رواية نوح والأمانة
الفصل السادس والعشرون
بقلم ميمي عوالى
أمانة بسعادة : الف مبروك يانيللى ، يعنى هتنزلى القاهرة النهاردة
نيللى باعتذار : حقك عليا يا أمانة انا عارفة أن التوقيت هيبقى صعب اوى عليكى
نوح : الف مبروك يانيللى ، مبروك ياحاتم ، ربنا يتمم بخير
نيرة بسعادة : انا بجد مبسوطة اوى أننا هنتجوز سوا
أسامة بامتعاض وهو ينظر لخديجة : عاجبك كده ، نبقى اول ناس فتحنا الباب وهم يتجوزوا قبلنا ، ده ظلم على فكرة
حاتم : طب وتستنوا ليه ، ما كل حاجة جاهزة ايه اللى يأخركم
خديجة : ماتكبروهاش فى دماغه الله يخليكم
نيللى : صحيح يا خديجة كل حاجة جاهزة يبقى ليه التأجيل
خديجة : ياجماعة انتو ناسيين أن المفروض الكلام ده بيبقى اتفاق كبار واللا ايه
أسامة بأمل : يعنى لو باباكى وافق ، انتى هتوافقى
لتخفض خديجة رأسها بخجل وكأن الفكرة قد اعجبتها ، ليقول أسامة : طب انا هكلم بابا يكلم باباكى ويقنعه ، وعندما لم يجد منها اى رد تركهم وخرج إلى الشرفة ليحدث أبيه ، ثم عاد إليهم وهو يقول بابا هيكلم باباكى دلوقتى ويرد علينا
ليلتفت ايمن إلى أمانة قائلا : طب وانتو ، ايه النظام
أمانة : لاااا، مالكمش دعوة بينا ، احنا لا ... مافيش حاجة جهزت ولا ظروف نوح الصحية تسمح ولا كمان الشغل ، ماهو مش معقول كلنا هنسيب الشغل كده مرة واحدة
أسامة موجها حديثه لنوح : وانت يا قيس ، مالكش رأى فى الموضوع ده
نوح بابتسامة : والله انا نفسى ابقى معاكم ، بس أمانة عندها حق
ايمن : لو حابين تشاوروا عقلكم انا ممكن اخلصلكم كل حاجة محتاجينها قبل ميعاد الفرح
نوح وهو ينظر لأمانة بفضول : ايه رأيك
أمانة بدهشة : رأيى فى ايه ، انت معاد خروجك من هنا بعد اربع ايام ، وبعدين انتو ناسيين المشروع واللا ايه ، واللا ناويين توقفوه على ما الكل يتجوز
حاتم : ياستى الموقع مليان مهندسين ، بلاش حجج فاضية
أمانة: انا مابتحججش ، انا بقول واقع
نوح : انا مع أمانة ، احنا ممكن نعمل فرحنا بعد ماتخلصوا شهر العسل ، على الأقل ناخد إجازتنا بمزاج ومن غير سربعة ، انا اجازتى هتبقى شهر بالكمال والتمام ماينقصش ساعة زمن
أسامة بامتعاض : يابن اللعيبة ، الراجل ده ماطلعش سهل على فكرة
حاتم : تقصد أننا اتهورنا وهنتكروت
ايمن : انا ماليش فى يامعلمين ، انا الهانى مون بتاعى ممكن يبقى تلات اربع شهور مش شهر واحد وبراحتى ، انا ماحدش له عندى حاجة
لينظر حاتم بامتعاض الى ايمن ثم يسأل أسامة قائلا : الواد ده يخصك
أسامة بغيظ : ولا اعرفه
لينقضا على ايمن بالضرب بنوع من المرح فى حين تصرخ نيرة مطالبة إياهم بالابتعاد عنه ، وما أن رفعا أيديهم عنه حتى ابتسم ايمن بسعادة وهو يغمز بعينه لنيرة : صدق اللى قال يا اولاد ..اللى له ضهر ماينضربش على بطنه
وبعد فترة من الوقت يستأذن الجميع فى الانصراف بعد وعد من ايمن أن يأتي لاصطحابهم من المشفى وقت خروج نوح وإيصالها إلى القاهرة تجهيزا لحفل الزفاف الجماعى ، فقد وافق والد خديجة أيضا على تقديم موعد الزفاف ليصبح تتويجا للجميع ماعدا نوح وأمانة
…………………
بعد انصراف الجميع من المشفى تسال امانة نوح بعد ان رفعت نقابها قائلة : جعان ….اجيبلك اكل من اللى جابو حاتم
نوح : هتاكلى معايا
امانة : لو هتاكل
نوح : طب هاتى الاكل ياللا وتعالى ناكل سوا
لتجلس امانة بجواره وهى تضع حافظة الطعام بينهم وتفتحها لينتقى كل منهم مايشتهيه
نوح : بسم الله ماشاء الله ، ايه كل الاكل ده
امانة : ها احطلك ايه
نوح : وده سؤال برضة ، انتى اكيد عارفة
لتمد امانة يدها وهى تضع له فى طبقه حمام وكفتة وبعض الارز
نوح بابتسامة : تسلم ايديكى ، انا كنت متاكد انك هتعرفى تختارى الاكل اللى بحبه ، بس تعرفى ...اكلك وحشنى
لتبتسم امانة بخجل قائلة : كل ياللا بالف هنا
نوح : طب فين طبقك
امانة : للاسف مافيش غير طبق واحد
ليضع نوح الطبق على قدمه قائلا : يبقى ناكل سوا
امانة : كل انت براحتك وانا هاكل لما تخلص
نوح : لا ...هناكل سوا ..ياللا مدى ايدك
……………..
تمر اربعة ايام على نوح وامانة حتى سمح له الطبيب بمغادرة المشفى لياتى ايمن مصطحبا اياهم الى القاهرة لحضور الزفاف الجماعى الذى تقرر عمله فى حديقة فيلا عبد الراضى لكبر مساحتها لتستوعب الثلاث زيجات
فى سيارة ايمن
ايمن : حماتك صممت انك هتقعد معانا على ماترجعوا الموقع تانى
نوح بحرج : لا يا ايمن الله يباركلك سيبونى على راحتى
ايمن : وايه اللى هيقل راحتك ، انت فى بيت اخواتك وبيت مراتك
ليستدير نوح وينظر لامانة و التى كانت تجلس بالمقعد الخلفى على وقع كلمة مراتك وكأنه يستوعب معنى الكلمة وما تعنيه له ولامانة ليجدها شاردة تنظر الى الطريق وهى لاتركز فى معالمه ، ليعتدل بجلسته مرة اخرى وهو يقول بعدم تركيز : سيبها لظروفها يا ايمن
ايمن : ماتقولى حاجة يا امانة ...مش جوزك ده
لتنتبه امانة هى الاخرى على وقع الكلمة على اذنيها لتنظر لنوح لتجده يلتفت اليها بجزعه وعلى وجهه ابتسامة امل فتقول : اتعدل يانوح لو سمحت وانت قاعد عشان الجرح مايشدش عليك
ايمن بمرح : الحب ولع فى الدرة ياجدعان ، اهو ده الحب واللا بلاش ، شفت خايفة عليك ازاى ، طب وعهد الله انا من يوم ماشفتكم وانا شفت حبك فى عينيها ، رغم انك كنت مع البائسة التانية لسه وقتها ، بس اهو الحمدلله ، ربنا نجاك
امانة بامتعاض : وبعدين يا ايمن بلاش السيرة دى من فضلك
نوح : سيبيه يا امانة ، انا فعلا عاوز اعرف
ايمن : عاوز تعرف ايه ياجوز اختى
نوح : انت بالذات من ساعة ماشفت سهر وانت كنت بتكلمها بطريقة غريبة اكنك كنت تعرفها من قبل كده
ايمن باحراج : على راى امانة ، بلاش سيرة الموضوع ده
نوح : هقوللك على سر عشان تتكلم براحتك ، انا جوازى من سهر ماكانش جواز بالمعنى المفهوم ، وكنت متجوزها مجبر واول مالقيت طريقة انى اخلص منها استغليتها وطلقتها ، وعشان كده اتكلم براحتك انا مش هتضايق لانها عمرها ماكانت تخصنى فى يوم من الايام
ايمن بتردد : الحقيقة يانوح ، انا اعرف سهر من ييجى سبع سنين
نوح وامانة بنفس الدهشة : سبع سنين
ايمن بحرج : ايوة ..كانت مرافقة واحد صاحبنا ابوة مليونير
امانة : استغفر الله العظيم ، بس دى سنها كبير اوى عنك انت واصحابك يا ايمن
ايمن : لا ...ما النوعيات دى مايفرقش معاها السن ، وبعدين ماهياش عجوزة برضة
نوح : وانت
ايمن : انا ايه
نوح : ماكانلكش علاقات من النوعية دى
ايمن : هتصدقنى لو قلتلك لا
نوح : اكيد هصدقك ، بس يعنى طبيعة دراستك والجامعة الامريكية والحياة بتبقى اوبن شويتين تلاتة
ايمن : بس لما اكون بحب وبحب بجد اوى كمان عمرى مااخون
امانة : لما كانت نيرة بتحكيلى عنك كنت ببقى نفسى اشوف الشاب اللى مابيزهقش ابدا طول السنين دى من انه يحاول يقنع حبيبته بحبه ليها
ايمن : انا بحب نيرة من وانا عمرى اقل من ١٥ سنة كنت الاول بتعامل معاها على انها بنت عمتى اللى اكبر منى وصاحبتى فى نفس الوقت ، بس كنت كل ما اكبر سنة اتاكد من حبى ليها اكتر
لما فكرت اعمل مشروع ليا لوحدى بعيد عن بابا كان عشان اكبر فى عينيها ، عشان تشوفنى بنظرة تانية ، ولما كان ييجى عيد ميلادها ..ماكونتش بجيبلها تورتة عليها عدد سنين عمرها ، كنت بجيبلها تورتة عليهم شمع بعدد سنين حبى ليها اللى كان بيزيد سنة بعد التانية
لما كانت تسافر مع عمتى وتبعد عنى ، كنت اخترع اى حجة عشان اروح وراهم واشوفها ، ثم اكمل ضاحكا : الحب بهدلة ياجدعان
وانت يانوح ، كنت قادر ازاى تبعد عن امانة السنين دى كلها
نوح بابتسامة : كان لازم ابعد عشان ابقى نوح اللى انت شايفه دلوقتى ده
ايمن بتردد : اومال يعنى ازاى اتجوزت اللى ماتتسماش دى
نوح بخجل : تقدر تقول انى اتنصب عليا ، اتنصبلى فخ ، حاجة زى كده
امانة : ياريت كفاية كلام بقى فى الحكاية دى
نوح باسف : عندك حق
……………………..
فى منزل عامر
رحب الجميع بنوح بحرارة شديدة وخصصوا له غرفة انيقة بجوار الغرفة المخصصة لامانة وعندما اجتمعوا على الغداء
عامر : نورتنا يانوح يا ابنى
نوح : البيت منور باصحابه يا عمى
هدى : ياريت يا اولاد تفضلوا معانا على طول ، ده البيت هيفضى علينا بعد جواز الولاد
عامر : فعلا والله ، على اد فرحتى انى هفرح بيهم واتطمن عليهم كلهم فى يوم واحد ، على اد مانا شايل هم وحدتنا بعد ماكل واحد فيهم يروح بيته
اسامة بمرح : طب بدل ماتشيل الهم تقدر تشيل الست هدى بين دراعاتك وتسافروا فى اى حتة روشة كده تجددوا الماضى وتعملوا شهر عسل من اول وجديد
ايمن : والله فكرة يابابا ، انتم من زمان ماسافرتوش لوحدكم فى اى مكان
هدى : انتو عاوزينا نسيب الفيلا لوحدها
اسامة : الفيلا مش صغيرة وتقدر تعتمد على نفسها ، جرى ايه ياماما ، دول شوية حيطان
عامر : والله فكرة ياهدى ، ايه رايك ، وان كان على الفيلا ممكن اكلم شركة حراسة محترمة تحرسها على مانرجع
هدى بتردد : مش عارفة ياعامر ، عمرنا ماعملناها
عامر : ادينا هنجرب
هدى : نرجع لموضوعنا تانى : ايه رأيك يانوح انت وامانة … لو تتجوزوا معانا هنا فى الفيللا ، هتونسونا وهنبقى مبسوطين بيكم والله
نوح : طبعا ياطنط انا ما اقدرش ابعد امانة عنكم ابدا ،يوم ما امانة تطلب منى اننا نيجى نقضى معاكم يومين تلاتة عمرى ماهرفض ابدا ولا اعترض ، لكن سامحينى ...انا ما اقدرش اعيش معاكم هنا على طول
عامر : ليه يانوح ،انت ابننا زى أمانة ماهى بنتنا بالظبط
نوح : الله يباركلك ياعمى ، بس انا ما اقدرش اسيب بيتى ، البيت اللى اتربيت فيه طول عمرى انا وامانة
امامة : انا رايى من راى نوح يا بابا
هدى : وانا بقول ان انتى اللى هتقنعيه يا أمانة
ايمن : سيبيهم براحتهم يا ماما ، اكيد محتاجين خصوصية فى حياتهم زينا بالظبط ، كل واحد فينا اخد شقة لوحده رغم ان الفيلا كبيرة وتساع من الحبايب الف ، بس برضة ده مايمنعش ان كل واحد فينا عاوز يحس انه ابتدى يعتمد على نفسه وبقاله مملكته الخاصة
بس ده مايمنعش اننا اتفقنا ان كل واحد فينا هيقضى هنا اسبوع معاكم واننا لازم نتجمع سوا فى الويك اند
نوح : ربنا يجعللنا دايما متجمعين على خير
اسامة : طب ياللا خلصوا واللا ناسيين ان النهاردة الحنة
امانة وهى توكز نيللى بكتفها بمرح : ودى حاجة تتنسى برضة
ايمن : طب ايه ، مين هنا ومين هناك
امانة : كلكم هنا وكل البنات هناك
ايمن بامتعاض : بس انا عاوز اتفرج
امانة بحب : هصور كل حاجة وهدى كل واحد فيكم الصور اللى تخصه ، بس بعد الفرح
اسامة : انتى بتغيظينا
امانة بمرح : اصبر تاخد حاجة نضيفة
اسامة وايمن فى آن واحد : الصبر من عندك يارب
27
نوح والأمانة
الفصل السابع والعشرون
كانت امانة تستعد للمغادرة مع نيللى ووالدتهما وسط الكثير من المرح والسعادة والغناء ليستوقفها نوح وينتحى بها جانبا وهو يقول : هترجعى امتى
امامة : مش راجعة
نوح بدهشة : يعنى ايه مش راجعة
امانة : يعنى البنات كلهم هيباتوا هناك لان الميكاب ارتيست هيجولهم هناك من بدرى
نوح ببعض الغضب : طب مش المفروض كنتى تفهمينى حاجة زى كدة
امانة بهدوء تام : معلش ، ماجاش فى بالى
نوح وهو يحاول العودة الى طبيعته : طب وانتى مش محتاجة حاجة ولا عاوزة تشترى حاجة
امامة : لا الحمدلله مش محتاجة حاجة
نوح : يعنى مش محتاجة فستان تحضرى بيه الفرح
امانة : لقيت ماما جابتلى
نوح : طب مش المفروض ان انا اللى كنت جبتلك الحاجات دى
لتصمت امانة لبرهة ثم تقول بتنهيدة : الوقت كان ضيق وهى كتر خيرها وفرت عليا الوقت والتعب واختارتهولى هى ونيللى
ليصمت نوح وهو يحاول الوصول الى عينا امانة من خلف نقابها ثم قال : ارفعى النقاب من على وشك يا امانة ….عاوز اشوفك وانا بتكلم معاكى
لترفع امانة النقاب عن وجهها الذى يبدو عليه بعض الجمود ليقول نوح : عاوز اسالك سؤال وتجاوبينى بصراحة
أمانة : من غير ماتطلب ده ، انا على طول صريحة
نوح : لما ايمن قال اننا نتجوز معاهم وانتى اعترضتى ، كان عشان الشغل بصحيح
أمانة : لا
نوح : طب ليه
أمانة: انت طلبت وقت ، وانا حبيت اديهولك ...واديه لنفسى كمان
نوح : يعنى
امانة : كلامى واضح يانوح
نوح : مش كله يا امانة ، فهمت انك بتلبيلى رغبتى ، لكن فرصة لنفسك لايه
امانة : انى اصدقك يانوح
نوح : هو انتى مش مصدقانى ...انا ماكدبتش عليكى يا امانة
امانة : انا ما قلتش انك كدبت عليا ، لكن محتاجة احس بصدقك يانوح ، فى حاجات ماينفعش فيها الكلام ، بتبقى لازم تتحس ، وانا محتاجة ده يا نوح ، وبشدة
نوح : بس لما كنا فى المستشفى …
امانة : لما كنا فى المستشفى انت كنت تعبان ، وموجوع ، وناس داخلة وناس خارجة ، لاكان وقته ولا مكانه ، وعشان كده انا سمعت وبس
نوح : ولو ماكنتش سالتك دلوقتى ، ماكنتيش هتقوليلى الكلام ده
لتنظر امانة الى الاسفل لبرهة ثم ترفع راسها وتنظر لنوح ببعض التركيز وتقول : اسمع يانوح ، انا طول عمرى مابحبش المهاترات ولا المناقشات الكتير ، لكن بحب اخد وادى مع نفسى بما فيه الكفاية انى اطلع بقرار ما اندمش عليه بعد كده مهما حصل
نوح ببعض القلق: تقصدى ايه بكلامك ده
امانة : اقصد اننا فى كل الاحوال ولاد عم ، سواء اتجوزنا او ما اتجوزناش ، وانت اصلا عمرك ماحبتنى ، يعنى لو جه وقت وسيبنا بعض مافيش حاجة هتنكسر بينا ، وهنفضل برضة ولاد عم
نوح بصدمة : انتى بتفكرى اننا ممكن ننفصل
امانة : كل شئ وارد
ليمسكها نوح من معصمها ببعض القسوة قائلا : انتى تشيلى الموضوع ده من دماغك نهائى
امانة : عشان الوصية ؟
نوح ،: وعشانى وعشانك
ليصمت نوح وهو يتجول فى معالم وجهها باستغراب ثم قال : حبك ليا راح فين
امانة ببعض التوتر : حب ايه اللى بتتكلم عنه
نوح بسخرية : حبك ليا اللى كان فى عيونك وتصرفاتك من وانتى لسه فى ثانوى ، حبك ليا اللى حتى ايمن اخوكى اللى لسه يادوب بيعرفك لاحظه واتكلم عنه ، لدرجة انه قلق عليكى لما عرف انى اتصابت ودخلت المستشفى زى ما قاللى قدامك
امانة وهى تسحب يدها من يد نوح : سبحانه مغير الاحوال
نوح باندهاش : يعنى ايه ، لحق قلبك يتغير من ناحيتى كده بكل سهولة
امانة : مش بسهولة ابدا يانوح ، ومش هنكر كل الكلام اللى انتى قلته ، لكن هفكرك بكل اللى انت عملته ، وهسيبك انت بنفسك تحكم على نفسك ، وياريت كفاية كلام لحد كده ماما ونيللى مستنيينى
لتتركه امانة وتنصرف بعد ان اسدلت نقابها على وجهها واتجهت الى السيارة لتنطلق مع هدى ونيللى الى وجهتهم
……………………..
كانت الحديقة بفيللا عبد الراضى مزينة بالورود والزينات وكان يحتلها الكثير من المدعوون ، وكانت الشمس ساطعة والجو ملئ بالبهجة وسط الاغانى والفرح والسعادة من الجميع باجواء الحفل الذى اعتبره الجميع مميزا لكونه مقام فى الصباح
وبعد عقد قران ايمن ونيرة ..بدأت مراسم الاحتفال بالزفاف الثلاثى الذى كان يقوده ايمن بجدارة ، فكان ايمن يبدو عليه السعادة الشديدة وكأنه فاز بجائزة اليانصيب ، وقد امضى معظم الحفل وهو يراقص نيرة محتضنا اياها بصدرة
اما حاتم فقد راقص نيللى الكثير من الوقت هو الاخر ولكنه لبى نداء اصدقائه للاحتفال به كما يفعل الشبان فى تلك المناسبات وترك نيللى بصحبة صديقاتها
اما اسامة فكان يجلس بجوار خديجة التى رفضت رفضا تاما القيام من مكانها بعد رقصة السلو الافتتاحية ،فبعد الانتهاء منها والعودة لاماكنهم ، عندما طلب منها اسامة الرقص مرة اخرى رفضت تماما متعللة بانها خجلة من كل هذا التجمع ، ليجلس اسامة بجانبها وهو متبرم مغتاظ
اما امانة فكانت تتنقل بين اخوتها تهنئ هنا وتشارك الفرح هنا وتسأل هذا وتساعد ذاك تحت نظرات نوح التى كانت تتابعها فى كل خطوة وحركة وهو يتذكر عندما رفضت طلبه مراقصتها بحجة انها لا تجيد الرقص ولكنه احس بان امانة تفلت من بين يديه دون ان يستطيع السيطرة على ذلك
وعندما حانت لحظة انصراف العرائس والعرسان ودعهم الجميع بسعادة ، ثم استعد المدعوون للمغادرة ليذهب نوح الى امانة طالبا منها اصطحابها للمغادرة معا ليجد هدى تقول : اصبر يانوح ، ده والد حاتم ونيرة عازمنا على العشا
نوح بحرج : معلش ياطنط ، ممكن تعذرينى انا ، انتى عارفة ان لسه الجرح بتاعى بيشد عليا من المجهود ، فمحتاج اروح استريح ، وكمان عشان السفر بكرة
هدى : هو لازم بكرة يعنى ، ماكنتو اجلتوها يومين واللا حاجة وانت كمان لسه مااستردتش صحتك
نوح : مانتى عارفة ياطنط ، الموقع حاليا يعتبر مافيهوش اشراف وعشان كده لازم نرجع انا والامانة ، على ما العرسان يرجعوا بالسلامة
هدى : طب ممكن تستريح هنا
نوح : معلش اعذرينى ، وسيبينى براحتى
هدى : خلاص ياحبيبى اللى يريحك ، روحى مع جوزك يا امانة
امانة وهى تتحرك بروتينية : هو انت جاى بعربيتك واللا مع حد
نوح : بعربيتى
امانة وهى تتجه الى الخارج : يبقى هنمشى ورا بعض
نوح : طب ماتيجى معايا ونبقى نجيب عربيتك بعدين
امانة : لا ، مابحبش اسيبها فى مكان غريب عنى
نوح : طب تحبى نروح اى مكان نتعشى سوا الاول
امانة : خلينا نروح نتعشى فى البيت ، انا كمان تعبت ومانمتش من امبارح ، وعندنا سفر بكرة ان شاء الله ، العربية اللى هتوصلنا الموقع هتعدى علينا بكرة ان شاء الله على الساعة ٨ الصبح
نوح : خلاص ، ياللا بينا ، بس سوقى على مهلك
…………………..
عند ايمن ونيرة
على طائرة متجهه الى فيينا يجلس ايمن بجوار نيرة وهو يحتضنها الى صدرة بحب وفرحة شديدة ويقول : انا مش مصدق انك بقيتى بتاعتى
نيرة : ولا انا كمان مصدقة ، حاسة انى بحلم ولما افوق هلاقينى نايمة فى اوضتى وان كل اللى فات ده حلم طويل
ايمن وهو يتغنى باغنية عبد الحليم : لو كان ده حلم ياريته يطول علشان نفضل نحلم كده على طول
لتضحك نيرة ثم تساله : اشمعنا فيينا
ايمن : كنت دايما بتخيل نفسى معاكى واحنا راكبين مركب وبنتفسح سوا ، وفيها كتير اماكن حلوة هتعجبك ، ثم تغنى قائلا ...دى ليالى الانس فى فيينا ..دى فيينا روضة من الجنة ، نغم فى الجو له رنه ...سمعها الطير شدا وغنى
نيرة بابتسامة : ده انت مستمع جيد للطرب القديم
ايمن : لان حبى ليكى على الطراز القديم
نيرة : هو الحب فى منه طراز قديم وطراز جديد
ايمن : طبعا ، انا حبى ليكى ، زى حب عنتر لعبلة ، قيس لليلى ، احمد لمنى
نيرة باستغراب : مين احمد ومنى دول
ايمن ضاحكا : معرفش ، بس كل الافلام الابيض والاسود لما كان يبقى قى قصة حب صعبة كان يبقى الابطال اسمهم احمد ومنى
نيرة بابتسامة : واحنا بقى حكايتنا كانت صعبة
ايمن : كانت مزروعة بالالغام ومحاطة بالاسلاك الشائكة
نيرة : بس عديتها
ايمن وهو يتحدث امام شفتيها: ده لانى حلفت انى لا يمكن اسيبك ابدا ليلتقط شفتيها فى قبلة طويلة ليستند برأسه بعدها على راسها وهو يهمس : بحبك يا احلى حاجة حصلت فى حياتى
……………………..
فى طائرة شرم الشيخ يجلس اسامة وهو ممسك بيد خديجة والتى تغمض عينيها فى سبات عميق وسط غيظ اسامة الشديد وعندما اتت المضيفة لتسأله ان كان يرغب بطلب شئ ما
اسامة : ياريت لو نسكافية بلاك من فضلك
المضيفة بابتسامة مرحة : طب اجيب حاجة للعروسة واللا هتسيبها نايمة
اسامة : لا هسيبها نايمة احسن عشان بتخاف من الطيران
بعد ان احتسى اسامة النسكافية سمع اسامة الطيار وهو ينبه الى انهم على وشك الهبوط ليتمم اسامة على حزام الامان الخاص به وبخديجة وبعد ان هبطت الطائرة بسلام ينادى اسامة على خديجة بحب قائلا : ديجا ..حبيبتى ..وصلنا
لتفتح خديجة عينيها وهى تتلفت حولها قائلة : انا فين
اسامة : فى الطيارة ياروحى ..وصلنا شرم خلاص ، حمدلله على السلامة
خديجة وهى تحاول الاعتدال : ايه ده هو انا نمت طول الطريق
اسامة بتنهيدة : ااه ياحبيبتى وسيبتينى لوحدى ، حتى المضيفة كانت عاوزة تحتفل بينا وانا مارضيتش اصحيكى وقلت اسيبك تنامى
خديجة بنظرة غضب : ااه واحتفلت انت بقى لوحدك مع المضيفة
اسامة وهو ينهض ضاحكا جاذبا اياها بيده : لا ياحبيبتى مااحتفلتش ، قلت استنى احتفل مع مرانى حبيبتى فى جناحنا فى الاوتيل براحتنا
خديجة بخجل : اختشى يا اسامة
اسامة بعبث : ده انا هختشى خشى مااختشاهوش مختشى قبل كده فى المختشيين
…………………
دخل حاتم فيلته الخاصة بارقى احياء القاهرة وهو يحمل نيللى بين يديه ثم انزلها فى البهو بعد ان اغلق الباب ورائهم وقام بتشغيل الاضاءة وقال : نورتى بيتك يا حبيبتى
نيللى وهى تجول بعينيها فى المكان : ميرسى ياحاتم ، البيت باين عليه يجنن ليقع بصرها على صورة معلقة فى احد الاركان ، لتكتشف انها اللوحة التى رسمتها للعائلة فى العيد عندما اجتمعت معهم امانة لاول مرة ، لتسال حاتم باستغراب : انت جبت اللوحة دى ازاى
حاتم : طلبتها من طنط هدى وهى اللى جابتهالى وانا بروزتها وعلقتها
نيللى بابتسامة : واشمعنى
ليضمها حاتم اليه وهو يقول : لانى وقعت فيكى بسبب اللوحة دى
نيللى بفضول : ازاى بقى
حاتم : كان تانى مرة اشوفك لما كبرتى ، لما بصيتلك وانتى مركزة فى اللوحة ماقدرتش اشيل عينى من عليكى واتفاجئت بمدى مهارتك وانتى بترسمى ودقتك رغم السرعة فى التوصيف ، ولفت نظرى توصيفك لنفسك فى اللوحة
نيللى : ازاى
حاتم : وصفتى نفسك بالوش اللى جوا الصنوق الازاز ، مش كده
نيللى بدهشة : تعرف انك تانى حد تفهم ده من لوحاتى
حاتم : ومين اول حد ياترى
نيللى : بابا ، بابا الوحيد اللى كان دايما فاهم ده
حاتم : وليه كنتى حاجزة نفسك بعيد عن اللى حواليكى
نيللى وهى تضع رأسها على صدر حاتم : لما بتحس بالغربة وسط الناس اللى بتحبهم بتلاقى نفسك غصب عنك عملت كده
ليرفع حاتم راسها بانامله وهو يميل عليها خاطفا شفتيها فى قبلة شغوفة ثم حملها بين يديه متجها الى الاعلى وهو يقول : مابقاش فى غربة ، بقى فيه نيللى وحاتم وبس ، ومن بكرة ان شاء الله اول محطة ...باريس ...مدينة العشاق
……………………
فى اليوم التالى يعود نوح بصحبة امانة الى الموقع لتنقضى ايامهما بين محاولات نوح المستمرة لاستمالتها اليه مرة اخرى وهى تارة يجدها غير مهتمة بالمرة وتارة مهتمة وتارة اخرى لايستطيع قراءة مايدور بذهنها او فهم مايدور بداخلها