رواية نوح والأمانة الفصل الثامن و التاسع



 

 

رواية نوح والأمانة


الفصل الثامن

بقلم ميمي عوالي 


نيللى بانزعاج : ولا إن ولا كان ، ولا فى موضوع من أصله


لتقترب أمانة منها وتقول : أخص عليكى ، بقى هو ده اللي المفروض يبقى بينا ، هتخبى عليا 


نيللى بتوتر : اخبى ايه بس يا أمانة 


أمانة : مش عارفة يانيللى ، بس حاسة انك مخبية حاجة كبيرة اوى جواكى والمفروض ان بما انى اختك حبيبتك ، تحكيهالى


لتبتسم نيللى وتقول : طب خلصى شغلك عشان ماتتعطليش، واوعدك انى هحكيلك بس سيبينى دلوقتى


لتضم أمانة اختها بحب قائلة : ماشى اتفقنا


………………


عند عودة أمانة من العمل بصحبة اخواتها  تجد نوح يجلس مع عامر ، فى حين تنشغل هدى ونعمة بتحضير الطعام


أمانة : السلام عليكم


ليردوا عليها السلام ، وينهض عامر مقبلا إياها برأسها ، ويتبادل الجميع السلام ، ليقول نوح : انا قدمت لك يا نيللى الاوراق والانترفيو معاده هيتحدد بعد العيد أن شاء الله


نيللى : تعبتك يا باشمهندس ، انا متشكرة جدا


نوح : تعبك راحة ياستى ، وبعدين اخوات أمانة يبقوا اخواتى واخدمهم بعينى 


أمانة وهى تتجه لغرفتها : شكرا يابن عمى


لينهض نوح خلفها وهو يقول : أمانة ….كنت عاوز اتكلم معاكى 


لتلتفت أمانة قائلة : خير


نوح : ممكن النهاردة بعد الرؤية نقعد مع بعض شوية ….فى كلام مهم محتاج اتكلم معاكى فيه


لتنظر له أمانة باستغراب ثم تومئ برأسها متمتمة بالمشيئة وتتجه إلى غرفتها لتبديل ثيابها والتحضر لصلاة العصر وهى تفكر عن ماهية مايريد نوح التحدث معها بشأنه ، فتلك المرة الأولى التى يتحدث معها بهذه الطريقة المهذبة الهادئة التى تخلو من السخرية والتنمر، لتتنهد أمانة وتردد بداخلها ….اجعله خير يارب


وبعد تناولهم الإفطار ينتظر الجميع الرؤية أمام التلفاز ليعلموا أن اليوم التالى هو اول ايام العيد وان الشهر الكريم قد انقضت أيامه ، ليبتهج الجميع وسط التهنئات والقبلات ليقول عامر : مش ياللا بقى يا اولاد واللا ايه


أمانة : ياللا ايه يابابا ، خليكم سهرانين معايا ، ده انا مابانامش ليلة العيد دى غير الصبح


عامر : وعشان كده بقوللكم ياللا ….آن الاوان يا أمانة ترجعى معانا بيتك يابنتى


أمانة باستغراب : ما انا فى بيتى يابابا


عامر : كلنا كنا حواليكى وقعدنا معاكى اليومين دول عشان تفهمى اننا مش فى نيتنا ابدا نشقلبلك حياتك ، بس مش معقول كلنا هننقل حياتنا هنا ، انتى خفيفة وسهل انك تتنقلى معانا بدل ماحنا بناكل مع بعض وبعد كده كل واحد بيروح على مكان ، والبيت هناك من غير مامتك مالوش لا طعم ولا لون يابنتى ، وانا كبرت ومابقيتش استغنى عنها


لتنكس أمانة رأسها فى صمت وهى لاتعلم ماذا تفعل ، لتجد نعمة تربت على كتفها قائلة بابتسامة : روحى معاهم يا أمانة 


أمانة بأسى : واسيبك لوحدك


نعمة : انا مش لوحدى يابنتى ، نوح اهو رجع وهياخد بحسى ، ومن حق مامتك وأخواتك أنهم يحسوا بوجودك معاهم 


أمانة : أيوة بس انا ….


لتتدخل سهر فى الحوار قائلة : روحى معاهم واحنا اكيد طبعا هنزورك هناك مش هنسيبك


ويحاول الجميع أن يقنعها بالذهاب ، كل من جهه ، الا نوح ، فقد ظل صامتا يراقب منتظرا ما سيأوول إليه الوضع 


هدى : بصى ياحبيبتى ...انا عمرى ماهجبرك على وضع انتى مش حاباه ولا عاوزاه ، تعالى معانا ووقت ماتحسى انك مش مبسوطة هسيبك ترجعى تقعدى هنا تانى ، ولو حبيبتى انك من وقت للتانى تيجى تقعدى مع نعمة ابقى تعالى وقت ماتحبى ، عمرى ماهمنعك ، نعمة ليها حق فيكى زيى بالظبط أن ماكانش اكتر كمان


لتركن أمانة على كتف نعمة بحب وهى تتنهد وتقول : مش هعرف اعيش من غيرها 


نعمة بمرح : وهو انا هحط كلب على باب العمارة يمنعك انك تجيلى تانى ، مانتى وقت ماتحبى هتيجى


أمانة باحتجاج : هو انتى ماصدقتى تخلصى منى يانعمة، وكمان مبسوطة وبتهزرى


نعمة بحب : مش هرد عليكى بجد عشان مانقلبهاش نكد، مانتيش محتاجة حد يعرفك غلاوتك عندى


أمانة وقد بدأ صوتها يتهدج ويرتعش من البكاء وهى ترجو امها : فيها ايه لو سيبتينى هنا وانتم كلكم تروحوا وتيجوا عليا ، انا مش هقدر اسيب هنا


ليتحدث نوح للمرة الأولى قائلا : بعد اذنكم ياجماعة ، لو تسمحولى اقول رأيى


لينظر له الجميع وعلى رأسهم أمانة التى ظنت أنه سيجعلهم يأخذونها غصبا عن أنفها 


عامر : اتفضل يابنى ، ده انت زى اخوها بالظبط ومتربيين سوا


نوح بروية وهو ينظر اتجاه أمانة التى نكست رأسها فى استسلام : انا شايف أن أمانة من حقها أنها تاخد وقتها عشان تقرر ، عشان كمان مايأثرش على نفسيتها خصوصا أن الموضوع كان مفاجأة للكل وخصوصا ليها ، فممكن تقضى معاكم يوم او اتنين فى العيد أكنها فى رحلة مثلا وترجع معانا تانى وانتم زى ماهى قالت هتبقوا دايما معاها لغاية ماهى تعرف تاخد قرار


لترفع أمانة رأسها بذهول وهى لا تصدق أن نوح هو من قال هذا الكلام وانه يؤيدها ، بل وأكثر ما اذهلها أنه لم يؤيد نفيها من بينهم كما كانت تظن وانتبهت على نوح وهو يوجه حديثه إليها قائلا : ايه رأيك يا أمانة


أمانة : صح يا ابن عمى


أسامة : انا اللى يهمنى انك تبقى معايا فى المشوار بتاعى 


أمانة وقد تذكرت امر خديجة : طبعا ياحبيبى معاك


أسامة : وانا ممكن ابقى راشق هنا على طول معاكى


عامر بمرح : الواد ده بتاع مصلحته يا أمانة ده عاوز يفضل هنا عشان بلكونتك هواها على مزاجه


لتضحك أمانة قائلة وهى ترفع اصابعها بإشارة توحى ببواطن الأمور  : الحقيقة يابابا هوا بلكونتى هتشفى روحه تماااام


لينهض ايمن قائلا : طب مبدأيا اتفقنا انك هتبقى معانا اول وتانى يوم العيد ، يبقى ياللا بينا ، انا الشلة كلها هتعدى عليا عند البيت عشان هنسهر سوا لحد صلاة العيد


أسامة : وانا كمان خارج مع حاتم 


نيللى : انا كمان عندى كذا حاجة عاوزة اعملها قبل الصلاة


أمانة : طب ايه رايكم ،اتوكلوا كلكم على الله وانا بكرة الصبح أن شاء الله…..


نوح : انا هجيبهالكم


لتلتفت أمانة بذهول للمرة الثانية ولكنها قبل أن تعلق بأى شئ قالت هدى : انتم كلكم هتيجوا ، احنا بكرة هنتغدى كلنا ونقضى اليوم مع بعض عشان على الأقل تعرفوا المكان


أسامة : خلاص انا هجيلكم الصبح ونمشى مع بعض


أمانة : خلاص اتفقنا


لتقوم أمانة بتوديع الجميع بالقبلات والإحضان وبعد انصرافهم  ، تستأذنهم نعمة للذهاب لأخذ قسط من الراحة فقد انهكها التعب خلال اليومين ،وتسرع سهر قائلة : أنا عندى مشوار محتاجة اعمله دلوقتى


نوح : مشوار ايه دلوقتى 


سهر : الشوارع مليانة ناس والكل بيحتفل بليلة العيد وهتفضل كده للصبح


نوح : ااه برضة مشوار ايه


سهر : واحدة صاحبتى من زمان عاوزة ازورها واعيد عليها


نوح باستغراب : دلوقتى …. خليها بكرة أو بعده


سهر : لا ..احنا بكرة طول اليوم عند عامر بيه ، وبعده مشغولين بخطوبة أسامة


نوح بدهشة : خطوبة ايه ، ده لسه هايتقدم ...ها …. ، يعنى هو و باباه ومامته وأخواته ، احنا بقى مالنا


سهر : ازاى بقى ، احنا كلنا عيلة واحدة ، ثم تلتفت لأمانة قائلة : واللا ايه يا أمانة


لتقول أمانة باحراج : ااه...ااه طبعا ، بس الكبار هم اللى يقولوا ايه اللى هيتم، انا ماافهمش فى المسائل دى ، عن اذنكم انا هروح اصلى العشاء


نوح : استنى يا أمانة ...اناعاوز اتكلم معاكى شوية


سهر بسرعة : خلاص ياحبيبى انا هنزل انا عشان ما اتاخرش ، وتذهب من أمامه مسرعة قبل أن يلتفت إليها


أمانة : خير يابن عمى ، ايه الموضوع اللى عاوزنى فيه


نوح : الحقيقة ، هم اكتر من موضوع ، ممكن تقعدى


لتجلس أمانة وهى تقول : اتفضل يابن عمى سمعاك


نوح : هو ده اول موضوع عاوز اتكلم معاكى فيه ، وعاوز اعرف السبب


أمانة : مش فاهمة


نوح : ايه حكاية انك كل ماتتكلمى معايا ما بتقوليليش غير يابن عمى دى


أمانة بذهول وتهكم فى آن واحد: انت لسه واخد بالك


نوح : واخد بالى من ايه ، انتى هتجنينينى 


أمانة : انت عارف انا بندهلك بالكلمة دى من امتى


نوح : بقالك فترة


أمانة : ااه .. يعنى الفترة دى قد ايه


ليشرد نوح محاولا تذكر اخر مرة سمع فيها اسمه من بين شفتيها ، ولكنه يعجز عن التذكر ليقول : عشان ابقى صادق معاكى ...مش فاكر


أمانة : انا فاكرة


نوح : وايه بقى اللى انتى فاكراه  ده


فاكرة من ٨ سنين لما جيت مبسوط انك هتسافر تشتغل فى دبى ، يومها قلتلك ابقى دايما طمن ماما عليك يانوح ، احسن ماما بقت تقلق عليك اوى


يومها قلتلى ماما مين ، انا مش قلتلك الف مرة ماتندهلهاش بالكلمة دى ، وقلتلك أنها مراة عمك وبس ماهياش امك 


ولما قلتلك انت ليه بتعمل معايا كده يانوح ، ده انا حتى زى اختك الصغيرة ، يومها اتجننت عليا وزعقتلى وقولتلى انتى لا كنتى ولا عمرك هتكونى اختى ، انتى بنت عمى وبس وانا ابن عمك وبس، ومش عاوز أسمى ده ييجى على لسانك تانى


من يومها وانا لما بضطر اتكلم معاك بقوللك يابن عمى 


نوح بخجل : صدقينى انا مش فاكر خالص الكلام ده ….بس انا عارف طبعا انك صادقة وعشان كده ياستى انا عاوز اعتذرلك عن كل مرة ضايقتك فيها أو زعلتك ، انا عارف انى كنت سخيف معاكى فى اوقات كتير ، بس سامحينى واوعدك انها مش هننكرر تانى


أمانة بدهشة : ليه


نوح : هو ايه اللى ليه


أمانة : ليه دلوقتى ، ليه بعد ما ماما رجعت ، ليه بعد ماعرفت انى مش لوحدى


نوح : وانتى عمرك ماكنتى لوحدك يا أمانة 


أمانة : الحقيقة يا بن عمى انى طول عمرى منبوذة لوحدى


نوح : عمرك ماكنتى منبوذة ، يمكن عمرى مااعتقدت انى اصارحك بده ، لكن ادينى بقولهالك يا أمانة ..انا طول عمرى كنت بغير منك


أمانة بدهشة شديدة : بتغير منى انا ...طب ازاى ، وليه وعشان ايه بالظبط


نوح بخجل : كنت بغير من انشغالهم وحبهم ليكى ، ماكنتش فاهم ، وللاسف مااهتمتش انى افهم ولما اخيرا فهمت ، كان الوقت سرقنى بزيادة


أمانة بفضول : وياترى فهمت ايه وازاى


نوح : فهمت سبب حبهم واهتمامهم بيكى ، فهمت أن ماكانش ينفع يعملوا غير كده ، أما بقى ازاى دى فأعتقد أنك تسمعيها من ماما افضل


أما حتة ظهور مامتك وأخواتك دى ، فأحب اقوللك أن مالهومش اى علاقة بتغيير موقفى ، انا كل الحكاية أن ماما ماحكتليش حاجة غير ليلة ما سهر زعلتك ، ولما كنت جاى اعتذرلك لقيت مامتك واسامة موجودين عندك


أمانة بتنهيدة : عموما حصل خير ، بس ايه الموضوع التانى اللى كنت عاوز تكلمنى فيه


نوح : الحقيقة جايبلك هدية وخايف لترفضيها


أمانة بتعجب : هدية ...ليا انا 


نوح بابتسامة: أيوة ...ها ...اجيبها


أمانة بخجل : ماشى


ليتركها نوح ويذهب إلى شقة نعمة ويعود وهو يحمل بيده علبتين كبيرتين ويضعهم على مائدة الطعام لتذهب أمانة وتفتحهم لتتفاجئ بأنه احضر لها كمية ضخمة من كعك وحلوى العيد 


أمانة ضاحكة : ايه ده كله


نوح : بدل اللى وقعتهملك على الأرض


أمانة : بس اكيد مش هاكل كل ده ، وكمان ادينى رايحة لماما 


نوح : خلاص ...خوديهم معاكى


أمانة : تصدق فكرة ...ماشى ، ثم رفعت رأسها إليه بابتسامة حجبها النقاب وقالت : شكرا ، كل سنة وانت طيب


نوح : وانتى طيبة 

9

نوح والأمانة

الفصل التاسع

فى وقت صلاة العيد تسمع أمانة دقات على بابها لتذهب لتفتح الباب لتجد نوح يقف مرتديا جلبابا باللون الابيض خطف قلبها قبل بصرها عندما قال لها بابتسامة عذبة : صباح الخير ، كل سنة وانتى طيبة 

أمانة : وانت طيب وبخير وسعادة يارب

نوح : مش هتنزلى تصلى

أمانة : هنزل طبعا ، بس كنت بفكر اروح اصلى فى السيدة نفيسة

نوح وقد ظهر على وجهه استحسان الفكرة : طب والله فكرة ، انا من زمان كان نفسى اصلى هناك ، خلاص نروح سوا

أمانة : هى مراة عمى مش جاية واللا ايه

لتسمع صوت نعمة وهى تغلق باب شقتها وتقول : انا جيت اهوه ياقلب مراة عمك ، ثم تأخذها باحضانها قائلة : كل سنة وانتى طيبة ياحبيبتى

أمانة بفضول : اومال سهر فين

نعمة بفتور : فى الكوافير بتعمل شعرها 

أمانة وهى تنظر لنوح : انت بتعرف تسوق .. مش كده  ؟ 

نوح : ااه، ليه

لتمد يدها بمفتاح سيارتها إليه قائلة : سوق انت بينا على هناك

نعمة : هناك فين ...ما المسجد اهوه على اول الشارع

أمانة : هنصلى فى ساحة السيدة نفيسة

نعمة : ماشى ، ياللا عشان مانتأخرش

……………………..

بعد انتهاء خطبة صلاة العيد تجتمع أمانة ونعمة مرة أخرى  مع نوح لياخذهم بالسيارة فى جولة سريعة وهم يشاهدون مظاهر احتفالات الاطفال والشباب لتطلب منه أمانة التوقف أمام أحد محلات الهدايا التى وجدتها فاتحة أبوابها ، وهبطت من السيارة ودلفت إلى المحل لتعود إليهم بعد مالا يقل عن نصف ساعة وهى تحمل بيدها العديد من الحقائب لتقول لها نعمة ضاحكة : ربنا مايقطعلك عادة ياحبيبتى ابدا ، بس حبايبك السنة دى كتروا يا أمانة 

أمانة : ربنا يكتر حبايبنا دايما يامراة عمى

نعمة : بس مش انتى اشتريتي اصلا الأسبوع اللى فات

أمانة ضاحكة : مانتى لسه اهوه بتقوليلى الاعداد زادت

ليسألها نوح بفضول : هو ايه ده ، انا مش فاهم حاجة

نعمة : اصل أمانة متعودة أنها تجيب هدايا فى العيد لناس معينة 

نوح : ناس مين يعنى

نعمة بابتسامة : دلوقتى تعرف

وما أن وصلوا إلى المبنى الذى يقطنون به حتى قام نوح بصف السيارة وطلب من أمانة ترك الحقائب التى جلبتها ليحملها لها فوافقته على الفور ولكنها طلبت منه فتح حقيبة السيارة ، وما أن فتحها لها إلا وأخرجت منها بعض الحقائب وحملتها متجهه إلى داخل العقار ثم قامت بالنداء على حارس العقار وقامت لتهنئته وأسرته بالعيد وأعطته كل ماكانت تحمل بيدها من حقائب ثم اتجهت للأعلى مع نوح ونعمة 

وما أن دلفوا إلى داخل شقة نعمة حتى وجدوا سهر أمامهم وهى ترتدى رداء غير منزلى لا يتناسب مع كونها محجبة وشعرها عارى وتضع الكثير من مساحيق الزينة وهى تبتسم لهم قائلة : اتاخرتوا كده ليه ، ده الجماعة زمانهم مستنيينا

نوح باستغراب : جماعة مين

سهر : عامر بيه ومامة أمانة

نعمة : وانتى طيبة يابنتى

سهر وهى تقبل نعمة بتملق: كل سنة وانتى طيبة ياماما ، ثم تفعل المثل مع أمانة ،والمثل أيضا مع نوح مع مزيد من الدلال والغنج

سهر : مش ياللا بقى تغيروا هدومكم وتجهزوا واللا ايه

نعمة : لسه بدرى يابنتى ، نفطر الاول 

أمانة : انا هروح اجيب الكحك والبسكوت

نعمة بأسف : حقك عليا يا أمانة ، سامحينى انى ماعملتلكيش كحك بدل اللى وقع

أمانة : ولا يهمك ، وان شاء الله اللى نوح جابه هيبقى زى الفل ، هروح اجيبه

نعمة وهى تنظر لنوح لاستفسار : وهو انت جبت امتى كحك وبسكوت

نوح : امبارح ، ووديته لأمانة عشان عارف ان هى اللى بتحبه

سهر ببعض الغيظ : المفروض كنت تجيبه على هنا وماما تديها منه مش العكس

نوح : كنت بحاول اعتذرلها عن اللى وقعتهولها فى الارض

لتعود أمانة وبيدها علبة مليئة بحلوى العيد وجلس الجميع ليتناول منه وسط ضحكاتهم وعندما هاتف أسامة شقيقته يخبرها بأنه فى الطريق اتجه كل منهم بالاستعداد ماعدا سمر ليستدعيها نوح فى غرفتهم قائلا : مش هتلبسى

سهر باستغراب : ما انا لابسة اهوه

نوح : لابسة ايه ، انتى هتخرجى كده

سهر : ااه مالى كده ...وحشة

نوح : وحشة ايه وحلوة ايه ، الفستان قصير وفتحته من ورا مبينة رجلك كلها وشعرك العريان ده ، فى ايه ياسهر مالك

سهر : احنا فى عيد يا نوح ، مافيهاش حاجة انى انبسط شوية

نوح بدهشة : تنبسطى شوية ...وانبساطك ده بانك تقلعى الحجاب وتمشى عريانة

سهر بغضب : فين اللى عريانة دى ، هو اى كلام وخلاص

نوح : اى كلام وخلاص ! اسمعى ياسهر ، احنا فى عيد زى مابتقولى ، فبلاش نبتديها بنكد ، خروج معايا بالشكل ده مش هيحصل ..انتى فاهمة

سهر بامتعاض : ده انا صارفة على الفستان والكوافير خمس تلاف جنية

نوح : لجوزك ، مش للى يتفرج ياهانم ، وانا قلت اللى عندى ، قدامنا نص ساعة على أسامة ماييجى ، لو ماغيرتيش الزفت ده ولبستى حجابك اللى اصلا بحاول ابلعه بالعافية وبقول لروحى انك من نفسك شوية شوية هتعرفى الصح من الغلط ، تعملى حسابك أننا كلنا هنخرج وهنسيبك هنا ومافيش خروج من البيت

ليتركها نوح ويبدأ فى تغيير ثيابه حتى انتهى سريعا وخرج من الغرفة تاركا لها اتخاذ القرار

بعد ما يقرب من العشر دقائق وجد أمانة تدق الباب ومعها أسامة 

أسامة : كل سنة وانتم طيبين

ليحتضنة نوح بود حقيقى قائلا : وانت طيب ياحبيبى وان شاء الله السنة الجاية تبقى فى بيتك 

أسامة بمرح : سنة جاية مين ياعم ، العيد الجاى أن شاء الله

نعمة ضاحكة : العيد الجاى ياعم ولا تزعل نفسك ، كل كحك بقى

أسامة : لا والنبى ياطنط ، انا الكحك باكل منه بالليل ، تكون معدنى اخدت على الاكل شوية ، وياللا بينا بقى واللا ايه

لينهض نوح متجها إلى غرفته وهو يقول : ادينى خمس دقايق

ليدخل نوح إلى حجرته ليجد سهر قد بدلت ثيابها برداء آخر أكثر طولا ولكنه كعادة نوعية ثيابها….للمحجبات اسما وليس فعلا فهى ضيقة للغاية تكاد تكون طبقة جلد خارجية وغطاء الرأس لا يخفى أكثر من نصف شعرها ولكن نوح عندما رآها رغم امتعاضه من شكلها إلا أنه قال بابتسامة : رغم أن مش ده اللى عاوزه.. بس ماشى ، ياللا بينا ..أسامة قاعد برة

لتنهض سهر وتتجه إلى الخارج بسرعة وهى تقول بترحاب شديد : اهلا يا اسامة ..كل سنة وانت طيب 

وكادت أن تقبله من وجنته إلا أن أسامة مد يده على اخر طولها ليبادلها السلام مما أحرجها ومنعها من تقبيله وهو محرج من فعلتها التى أثارت حفيظة نعمة وأمانة ، ولكن نوح قد تجمد فى وقفته وهو يراقب ماحدث ورغم أنه شكر لاسامه فى نفسه صده لها ، إلا أنه استشاط غيظا من فعلتها واضطر أن يتصنع عدم ملاحظته لفعلتها وأنه كان مشغولا بهاتفه ليقول وهو يسير ناظرا إلى هاتفه: ها ياجماعة الساعة داخلة على عشرة تحبوا تمشوا دلوقتى واللا نقعد شوية

نعمة : ياللا بينا يابنى عشان مانتأخرش فى الرجوع ، احسن انا عارفة أن على العصر بالكتير الكل هيبقى عاوز ينام

لتعطى أمانة مفتاح سيارتها مرة أخرى لنوح قائلة : خليها معاك على ما ارجع ، مش هحتاجها قبل نهاية العيد

نوح : طب وهترجعى ازاى

أمانة ضاحكة وهى تنظر لأسامة : هرجع مع العريس

أسامة بمرح : مش بالذمة عيب ابقى هنا وما اروحش حتى أقوللها كل سنة وانتى طيبة

أمانة وهى تدفعه أمامها للخارج : انا قلتلها مكانك ياسيدى ولا تزعل ، ياللا بقى

…………………..

فى فيللا عامر

دلف أسامة بسيارته ومن وراءه نوح بسيارة أمانة من سياج عالى يبدو عليه الرقى والثراء ومنه إلى ممر ليس بالكبير ولكنه أيضا ليس صغيرا وكان الممر محاط بنخيل الزينة الذى يحاوطه زهور الزنبق والقرنفل الذى فاحت رائحته فى الهواء لينتهى الممر بسقيفة يبدوا أنها كمرآب للسيارات وما أن ترجلوا من السيارات حتى اصطحبهم أسامة إلى بوابة هوائية قصيرة محاطة بشجرتين للياسمين والتى تعشق أمانة رائحته لتمتد يدها تلقائيا الى عدة أفرع وتضمهم إلى صدرها وهى تستنشقهم بقوة وتقول بمرح: انتو ممكن تسيبونى هنا وتتوكلوا انتو على الله 

أسامة : خدى بالك ...شجرتين الياسمين دول بتوع ماما ، هى اللى زرعاهم

نعمة : ماهى أمانة طالعة لها بتعشق الياسمين برضة زيها

أسامة : طب ياللا ..اتفضلوا

وعندما دلف الجميع وجدوا الفيلا من الداخل تتسم أيضا بالرقى والذوق الرفيع ، وجدوا هدى تستقبلهم بفرحة عارمة وبصحبتها عامر ونيللى وهما لا يقلان سعادة عن هدى ،وبعد السلام والتهانى ، تدعوهم هدى للجلوس بحديقة المنزل الخلفية لاحتساء  المشروبات ، وعند اتجاه الجميع إلى هناك يجدوا ايمن يجلس أمام حاتم وهما يلعبان الشطرنج وسط تذمر ايمن مرة بعد أخرى وضحكات حاتم الساخرة 

وعند وصول الجميع إليهما قاما لاستقبالهم وتحيتهم وتبادل التهنئة بالعيد وذهب ايمن ليحتضن أمانة قائلا بمرح : جيتى فى وقتك ، لو كنتى اتأخرتى دقيقتين كمان ، كان زمان الوزير بتاعى اتسحل

ليضحك الجميع بينما قال حاتم : كده كده الدور محسوب عليك

ايمن ضاحكا : لا ياعم ... طالما مااندفنش يبقى مافيش فاتحة

عامر بامتعاض : دفنة ايه وفاتحة ايه ... يابنى اعقل بقى

ايمن : الله ، عمركم قريتوا الفاتحة على حد مات من غير مايكون اندفن ، ثم أخرج من جيب بنطاله نوع من الحلوى الخاص بالاطفال وقام بوضعها بفمه 

حاتم : بذمتك فى حد فى سنك ده ياكل مصاصة

ايمن بسماحة : مش انا عملت كده ...يبقى فى 

حاتم : طب مش ترش علينا ، واللا احنا هنتفرج وانت تمصمص لوحدك

ايمن وهو يخرج حقيبة بلاستيكية من جواره : ياللا مش خسارة فيكم

ليقوم أسامة باختطاف الحقيبة من ايمن وإخراج الحلوى منها وتوزيعها على الجميع وهو يقول دى عيدية ايمن بتاعة كل سنة ياجماعة اتفضلوا ماتتكسفوش

أمانة بشهقة عالية : نسيت الشنط فى عربيتك يا اسامة ..انا عاوزاها لو سمحت 

أسامة : مش هتطلعيها أوضتك

أمانة : الهاندباج بس اللى هتطلع اوضتى لكن باقى الشنط عاوزاهم بعد اذنك 

أسامة : خلاص هجيبهملك حاضر دقيقة واحدة

ليذهب أسامة ويحضر جميع حقائب الهدايا ويعطيها لأمانة التى بدأت فى توزيع الهدايا على الجميع الا حاتم والذى قالت له ببعض الخجل : انا ماكنتش اعرف انى هشوف حضرتك هنا ، بس هديتك أن شاء الله اول يوم شغل بعد العيد كالعادة

حاتم بابتسامة : اعتبريها وصلت ، وكل سنة وانتى طيبة ، والمفروض ده واجب عليا

توجه الجميع بالشكر لأمانة على لفتتها الجميلة ، أما نوح فعندما نظر إلى هديته وجدها ثقيلة وضخمة وعندما قام بفتحها وجدها كتاب الاوديسة وهى ملحمة مستوحاة من أحداث حروب طروادة وعندما رآها شرد ذهنه لسنوات بعيدة كان يشكو لامه من عدم مقدرته على العثور على نسخة من قصائد هوميروس ، كيف تذكرتها أمانة رغم كل تلك السنوات ، ام هى مجرد صدفة ، وهل تكون الصدفة بأن تنتقى له كتابا ويحمل الكتاب عنوان قصائده المفضله ، ولكنه انتبه أن هذه الحقيبة لم تكن من ضمن مشترياتها فى الصباح ، إذا فهى هدية مبينة ومنتقاة بعناية من أجله فقط

لينتبه نوح على صوت ايمن وهو يوجه حديثه لسهر قائلا : انا شفتك فين قبل كده.....



                          الفصل العاشر من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×