رواية نوح والأمانة
الفصل الثانى والثلاثون
بقلم ميمي عوالى
فى فيللا عامر
كانت هدى وعامر قد جهزا حفل استقبال لابنائهم ليرحبوا بهم بعد عودتهم من السفر وكان اسامة هو اول العائدين وتلته نيللى اما ايمن فكان اخر من انضم اليهم ليجدوا ان عبد الراضى وزوجته ايضا قد انضما اليهم
هدى بسعادة : وحشتونى يا ولاد حمدلله على السلامة
الجميع : الله يسلمك
نيللى : انتى كمان وحشتينى اوى ياماما انتى وبابا ومصر كلها وحشتنى
اسامة : اخبار بلاد برة ايه على حسكم
نيرة : تلج يابنى ، الدنيا كانت تلج نار
ليضحك الجميع على تعبير نيرة ليقول حاتم : فرنسا برضة كانت برد اوى
اسامة بمرح : احنا بقى كنا وضع تانى ، كنا ربيع وشتا مع بعض ، الصبح ربيع وبالليل التلج نار بتاع نيرة
خديجة : ااه والله ياجماعة ، الجو كان يبقى طول الشمس ماهى موجودة تحفة حتى واحنا على البحر ، اينعم ماقدرناش ننزل الماية برضة بس الجو كان حلو ، الا بالليل فجأة وبدون سابق انذار تلاقوا نفسكم قاعدين جنب الدب القطبى فى القطب الشمالى
عامر : معروف طبعا جو شرم والغردقة فى الشتا وعشان كده السياح بيحبوه
هدى : وانت يا ايمن
كان ايمن يجلس وهو يحتضن نيرة تحت جناحه وهو يحتضن كف يدها بيده الاخرى ويبدو عليه الشرود ، لتكرر هدى ندائها اليه
هدى : ايمن ، انت مش معانا خالص
ايمن بابتسامة : معاكى ياماما ، بس حاسس انى محتاج انام و لما اكلت تقلت زيادة
اسامة بمرح : يعنى من الاخر عاوز تكت وتروح
ايمن وهو ينظر لهدى وعامر ووالدا نيرة بتملق : لو الكبار يسمحولنا وان شاء الله القعدة الحلوة دى تتعوض قريب
عبد الراضى : خد مراتك وقوموا روحوا ، وياللا كل واحد على بيته واحنا كمان هنروح
خديجة لاسامة بهمس : انا عاوزة اروح اشوف ماما وبابا قبل مانروح ممكن
اسامة بنفس الهمس : ااه طبعا ياحبيبتى حقك
وما ان بدأ الجميع فى الاستعداد للمغادرة حتى وقعت نيللى مغشيا عليها ، ليضطرب الجميع بينما حملها حاتم وجلس بها وهى باحضانه والجميع يحاول افاقتها
ايمن : ياجماعة اعملوا مساحة عشان تقدر تتنفس
فى حين اخرجت نيرة من حقيبتها زجاجة عطر وما ان مررتها على انف نيللى حتى بدأت تستعيد وعيها
نيللى : ااه ، دماغى واجعانى اوى ومعدتى كمان ، حاسة انى عاوزة ارجع
لينهض بها حاتم على الفور ذاهبا الى خارج الفيلا باتجاه سيارته وهو يقول : انتى من امبارح بتشتكى من معدتك ، احنا نروح للدكتور نتطمن عليكى
هدى : طب استنى ياحاتم انا هاجى معاك
حاتم : لا مش مستاهلة ، انا هوديها للدكتور واول ما اتطمن هكلمكم كلكم اطمنكم
قالها وانطلق بسيارته على الفور بينما تبادل الاخرون السلام وانطلق كل منهم الى وجهتهم
………………..
تدخل نيرة الى شقتها وهى تشاهدها لاول مرة فقد خرجت من حفل الزفاف الى المطار فورا ، وكان ايمن يتجول معها بالشقة وهو ضاما اليها تحت جناحه كعادته منذ زواجهم
ايمن : ايه رأيك ياحبيبتى
نيرة : الشقة تجنن يا ايمن ، ماكنتش متخيلة انك هتقدر تعمل فيها كل الحاجات دى بالروعة دى
فكانت شقة فارهة من مستويين على النيل مباشرة تدخلها الشمس من كل الجهات ، وكان ايمن قد ازال معظم الحوائط ليستبدلها بالحوائط الزجاجية ليتمتعوا بمشاهدة النيل والحدائق المحيطة به
ليديرها ايمن ليحتضن وجهها قائلا بهمس : احلام مولاتى اوامر ويميل عليها مقبلا اياها بنهم وعندما تركها تقول نيرة : طب ياللا غير هدومك عشان تنام
ايمن : بس انا مش جايلى نوم
نيرة بدهشة : مش انت قلت عند خالو انك عاوز تنام
ايمن ضاحكا : دى كانت حجة عشان استفرد بيكى ياقلبى ، كنت عاوز اخدك فى حضنى ونقعد انا وانتى لوحدنا وبس ...زى ماكنا فى فيينا
نيرة بخجل : طب مانا على طول فى حضنك ياحبيبى حتى واحنا قاعدين وسطيهم صممت تاخدنى فى حضنك واحنا قاعدين وحتى كنت مكسوفة من بابا وماما وخالو ، وحتى احنا الوحيدين اللى كنا قاعدين كده
ايمن بحب : لان احنا الوحيدين اللى فيهم عشاق ، الباقيين دول حبايب وبس ، لسه ماوصلوش لدرجة عشقى ليكى عشان يعملوا زيى
نيرة : ربنا يخليك ليا ياحبيبى ويحفظك ليا دايما ، بس عاوزين نتطمن على نيللى
ايمن بتساؤل : تفتكرى اللى ف بالى حصل
نيرة : وايه اللى ف بالك
ايمن بمرح : يكون اخوكى عملها واثبت كفائته وولى العهد فى السكة
نيرة بفرحة : الله..بجد يا ايمن
ايمن : ماهى مفهومة اهيه ، بس انتو اللى ماركزتوش ، حاتم قال ان معدتها تعباها من امبارح ، وانا لاحظت انها كانت قاعدة قرفانة على الاكل بس كنت فاكرها تعبانة من السفر ، وبعدين يغمى عليها وتقول انها حاسة انها عاوزة ترجع ...يبقى ايه
نيرة ضاحكة : انت كنت شغال دكتور نساء قبل كده واللا ايه ، طب خلينا نكلم حاتم ونعرف منه بدل ما نسبق الاحداث
ليمسك ايمن بالهاتف ويهاتف حاتم ولكن لا يأتيه اى رد
………………….
بالمشفى يصطحب حاتم نيللى الى غرفة الكشف ويساعدها على الاستلقاء لتقوم الطبيبة الموجودة بالكشف عليها وعندما انتهت الطبيبة من الكشف قالت وهى تكتب شيئا ما وتناولهم اياه : احنا محتاجين نعمل التحليل ده
حاتم بقلق : ليه ، هى مالها
الطبيبة بابتسامة : بلاش نستعجل ، خلونا نعمل التحليل ونشوف ، دى حاجة ماتقلقش ، ده اختبار حمل لانى شكة ان المدام حامل
ليتبادل حاتم ونيللى النظرات فى ذهول ممتزج بالسعادة ، لتكمل الطبيبة : وباذن الله لو النتيجة طلعت ايجابية هتحتاج تعرضها على دكتور نساء عشان يتابعها من الاول ويقوللها على الإرشادات اللى محتاجالها
حاتم وهو يساعد نيللى على الاعتدال وهندمة ملابسها : حالا هنعمل التحليل ونتطمن ان شاء الله
الطبيبة : الف مبروك مقدما
ليذهبا الى معمل التحاليل الملحق بالمشفى ويتم اخذ عينة الدم من نيللى ويجلسان بانتظار النتيجة ، وبعد مايقرب من الساعة تأتيهم الممرضة لتسلمهم مظروفا ليفتحه حاتم متلهفا وعندما يجد ان النتيجة ايجابية يحتضن نيللى بسعادة قائلا : الف مبروووووك ياحبيبتى ، عقبال يارب ماتقومى بالف سلامة
نيللى : فرحان اوى كده بجد ياحاتم
حاتم: الا فرحان ، ماتتصوريش سعادتى اد ايه يا ام ولادى
نيللى بخجل : طب مش هنتصل بماما نطمنها
حاتم : ااه صحيح ، ده التليفون مابطلش رن ، بس انا مارضيتش ارد غير لما نعرف بالظبط الدنيا فيها ايه
نيللى : طب هنكلم مين الاول
حاتم بابتسامة : تعالى نعمللهم فيديو كول جماعى
نيللى : وكمان امانة ونوح ..وحشونى اوى
حاتم : لا كده يبقى المكالمة من على تليفونك اشيك ، عشان نوح مايتضايقش لو انا اللى كلمت امانة
لتقبله نيللى بوجنته قائلة : حبيبى اللى بيفهم فى الاصول
لتقوم نيللى بعمل مكالمة جماعية للجميع لتخبرهم بخبر حملها والذى اثار رد فعل غاية فى السعادة الممزوجة بالمرح من الجميع ،، لتعود نيللى وحاتم على منزل عامر حيث اصرت هدى على ان تظل نيللى بصحبتها حتى تقوم برعايتها الى ان تتم شهورها الاولى بسلام ليرضخ لها حاتم رغبة فى راحة نيللى والاطمئنان عليها
…………………
فى الموقع
فى شرفة غرفتى نوح وامانة
بعد انتهاء محادثة امانة مع نيللى وتهنئتها ، قامت باستقبال ثلاث مكالمات منفصلة من اخوتها حيث علموا باصابتها وارادوا الاطمئنان عليها واخبرها اسامة بأنه سوف يصل الى الموقع بصحبة خديجة بعد يومين فقط ، اما ايمن فاخبرها بانه سوف يذهب اليها مع نيرة فى اليوم التالى للاطمئنان عليها وقضاء اليوم بصحبتهما واخبرتها نيرة بانها سوف تاتى اليها بالمشويات التى تحبها لكى يتناولوا الطعام سويا
اما نيللى فقد حذرتها امانة من الحضور للموقع مرة اخرى ، حيث ان الحياة بالموقع لا تتناسب اطلاقا مع كونها حامل ، وانها تحتاج للراحة والتغذية السليمة ولمن يعتنى بها باستمرار
وبعد ان انتهت امانة من جميع مكالماتها كانت لا تزال تحتفظ بابتسامتها لتجد نوح ينظر اليها بابتسامة هو الاخر ويقول : مبروك لنيللى وحمدلله على سلامة الفرسان التلاتة
لتضحك امانة على تعبيره قائلة : الفرسان التلاتة مرة واحدة
نوح : طبعا اومال ايه ، مش خطفوا عرايسهم واتجوزوهم واتهنوا فى تبات ونبات وكمان ماشاء الله اهو ربنا هيرزقهم بالبنين والبنات
امانة ضاحكة : ربنا مايجعللناش جار وله عينين
نوح شاهقا بمزاح : انتى مفكرانى بحسدهم ، اوعى تفهمينى صح
امانة : لا ابدا خالص ، انت بتقر بس
نوح ضاحكا : يعنى بالذمة ينفع كده ، انا عاوز اتجوز
امانة بخجل: ربنا يقدم اللى فيه الخير
نوح : عاوزين ننزل القاهرة فى اقرب فرصة عشان نشوف الشقة وننقى العفش ، احمد وغادة قالولى ان الشقة فاضلة على الفرش
امانة : تعبوا معانا الصراحة
نوح : دول اصحاب عمرى ، ماليش اصحاب غيرهم ، حتى لما سافرت ماكانليش برضة اصحاب غيرهم
امانة : هم كمان بيحبوك اوى يانوح الصراحة
نوح بحب : وانا بحبك اوى ياقلب نوح
امانة بخجل : وبعدهالك بقى
نوح بتنهيدة عميقة: تعرفى ...ساعات بقعد افكر مع نفسى وافتكر سنين عمرى اللى فاتت ، واكتشفت انى كنت من اغبى خلق الله
امانة باستغراب : ليه بتقول كده
نوح : يعنى مثلا وانا فى دبى اول ماسافرت ، كنت ساعات ادخل المطبخ ادور على حاجة اكلها ومحتار مش عارف اعمل ايه وكنت على طول من غير ما اقصد الاقى نفسى على طول بفكر فيكى لو كنتى مكانى كنتى هتعملى ايه ، والاقى روحى رايح لكيس الرز والعدس الاصفر واروح عامل كشرى بعدس اصفر واقعد ااكل وانا مستمتع جدا
امانة باستغراب : بس انت ماكنتش بتحبه
نوح ،: ولو تركزى تلاقى ان عمرى ماحاولت ادوقه ، كنت على طول برفضه لمجرد انى اضايقك ، عشان كنت عارف انك بتحبيه اوى، وكنت اكله وانا بفتكر شكلك وانتى مستمتعة بيه وكنت احاول استحضر روحك قدامى وانا باكله وكنت بحس بسعادة ونشوة غريبة وانا بعمل كده وبرضة ماكنتش فاهم
ومرة كان نفسى اكل حاجة حلوة ولما افتكرتك تفتكرى عملت ايه
لتضحك أمانة قائلة : ماتقولش شعرية باللبن
نوح : فاكرة اما كنت اقعد ازعق معاكى عشان تسيبى المذاكرة وتقومى تعمليهالى ، وماما تقعد تقوللى طب هقوم انا اعملهالك ، وانا اصمم واقوللها لا ..وليه هى ماتعملهاليش
امانة بحب : الا فاكرة ، كنت بعملهالك بقلبى مش بايدى
نوح وهو يضمها الى صدره : دى بالذات انا متاكد منها ، الابتسامة ماكانتش بتفارق وشك طول مانتى بتعمليها ماكانتش الابتسامة بتغيب من عليه ، ودى حاجة تانية انا لسه بكتشفها دلوقتى حالا ، ان طول مانتى كنتى بتعمليلى الشعرية باللبن وانا كنت بصمم اقف جنبك ، كنت طول مانا واقف كنت ببقى مركز مع تعبيراتك وابتسامتك االى كانت مطبوعة جوة قلبى السنين دى كلها
امانة بمرح : يعنى كنت بتفتكرنى بس وانت جعان
نوح ضاحكا : لا مش للدرجة دى ، بس الصراحة اكتر وقت كنت بفتكرك فيه وكنت فعلا وقتها بتمنى وجودك معايا لما كنت ببقى فى رمضان : كنت بفتكر دعانا سوا وقت الفطار وازاى كنا بنتسابق فى ختم القرآن ولما كنا نعلق الزينة سوا ..فاكرة
امانة : الا فاكرة ، دى كانت اسعد ايام حياتى
نوح بحب : اوعدك ان الجى احلى ان شاء الله
امانة : ربنا يحفظك ليا دايما بخير
نوح : طب ياللا ادخلى نامى بقى ،الدنيا بردت اوى ، وماتنسيش بكرة جلسة العلاج الطبيعى بتاعك ، عاوزين نروح بدرى نعملها ونرجع على طول قبل ما ايمن ونيرة يوصلوا
امانة بامتعاض : طب مابلاش بكرة خلينى اريح مرة ، انا حتى الجلسة بتتعبنى اوى
نوح بحزم : مش هنفوت ولا ربع جلسة ، وخلاص هانت ياحبيبتى ده هم تلات جلسات اللى باقيين وان شاء الله تبقى زى الفل ….ونتجوز بق
الفصل الثالث والثلاثون والاخير
بعد اسبوعين من عودة اسامة وخديجة الى الموقع
كانت امانة قد انتهت من جلسات العلاج الطبيعى وعادت حركة ذراعها الى ماكانت عليه بشكل كبير
وكان حمل نيللى يسير بشكل طبيعى وسط رعاية ابويها وزوجها الذى كان يتعامل معها بكل حب وهوادة
اما ايمن ونيرة فكانا فى عالم اخر ، فقد فاجأ ايمن والده بأنه سينضم اليه فى العمل ، ولكنه فى البداية سيكون بشكل غير منتظم حتى يستطيع التوفيق بين عمله مع والده وبين عمله الخاص ، وكم كانت سعادة والده بهذه الخطوة التى اعتبرها بداية جديدة ستضيف لرصيد الجميع ، وكانت نيرة تتأكد يوم بعد الاخر انها احسنت الاختيار عندما طاوعت حدس قلبها وتزوجت ايمن ، فكان نعم الزوج والسند لها ، خاصة عندما اوفى بوعده واصطحبها لمزرعة نباتات الزينة الخاصة باصدقائه وعندما اعجبتها الاجواء ووجد حماسها الكبير للفكرة ، قام بتكليف صديقه بان يشترى لهم مزرعة صغيرة بالقرب لكى تتولى نيرة رعايتها
وكانت مشاكسات اسامة وخديجة لاتنتهى ، فلا يملون من مشاكساتهم التى كانت تزيد حبهما واقتراب كل منهما من الاخر
اما نوح فكان يسابق الزمن لكى ينتهى من تسليم الجزء المتفق عليه فى جدولهم الزمنى حتى يتمكن من اصطحاب امانة فى اجازة لاتمام زواجهم والذى من المنتظر ان تكون بعد اسبوع اخر .
فى مكتب الموقع
نوح : كده خلاص يا اسامة ، القسم الخارجى مافاضلش غير التشطيبات الداخلية ، وانت معاك التصميمات بتاعة نيللى ، انطلق بقى
اسامة : ماتقلقش ياعريس ، كله هيبقى تمام
نوح : لا ..اقلق ياحبيبى ، عاوز اخد الاجازة
اسامة بمرح : انا مش عارف مستعجل على ايه ، بكرة تقول ولا يوم من ايام العزوبية
كانت عبارته اثناء دخول خديجة لتسرع بلدغه من ذراعه ليصرخ متأوها ، لتقول خديجة بتنمر : سلامتك ياحبيبى ، ايه ايام العزوبية قرصتك واللا ايه
اسامة وهو يدعى البكاء : لا ياحبيبتى ، ده العودة الى الواقع
خديجة بغيظ : اهو كده ياحبيبى شاطر ، خليك فى الواقع كده على طول عشان جسمك مايزرقش
امانة شاهقة بضحك: لاهو انتى بتقرصى الواد كل مايحاول يفكفك عن روحه بكلمه
خديجة : لا ، ماهو مش كل الفكفكة يا امانة ، اسمعى منى واتعلمى
نوح بهمس مسموع لامانة بمرح : انا بقول نقطع علاقتنا بيهم
اسامة : الله ، طب وانا مالى يالمبى ، هو انا هتقرص واتقاطع كمان
نوح : انا بقول تركز فى شغلك ياحبيبى عشان نخلص
اسامة بامتعاض وهو يتجه للخارج : واحدة تحمل ..وواحد يتجوز وياخد فى ايده التانية وانا كل حاجة تبقى فوق دماغى
ليجذبه نوح مرة اخرى من الخلف وهو يقول بتوعد : ليلتك بالوان الطيف ، انت بتقر على جوازنا من قبل حتى ماناخد الاجازة ، طب مانا واختك ياواطى كنا شايلين الشغل وانتم كلكم فى الهانى موون ، اتكلمت انا ...اشتكيت ….قريت ، طب ع الاقل انت حاتم هيبقى مراعيك وهيجيلك ، خلى عندك رحمة
اسامة وهو يدعى البكاء ويجرى من امامه : انا هقول لهدى انك بتزعقلى ، وانى هخاف على امانة منك
خديجة لنوح وهى تخرج خلف زوجها : اخص عليك يانوح ، كده تخليه يعيط
ليضحك نوح وامانة بينما يقول نوح وهو يجذب امانة تحت جناحه : الا صحيح ممكن تخافى منى فى يوم من الايام
امانة بخجل : حد يخاف من روحه برضه
ليتنهد نوح بشدة ويقول : هو الاسبوع ده مش هيخلص بقى
………………………
ليمر اسبوع اخر دون جديد ليصطحب نوح امانة عائدين الى القاهرة ليبدأن فى التحضير لزفافهم
لتقيم امانة لدى والدتها بينما يصر نوح على ان يقيم بشقة امانة حتى يكون بجوار شقتهما اثناء فرشها حتى لا يضيع اى وقت
وكانت امانة تذهب اليه يوميا لوضع الرتوش الاخيرة بمساعدة احمد وغادة وايمن ونيرة
حتى انتهوا اخيرا من كل شئ ولم يتبقى غير الزفاف والتى اصرت هدى على ان يكون بفيللا عامر والتى اصرت امانة ان يكون الاحتفال منفصلا
فجعلوا الرجال بالحديقة والنساء بالداخل ، وكانت ليلة جميلة سعدت فيها امانة بحب كل من حولها
وبعد انتهاء الزفاف اصطحبها نوح بعدما اصر ايمن واسامة ان يقوم الجميع بعمل زفة اكثر من رائعة بالسيارات حتى صعدا الى شقتهما
وبعد ان دلفا الى الداخل سحبها نوح من يدها وهو يقول : تعالى اوريكى المفاجأة اللى عاملهالك
ليدلفا معا الى الداخل وهم متشابكى الايدى حتى وصلا الى غرفتهما لتجد على الفراش مظروفا من القطيفة الحمراء ليلتقطه نوح مقدما اياه لها قائلا وهو يقبل جبينها دون ان يرفع نقابها بعد : الف مبروك يا أمانة
امانة : ايه دى
نوح : افتحيه وشوفى اللى فيه ، دى هدية جوازنا ليكى
وعندما فتحت امانة المظروف وجدت تذكرتي طيران الى المملكة العربية السعودية لترفع رأسها اليه مستفسرة ليمد نوح يديه ليرفع عنها نقابها وينظر اليها بشوق وحنين قائلا : هنعمل عمرة مع بعض ان شاء الله بعد تلات ايام
امانة وعيونها تمتلئ بدموع الفرح : انت ماتعرفش اد ايه اتمنيتها
نوح : لا عارف
امانة : عارف ايه
نوح : عارف انك بتتمنيها من زمان
امانة : وعرفت منين
نوح : سمعتك مرة وانتى بتتفرجى مع ماما على مسلسل وكان العريس مقدم هدية لمراته
شقة تمليك بمناسبة جوازهم ولما ماما ضحكت وقالتلك عقبالك يا امانة لما اللى فى بالى يهاديكى يوم جوازكم بحاجة كبيرة كده ، فانتى قلتى لماما : والله يا ماما انا عندى الحج والعمرة ايهما متاح وايسر احسن مليون مرة من الحاجات دى
امانة بشرود : يااااه ، ده الكلام ده مر عليه سنين
نوح بحب : بس لسه فاكره وعمرى مانسيته
امانة : طب مش جعان
نوح بخبث : الا جعان ، بس عاوزين نصلى الاول ، ياللا غيرى هدومك واستعدى للصلاة ، وانا كمان هجهز للصلاة فى الاوضة التانية
وبعد ان اديا صلاتهما ردد نوح الدعاء النبوى الشريف وهو مغمض عينيه واضعا يمناه على راسها وما ان انتهى حتى اقترب من امانة ورفع وجهها اليه قائلا ببحة محببة : بحبك حب عمرى ما اتخيلت انى اشيله فى قلبى لمخلوق ليضمها الى صدره مقبلا اياها برقة بادءا معها عهدا جديدا بشكل جديد
……………………
بعد مرور خمسة اعوام
كان الجميع مجتمعا فى فيللا عامر بمناسبة العيد الكبير وكان هناك العديد من الاطفال باعمار متقاربة ومتفاوتة بين ضحك ولعب من بعضهم وبكاء وشكوى من البعض الاخر
هدى : يا ايمن ياحبيبى شوف ولادك بيتخانقوا ليه
ايمن وهو على نفس جلسته التى لم تتغير منذ سنوات محتضنا نيرة كعادته بيمناه وممسكا بكفها بيسراه يداعبها باصابعه ليقول بابتسامة : مش هيبطلوا خناق ياماما سيبك منهم هم شوية وهيسكتوا
نيللى : يارااايق ، ايه الدماغ دى
ايمن ببساطة : اصلها خناقة كل يوم ، بيتخانقوا على نوع الجنين اللى فى بطن نيرة ، نادر عاوز ولاد زيه وناريمان عاوزة بنات زيها
هدى : طب هو انتو ماقلتولهومش انهم توأم هما كمان زيهم
نيرة ضاحكة : مانتى اصلك مش فاهمة ياماما ، احنا لما قلنالهم انهم توائم زيهم كده بعد ماهديوا شوية ، على اساس نادر هيجيله ولد زيه وناريمان هيجيلها بنت زيها ،رجعوا تانى برضة يتخانقوا عشان نادر عاوز ولدين وناريمان عاوزة بنتين
اسامة باستنكار : انتو بقى بتسيبوهم لحد مايتعبوا ويسكتوا لوحدهم
حاتم ضاحكا : يابنى ده تلاقيهم بيتعمدوا يسيبوهم عشان يتعبوا ويناموا ويخلالهم الجو
خديجة : بصراحة الله اكبر عليهم ، اللى يشوفهم يقول فى شهر العسل
اسامة وهو يدعى الغضب من ايمن : عاجبك كده يازفت ، اديك جبتلنا الكلام
نوح ضاحكا : ده قصر ديل يا اسامة
اسامة : طبعا يا روميو انت التانى ، مستفرد انت بالموزة ومسوى الهوايل
امانة وهى تأتى من الداخل وهى تحمل طفلة بعمر العامين : هو انت مافيش فايدة فيك ، ماتروح تشوف ابنك اللى كل شوية الاقيه مستفرد ببنتى وعمال يحكيلها حواديت بالصينى ده ...والبنت ياقلب امها بتبقى قاعدة سامعاله واكنها فهماه ، بحسها بتاخده على قد عقله
اسامة بمرح : ابنى مين فيهم
نوح : انهى فيهم اللى بيتكلم صينى يا اذكى اخواتك
اسامة : احياة عيالك ياشيخ ماتفكرنى ، ان كان على واللا يزيد الاتنين تلات اربع الحروف عندهم واقعة مابفهمش منهم كلمتين على بعض ، تحسهم بيتكلموا صينى بجد ، واقعد انده على خديجة عشان تترجملى بيقولوا ايه
امانة ضاحكة : لا وكله كوم واما يزيد يتنرفز كوم ، احنا اى نعم واهمين نفسنا ان كلامهم اللى مش مفهوم ده صينى والعيال هيطلعوا بيتكلموا لغات حية وميتة ، لكن يزيد لما بيشتم شتيمته بترشق
اسامة شاهقا : هو شتم مين الكلب ده
امانة ضاحكة : شتمنى عشان اخدت امنية اغيرلها
خديجة : قاللك ايه
امانة : قاللى يا أبيية
اسامة بعدم فهم : ايه أبيية دى
امانة ضاحكة : يعنى غبية بس ممطوطة
خديجة بامتعاض : شفت ولادك اهم لما قلدوك قلدوا شتيمتك ، عشان انت رايح جاى طول اليوم بتقوللى ياغبية
عامر : لا يا اسامة ، الولاد فى السن ده بيلقطوا بسهولة جدا
خديجة : قوله يا بابا
هدى : وبعدين عيب لما تقول كده لمراتك
اسامة باعتراض : والله بهزر معاها واسألوها
عامر : وهو انت لازم تهزر بطولة لسان ، يا اخى حسن ملافظك
نوح بدعابة : يا اخى اتعلم من اخوك الصغير ، قالها وهو يشير لايمن
ليضحك ايمن وهو يقول لنيرة : وبعدهالكم بقى ، ابقى فكرينى ياحبيبتى نشوف حد يرقينا احسن القر شغال على ودنه
حاتم : وتدور ليه ياحبيبى خلى خالو يرقيك
ايمن : وانت مش عاوز تضيف اى ملحوظة بالمرة
نيللى : مالكش دعوة بجوزى
اسامة : ااه طبعا طالما نيملك اخر العنقود ، حقك تدافعى عنه
نيللى : اسكت الله يكرمك ، ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها ، احسن محمد ومحمود كوم وفاطمة دى كوم تانى خالص ، انا ماتعبتش كده مع اخواتها ابدا ، وبصراحة مابتنامش كويس غير فى حضن ابوها
امانة : زى امنية مابتنمش غير فى حضن نوح
نوح : طب ماتخلينى ساكت ، ما عمر باشا مابينامش غير فى حضنك لحد النهاردة رغم انه خلاص اهو المفروض قرب يدخل المدرسة
عامر ضاحكا : هى الطبيعة كده يا اولاد البنات حبايب ابوهم والولاد حبايب امهم ولما بيكبروا بتتظبط
هدى : ربنا يسعدكم يا اولاد وولادكم يتربوا فى عزكم ودايما ماليين علينا البيت ومونسنا
ليميل نوح على امانة قائلا : بقولك ايه
امانة : ها
نوح : ماتيجى نسيب الولاد مع اللمة الحلوة دى ونكت انا وانتى
امانة بذهول : على فين
نوح : ايه رايك ، تعالى نروح الفيوم يومين
امانة شاهقة : اسيب الولاد يومين بحالهم
نوح : تعالى بس ومش هتندمى
امامة وقد بدأت الفكرة تروق لها : طب هقول لماما
نوح : وانا هسبقك ع العربية
…………………
فى شقة نوح وامانة وبغرفة نومهما وامانة ترقد بسعادة باحضان نوح وتقول ضاحكة : بقى هى دى الفيوم اللى قلتلى عليها
نوح : انتى كنتى واحشانى اوى ، ولو قلتلك نسيبهم ونروح كنتى هتنكسفى تقولى كده لمامتك
امانة : ده على اساس انى ما اخدتش تريقة للركب
نوح ضاحكا : اللى يغير مننا يعمل زينا ، وبعدين بصراحة واحنا عند مامتك بتوحشينى
امانة بابتسامة : ازاى بقى
نوح : كفاية ان عيونك الحلوين دول بيبقوا بعاد عنى ومستخببين منى
لتندس امانة باحضانة وهى تستنشق رائحته بقوة قائلة : هتصدقنى لو قلتلك ان انت كمان بتوحشنى ، بس على طول ، مش عند ماما بس
نوح : كل يوم بيعدى علينا وانتى قدامى وفى حضنى بشكر ربنا على انك معايا
امانة : انا حلمت بنعمة امبارح
نوح بابتسامة : اللهم اجعله خير
امانة وهى تقبل نوح من وجنته : سألتنى وقالتلى نوح عرف يصون الامانة
نوح : ورديتى عليها
امنة وهى تومئ برأسها : قلتلها صانها ووفى
نوح : وانتى شايفة انى صنتها
امانة : انت صنت الامانة وقلبها وروحها كمان
نوح : كانت دايما تقوللى امانة ابوك وعمك ، ماكانتش تعرف انك امانتى انا وبس ...امانة نوح
النهاية