رواية نوح والأمانة الفصل الثامن والتاسع عشر


 


رواية نوح والأمانة


الفصل الثامن عشر

بقلم ميمي عوالي 


بعد ذهاب سهر ، دام السكون التام لمدة من الوقت إلى أن قطعته أمانة قائلة : انا عاوزة اعتذرلك يا احمد انت وغادة 


احمد باستغراب : تعتذرى على ايه يا أمانة


أمانة بخجل : على سوء ظنى فيكم لما شفت اللى حصل قدامى يوم ما اتعشينا مع بعض ، يمكن نوح يكون شرحلى الحكاية بعدها بس ماجاتش فرصة انى اعتذرلكم بعدها


لتنهض غادة من مكانها وتجلس بجوار أمانة قائلة : طب احمد وشبه فاهمين ظنيتى فيه ايه ..طب انا بقى مالى


أمانة : سامحينى ياغادة ..بس كنت متضايقة انك بتتفرجى وانتى فاهمة و ساكتة ، والموضوع ده استفزنى جدا الصراحة


نوح ساخرا : احمدوا ربنا ..اومال لوعرفتوا الباقى 


احمد باستغراب أنهى باقى


نوح وهو ينظر لأمانة : خلوها بينى وبين أمانة احسن ،لسه فى حاجات كتير بيننا ما اتقالتش


أمانة : انا طبعا ماليش انى أتدخل فى اى حاجة تخصك ، لكن لو تسمحلى أسألك سؤال واحد


نوح : رغم أن كلامك كله مش مظبوط ..بس مش وقته ، أسألى


أمانة : هو انت صحيح وزعت الملف بتاعها فى الشغل زى ماقلت


نوح بتنهيدة : الحقيقة ماقدرتش ، لكن حبيت اخوفها أنها تروح هناك تانى ،لكن ...


أمانة : لكن ايه


نوح : انا عرفت حاتم


لتنهض أمانة من مكانها متسائلة بلهفة : ليه يانوح ...ليه كده


نوح : بصى يا أمانة ..انا مش هينفع ارجع الشركة بتاعتى ولا اشتغل فيها تانى بعد ماعرفت اللى كانت بتعمله ، والله اعلم فاكرينى ايه وسيرتى عاملة ازاى ، فسألت حاتم لو محتاجنى فى شركته أو لا لانه لو مش محتاجنى هضطر اسيب المشروع وادور على شغل فى مكان تانى


أمانة : وبعدين ...قلتله ايه بالظبط


نوح : قلتله الحقيقة ، والصراحة الراجل رحب بيا جدا وخصوصا أنه كان طلب منى انى انضم للشركة بتاعته من فترة من غير مايشوفنى لكن كان شاف الشغل بتاعى وكرر طلبه ده لما جيت مصر ، بس انا رفضت لأن منصبى ماكانش سهل انى أتنازل عنه 


لكن آن الأوان انى أرمى كل حاجة ورا ضهرى عشان اعرف أكمل ...واللا ايه


لتجلس أمانة مرة أخرى وهى تقول : يمكن يكون عندك حق 


احمد وهو ينهض من مكانه : طب ياللا بينا ياغادة ..الوقت اتاخر


لينهض الجميع ليتجه احمد وغادة وأمانة إلى الخارج ، واتجهت أمانة إلى شقتها ليقول نوح : كلامنا لسه ماانتهاش يا أمانة ...محتاج اتكلم معاكى


أمانة : أن شاء الله الايام جاية كتير


نوح : خلينا نتغدى مع بعض بكرة


آمنة باستغراب : نتغدى مع بعض ...ازاى


نوح : نخرج من الشغل وتقعد مع بعض فى اى مكان ونتكلم واحنا بناكل  عادى 


لتومئ أمانة برأسها وهى تفتح باب شقتها قائلة : سيب بكرة على ربنا ..تصبح على خير


نوح : وانتى من أهل الخير


……………………….


فى منزل عامر


تجلس هدى مع ايمن بغرفته وهى تتجادل معه فى أمر ما


هدى : طب فهمنى انت بالراحة ، ايه اللى يريحك


ايمن : انا مش تعبان عشان تريحينى ياماما ، انا كل الحكاية انى مابعرفش اعمل حاجة مش مقتنع بيها


هدى : طب ايه اللى فى كلامى مش مقتنع بيه


ايمن : ياماما افهمينى ارجوكى ، انا مبسوط كده ومستريح وحاسس انى فاهم أنا بعمل ايه


هدى : طب وايه المشكلة انك تفهمنى معاك 


ايمن : المشكلة أن كلامى لا هيعجبك ولا هيعجب بابا وهتضايقونى وهضايقكم ...يبقى بلاها من الاول


هدى : انا بقوللك فهمنى مش اقنعنى ، انا بس عاوزة افهم ، هو ده مش من حقى انى اتطمن عليك واعرف انت بتعمل ايه


ايمن بتنهيدة : انا وعلى وإبراهيم عاملين شركة صغيرة جدا تكاد تكون غير مرئية  بنتشترى الأجهزة الكهربائية والمعمرة القديمة اللى فيها مشاكل او اعطال وبنصلحها ونعيد بيعها مرة تانية 


هدى : وهو انتو يابنى بتفهموا فى تصليح الحاجات دى


ايمن : مش احنا اللى بنصلح بايدنا ، لينا أصحابنا متخصصين فى الكلام ده هم اللى بيصلحوا


هدى : طب وعلى ايه وجع القلب ده ماعندك شركة ابوك وشركة جوز عمتك


ايمن : اهو ده الكلام اللى مش حابب اسمعه ، انا لاقى روحى فى اللى بعمله ومبسوط جدا والحمدلله بكسب كمان كويس ، ايه مشكلتكم بقى


ليسمعا دقا مرحا على باب الغرفة وعندما يفتح ايمن الباب يقول بذهول : نيرة ...مش ممكن انتى جينى امتى


نيرة بمرح : وسع ياعم لما اسلم على طنط ، انا بقالى ساعة تحت مش لاقية حد ، لحد ماعرفت انكم هنا


هدى وهى تحتضن نيرة وتقبلها : اهلا يانيرة ازيك ياحبيبتى ، حمدالله على السلامة ، رجعتى امتى


نيرة : من كام يوم 


ايمن : ولسه فاكرة انك تيجى نشوفك


نيرة : المهم انى جيت ، اومال فين بقية البشرية


هدى : زمانهم على وصول ، تعالوا ننزل نستناهم على ما الغدا يجهز


ايمن : سيبيلى نيرة شوية ياماما ..عاوز استشيرها فى كام حاجة ، وشوية وهنحصلك


لتذهب هدى تاركة إياهم وتترك الباب مفتوح ، ليقول ايمن : وحشتينى ...ايه .. الساحل حلو لدرجة أنك تقعدى هناك كل ده


نيرة : اهو تغيير 


ايمن : وهترجعى الشغل امتى


نيرة : لسه مش عارفة ، بس غالبا على اول الأسبوع اللى جاى


ايمن بسخرية : ااه طبعا ما البلد بلدنا والدفاتر دفاترنا


نيرة : انا اصلا الصراحة بحس انى مابعملش حاجة ، أمانة هى اللى قايمة بالشغل كله ، وبصراحة بعد ما اتخرجت لقيت نفسى مش حابة اشتغل فى المجال


ايمن : طب ما تسيبك منهم و تشتغلى معايا


نيرة : تفتكر 


ايمن : جربى


نيرة بنوع من التحذير : من غير ماتفتح معايا مواضيعك إياها


ايمن : مواضيعى دى عمرى ماهقفلها وانتى عارفة كده كويس


نيرة بنوع من الغضب : اووف عليك ...مافيش فايدة فيك انا نازلة تحت


ليلحقها ايمن ويقف أمامها قائلا بتحدى : اوعى تنكرى انك بتبادلينى نفس مشاعرى


نيرة : يابنى اعقل بقى ، ده انا اكبر منك بخمس سنين 


ايمن : ولو كنتى أكبر منى بعشرين سنة ..برضة بحبك ومش هتنازل عنك ابدا


نيرة وهى تذهب من أمامه : مجنون


ايمن بنصف ابتسامة : مجنون مجنون ...بس برضة مش هسيبك


……………………


فى مكتب حاتم 


يجلس على مكتبه يتابع على حاسوبه بعض الايميلات ليسمع طرقا هادئا على الباب ليسمح للطارق بالدخول ، لتطل نيللى برأسها وهى تقول : السلام عليكم ، قالولى أن حضرتك طلبتنى


حاتم بابتسامة : تعالى يانيللى ادخلى واقعدى


لتجلس على المقعد المقابل لمكتبه قائلة : افندم ...اؤمرنى يا باشمهندس


حاتم : الحقيقة كنت عاوز اديكى دول 


قالها وهو يناولها عدة سيديهات بيدها


نيللى : ايه دول


حاتم : ده تصوير فوتوغرافي لكل المواقع اللى حددناها اللى هيبقى فيها الديكورات الإغريقية وكل سى دى عليه المساحات الحقيقية على الواقع بتفاصيلها


نيللى : تمام حضرتك ، هبتدى شغل عليهم فورا ولما نسافر أن شاء الله….


حاتم : تسافرى فين


نيللى : الموقع


حاتم : ومين قال إنك مسافرة الموقع


نيللى باستغراب : طب مانا لازم اشوف الكلام ده على الواقع عشان اقدر احط التصور بتاعى


حاتم : اومال انا مديكى السيديهات دى ليه 


نيللى : كعامل مساعد ، لكن الاصل انى اشوف بعينى الكلام ده


حاتم بتحفز : وانتى بقى اتفقتى مع مين انك تسافرى


نيللى : اتفقت مع أسامة ،، لانه هو كمان مسافر هو وأمانة 


حاتم ببعض الغضب : هتسافروا امتى


نيللى بدهشة : الحقيقة مش عارفة ، التفاصيل كلها مع الباسمهندس نوح 


حاتم : ماتسافريش من غير ماتبلغينى


نيللى : اكيد حضرتك هتبقى على علم بمعاد سفرنا واللى على ما اعتقد هيبقى الاسبوع اللى جاى 


حاتم : ماشى يانيللى ،اتفضلى انتى


وبعد أن ذهبت نيللى من أمامه قام بوضع هاتفه على أذنه بعد أن قام بطلب رقم ما  ثم قال : ازيك ياخالى ، عامل ايه


………..


حاتم : انا الحمدلله ، كنت عاوز اتكلم معاك فى موضوع مهم


………..


حاتم : لا ...بلاش البيت ، خلينى أعدى عليك فى شركتك 


………..


حاتم : خلاص ، نص ساعة أن شاء الله وهبقى عندك


…………………


بمكتب أسامة 


أسامة : انا عاوز اكتب الكتاب قبل مانروح الموقع


خديجة : طب وانا فى ايدى ايه بس يا اسامة ، القرار فى ايد بابا مش فى ايدى 


أسامة : ماهو قاللى هرد عليك وماعبرنيش لحد دلوقتى


خديجة : انت مجنون ياحبيبى ، انت لسه قايله امبارح مش من مية سنة يعنى


أسامة بعبث : انتى قلتى ايه


خديجة : قلت كتير ، تقصد مين فيهم


أسامة بخيبة أمل : انتى ناوية تجلطينى انا عارف 


خديجة : بعد الشر عليك ياقلبى 


أسامة بحب : بجد ياديجا ، انا قلبك بجد


خديجة بخجل : بس بقى وياللا كمل شغل


أسامة : وتخلى ابوكى يرد عليا النهاردة 


خديجة : واخلى بابا يرد عليك النهاردة 


أسامة : ونكتب الكتاب بكرة


خديجة : ونكتب الكتاب بك….ايه ..بكرة ...انت بجد مجنون رسمى


أسامة : يابنتى السفر خلاص الاسبوع اللى جاى


خديجة : ماشى يا اسامة بس مش لدرجة بكرة ، ادعى بس أنه يوافق على المبدأ الأول وبعد كده ربنا يعدلها


أسامة : يارب ..عدلها يارب


……………………….


بعد انتهاء العمل اتجه نوح بصحبة أمانة إلى أحد المطاعم وبعد أن طلبا الطعام


أمانة : خير يانوح ، قلت انك عاوزنى فى موضوع مهم


نوح : الحقيقة يا أمانة انا مش عارف ابتدى منين 


أمانة : اتكلم وانا سامعاك ، وماتقلقش ، هفهمك


نوح  : الاول انا عاوز اعترفلك بحاجة مهمة جدا اول مرة اعترف بيها واطلعها من جوايا


أمانة : تعترفلى بايه


نوح بتنهيدة : طبعا انتى فاكرة زمان لما كنت دايما بضايقك وكنت اتخانق مع بابا وماما لما كنت دايما بشوف اهتمامهم الشديد بيكى ، لكن طبعا انتى ماتعرفيش انى كنت بعمل كده من غيرتى


أمانة بهدوء : لا يانوح كنت عارفة انك بتغير من معاملتهم ليا ، وكنت شايف انك أحق باهتمامهم منى


نوح وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا : انا ماكنتش شايف انى أحق باهتمامهم منك يا أمانة ، انا كنت شايف انى أحق بالاهتمام بيكى منهم


أمانة : مش فاهمة


نوح : اقولها لك بطريقة تانية : انا ماكنتش بغير منك عليهم يا أمانة ، انا كنت بغير عليكى منهم


أمانة بدهشة : انت بتقول ايه


نوح : هى دى الحقيقة اللى ماحدش يعرفها ابدا غير احمد وغادة ، هم بس اللى قدروا يفهموا ده من تصرفاتى ، رغم أنهم لما واجهونى بالكلام ده قاوحتهم كتير فى البداية  حتى ماما الله يرحمها مافهمتهاش ، انا كنت حقيقى بحاول أخبى غيرتى واهتمامى بأنى دايما بهاجمك واعترض عليكى وكنت بتعمد ابقى قاسى عليكى فى اوقات كتير


أمانة : طب وليه كنت بتعمل كده 


نوح : كنت عاوزك جامدة ، قوية، ماتتهزيش بسهولة ، لما كنتى تيجى تقولى على نتيجتك وتفوقك كنت ببقى هطير من الفرح والسعادة ، لكن كنت بتظاهر بأنه وايه يعنى عادى ، كنت عاوزك تتحدينى وتبقى احسن واحسن


أمانة : اتخانقت معايا لما قلت لنعمة يا ماما ، استكترتها عليا


نوح : ما استكترتهاش ، بس خفت تصدقيها


أمانة : اصدق ايه 


نوح : أنها امك وابقى انا كمان اخوكى ، وانا عمرى ماكنت ولا هكون اخوكى


لتصمت أمانة وهى تنظر إليه ليكمل قائلا


نوح : فى الاول كنت بخاف لا حد ياخد باله  ، لكن بعد موت بابا الله يرحمه حسيت أن الشيلة كانت تقيلة اوى يا أمانة ، ااه ماما الله يرحمها كانت سادة فى حاجات كتير ، لكن حسيت انى المفروض أرمى كل حاجة ورا ضهرك واشيل المسئولية عشان ابنى روحى ومستقبلى عشانك


أمانة : عشانى انا


نوح : أيوة ، كنت عامل حسابى انى ابنى نفسى وارجعلكم بعد ماتتخرجى بسنتين تلاتة وانا مستعد وجاهز انى افتح بيت وابقى قادر انى ابقى مسئول عنك بجد ،بس كل حاجة انهدت باللى عملته الملعونة


وقتها حسيت ان كل حاجة انتهت واتعمدت اقسى عليكى اكتر يمكن لو شفت نظرة كره فى عينيكى اقدر انساكى واشيلك من بالى بس للاسف كان بيحصل العكس ، لحد ما لقيت كل حاجة اتغيرت فجأة بس بعد ماكنت عملت بينى وبينك حيطة عالية ومحتاج انى اهدها 

 


الفصل التاسع عشر


كانت أمانة تجلس أمام نوح وهى لا تصدق ما تسمعه ، حتى أنها ظنت أنها شردت للحظات وتخيلت حديثه إليها ، فكيف تصدق أن قسوة نوح عليها كل تلك السنوات ماهى الا ستار كان يستر بها غيرته عليها ….غيرته فقط !!! فلم يقل أنه يحبها بل قال إنه كان يغار عليها من اهتمام أبيه وأمه


نوح : مابترديش عليا ليه يا أمانة


أمانة بتيه : انا حاسة أن دماغى واقفة ، ومش مصدقة اللى بسمعه


نوح : اسمعى يا أمانة ...انا مابقاليش فى الدنيا دى غيرك ، انتى كل اللى باقيلى من ريحة ابويا وامى الله يرحمهم


أمانة : الله يرحمهم


نوح : انا عارف انك دلوقتى وضعك اختلف كتير بعد رجوع مامتك وبقى عندك عيلة واخوات ويمكن تكونى استغنيتى بيهم عنى


أمانة بخفوت : عمرى 


نوح : يعنى لو طلبت منك تكملى حياتك معايا تقبلى ، انا عارف ان التوقيت صعب ويمكن يكون مش مناسب بالمرة ، لكن انا شايف أننا لو اتجوزنا هتبقى احسن حاجة عملناها عشان كل اللى راحوا وسابونا


أمانة وهى تنكس رأسها : الحقيقة أنا مش عارفة اقوللك ايه ، لكن كل اللى اقدر اقوله لك أن خطوة زى دى مش المفروض ان انا اللى أبت فيها ، انا دلوقتى بقالى أهل زى ما انت بتقول


نوح : انا أهلك يا أمانة


أمانة : ما انكرش ده ، بس اقصد أن المفروض …..


نوح : انا طبعا عارف انى المفروض اطلبك من مامتك وأخواتك ، لكن انا حبيت اتطمن أن الرفض مش هيبقى منك انتى 


ها …..أكلمهم وانا متطمن من موافقتك


لتومئ أمانة برأسها وهى تنهض من مكانها قائلة : متهيألى كفاية كده ، الوقت سرقنا ، ياللا بينا نروح


……………………


فى فيلا عامر


كان عامر وهدى يجلسان بالحديقة يحتسيان القهوة ويتبادلون الاحاديث


عامر : حاتم جالى المكتب النهاردة


هدى : فى حاجة واللا زيارة شغل


عامر : عاوز يتجوز بنتك


هدى : حاتم مايتعايبش ، لكن اللى عرفته أنها رفضته اكتر من مرة


عامر بدهشة : وهو كان اتكلم معاها قبل كده امتى ورفضته


هدى : الحقيقة معرفش ياعامر ، بس نعمة الله يرحمها هى اللى حكتلى اول ماعرفت طريقها


عامر بذهول : انتى بتتكلمى على مين انا مش فاهم حاجة


هدى : بتكلم على امانة ، مش بتقوللى حاتم عاوز يتجوز بنتك


عامر : يعنى حاتم طلب أمانة قبل كده


هدى : أيوة ، واكتر من مرة كمان بس اللى فهمته أنها كل مرة كانت بترفض


عامر : بس لما جالى النهاردة ماجابليش سيرة أمانة ، لكن طلب منى نيللى


وانا مش موافقة يا بابا


ليلتفت عامر وهدى ليجدوا أن نيللى كانت تقف واستمعت إلى حوارهما فاستدعاها عامر قائلا : تعالى ياحبيبتى اقعدى جنبى 


لتذهب نيللى للجلوس إلى جوار أبيها الذى قبل رأسها وقال : انتى عارفة أن انتى بالذات ليكى معزة كبيرة فى قلبى يانيللى وعارفة كمان أن عمرى لا غصبتك ولا هغصبك على حاجة انتى مش عاوزاها ، لكن حاتم ابن عمتك راجل محترم ويعتمد عليه ومحل ثقة وهبقى متطمن عليكى معاه ، فإنتى دلوقتى ايه اسباب رفضك ايه


نيللى وعينيها ممتلئة بالدموع : ارجوك يا بابا تسيبونى براحتى وبلاش تغصبونى


عامر : واحنا من امتى بنغصبك على حاجة


نيللى : عمركم ، وياريت تفضلوا كده على طول


عامر : يعنى ده قرارك النهائى ، لانه مستنى ردى بكرة


لتنظر له نيللى وهى تكتم بكائها واومئت له برأسها ثم فرت من أمامه إلى الاعلى لتختبئ بغرفتها لتبكى على حب عمرها الذى اراد القدر أن تدفنه بمحض إرادتها إلى الأبد


وبعد أن انصرفت من أمام والديها قالت هدى : انا مش عارفة هتفضل حاطة نفسها فى القمقم كده لحد امتى ، ده انا لما اشتغلت مع اخواتها قلت هتفوق وتطلع للدنيا 


عامر بأسى : نيللى سمعتنا ياهدى 


هدى : سمعت ايه


عامر : أن حاتم سبقله اتقدم لأمانة


هدى : طب ودى فيها ايه ، ماياما الراجل بيخطب والبنت بتنخطب بعدين ده يادوب طلبها وهى رفضت يبقى ايه المشكلة


عامر : المشكلة أنها بتحبه ياهدى ، نفسى تقربى من بنتك شوية ، اشمعنى أسامة وأيمن عارفة توصليلهم وهى لا


هدى بحزن : هى اللى رافضة ده ياعامر ، وانت عارف ده ، طول عمرها سرها معاك انت مش معايا ، انت فاكر يعنى أن ده كان بالساهل عندى ، لكن اللى كان بيسرى عليا انى كنت ببقى متطمنة عليها ، بس انت عرفت منين أنها بتحبه


عامر بأسى : من ساعة ماكانت بترفض تروح بيت عمتها عشان شكلها ماكانش بيعجبه ، من ساعة ماكانت بتستخبى منه لما ييجى عندنا وتتحجج بالف حجة ، ولما كانت تصمم تفضل فى البيت وماتسافرش معانا لما تعرف أنه هيبقى معانا فى السفرية اللى بترفضها ، مؤشرات كتير كانت واضحة زى الشمس ياهدى


هدى : انا كمان كنت بلاحظ كل ده بس مافسرتوش كده ، انا فكرت أنها مابتحبش صحبتهم ، فقلت اسيبها براحتها …...طب والعمل ياعامر 


عامر : انا عارف ومتأكد أنها بتحبه ، واللى فهمته من حاتم لما جالى النهاردة أن هو كمان معجب بيها جدا وبيحبها


هدى باستغراب : طب كان بيخطب أمانة ليه


عامر : ماهو ده اللى لازم اعرفه قبل اى حاجة 


……………………………


كان أسامة يجلس بغرفته يقرأ فى كتاب ما ، ليسمع صوت هاتفه ليجد أن خديجة هى المتصلة 


أسامة : حبيبتى وزوجتى المستقبلية


…………….


أسامة : انا براحتى على فكرة


……………


أسامة : ياستى ماتسيبينى احلم ، هو انتى لا منك ولا كفاية شرك ، ده بدل ما تبشرينا بشرة حلوة كده


……………


أسامة : ده انا ادفع عمرى كله


…………..


أسامة : احلفى ، يعنى وافق


………….


أسامة : انتى لسه هتضحكى ، اقفلى اقفلى ، انا هلبس وجايله حالا


……………………….


يهبط أسامة عدوا من الاعلى وهو ينادى والده 


عامر ،ايه يابنى الدوشة اللى انت عاملها دى


أسامة : معلش يا بابا ، بس كنت عاوز أسألك ، دلوقتى والد خديجة وافق أننا نكتب الكتاب قبل مانروح الموقع وانا رايحله دلوقتى ، ايه رأيك اروح لوحدى واللا المفروض حضرتك تكون معايا


عامر : الأصول انى ابقى معاك طبعا


أسامة : يعنى هاتيجى معايا


عامر : طبعا ، هغير هدومى واجيلك


……………………


فى اليوم التالى بالشركة


أمانة وهى تقبل خديجة : الف مبروك ياديجا ربنا يتمملك بخير ياقلبى


خديجة : الله يبارك فيكى يا أمانة عقبالك 


أسامة : على فكرة انا اللى اخوكى مش هى


أمانة وهى تقبله على وجنته : وانت كمان ياحبيبى الف مبروك 


أسامة : الله يبارك فيكى ياوش الخير 


نوح : الف مبروك يا اسامة ، الف مبروك يا آنسة خديجة 


خديجة واسامة : الله يبارك فيك


نوح بابتسامة : عقبالك يا أمانة


ليدخل عليهم حاتم ليقول بابتسامة واسعة : مبروك يا شقيق


أسامة : الله يبارك فيك يا شقيق


حاتم : مبروك ياباشمهندسة خديجة


خديجة : الله يبارك فى حضرتك ..شكرا


حاتم : عقبالك يا باشمهندسة أمانة


نوح ببعض الغيرة : قريب أن شاء الله


ليتبادل الجميع نظرات الاستغراب حتى قال نوح : انا هطلب ايد أمانة النهاردة أن شاء الله وحددت معاد مع عامر بيه


أسامة بدهشة : ومراتك


نوح بجمود : خلاص ...كل واحد راح لحاله


وعندما هم أسامة بالاسترسال فى أسئلته جذبه حاتم وهو يقول : ربنا يتمم بخير للجميع أن شاء الله ، تعالى معايا يا اسامة ، عاوز اوريك شوية حاجات


وعندما دخل حاتم الى مكتبه واغلق الباب قال : نوح عرف كل اللى كانت سهر بتعمله ووقعها فى شر أعمالها وطلقها


أسامة بدهشة : وامتى حصل الكلام ده


بعد وفاة مامته جالى وحكالى كل حاجة وساب الشركة بتاعته وبقى خلاص من ضمن الفريق الأساسى بتاعنا هنا


أسامة : طب وأمانة موافقة على الكلام ده


حاتم : الحقيقة ما اعرفش تفاصيل  , بس قلت الحقك قبل ماتقول كلمة كده واللا كده وتبقى مش مناسبة


أسامة : ماشى ، هروح انا اشوف الدنيا وصلت لفين


……………………..


عند نيللى ، كانت تجلس منكبة على ادواتها وتصميماتها ليدخل عليها حاتم ملقيا السلام لترد السلام بخفوت دون أن ترفع راسها إليه ليقترب منها قائلا : ايه الاخبار يا نيللى


نيللى دون النظر إليه : تمام ، انا تقريبا عملت تصميم تصويرى لمعظم الشغل و لما ننزل الموقع أن شاء الله كله هيبقى تمام


حاتم : طب ياريت تحطيلى كل الكلام ده على سي دى وتجيبيهولى مكتبى بعد نص ساعة عشان اللجنة الهندسية هتبقى موجودة وعاوزين يشوفوا اخر التطورات


نيللى : حاضر يافندم


…………………….


بعد انصراف اللجنة الهندسية من الاجتماع المنعقد ، كانت نيللى تلملم أوراقها استعدادا للمغادرة هى الأخرى حين قاطعها حاتم قائلا : خالى لما بلغك طلبى رفضتى ...ممكن اعرف أسبابك


نيللى وقد عقدت المفاجأة لسانها : ها


حاتم : بقوللك رفضتينى ليه


نيللى : ياريت لو احتفظ بأسبابى لنفسى 


حاتم : بتحيى حد تانى


نيللى بسرعة : لا طبعا


حاتم : يبقى ماينفعش


نيللى : هو ايه ده اللى ماينفعش


حاتم : انك تحتفظى بالاسباب لنفسك ، لو كنتى بتحبى حد تانى ..كان ده الشئ الوحيد اللى من حقك تحتفظى بيه ، لكن كون أن قلبك مافيهوش حد يبقى سبب رفضك حاجة تخصنى ، وانا احب اعرف السبب ده


نيللى : اعذرنى ، بس مش هينفع اقوله لك


ليقف حاتم أمامها قائلا : انتى شايفانى وحش اوى كده


نيللى : لا مش كده


حاتم ،: شايفانى ما اصلحش ابقى زوج ليكى


نيللى : برضة مش كده


حاتم : اومال ازاى 


نيللى : طب ممكن أسألك انا سؤال وتجاوبنى بصراحة شديدة 


حاتم : أسألى


نيللى : عاوز تتجوزنى ليه


حاتم : عشان بحبك


نيللى بذهول : فجأة كده حبتنى ، طب ازاى


حاتم : هو ايه اللى ازاى ، هو الحب فيه امتى وازاى وليه


نيللى بسخرية : لا مافيهوش ، بس برضة عمر السخرية مابتتقلب لحب ، طول عمرك كنت بتتتريق عليا وعلى شكلى وجسمى ...فاكر


حاتم : بس انتى اتغيرتى كتير عن زمان


نيللى : يعنى حبيت شكلى الجديد وبس


حاتم : يمكن يكون كلامك حقيقى ، بس ده كان فى البداية بس ، لكن بعد كده حبيت نيللى الفنانة ..نيللى المرهفة .. الغامضة ، نيللى الإنسانة


نيللى : معنى كده أن قلبك كان خالى وقت ما ده حصل


حاتم : أيوة ، بدليل انى من ساعة ما ابتديت اتعامل معاكى وانا مابفكرش غير فيكى


نيللى : اومال طلبت تتجوز اختى ليه


حاتم : لانى معجب بيها


نيللى بصدمة : افندم ...معجب بيها


حاتم : افهمينى يانيللى ارجوكى ، اعجابى بأمانة ماكانش إعجاب راجل بست ، لا ، اعجابى بيها كان ومازال اعجاب انسان لانسان


نيللى : مش فاهمة


حاتم : يعنى معجب بتفانيها فى شغلها ، فى هدوئها الشديد فى التعامل مع اللى حواليها ، فى احترام كل اللى حواليها ، فى تدينها 


لما طلبتها للجواز مرة ورا مرة كنت شايف فيها الإنسانة اللى هتراعى ربنا فى زوجها وبيتها ، لكن اول ما ابتديت احبك شفت فيكى كل ده إلى جانب كمان حبى ليكى واللى خلانى نسيت الدنيا وما فيها


ولعلمك نوح وأمانة هيتجوزوا قريب


نيللى بصدمة : وعشان كده طلبتنى للجواز ، لان أمانة هتتجوز نوح




                       الفصل العشرون من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×