رواية :أحببتك واكتفيت
بقلم ولاء محمود
الفصل : الرابع والعشرون
رأته قابعاً على مقعد بجانب فراشها، بعدما أفاقت..
تمتمت بوهن : أحمد ايه اللي منيمك هنا…
أفاق هو بفزع مُتمتماً: ايه سخنتي تاني..؟،
لتراهُ يأخذ تلك القطعة من القماش من الإناء الموضوع بجانبه يقوم بعصرها واضعاً إيّاها على جبينها..، يُردف بتعب ووهن واضح :دلوقتي حرارتك هتنزل حالاً قبل أن يُكمل عبارته قطعها بتلك الغفوة القصيرة والتي ايقظته منها نسرين حين نزعت ما يضعه علي جبينها وأردفت:أحمد أنا كويسة ومش سُخنة ولا حاجة..
ينتبه هو على نبرتها تلك ليستعيد نشاطه بلحظة تعجبت منها هي.. فتراه يردف بمزيد من الاهتمام : ايه ده انتي فوقتي أخيراً، حمدالله على سلامتك..
انتي عذبتيني يا بنتي سخنتي وجبتلك الدكتور وكتب لك دوا وقالّي اشتغل عليكي كمادات لحد مايبان لك صاحب..
ابتسمت هي آثر إنهاء عبارته فيما قطع ابتسامتها، سَماعُه يقول لها..:وهلوستي كمااان وقولتي مصاااايب
يضحك لها تلك الضَحِكة التي أذابتها ليردف بمشاكسة : مش هقول فكّري مع نفسك كده قولتي ايه عليّا..!!؟
………
_رحمة اطلعي اقعدي مع نسرين شوية عشان نازل مشوار مهم….
لتُجيبه أخته : حاضر يا ابيه..
اعد بعض الأشياء الهامة من جهاز تنصت وتسجيل المحادثة. قام بوضعه بجيبه…
في حين انّه انطلق مغادراً ما إن نَطَقت هي بتلك الكلمات
"شيرين سكرتيرة عدوك" أنهى مُكالمته معها ذاهباً إليها..
…..
في مكتب اللواء رفعت :
_ يعني فعلاً العربية دي مكنتش متعمدة تخبط والدته دي جت كده وبالتالي يمكن يكون اللي ضرب رصاص مكنش قاصد نسرين كان قاصد والدته ولما نسرين بعدت والدته عن المكان خدت هي الرصاصة …، رآه تفسير مقنع..
وعلى كلٍ لازم نجيب اللي عمل كده ونعرف هو عمل كده ليه
ولازم أكلّم أحمد أبلّغه حالاً….
…….
في مكانٍ ما بأحد الأندية التي تم الاتفاق فيما بينهم بإجراء المقابلة بها…
رأته قابعاً بأحد المقاعد.. تلاحظه ينظر لساعته تارة وينظر لباب الدخول تارة أخرى لعلّه يعرفها…
_ حضرة الضابط أحمد َََ… جيت قبل معادك..
يلتفت إليها متمتماً لها :انتي اللي كلمتيني في التليفون؟
أومأت برأسها فيما جلست باتجاهه تخلع نظارتها الشمسية…
_ أنا عارفة مين اللي عمل كدة…
_ ازاي وايه مصلحتك انك تعرّفيني واصدقك منين وانتي بتشتغلي مع أمجد!؟
تُخرج ملف من حقيبتها تتمتم بتلك الكلمات:
هفهمك كل حاجة بس عاوزاك تصدقني في كل كلمة عشان كل كلمة بدليل… "عامر" هو حل اللغز، دي أوراق لصفقات انا كنت شاكّة فيها كانت بتّم بينّا وبين شركة أجنبية كانت بتصَدرلنا مواد غذائية بنص التمن اللي كنا بندفعُه لما بنستورد مواد غذائية من شركات تانية تقدر حضرتك تحقق فيها زي ما أنت عايز..
قاطعها هو بتهكُّم :وانتي ايه مصلحتك بقى من كل ده ايه توبتي مثلا لما حسيتي ان مراتي وامي في خطر!؟ مظنش
اردفت شيرين بأسف لحالها : أنا حبيت أمجد وكان نفسي يسيب نسرين وكنت بساعده في كل حاجة كنت بحقد على مراتك اوووي عندها أب عايشة في فيلا واي حاجة بتحتاجها بتلاقيها غيري انا اللي كنت تحت رحمة أمجد لازم لما يكون له مزاج فيّا اروحلُه عشان يرضى عني و يزوّدني في المرتب ويشوف كل احتياجاتي، ايوة انا كنت مضطرة لكده، لو معملتش كدة مكنتش هَلاقي آكُل..ولا اصرف على دوا أمي وتعليم اختي..
بس من كلامه على اللي بيعمله والدها معاها.. عرفت انها معندهاش حد يحبها زيي فاقده الحب بس عندها فلوس، وانا معنديش فلوس بس عندي اللي يحبني و يدعيلي امي واختي
هي لو وقعت مش هتلاقي اللي يقومها وخاصة بعد وفاة والدها، إنما أنا لو وقعت هلاقي اللي يمد لي ايدُه بحب عشان اقدر اقوم وأكمل..
ايوة هي صعبت عليا..، وأنا صعبانة على نفسي.
استعدت هي المغادرة فيما أردفت: انا هفضل بشتغل معاه لغاية ما حضرتك تقبض عليه عشان ميحسش بحاجة بعد اذنك…
تنطلق مغادرة لتعد نفسها انها ستُطوي هذه الصفحة من حياتها للأبد وتتُوب لـ ربها وتدعوه لعلّه يقبل توبتها بمساعدتها تلك لهم.. تبدأ الحياة الجديدة…
عائداً لمنزله ليطمئن عليها مُعذّبة قلبه.. ليسمع رنين هاتفه..
_أحمد في تطورات في الموضوع عاوزاك قدامي في أسرع وقت
_ وأنا كمان يا سيادة اللواء في قضية كبيرة جدااا.. أغذية فاسدة بتدخل البلد.
……
في قسم الشرطة :
يافندم انا بعد ما درست الملفات دي لقيت ان الشركة اللي بيتعامل معاها أمجد هي نفسها الشركة اللي وقَّفت تعامل مع منير قبل وفاته وهي اللي هددته كمااان
أردف بها أحمد مشيراً لـ رفعت بالملف الذي بيده ليطلع عليه
رفعت…
ليقطع عبارته رفعت:احنا كل اللي نقدر نعمله نبلّغ السلطات عندهم هناك وهمّا يتعاملو معاهم ونقبض على اللي اسمه أمجد وأمثاله اللي بيدخلو البلد حاجات زي دي و بيدمّرونا ويدمّروا أولادنا…
…….
دلف أحمد إلى منزله أخيرا يستشعر ببعض الراحة.. لقرب مجيء نهاية أمجد…
تتطلع له نسرين مفتقده له…، هل باتت تشعر بشئٍ ما نحوه!
هل أصبح غيابه عنها بضع الوقت يُؤرّقها
تستوحش المنزل بدونه…
_ حمدالله ع السلامة كل ده تأخير..
_ معلش يا نسرين كان عندي ضغط شغل وقريب كله هيتحل خلاص…
شعرت بتلك الوخزه تجتاح قلبها لِمَ تتوتر وسوف تُصبح الأمور على مايرام..
تمتمت بعدم فهم:ايه اللي هَيتحل مش فاهمة؟
يلتفت إليها يقترب منها يُرمقها بتلك النظرة الغريبة التي لم تعد تفهمها…
يُردف: دراعك عامل ايه دلوقتي؟
تمتمت بتوتر :اه بقى أحسن الحمدلله
_ طيب الحمدلله يارب دايماً ياحبيبتي..
ليتركها مُّتجهاً لغرفته…
_أحمد هو في حاجة انا حاسّه ان فيك حاجه ومش عايز تقولّي..؟
يُردف هو بثقل: لا ادعيلي انتي بكرة بس عشان عندي حاجات مهمّة..
_ ربنا معاك يارب…
يبتسم تلك الابتسامة أثر سماع تلك الدعوة الصادقة النابعة منها…
……
توجّه صباح اليوم إلى شركة الهوارى :
_ مطلوب القبض عليك يا أمجد بيه…
حضرة الضابط أحمد خير، هو حضرتك مفيش وراك غيري…
يُردف أحمد بثقة ممسكاً ببعض الورق بيده: لا المرّة دي عندي بدل الدليل الواحد ادلّة كتييير ومتخافش هاخد بالي انك متخرجش منها المرّة دي أبداً..
"تحريض على قتل" و"تزوير أوراق لعدم حصول ورثة منير المنشاوي على حقّهم الشرعي" و"قضية مواد غذائية فاسدة"
شوفت كام قضية!؟ وما خفي كان أعظم..
بس قبل ماتتحرك معانا وتكلم المحامي الخاص بيك أمضى ع الورق ده
ليردف أمجد بغضب:ورق ايه انا مش همضي على حاجة..
_ ده ورق اللي بيه نسرين تقدر تاخد الاسهم بتاعتها والأرباح من غير أي مشاكل أو إجراءات….
يتجه إلى شيرين يردف لها: متشكر جداً لمساعدتك لولا مُساعدتك لينا كنا خدنا وقت أطول للقبض عليه..
تُعد أشيائها لتغادر الشركة بأكملها تمتمت بحزن لاحظه هو: العفو..
أوقفها هو :على فكرة واحد صاحبي هيفتح شركة هنا في مصر واكيد هيبقى محتاج سكرتيرة أنا ممكن ارشحك ليه لو تحبّي!؟
تهللت أساريرها: ياريت انا كنت شايلة هم الشغل أنا خلاص هَفتح صفحة جديدة وحضرتك مش هتندم على ترشيحك ليّا أبداً…
…………
دلف أحمد المنزل أخيراً إليها وهو بغاية الحزن :
تَركُض هي بإتّجاهه: مالك يا أحمد عملت ايه انا كنت قلقانة من امبارح..
_ ده ورق الأسهم بتاعك وكده كل ورثك معاكي قبضنا علي أمجد أخيراً…
أردف بحزن:دلوقتي مُهمتّي خلصت، مش انتي قبلتي بجوازك مني عشان احميكِ من أمجد.تقدري تحضري باسبور سفرك تبدأي بداية جديدة من أي مكان برّه مصر..
سيبي مصر بذكرياتك فيها
لتبتر كلماته:وانت…
_ أنا ايه…
_ مش هتسافر معايا..
يتمتم بتلك العبارات يعلم أنها قاسية لكن لابد منها، فـ زواجهم من البداية غلطة… حب من طرف واحد.. طرفُه هو…
_ لأ مش هسافر يانسرين احنا خلاص كده. كل حاجة انتهت هنا….
أمسكت بالورق تُحيد ببصرها عنه مغادرة الغرفة تبدأ بجمع أشيائها..
لـ يوقفها هو :والدتك موحشتكيش!؟ ؛ليرى أثر كلمته عليها..
تلتف إليه تُرمقه بحزن ودموع تتلألأ بعينيها مُهدده بالسقوط..
يستكمل هو حديثه :طيب والدك مش حاسه انه محتاج حاجه عشان ربنا يسامحه بيها عن اللى عمله فيكى...
تمتمت نسرين:مش فاهمة
_هُما ماتو دلوقتي انقطع عملهم خلاص.. بس في حاجات هتوصلّهم هيفرحوا بيها…
صدقة جارية أو علم يُنتفع به او ولد صالح يدعو له..
_ انا متأكد انك بتدعي لهم بس ايه رأيك لو تعملى صدقة جارية..، هل نفسك في مشروع مُعيّن تعمليه يكون صدقه ليهم
_ أومأت هي موافقة تردف مسرعة: ايوة نفسي اعمل مركز لإيواء الأيتام وأطفال الشوارع.. نفسي اىّ طفل يحسّ بالأمان
نفسي كُلّهم يبقي عندهم مستقبل ويلاقو جزء من الأمان زي اللي افتقدته انا وانت رجعته لي في بيتك…
_ خلاص يانينا اعتبري دي هدية جوازك كل حاجة هتجهز و تقدري تديريها وانتي مسافرة برّه اطمّني وانا هتابع ها برضو هنا…
يضع يديه على كتفيها بثقة :يلاّ اتكلي انتي ع الله وحضّري حاجتك
تشوّشت أفكارها متمتمة :هو ماله فرحان كده ليه مش كفاية هيطلقني و اسافر لوحدي… هو عنده حق لازم أبدأ بداية جديدة..