رواية نوح والأمانة الفصل الثلاثون الحادي والثلاثون


 


رواية نوح والأمانة

الفصل الثلاثون
بقلم ميمي عوالى

قام نوح فزعا من نومه على صوت رنين هاتفه ليضعه على اذنه على الفور قائلا : مالك يا امانة 

ولكن رنين الهاتف لم يتوقف لينظر للهاتف باستغراب ليجد انه صوت تنبيه الساعة ليتذكر انه قد قام بضبط الوقت على موعد دواء امانة ليغلق التنبيه ويقوم مسرعا الى الحمام ليقوم بطقوسه الصباحية سريعا ويقوم بتغيير ملابسه والاتجاه للخارج ، ليدق الباب على امانة وعندما لم يأتيه رد قام بقتح الباب بهدوء ليجد امانة نائمة ويبدو الالم على ملامحها وهى مستغرقة فى النوم ، ليغلق الباب بهدوء ويتجه الى الاسفل ليحضر لها افطار كى تتناوله قبل تناولها للدواء

وعندما هبط للاسفل كان كل من يقابله يستفسر منه عن ماهية ماحدث بالامس وهو يجاوبهم اثناء احضاره لافطار امانة ثم نظر الى محمود كبير المهندسين قائلا : هغيب عنكم نص ساعة بس افطرها واديها العلاج بتاعها و ارجعلكم ، اى حاجة كلمونى انا معايا الجهاز بتاعى

محمود : تمام ياباشمهندس ماتقلقش والف سلامه عليها

ليصعد نوح مرة اخرى الى غرفة امانة ليدق على بابها مرة اخرى ولكنه هذه المرة يسمع صوتها وهى تقول بالم : مين

ليفتح نوح الغرفة ويدلف اليها مسرعا ليجدها تبكى بصمت من الالم ، ليجلس امامها قائلا : عديت عليكى من شوية لقيتك نايمة ، فروحت جبتلك حاجة تاكليها عشان تاخدى العلاج

امانة بالم : مش عاوزة ااكل حاجة ..عاوزة مسكن ، الوجع فوق احتمالى

يقوم نوح باحتضانها من خصرها ليعدل من وضعها دون اى مقدمات لتشهق امانة قائلة : فى ايه ...بتعمل ايه

نوح بحزم : فى انك هتاكلى قبل المسكن عشان مش هينفع يتاخد على معدة فاضية ، وفى انك لازم تنفذى تعليمات الدكتور بالحرف الواحد ، وفى انى هضطر اسيبك كمان نص ساعة بالظبط عشان اروح ابعت الشغل اللى طلبه والد حاتم واللى مالحقتش ابعته لما حصل اللى حصل ، فانتى لازم تسمعى الكلام على طول عشان ماتتعبينيش معاكى وتوجعى قلبى على الصبح

كان نوح يتحدث ويناولها الطعام بفمها اجبارا دون ان يعطيها اى فرصة للحديث حتى وصل لجملته الاخيرة فقالت امانة باعتراض وتمرد : انا هعتمد على نفسى عشان ولا اتعبك ولا اوجع قلبك

لينظر لها نوح بابتسامة جانبية وهو لا زال يناولها الطعام بفمها : هو انا ماقلتلكيش ان كون انى قلقان عليكى هتوجعى قلبى ، وان اى اه بتطلع منك اكنها طالعة من قلبى ، وانى كل ما افتكر الوجع اللى اتوجعتيه امبارح وانا عاجز انى اداويكى بيوجع قلبى

لتتورد وجنتا امانة بشدة وهى لاتدرى اين تتجه ببصرها وتوترت لدرجة انها لاتستطيع ابتلاع الطعام الذى بفمها وما ان رآها نوح على تلك الحالة حتى ضحك بشدة على مظهرها ثم ناولها كوبا من اللبن قائلا : اشربى اللبن ده عشان تعرفى تبلعى .. حطيتلك فيه معلقة عسل ابيض زى مابتحبى وسميت الله وانا بحطه وبقلبه

لتنظر له امانة باستغراب ليكمل قائلا : امبارح بس اكتشفت انى حافظ عنك كل عوايدك وكل اللى بتحبيه واللى مابتحبيهوش ، مش قلتلك انى اكتشفت انى بحبك 

امانة بفضول : وامتى حصل الكلام ده

ليرفع نوح كتفيه مع حركة من شفتيه التى رفعها عالياً تدل على عدم المعرفة ثم قال بابتسامة : يمكن لو كلت وشربت قهوة اعرف اقدح زناد فكرى واركز واقدر اعرف اجابة السؤال ده

امانة وهى تلعق شفتيها  بلسانها لتزيل اثر اللبن : انا خلاص شبعت ، ادينى بقى المسكن من فضلك

ليسرح نوح مع حركة شفتيها لبرهة ثم قال ببحة رجولية: ماتبقيش تعملى الحركة دى تانى وخصوصا قدام حد

امانة بتساؤل : حركة ايه

نوح : الحركة اللى انتى لسه عاملاها بلسانك دى

امانة باستغراب : وفيها ايه ، ده عشان اللبن، ايه المشكله

ليزفر نوح وهو ينهض من مكانه ليحضر الدواء وهو يقول : هبقى اقوللك ايه مشكلتها بعدين ، لكن المهم انك تسمعى الكلام

امانة بغيظ  : انا مابعملش حاجة من غير ما افهم 

ليجلس نوح امامها وهو يضحك بخبث قائلا : مانا لو فهمتك دلوقتى ياحبيبتى هتزعلى

امانة بنوع من الغضب : نوح ...انا مابحبش الالغاز ، ماتتكلم على طول ، ايه ..بيبقى شكلى وحش اوى كده

ليقول نوح هو ينظر لشفتيها : بالعكس ، بس خلتينى عاوز اعمل رد فعل ممكن يزعلك

امانة بعدم فهم : ماتقول على طول رد فعل ايه ده اللى يزعلنى

ليقوم نوح بجذب رأسها اليه ويقبلها على جبينها قائلا : هو ده رد الفعل بس مش بالظبط

لتنظر له امانة بشئ من الغباء لبرهة ثم فجأة تشهق وهى تبحلق فى نوح وماهى الا ثوانى الا واخفضت عينيها وهى تتمتم بشئ ما لم يصل لأذن نوح ولكنه خمن انها تسبه او تعنفه فما كان منه الا ان ضحك بشدة ثم ناولها الدواء والماء وبعد ان اطمئن انها تناولت ادويتها وقف امامها وهو يحك راسه ثم قال : طب دلوقتى انتى محتاجة تدهنى المراهم بتاعتك مرة الصبح ومرة بالليل ، عاوزك تقومى عشان تتعدلى وادهنلك وتغيرى هدومك اللى انتى بيها من امبارح دى

امانة شاهقة : لا طبعا مش هينفع

نوح بهدوء : ياحبيبتى الموقع كله حاليا مافيهوش ولا بنات ولا ستات غيرك ، وانا جوزك يا ماما ماتتكسفيش منى واوعدك انى مش هتطاول ولا عينى هتروح فى اى حتة غير المكان اللى هدهنهولك ، وده كتفك يعنى ياحبيبتى

امانة بخجل شديد : لا طبعا ، انا هدهن لنفسى على اد ما اطول وخلاص

نوح بنوع من الغضب : يبقى مش هتخفى ، لانك مش هتطولى المكان اللى محتاج يندهن كله

ثم زفر بانفاسه بعنف وهو يضع يده بخصره ثم قال بحزن : لو ما وافقتيش ان  ادهنلك واساعدك يا امانة هتتعبى وفى الحالة دى هضطر اتصل بطنط هدى واوديكى عندها على ماتخفى ، واكمل بشئ من الحزن : بس انا هبقى تعبان اوى وانتى بعيد عنى ومش قدامى 

لتصمت امانة وهى لا تدرى ماذا تفعل ، ولكنها وجدت نوح يتجه الى باب غرفتها مسرعا وهو يقول : استنى

ثم خرج من الغرفة وعاد بعدها ببعض دقائق وهو يمسك بيده قطعة من الثياب وقال : بصى التيشرت ده سهل جدا انك تلبسيه وتقلعيه وادهنلك عادى وانتى لابساه

لتنظر امانة لتجده قد احضر تيشيرت خاص به وقد ازال بالمقص احدى كتفيه ليصلح ان ترتديه دون ان تعانى من تحريك كتفها المصاب 

امانة وقد اسعدها ما قام بعمله من اجلها ولكنها لم تظهر له ذلك فقالت : امرى لله، بس ده انا على كده محتاجة دستة تيشيرتات

نوح وقد اسعده انه حصل على اقناعها : مش مشكلة ، هخلى اى حد من المقاولين اللى بيجيبولنا المعدات يجيبلى معاه دستتين مش دستة واحدة ، بس قومى يالا اساعدك تغيرى هدومك الاول عشان ادهنلك والحق اروح ابعت الشغل

امانة : طب روح انت ابعت الشغل على ما انا افوق واغسل وشى حتى ، ده انا فطرت من غير ما اغسل وشى ، واول ما اخلص هرن عليك ووقت مانت تفضى ابقى اطلع ادهنلى وارجع تانى ، معلش انا عارفة انى هتعبك 

نوح وهو يمد يده اليها ليساعدها على النهوض : طب وانتى هتعرفى تتعاملى بايد واحدة

امانة بابتسامة : الحمدلله ان اليمين هى اللى سليمة ، ماتقلقش ، ادينى هحاول ولن شاء الله خير

……………………

ليذهب نوح الى المكتب ليرسل العمل المطلوب بالفاكس والايميل ويقوم بعمل بعض التوزيعات على العمل وبعض الاتصالات الخاصة بالعمل وبعدها يقوم بالاتصال على هدى والدة امانة ليقول : ازيك ياطنط هدى اخبارك ايه

هدى : ازيك يانوح عامل ايه يابنى وازى امانة تليفونها مقفول من الصبح 

ليعقد نوح حاجبه باستغراب وهو يتجه الى الاعلى على مهل وهو مازال يتحدث مع هدى فقال : تلاقى الشبكة او الفون فصل شحن

هدى : يعنى انتو كويسين وبخير

نوح : الحمدلله تمام بس كنت عاوز اقوللك على حاجة بس من غير ماتنخضى

هدى بقلق : مالها امانة ، انا حلمانة بيها امبارح ، ايه اللى حصلها اوعى تكدب عليا يانوح

نوح : ياطنط اهدى مانا بكلمك عادى اهوه ، كل الحكاية ان ….وقص عليها ماحدث باختصار شديد

هدى بفزع : ياحبيبتى يابنتى : كتفها ، لا حول ولا قوه الا بالله ، انا جايالها حالا

نوح بلهفة : لا ، بالله عليكى ياطنط ماتجيش 

هدى : ازاى يعنى اسيها كده ، خلاص هبعتلها عربية مجهزة تجيبها

نوح : ولا دى كمان الله يباركلك

هدى بلوعة على ابنتها : اومال اعمل ايه بس

نوح : بصى ياطنط ، انا بعزك جدا وانتى عارفة ده وهعتبرك امى انا كمان مش ام امانة لوحدها ، كل اللى هقدر اقولهولك ان كان فى سوء تفاهم بينى انا وامانة ولسه يا دوب بحاول احله واصالحها ولو بعدت عنى دلوقتى بالذات يمكن ماعرفش احله تانى ، ولولا ان اسامة فى شهر العسل كان زمانى اخدت اجازة واخدتها ورجعت على القاهرة ، بس للاسف مش هينفع اسيب الموقع دلوقتى نهائى

هدى وقد بدأت تستوعب الموقف : بس انت يابنى مش هتعرف تاخد بالك منها وطول اليوم هتتشغل عنها

نوح بابتسامة : من الناحية دى اوعى تشيلى هم انا هتصرف وقدها باذن الله ، بس كل اللى عاوزه منك انك تفهمى امانة انك طلعتى الرحلة اللى قاللكم عليها ابمن واسامة ،وماتعرفيهاش انى قلتلك حاجة 

انا بس كلمتك عشان عارف انه ماينفعش اخبى عليكى وانك اكيد كنتى هتحسى من صوتها وياهتجيلها ياهتاخديها وانا مش عاوز ده

هدى بتنهيدة : هحاول ادوس على قلبى واوافقك يا نوح بس بالله عليك لو فى اى لحظة حسيت انها تعبانة ومحتاجانى جنبها اوعى تفضل مصلحتك على صحتها

نوح : اكيد ياطنط اوعدك

وما ان اغلق نوح الهاتف الا واتجه الى غرفة امانة ليقف امامها وهو يستمع الى صوت امانة وهى تعافر مع شئ ما ليطرق الباب ليأتيه صوتها بشبه بكاء : ماتدخلش يانوح

نوح بابتسامة : كنت عارف انك مش هتقدرى ، لو سمحتى يا امانة اقعدى فى السرير وحطى الغطا عليكى وانا هدخل اساعدك من غير ما اضايقك

امانة ببكاء : انا هروح لماما ..مش هينفع

نوح : ارجوكى يا امانة اسمعى الكلام 

امانة وقد علا نحيبها : طب المرة دى بس لانى بردانة جدا بس هروح لماما

نوح : خلاص ، بس اعملى اللى قلتلك عليه ، انا واقف اهوه مستنيكى

وبعد عدة دقائق سمع صوتها وهى تخبره بانها فعلت ماقاله لها ليفتح الباب ويدخل بسرعة مغلقا الباب ليتجه اليها قائلا فين الهدوم اللى هتلبسيها 

لتشير له على كومة من الملابس ليتجه اليها بعمليه شديدة حتى يزيل عنها خجلها فيتجه الى مكان الدهان ليتناوله ويتجه اليها قائلا خلينى ادهنلك الاول 

امانة ببكاء : يانوح مش لازم ادهن

نوح بحزم : لا لازم.. مش هتخفى من غبره

ليجلس جوارها ويمد يده بالدهان ليبدأ فى فرده على المكان المراد علاجه ليبدأ بتمرير يده بحذر شديد وهو يقول : الكدمة باينة يا امانة فى حرف كتفك اهيه ومن ورا كمان ، واضح ان الخبطة كانت جامدة

امانة وهى تعلم انه يحاول ازالة خجلها : الحمدلله انها جت على اد كده

لينهض نوح متجها الى الحمام لغسل يده وتجفيفها ، ثم عاد ليلتقط التيشيرت الذى قام بقص كتفه ليلبسها اياه ثم وجدها تريد ان تلبس جلبابها فقال لها : الجلباب هيتعبك وانتى بتلبسيه ، ايه رايك اجيبلك جاكتة ترينج من عندى تدفيكى وتبقى سهله فى لبسها وقلعها

امانة بدعابة : انا كده هستولى على هدومك كلها

نوح بحب : ياستى كلى ليكى ، ها اجيبهولك

امانة : هيبقى كبير اوى عليا

نوح : معلش مؤقتا بس لحد بكرة 

امانة : واشمعنى بكرة

نوح : هروح اجيبلك بس الترنج الاول عشان ماتبرديش وبعدين اقوللك

ليذهب مسرعا ثم عاد وبيده جاكت الترنج ليلبسها اياه وما ان اغلقه عليها وانهضها من الفراش وكانت ترتدى بنطالا عليه رسومات كرتونية لميمى وميكى ماوس وما ان نظر اليها حتى ضحك بشدة فكانت كطفلة ترتدى ملابس ابيها ، لتمتعض امانة فى البداية ولكنها ما ان رات شكلها فى المرآة الا ورفعت حاجبيها بشهقة طفولية ثم ضحكت هى الاخرى بشدة ليركز نوح مع ضحكتها ليضمها الى صدره ويقبل جبينها قائلا : على اد ما اصابتك دى وجعت قلبى ...على اد ماهى اللى عرفتنى ان قلبى لسه عايش وانك ساكنة فيه من سنين بس كنت قافل شبابيكه ، لكن فجأة كل البيبان والشبابيك اتفتحت وصرخت باسمك بلهفة خلتنى مش مصدق انى اخيرا استطعمت حبك 



الفصل الحادي والثلاثون



فى الموقع وبعد خمسة ايام من اصابة امانة

بعد ان قام نوح باطعام أمانة لوجبة افطارها واعطائها جميع ادويتها وقام ايضا بوضع الدهان لها

نوح : ها ياحبيبتى ..محتاجة منى حاجة قبل ما انزل

امانة : خودنى معاك يانوح 

نوح برفض : لا طبعا ...انتى المفروض تستريحى 

امانة : بزهق لوحدى يانوح ...اليوم بيبقى طويل اوى

نوح : حاولى تنامى ، ادخلى على النت ، اقرى ، سلى نفسك باى طريقة 

امانة : عشان خاطرى يانوح ، هقعد فى المكتب ومش هعمل حاجة

نوح : يا امانة ياحبيبتى لو كتفك اتخبط اى خبطة بسيطة غلط عليكى

امانة بتذمر طفولى : وايه اللى هيخبطة بس يانوح ، انا هقعد فى مكانى ومش هقوم

نوح بحزم : لا يا امانة ، مش هقدر اجازف

لتعبس امانة فى حزن وهى تخفض رأسها ناظرة الى الارض ليتأوه قلب نوح وجعا عليها فهو يعلم تمام العلم انها لا تحب الراحة وان وحدتها طول اليوم تؤلمها ، ليزفر بقلة حيلة وقال : هتقعدى مكانك مش هتتحركى

لترفع راسها وهى تنظر اليه مستفهمة ليكمل قائلا : مافيش خروج من المكتب

لتتهلل ملامح وجهها وهى تقول بسعادة : مش هتحرك غير باذنك

نوح : اما اشوف ، تعالى عشان اساعدك تلبسى

امانة بخجل : مانا هلبس ، هعرف ماتقلقش

نوح بحزم : يا اساعدك تلبسى يامافيش نزول معايا

امانة ،: خلاص..خلاص ماتبقاش حمقى كده

نوح بسخرية : حمقى ، هو انا عارف اكسر كلمة عليكى

امانة بامتعاض : ليه بس يانوح ..مانا بسمع الكلام اهو

ليبتسم بحب وهو ينظر لتقاسيم وجهها وهو يغلق لها عبائتها : اتعودت اشوف ملامحك وانتى معايا ، دلوقتى لما تنزلى تحت هتحطى النقاب وهتحجبى وشك الحلو ده عنى

لتخجل امانة وتخفض عينيها ليساعدها نوح فى وضع خمارها ولكنه كان يشاكسها ويرفع يده لاعلى بالنقاب 

امانة بامتعاض : شفت بقى انت اللى هتأخرنا ازاى

نوح : طب هديهولك بس بشرط

امانة : شرط ايه بقى 

نوح : تسيبينى البسهولك كل يوم حتى بعد ما نتمم جوازنا

امانة : وايه المتعة يعنى فى انك تلبسهولى

كان نوح قد وضعه لها بالفعل ، فرفعه من على وجهها واختطف شفتيها بقبلة خاطفة ثم ابتسم قائلا : انى هاخد احلى مكافأة بعدها

امانة بخجل : احنا ماتفقناش على كده

نوح : احنا هنحمرق ، احنا خلاص اتفقنا ومضينا العقود كمان ، ثم غمز بعينه بمرح ، لتتركه امانة وتتجه الى الباب ليسبقها قائلا : حيلك حيلك ، بالراحة يا ماما وامشى على مهلك .. تمسكى ايدى وانتى نازلة السلم وواحنا ماشيين ..اتفقنا

لتومئ امانة رأسها بالموافقة 

نوح بحب : ربنا يصبرنى عليكى يا امانة عمرى

………………

عند هبوط امانة تتفاجئ بأن نوح قد وضع سياجا حديديا عاليا حول الموقع حتى لايتكرر ماحدث مرة اخرى ، وكم اسعدها ترحيب الجميع بها عندما رأوها تهبط مع نوح ولكن نوح شكر الجميع وامر بان يتجه الجميع الى عمله واجلسها فى مكان تستطيع من خلاله كشف معظم اماكن العمل وفى نفس التوقيت بعيدة عن اى شئ قد يؤذيها مرة اخرى ، والاهم انها تحت نظره و يراها جيدا من كل مكان قد يذهب اليه

وكان كل فترة يسألها ان كانت مستريحة او ان كانت قد تعبت او تحب ان تعود الى غرفتها حتى حان موعد الغداء ليصر نوح على ان يتناولاه بغرفتها

امانة : ليه بس نطلع وننزل تانى ما الاوفيس جنبنا اهوه

نوح : معلش ريحينى ، ياللا هطلعك وبعد كده انزل اخد الغدا بتاعنا وارجعلك تانى

امانة : كمااان ، طب خلاص سيبنى انا هطلع لوحدى وانت حصلنى بالاكل

نوح بقلة صبر : نفسى مرة تقولى حاضر من اول مرة 

امانة بتنهيدة : حاضر

ليقوم نوح بامساك يدها بلين والسير معها حتى ادخلها الى غرفتها وما ان دلفا الى الداخل حتى رفع نقابها وهو يلتهم ملامحها بعينيه قائلا ببحة رجولية محببة : وحشتينى

امانة باندهاش : هو انا مش معاك طول اليوم

نوح : اللى معايا طول اليوم المهندسة امانة زميلتى ، لكن انتى امانتى حبيبتى اللى عيونها وحشونى طول النهار ، كنت كل يوم بطلع كل شوية اشوفك واشوف عيونك ، لكن النهاردة اليوم كان طويل اوى عليا وانا محروم من عيونك دى ليميل عليها اخذا شفتيها بقبلة اخذت انفاسهما معا حتى شعر بها لا تستطيع الوقوف ليرفع رأسه عنها متنهدا وهو يضمها الى صدره بحنان ويقول : اول اخواتك مايرجعوا من شهر العسل احنا كمان نتمم جوازنا ونطير على شهر عسلنا

امانة : بس احنا لسه شقتنا ماجهزتش

نوح وهو يرفع وجهها لتتلاقى عيناهما : من ساعة ماعرفت انك قاعدة فى قلبى تمليك ، تانى يوم كلمت احمد وغادة وكلفتهم يخلصوا كل حاجة 

امانة : ماقلتليش

نوح : كنت ناوى اعملهالك مفاجأة، بس الظاهر انى مش هعرف اخبى عليكى اى حاجة بعد كده

امانة : طب وحاجتى ، انا فى حاجات كتير محتاجة اجيبها

نوح : طنط هدى كل يوم بتنزل تجيبلك حاجات كتير 

امانة بدهشة : هى ماما وبابا عامر رجعوا من السفر 

ليتنحنح نوح وهو يحك رأسه من الخلف ويقول : ودى تانى حاجة كنت مخبيها عليكى وبرضة وقعت بلسانى وفتنت على روحى

طنط هدى ماسافرتش اصلا ، انا اللى خليتها تقول كده عشان انتى ماتصمميش تسافريلها

امانة باستغراب : طب وليه يانوح

نوح بحب : ماكنتش هقدر ابعدك عنى وانا عارف انك تعبانة ، كنت عاوزك قدام عينى ، سامحينى على انانيتى فى حبك يا امانة

لتندس امانة باحضانه قائلة : ياااه يانوح لو تعرف قلبى  عامل ازاى دلوقتى

نوح بحب : عامل ازاى

امانة : عامل زى فرع الشجر اللى الخريف نشفه وانهكه ، لكن الربيع جه فجأة رواه وخضره وزهره ، انا بحبك اوى يانوح 

نوح : وانا بعشقك يا امانة نوح

……………………

فى شرم الشيخ 

كان اسامة وخديجة جالسان على البحر تحت اشعة الشمس الدافئة 

اسامة : مانفسكيش تروحى حتة معينة 

خديجة : الحقيقة انت وريتنى شرم كلها

اسامى : فكرى كويس ..فاضللك ٣ ايام بس وهنرجع القاهرة

خديجة بامتعاض : انا مش مصدقة ان شهر العسل خلص بسرعة كده

اسامة بمرح : شهر العسل ، ده انتى نصابة ولا اجدع من كده ، احنا بقالنا هنا شهر واتناشر يوم ياحبيبتى يعنى اتنين و اربعين يوم

خديجة : وحاسة انهم اربع ايام

اسامة بحب : ان شاء الله كل فترة كده نخطفلنا اسبوع فى اى حتة

خديجة بطفولية شديدة : بجد واللا بتسرح بيا وهتقلب على متجوزين اول مانرجع القاهرة

اسامة بضحك : اقلب على متجوزين ازاى يعنى مش فاهم

خديجة بامتعاض : يعنى يبقى كبيرك بطيخة وقرطاس لب ياحبيبى 

اسامة بمرح : طب وهو البطيخ وحش ، ده البطيخ جميل ، وياعينى على اللب والسودانى قدام التليفزيون ..عسل

لتنظر له خديجة بحاجب مرفوع وهى تعض على نواجزها ثم تقول : ظهرت على اصلك بدرى اوى يا استاذ اسامة ، بس ياريت تفتكر ان انا اللى هقطع البطيخ والسكينة هتبقى فى ايدى

ليفغر اسامه فاهه وهو يقول : هتقتلينى عشان بطيخة يا خديجة ، خلاص ياحبيبتى ماتزعليش نفسك بلاها بطيخ ، هبقى اكله عند ماما ، وانتى هجيبلك اى حاجة ماتحتاجش اسلحة ، هجيبلك عنب ، ماله العنب ..حلو العنب

خديجة : افهم من كده انك هتسك على الفسح والسفر والخروج اول مانرجع

اسامة بجدية : ياحبيبتى احنا لما نرجع هنتفحت فى الشغل صحيح ، بس ده مايمنعش ان بين كل وقت والتانى يبقى فى غدوة هنا وعشوة هناك واجازة هنا واجازة هناك ، بس المهم اننا هنبقى سوا ..واللا ايه

خديجة بابتسامة : طبعا ياحبيبى ، بس بما اننا خلاص بقى قربنا نسافر ، ركبنى غواصة اتفرج على الشعاب المرجانية

اسامة : ماشى ياحبيبتى ، هوديكى

…………………….

فى فيينا 

كان ايمن ونيرة يجلسان بشرفة غرفتهما بالفندق باحضان بعضهما

نيرة : ماقلتليش يا ايمن ، هتفضل فى المشروع بتاعك واللا هتشتغل مع خالو

ايمن : انتى ايه رايك ياحبيبتى

نيرة : رأيى انا

ايمن : طبعا ، مش مراتى وشريكة حياتى وهتبقى ام ولادى ، يعنى لازم يبقالك راى فى كل حاجة تخص مستقبلنا

نيرة : يعنى لو قلتلك رايى مش هتعتبره تدخل فى تصرفاتك

ليرفع وجهها اليه ويقبل جبينها قائلا : حبيبتى احنا بقينا حاجة واحدة ، لازم نتناقش مع بعض دايما فى قرارتنا ، حتى لو اختلفنا ، بس على الاقل نشارك بعض وجهات نظرنا وافكارنا

نيرة وهى تندس باحضانه : انا حبيتك وانت ايمن اللى بتعتمد على نفسك وبتفكر ازاى تساعد نفسك واللى حواليك وطبعا ماخفاش عليا الجزء الانسانى اللى عاملينه فى مشروعكم اللى بتساعدوا بيه الناس اللى على اد حالها ، لكن فى نفس الوقت خالو محتاجلك معاه ، ونفسه اوى انك تنضمله فى شغله 

ايمن: انتى كده حيرتينى ، يعنى مشروعى واللا بابا

لترفع نيرة اصبعيها الوسطى والسبابة قائلة : الاتنين

ايمن بفضول : ازاى بقى

نيرة : يعنى انت مشروعك مش محتاج وجودك دايما معاهم ، يعنى مثلا ممكن تخصصلهم يومين فى الاسبوع وباقى الاسبوع تبقى مع خالو ، وشوية شوية المشروع بتاعكم ده هتلاقى انه محتاج بس اشراف مش اكتر فهيبقى وقتك شبه بالكامل مع خالو 

ايمن بتفكير : عندك حق ، انا وصلت للى تقصديه والحقيقة هو راى يحترم ممكن اخده بعين الاعتبار قبل ما اخد قرارى النهائى واللى هتبقى اول واحدة تعرفه ، لكن انتى ناوية على ايه

نيرة : فى ايه

ايمن : هتشتغلى

نيرة : مش عارفة ، انا الحقيقة اكتشفت انى مش غاوية شغل

ايمن : فاكرة زمان كنتى بتحبى ايه

نيرة : فكرنى

ايمن : كنتى على طول بتهتمى بالجنينة والزرع والورد

نيرة : ياااه انت لسه فاكر

ايمن : ليه بطلتى تعملى كده

نيرة : الجناينى اللى جالنا الحقيقى شاطر اوى ، ماخلاليش حاجة اعملها

ايمن : انا عندى واحد صاحبى عنده هو ومراته مزرعة نباتات زينة على طريق مصر اسكندرية ، ايه رايك ، تحبى اخدك نزورهم فى مرة وتتفرجى على المزرعة ، ولو عجبتك ممكن نشترى حتة ارض صغيرة جنبهم وتتولى انتى رعايتها بمساعدتهم

نيرة بانبهار : بجد يا ايمن ، هو ممكن

ايمن : الا ممكن ، حبيبتى بس تشاور

لتحتضنه نيرة مقبلة اياه على وجنته ليضمها الى صدره بحب داعيا الله ان يبعد عنهم اى اذى

………………..

فى فرنسا 

كانت نيللى ترتب حقيبتها استعدادا للعودة الى الوطن فقد مر عليهم خمس واربعون يوما ، وفى اثناء اعداد حقيبتها جاء حاتم من الخلف وقام بدغدغتها لتمتعض نيللى قائلة : سيبنى ياحاتم بالله عليك احسن معدتى مقلوبة ع الاخر 

حاتم : ليه ياحبيبتى ، اخدتى برد واللا ايه

نيللى : مش عارفة ياحاتم بس بجد معدتى مخليانى قرفانة اوى وحاسة انى عاوزة ارجع

حاتم : طب تحبى اوديكى للدكتور 

نيللى : لا على ايه يعنى ، انا هاخد حاجة للغثيان وان شاء الله لما انام ابقى كويسة

حاتم : ان شاء الله ياحبيبتى ، طب خلاص ، روحى انتى ريحى وانا هكمل تجهيز الشنط

نيللى : هتعرف

حاتم : عيب عليكى ، ده انا استاذ ورئيس قسم

نيللى : الحقيقة انا مبسوطة جدا ماتتخيلش اد ايه انك من النوع المرتب اللى مابتحبش الفوضى ، هتريحنى كتير

حاتم وهو يقبل وجنتها : ولو ماكنتش ، كنت هتعلم لجل عيون القمر

نيللى : طب ياحبيبى معلش هتعبك

حاتم : تعبك راحة يا قلبى ، المهم انى اتطمن عليكى




 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×