روايةنوح والأمانة
الفصل الرابع والعشرون
بقلم ميمي عوالى
عندما هبط نوح إلى حفلة السمر التى أقامها زملائه جلس معهم وهم يتناوبون الضحكات والقفشات ولكنه بعد فترة عندما أدار بصره لاحظ عدم وجود أمانة مع نيللى وخديجة وعندما سأل عنها إجابته نيللى بأنها صعدت غرفتهم منذ أكثر من ساعة لصلاة العشاء ولم تعد منذ صعودها
خديجة : شكلها نامت ، اتأخرت اوى
أسامة : طب انا هطلع أشوفها كده وااجى
ليذهب أسامة للاطمئنان ن على أخته ولكنه عندما صعد لغرفة أمانة ظل يدق الباب ولكنه لم يتلقى اى إجابة وعندما فتح باب الغرفة وجدها فارغة فبحث عنها فى الشرفة فوجدها أيضا فارغة فعاد إلى الحفل يبحث عنها بعينيه وعندما لم يجدها أيضا استبد به القلق واتجه إلى نوح قائلا : انا مش لاقى أمانة ولا فى اوضة البنات ولا هنا ، تبقى راحت فين
نوح ببعض القلق : يعنى ايه مش لاقيها ، هتكون راحت فين يعنى
أسامة : بقوللك مالقيتهاش فوق ، واهوه...مش موجودة كمان هنا
نيللى بقلق : يمكن كانت فى الحمام يا اسامة
أسامة : بصيت فيه وفى البلكونة كمان وقعدت انده عليها مالهاش أثر
خديجة : طب بصيت فى الأوفيس ، يمكن حبت تعمل حاجة تشربها
ليتركهم نوح متجها إلى المطبخ باحثا عنها ولكنه عاد سريعا وهو مخطوف الوجه قائلا ببهوت : مش موجودة
ليتجه أسامة مسرعا إلى وسط القاعة ليمد يده ويغلق التلفاز وهو يقول : معلش ياباشمهندسين بس احنا مش لاقيين أمانة عاوزين ننتشر وندور عليها
ليهرع الجميع وهم يقتسمون أماكن البحث فيما بينهم
وبعد حوالى عشر دقائق قضاها الجميع فى رعب قاتل سمعوا صوت أحد المهندسين وهو ينادى بصوت جمهورى : لقيتها ياباشمهندس ...قاعدة على البحر... بخير ماتقلقش
ليهرع إليها نوح واسامة وتلحق بهم نيللى وخديجة وعندما وصلوا إليها
أسامة بقلق بالغ : كده برضة يا أمانة تخضينا عليكى ، مش تقولى ياحبيبتى انك جاية تقعدى هنا عشان مانقلقش عليكى
وقبل أن تجيبه أمانة بأى كلمة كان صوت نوح الغاضب يغطى على صوت امواج البحر وهو يزبد ويقول : انتى ايه الاستهتار وعدم المسئولية اللى فيكى دا ، خلاص للدرجة دى ماعندكيش عقل تفكرى بيه ، فاكرة نفسك فى سان استيفانو واللا ميامى عشان تروحى تقعدى على البحر بكل بساطة من غير ماتدى خبر لحد
ناسية أننا فى مكان لسه شبه مقطوع والله أعلم ممكن يبقى فيه ايه ، واللا لو وقعتى فى الماية وغرقتى من غير ماحد يحس بيكى وتجيبيلنا مصيبة
بعد أن انتهى نوح من تفريغ شحنة غضبه ساد الصمت فجأة الا من صوت امواج البحر ترفع أمانة رأسها إلى نوح وتقول بهدوء عكس مايعتمل بداخلها من غضب : ماتقلقش لو حصللى حاجة ماحدش هيشيل مصيبتى غيرى
وعندما تنبه نوح إلى ما تفوه به قال ومازال صوته يحمل بعض الغضب : وهو انتى لاقدر الله لو حصللك حاجة دى مش هتبقى مصيبة لينا كلنا ، انتى رعبتينا من القلق عليكى واحنا مش عارفين حصللك ايه
لتستدير أمانة بهدوء متجهة إلى السكن بعد أن قالت لنوح بصوت شبه هامس : اللى مغصوب على حد مش المفروض يقلق عليه
ثم قالت بصوت عالى : ياللا تصبحوا على خير
يقف نوح مصدوما مما سمعه وكأن دلوا من الماء المثلج قد انسكب فوق رأسه جمده بمكانه دون حراك أو أى رد فعل وقد علم أنها سمعت لحديثه مع غادة
نيللى بعتاب: احنا كلنا كنا هنموت من القلق عليها ، بس برضة يانوح انت قسيت عليها اوى ، كان حتى تتطمن عليها الاول وبعدين تعاتبها ، ربنا معاك بقى وترضى تصالحك
خديجة : طب ياللا بينا يانيللى نطلع لها نتطمن عليها ونطيب خاطرها بكلمتين
يذهب أسامة مع نيللى وخديجة وهو يحرك رأسه بغير رضا عما حدث دون أن يعقب بأى كلمة ليتركوا نوح مكانه وهو ينظر إلى تتابع امواج البحر وتلاطمها وهو لا يدرى ما العمل لإصلاح ما اقترفت يداه
…………………….
عندما دلفت نيللى وخديجة إلى الغرفة بصحبة أسامة وجدوا أمانة متجهمة على فراشها ولكنها بدلت ملابسها استعدادا للنوم
أسامة : أمانة ...انا عارف انك زعلتى من أسلوب نوح معاكى ، بس لازم تعذريه
خديجة وهى تحاول التشويش على ماحدث : الصراحة يا أمانة لو كنتى شفتيه وهو عمال يدور عليكى كنتى قلتى أنه اتجنن ، ده كان شوية وهيموت من الرعب عليكى
لتجلس نيللى بجوار أمانة وهى تقبل رأسها بحنان قائلة : سيبكم من كل ده ، انتى ليه روحتى قعدتى لوحدك على البحر ياحبيبتى ، كان فى حاجة مضايقاكى
لتنظر أمانة لاختها وقالت بخفوت : انا كويسة يا نيللى ماتقلقيش ، انا بس حسيت انى محتاجة اقعد مع نفسى شوية ، ويمكن عندكم حق ، كان لازم اديكم خبر قبلها عشان ماحدش يقلق عليا ، واوعدكم انى مااكررهاش تانى
ينهض أسامة وهو يقبل أمانة قائلا : طب ياحبيبتى انا هسيبكم بقى عشان تناموا وهروح انا كمان عشان انام ...ياللا تصبحوا على خير
…………………
يجلس نوح فى نفس الموضع الذى كانت تجلس فيه أمانة وهو يلعن غبائه ، فهو يعلم جيدا أن الشرفة مشتركة بين الغرفتين ، كيف تاه عن باله أن مكالمته فى هذا المكان معرضة لان يسمعها اى من كان ، كيف وضع نفسه فى هذا المأزق وماهى طريقة الخروج منه
وظل على جلسته وهو غارق فى التفكير حتى تفاجئ بأحد الغفراء وهو ينادى عليه بفضول قائلا : هو انت هتفضل قاعدة كده كتير ياباشمهندس احنا بقينا نص الليل والقاعدة كده غلط عليك
لينظر نوح إلى ساعة يده ليجد أن الوقت قد تخطى الواحدة ليقف مادا يدية وهو ينظف ملابسه واتجه إلى السكن قائلا : تصبح على خير
وعندما وصل إلى مبنى السكن وجد أن الجميع قد دخلوا إلى غرفهم ، ليتجه هو الآخر إلى غرفته ليجد أن أسامة قد استغرق فى النوم ، ليقوم بتغيير ملابسه ولكنه بدلا من الدخول بفراشه قام بالدلوف إلى الشرفة وإشعال سيجارته وهو ينقل عينيه بين سيجارته وبين باب شرفة أمانة والتى تجاور باب شرفته دون اى فواصل ليلعن غبائه للمرة التى لا يعلم عددها ثم عاد للغرفة وأندس فى فراشه وهو ينادى نعمة فى سريرته قائلا : شكلها خربت يانعمة وانا اللى خربتها بايدى
………………….
فى اليوم التالى عندما هبط الجميع إلى الاستراحة لتناول افطارهم قبل بداية العمل ، لم تكن أمانة وسط الموجودين وعندما بحث عنها بعينيه وجد أسامة يربت على كتفه قائلا : فطرت من بدرى وخدت النسكافيه بتاعها وراحت على موقع ج
نوح بتساؤل : واشمعنى موقع ج يعنى
أسامة : قالت إن حاتم طالب منها تصورله حاجات هناك وتبعتهاله
ليشعر نوح بشئ من الاحباط ولكنه اومئ برأسه واتجه هو الآخر للعمل
أسامة : مش هتفطر
نوح دون أن يستدير له : ماليش نفس
اتجه هو الآخر إلى المكان الذى علم بوجودها هناك ، ووجدها تقوم بمسح الموقع وتصويره بمساعدة أحد المهندسين
نوح بصوت عالى : السلام عليكم
ليرد الجميع السلام لكن دون أن تتوقف أمانة عن عملها أو حتى تنظر إليه
نوح : خلصتوا قياس واللا لسه
أمانة دون الالتفات له أيضا : لسه فاضل ضلع
نوح : طب سيبى محمود يخلصه هو وتعالى عشان عاوزك
أمانة بلا مبالاة : مش هينفع ، قربنا خلاص نخلص ، عشان حاتم مستعجل على الحاجات دى
وما أن سمعها تتلفظ باسم حاتم مجردا دون اى القاب حتى شعر بالغيظ منها ومن نفسه فقال : طب انا هساعدك عشان تخلصى بسرعة وما أن وصل إليها وهو يساعدها فى ضبط زوايا الاتها حتى التفتت ايه قائلة : انت كده مش هتتعطل
نوح : لا
أمانة وهى تتركه وتتناول بعض اللوحات من الأرض : طب تمام ، كمل انت بقى مع محمود وانا رايحة لنيللى هسلمها شوية حاجات
ليشتم نوح تحت أنفاسه فقد تخلصت من وجوده معها بحنكة دون أن تلفت الأنظار وتركتهم وذهبت دون أن تزيد كلمة واحدة ليشتد غضب نوح ولكن قد أسقط فى يده وعجز عن اتخاذ أى رد فعل
……………………
ظل الحال على ماهو عليه لمدة خمسة أيام كلما حاول نوح الاجتماع مع أمانة فى اى مكان أو الاختلاء بها للحديث معها إلا وكأنها تتفنن فى الطريقة التى تبتعد بها دون أن يلحظ أحد ، ولكن بالطبع كان إخوتها يراقبون ما يحدث فى صمت دون تعليق او تدخل حتى فاض الكيل بنوح ، على الرغم من أنه غير متأكد مما سيقوله لها ولكنه فى كل مرة ينسى ارتباكه ليحل محله الغضب من فشله فى التحدث معها
حتى ذات يوم ، كان نوح يراقب أمانة وهى تشرح لاحد المهندسين العمل المراد تنفيذه فى أحد البنايات وعندما استدارت وهى تشير له على أحد الأركان حتى اختل توازنها ووجدت نفسها تترنح وهى تعد نفسها للسقوط لامحالة على بعض اسياخ المسلح لتجد نوح يجذبها بسرعة ليختل توازنه ليسقط بدلا منها ، لتجد أمانة أن قميص نوح قد تلوث بالدماء نتيجة اختراق أحد الاسياخ لاحد جانبيه
لتصرخ أمانة وهى تستدعى الموجودين بالمكان لحمل نوح الذى غاب عن الوعى لاسعافه
…………………
فى المشفى
تجلس أمانة بجوار فراش نوح الغائب عن الوعى بعد خروجه من غرفة العمليات وتقطيب جرحه وهى تمسك بالمصحف الشريف وتتلو آيات الذكر الحكيم فى خشوع وهى تمسك بيدها على رأس نوح ، وصوتها يتهدج من اثر البكاء
أسامة : وبعدها لك يا أمانة ، ما الدكتور طمنا وقال إنه هيبقى كويس إن شاء الله
أمانة : اتصاب بسببى يا اسامة ، انا السبب
أسامة : ياحبيبتى ماتقوليش كده ، ده نصيبه ، بيكى من غيرك كان هيحصلله كده
أمانة : بس ربنا جعلنى سبب فى ده ، الدكتور بيقول أن الكلى كانت هتتهتك لو لا قدر الله السيخ كان فرق سم واحد
أسامة : والحمدلله إن السيخ مافرقش السم ده ، خلاص بقى ...ياللا قومى عشان تروحى تستريحى وانا هفضل معاه
أمانة : لا ...مش هسيبه، روح انت ، كفاية انا ولو عوزت حاجة هكلمك
أسامة : مش معقول هسيبك لوحدك يا أمانة وفى مدينة غريبة ماتعرفيش فيها حد
أمانة : انا مش هخرج من المستشفى يا اسامة ، ومش هروح فى حتة ، بس مش هقدر اسيبه لوحده ، ابقى تعالى بكرة وخلى نيللى تبعتللى معاك هدوم ليا وانت ابقى هات غيارين معاك لنوح من حاجته
أسامة : ماشى ..حاضر وهجيبلك الغيارات الليلة دى ، اكيد مش هتفضلى كده للصبح
أمانة : معلش ياحبيبى هتعبك
أسامة : ولا تعب ولا حاجة ، ياللا مش هتاخر عليكى ، ولو احتاجتى اى حاجة تانية كلمينى اجيبهالك
ليتركها أسامة عائدا إلى الموقع ، لتنظر إلى نوح لتجده مازال غائبا عن الوعى لتحدثه قائلة : ليه يانوح ...ليه عملت كده ، ليه طوقتنى من رقبتى .. ماكنت خدت قرار البعد ..ليه
وليه خدعتنى من البداية ، هو ظلمك ليا ده مالوش اخر ، وانا اللى صدقتك وسلمتك عصمة امرى ، طب اعمل ايه واقوللهم ايه لما يسالونى ليه عاوزة اسيبك
ليأتيها صوت نوح وهو بين النوم والاستيقاظ : حاسبى ...حاسبى يا أمانة
لندنو منه واضعة كفها على رأسه وهى تنادى باسمه بهمس ، ليفتح عينيه بضعف شديد وعندما تلاقت أعينهم وجدته يبتسم لها قائلا : سامحينى ويغمض عينيه ذاهبا إلى نوم عميق مرة اخرى
25
نوح والأمانة
الفصل الخامس والعشرون
قضى نوح ليلته مع الحمى والهذيان وسط دموع أمانة وابتهالاتها إلى الله لينجيه
وكان هذيانه ماهو إلى نداءات لأمانة وطلبه العفو والسماح ، وكلما سمعته امانه طالبا العفو ، كلما تذكرت مافعله وقاله عنها حتى غلبها النعاس
لتشعر بيد تهزها بحنو وهى تنادى عليها بحنان لتفتح عينيها لتجد نعمة تقف على رأسها وعلى وجهها ابتسامة حنان لتهب أمانة من مكانها قائلة بلهفة : مراة عمى ...وحشتينى
نعمة بابتسامة مشاكسة : بس انتى ماوحشتينيش لانك على طول قدامى ثم تمد يدها لتربت على قلب أمانة قائلة بحب : ريحيه يا امانة
أمانة : مش بايدى ، الظاهر أنه انكتب عليه الشقى
نعمة : الصبر يا أمانة ...الصبر
لتفتح أمانة عينيها وهى تبحث عن نعمة ولكنها لا تجد غير عينا نوح وهى تنظر اليها لتنهض قائلة : حمدالله على السلامة ، عامل ايه دلوقتى
نوح بلوم هادئ: انتى ازاى قاعدة كده من غير النقاب ، مش خايفة حد يدخل فجأة ويشوفك
أمانة : انا قافلة الباب بالترباس ، ولسه بدرى اوى على أن حد يمر دلوقتى
نوح : انتى كويسة
أمانة : انا كويسة ، المهم انت
نوح : سامحينى
أمانة بارتباك : سيبك من اى حاجة دلوقتى ، انت كويس
نوح : عمرى ماهبقى كويس غير لما تسامحينى ، انا تعبان يا أمانة
أمانة بلهفة : اندهلك الدكتور
نوح : مش محتاج دكاترة ، محتاجلك تسامحينى
أمانة : من فضلك يانوح ، بلاش نتكلم فى الموضوع ده
نوح : لازم تفهمى
أمانة بسخرية : افهم ايه تانى اكتر من اللى فهمته
نوح : فى حاجات كتير اوى انتى ماتعرفيهاش
أمانة : ماباقيتش تفرق صدقنى
نوح وهو يحاول الاعتدال : تفرق صدقينى ...ااااه
لتسرع إليه أمانة وهى تعيده لمكانه قائلة : الجرح لسه جديد والحركة مش كويسة عليك دلوقتى قبل ما الدكتور يشوفك
نوح وهو يتحسس ضماداته: هو الجرح كبير اوى
أمانة بأسف : اتناشر غرزة ، ماكانش المفروض تعمل كده
ليفهم عليها نوح ويقول : المرة اللى فاتت سيبتك تنجرحى وانا مش شايفك ، ماكانش ينفع اسيبك تنجرحى تانى قدام عينيا واسكت
أمانة : طب انت دلوقتى اكيد جعان ومحتاج تغير هدومك ، انا هروح اشوف الدكتور ييجى يبص عليك عشان نشوف هيسمحلك بايه
………………….
فى الموقع
أسامة : بعد الشغل هروح ابص على امانة ونوح وأشوف ايه الاخبار
نيللى : حاتم قاللى أنه هييجى النهاردة وهيروحله ، يبقى نقابله فى المستشفى
أسامة : هو جاب سيرة الموضوع قدام ماما أو بابا
نيللى : لا ، بس ايمن اللى عرف وهييجى معاه هو ونيرة
أسامة : ماشى
خديجة : يبقى نعدى على البلد الاول نشترى اكل عشان أمانة
أسامة : انا وديتلها امبارح ، بس نواشف كلها عشان ماكانش فى وقت
نيللى : ماتشغلوش بالكم بموضوع الاكل ، انا ممكن أخلى حاتم يتصرف ويجيب معاه
أسامة : من هنا لوقت مانيجى نروح ربنا يسهل
………………..
فى المشفى
كان الطبيب قد عاين نوح وأمر بالطعام ، وجلست أمانة تعاونه على تناول الطعام ونوح ينتهز كل فرصة قد تأتى إليه ليحاول مداعبتها ولكنه لم يجد منها غير الصد
نوح باستياء : هتفضلى تتعاملى معايا كده كتير
أمانة : وانا بتعامل معاك ازاى
نوح : من غير نفس يا أمانة ، أداء واجب وبس ، مش من قلبك
أمانة : خلى القلوب لربها ..هو أعلم بحالها
نوح : صدقينى يا أمانة انتى ليكى عندى معزة خاصة فى قلبى
أمانة وهى تنهض من مكانها لتزيل بقايا الطعام : كتر خيرك
ليمسك نوح يدها وهو يعيدها مرة أخرى إلى جواره قائلا : ممكن تسمعينى وبعد كده اعملى كل اللى يريحك
أمانة بعتاب : ايه ..هتألف كدبة جديدة عشان تقولهالى
نوح : انا ماكدبتش عليكى يا أمانة ، انا فعلا كنت يجهز نفسى أنى انزل اتجوزك لولا موضوع سهر اللى انتى عرفتى كل تفاصيله
أمانة : ازاى وانت قلت انك يتنفذ وصية نعمة
نوح بتنهيدة : لان دى وصية نعمة من قبل ما اسافر اصلا
أمانة : انت بتقول ايه
نوح : بقولك انى لما سافرت دبى كنت مسافر وانا متفق مع نعمة انى هجهز نفسى ولما ارجع هتجوزك
أمانة : ازاى الكلام ده وانا ما اعرفش وازاى وانت مابتحبنيش ومش عاوزنى
نوح : انا طلبت من نعمة ماتقوللكيش وماتسألينيش ليه لان انا نفسى ما اعرفش
أمانة : مش محتاجة ذكاء ، عشان لو جاتلك اى فرصة انى ابعد عنك ماتبقاش متكتف
نوح : يمكن عندك حق ، لكن ده مايمنعش انى كنت بعتبر نفسى مرتبط بيكى طول السنين دى
أمانة : مابقتش تفرق يانوح ، فى كل الحالات احنا ماينفعش نكمل مع بعض
نوح : انا لسه ماخلصتش كلامى
أمانة : كلام ايه تانى
نوح : ماما لما طلبت منى انى اتجوزك ، قالتلى أن دى وصية بابا الله يرحمه وأنه مأمنها توصللى الأمانة ، كانت دايما تقوللى الأمانة يانوح ، أمانة ابوك وعمك
أمانة : بس الأمانة دى بنى ادمة من روح ولحم ودم واديك نفذت وعدك واتجوزتنى ، وانا مش حابة أن التمثيلية دى تفضل كتير
نوح : يا أمانة صدقينى انا ماكنتش اقصد حرفيا اللى قلته لغادة ، انا بس لسه متاخد من اللى حصللى من سهر ، انتى ماتعرفيش احساس الراجل لما ينضحك عليه بيبقى ازاى ، انا سهر انتهكت شرفى وعرضى ، انا بس محتاج افوق ، محتاج فترة نقاهة مش اكتر واللى عاوزك تعرفيه وتتاكدى منه أنى لما ماما طلبت منى اتجوزك ما اعترضتش ، يمكن لما رجعت المرة دى كنت بحاول انتقدك قدامها لمجرد أنها تنسالى انى خلفت وعدى ليها
حتى لما حسيت انى نزلت من نظرك بسبب موضوع سهر ما استحملتش ده وفهمتك الموضوع لمجرد انك ماتشوفينيش وحش أو انى مش راجل ، ما سألتيش نفسك انا ليه شركتك معايا فى التفاصيل دى حتى من قبل ماتعرفى انا هعمل ايه أو انى اطلبك للجواز
ده لانى كنت بتعامل على أن ارتباطنا شئ مفروغ منه ، بس صدقينى حسيت انى لسه ماخفيتش وانى كده بظلمك معايا
حتى حاتم واسامة لما قالوا إنهم عاوزين يتجوزوا مع ايمن ، ما اشتركتش فى الحوار ، لانى عارف انى لو عملت كده ابقى فعلا بخدعك
لكن انا ماخدعتكيش فى ولا كلمة قلتهالك لما طلبت منك أننا نتجوز
أمانة بدموع : ولما قلتلى انك كنت بتغير عليا مش منى ، ولما قلتلى يوم كتب كتابنا انك ……….لتبكى أمانة ولا تكمل حديثها
نوح بحزن : اقسملك انى ماكدبتش عليكى لما قلتلك انى كنت بغير عليكى لانى فعلا كنت بغير عليكى ومن زمان حتى لما رجعت وعرفت أن حاتم طلبك للجواز كنت مقهور من جوايا بس كنت متكتف ومش عارف اعمل ايه ، بس اللى كان مصبرنى انى عرفت من ماما انك رفضتيه اكتر من مرة ، لكن انا مش فاكر قلتلك ايه يوم كتب الكتاب ، فكرينى
أمانة بخجل : لما قلتلى انى لما اقعد عند ماما انك مش هتقدر تتعود على بعدى وانى هوحشك
نوح بابتسامة : طب احلفلك بايه انى من يوم ماشفت وشك الحلو ده يوم طنط هدى ماجاتلك اول مرة وانتى على طول واحشانى ، وكنتى لما تتكلمى اتخيل ملامح وشك قدامى
ولو سمحتيلى كمان اعترفلك انك فعلا بتمثلى حاجة مهمة اوى عندى ، يمكن مش حب لكن انا ما اعرفش أسمى احساسى بيكى ايه او اوصفه بايه بالظبط ، لكن كل اللى اقدر اقوله لك انى دايما حاسس انى ماليش غيرك فى الدنيا دى ، انى بنتميلك وبتنتميلى ، انى مسئول عنك ….فاهمانى يا أمانة
لتومئ أمانة رأسها وتقول : بحاول افهمك يانوح
نوح : ادينى وادى نفسك فرصة أننا نقرب من بعض اكتر من كده
ليستمعوا دقا على باب الغرفة لتسدل أمانة نقابها وتتجه لتفتح الباب لتجد ايمن أمامها لترتمى باحضانه مهللة لرؤيته لتجد من خلفه نيرة لتبادلها التحية والإحضان هى الأخرى ليدخل من بعدهم حاتم ملقيا السلام متجها إلى نوح ليبادله التحية
حاتم : الف سلامة يا نوح
نوح ببعض الألم وهو يحاول الاعتدال : الله يسلمك ، تعبتوا نفسكم ليه
حاتم وهو يعيد نوح لمكانه : خليك مستريح ، مش هنتعب لاعز منك
ايمن : الف سلامة يانوح ، ايه اللى حصل
نوح : حادثة بسيطة ، الحمدلله انها جت على اد كده
نيرة بتعجب : اتناشرغرزة وتقول بسيطة اومال عشان تبقى كبيسة المفروض تبقى ازاى
حاتم : الف سلامة ، وطبعا مش محتاج اقوللك أن دى إصابة عمل والشركة متكفلة بكل حاجة
نوح بايماءة بسيطة من رأسه : متشكر اوى
لتناول نيرة حقيبة حافظة للطعام لأمانة وهى تقول : احنا جبنالكم معانا اكل من القاهرة واحنا جايين ، مشويات وحركات بالف هنا
أمانة : ليه تعبتوا نفسكم
نيرة : ولا تعب ولا حاجة ، نيللى قالت لحاتم أنهم مايعرفوش لسه هنا ايه الأماكن اللى ممكن يجيبوا منها اكل كويس ، فحاتم جابلكم الاكل ده من احلى حاتي فيكى يامصر ، وانا جبت الحافظة دى عشان الاكل مايبردش
لينظر نوح لأمانة ببعض الامتعاض لمعرفته إن حاتم هو من قام بشراء الطعام لتقول أمانة : تعبتوا نفسكم ، تسلم ايديكم
ايمن وهو يجذب أمانة تحت جناحه : قوليلى انتى عاملة ايه ، بصراحة وماتزعلش منى يانوح ، انا اتخضيت على امانة اكتر منك
نيرة بقلق : ليه يا ايمن ، هو انتى حصللك حاجة يا أمانة
وقبل ان تجيب أمانة : انا قلقت عليها عشان عارف هى بتحب نوح وروحها فيه اد ايه ، ده الحمدلله انى لقيتها واقفة على رجلها
لينظر نوح إلى أمانة يجدها تنكس رأسها ووجهها مختبئ بنقابها ولم يعلم أن كانت تنكس رأسها خجلا ام حزنا ، ولكنه شعر بأن قبضة قوية قد اعتصرت قلبه وقبل أن يتحدث أحد سمعوا طرقا اخر على الباب ليطل عليهم أسامة بصحبة نيللى وخديجة
ليتبادل الجميع السلام والاحاديث المرحة والقفشات الضاحكة عندما لاحظوا اختفاء حاتم ونيللى من الغرفة
…………………..
نيللى وحاتم يقوم بسحب يديها ويهرع بها إلى خارج المشفى : انت مودينا فين بس ياحاتم
حاتم وهو يصعد إلى سيارته ويقودها مسرعا: انا خاطفك لمدة ساعة زمن وهرجعك تانى
نيللى : وخاطفنى فين بقى
حاتم : تصدقى مش عارف ، بس المهم انك تبقى معايا لوحدى
نيللى : طب البحر قريب من هنا ، تعالى نقعد على البحر شوية
وماهى إلا دقائق معدودة حتى صف حاتم عربته امام البحر والتفت لنيللى قائلا : وحشتينى
نيللى : ده هم كام يوم بس
حاتم : 18 يوم بحالهم ، ايه ماوحشتكيش
نيللى بخجل : عاوزنى اقوللك ايه
حاتم : تقوليلى الصراحة ، وحشتك واللا لا
نيللى : وحشتنى
حاتم بحب : وحشتك اد ايه
نيللى بخجل : مش هقدر اوصفلك ، بس كل اللى اقدر اقوله انى لما شفتك النهاردة اتردتلى روحى اللى كانت مفارقانى من يوم ماجينا هنا
ليجذبها حاتم إلى ضلوعه قائلا : ارجعى معايا وخلينا نتمم جوازنا مع ايمن ونيرة
نيللى : ازاى بس ياحاتم ، المواضيع دى مابتجيش كده ، ولازم بابا وماما يبقوا مستعدين للكلام ده
ليرفع حاتم وجهها إليه بانامله قائلا : ولو قلتلك أنهم موافقين وجدا كمان وانى طلبت منهم ده ووافقوا على شرط انى اقنعك ، ولو كمان قلتلك أن كل حاجة جاهزة مش ناقص غيرك ...هتقولى ايه
نيللى بدهشة وهى لازالت بين أحضانه : انت بتتكلم جد
حاتم وهو يهيم بين عيناها وشفتاها : وجد الجد كمان ، ثم يميل على شفتيها بقبلة رقيقة تحولت إلى قبلة شغوفة عندما وجدها تبادله قبلته ، وعندما انفصلت الشفاة تحدث حاتم أمام شفتيها ببحة رجولية قائلا : يبقى فرحنا بعد خمس ايام بالظبط
لتختبئ نيللى بين أحضانه بعد أن امائت برأسها علامة الموافقة ، ليضمها إلى صدره قائلا : يبقى نرجعلهم دلوقتى عشان يادوب اخدك تجيبى حاجتك من الموقع وترجعى معانا
لتخرج نيللى من أحضانه قائلة : ياخبر ، واسيب أمانة لوحدها فى الظروف دى
حاتم : اصلا نوح هيخرج من المستشفى على الفرح بتاعنا وأمانة لو حابة تفضل معاه براحتها ، تيجى معانا من دلوقتى برضة براحتها
نيللى : ما اعتقدش أمانة ممكن توافق أنها تسبب نوح فى ظرف زى ده
حاتم : يبقى خلاص ….. نخليهم هم اللى يقرروا...