رواية أحببت مرتين الفصل الخامس


 


أحببته_مرتين


بقلم علا_السعدني


الفصل الخامس


كانت (مريم) بالمشفى فى غرفة العمليات بينما يقف (على) خارج الغرفة وهو يشعر بالحزن ويبكى بشدة مرت عليه الساعات كإنها دهر من العمر حتى خرج الطبيب فأسرع (على) نحو الطبيب وهو يقول

-اخبارها ايه يا دكتور ؟!!

أبتلع الطبيب ريقه ثم قال

-الحمد لله كويسة دلوقتى بس ٠٠





نظر له (على) بتوجس قائلا

-فى ايه ؟!

صمت الطبيب قليلا ثم قال

-بلاش نسبق الأحداث هنشوف

****************

فى صباح اليوم التالى بدء إن يستفق (عمر) فهو لم يكن فاقد للذاكرة بل كانت ذاكرته مشوشة قليلا كان صديق له بجواره فنظر له صديقه

-انت كويس يا (عمر) ؟ ٠٠ فاكرنى ؟

ابتلع (عمر) ريقه ثم هز رأسه قائلا

-ايوة طبعا يا (كامل) فاكرك ٠٠ ايه اللى حصل وانا فين ؟

قص له (كامل) ما حدث فظهرت الدهشة على وجه (عمر)

-انا بقالى يومين مش فاكر حاجة ؟! يومين ع الحال ده !!

هز (كامل) رأسه بالإيجاب





-طب و (مريم) ؟ ٠٠ (مريم) خطيبتى انا مش بكلمها زمانها قلقانة عليا فين التليفون ؟!

أبتلع (كامل) ريقه ثم قال

-ما دى كانت سرقة و ٠٠ اللى ضربك سرق الموبايل و المحفظة

اتسعت اعين (عمر) قائلا

-ايه ؟! طب و (مريم) ٠٠ (مريم) هتوصلى ازاى انا ٠٠ انا مش حافظ رقم (على) و ٠٠

قاطعه (كامل) قائلا

-مش ممكن تبعت ليها جواب تقولها ع اللى حصل وتعرفها رقمك الجديد

هز (عمر) رأسه بالإيجاب 

*******************

عندما ذهب (عمر) إلى المنزل ظل يبحث فى جميع اوراقه عن رقم هاتف (على) فقد كان يريد الاطمئنان على (مريم) فلم يحدثها منذ مدة ولكن لا يجد شئ ٠٠

فى صباح اليوم التالى قرر أن يكتب لها خطاب ثم أعطاه للساعى الذى يعمل لديه لكى يرسله حيث ان (عمر) كان لديه الكثير من الأعمال فأنتبهت (إلينا) لذلك الخطاب فذهبت مسرعة خلف (عمر) لتعطيه الأوراق التى يحتاجها ثم خرجت من مكتبه وأسرعت إلى حيث الساعي فوجدته يهم بالرحيل  ليرسل الخطاب فتمتمت قائلة

-اكيييد الجواب ده لخطيبته





عضت شفتاها بغيظ ثم تذكرت ان لها صديق يعمل فى هيئة البريد لمعت فى رأسها فكرة ما ثم ذهبت إلى مكتبها لتتصل به عبر هاتف المكتب فتحدثت قائلة باللغة الأيطالية قائلة

-انا افتقدك كثيرا (كارلوس) ٠٠ كيف حالك ؟

ثم تابعت قائلة

-اتسدى لى خدمة (كارلوس) ٠٠ حسنا يوجد خطاب من شخص ما لا اريد ان يتم أرساله

صمتت لتستمع إلى رده 

-إن أسديت لى تلك الخدمة سأنتظرك الليلة فى منزلى

أبتسمت حين رأته قد وافق ثم تابعت قائلة

-حسنا أسم ذلك الشخص هو (عمر يوسف الغزال) ٠٠ يرسل خطابته إلى مصر لا أريد تلك الخطابات أن تصل ٠٠

ثم تحدثت بدلال






-سأنتظرك الليلة (كارلوس)

ثم اغلقت الهاتف وهى تبتسم تلك البسمة الوقحة ٠٠

******************

مر اسبوع كانت قد استعادة (مريم) وعيها فى تلك الاثناء ففحصها الطبيب من ثم خرج ليطمئن (على) الذى اسرع حينما وجد الطبيب يخرج من الغرفة قائلا

-خير يا دكتور ؟

أبتلع الطبيب ريقه ثم تحدث قائلا

-انا كنت شاكك بس دلوقتى بقت حقيقة

نظر له (على) بقلق

-فى ايه يا دكتور ؟

-الانسة (مريم) فقدت البصر

أتسعت اعين (على) قائلا

-ايه ؟

-انا اسف بجد

-طب ٠٠ طب مفيش اى عملية تقدر تعملها

-هنفحصها تانى كويس لما تفوق ونتأكد

اسرع (على) نحو الداخل ليحتضن شقيقته التى كانت تبكى بشدة فتحدث بنبرة هادية

-إن شاء الله هتعملى عملية وتبقى كويسة ٠٠ مش عاوز اشوف دموعك





مسحت (مريم) دموعها قائلة

-انا مش بعيط ع كده ٠٠ (عمر) ٠٠ (عمر) مات يا (على)

أتسعت أعين (على) قائلا

-ايه انتى بتقولى ايه ؟!!

-يوم الحادثة سكرتيرته كلمتنى وبلغتنى بلغتنى انه مات ٠٠ وقع فى البحر 

وظلت تبكى بشدة فأنهمرت الدموع من (على) على أقرب أصدقائه فلم يكن يتخيل طيلة ذلك الأسبوع انه قد فقد حياته ٠٠

*******************

مازال (عمر) يبحث عن اى ورقة كان مكتوب بها رقم هاتف (على) لعن نفسه مرارا على انه لم يحفظ رقم الهاتف من قبل وبعد بحث كثير وجد رقم هاتفه فى ورقة أمسك الورقة





 وابتسم قليلا ثم قام بالأتصال ولكن كان الهاتف مغلق فأثناء الحادثة التى حدثت ل (مريم) قد تحطم الهاتف واصبح اشلاء مبعثرة على الأرضية شعر (عمر) بالقلق حدث نفسه قائلا

-هو فى ايه ؟ّ تليفونها مقفول ليه ايه اللى حصل ؟!

تنهد بحرقة ولم يفهم وقرر أن ينتظر ردها فى الخطابات فلم يكن بيده أن يفعل سوى ذلك

*****************

مرت الأيام واصبحت شهور ايضا تمر ببطئ كان الحزن يخيم على (مريم) رافضة لكل شئ بالحياة بعد موت حبيبها كم تتمنى أن تموت هى الأخرى ولكن مازال فى عمرها بقية واخبر الطبيب (على) بأنه لن يعود بصرها مرة اخرى فشعر (على) بالحزن على شقيقته ٠٠





بينما كان (عمر) كاد أن يفقد عقله فقد كان يحاول ان يتصل مرارا برقم ذلك الهاتف المغلق ولا يجده سوى أنه مغلق يرسل الكثير من الخطابات التى لا تصل إلى محبوبته كم ود ان يكون حر وبأستطاعته العودة كيفما يريد ولكنه مرتبط بالعمل بتلك الشركة فلا يحق له السفر قبل انقضاء المدة ٠٠





قرر (على) أن يبتعد عن منزلهم وأن يسكن فى شقة جديدة ربما ذلك سيساعد (مريم) على نسيان ذكريتها مع (عمر) فقد خضعت (مريم) للعلاج النفسى وقد سافر (مراد) شقيقها بالرضاعة إلى أمريكا الذى كان معها ويحسها على تكميل دراستها ويشجعها كان (مراد) لا يريد السفر وإن يترك (مريم) بمفردها ولكنها شجعته إن يسافر وإن لا يقلق بشأنها وستظل على اتصال به ٠٠.





مرت تلك الشهور لتصبح سنة على ذكرى وفاة (عمر) ٠٠ اراد (على) أن يتزوج من (نور) ابنة خالته وبالطبع ستسكن معهم (مريم) ٠٠

فى تلك السنة عندما كان يتقدم شخص ما إلى (مريم) كانت ترفضه على الرغم من إنها فقدت بصرها الا ان جمالها الساحر كان يصطاد الرجال سريعا ولكنها لن تحب سواه ستظل باقية على تلك الذكريات العالقة فى مخيلتها ٠٠

******************

كان (كامل)  فى المطار عائدا إلى أرض مصر كان يقوم (عمر) بتوديعه قائلا

-هتوحشنى اوووى يا (كامل) 

-انت كمان يا (عمر)

ابتسم (عمر) بمرارة ثم قال

-كلها 9 شهور وارجع إن شاء الله

ثم أخرج من جيب بنطاله ورقة بها عنوان

-ارجوك يا (كامل) اسئل عليهم فى العنوان ده طمنى عليهم انا هتجنن يا (كامل)

هز (كامل) رأسه بتفهم ثم قال

-من عينيا يا (عمر)

******************

بينما كان (على) يجلس بجانب شقيقته على أريكة ما فى المنزل فحدثها قائلا






-تحبى تنزلى انتى و (نورا) تدورى ع فستان مناسب ليكى ده جوازى بعد بكرة وانتى منقتيش الفستان

هزت (مريم) رأسها نافية

-لا ٠٠ اقصد يعنى ملووش لزوم انا عندى فستاين كتير

ثم ابتسمت قائلة

-وبعدين الليلة ليلة (نور) يعنى مش فاضية تنقى معايا فستاين ولا حاجة

تحدث (على) قائلة

-انتى عارفة ان (نور) عمرها ما تتأخر عنك ٠٠

-انا بهزر يا (على) ٠٠ عموما انت عارف انا مبسوطة كده

شعر (على) بالحزن من اجل شقيقته فقد كان يريد إن يجد بسمتها على وجهها التى لم تعد موجودة اشتاق لبسمتها الصافية التى لا يشوبها اى مرارة ٠٠






******************

فى ظهيرة اليوم التالى وصل (كامل) إلى البناية القديمة التى كان يقطن بها كلا من (على) و (مريم) فتوجه إلى حارس العمارة قائلا

-سلام عليكم يا ريس

-وعليكم السلام يا بنى خير ؟

-مش كان فى حد هنا اسمه (على جاد الحق)

ظل يحك حارس العمارة يده فى مؤخرة رأسه ليتذكر ثم قال

-ايوة صوح ٠٠ كان ساكن اهنييه بس ده عزل يا بنى من زمن

ردد (كامل) بدهشة





-ايه ؟ عزل ؟

-ايوة ٠٠ من مده اكده اچى وخد كل حاچته وباع الشجة اللى كات ليه اهنيه

-طب يا حج متعرفش هما عزلوا فين ؟

هز الحارس رأسه نافيا

-لاه يا ولدى معرفش هو من ساعة ما عزل محدش يعرف عنه حاچة

صمت (كامل) قليلا ثم قال

-طب وأخته ؟ متعرفش طريقها فين ؟

-عزلت معاه يا ولدى

اندهش (كامل) لما يسمعه ثم قال

-ماشى يا حج شكراا اوووى

ثم ابتعد (كامل) واخرج هاتفه من جيب بنطاله ثم قام بالأتصال ب (عمر) الذى ما أن رأى رقم هاتفه حتى اجاب مسرعا





-ايوة يا (كامل) ؟ عرفت ايه ؟

لم يكن يعرف (كامل) ماذا عليه ان يقول فتحدث بمرح قليلا

-مفيش حتى طيب حمدالله ع السلامة

شعر (عمر) بالأحراج قائلا

-معلش يا (كامل) انت عارف انا قلقان اد ايه !!

تنهد (كامل) ثم قال

-عارف ٠٠ عموما انا سئلت وللأسف هما عزلوا والبواب ميعرفش مكانهم الجديد

صدم (عمر) مما يسمع ثم قال

-ايه ؟!! ٠٠ طب طب (مريم) كويسة ؟! (على) كويس ايه اللى حصل






شعر (كامل) بالحزن على حال صديقه ثم قال

-انا اسف بس ٠٠ بس هو ميعرفش اى حاجة بس هما كويسين

شعر (عمر) بمزيج من المشاعر المختلطة  الغضب والضيق والقلق وما أن اغلق الهاتف مع (كامل) حتى هوى على الأريكة وهو يضع يده عند رأسه بتفكير يفكر فيما حدث حتى تبتعد (مريم) عنه هكذا !! ٠٠

******************

فى يوم عرس (على) كان يرتدى بذلة سوداء بدى وسيما بطلته تلك وبجواره عروسه (نور) التى يعشقها ويحبها كثيرا بينما (مريم) كانت ترتدى فستان سماوى اللون تضع القليل من





 أدوات التزيين وقفت معها خالتها والدة (مراد) حتى لا تقف وحيدة كان ينظر لها شاب من بعيد ينظر إلى ملامحها الرقيقة وعيناها ٠٠ عيناها الخضراء تلك بهما صفاء وعذوبة لم يرا مثلهم قط وجد نفسه اسير لتلك الأعين ودون وعى تقدم نحوها حينما وجد أن تلك المراءة التى كانت تقف معها تركتها قليلا بمفردها ٠٠



                         الفصل السادس من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×