رواية غريق علي البر الفصل العاشر


 غريق_علي_البر


الفصل العاشر

 بقلم ، نعمه حسن،، 


  

_إنتوا فاسخين سنانكوا و بتضحكوا علي إيه؟! 


قالتها "فرحه" التي أفاقت لتوّها فذهب إليها "أحمد"  مسرعاً و إنحني بجزعه للأسفل قليلاً و قال: حمدالله على السلامة يا فرحه. 


نظرت إليه حانقه و قالت: إنت كنت بتقوللها إيه  خلاها ميتسمه للدنيا أوي كده؟! 


لاحظ نظراتها الجديدة و التي تشبه نظرات الغيره فقال بتلاعب قليلاً: كنت بشكرها عشان جابتلي الموبايل. 


_لأ إنت كنت بتقوللها حاجه تانيه و بتضحك..خير؟! 


=كنت بقوللها إن عيونها جميله! 


جحظت عينيها بصدمه و إشتعل قلبها من فرط الغيره و أومأت بهدوء ثم أشاحت بوجهها بعيداً. 


إقتربت الممرضه و فحصتها بدقه تحت نظرات "فرحه" التي تراقب تفاصيلها بغيظ فقالت: خلاص يختي بقالك ساعه بتفصصي فيا.. منا قدامك شبه الحصان أهو. 


نظرت لها الممرضه بإستفهام فنظرت إلي "أحمد" و قالت: ترجم لها. 


تحدث إلي الممرضه و قال: 

_That's enough.. she has been very well. "هذا يكفي.. إنها أصبحت بخير" 


قالت فرحه: إنت بتستعبطني.. مقولتلهاش إني بقيت زي الحصان ليه؟! 


قال متعجباً: قولت يا فرحه. 


_لا مقولتش.. هو إنت  فاكرني جاهله ولا إيه؟! هو مش حصان بالإنجليزي يعني "هورس" إنت مقولتش كلمة "هورس" خالص. 


ضحك قائلاً: ما أنا مش هترجم لها ترجمه حرفيه يا فرحه أنا قولتلها اللي إنتي عايزة تقوليه بس بالطريقه اللي تفهمها. 


كانت الممرضه تنقل نظراتها بين "أحمد" و "فرحه"  بتعجب فقالت لها فرحه: خير يا عروسه؟! هتفضلي تبحلقي كده كتير؟؟! 


_ What!? ماذا؟


نظرت فرحه إلي "أحمد"  و قالت: ترجم لها. 


نظر إلي الممرضه و قال: 

_Ok.. you can leave. 

"حسناً.. يمكنك المغادرة" 


أومأت الممرضه مبتسمه و نظرت إلي فرحه بإبتسامة  ثم غادرت الغرفه. 


زفرت "فرحه" و قالت: ياباااي.. سم. 


ذهب "أحمد" و جلس بجانبها ثم أمسك بيديها بين كفيه و قال مبتسماً: حمدالله على سلامتك يا فروحه. 


إبتسمت "فرحه" و قالت: الله يسلمك.. إحنا فين؟! 


_إحنا يستي في مستشفى علي حدود تركيا. 


=مكنتش مصدقه إننا هنخرج من الغابه.


_مش أنا وعدتك؟! يبقي لازم أوفي.. حتي لو كنا فضلنا شهر ماشيين مش أسبوع كنت لازم هنقذك. 


=أنا لولاك كان زماني ميته. 


إبتسم و ربت علي ظهر يدها و قال: و أنا كمان يا فرحه.. لولاكي كان زماني ميت. 


لم تفهم مقصده و لكنها إبتسمت و قالت: هنرجع مصر إمتا؟!! 


أشاح بوجهه بعيداً و قال بتلعثم: مستعجله ليه!! 


تعجبت و قالت: مستعجله ليه؟! مش كفايه بقالنا شهرين.. هنستني إيه تاني؟! 


ترك يدها بضيق و قال: ثواني هعمل مكالمه. 


قام بالإتصال برقم ما و إنتظر حتي أتاه الرد: ألو؟! 


_أيوة يا "منير" أنا أحمد. 


=أحمد مين؟! 


_أحمد إبن عمك يبني! 


=نعم؟! أحمد إبن عمي إزاي يعني؟! إنت مين يلا؟! 


_والله العظيم أحمد.. بص أنا في مستشفي هنا في تركيا و بكلمك من تليفون الممرضه.. تعالالي علي اللوكيشن اللي هبعتهولك دلوقتي و هات معاك هدوم ليا و يريت هدوم حريمي لو ينفع. 


=أنا مش فاهم حاجه.. إنت أحمد بجد؟! طب إديني أمارة. 


زفر "أحمد" بملل و قال: والله العظيم أحمد.. أحمد إدريس المسلماني.. إبن عمك إدريس أخو أبوك إبراهيم و عمتك أمنه.. ها إتأكدت ولا لسه؟! 


=أيوة صح.. بس هو إنت مموتش؟! 


_بعدين يا "منير" هحكيلك كل حاجه.. بس يريت تيجي بسرعه. 


=حالاً.. مع السلامه. 


أنهي "أحمد" المكالمه ثم نظر لـ "فرحه" التي قالت: 

مين ده؟! 


_ده "منير" إبن عمي عايش هنا في تركيا و متجوز من تركيه مسلمه و معاه منها طفلين. 


إستمعا إلي طرق الباب فأمسك بالحجاب الذي أحضرته الممرضه و وضعه علي رأس "فرحه" تحت نظراتها المتعجبه. 


نظر إليها و قال: إيه مالك بتبصيلي كده ليه؟! هو مش إنتي محجبه ولا أنا بيتهيألي؟! 


_أيوة محجبه.. بس إشمعنا يعني بتغطي شعري منا معاك بقالي شهرين من غير حجاب!! 


=ده عشان الظروف هي اللي اجبرتك علي كده.. لكن. لوقتي مينفعش حد يشوفك من غير حجاب.

ثم أجاب الطارق و قال: come in.. "إدخل" 


دخل الطبيب ليطمئن عليهما و قال موجّهاً حديثه إلي "فرحه":?! are you fine" هل انتِ بخير؟! 


نظرت "فرحه" إلي "أحمد" بإستفهام فذهب و جلس بجانبها و أحاط بذراعيها و خاطب الطبيب قائلاً: 

She is very well "إنها بخير للغايه" 


أومأ الطبيب مبتسماً و قال: 

Ok.. now you can leave hospital. 

"حسناً.. الآن يمكنكم مغادرة المشفي" 


شكر "أحمد" الطبيب فإنصرف متمنياً لهما زوال البأس. 


نظرت "فرحه" إلي "أحمد" و سألته: كنتوا بتقولوا إيه؟! 


إبتسم و قال: قولتله يستي إنك بقيتي زي الفل فقاللي إننا نقدر نخرج من المستشفى.. بس. 


قالت مبتسمه بحماس: يعني هنرجع مصر؟!! 


أصابه الضيق ثانيةً وقال بحده طفيفه: في إيه يا فرحه مستعجله علي الرجوع ليه هو إنتي قاعده معايا غصب عنك؟! 


تعجبت من حدته و قالت: لا مش غصب عني ولا حاجه.. بس عايزة أرجع لأهلي.. وحشوني. 


_حاضر يا فرحه هنرجع.. بس مش النهارده.. خلينا نستني النهاردة عند"منير"و بكرة نرجع. 


أومأت بموافقه و لم تتحدث.. إستمعا إلي طرق الباب مجدداً فقال: ده أكيد "منير". 


فتح الباب فباغته" منير"محتضناً إياه قائلاً: إنت كويس؟! إيه اللي حصل أنا مش فاهم حاجه؟! 


_أنا كويس الحمد لله بعدين هفهمك.. جبت الهدوم؟! 


=أيوة الهدوم أهي.. هي مين دي اللي معاك جوه؟! نورا خطيبتك؟! 


_لا مش نورا.. و بطّل أسئله بقا قولتلك بعدين هحكيلك كل حاجه.. هات و إستناني بره. 


إلتقط من بين يديه حقيبة الملابس و دخل إلي الغرفه و أعطي إلي "فرحه" رداء طويل و حجاب و قال: إدخلي غيّري هدومك في الحمام. 


أومأت و أخذت منه الملابس و ذهبت لتبديل ملابسها. 


خرجت فوجدته يرتدي بنطالاً من الجينز و قميصاً من اللون الأبيض.. لقد كان فاتناً للغايه.  


نظر إليها فوجد ثيابها تتزين بها فأطلق صفيراً معجباً و قال:يا وعدي يا وعدي.


إبتسمت بخجل فأشار لها بالخروج فخرجت برفقته.


حيّاها منير قائلاً:إزيك يا مدام.


_آنسه فرحه..قالها "أحمد"بإقتضاب فنظر له"منير" بتعجب و إصطحبهم إلي سيارته و ذهب إلي بيته.


      ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕


أمسكت "رضوي"هاتفها و قامت بالإتصال بـ رضوان الذي أجاب علي وجه السرعه قائلاً:إزيك يا ست البنات؟!


إبتسمت"رضوي"و أجابت بسعاده بالغه:الحمد لله كويسه..إنت إزيك؟!


_أنا كويس الحمد لله..إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي؟!ده الفجر قرب يأذن.


=والله قلقانه..عندي إمتحان بكره و خايفه..و إنت كنت قلتلي إنك بتنام الصبح لما بتسلم لأخوك فقولت أكلمك.


_ذاكرتي كويس؟!


=يعني..إلي حدٍ ما.


_متقلقيش إن شاء الله خير.


=بإذن الله..إنت طلعت البيت ولا لسه؟!


_لا لسه..لازمك حاجه أجيبهالك؟!


=لا شكراً..إنت مش خاطب يا رضوان؟!


إبتسم بتعجب و قال:اممممم..عارف أنا الأسئله بتاعة نص الليل دي..فراغ مش كده؟!


_بصراحه أه..فراغ و فضول كمان.


=طيب يستي أنا مش خاطب لأ..و لا بفكر حتي!


_يا ساتر عليك..ليه كده؟!


=كده..يستحيل أتجوز أي واحده..هي خطفايه كده يا تيجي يا متجيش..لو جت أهلاً و سهلاً و هعافر لحد ما أوصل لها..مجتش بقاا يبقي أديني عايش وخلاص.


_حلو المنطق ده..أنا كمان هعمل زيك..لو ماتخطفتش مش هتجوز.


قال ممازحاً:لا إن شاء الله هتتخطفي..روحي نامي يا رضوي!


_طب سؤال كمان..إيه مواصفات فتاة أحلامك؟!


=إنتي عندك إمتحان إيه بكره؟!


_فيزياء ياخويا.


=طيب يختي روحي ذاكري لك كلمتين ينفعوكي.


_مش قبل ما تجاوب علي سؤالي.


=زنانه إنتي هاا؟!


_جداً.


=بصي يا ستي..هي مش مواصفات ولا حاجه..يعني مفيش شروط لازم تتوفر فيها عشان أحدد إذا كنت هتجوزها ولا لأ..بس هي بتبقا حاجات كده أساسيه.


_زي؟!


=تكون أخلاقها كويسه و عارفه ربنا..بس..و أي حاجة تانيه هنغيرها سوا.


إرتفع آذان الفجر فقال:يلّا روحي صلي و انا كمان هصلي في المسجد هنا قبل ما أطلع.


_طيب ماشي..تصبح علي خير.


       ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕


وصل "منير"إلي منزله مصطحباً"أحمد"و"فرحه"،

فتح الباب و رحب بهم ترحيباً بالغاً وكذلك زوجته التي أتت مسرعه و إحتضنت"فرحه"مرحبه بها و تحدثت بـ عربية ركيكه: مرهبا


_مرهبا بيكي يا عروسه..إزيك.


قالتها"فرحه"بعفويه فضحك"أحمد"و"منير"كذلك و حدّث زوجته قائلاً:

Çabuk yiyecekleri getir. 

"أحضري الطعام بسرعه" 


أومأت و أسرعت بالذهاب إلي المطبخ فقالت فرحه: أروح معاها يا أحمد أفندي؟! 


_اللي يريحك يا فرحه.. لو حاسه إنك مش تعبانه و حابه تساعديها مفيش مشاكل. 


=لا ده انا زي الحصان.. هروح أساعدها. 


ذهبت "فرحه" برفقة زوجة "منير" الذي إستغل الفرصه متسائلاً: إيه يا أحمد الحكايه.. أنا الفضول هيقتلني. 


_يبني لا حكايه ولا روايه.. هو مش أنا وقعت من الطيارة؟! 


أومأ'منير' بنعم فأكمل أحمد:و فرحه كمان وقعت من الطيارة..بس.


_يسلاااام..يعني إنت وقعت من الطيارة و فرحه وقعت هي كمان من الطيارة..أنا كده فهمت إيه؟!


=بعدين يا منير هحكيلك كل حاجه بالمللي..أهم حاجه دلوقتي آكل و أناااام.


ربت "منير"علي كتفه و قال:طب يلا بيننا نسبقهم علي السفره.


في المطبخ تقف"فرحه"تحضر الطعام بصمت فقالت:


_ألا قوليلي يا إسمك إيه؟! 


=توبا.


_توبه ليه هو أنا عملت حاجه لا سمح الله؟!


=إسمي توبا.


_إسمك تووووبااااا..إمممممم..ليه يختي من قلة الأسامي مسميينك توبه؟!


إبتسمت"توبا"بحرج و قالت:

-Anlamıyorum."لا أفهمك"


زمت "فرحه"شفتيها بعدم فهم هي الأخري و أشارت لها:إنتي و جوزك اللي بره..و أشارت للخارج و أكملت:بتتكلموا سوا إزاي؟!


فهمت"توبا" مقصدها فقالت:امممم..أنا و منير نتكلم تركي.


لوت فرحه شفتيها و قالت:يا حلااااوه يا ولاااد..العلم نور صحيح.


حملت "توبا"الأطباق للخارج فساعدتها"فرحه".


وضعت فرحه الطبق من بين يديها و جلست فجأه أمام السفره و أغمضت عينيها ثم قالت:أخيرااا..كنت فاكرة إني مش هشم ريحة الأكل تاني.


إبتسم"منير"و قال:بصي يا آنسه فرحه..إعتبري البيت بيتك و أكتر..عايزك تاكلي لحد ما تشبعي.


_من غير وصايه والله يا أستاذ منير..ده أنا هاكل ليا و لسكان البلد كلهم.


نظر إليها"أحمد" و قال:لو مش عاوزه تاكلي بالشوكه و السكينه..كلي بالمعلقه عادي..اللي يريحك إنتي.


بدأت بتناول الطعام بتلذذ و أغمضت عينيها مستمتعه و قالت:ياااه..ده أنا بطني نشفت من أكل جوز الهند و الموز و السمك.


تذكر "أحمد"أيامهم الأولي في الجزيرة و إستمتاعهم بأقل الإمكانيات و كم كان سعيداً بجوارها فإبتسم و أكمل طعامه و عقله لا يتوقف عن التفكير في ما هو قادم.


أنهوا طعامهم و جلسوا جميعاً يحتسون الشاي و بدأ"أحمد" يروي لهم ما حدث في الجزيرة،و يترجم "منير" لزوجته بالتركيه.


همست فرحه بجوار أذن أحمد و قالت:أنا بنام علي روحي..إسألهم هنام فين لاني خلاص مش قادرة.


أومأ أحمد موافقاً و سأل منير:بعد إذنك بقا يا منير شوف هننام فين لأننا فاصلين خلاص.


حدٌث منير زوجته قائلاً:Çocuklar uykuya kadar odamıza neden oldular 

"إنقلي الأطفال غرفتنا حتي يناموا بها"


ثم حدّث أحمد و فرحه قائلاً بحرج:معلش يا جماعه زي ما إنتوا شايفين هما غرفتين بس.


نظرت "فرحه"بصدمه إلي"أحمد"الذي إبتسم بخفه و قال: كتر خيرك يا منير..معلش عاملين لكوا إزعاج.


_لا يا صاحبي ولا يهمك..يلا إتفضلوا إنتوا إرتاحوا.


دخلت"فرحه"إلي الغرفه علي إستحياء لاحظه"احمد"و قال:معلش يا فرحه هي الظروف اللي حكمت..لو قلقانه أنا ممكن أنام بره علي الأنتريه.


تقدّمت منه و وقفت أمامه و قالت:أنا مكنتش قلقانه وأنا معاك في جزيرة لوحدنا و مفيش معانا صريخ إبن يومين..هقلق و أنا معاك في بيت فيه ناس؟!


ثم ولّته ظهرها و قالت وهي تخلع حجابها:و بعدين عايز تنام علي الأنتريه و إنت بقالك أسبوع منمتش!


قاطعهم طرق الباب فأشار أحمد لـ فرحه بأن تتنحي جانباً ففعلت و فتح هو الباب فوجد"منير"قد أتي و معه ملابس للنوم لهما.


أخذها و شكره ثم دخل و أعطي فرحه الملابس المخصصه لها فقالت بحرج :أنا يعني..كنت لا مؤاخذه عايزة أخد دش.


_آاااه..تمام يا فرحه خدي راحتك أنا هخرج اشرب سيجاره علي ما تخلصي.


أومأت فخرج هو من الغرفه فدلفت هي و أنهت حمّامها و إرتدت ما أحضرته إليها زوجة منير ثم دخلت إلي السرير و سحبت غطائها و ولّت ظهرها إلي الباب و راحت في ثبات عميق.


بعد حوالي ساعه دق"أحمد"الباب عدة مرات فلم يأته جواب فعلم أنها من الممكن أن تكون غفت.


فتح الباب بتمهل فرآها غارقه في النوم فدخل الغرفه و أخذ حمّاماً ساخناً و إرتدي ملابسه المستعاره من"منير"ثم خرج و صعد إلي السرير المجاور لـ سرير"فرحه" ثم ألقي بجسده الذي كان يأن شوقاً للراحه و سرعان ما غطّ في النوم




                         الفصل الحادي عشر من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×