#رسول__ابليس
#بقلم_____سيدعبدربه
الجزء الثالث
عادت عمة عبدالمتعال الى دارها وذهب كل حي الي فراشه، وبعد منتصف الليل استيقظت عمة عبد العال على نباح كلبها المرتفع للغاية والمتواصل ،انتظرت حتى يكف عن نباحه مثل العادة، فهو دائما عندما يمر من امام الدار غريب ،لكن سرعان ما يكف عن نباحه،لكن هذه المرة لم يكف عن النباح وكأن أحد ما يقف امامه او يقترب من الدار،كان الظلام شديد وبالكاد ترى العجوز لحافها فأوقدت شعلتها وقررت الخروج لترى ماذا اصاب الكلب فقد خشيت أن يكون أحد اللصوص الذين يسرقون الماشية،وهى لديها بقرة تشرب من لبنها وتصنع منه الجبن،فخشيت عليها السرقة وقررت الخروج لترى ماذا يحدث وبينما تسير بخطواتها البطيئة والتى أوهن الزمان قوتها،صمعت للكلب صوت شديد وكأنه يتعارك مع كلب مثله ثم هداء صوته بالتدريج، هنا وقفت وفكرت انه لا مبرر للخروج فقد سكن صوت الكلب ولو هناك ما يُريب ما كان صمت الكلب فعادت أدراجها بضع خطوات ثم غلبها قلقها فقررت الخروج
ظلت تسير يسبقها عكازها يتحسس لها الطريق وكلما اقتربت من مصدر الصوت سمعت للكلب آنين،لحظات قليلة وغرس عكازها في جسد لا يتحرك جلست لترى فوجدت كلبها وقد خرجت أحشائه من بطنه وفقئت عيناه صرخت العجوز ماذا حدث لك،لكن فجأة قفز من جوارها قط أسود عيان مثل الدم الداكن بدون ذيل و وثب على جدار امامها ناظراً لها بحدة ثم فر بعيداً،ظلت العجوز تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتصرخ وتولول حتى إستيقظ الجيران ورأوا ما حدث للكلب المسكين والذي فارق الحياة،لكن صورة القط لم تفارق مخيلة العجوز وجاء بخاطرها أنه احد التوأم من اولاد عبدالمتعال او اولاد أحد بالقرية، لأن القط بدون ذيل،لكن ما يحتار. فيه عقلها هذه الشراسة،هل هو من فعل ذلك بكلبها المسكين،لكن لم تسمع من قبل عن هذا ،فهى تعلم علم اليقين ان التؤام المتحول لا يفعل ذلك فهو طفل لا اكثر ،واكثر ما يقوم به هو أكل الطعام من البيت او صنع الفوضى في المكان،لكن القتل وبهذه الوحشية لم ترى او تسمع بهذا من قبل، لكن قررت البحث ومعرفة السر،
في الصباح الباكر أخذت عكازها وذهبت تبحث وتسأل من لديهم تؤأم بالقرية لم يُختنوا فلم أحد بالقرية غير اولاد ابن أخيها عبدالمتعال،فسارت الى داره وهى تفكر كيف حدث ذلك ولكن التؤام ما زال لا يستطيع السير بمفرده ،وايضا مصطفي تم ختانه وهو لا يستطيع التحول ،فهل يكون محمد من فعل هذا أم يكون احد الكلاب المسعورة او ذئب أقترب من البيت،أسئلة كثيرة دار وجالت بعقلها وهى تسير الى عبدالمتعال، وظلت على هذا الحال حتى وصلت الى داره،فسلمت وجلست وهى صامته حزينة،
لحظات ولم تنطق بكلمة، فنظرت إليها زوجة عبدالمتعال متعجبة ليس عادتها ابدا.فسالتها
__ماذاةبك يا عمتي هل انت بخير؟!
نظرت لها العجوز وقد بدا الحزن عليها ثم قالت
__لقد حدث ليلة امس امر رهيب افجع قلبي وأرق فؤادي وكسر خاطري.
_خيراً إن شاء الله ماذا حدث يا عمتى لقد اصابني القلق لكلماتك.
_بعد ان رحلت
من عندكم امس وفي منتصف الليل وانا نائمة أستيقظت على صوت كلب الدار ينبح بصوت مرتفع ثم صوت عراك بينه وبين أحد الكلاب او الحيوانات ثم هدا الصوت ولكن أصابني القلق فقررت الخروج كي ارى ماذا يحدث، وعندما خرجت كانت الصاعقة.
ثم صمتت العجوز وتساقط الدمع على وجنتيها
ثم إسترسلت بعد أن مسحت دموعها بطرف جلبابها
_ لقد وجدت كلبي مفقوئة عيناه واحشائه خارجة من بطنه بعد ان افترسه شيء ماء ثم نظرت الى داخل الغرفة حيث ينام اولاد عبدالمتعال وقالت.
_اين اولادك يا حبيبتي؟!
فصمتت قليلاً زوجة عبدالمتعال وكأنها تستنكر سؤال العجوز في هذا الوقت فقد شعرت بشيء غير مريح من سؤالها لكن آثرت الصمت وعدم البوح،فقالت
__هما بفراشهم نائمان يا عمتي .
فنهضت العجوز. ووجلت الغرفة وظلت تتحسس الطفلان لكن عندما اقتربت من مصطفى فتح عيناه ونظر لها نظرة غريبة،عندها تذكرت تلك النظرة من القط الأسود وكأنه هو. فوضعت يدها على فمها تكتم
صرختها.
لكن مصطفى بكى فهرولت اليه امه تحمله وابتعدت العجوز وكأنها تفر من أسد مفترس.
وقررت المغادرة بسرعة ولم تلتفت خلفها وهى تسمع زوجة ابن اخيها تناديها
_اين تذهبين يا عمتى؟! لم تجلسي ولم تشربي شيئاً
تعجبت المرأة من صنع العجوز فلم تكن عادتها ابدا ان تاتي وتذهب هكذا بسرعة وبدون أن تتحدث او ترد على من يحدثها وظلت واقفة شاردة تفكر ماذا اصاب العجوز،
لحظات وامسكت بمصطفى الذي ظل ينظر الى العجوز وهى راحلة،ثم دخلت به الى الدار كي تقوم بتجهيز الافطار له فهو حاد الطباع يبكي بشدة إذا تاخر الطعام. مر نصف النهار وعاد عبدالمتعال من ارضه مثل كل يوم.
جهزت الغداء له وجلسوا يتناولوا الطعام ثم قصت عليه ما حدث من عمته وحدثته بما شعرت به عندما سالت عن طفليها وتفحصها لهما
،تعكر مزاج الرجل وظل يضرب كف بكف .
_هل يعقل ان تفكر عمتى ان اولادي احد منهم يفعل هذا الفعل الشنيع؟!
إنهما طفلان وما سمعنا عن هذا من قبل، قد يكون ذئب من فعل هذا بالكلب ،لقد كبرت عمتي وخرفت.ولكن اخشى عليها من الذئب لذلك سوف اذهب لها بالمساء كي اطمئن عليها وابين لها ما حدث.
حل المساء وذهب الرجل الى عمته لكن وجد شيء عجيب!