بإحساسها وسأل نفسه إزاي مسمعش الصوت ده قبل كده ؟!
_ قفل اليوتيوب ورجع لشغله ، مروان وصل الشركة وكان لابس قميص مقلم أبيض في كحلي علي بنطلون كحلي وكوتشي أبيض ، فاتح زراير القميص والسلسلة اللي لابسها ظاهرة ، كان حاطط أيده في جيبه ومش طايق نفسه ، خطف الأنظار من اول دخوله الشركة والبنات كانت بتشاور عليه لأنهم قليل ما بيشوفوه في الشركة وديما أخباره بيعرفوها من السوشيال ميديا ،
_ مروان قرب من علا وغمز لها :-
_ هشام بيه ولا مستر هشام مش عارف انتوا بتقولوله ايه موجود ؟
_ علا ابتسمت بعملية :-
_ أيوة يا مستر مروان اتفضل
_ علا قامت من مكانها تفتح له الباب وتبلغ هشام بوجوده وهو قرب منها جامد :-
_ أسمي مروان بس
_ علا قلبها دق بخوف لما قرب منها وفتحت الباب ودخلت بسرعة :-
_ مستر هشام مروان اخو حضر..
_ قاطعها مروان لما دخل :-
_ ايه يا اتش متعلم سكرتيرتك اني أخوك وتدخلني علي طول ..
_ هشام بص لعلا :-
_ طيب روحي انتي يا علا
_ هشام بص لمروان :-
_ ده نظام الشركة حتي لو كان أبويا ..
_ مروان اتنهد وبصله برخامة :-
_ بمناسبة أبوك هو فين ؟
_ عمران رد عليه وهو داخل المكتب :-
_ أنا أهو ياسي مروان كويس إنك سمعت الكلام عشان كنت ناويلك علي نية وحشة اوي لو مكنتش جيت ..
_ مروان نفخ بضيق وبصله :-
_ بابا ما تفكك مني وكمل حياتك عادي واعتبرني مش موجود ..
_ عمران قعد قدامه علي الكرسي :-
_ ياريت كان ينفع كنت سبتك بس في حديث بيقول كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وانت من رعيتي اللي المفروض أراعي ربنا فيها وأدلك علي الطريق السليم مينفعش أسيبك تغرق قدامي واقف اتفرج عليك ..
_ مروان اخد نفس طويل :-
_ والمطلوب مني إيه ؟
_ عمران مال بجسمه لقدام بحيث يكون أقرب له :-
_ المطلوب منك كتير بس هنكتفي الوقتي بأنك تلتزم بوجودك في الشركة كل يوم وممنوع الغياب لأي سبب كان ، هتيجي من ٨ وتروح ٥ ، هترجع القصر وتنسي شقتك دي خالص !
_ مروان ضحك وبصله :-
_ لسه في حاجة تاني ؟
_ عمران حط رجل علي رجل وبصله :-
_ هتيجي معايا بكرة هنروح نخطبلك !
_ مروان ضحك بصوت عالي وقام وقف وبص لهشام :-
_ طيب يا اتش أنا همشي أنا بقا الظاهر ابوك طالبة معاه هزار الوقتي
_ مروان مشي كام خطوة وصوت عمران اللي هز الاوضة وقفه من شدته :-
_ مروان !
_ مروان اخد نفس وبصله وعمران قرب منه :-
_ كلامي مش هعيده تاني واظن أنت حفظته كويس ، آه والكرديت كارد بتاعتك مفيش فيها رصيد ومش هيتحط فيها أي فلوس غير الفلوس اللي هتكسبها من مجهودك انت ..
_ مروان عينه وسعت من الصدمة وعمران كمل كلامه :-
_ وتكون جاهز إن بكرة أري فاتحتك علي عليا بنت عمك محمد !
_ مروان كان واقف بيسمع له ومذهول من الكلام ومش مصدق أنه يتجبر بالطريقة دي وجواز إيه اللي بيتكلم عنه ؟
_ عمران خرج من المكتب ومروان بص لهشام :-
_ جواز إيه اللي بيقول عليه وعليا مين دي أنا مشوفتهاش قبل كده أصلا !
_ هشام كان مذهول من قرارات والده مع مروان اللي طلعت فجاءة وخصوصاً قرار الجواز ، قام من مكانه ودخل مكتب والده وبصله كتير وهو مش عارف يبدأ كلام ازاي وعمران هز راسه :-
_ عايز تقول إيه ؟
_ هشام بلع ريقه واتكلم :-
_ بابا انت مش شايف موضوع الجواز ده غلط او أننا كده هنظلم عليا !
_ عمران اتنهد ورد عليه :-
_ والله يابني فكرت مليون مرة قبل ما أخد قرار زي ده بس اخوك اللي بيضطرني اعمل كده ، جوازه منها هيهديه وأنا واثق من كده حتي لو حصل في الأول خلافات بس أكيد مش هيطول هو محتاج ست في حياته وأنا هملي الاحتياج ده عشان ميكنش ليه حجة !
_ هشام مكنش مقتنع بفكرة والده وعارضه تاني :-
_ لو عايز رأيي بلاش أنت ممكن تهد اللي بينك وبين العيلة دي بسبب التصرف ده مروان مستهتر ومتهور وممكن يبوظ الدنيا ..
_ عمران كان مقتنع بكلام هشام وبيقاوح عايز يثبت لنفسه إنه صح وقراره هو اللي هيكسب ، هشام خرج من المكتب وكان مضايق ودخل مكتبه بص لمروان اللي وقف اول لما شافه :-
_ أبوك مُصر ومش عايز يغير رأيه !
_ مروان ضغط علي أسنانه بعصبية وسابه ومشي ، بيفتح الباب لقي قدامه فيروز نسي إنه مضايق وضحك لها :-
_ القمر بيطلع قبل الضهر ولا ايه ؟
_ فيروز بصتله جامد وهشام نفخ بضيق ووقف حاجز بينه وبينها وبصلها بحدة :-
_ ارجعي علي مكتبك حالا ..
_ فيروز اتوترت ومعرفتش تتحرك وهشام غمض عينه يحاول ميتعصبش وبص لمروان :-
_ انت مش كنت ماشي ؟
_ مروان مال براسه عليها :-
_ ده قبل ما اشوف القمر !
_ هشام هز راسه لأن عرف أنه هيتبت ومش هيمشي ، محسش بنفسه غير وهو ماسك دراع فيروز وخرج برة دخل مكتبها وسابها فيه ورجع لمروان تاني :-
_ موظفيني بلاش الطريقة دي معاهم وبما إن حضرتك هتكون موجود هنا علي طول ياريت تحترم نفسك عشان هما يعرفوا يحترموك ..
_ مروان افتكر كلام والده وملامحه اتشدت وساب هشام ومشي ، هشام قعد علي مكتبه وكلم علا :-
_ ابعتيلي فيروز حالا ..
_ علا طلبت فيروز وبلغتها أن هشام عايزها ودخلت المكتب قبلها ، قربت من هشام وحطت ورقة قدامه :-
_ مستر هشام في شاب ساب الورقة دي لحضرتك مع بتوع الأمن وقال إن حضرتك عندك علم بيها ..
_ هشام مسك الورقة وبصلها :-
_ متشكر يا علا
_ خلص كلامه وفيروز خبطت قبل ما تدخل وهو سمح لها وقفت قدامه خايفة ومحروجة وهو لاحظ حالتها بس مهتمش بس كان مستغرب أنها حتي مش بتبص في عينه كل الموظفين بيحاولوا بيتقربوا منه بأي طريقة وعيونهم ديما عليه اشمعنا دي ؟ يمكن مخطوبة بس مفيش في أيدها دبلة يمكن مرتبطة ؟!
_ هشام عمره ما فكر في واحدة بالشكل ده مش بيهتم للبنات اصلا وبيكون مضايق جدا من نظراتهم عليه طول الوقت وبيصفهم بالوقحين بس فضوله قصاد فيروز كبر ولازم يعرف ليه هي مش زيهم ،
_ مسك الورقة اللي علا لسه جايباها ورفعها لفيروز اللي استغربت واخدتها منه ، عيونها وسعت بذهول وهي بتقرأ المبالغ اللي قدامها اللي إجمالها 25 الف جنيه ، بلعت ريقها وبصت لهشام :-
_ ايه ده ؟
_ هشام رد عليها من غير ما يبص لها :-
_ تمن تصليح العربية اللي حضرتك السبب في تخريبها
_ هشام رفع عينه عليها :-
_ مش اللي بيغلط بيدفع تمن غلطته ولا ايه ؟
_ فيروز كان نفسها تعيط بس حاولت تتماسك قدامه ، أخدت نفس عميق :-
_ تمام ممكن بس حضرتك تديني فرصة أسبوع وهكون دبرت المبلغ ..
_ سابته وخرجت ونست هي كانت جاية ليه ، دخلت مكتبها وقفلت الباب ووقفت وراه تعيط ، بصت للورقة ومش عارفة تعمل ايه هتجيب المبلغ ده ازاي ؟ وازاي تقوله يديها فرصة أسبوع وهي مستحيل تعرف تدبره حتي لو بعد سنة ، افتكرت المرتب بتاعها بس هي محتاجاه بس ده الحل الوحيد قدامها ، فتحت الباب ورجعت لهشام تاني خبطت علي الباب ودخلت قربت من المكتب وهو كان مركز في اللاب بتاعه وهي اتكلمت بصوت مهزوز :-
_ مستر هشام ينفع تخصم من المرتب بتاعي علي لما الدين اللي عليا يخلص أنا مش هعرف أدبرهم في أسبوع ولا حتي في شهر ..
_ هشام رفع عيونه عليها وملامحه اتشدت وهي خافت من نظراته واتكلمت :-
_ ظروفي متسمحش أني أعرف أسد المبلغ ده غير من مرتبي !
_ هشام قام وقف وهي قلبها دق بخوف ومش عارفة هو ممكن يعمل فيها ايه ، محستش بدموعها اللي خانتها ونزلت زي الشلال ، قلبها كان بيدق جامد مع خطوة هشام بيقربها منها ، وقف قصادها وهي اتكلمت من بين عياطها :-
_ أنا آسفة مش في أيدي حل غير ده !
_ هشام شد من أيدها الورقة وقطعها وسط نظراتها المصدومة ، خلص تقطيع الورقة ورماها في الباسكت ورجع لها تاني :-
_ مبقبلش العوض من حد !
_ فيروز حست إن روحها اتردت لها وعيطت أكتر من فرحتها وهشام شد منديل من المكتب وناوله ليها وهي بصتله بإمتنان :-
_ متشكرة جدا ..
_ وقبل ما يتكلم خرجت من قدامه دخلت مكتبها وبصت لفوق :-
_ الحمد لله ..
_ هشام حط أيده علي صدره لما حس بوخزة فيه مش عارف سببها بس هو مخنوق ولام نفسه إنه حطها في موقف زي ده مش معقولة غروره يوصله إنه يحرج بنت بالشكل ده ، قعد علي الكرسي بتاعه وحاول يكمل شغل بس معرفش صورتها وهي بتعيط قدامه مش مفارقة عقله ،
_ قفل اللاب بعصبية وقام من مكانه خرج برة المكتب وراح الكافتيريا الخاصة بالشركة حضر لنفسه قهوة ولفيروز قهوة ؟ راح علي مكتبها وخبط برجليه لأنه مش عارف يخبط بإيده وهي فتحت الباب واستغربت منظره بس معلقتش ، دخل وحط الفنجان بتاعها علي المكتب وسمع اغنية مشغلاها لفيروز ضحك من غير ما تاخد بالها ،
_ فيروز بصتله بإستغراب :-
_القهوة دي ليا ؟
_ هشام هز راسه وسابها وخرج رجع علي مكتبه فتح اللاب بتاعه وشغل نفس الأغنية اللي هي مشغلاها وسرح في ملامحها الهادية الرقيقة جدا افتكرها وهي بتعيط حتي اول لما شافها وهي خايفة منه لما خبطتله العربية وضحك بعفوية وهو بيشرب القهوة بتاعته ،
_ عند فيروز مكنتش فاهمة سبب القهوة اللي جابها قعدت علي المكتب وبصتلها كتير واترددت تشربها ولا لأ لأنها مش بتحب القهوة خالص ، شمت ريحتها وملامحها اتشدت من الريحة ، بس أصرت تشربها مش عارفة ليه رغم أنها مش بتحب تغصب نفسها علي حاجة مش حباها بس عايزة تدوقها وتعرف ليه هشام جابلها قهوة ؟! شربتها بصعوبة وفي الأول حست بعدم تقبلها للقهوة بس برده غصبت علي نفسها وشربتها كلها وبصت للفنجان بإنتصار لما لقيته فاضي وضحكت بعفوية أنها خلصته ،
_ مروان رجع شقته وكان مخنوق جدا مش جاهز أبدا إنه يسيب حياة الرفاهية ويروح يعيش في القصر لأنه أكيد مش هيعرف يعمل اللي هو عايزه في أي وقت ، افتكر قرار عمران في جوازه واتخنق اكتر بقا معقول مروان اللي مقطع السمكة وديلها مع البنات يتجوز واحدة مشفهاش قبل كده ؟ ويتجوز ليه اصلا ما حياته كده أحسن كل يوم مع واحدة مختلفة في الآخر هترسي علي واحدة بس وهتكون قصاده أربعة وعشرين ساعة ! حس إن صدره اتقفل من الخنقة وقام يجهز حاجته قبل ما عمران يكلمه ويتخنق أكتر ...
_ سديم وليلي كانوا طول الوقت في المطبخ بيجهزوا الغدا عشان لما الرجالة يوصلوا ، ليلي بصتلها :-
_ الأيام جرت بينا بسرعة اوي مكنتش أتخيل اني أعيش وأشوفنا وأحنا في السن ده لا وكمان في بيت بابا الله يرحمه ..
_ سديم ضحكت واتنهدت :-
_ ياااه حاسة إن امبارح لسه فرحي مش عارفة هشام كبر امتي ومروان وعدي جم إزاي مش فاكرة أي تعب عشته بسببهم رغم اني فاكرة كل تفصيلة في ولاده كل واحد فيهم ..
_ ليلي ضحكت جامد :-
_ وخصوصاً هشام فاكرة ؟!
_ سديم ضحكت وسندت علي رخامة المطبخ تفتكر يوم ولادته :-
_ جالي مغص يومها تقريباً للمرة العشرين في نفس الاسبوع وكل مرة طلق كاذب يومها قعدت اصوت واخوكي كان حفظ بقا الموال ده وقالي صوتي براحتك مش رايح في حتة كل يوم قولتله المرة دي مختلفة حاسة بحاجات مختلفة بصلي ورد عليا ببرود ما انتي كل يوم بتقولي كده
_ سديم ضحكت جامد :-
_ كان نفسي اقوم اكسر الفازة علي دماغه عشان يحس بيا
_ ليلي ضحكت أكتر وسديم كملت :-
_ مصدقش غير لما شاف هشام نازل قدامه وبيعيط !
_ ليلي كملت علي كلامها بحزن وعيونها لمعت بالدموع :-
_ يومها كنت راجعة من عند الدكتور وعرفت إني مش هقدر أخلف محبتش أرجع علي بيتي وقولت أقضي عندكم كام يوم علي لما نفسيتي تتحسن
_ ليلي ضحكت بحب :-
_ وجيت اتفاجئت بهشام ومن وقتها مخرجتش برة القصر تاني
_ سديم قربت منها حضنتها بحب :-
_ مش عارفة من غيرك كنت هربيهم ازاي انتي ساعدتيني كتير اوي وشلتي عني كتير ولسه بتشيلي ..
_ ليلي بادلتها الحضن بحب :-
_ دول عيالي قبل ما يكونوا عيالك علي فكرة !
_ سديم ضحكت وردت عليها :-
_ده أكيد
_ ضحكت أكتر وكملت كلام :-
_ فاكرة لما مكنتش عايزة أخلف تاني بسبب التعب اللي تعبته في حمل هشام وانتي اللي أصريتي في مروان
_ ليلي ضحكت جامد :-
_ أيوة فاكرة روحت قولت للدكتورة شيلي الوسيلة وانتي كنتي فاكرة كشف عادي وفي الآخر اتفاجئتي بحملك يلهووي علي اليوم ده قلبتي الدنيا ..
_ سديم كملت كلام من وسط ضحكها :-
_ انما عدي حبيب قلبي ده اللي انا كنت حابة اجيبه من غير خوف ولا قلق ..
_ ليلي بصتلها جامد :-
_ دلوعة مامي ومازال يختي وحياتك مش عارفة بدلعيه علي ايه ده عيل لزج
_ سديم ضربتها في كتفها :-
_ بس يابت ده القلب كله كفاية إنه شبه عمران بالملي ده يخليني أدلعه واعمله كل اللي هو عايزه
_ عدي كان داخل المطبخ وسمع كلام سديم وضحك بعفوية ودخل حضنها من ضهرها :-
_انتي قلبي يا ديم والله
_ بص ل ليلي وطلع لها لسانها :-
_ انما انتي عمتو الوحشة
_ ليلي اتصنعت الزعل :-
_ بقا كده يا دودي طيب أنا زعلانة !
_ عدي باس خد سديم وقرب من ليلي باس خدها بحب :-
_ هو أنا أقدر ازعل لولة حبيبتي برده بس مش عيب عليكي تقولي عليا لزج يا لولة ..
_ سديم ضحكت بصوت عالي وليلي اتحرجت وكملت طبيخ كأنها مسمعتش حاجة منه وهو ضحك :-
_ ماشي ماشي هعديها بمزاجي
_ عدي بص لسديم :-
_ حد دخل لكلافي ؟
_ سديم وليلي بصوا لبعض بصدمة وعدي حرك فمه بطريقة عفوية :-
_ هشام هيعمل منكم بطاطس محمرة هاتوا الاكل بتاعه لما أروح آكله بسرعة يا عالم يا ظالمة ..
_ عدي اخد آكل وخرج برة القصر دخل بيت زجاجي بارد جدا وأرضية المكان تلج ، دور عليها بعينه وقرب من بيتها الصغير ونادي عليها :-
_ كلافي ، اخرجي تعالي معايا آكل ..
_ الكلبة خرجت من بيتها ( نوعها هاسكي ) وعدي حط في طبقها الأكل وبدأت تاكل ، عدي قعد علي ركبه قدامها ولعب معاها شوية وخرج لما أتأكد أنها شبعت ..
_ مروان خلص تجهيز حاجته ونزل حطهم في العربية ومشي قاصد القصر ، هشام خلص شغله ونزل من الشركة ركز مع صوت بنت بتزعق بص وراه واتفاجئ بفيروز ، محبش يدخل بس فضوله خلاه يركز معاها ، كانت بتتخانق مع شاب وبعد مشادة بينهم سابتله العربية ونزلت وهو ركبها ومشي وسابها واقفة مكانها ،
_ فيروز عيطت جامد لما افتكرت أنها نست شنطتها في العربية ومش هتعرف حتي تروح مواصلات ، هشام ركب عربيته وقرب منها فتح الشباك وبصلها :-
_ واقفة عندك ليه ؟
_ فيروز أخدت نفس طويل وحاولت تظبط نبرة صوتها :-
_ مفيش ، كنت ماشية حالا ..
_ هشام هز راسه وسابها ومشي وهي وقفت تبص علي عربيته كأنها بتقوله متسبنيش لوحدي ، خرجت برا الجراچ وهي بتعيط ومش عارفة تعمل ايه مش معقولة هتمشي المسافة دي كلها علي رجليها ، اتفاجئت بعربية ملاكي وقفت قدامها والسواق نزل فتح لها الباب ، قلبها اتقبض ورجعت خطوة لورا :-
_ انت مين ؟
_ السواق رد عليها بإحترام :-
_ أنا فتحي يا بنتي سواق تبع الشركة ومستر هشام طلب مني أوصلك مكان ما تحبي !
_ فيروز اتفاجئت بكلامه وفرحت إن هشام فكر فيها بس برده خافت تركب هي إيه اللي ضمنها إنه تبع الشركة ، فتحي فهم حيرتها وطلع لها الكارنيه اللي بيثبت مهنته في الشركة وهي اطمنت وركبت في المقعد الخلفي ، سندت راسها علي الشباك وابتسمت برقة لما تخيلت ملامح هشام ..
_ هشام كان واقف بالعربية علي أول الطريق ومتابع اللي بيحصل ولما اطمن إنها ركبت العربية مشي ..
_________________________________________________
في الشرقية ..
_ رغد قاعدة في اوضتها في بيت والدها قدام الشباك وعيونها مركزة علي أوضة محمد اللي في بيت والده ، دموعها كانت بتنزل من غير تحس بيهم ، وجعها كبير ومش عارفة تتفاداه ولا تتخلص منه ، معقولة يسيبها لوحدها المدة دي كلها مخافش عليها من الوحدة ؟ اخواتها وولادهم حتي ولادها وأهلها كلهم حواليها مش قادرين يسدوا الفراغ اللي سابه
_ اتنهدت بوجع :-
_ وحشتيني اوي نفسي اجيلك يمكن أرتاح شوية
_ حطت أيدها علي صدرها :-
_ في نار هنا مش بتنطفي أبدا محتاجالك اوي
_ موبايلها رن وخرجها من شرودها قرأت الاسم وكان عمران :-
_ السلام عليكم ، ازيك يا عمران اخبارك ايه ؟
_ عمران رد عليها بفرحة :-
_ وعليكم السلام ، أنا بخير يا أم يزن ، أخبار الاولاد ايه ؟
_ رغد قفلت الشباك وقعدت علي السرير وردت عليه :-
_ في نعمة الحمد لله
_ عمران اتنهد وسكت فترة وهي لاحظت إن في حاجة :-
_ انت عايز تقول حاجة صح ؟
_ عمران لقي الفرصة قدامه رد عليها بسرعة :-
_ بصراحة آه ، كنت عايز اخد منك معاد نيجي نزوركم فيه ..
_ رغد استغربت وعقدت حواجبها وردت عليه بعفوية :-
_ انت بتستأذن قبل ما تيجي يا عمران عيب عليك اومال لو مكنتش انت اللي فاتح البيت اللي عايشين فيه ده ملكش حق خالص ..
_ عمران رد عليها يبرر قصده :-
_ لا مش قصدي بس المرة دي مختلفة مش زي اي مرة جينا زيارة فيها ، المرة دي هيكون فيها نسب أن شاء الله لو وافقتي طبعا ...
_ رغد حست بسعادة كبيرة اول لما قالها نسب وردت عليه بفرحة :-
_ انتوا تنوروا في اي وقت البيت مفتوح لكم ديما
_ عمران بعد كلام كتير قفل معاها وهو مبسوط :-
_ ربنا يهديك يا مروان وتكون هدايتك علي أيد عليا ..
_ رغد جرت علي تحت ونادت علي عليا بنتها الصغيرة
_( عندها ٢٤ سنة دكتورة جراحية آخر سنة ليها امتياز ، نسخة مصغرة من رغد ) ...