رواية أحببتك واكتفيت
الفصل العشرون
بقلم ولاء محمود
تفاجأت هي عند نُطقِه بهذه الكلمة التي مازال يتردد صداها على مسامعها..
تمتم هو:قولتي ايه يا آنسه نسرين تتجوزيني !؟
أعادها مرة آخري وهي بصمتٍ تام، ليقطع أحمد هذا الصمت مردفاً:صدقيني ده في مصلحتك وده الحاجة الوحيدة اللي هتخليني أقدر أدافع عنك وأَحمِيكِي منه..،
يعلم هو بقرارة نفسه أنه يستطيع حمايتها بأي وضع ولكن عند تفكيره لمجرد أنه يكاد يَفقِدها أو يتزوجها غيره تكاد هذه الفكرة تُفقِدُه عقله بالكامل، نعم اتخذ هو عذر حمايتها ذريعة؛ لتقبل هي بزواجه.
أردف وهو يلاحظ علامات الدهشة التي اكتسحت ملامحها :بصي معاكي لغاية بكره تبلّغيني قرارك وزي ماتحبي بس مضمنش أمجد ممكن يعمل ايه وايه خطوته الجاية..
أنهى كلماته والتي لاحظ بعدها التوتر الذي ساد ملامحها؛ فتمتم بنبرة حانية: بس متخافيش أنا هعرف أوقّفه عند حده إزاي.اطّمّني…
تركها تتخبط بأفكارها مغادراً الفيلا بأكملها، حينها دَلفت نهى إليها تمتمت:رأيك يانِينا كلنا هَنَحتَرِمُه لكن هو عنده حق انتي مش كنتي خايفه من بعد وفاة أنكل انك فقدتي السند والأمان مش يمكن ده يبقى سندك او يبقى عوض ربنا ليكي عن كل اللي مريتي بيه؛..
أردفت نسرين :تفتكري ان حتى لو رضيت وقبلت واتجوزته تفتكرى مش هَيخونِّي ومش هيعمل زيهم
ايه الضمانات اللي قدمها لي هو عشان اصدقه او حتى اشوفه بنظرة مُختلفة عن نظرتي ليهم، بابا وأمجد وحتى هو كلهم خاينين صدقيني ؛ أردفت نهى بيأس وفقدان الأمل بموافقتها :اسألي قلبك يا نسرين القلب بيحس باللي قُدَّامه وأدعي ربنا وافتكري ان ربنا تقديراته لينا كلها خير ياحبيبتي
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بصَخبٍ أردف أمجد بصوتٍ جلل بمكتبه : يعني ايه كل الصفقات اللي كنت داخلها مع منير بتتسحب مني كده ومبتكملش وانتي دورك ايه هنا ولا خلاص خيبتي و عايزاني اجيب مكانك حد تاني!
تمتمت شيرين بتوتر :وأنا ذنبى إيه، وبعدين أنا مقدرش أعمل حاجة في الصفقات دي وأنت عارف بعد موت منير المستثمرين الأجانب سحبوا الصفقات دي وتَمّمُوها مع شركات تانية وعملاء تانيين وبعدين انت عارف انهم كانو بيدخلو الصفقات دي عشان سُمعة منير بيه وشركته كبيرة ومعروفة؛ قاطعها هو بضرب يده على المكتب من شدة غيظه من عباراتها :انتي لو فاكرة اني كنت بستفيد من منير في السوق والصفقات فأنتِ أكيد عارفة انّه كمان كان بستفيد مننا في الانتخابات وكل واحد وليه كَارُه.
صمتت هي بينما دَبّ الرُعب بقلبها منه فغادرت مكتبه.
…………
في منزل الحاجة حميدة
_ بقولك يا أحمد خليك معانا النهارده كده عشان الحَاجّة إلهام عَزمْتَها تِيجي تتغدا معانا النهاردة وهي جاية هي وابنها فلازم طبعاً تكون موجود معانا، أنهت عباراتها بينما هو أردف بنبرة حاسمة:ازاي يعني يا أمي و مَعَرّفتِنِيش ليه افرضي انا كان عندي شغل انزل ازاي واسيبك وفي راجل غريب جاي انا مش فاهم يعني.، قاطعته والدته مردفه بنبرة حانية عازمة على ألاّ يفهم هو الموضوع بشكل خاطئ :ياحبيبي انا مقصدش حاجة انا قولت اعزمها عندنا وانا الصراحة ما صدقت عرفت حد من الجيران ومبسوطة جداَ وقلت انك هَترحب بالموضوع معرفش انك هَتزعل كده وبعدين انا عارفة انك خلصت القضية اللي كانت شَغلاك، وانت قُولتلِي بنفسك أن القضية اللي ماسكها دلوقتي بسيطة ولو احتَاجتَك في أي وقت أقولك صح ولا لأ!
أردف هو: صح ياحبيبتي خلاص متزعليش كده وانا عندي كام حميدة في حياتي؛ بس قوليلي هنا"أفهم من كده أنك موافقة يعني؟"
ارتسمت علامات الرضى بوجهها مردفة: انت رأيك ايه!!؟
……
بفيلا منير المنشاوي…
تقبع بغرفتها تَبكي تُنَاجي رَبّها، تَعلم أنه السند وأن لا ملجأ منه إلا إليه، ضاقت بها دُنياها لا أحد يشعر بضعفها وقلّةَ حِيلَتها سوي الله :ماذا بإمكانها أن تفعل تختار أمجد وتُنقِذ إرثَها وتَتَحمّل خيانته وكَذِبُه عليها، أم تختار أحمد لينقذها هو من براثن خطيبها وأَلَاعيبه، أم ترفض كل ذلك وتنأى بنفسها بعيداً عن كل هذا، إذا اختارت الابتعاد فإلى أين ياتُري؟
قاطع شرودها ذلك الصوت الذي أصبح يتردد بمسامعها كثيراً
" متكونيش ضعيفة ومتَخلِّيش حد يتحكم فيكي"
إذاً حان الوقت لتتخذ قرارها وتكون مسئولة عن تبعات هذا القرار..
""صَدّقنِي بَقنعها كل شوية بس هي شايفة انك مش مختلف عنهم كتير او انك خاين مثلاً زيهم.؟." أردفت بتلك العبارات نهى بينما قاطعها أحمد بحنق بنبرة يتخللها التسلية قليلاً: نعم بتقولي ايه! مين ده اللي خاين يانهي طيب متزعليش بقى انا كمان مش هقدر اساعدك في اللي حاطّك في دماغه ده.
قاطعته بتردد وتَلعثم :ما هو حضرتك مش أنا اللي بقول انك خاين دي هي نسرين وانا بحاول أقنعها وعارفة انك هتاخد بالك منها.
أبتسم هو عندما اختتمت عبارتها تلك مردفاً :صَدَقِيني صاحبتك مش هتندم طول حياتها لو اتجوزتني وانِّي للأسف معنديش ضمانات أَقدمهلها دلوقتي غير اني هفضل أَحمِيِها عرّفيها كده.. قاطع المكالمة تلك التي تَدور بينهم..؛ ذلك الصوت الذي يعرف صاحبه بالتأكيد.. فأنهى المكالمة وذَهب مُسرِعَاً..
……. ..
عنده هو."أدهم"رأي أن تلك فُرصَتُه الوحيدة التي أمامه فها هو أخاها أستأذن منهم بالذهاب إلى الشرفة بعض الوقت ليُجِيب على مكالمة عمل لديه، والدتها تتحدث لوالدته،رأها هي تجلس بارتباك واضح عليها اقترب من المِقعد جانب مقعدها التي تجلس هي عليه متمتماً بعباراتٍ: على فكرة مش عارف اتكلم معاكي خالص اول مرة شوفتك فيها سبتيني ومشيتِ ملحقتش اقولِك حاجة، بعدها قررت أني مش هحاول اتكلم معاكي تاني افتكرت انك اتضايِقتي وقتها، وفضلت زي ما أنا اشوفك من البلكونة وبس، لحد ما أقرر هعمل ايه بعدها، لحد ما شُفتِك امّا كنتي ماشية بتعيطى وانتي عارفه الباقي
أنا بس عاوز أقولك إني أعرفك من زمان واتكلمت مع أخوكي أني أتقدم لك لما جينا زيارة المرة اللي فاتت وهو رفض وقالي أول ما تدخلي الكلية هاجي وأتقدم رسمي، بس هو اشترط انه من هنا لحد ماتدخلِ الكلية انه ميحصلش حتى كلام بينا، فَأنا عاوز أقولك "ذاكري كدة ورَكّزِي وادخلي الكلية بسرعة عشان أجي وأتقدم وهفضل ساكت وكاتم مشاعري جوايا بس أُعذريني هفضل برضه أَبُصلِك من البلكونة واتابعك بقلبي قبل عيني" …
أطرقت هي رأسها بخجلٍ مبتسمة بعذوبة أذابت قلبه.،بينما هو شارد بملامحها هكذا، دَلف أحمد إليهم يتمتم على عُجالة من أَمره: انا هستأذن انا يا جماعة أسف عندي شُغل مُهم عاوزة حاجة ياماما؟ أردفت والدته :لا ياحبيبي خد بالك من نفسك
تمتم أدهم بعباراتٍ زادته بنظر أحمد كثيراً : وأحنا كمان هنستأذن وان شاءالله المرة الجاية تنورونا أنتم عندنا..
…...
هَبِطت نسرين الدرج مُردِفة بفزع واضح عليها :هو كل شوية يجي ويزعق هنعمل ايه، قاطعتها نهي :مش عارفة بس الظاهر ان العساكر اللي برّة مَنَعوه من الدخول وعشان كده هو مدخلش لحد دلوقتي اطلعي انتي فوق يانينا وأنا هتصرف عشان الصوت العالي ده ميأثرش عليكي. قاطعتها نسرين : انتي عارفه طول مالصوت بعيد عني بتعب شوية بس عادي إنما المشكله كلها لو الصوت كان قُدامي افتحي الباب وأنا هقف بعيد وأخلي مسافة بينَّا أنا لازم أبلّغه بقراري..
همّت نهى بفتح باب الفيلا؛، ما إن رأها أمجد تقِف بعيدا َ على بُعد خطوات من نهى، أردف هو بغضب :انتي بتمنعيني يانسرين اني أدخل عندك أو اجيلك الفيلا حطالي شوية حِراسة يمنعوني، قاطعته نسرين مردفة بتوتر إزداد بملامحها فيما حاولت جاهدة التماسك قليلاً طمأنت نفسها أنها بضع دقائق فحسب تُخبره بها بقرارها ليدعها هو وتتخلص منه للأبد: انا مطلبتش من حد يمنعك بالعكس انا كنت مستنياك تيجى نتكلم وأقولك قراري من غير اي صوت عالي، قاطعها بعنجهية بينما أزاح بغضب الجندي الذي يَمنَعه من المرور والذي سمح له بالدخول ما أن سَمعها تُردِف له أَنّها كانت بإنتظاره، اقترب منها أمجد فجأة متخطياً نهى : أنا مش هستني أسمع رأيِك هو بَلطجة بقى أنا هجيب المأذون وأقسم بالله لو موافقتي لأكون مخسرِك كل اللي حيلتك يا نسرين و هتترمي في الشارع أنتي فاهمة..،
أنهى عباراته بينما هي تفاجأت باقترابه منها هكذا وقبل أن تُصَاب بحالتها التي تُصيبها.. لَمَحَت طَيفُه بتَشَوُّش بالرؤية أيُعقل أنَّه أتى الآن أم تداخلت الرؤيا بالحُلم قبل أن تقبع بأحد الزوايا منكمشة بنفسها تُغمض عينيها تتسلل تلك الرجفة إليها من جديد..
لم يِكن حُلم بل كان هو"أحمد" حينما سِمِع هو صوت صُراخ أمجد أثناء مكالمته بنهي، أنهى المكالمة وذهب إليهم مُسرعاً كَم تَمنّى أن يأتي قبل أن يحدث لها شئ او يَستَطِع اللحاق بها قبل رؤيتها بتلك الحالة..
سَحَبَه من ياقة قميصه خارج الفيلا مغلقاً الباب عليهم لضمان حمايتهم..؛ موجهاً لكمة لأمجد بقبضته مردفاً: انت زودتها اوي،وانا هخليك تنسى انك تعرف حد اسمه نسرين أصلاً
….