رواية نوح والأمانة الفصل الثاني والعشرون و الثالث والعشرون


 

رواية نوح والأمانة


الفصل الثانى والعشرون

بقلم ميمي عوالي 


فى أحد النوادى الاجتماعية الشهيرة يجلس كل من ايمن ونيرة متقابلين ويبدو على نيرة التوتر الشديد وهى تقول : انت بتتكلم جد يا ايمن ، انت فاتحت خالو وطنط هدى فى الموضوع


ايمن بهدوء شديد : انتى مالك قلقانة وخايفة كده ليه ، هو احنا عاملين عاملة ...  اتنين بيحبوا بعض وعاوزين يتجوزوا فى الحلال ...ايه المشكلة


نيرة بذهول : انت ازاى واخد الموضوع بالبساطة دى


ايمن : انا اللى مش فاهم انتى ليه متوترة كده


نيرة : انت ازاى مستهون كده برد فعلهم 


ايمن : اسمعى يانيرة ..احنا مش صغيرين ودى حياتنا احنا ، واحنا بس اللى نقرر نقضى عمرنا مع مين وازاى


نيرة : بس دول أهلنا يا ايمن ومن حقهم برضة أنهم يقولوا رأيهم ووجهة نظرهم


ايمن : وانا مش بمنع حد أنه يقول رأيه ، لكن مجرد رأى وبس ، لكن القرارات والتنفيذ دى لينا لوحدنا ، احنا اللى هنعيش مش حد تانى


نيرة : لكن هم بيبقى ليهم وجهة نظر ناتجة عن تجارب سابقة اديتلهم خبرة مش عندنا


ايمن : مش هنكر ده ، لكن برضة هم مايعرفوش اللى جوة قلوبنا ولا لمسوه ، يمكن يحسوا بحبنا لبعض ، لكن ممكن يشوفوا أنه مش كفاية ، فهل انتى ممكن تنقادى برأيهم ده لمجرد أن يمكن يكون عندهم خبرة اكتر مننا


لتصمت نيرة وهى فى حيرة من أمرها ليقترب ايمن وهو يستند بذراعه على المنضدة وهو يقول : لازم يبقى عندك ثقة فى قلبك يانيرة عشان يبقى عندك الشجاعة للمواجهة


نيرة : وانت عندك الثقة دى


ايمن : اكيد والا ماكانش يبقى عندى الشجاعة الكافية انى اكلم بابا وماما وكمان انى اطلبك من حاتم


نيرة بشهقة عالية وهى تضع كف يدها على فمها بذعر : انت قلت لحاتم


ايمن : وهقول للدنيا كلها


 نيرة برهبة : قلت ايه لحاتم


ايمن ببساطة شديدة : قلتله انى بحبك من زمان وانى مااتكلمتش غير لما اتأكدت انك بتبادلينى نفس مشاعرى


لتنهض نيرة من مكانها وهى تجمع حاجياتها بحقيبة يدها وهى تقول : انت اكيد اتجننت ، وكان المفروض انك تقوللى على حاجة زى كده من قبل ما تعملها 


وعندما همت للمغادرة وقف ايمن أمامها وهو ينظر لها بشبه غضب قائلا : ممكن اعرف انتى ايه اللى مخليكى مش عاوزانى اتقدم واطلبك ….ايه بقى ، رجعتى فى كلامك مثلا


نيرة : كلام ايه اللى رجعت فيه ..هو انا كنت اتفقت معاك على حاجة عشان ارجع فيها 


ايمن : انا اكتفيت انى اخيرا اتاكدت انك بتبادلينى مشاعرى، هعوز ايه تانى ، وهستنى ايه تانى ، هخاف ليه ، انا مش فاهم ايه الرعب اللى راكبك ده ، قلتلك مليون مرة شيلى فرق السن ده من دماغك ، ماتفكريش غير انى ابن خالك وبس 


ثم صمت ليلتقط أنفاسه قليلا ليقول : يانيرة انا بحبك ، وانتى بتحبينى ، يبقى ليه نضيع عمرنا واحنا خايفين اكننا عاملين عملة


نيرة : انت عاوز تفهمنى ان خالو ومامتك هيوافقوا 


ايمن بابتسامة : طب لو قلتلك أنهم فعلا موافقين 


نيرة وهى تعود للجلوس مرة أخرى : احلف


ايمن : طب واحلف ليه واحنا جايينلكم النهاردة بالليل عشان نخطبك رسمى


نيرة عدم استيعاب : تخطبوا مين


ايمن بضحكة صاخبة : احنا هنبتديها عبط واللا ايه ، انا قلت تعرفى منى قبل ماتعرفى من عمتو 


وعندما صمتت نيرة وهى تحاول استيعاب ماهى مقدمة عليه قال ايمن : يانيرة ياحبيبتى كل اللى مطلوب منك انك لما يسألوكى على رأيك تبقى مؤمنة من جواكى أن عمر ماحد فى الدنيا دى ممكن يعشقك عشقى ليكى 


لتبتسم نيرة و تقول : وانا مش هتنازل عن عشقك ده ايمن


…………………..


فى شركة عبد الراضى


كان فريق المهندسين يرتبون ادواتهم وتصميماتهم استعدادا لإرسالها إلى الموقع 


نوح : ماتنسيش يا أمانة سيديهات التصوير 


أمانة : اخدتها ماتقلقش


أسامة : ياترى فى هناك شبكة انترنت واللا مافيش


أمانة : دى اول حاجة طلبتها من المهندس حاتم 


أسامة بسعادة : يعنى فى


أمانة : أيوة ، بس ايه السعادة دى كلها


أسامة : يعنى بالليل نقدر نرغى على النت


خديجة : وهترغى مع مين بالليل


أسامة : مع المدام


خديجة بغضب : مدام مين 


أسامة بقلة صبر : هيبقى أنهى مدام يعنى ، هو انا متجوز كام واحدة


خديجة : طب ما احنا هتبقى مع بعض طول النهار ، هنرغى كمان بالليل ، الليل ده عشان نستريح ونشحن لتانى يوم


لتضحك أمانة بشدة على ملامح أسامة التى يعلوها الاحباط الشديد وتقول : لأ ...اوعى تيأس بسرعة كده ، اصبر واديها فرصتها أنها تعبر عن نفسها وبعدين ابقى عبر عن نفسك انت كمان


أسامة وهو يدعى البكاء : انا عملت ايه بس فى دنيتى عشان يحصللى كده 


نوح : طب ياريت تعيط بعيد شوية عشان نشوف شغلنا


لتدخل عليهم نيللى قائلة بمرح : ها حضرتوا شنطكم واللا لسه


أمانة : ااه ولمينا هدومنا كلها


نيللى : هتروحوا مع ايمن الليلة دى واللا هتستندلوا


أمانة : انا عن نفسى راشقة طبعا ، دى صاحبة عمرى


نوح بتساؤل: تروحوا فين


أمانة : رايحين نخطب نيرة لايمن النهاردة


نوح بعدم اهتمام : مبروك


أسامة : والله انا خايف من رد فعل عمتو 


نيللى : الصراحة انا كمان


خديجة : المفروض طالما بيحبوا بعض ماحدش يقف قدامهم 


أمانة والسعادة تبدو على صوتها : اللى حسيته من ايمن وهو بيحكيلى أنه بيعشقها مش بيحبها بس


نوح : مش دايما الحب بيبقى كفاية ، فرق السن ده برضة ممكن يعمل مشكلة بعد كده


أسامة : انا مش معاك يانوح ، انا شايف أن الحب اهم حاجة فى العلاقة واى حاجة تيجى بعد كده


نوح : انا ماقلتش أن الحب مش مهم ، انا اقصد أن أحيانا بيبقى فى حاجات اهم من الحب


خديجة : حاجات زى ايه


نوح : العشرة ، التفاهم ، الجذور


نيللى باستفهام : جذور ايه ، مش فاهمة قصدك


نوح : اقصد الامتداد ، البقاء ...النسل يعنى 


ليدخل عليهم حاتم قائلا : ها ياجماعة ، جهزتوا واللا لسه 


نوح : معظم المعدات اتحملت على العربيات ، ومافاضلش غير حاجات بسيطة 


حاتم : تمام ، وبعد اذنك يا باشمهندسة أمانة عاوز نسخة من الرسومات كلها عندى قبل السفر


وعندما لم يتلقى اى رد من أمانة أعاد عليها ماقاله مرة أخرى ولكنه أيضا لم يتلقى منها ردا 


حاتم : باشمهندسة أمانة  


أمانة وكأنها لم تكن معهم من البداية : أيوة 


حاتم : انتى مش معانا خالص


أمانة بارتباك : معلش ياباشمهندس ، بس كنت برتب شوية حاجات فى دماغى


ليعيد عليها حاتم ماطلبه مرة أخرى لتومئ برأسها قائلة : انا سلمت عند حضرتك فى السكرتارية نسخة من نص ساعة


حاتم : تمام ، اشوف وشكم جميعا على خير وان شاء الله بالتوفيق وهكون عندكم كل اسبوع وهنفضل دايما على تواصل


ليتركهم حاتم عائدا الى مكتبه لينهمك الجميع مرة أخرى لمراجعة ماتم تحضيره


………………………


فى منزل عبد الراضى 


كان يجلس عامر وهدى وجميع أبنائهم بصحبة عبد الراضى وجميلة شقيقة عامر ووالدة حاتم ونيرة


عبد الراضى : نورتونا ياعامر ، بقى ينفع كده ، مانتقابلش غير فى المناسبات 


عامر : ما انت عارف ياعبده المشاغل ، وربنا يخلى الولاد اللى هيفضلوا دايما مجمعينا دايما مع بعض


عبد الراضى : يارب دايما على خير


أمانة : لو تسمحيلى يا طنط جميلة ..اطلع لنيرة


جميلة : انتى بتستأذنى يا أمانة ، ده بيتك ياحبيبتى اتفضلى


وبعد صعود أمانة للأعلى يقول عامر : انا طبعا فاتحت عبده فى الموضوع لكن انا بعيدها تانى فى حضورك ياجميلة : انا يشرفنى اطلب ايد بنتى نيرة لابنى ايمن 


جميلة : احنا طبعا يشرفنا ياعامر ، بس انا مش موافقة


وعندما هم عامر بالحديث أشار له ايمن قائلا : اسمحلى يابابا انى اتكلم


عامر : اتفضل يا ابنى


ايمن : انا عارف عمتو بتفكر فى ايه ، أن نيرة أكبر منى ، واللى عاوز عمتو تعرفه أن نيرة كبيرة فى قيمتها عندى مش فى سنها ، انا بحب نيرة ياعمتو ، وعمرى ماحبيت بنت قبلها ولا هحب بعدها ، واظن انى مش لسه مراهق عشان ما ابقاش عارف مشاعرى أو متاكد منها ، ومستعد اقدملك كل الضمانات اللى تشوفى أنها ممكن تطمنك انى عمرى ما اجرحها ولا اقلل من قيمتها عندى ، ولو عشان لسه ما كملتش تعليمى ، فكلكم عارفين انى هكمل وانى برغم انى لسه ماكملتش الا انى عندى شغلى وشركتى مع زمايلى من خمس سنين فاتوا ، وانى منفصل ماديا عن بابا من زمان ، واللى ماحدش يعرفه انى لما عملت المشروع ده عملته عشان ابقى جدير بنبرة ، وانها مش بالسن ابدا 


جميلة : اخاف على بنتى لا تعايرها فى يوم من الايام بسنها


ايمن : ما ابقاش راجل يوم ما اجرح اى ست ، ما بالك لما تبقى الست دى مراتى ياعمتو


حاتم : انا بعد اذنك يابابا انت وماما ، انا موافق ، انا برغم أن ايمن مافاتحنيش فى الموضوع غير من يومين بس الا انى طول عمرى وانا حاسس بمشاعره ناحية نيرة وحاسس قد ايه بيحبها وبيقدرها


جميلة : وانتى موافقة على الكلام ده يا هدى


هدى بابتسامة : بصراحة ياجميلة كنت زيك فى الاول كده لكن برضة ايمن اقنعنى زى ما اقنعك دلوقتى كده


جميلة بدعابة : ومين قالك انى اقتنعت ، انا لسه ما اقتنعتش


ايمن : وهتقتنعى امتى ياعمتو


جميلة : لما نيرة تنزل وتقول رأيها 


……………..


عند نيرة


تجلس نيرة وعينيها مليئة بالدموع وهى بأحضان أمانة


أمانة : فى عروسة فى الدنيا تنكد على نفسها كده


نيرة : عروسة ايه بقى ، ماما مش موافقة


أمانة : وانتى فكرك ايمن هيسيبها غير لما يقنعها


نيرة : تفتكرى هيقدر


أمانة : وانتى بقى عاوزة تقومى بدور المشاهد وبس


نيرة ،: عاوزانى اعمل ايه


أمانة : تحاربى عشانه زى ماهو كمان بيحارب عشانك ، من قبل ما اعرف ان ايمن اخويا وانا كنت معجبة بإصراره عليكى لما كنتى بتحكيلى عن ابن خالك المتيم ، وكنت دايما بقولك وأفقى يانيرة طالما انك فعلا حاسة بحبه ليكى ، انزلى دلوقتى وقوليلهم أن انتى كمان بتحبيه وعاوزاه ، اتمسكى بيه زى ماهو متمسك بيكى 


نيرة : خايفة يا أمانة 


نيرة : الخوف مش هيفرح قلبك يا نيرة ، ياللا قومى اغسلى وشك عشان ننزللهم ،كلهم مستنيينك تحت


………………….


عندما وصلت إليهم نيرة بصحبة أمانة ، اتجهت كلا منهما للجلوس بجوار والدتها ، بعد أن حيت نيرة الجميع 


عبد الراضى : خالك جاى النهاردة يانيرة عشان يطلبك لايمن ، واحنا كلنا مستنيين رأيك


لتقول نيرة بخفوت : اللى حضرتك تشوفه يابابا 


ايمن : بعد اذنك ياعمى ممكن اقول حاجة لنيرة قدامكم 


عبد الراضى : اتفضل يا ابنى


ايمن : نيرة ...ممكن تبصيلى


لترفع نيرة عينيها لتنظر الى ايمن الذى ابتسم إليها بحب وقال : انا عاوز اتجوزك لانى بحبك واعلنت حبى ليكى قدام الكل وعاوز اسمع رأيك انتى دلوقتى برضة قدام الكل ، كلنا عارفين ان القرار قرار عمى وعمتو لكن انا عاوز اسمعك وانتى بتقولى رأيك قدام الكل


نيرة بخجل : انا موافقة


الفصل الثالث والعشرون

أمام شركة عبد الراضى يقف نوح مع أمانة واسامة بانتظار خديجة أمام سيارة للسفريات والتى ستقل فريق المهندسين إلى الموقع ، ليلمحوا خديجة وهى تحمل حقيبة حاسوبها المحمول وهى تأتى إليهم من داخل الشركة قائلة : نيللى بتقوللكم خمس دقايق بس وجاية 

أسامة : وانتى كنتى بتعملى ايه كل ده

خديجة : كنت بتأكد انى مش ناسية حاجة 

أسامة : طب ماحنا شيكنا واتاكدنا ستين مرة

خديجة بلا مبالاة : مافيهاش حاجة لما يبقوا واحد وستين ، وبعدين الحمدلله انى شيكت تانى ، كنت هنسى القلم بتاع الرسم بتاعى اللى بتفائل بيه

أسامة بغيظ : قلم الرسم ….ماشى ياخديجة 

لتأتى نيللى وهى ممسكة بيد حاتم الذى يحمل حقيبة حاسوبها حتى وصل إليهم قائلا : ها يا جماعة ...جاهزين

نوح : كله تمام أن شاء الله ...نقدر نتحرك دلوقتى

حاتم : أن شاء الله هجيلكم قبل فرح ايمن بتلات ايام عشان أجيبكم بنفسى

خديجة : ربنا يتمم بالف خير

حاتم بابتسامة واسعة وهو ينظر لنيللى : يارب ، وعقبالنا كلنا

أسامة : احنا لازم تتجوز سوا زى كتب الكتاب ، كان نفسى اعمل زى النمس ايمن ..بس ماجاتش فى بالى

نوح : اشمعنى يعنى

حاتم بغيظ : ابن اللعيبة...صمم يعمل كله مع بعضه

نوح : ايه ده ..يعنى الفرح اللى بعد تلات اسابيع ده كتب كتاب ودخله

أسامة : ااه ياحبيبى ، عيل دماغه سم

حاتم : طب ماتيجوا نرخم عليه ونتجوز معاه

أسامة : طب والله فكرة ..انا موافق

خديجة باعتراض : موافق على ايه ياعم الرايق ، انت ناسى أن فى التزامات وحاجات كتير محتاجة تتعمل واحنا ادينا مسافرين اهوه

أسامة : كل حاجة ممكن تتعمل وتجهز واحنا مسافرين عادى

خديجة : لا ياعم ، انا مابحبش الطسلقة

أسامة باستفسار : ال ايه

خديجة : الطسلقة ياعم الأجنبى ، يعنى اللهوجة والسربعة ، وبالانجليزى ..عدم الدقة فى العمل 

ليضحك الجميع على مشاغبات أسامة وخديجة التى لا تنتهى ثم يلتفت حاتم لنيللى قائلا : ماتسيبك من الناس دى وتعالى احنا نتجوز مع ايمن ونيرة

أسامة بغيظ : ايه يا نبراس الندالة ، يانعيش عيشة فل يانموت احنا الكل ، اللى هيتجوز قبلى هعمل معاه الجلاشة

خديجة بشهقة : ايه يا اسامة الكلام ده ، طب بذمتك انت تعرف يعنى ايه الجلاشة

أسامة بكبرياء : هى بتتقال كده ، اى نعم ماعرفش هى ايه بالظبط بس هعملها

نوح : طب ياللا ياحلوين عشان مانتأخرش

ليصعد الجميع إلى السيارة بعد أن قاموا بتحية حاتم والذى كانت عيناه تسافر مع محبوبته اشتياقا من قبل سفرها

………………..

فى السيارة تجلس خديجة بجانب أسامة وتجلس نيللى بجوار أمانة و باقى المهندسين كل فى مكانه أما نوح فيجلس بجوار السائق بالامام ، لتميل نيللى على امانة وهى تقول همسا : رخمة انا صح

أمانة : ليه بتقولى كده

نيللى : يعنى ، أعتقد أن نوح اكيد كان حابب يقعد جنبك 

أمانة بهدوء: وانا ما اعتقدش إن الموضوع ممكن يبقى فارق معاه

نيللى وهى تنظر إليها بدهشة : ليه بتقولى كده

أمانة : مافيش حاجة ياحبيبتى ، انا اقصد أنه عادى يعنى ، ثم انا شوية كده وهتلاقينى نمت ، انا على طول بنام فى المواصلات طالما أن مش انا اللى سابقة

نيللى : انتى بتتكلمى جد ، يعنى مش متضايقة انى قعدت جنبك 

أمانة : لا ياحبيبتى مش متضايقة

نيللى : طب اوعى تنامى قبل مانفطر ، ماما بعتالنا اكل وسندوتشات تكفى قبيلة

أمانة : انا مش جعانة دلوقتى يانيللى ، افطروا انتو ياحبيبتى

نيللى : افطرى معانا عشان نوح ماينكسفش مننا 

أمانة بخفوت : ماشى 

لتنادى نيللى على أسامة وتطلب منه احضار الإفطار وتوزيع الطعام على الجميع

ليتناوب الجميع على شكر أسامة مع تعليقات مرحة عن فائدة السفر مع أصحاب الشركة وماله من مميزات و الكثير من النكات والقفشات التى لم تشترك فيها أمانة حتى وجدت أسامة يجلس بجوارها بعد أن جلست نيللى بجانب خديجة وقال لها : مالك يا أمانة ساكتة ليه مش عوايدك 

أمانة : ابدا ياحبيبى ، بس بحب اتفرج على الطريق طالما مش سايقة 

أسامة : بس انا ملاحظ انك ماسكة السندوتش فى ايدك من غير ولا قطمة حتى ، كلى ياللا علشان اجيبلك حاجة تشريبها ، ماما باعتالك تورمس نسكافيه بلاك مخصوص عشانك وقالت لى ده بتاع اختك

أمانة بابتسامة : تصدق انى فعلا محتاجة اشرب فنجان نسكافيه يمكن افوق شوية

لتجد نوح يلتفت إليها قائلا ،: ماتشربيش نسكافيه من غير فطار يا أمانة

أسامة : خدنى مكانك يانوح عشان عاوز أدخن سيجارة وتعالى انت جنب مراتك وافطروا سوا ياللا عشان نشوف المشاريب بعد كده

ليتبادل نوح واسامة الاماكن ليستقر نوح بجوار أمانة وهو يقول : ياللا كلى لو عاوزة تشربى النسكافيه 

أمانة بخفوت : ماعنديش نفس ،بس مصدعة ومحتاجة فعلا اشرب نسكافيه

نوح : خلاص كلى السندوتش اللى فى ايدك بقاله تلت ساعة ده وانا هصبلك النسكافيه

أمانة : وانت  

نوح : انا ايه

أمانة : انت كمان ما اكلتش 

نوح : مانتى عارفانى ، لازم اكل فى البيت قبل ما انزل عشان القهوة والسجاير

أمانة : طب كل معايا سندوتش

ليمد نوح يده ليلتقط الساندوتش من يدها ويقربه من فمه ليقطم منه قطمة متوسطة ثم يعيده إليها مرة أخرى وهو يقول بمرح : على الله ماتكونيش بتقرفى انك تاكلى ورا حد

لتمد أمانة يدها بالساندوتش إلى فمها من تحت النقاب لتأخذ منه هى الأخرى قطمة

 وعندما أعادت يدها على قدميها تفاجئت بنوح وهو يسحب يدها بالساندوتش ويقربها من فمه ليأخذ قطمة أخرى وظلوا هكذا إلى أن كان اخر جزء من الساندوتش أخذه نوح وبعد

 أن تناوله من يدها تفاجئت به يقبل اطراف اصابعها لتشعر وكأن ماس كهربائى قد ضرب جسدها بأكمله وعندما نظرت لنوح وجدته يغمز لها بإحدى عينيه بمشاكسة لم تعتادها منه ووجدته يصب لها فنجان من النسكافيه وتناوله معها بنفس

 طريقة الطعام ، وظل هكذا معها طوال الطريق فكان يتبادل المكان مع أسامة ونيللى ، وكم كانت سعادة أمانة فكم كانت تتمنى أن تعيش وتجرب تلك الأحاسيس التى جعلتها تجدف فوق سحابة عالية تطفو فوق بحر من الاحلام والامنيات ،

 مما جعلها لاتشعر بطول الطريق أو قصره فكل ما تيقنت منه أنهم قد وصلوا بالفعل إلى الموقع والذى كان عبارة عن أرض فسيحة شاسعة المساحة على شاطئ البحر حولها سياج من الاسياخ الحديدية العالية ومبنى واحد مكون من طابقين والذى كان معدا لفريق المهندسين والعاملين بالمشروع

وقد اتجه نوح بصحبة أسامة إلى المبنى لتقسيم الغرف وقد اختار حجرة كبيرة بالطابق العلوى  تضم ثلاثة أسرة ولها حمامها الخاص وخصصها لأمانة ونيللى وخديجة واحتل مع أسامة الغرفة المجاورة والتى تشترك معها فى نفس الشرفة وهى أيضا تضم ثلاثة أسرة تحسبا لزيارة حاتم فى اى وقت ، ثم قام بتوزيع باقى فريق العمل ثم قسم الطابق الارضى إلى مكاتب العمل مع تخصيص مكان لصنع الطعام ومكان اخر للاستراحة والطعام

وما أن انتهوا من تلك الترتيبات الا وجمعهم أسامة ونيللى فى الاستراحة لتناول ماتبقى معهم من طعام مجهز قبل أن يذهب الجميع إلى النوم استعدادا لبدء العمل بالمشروع

…………………..

كان ايمن يجلس بحجرته وهو يتحدث فى الهاتف مع نيرة

ايمن : يعنى انتى عاوزة الفرح يتعمل فين

نيرة : مش عارفة يا ايمن ، محتارة

ايمن : طب ايه رأيك ، احنا ممكن نأجر باخرة ، أو نحجز فى اى اوتيل أو نادى

نيرة : طب ماهو الكلام ده محتاج أننا ننزل نلف ونتفرج ، وانت زنقتنا اوى ومافيش وقت

ايمن بابتسامة : انا مااعرفش ايه اللى سحبنى من لسانى وقلت تلات اسابيع ، فيها ايه لو كانوا تلات ايام

نيرة شاهقة : لا وليه ياحبيبى تلات ايام ، كتير تلات ايام ، ماتخليهم تلات ساعات 

ايمن بحب : ياريتهم تلات ثوانى وابص الاقيكى فى حضنى وما حدش ابدا يقدر يفرق بينا

نيرة بخجل : وبعدين بقى فى كلامك الحلو ده ، مابعرفش ارد عليه

ايمن : كفاية عليا انك سمعاه يانبض قلبى 

وعندما طال الصمت بينهم قال ايمن فجأة : طب ايه رأيك يا نيرو

نيرة : رأيى فى ايه

ايمن: أننا نعمل فرحنا بالنهار

نيرة : تقصد زى مابيعملوا برة

ايمن : بالظبط ، نعمله فى جنينة الفيلا عندكم أو عندنا ايه رأيك ...انا ممكن اجيب منظم حفلات يظبط لنا الدنيا وتبقى حاجة جديدة وجميلة

نيرة بحماس : تصدق فكرة حلوة ، انا موافقة ، بس خليها فى الجنينة بتاعتنا عشان اكبر 

ايمن : خلاص ، ننزل بكرة نروح للمتعهد عشان ييجى يتفرج على الجنينة عندك وعندى ، هم بيبقى ليهم وجهة نظر فى المكان ولو قال الاتنين عادى نعمله عندك ...ها ..ايه رأيك

نيرة : قشطة ، موافقة طبعا

ايمن : يبقى نتقابل بكرة أن شاء الله بعد الضهر

……………………..

كانت أمانة تقف مع بعض المهندسين وهى تسند إليهم بعض المهام ، ليتولى كل مهندس الاشراف على جزء من المشروع

وبعد أن انصرف كل مهندس متوجها إلى مكان عمله قال أسامة : اومال نوح فين

أمانة : مع مقاول الانفار بيحدد معاه اوقات الورادى بتاعة العمال وتوزيع الحراسة

أسامة : ونيللى فين 

أمانة وهى تشير بيدها على بقعة معينة من المشروع : نيللى اختارت الكرفان ده عشان تشتغل فيه وإحتلته وحطت ادواتها كلها جواه

أسامة : احسن برضة ، نيللى مابتحبش حد يقتحم خلوتها وهى بتشتغل

ليأتى عليهم نوح ملقيا السلام ثم قال : وزعتى الناس يا أمانة

أمانة : ااه كله تمام والكل راح على مكانه ، بس محتاجين وسيلة انتقال تبقى سريعة وسهلة 

أسامة : ممكن نجيب عربيتين ثلاثة زى عربيات الجولف 

أمانة : فكرة هايلة

أسامة : خلاص هكلم حاتم يتصرف

أمانة : والاوفيس محتاج تجهيز ومحتاجين حد يبقى مسئول عن عمل الاكل والنظافة

نوح : ممكن تطلب كل الحاجات دى وحاتم يبعتهالنا مع احمد وهو جاى

أمانة : هو احمد جاى

حاتم : ااه احمد انضم للشئون القانونية فى الشركة وهيجيلنا بعد بكرة عشان التعاقدات بتاعة المقاولين والعقود والتأمينات بتاعة العمال 

أسامة وهو يناول ورقة إلى نوح : انا كتبت هنا كل اللى احنا محتاجينه ، بصوا عليها كده وشوفوا لو محتاجين حاجة زيادة قبل ما ابعتها لحاتم

بعد أن قرأها نوح اعطاها لأمانة لتلقى عليها هى الأخرى نظرة لتعيدها لأسامة قائلة : كده تمام اوى

أسامة : خلاص هصورهاله على الواتس وابعتهاله على ما اعرف ابعتهاله بالفاكس

…………………….

وبعد انتهاء العمل باليوم الاول والذى كان شاقا على الجميع قرر الجميع إقامة حفل سمر احتفالا ببدء المشروع لتقرر أمانة الصعود لغرفتها للصلاة ثم العودة إليهم مرة أخرى وعندما بحثت بعينيها عن نوح لم تجده فأخبرت نيللى بوجهتها وتركتهم وذهبت إلى الغرفة المخصصة لهن

وبعد أن دخلت الغرفة واتجهت للحمام وتوضأت وقبل أن تشرع فى صلاتها سمعت صوت نوح آتيا من الشرفة وهو يتحدث فى هاتفه قائلا

نوح : يعنى جهزت حاجتك كلها والعقود وكله

……..

نوح : طب تمام تيجى بالسلامة أن شاء الله

……..

نوح : وحشتنى والله ، هاتها اكلمها

………….

نوح : ازيك ياغادة عاملة ايه 

………...

نوح : الجو هنا وهم ، مش عاوز اقوللك

………...

نوح : كويسة

…………

نوح : مانا بقولك كويسة ، عاوزانى اقولك ايه تانى

………..

نوح : ياستى والله بعاملها كويس وكويس جدا كمان 

………..

نوح : بقولك ايه ياغادة ، انتى عارفة أن لولا وصية ماما انا ماكنتش فكرت فى الجواز تانى من اصله، لكن ادينا اتجوزنا ، أهدى عليا شوية بقى

……….

نوح : انا مابكرههاش ياغادة ، بس مابحسش ناحيتها بحاجة مميزة

……….

نوح : لا ماتقلقيش ، انا بعاملها كويس جدا معاملة العاشقين ، وماتنسيش أنها بقت شايلة أسمى قدام كل الناس ، يعنى لازم اعاملها كويس جدا حتى لو غصب عنى

……….

نوح : لما نتجوز يبقى يحلها ربنا 

……….

نوح : يابنتى هو انا قلتلك أنها وحشة ، انا عارف انها حلوة وزى القمر كمان ، بس لسه ياغادة ، لسه مش قادر انسى اللى حصللى فى جوازتى اللى فاتت ، ادونى فرصة اشم نفسى

……...

نوح : كان لازم استعجل واطلبها طبعا ، انتى ناسية أن حاتم كان حاطط عينه عليها واللا ايه

……….

نوح : ربنا يسهل ياغادة ، ادعيلى ان ربنا يوفق القلوب على بعضها

………..

نوح : لا ياستى شكرا ، انتى بس ابقى حطى لأحمد فى شنطته جاكت تقيل عشان الدنيا هنا بالليل بتبقى برد

………...

نوح : ماشى الله يسلمك ، مع السلامة

لتسقط أمانة جالسة ارضا وسط دموعها وهى لا تصدق ماسمعته باذنيها....



                          الرابع والعشرون من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×