رواية نوح والأمانة
الفصل العاشر
بقلم ميمي عوالي
سهر بلجلجة
انا لسه راجعة مصر من كام يوم ، يخلق من الشبه اربعين
ايمن بشرود : جايز ...بس عندى احساس قوى انى شفتك قبل كده
سهر وهى تحاول الهرب من هذا المأزق فتوجه حديثها إلى حاتم قائلة : بس حقيقى فرصة هايلة يا حاتم بيه أننا اتقابلنا النهاردة
حاتم بتهذيب : انا اسعد انى اتعرفت على الباشمهندس نوح ، كان نفسى اتعرف عليك من زمان ، واضح أن عيلتكم مليانة عباقرة ، لان أمانة الشهادة لله من يوم مادخلت الشركة وهى شغلها يعتبر علامة من علامات شركة عبد الراضى
نوح وهو ينظر بفخر لأمانة : الحقيقة أنا اجازتى دى امانة فاجأتنى بحاجات كتير ماكنتش واخد بالى منها
ايمن وهو يقبل أمانة من رأسها : اشوفك لما اصحى بقى احسن مش قادر افتح عينى اكتر من كده
هدى : انت مش هتتغدى معانا
ايمن : مش قادر ياماما ..معلش بقى لما اصحى ، ثم نظر للجميع وبطريقة تمثيلية قال : كل سنة وانتم طيبين ودايما متجمعين على الخير ...اشوفكم بكرة بقى
ثم استدار متجها إلى الداخل ولكنه توقف فى منتصف الطريق ورجع إلى سهر مرة أخرى قائلا : فى نيس السنة اللى فاتت فى رأس السنة بس ماكنتيش لابسة حاجة على شعرك وكنتى عاملة شعرك احمر وفى بار
لينظر نوح بجمود الى سهر التى ارتبكت ولكنها حأولت التظاهر بالعكس وقالت : يمكن اختى ..أصلها شبهى اوى ، ماما أصلها متجوزة وعايشة فى نيس
نوح لسهر بخفوت : بس انتى كنتى فعلا هناك فى رأس السنة
سهر : الحقيقة مش فاكرة
لينظر لها ايمن بنصف عين ولكنه نظر لحاتم مرة أخرى الذى كان يبادله بنظرة ذات مغزى فعاد إلى الاتجاه للداخل مرة أخرى وهو يشير لهم بالتحية بظاهر كف يده
لينهض حاتم هو الآخر وهو يحاول الاستئذان للانصراف ولكن عامر أوقفه قائلا : انت مش متفق مع أسامة انك هتقضى اليوم معانا
حاتم : معلش ياخالى ، حاسس انى انا كمان عاوز انام
هدى : نتغدى سوا وبعدين اعمل اللى انت عاوزه ، ثم إن كلهم عندك مسافرين وماحدش موجود منهم ، هتروح تلاقى البيت فاضى
عامر : خلاص بقى ياحاتم ...اقعد ولما نتغدى اعمل اللى انت عاوزه
ليجلس حاتم مرة أخرى ولكنه فى هذه المرة جلس بجوار نيللى التى كانت تمسك بيدها قلم من الفحم ولوحة متوسطة الحجم وتقوم برسم صورة جماعية تضم الجميع ولكنه لاحظ أنه يكاد يكون الوحيد باللوحة الذى يبدو وجهه واضح الملامح بشدة ، ولاحظ أيضا أن نيللى لم تضع نفسها معهم باللوحة ولكنه وجد بطرف اللوحة شئ يشبه الصندوق الزجاجى المعتم وبداخله شخص ما يراقب الجميع دون أن يلتفت إليه أحد أو يعيره انتباها
وقد شعر حاتم أنها تقصد نفسها بهذا الصندوق المعتم وراح يتذكر نيللى فى طفولتهم فكانت دائما متكومة على نفسها ، لا تشاركهم لعبهم وتجمعاتهم ولهوهم ، بل كانت بطيئة الحركة بسبب بدانتها المفرطة وقتها فكانت فى طفولتها ذات جسد ممتلئ بشدة نتيجة تعاطيها لبعض الأدوية المحتوية على مادة الكورتيزون ، مما كان يسبب لها حرجا دائما فى التعامل مع من يحيطون بها ، ولكنها الآن تتمتع بجسد رشيق فتان جذب انتباهه رغم ارتدائها لملابس محتشمة فضفاضة لكن الهواء عندما حرك ملابسها لفت انتباهه أن تلك الفتاة لا تمت بأى صلة لطفلة الماضى ، ونضجها اثر أيضا على ملامحها فأصبحت جميلة الملامح إن لم تكن فاتنة ، فلم تحتفظ بشئ من ملامحها الا عيناها ، تلك العيون التى تشبه حبة البندق العائمة فى نهر من اللبن الصافى برموش كجيش من الحرس يصطف على جانبى طريق ممهد
حاتم وهو يحمحم و يجلى صوته : ايه الجمال ده ، انا ماكنتش اعرف انك شاطرة كده ، اللوحة تجنن ، ماحدش ابدا يصدق انك رسمتيها فى نص ساعة مش اكتر
نيللى بوجل : شكرا
حاتم : بجد تحفة ، اعملى حسابك أن معاد الانترفيو بتاعك أن شاء الله يوم الاربع اللى جاى الساعة عشرة الصبح انا مش هتنازل ابدا عن موهبتك دى
لتنهض نيللى وهى تلملم ادواتها قائلة : أن شاء الله
حاتم : ايه ده ….انتى خلصتى
نيللى : حطيت الأساس وبكمل مع نفسى براحتى بعد كده
حاتم : ممكن ابقى أشوفها لما تخلصيها
نيللى : ليه
حاتم باستغراب : حابب أشوفها ، بس ياريت لو تحطى نفسك وسطينا ، هتبقى اجمل
لتنظر له نيللى بنظرة احتار فى تفسيرها وقالت قبل أن تتصرف من أمامه : عمرى ماكنت وسطكم
وتركته واتجهت إلى الداخل وغابت مايقرب من العشر دقائق وعادت مرة أخرى للجلوس بجوار أمانة فى صمت
لتأتى الخادمة من الداخل لتخبر هدى بأن الطعام جاهز ، لتدعوهم هدى إلى تناول الغداء بالداخل
وبعد الغداء يتجهوا للجلوس مرة أخرى بالحديقة لتناول المشروبات ليقول أسامة : بكرة أن شاء الله معادنا مع الناس الساعة سبعة ونص
عامر : أن شاء الله ربنا ييسر لكم الأمور ويتمم بخير
أمانة : على فكرة يابابا ..خديجة انسانة محترمة وملتزمة جدا واهلها كمان ناس طيبين جدا
عامر بطيبة : يبقى مش محتاج اسال عنهم
نعمة : دول جيراننا من زمان بصراحة عمرنا ماشفنا منهم غير كل خير ، ربنا يتمم بخير أن شاء الله
هدى : يبقى تنزل النهاردة بالليل أو بكرة الصبح أن شاء الله تختار هدية حلوة كده لعروستك
سهر بفضول : هدية زى ايه يعنى
هدى : يعنى اسورة أو خاتم شيك كده
أسامة : خلاص بالليل أن شاء الله ابقى اشوف كده
لينهض نوح قائلا : الف مبروك يا اسامة ربنا يتمملك بكل خير ، واحنا هنستاذن بقى
هدى وأمانة فى نفس الوقت : لسه بدرى
نعمة : كفاية كده ، انا ماجيبتش العلاج بتاعى معايا ، ولما باخده بنام ، وكمان الولاد ماناموش من امبارح
أمانة وهى تحتضن نعمة : خدى بالك من نفسك
نعمة ضاحكة : وانتى كمان ، هيوحشنى مناكفتك فيا
نوح : متاكده انك مش هتحتاجى العربية
أمانة برضا : لا مش هحتاجها ، واسامة هيجيبنى على خمسة كده عشان الحق اغير هدومى وأجهز
نوح : واعملى حسابك انى هاخدك معايا وانا بجيب عربيتى ، اكيد عارفة معرض كويس
أمانة : أن شاء الله، مبروك مقدما
وبعد وداعهم ، يودعهم حاتم هو الآخر وينصرف بعد الاتفاق مع أسامة على اللقاء مرة أخرى مساءا
وتتفاجئ أمانة بأسامة وهو يحملها ويعدو باتجاه الأعلى وسط ضحكات الجميع ولم يتركها الا أمام غرفتها وهو يقول : احنا عندنا خدمة التوصيل مجانا
أمانة بمرح : كنت فين انت قبل ما اجيب العربية
أسامة : كنت شغال على خط تانى
لتأتى هدى من خلفهم وتفتح باب الغرفة وتدعو أمانة للدخول وهى تقول : يارب الاوضة تعجبك ياامانة ، لو حبيتى تغيرى اى حاجة قولى ياحبيبتى على طول
لتجد أمانة الغرفة غاية فى الأناقة والرقى ولها حمام خاص لتقول : الاوضة جميلة ياماما ، انا متشكرة اوى ، وحاضر لو احتجت اى حاجة هقولك على طول
هدى : طب ياحبيبتى ريحى شوية ، وهصحيكى على صلاة المغرب
أمانة : ماشى
لتتركها امها مغلقة الباب من خلفها ، لتضع أمانة نفسها بفراشها بعد أن خلعت عنها نقابها وذهبت فى سبات عميق
…………..
فى غرفة نوح
كان نوح يبحث بين حاجياته على شئ ما فى صمت تام بينما سهر قد دخلت الفراش وراحت فى نوم عميق ، أما نوح فكان قد وجد ضالته اخيرا فى صورة فوتوغرافية تضم سهر مع امها وشقيقتها التقطت لهم فى آخر زيارة قامت بها سهر لامها وكانت فى رأس السنة ولم يتمكن نوح من الذهاب معها ، حيث كانت ظروف عمله لا تسمح له باخذ اى اجازات ،فذهبت سهر وحدها وامضت مع عائلة امها مايقرب من الاسبوعين
وعندما رفع الصورة أمام عينيه كانت سهر تصبغ شعرها باللون الاحمر النارى بينما شقيقتها والتى تصغرها بخمسة أعوام ولكنها شديدة الشبه بسهر كانت تصبغ شعرها باللون الاسود مع بعض الخصلات الزرقاء
واخذ نوح ينقل نظره بين الصورة وبين سهر ولكنه فى النهاية قام بلصق الصورة على المرآة وذهب هو الآخر إلى النوم
…………………
فى اليوم التالى
ذهب عامر وزوجته وأبنائه بصحبة أمانة إلى خطبة خديجة وتم قراءة الفاتحة والاتفاق على موعد لعقد القران والزفاف بعد ستة أشهر بعد أن رفض والدها لعمل اى احتفالية بالخطوبة وأصر أن يكون احتفالا واحدا بعد ستة أشهر مع وضع محاذير على اى لقاءات قد تضم أسامة وخديجة خارج االعمل أو الإطار العائلى
وكان أسامة شديد السعادة رغم تعنت والد خديجة لكنه وافق مجبرا على تنفيذ أوامره وهو يدعو الله أن تمر تلك الاشهر سريعا
وقد اتفق مع والد عروسه على أن يتم الزواج بشقة كان قد اشتراها أسامة بحى راق بعد أن يتم تجهيزها بالكامل ، ثم إن أراد أسامة أن يعود للعيش مع والداه فليكن له مايريد
وبعد ذلك صعدت أمانة إلى شقتها مع شقيقتها نيللى بعد أن أصرت على أن تأخذها معها للمبيت سويا ، وعاد الباقى إلى منزل عامر
لتحضر لهم نعمة العشاء وتجلس معهم لبعض الوقت ثم تتركهم وتعود إلى شقتها مرة أخرى
لتجد أن نوح وسهر مازالا بغرفتهما بعد أن تشاحنت سهر مع نوح بشدة بسبب إصرارها على الذهاب الى منزل خديجة بصحبة أمانة واسامة ولكن كلامها قوبل بالرفض الشديد من نوح ، فغضبت سهر بشدة ودلفت إلى حجرتها وقام نوح وذهب ورائها واعتقدت نعمة أنه ذهب ليراضيها ولكن الواقع كان شئ اخر
دخل نوح مغلقا الباب خلفه بهدوء وهو يقول : انتى مش عاوزة تبطلى عادتك دى
سهر بامتعاض : عادة ايه دى اللى بتتكلم عنها
نوح : كل ماتتعرفى على حد معاه فلوس تبقى عاوزة تلزقيله بأى شكل
سهر : مش احسن ما أجرى على الفقر بالمشوار ، ثم من جاور السعيد يسعد
نوح : اسمعى ياسهر ، انا مش عاوز ارجع للموال القديم ده ووجع القلب من تانى ،. اعقلى بقى انتى واحدة متجوزة راجل ، مش شورابة خورج
سهر بتهكم : وهو حد داسلك على طرف ، ايه المشكلة يعنى انى عاوزة انبسط شوية
نوح : بلاش تستفزينى يا سهر لو سمحتى ، مش كفاية انى ماحاسبتكيش على دى
قالها وهو يشير إلى صورتها التى قام بالصاقها على المرآة
سهر بتوتر : وهتحاسبنى على صورة ازاى يعنى
نوح : بلاش استهبال ، انتى عارفة كويس اوى انا بتكلم على ايه
سهر ،: انا مش عارفة حاجة
نوح : لما تبقى بعيدة عن جوزك بالاميال ، ويبقى منبه عليكى انك تتعاملى مع الكل بحدود ، تقومى تروحى تصبغى شعرك وتقلعى حجابك وتسهرى فى بار والله اعلم كنتى مع مين كمان
سهر بلجلجة : مش انا ، دى اكيد ريتاج اختى
نوح وهو يقذف بالصورة فى وجهها : اختك شعرها اسود ياسهر ، انتى اللى كان شعرك احمر ..والله اعلم كنتى بتعملى ايه يخلى واحد زى ايمن فاكرك لحد دلوقتى وبالتفصيل ده
ليشحب وجه سهر بشدة وهى تقول : هكون عملت ايه يعنى ….اهى سهرة وعدت وخلاص
نوح بدهشة : يعنى انتى ...مش اختك زى ماكنتى بتقولى
سهر وهى تأخذ وضعية النوم : مش فاكرة وسيبنى بقى عشان هنام
نوح : نامى ياسهر ...نامى ..لما اشوف اخرتها معاكى
الفصل الحادى عشر
فى غرفة أمانة ….تستعد أمانة ونيللى للنوم بعد أن أصرت أمانة على أن يناما معا بغرفة واحدة ، وبعد أن اندسا بالفراش قالت أمانة : مش هتحكيلى يا؟ نوللى
نيللى : جديدة نوللى دى، عاوزانى احكيلك ايه بالظبط
أمانة وهى تغمز بعينيها : على اللى جوه القلب
نيللى وهى تتعمد أن لا تنظر بعينيها : ماعنديش حاجة تتحكى
أمانة : لا عندك ...وعندك كتير اوى كمان ، هتحكيلى انتى واللا اعمل تحرياتى الخاصة
نيللى بابتسامة: تحرياتك مرة واحدة
أمانة : ااه تحرياتى، وبعدين مش احنا اتفقنا اننا مش هنخبى حاجة عن بعض ، هترجعى فى اتفاقنا بقى واللا ايه
نيللى بهدوء : عاوزة تعرفى ايه يا أمانة
أمانة وهى تنظر بعينيها : حاتم
نيللى : ماله
أمانة : انا اللى يسأل ، حاساه اتفاجئ بيكى يوم ماشافك فى مكتبى، وحسيتك بتتحاشى تتعاملى معاه ...ليه
لتتنهد نيللى بعمق وتقول بأسى : انا للاسف طفولتى ماكانتش زى باقى الولاد ، كان عندى حساسية شديدة وكان لازم امشى على قرص علاج بالكورتيزون لفترة طويلة ، و ده سببلى زيادة فظيعة فى وزنى واللى كان بيخلى الكل يتتريق عليا ويتنمروا على شكلى ، وكان ممنوع اعمل اى نشاط عشان صدرى مايقفلش ، فمن الآخر كنت لوحدى تماما ، كنت دايما بقوم بدور المشاهد اللى بيتفرج من بعيد ، حتى اخواتى كانوا بيزهقوا لو قعدوا جنبى شوية فكانوا على طول مع اصحابهم، حتى ايمن رغم أنه توأمى
أمانة بحنان : طب وانتى دلوقتى خلصتى القرص بتاع العلاج بتاعك واللا لسه
نيللى : خلصته من خمس سنين ومن ساعتها وانا فى محاولات انى ارجع لوزنى الطبيعى
أمانة بعبث : اكتر من كده ، ده انتى تهبلى
نيللى بابتسامة : تصدقى أن انتى الوحيدة اللى اهتميتى بيا بعد بابا
أمانة : ازاى بقى مش فاهمة
نيللى : لما كنت لسه تعبانة ووزنى زايد كنت بحس أن ماما واخواتى بيتكسفوا يعرفونى على حد عشان ما احرجهمش ، بابا الوحيد اللى كان دايما جنبى وبيسأل عليا باستمرار
أمانة : وليه ماتقوليش أنهم كانوا بيخافوا على مشاعرك من أن اى حد ممكن بجرحك أو يضايقك بأى كلمة أو تعليق
نيللى بشبه ابتسامة : الحقيقة عمرى ماحسبتها كده ، اصلى بصراحة شكلى كان عار
أمانة ضاحكة : واديكى غسلتى عارك باديكى ، بس برضة ماقلتليش ايه حكاية حاتم معاكى
نيللى بخجل : حاتم يبقى البنى ادم الوحيد اللى حبيته فى حياتى ، بس للاسف عمره ماشافنى
أمانة : مش ده اللى شفته
نيللى بانتباه : وايه اللى شفتيه
أمانة : شفت اهتمام وشغف
نيللى باستهزاء : أنهى شغف ده وهو اتفاجئ بيا وماكانش عارفنى اصلا
أمانة : ماهو ده اللى انا أقصده ، انك كنتى مفاجأة بالنسبة له ، حسيت أنه مبهور بيكى
نيللى بسخرية : مبهور مرة واحدة
أمانة : أيوة مرة واحدة ، صدقينى واللى شفته امبارح اكدلى ده
نيللى : وايه بقى اللى شفتيه امبارح
أمانة : شفته مركز معاكى حبتين تلاتة ، حتى وهو بيستاذن عشان يمشى ..كان بيستاذن من بابا لكن عينه كانت عليكى
نيللى بمرح : ده انتى مشغله الرادار من ورا النقاب
أمانة ضاحكة : اومال يابنتى ، سيبينا ناكل عيش
نيللى بخجل : يعنى تفتكرى أنه ممكن يكون مهتم بيا
أمانة : انتى لسه بتحبيه ..مش كده
نيللى وهى تومئ برأسها : أيوة
أمانة : طب ليه بتستخبى منه
نيللى : مش منه لوحده يا أمانة ، الحقيقة أنا لغاية دلوقتى ماعنديش ثقة كفاية فى روحى
أمانة : غريبة ، اومال أسامة كان بيقول انك ذلاهم بحلاوتك وجمالك
نيللى : ده مجرد تهريج بحاول بيه انى انسى حالتى شوية
أمانة بامتعاض : حالة ايه دى اللى تنسيها ، ده انتى ارفع منى وجسمك موز موز موز
نيللى : بجد يا أمانة
أمانة : عاوزانى احلفلك يعنى
نيللى : يعنى ممكن حاتم ينسى شكلى زمان ومايفتكرش غير شكلى دلوقتى بس
أمانة : انتى كنتى مريضة يانيللى ، والحمدلله أن صحتك بقت احسن ، هو ده المهم ، وبعدين افرضى أنه مانسيش شكلك وانتى صغيرة ...تفرق ايه ، وبعدين عاوزة اقوللك على حاجة ..حبى اللى يحبك من جواكى يانيللى مش اللى يحب شكلك
نيللى : بس مانقدرش ننكر أن عيونا بتحب قبل نفوسنا يا أمانة
أمانة : حب العيون ده بيبقى اعجاب وانبهار ، لكن حب النفوس ده هو اللى بيتاصل جوانا ، بس برضة انا حاسة أن حاتم معجب بيكى واوى كمان
نيللى : طب ننام بقى واللا ايه
أمانة وهى تتثائب : انا نمت اصلا ...تصبحى على خير
نيللى بابتسامة : وانتى من أهله حبيبتى
………………….
فى منزل حاتم
يجلس كل من حاتم واسامة وأيمن ويخيم على الاجواء شئ من التوتر
حاتم : أهدى بس يا اسامة بالراحة
أسامة ببعض الغضب : أهدى ايه بس يا حاتم ، يعنى عجبك اللى عمله ، تقدر تقوللى استفاد ايه من الكلمتين الخايبين اللى قالهم
ايمن ببرود : لو على الاستفادة ..فأنا استفادت وكتير اوى كمان
أسامة : وايه بقى اللى استفدناه ياعم ابو العريف
ايمن : انى شبه اتاكدت أن جوزها ملطوخ على قفاه
أسامة : ياسلام على الالفاظ الهاى كلاس ….واتاكدت ازاى يافصيح
ايمن : يابنى انت ماشفتش تعبيرات وشه كانت عاملة ازاى ، ده غير أنها لما حاولت تنكر فى الاول ، قاللها انها فعلا كانت هناك فى الوقت ده بس مش بصوت عالى ، انا اللى سمعته عشان كنت واقف جنبهم
حاتم : برضة يا ايمن ده شئ مايخصناش ومايفرقش معانا ان كان عارف واللا لا ، كل واحد حر فى حياته
ايمن بتنهيدة : يمكن ماتكونوش بتهتموا بكلامى أو رأيى ...أو شايفين انى مش اد المسئولية ، لكن اللى انا لمسته اليومين اللى قعدتهم عند أمانة أن نوح مهم جدا عند أمانة ، وماتنسوش أنه يعتبر كان قريبها الوحيد هو ومامته لحد ما احنا ظهرنا ، يعنى كل أهلها ، فماينفعش يبقى فى شك ولو واحد فى المية أنه بنى ادم مش كويس واسكت
وكمان عشان حسيت أنه مايستاهلش يبقى عايش وهو مخدوع بالشكل ده لازم على الأقل حد يلفت نظره أن مراته مدوراها بالشكل ده ، وماتنكرش ياحاتم أن انت نفسك كنت بتشتكى من أسلوبها وطريقة معاملتها لما جاتلك الشركة اكتر من مرة بحجة العقود بتاعة الشغل
حاتم : تصدق أن دماغك طلعت عالية يا واد يا ايمن ، مع أن اللى يتعامل معاك مايقولش كده خالص
ايمن وهو يمثل الغرور : انا بس مابرضاش اتكلم عن نفسى كتير
…………………….
فى شقة أمانة
تجلس أمانة مع نيللى ونعمة يتحدثون عن ذكرياتهم بين ضحكاتهم ليستمعوا لجرس الباب ، لتنهض أمانة وهى تضع نقابها وتتجه إلى الباب لتجد أن القادم ماهو الا نوح
أمانة : اهلا ..اتفضل
نوح : ازيك يا أمانة اخبارك ايه
أمانة بود : انا الحمدلله تمام ، ادخل ..مراة عمى ونيللى قاعدين جوة فى الليفنج
لياتيهم صوت نعمة من الداخل : تعالى يانوح انا هنا
ليدخل إليهم نوح وهو يحمحم بصوته ويلقى السلام ثم يجلس بجوار أمه وهو يقول بمرح : هو مافيش اللا أمانة واللا ايه ، مش ناوية تسألى عنى شوية
نعمة : وهو انت ناقصك حاجة يابنى
نوح : ناقصنى انتى ياحاجة ، انا بقيت اشوفك صدفة
أمانة : احنا هنقطع على بعض واللا ايه
نوح : ااه وبقولك ايه هو الكحك خلص
أمانة : لا لسه ، عاوز ...اجيبلك
نوح : ياريت لو كحكيتين ، احسن عاوز اكل حاجة حلوة
نيللى ضاحكة : هو انتو ممسكين أمانة التموين واللا ايه ، بتعينوا عندها الحاجة وبعد كده تستلفوها
أمانة : ااه يابنتى طبعا ، وبالذات الكحك ، ده ممتلكات خاصة
قالتها وهى تضع طبق ملئ بحلوى العيد أمام نوح ثم قالت : صحتين وهنا
نوح وهو يتناول الكعك : هتيجى معايا اشوف عربية زى ما اتفقنا
أمانة : حاضر ...شوف عاوز تروح امتى وقولى
نوح : ياريت لو النهاردة ، عاوز اخلص قبل ما انزل الشغل
نيللى : انا اعرف معرض سيارات اسعارهم حلوة واجراءتهم كمان بيخلصوها بسرعة
نوح وهو ينظر لأمانة : ايه رأيك
أمانة : اللى يريحك
نوح بود : انا من الاول رميتلك الكورة فى ملعبك
أمانة : خلاص نعدى على المعرض اللى انا اعرفه الاول نتفرج ونعرف الاسعار والدنيا فيها ايه وبعد كده نروح على اللى نيللى قالت عليه ونقارن وتختار
نوح : امتى
أمانة : زى ماتحب
نوح بتنهيدة : امتى يا أمانة
أمانة بابتسامة فرحة لم تظهر من نقابها : غير هدومك على ما احنا كمان نلبس
نوح : ماشى ياللا
نعمة : هى مراتك فين اومال
نوح : ما اعرفش ، قالت هتروح تزور واحدة صاحبتها
………………………
ذهبت أمانة بصحبة نوح ونيللى فى جولة لمعارض السيارات وتجولوا بين السيارات لمعرفة مميزات كل ماركة وموديل واختلافها عن الأخرى ،وكانت المفاجأة أن المعرض الذى قصدته نيللى هو نفس المعرض الذى كانت اقترحته أمانة منذ البداية
وما أثار دهشة أمانة أن نوح ترك لها اختيار ماركة السيارة وموديلها وكأنها تختار سيارتها الخاصة وكلما اعترضت كان رده : انتى ادرى بطرق البلد فى السواقة منى وعارفة ايه اللى يستحمل وايه لا
لتختار له أمانة سيارة دفع رباعى غالية الثمن قائلة : لو على الاستحمال هى دى اللى هتستحمل وتشيل
لتتفاجئ بنوح يقول لها : وانا مش هنزللك كلمة بس اأخد أنهى لون
أمانة بذهول : ماشاء الله تبارك الله...لو هتاخدها اللون الاحمر يجنن بس الاسود هيبة برضة كده ، بصراحة اللونين احلى من بعض ، خد الاسود
نوح : ماشى يبقى الاسود
ليجلس نوح مع صاحب المعرض لإنهاء جميع الإجراءات والاتفاق على موعد استلامها بعد إنهاء جميع الأوراق اللازمة
وفى أثناء خروجهم يسمع نيللى تقول : هى مش دى سهر واللا انا متهيالى
لينظر نوح إلى الاتجاه الذى تنظر له نيللى ليجد سهر تركب سيارة فارهه مع شاب ما وهى تضع مكياج صارخا وبدون غطاء رأسها
وما أن تلاقت اعين نوح مع سهر حتى سمعوا سهر وهى تصرخ بمن معها قائلة : اطلع بسرعة بسرعة
لتختفى السيارة من أمامهم فى ثوانى وكأنها لم تكن ليتمتم نوح بسبة بذيئة سمعتها أمانة بوضوح ولكنها ادعت عكس ذلك ، كما ادعت أن شيئا لم يكن لتنادى على نوح قائلة : ها يانوح خلصت كل الاجراءات واللا لسه
نوح وهو يحاول أن يتمالك أعصابه : ااه يا أمانة خلصت ياللا بينا
نيللى : طب ممكن توصلونى البيت الأول قبل ما تروحوا
أمانة : ماشى ياللا بينا
نوح وهو يعطى المفاتيح لأمانة ويقول بعدم تركيز : معلش يا أمانة ، وصلى انتى اختك وروحى ...انا ورايا مشوار مهم هخلصة وابقى اروح
لتمسك أمانة نوح من ذراعه وهى تقول بخوف : هتروح فين يانوح
لينظر نوح من فوق كتفه إلى كفها الممسك بذراعه لتشعر بالخجل وتسحب يدها بسرعة ليبتسم لها نوح مطمئنا إياها قائلا : ماتقلقيش عليا
ليظل واقفا بمكانه حتى ذهبت أمانة ونيللى من أمامه ثم قام بإيقاف إحدى سيارات الأجرة وأعطاه عنوان ما وانطلق هو الاخر فى طريقه....