رواية كلهم كلاب
الفصل التاسع عشر
بقلم حمزه
( إكرام) كانت بتكب في شاي لى واحد من الزباين.. كانت مدنقرة ومركزة مع المُصفى عشان الشاي ما يتدفق.. ولما سمعت صاحب الصوت.. بدون ما ترفع وشها تعاين ليهو كان لونها إتغير ووشها حمّر وعملت حركة غريبة خلت كل الناس الفي السوق تستغرب.. ( إكرام) بمجرد ما سمعت صوت ( ياسر)..أصلوا ما كضبت.. شالت كباية الشاي وفي وش ( ياسر) طوالي.. من حسن الحظ ( ياسر) زاغ.. بس عشان المسافة كانت قريبة بينهم شديد.. عشان كدا جزء بسيط من الشاي جا علي رقبة ( ياسر) وحرقوا شديد.. ولقت ( إكرام) نفسها بتنط عليه و بتكفت فيه وتصرخ فى هستيريا مؤلمة و تبكي وتكورك:
- يا كلب يا حيوان
طبعا" السوق كله ما فاهم حاجة.. وماكانوا محتاجين يفهموا حاجة.. كان بتكفيهم بس دموع ( إكرام) عشان كل واحد يمثل دور البطولة في أبهى صورها.. ولا واحد من القاعدين قال في شنو ولا الحصل شنو.. بس من شافوا ليك دموع ( إكرام) و الحالة اللي هي فيها.. لمو ليك في ( ياسر) دا دق من طرف.. مافي زول فاهم الحاصل شنو ولا عارف غلطة ( ياسر) شنو.. من الشايفنوا قدامهم كانت الغلطة الوحيدة الإرتكبها ( ياسر) إنه كان السبب في دموع ( إكرام).. ودا سبب قوي جدا" عشان يسمع كلام فارغ كتير من الزباين وياخد ليه تكفتات كدا سريعة من بعض الشباب و ينطرد في النهاية.
( سعدية) و ( آدم) إستغربوا جدا" للحصل من ( إكرام).. وعارفين ( إكرام) مستحيل تنفعل كدا بى سبب إنه ( ياسر) مثلا" شاغلا أو عمل ليها حركة ما حلوة.. لأنه ( إكرام) بتتغاضى عن الحاجات دي حتى لو حصلت عشان ما تحصل مشكلة و تبقى ليها نقطة سلبية وتخلي ( سعدية) أو ( منيرة) يعيدوا معاها الكلام تاني عن الشغل في السوق.. ( إكرام) ما كانت ح تتنازل عن الرغبة دي مهما حصل لأنه فعلا" محتاجة للموبايل في أسرع وقت.. و ( إكرام) عندها هدف تاني حتى لو إشترت مية موبايل.. برضو ما ح تخلي الشغل في السوق لأنه هي عارفة إنه هي السبب الرئيسى في إقبال الزباين بالصورة الكبيرة دي.. وإنه هي فعلا" كانت و ح تكون مصدر راحة ورزق وفير للخالة ( سعدية) و ( آدم) لأنه هي شايفة إنه دي الطريقة الوحيدة لمكافأة ناس رضوا تكون فرد من عائلتهم بالرغم من كل النظرات الغاضبة و الهمهمات الساخطة من أهل الحي.. ف زي ما هم ما إكترثوا لأي شيء وكان تفكيرهم كله هو سعادتها.. كانت ( إكرام) برضو قررت إنه ما تكترث لأي حاجة غير إسعادهم بزيادة دخلهم و توفير العِيشة الهنية ليهم.. بس طبعا" المرة دي كان إنفعال ( إكرام) غريب جدا" لأنه كانت غايبة حاجة خطيرة عن ( سعدية) و ( آدم) و عن كل الناس الفي السوق.. ولو كانوا عرفوها كانوا قطعوا ( ياسر) حِتت.
( سعدية) جات جارية جري مسكت ( إكرام) الماوقفت من تخربش و تكفت ( ياسر) بالرغم من إنه السوق كله لم فيهو تكفت وتهزيل.. ( سعدية) مسكت ( إكرام) الكان نفسها قايم ودموعها جاريات.. ماقالت ليها في شنو.. مسكتها حضنتها مساااافة لحدي ما بكت لما هِدت و إرتاحت.. وكان ( ياسر) إتلطش كويييس و مشى.. وهدت الناس لى هدوء ( إكرام) الغسلت وشها بى موية ودخلت الدكان التاني قعدت جمب ( سعدية) ومشت واحدة من البنات الحبشيات قعدت محل ( إكرام).
( سعدية) كانت فاهمة شديد.. أصلوا ما سألت ( إكرام) من الحاصل.. أشرت لى ( آدم) ولدها يجيب شاي لى ( إكرام).. دقيقتين و ( آدم) جا شايل الشاي.. ( إكرام) شكرت ( آدم) و مسكت الكباية وكانت فعلا" محتاجة شاي.. بدت تشرب في الشاي و سرحت خايفة تفكر في حاجات كتيرة.. وما كانت عارفة الحصل بين ( ياسر) و ( إنصاف) خالتها.. عشان كدا كانت مرعوبة من فكرة إنه ( ياسر) عرف مكانها.. ولو ( ياسر) عرف مكانها.. أكيد ( إنصاف) ح تعرف مكانها.. الموضوع فقط مسألة وقت.. وخافت ( إكرام) شديد لما وصلت النقطة دي.. قامت على حيلا مستعجلة.. إستأذنت من ( سعدية) وقالت ح تمشي البيت.. ( آدم) مشى بعيد وقف ليه ركشة بعيد من الدكان وجا مشى مع ( إكرام) رافقها لحدي ما ركبت.. و بتاعين الركشات الفي الدكان يعاينو ساااي وكل واحد فيهم كان بتمنى لو هو البوصل ( إكرام).. وعشااان الحاجة دي.. ( آدم)كان ذكي ومشى وقف ركشة من الشارع عشان لو طلب من واحد من بتاعين الركشات الفي الدكان عندهم.. ح يتشكلوا كلهم لأنه كان كل واحد ح يقول ( أنا بوديها).
( إكرام) نزلت بعيد من البيت عشان ماعاوزة بتاع الركشة يعرف البيت خصوصا" هي ح تكون براها وبقت ما بتثق في زول.. نزلت بالزبط مكان بجي الترحيل ياخدها الصباح وكملت الباقي على رجولا.. ماشة و نظرات أهل الحي بتنهش فيها نهش مستغربة كيف تقعد واحدة زي ( إكرام) مع ناس زي ( سعدية) و ( آدم).. دخلت ( إكرام) متضايفة شديد ومزاجها متعكر من الحصل ومن النظرات ال ما ح تنتهي دي.. دخلت رقدت في سريرها وغطت وشها بالمخدة عشان تطرد الذكريات اللي بدت تجي في راسها.. موقف الندل الجبان ( ياسر).. وجد في اللحظة دي إفتقدت ( زحل) وحست إنها محتاجة ليها شديييد وإتمنت بتين بكرة تجي عشان تقابل في المدرسة أغلا صديقة.. ( زحل).
_____________________________________________
( سندس) أصابها إحباط شديد بعد ما ( أبرار) فهمتا أساسيات الفيس.. وبدا الإحباط يصيبها و الخوف يتسلل ليها من إنه ( إكرام) يمكن ما تكون بخير.. لأنه فعلا" هي ما خلت إسم ( إكرام) في الفيس وما فتشت فيهو.. مالقت صورة ( إكرام)..وما كانت عارفة هل هي لقت ( إكرام) و ماعرفت إنه دي هي ( إكرام) ؟ لأنه ( إكرام) ما ورتها عن نفسها حاجة.. كل الكان مطلوب منها عملته.. وماعليها بعد دا إلا الإنتظار.. والإنتظار صعب.
طبعا" في البيت كان واضح شديد إنه ( سندس) حاضنة الموبايل بى طريقة ما عادية.. حتى الما منتبه ح ينتبه.. بتطلع الموبايل من بعد ترجع من المدرسة تمسكوا تبحلق فيه لحدي ما تجي تنوم في الليل.. كل يوم كدا.. الأكل دا تهبش تِهِبش ساي سريع سريع عشان تجري تمسك الموبايل.. وكان واضح إنه ما قاعدة تلعب.. لأنه لا في صوت لعب ولا خاتة ليها سماعات عشان يقولوا بتسمع في حاجة.. كانت مسكة الموبايل و التركيز الفيهو زي تركيز الزول الكبير العاقل الواضح داخل فيس ولا واتس.. بس أمها و أخواتها كانوا مستغربين لو فعلا" دا الحاصل.. كيف قدرت ( سندس) الصغيرة المسكينة المافاهمة حاجة دي تخش الواتس ولا الفيس؟.. ولو دا حصل.. قاعدة تتونس مع منو؟
دا السؤال اللي جا في راس ( إنصاف) و ( ميراب) تحديدا".. ( نادية) ديك ما بتفكر كتير ولا الموضوع بهمها أصلا". أما ( إنصاف) قررت تتأكد من الشك باليقين في أقرب فرصة.. بس ( ميراب) كان تفكيرها مختلف و مشاعرها مختلفة المرة دي.. وحست بالخوف لو إنه فعلا" ( سندس) عملتا و طلعت داخلة في الفيس ولا الواتس.. دا أكيد معناهو ( إكرام) بدون تفكير.. وقررت ( ميراب) تعمل الصح لأول مرة في حياتها بعد ما فكرت أيام و ليالي ولقت إنه هي و أمها ظلموا أحن و أطيب بنت مسكينة في العالم.. وللأسف هم كان مفروض يعملوا العكس.. عشان كدا قررت ( ميراب) تقيف مع أختها ( سندس) بدون تردد.. ضد أمها ( إنصاف)
_____________________________________________
مرَّ اسبوع كامل من يوم جا ت ( إكرام) للمدرسة الجديدة.. وكانت بالجد مدرسة الأحلام بالنسبة ل ( إكرام).. كانت مثالية بمعنى الكلمة.. طالبات كأنهن أخوات.. و مدرسات كأنهن أمهات للطالبات.. قممممة الإحترام و الفهم الكبير من الطالبات نتيجة التعليم الراقي الممتاز من المعلمات.. دا في المجال الأكاديمي.. أما في المجال الثقافي و الأدبي كانت بالجد المدرسة مدهشة فوق الوصف. . بنات حلوات حلوات في أخلاقهن و تعاملهن الراقي بقومن بأعمال أدبية أنيقة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. فيهن الفنانات و الممثلات و الشاعرات و صاحبات الأفكار الجديدة المتطورة.. وفي المجال الرياضي إبدااااع.. مباريات حماسية في الطائرة و تنس الطاولة.. دا غير في فصل كدا براااهو معروف ب ( صالة الرقص).. دا كل يوم خميس في فسحة الفطور يعملوا فيه البنات براهم مسابقة للرقص منظماهو العسولة ( زحل).. كانن البنات المتسابقات يجن يسجلن عند ( زحل) و كل واحدة تجيب معاها تلاتة ولا أربعة بنات يغنن ليها أغنية معينة بصوت منخفض وتقعد البنوتة الأمورة ترقص لمدة دقيقتين.. وتجي البعدا وكدا.. زي خمسة بنات مدة عشرة دقايق بكونن خلصن و تختار منهن ( زحل) الفائزة ويقعدوا يصفقوا ليها مبسوطين.. الفائز و المافائز و البعاين من الشبابيك و الجوا الفصل..كلللو مبسوط.. ضحك وفرحة و فرفشة للآخر.. والمدرسات عارفات بحصل كدا.. بس ما دام مافي موبايلات بتصور و مافي إزعاج لأنه الصوت ماعالي وما بتعارض مع وقت حصة ولا بأثر على المردود الأكاديمي سلبيا".. كانت الإدارة في المدرسة ما بتعارض نهائيا".. بالعكس مبسوطين من التحصيل الأكاديمي في نهاية السنة و مبسوطين جدا" من مستوى المدرسة مقارنة بالمدارس التانية لأنه كانت دائما" من المدارس الخاصة المتفوقة وفي منافسة دائمة مع ( مدارس النبراس الخاصة).. عشان كدا الإدارة في المدرسة بتحاول تخلي الجو طبيعي وما تضيق علي البنات عشان يكونن مبسوطات و كل واحدة تبدع بى طريقتها عشان تكون المحصلة الأكاديمية في النهاية ( ممتاز).. وفعلا" دا الكان بحصل.. و كانت ( إكرام) لأول مرة تشوف النشاطات دي لأنه في مدرستها الحكومية القديمة.. كله ممنوع.. وطلبت ( زحل) من ( إكرام) تشارك في أي نشاط.. بس كل الأنشطة كانت صعبة على ( إكرام) لأنه ما بتعرف تلعب تنس أو طائرة.. ولا بتعرف تكتب شعر أو تمثل.. لكن كانت بتعرف ترقص.. بس كانت خجولة شديييد إنه ترقص قدام الناس حتى لو كانوا زميلاتها في الفصل.. وأقنعت ( إكرام) بالقوة حبيبتها ( زحل) إنه ح تشارك في الرقص الأسبوع الجاي.. وطبعا" ( إكرام) و ( زحل) كأنه ليهم سنين و سنين كأصدقاء.. بقوا بعرفوا بعض كويس جدا".. عشان كدا لاحظت ( زحل) إنه صديقتها ( إكرام) ما تمام و إنه جواها كلام كتييير ما إنقال.. زي ما ( زحل) برضو جواها كلام كتير و أسئلة أكتر عاوزة تعرف أجوبتها من ( إكرام) بداية" من الدموع في اليوم المفتوح لما حضنت ( أبرار).. ولحدي الان وهم قاعدين تحت شجرة من أشجار المدرسة.. كان ظاهر على( إكرام) مسحة من الألم و الحزن حتى في ضحكتها اللطيفة.. وكانت ( زحل) منتظرة اللحظة المناسبة عشان تغوص في أعماقها و تعرف كل لحظة في حياة ( إكرام).. لأنها حبتها بعمق.. وكانت اللحظة دي هي اللحظة المناسبة إنه تعرف جزء من حياتها الشخصية.. و مسكت ( زحل) يد ( إكرام) في حب واضح وقالت:
- مالك الليلة؟ ما من عوايدك ظاهر عليك الحزن.
_____________________________________________
( إنصاف) طلعت لى واحدة من صاحباتها.. و ( نادية) طلعت مرة تانية معزومة هي و ( ميراب).. وبرضوا للمرة التانية ( إنصاف) منعت ( ميراب) بتها تطلع نهائي لأي مكان.. يعني القصد تضغط على ( ميراب) عشان تكرها حياتها و تعرف ( ميراب) الفرق بين حب أمها و المعاملة الحلوة.. وبين غضب أمها و المعاملة الزفت عشان في النهاية تخضع و تلين وتشيل الأوهام ال زرعتها ليها ( إكرام) في راسها وترجع تسمع كلام أمها.. بس ( إنصاف) فات عليها إنه الواحد لما يشوف صح و يعرف الصح.. صعب جدا" تغير أفكاره مهما كانت قوة شخصيتك و ضعف الشخصية المقابلة.. لأنه خلاص بتكون المبادئ و الأفكار إتغيرت نهائي.. ودا يعني ميلاد شخصية جديدة ما بتفهم غير الشايفاهو صح ( حتى لو غلط).. بمعنى آخر.. ( إنصاف) فقدت ( ميراب).. للأبد.
( ميراب) عرفت إنه دي الفرصة المثالية كونه أمها و أختها مافي.. و إنه هي و ( سندس) بس اللي في البيت.. قامت على حيلا مشت لى غرفة ( سندس) دخلت عليها.. وزي ما كانت متوقعة.. لقت ( سندس) مهووودة مع التلفون و إنخلعت لما شافت ( ميراب) و دست التلفون بى حركة واضحة.
( ميراب) قعدت جمب ( سندس) حضنتها وقالت:
- ما تخافي حبيبتي، أنا ح أقيف معاك لحدي ما نلقى ( إكرام)
ونزلت منها دمعتين وهي بتقول:
- ( إكرام) الحبيبة
( سندس) ما مصدقة البتسمع فيه دا.. ورغم حرصها الشديد لقت نفسها متأثرة و بتبكي مع ( ميراب) و بتطلع تلفونها و بتقول:
- ما قادرة ألقاها
( ميراب) مسكت التلفون لقت ( سندس) داخلة الفيس..وفهمت ( ميراب) كل حاجة..حضنت ( سندس) مرة تانية :
- ح نلقاها يا أختي الصغيرة، ح نلقاها
_____________________________________________
( إكرام) حكت بكل الحزن بدون تفاصيل حياتها المريرة الصعبة.. و حزنت ( زحل) و غضبت في نفس الوقت من خالتها و بناتها و من ( ياسر).. و حبت و إحترمت ( سعدية) و ( منيرة) و ( آدم).. ( زحل) كانت عارفة ( إكرام) بنت يتيمة.. بس ما عارفة التفاصيل الدقيقة.. وحبت ( إكرام) أكتر و أكتر.. وبقت خايفة عليها شديد وقالت:
- ( إكرام) ما تمشي السوق تاني، أكيد ( ياسر) ح يكلم خالتك
- أنا مستحيل أخلي السوق، دا أبسط شي ممكن أقدمه لى خالتو ( سعدية) و ( آدم)، حتى لو يحصل شنو داك
- طيب ممكن أطلب منك طلب وما تكسفيني؟
- أكيد يا ( زحل)
( زحل) عاينت لى ( إكرام) في عيونها:
- ممكن تجي تقعدي معانا؟
( إكرام) ضغطت على يد ( زحل) بى حنان و قالت:
- والله يا ( زحل) أكيييد بشرفني و بتمنى دا وبتمنى ما أفارقك نهائي، بس طبعا" ما بقدر أخلي خالتو ( سعدية) و ( آدم)
- أنا فاهمة قصدك والله وهم بستاهلوا محبتك دي، بس لو ما ح تقعدي معاي لارم تجي تبيتي معاي يوم ولا يومين في الأسبوع على الأقل
ردت ( إكرام) مبتسمة :
- حاضر يازوق، بس بعد أستأذن من خالتو ( سعدية)
- خلاص منتظراك الخميس دا، عشان عرس أخوي قرّب، تعالي بيتي معاي وغيري جو شوية و شوفي الدنيا كيف
- إن شاء الله يا ( زحل)
- وبكرة ما تمشي السوق، غيبي ليك يومين يمكن ( ياسر) يكلم ( إنصاف) ولا حاجة
- حاضر
( زحل) طبعا" فهمت من كلا م ( إكرام) إنه الهدف الأساسي من شغلها في السوق هو مساعدة خالتو ( سعدية).. ولو كانت عرفت إنه في هدف تانى إنه تشتري ليها موبايل.. كانت أهدتها أغلا نوع بكل حب لأنه وضعهم المادي ممتاز.. و في كل كلام ( إكرام).. حاولت تتجنب حوجتها لى أي حاجة زي ما حاولت ( زحل) برضو تتجنب تسألها عن الحاجة دي لأنه عارفة برضو ح يجي الوقت المناسب للكلام في النقطة دي لأنه ماعاوزة تحرج صاحبتها ولأنه كمان عارفة الكلام في موضوع زي دا لازم تكون ( إكرام) فيهو في ( مود) عااالي.. يعني في مزاج حلو.. وحاليا" ( إكرام) في مزاج سيئ.
_____________________________________________
( إنصاف) قاعدة مع شلتها في بيت ( طيبة).. مدورين ( الجَبَنة) صاح وونسات و ( قطايع) بالجملة.. كانن ستة نسوان.. أربعة متزوجات و إتنين لأ.. وتقريبا" كانوا نفس الطبايع.. نسوان متحررات شوية ما بهتمن بالغير.. بلبسن على مزاجهن و غالبا" بميلن لى اللبس الشاذ شوية.. يعني المتزوجة منهن حتى لو لابسة توب بكون شفاف و ظاهر القميص القصير الضيق من جوا.. و الشِبشب النوع العاالي بظهر الكرعين الملانات من تحت و الحِنة و الرسم و الدخان ظاااهر الأعمى يشوفوا.. وكانن تقريبا" كلهن متحكمات في رُجالِن.. يا الراجل أصلا" هو ( خيخة).. يا ماسكنوا بالقِرِش.. عشان كدا بعملن الفي راسهن.. وماعاوزة ذكاء.. أكيييد ونساتهم كلها في النسوان المحترمات الماسكات بيوتهم صاح.. أكيد بحتقروهم وبحاولوا يوصفوهم بى إنهن متخلفات و سايبات رُجالِن يتحكموا فيهن.. بس هم أووول العارفين من دون كل الناس إنه هم المتخلفات وهم قليلات الأدب و عُمر إحترام الزوجة لى زوجها و لبسها المحتشم و تربيتها لى أولادها ما كان تخلف.. وعشان هِن ناقصات.. وعشان هِن عارفات روحن ناقصات.. بحاولن يكملن النقص دا بالقطيعة و السخرية من غيرهن المحترمات وبوهمن روحن إنه هم الفاهمات المتحضرات وغيرهم لأ.. وكان من الستة ديل إتنين ( ما كويسات) .. واحدة متزوجة و التانية لأ.. عشان كدا كانت الجلسة ما دايمن براهم.. لأ.. كان في بعض المرات بجيبوا واحد من الخايبين النوع ال بباري النسوان داك يتونس و يتضحك معاهم.. ومرات الشخص دا يكون شاب.. ومرات كبير في السن متزوج و أولاده وبناته متزوجين.. يجي يشرب الجَبَنة ويعاين في نهود دي.. وورِك ديك.. ومرات يمد يدو يهبش.. وهِن الضحك كاتلن و مبسوطات و الونسة دي اااخر ألِسطة.. والمصيبة أقذر الونسات و النكات البذيئة بتطلع من الإتنين الما محترمات ما من الراجل .. ودا ال بخلي الراجل البجي يقعد معاهم ياخد عنهم كلهم صورة واحدة بسرعة يترجمها المخ بدون عناء لى كلمة واحدة ( ******).. بس في الحقيقة ما كلهن كدا.. ومنهن ( إنصاف) ما كدا.. بس ( إنصاف) و غيرها موش شافت الوضع دا أكتر من مرة؟ موش عارفات إنه معاهم إتنين ما كويسات؟ موش عارفات شكل الونسة كيف و ح يكون في راجل؟ خلاص.. معناها هن راضيات بطريقة ما عن اللمة دي و لازم يتحملن أي حاجة ما حلوة تحصل ليهن.. وفعلا".. كان في حاجة ما حلوة ح تحصل لى ( إنصاف).
أثناء ما الونسة مدورة في بيت ( طيبة) و الضحك دا فوق للسماء.. دق تلفون المتزوجة ال ماتمام.. فتحت الخط تطقطق في الُلبان وما خلت روج ما عملته في شفايفها:
- إنت وين
الصوت من هناك:
- خلاص بوقف في العربية، موش البيت الفاتح على الكُشك الأخدر دا؟
- اي بس ياهو زااتو
- الجمبو المزيرة؟
- اي، يلا سريع
صاحب الصوت وطى صوته شوية وقال:
- أنا تعبان، صاحباتك ديل بريحني؟
دي بقت تضحك بى مياعة:
- لو علي أنا و ( يُسرا) بنريحك طوالي، بس لو عجيتك واحدة من الأربعة الباقيات، إنت و حنكك
ديل هنا طبعا" سامعين وفهموا كل حاجة لأنه الكلام كان واضح بقن يتبسمن.. نطت ( إنصاف) :
- بري يا يما، ريحنُّو إنتو بعيد بعيد
قالت كدا وكانت من جوا موللللعة نار.. ( إنصاف) زي ما شفتوا في بداية الحلقات كانت بتحب الجنس شديد و بتعمل ليه طقوس خاصة وما كانت بتشبع بالساهل.. عشان كدا من طلقها ( ياسر) كانت تعبانة شديد وغالبا القُعاد لأنه زي ما عارفين ( إنصاف) لسة صغيرة و جسمها حلو.. بس ما كانت قادرة تعمل حاجة.. عاوزة تتزوج سريع.. بس كيف.. منو العارف إنه هي عاوزة الزواج ومنو ال ح يتقدم ليها؟ موقفها كان صعب شديد.. ودقايق ماعدت الباب دق.. قامت (طيبة) فتحت الباب.. ودخل ( الحبيب المُنتظر). . سلم عليهم كلهم.. كان شباب ما كبير و ظاهرة عليه الراحات من لبسه.. قامت ( غادة) الكانت بتتكلم معاهو سلمت عليه و حضنته قدامهم بقى يضحك.. إنخلعت ( غادة) وقالت:
- سجمنا، سنك مالو إتكسر
الشاب إتضايق شوية بعد نسى حكاية السن المكسورة دي.. قال:
- صدمني واحد من ورا بى العربية ماكنت رابط الحزام دقيت بى وشي في الدركسون
كلهم بقوا يقولوا :
- الله لا عادوا، حمد الله على السلامة
- الله يسلمكم
وهنا قالت ( غادة) :
- دا ( الصومالية)، راجل وسيد الرجال
كلهن بقن يسلمن مبسوطات إلا ( إنصاف).. ما عجبتا نظراته ليها.. لأنه الصومالية من دخل بعاين في رجول ( إنصاف) الملانات.
( الصومالية) قعد بين ( غادة) و ( يسرا) و غمز لى ( إنصاف) وقال لى ( غادة) براحة :
- ( الفرسة) دي ( شين كاف) ؟
( غادة) قالت :
- لأ، بس ممكن تقبل، أنا بعرف الواحدة من لبسها و إنبساطها من ونستنا، لو كان الكلام ما عاجبا ما كانت واصلت معانا كل مرة في بيت واحدة، دي صاحبة ( طيبة) بس وااي من جسما
( الصومالية) خلاص خت ( إنصاف) في راسه.. وأخدوا قعدتهم و نفس المياعة والضحك السافِر وقِلة الأدب في الكلام.. و ( الصومالية) ما رفع عينه من ( إنصاف).. عملها واضحة.. وكلهن فهمن إنه ( الصومالية) إختار ( إنصاف) ال ماكانت راضية لى النظرات دي.. بس هنا بدت نقطة التحول لما بدأ ( الصومالية) يتكلم عن الطريقة ال بعامل بيها مرتو ال طلقها قريب.. وجد كانن نسوان غريبات.. يعني المفروض السفالة و التفاهة الكان بتكلم بيها ( الصومالية) عن مرته و العمايل القذرة الكان بسويها ليها والعذاب الكان مِعَيشَة فيهو يخليهن يغضبن منو كونه بِهين النسوان و بستمتع بى كدا و بستمتع كمان بى كلامه عنهن بى صورة ما حلوة.. كانن مفروض يكرهنوا لى يوم الدين.. بس هِن متخلفات و مخهن ضارب.. دا لو عندهن مخ.. وهنا يادوووب بدت ( إنصاف) تهتم لى ( الصومالية) و تسمع بإعجاب هي و المعاها حكاوي الحيوان ( الصومالية).. وفعلا".. الطيور على أشكالها تقع.. كلما ( الصومالية) يحكي موقف قذر مع مرته وحاجات خاصة مفروض ما تتقال.. كلما النسوان ديل إنبسطن وضحكن مبسوطات وزاد إعجابهن بى ( الصومالية).. ودا راجع لى السبب الغريب ال ذكرتوا ليكم أول.. وهو إنه النسوان ديل شايفات إنه هم بس الفاهمات الأنيقات وبقية النسوان فاشلات متخلفات.. خصوصا" المحترمات المحتشمات الحافظات بيوتهن.. ولما ( غادة) شافت صاحباتها متكيفات لى ( الصومالية).. حبت تشكِرو ليهن أكتر عشان يحبوا أكتر.. قالت ليهن:
- طبعا" ( الصومالية) قرِن كبير في الأمن وممكن يعمل أي حاجة على كيف كيفه، و العندها مشكلة مع أي زول بس تكلموا و شوفوا ح يعمل ليكم شنو؟
هنا خلاص.. ( إنصاف) لقت ضالتها وجاتها فكرة خبيثة في الحال و طوالي بدت التنفيذ.. وبدت تبادل ( الصومالية) النظرات ال ماياها.. ( الصومالية ) إتكيف شديييد لأنه بدا هدفه يتحقق.. ولما ( إنصاف) شافته ببحلق في رجولها.. رفعت التوب لحدي و ركيها.. و نطط ( الصومالية) عيونه و بقى يعضعض في شفايفه.. و ( إنصاف) ترفع