رواية أحببتك واكتفيت الفصل الحادي والعشرون


 رواية أحببتك واكتفيت:

الفصل الحادي والعشرون 

 بقلم ولاء محمود

خرج أمجد من قسم الشرطة مع المحامي الخاص به، فيما قابله أحمد متمتماً بكلماتٍ سخرية وتَهَكُّم: ايه السرعة دي اللي خرجت بيها عموماً عادي انا كنت ممكن أبيتك في الحبس كام يوم محترمين ترجع فيهم لعقلك وتبطل اللي بتعمله ده بس قولت مفيش مشاكل جاب محامي وأكيد عيل وغلط واتربي وعرف غلطه، تغيرت ملامح وجهه وأردف بخشونة: اظن انك عارف ايه معنى انك تمضي على محضر عدم تعرض لنسرين يعني مجرد تفكّر بس تمشي من مكان هي موجوده فيه قسماً بربي في سماه أجيبك من مكان ماتكون  أَظُنَّك فهمت، مع السلامة ومتورّنيش وشك تاني….. 


أدار سيارته عائداً إليها ليطمئن عليها متمتماً لنفسه بعبارات: غَلّبتِينِي و وجعتي قلبي وبعدين معاكي مش ناوية توافقي بقى.. 


دَلف إلى الفيلا حيث رأي نهى أردف : نسرين عاملة ايه دلوقتي يا نهى

أجابته نهي: بقت أحسن خلاص  مجرد ما الصوت يختفي هي بتتحسّن تدريجياً.. 

تمتم هو بقلق وتوتر عليها : هو أنا ينفع أشوفها ولا لأ؟ 

أجابته نهى بابتسامة حين لَمَحت توتره  وقلقه على صديقتها :أه اطمن ياحضرة الظابط هي نازلة حالاً، زمانهم بَلّغوها.. 

هَبطت الدرج ببطءٍ شديدٍ  ،وكأنها تتمنى ألاّ تهبط للأسفل وتُقَابله، حينما أفاقت واخبرتها نهى بما حدث وأنه كان يتواجد بالفعل ولم تكن تهيؤات كما ظنت، أَتَشكُرُهُ عمّا فَعَل أم تُخبِرُه بقرارها التي اتخذته… 

رآها أحمد تهبط الدرج  لَمَح توترها، شَعَرَ أنها لا تُرِيد رؤيته أو مما ترتاب ياترى.!!،يَظُن أنّه عَلِمَ قرارها … 

جلست بأحد المقاعد بالقرب  من نهى والتي  تُواجهه… 

قطع  هو الصمت والتوتر مُردفاً: حمدالله على سلامتك يا أنسة نسرين ان شاء الله مش هيتكرر تانى الموضوع ده، هو خلاص مضى على  نفسه محضر عدم تَعرُض ليكي.. 

تمتمت هي  بعباراتٍ بصوت بالكاد سَمِعه،بينما ذهنها ينشغل  بشئٍ آخر ألا وهو؛ أَيُعنِي إمضاء أمجد على محضر عدم التعرض لها،تَعهُّدُه بالفعل على عدم المساس بها او أذيَّتُها. بالطبع لا فـلن يحميها منه أحد، تُدرك ذلك جيداً : أنا متشكرة لحضرتك جدا ومقدّرَة تَعبك معانا ؛ بس خلاص الحراسة اللي برّة دي مبقاش ليها لازمة  وحضرتك كدة عملت اللي عليك معتقدش انك هتفضل طول  الوقت مأمنّا بِحراسة… 

أنهت عبارتها بينما  أحمد رَمق نهى نظرة يأس يُخبِرها بها أنها أخفقت باقناعها  ولم تفعل ما بوسعها؛ يعلم أنّه كان بإمكانه فعل المزيد لتتخذ القرار الذي يُرضي قلبه ، يعلم أنه لم يُقدِّم لها الضمانات التي كانت تَنشُدَها، ها هو أخفق للمرة الأولى بحياته لم يُخفق بأي مهمة وُكِّلت له من قبل فلِمَ يُخفق الأن؟…. 

استعدّ هو للذهاب قام من مقعده مُتمتماً لها :أتمنى أني أشوفك  مرّة تانية على خير، وأتمنى انك تبقى كويسة ولو احتاجتى اى حاجة  بلغيني في أي وقت… 

تركها ليغادر شارداً مردداً بصوتٍ يسمعه هو فقط: خلاص كده يعني،؛  ليقطع شروده هُتَافُها له : 

"على فكرة حضرتك ماشي كدة، بس كنت طلبت رَأيي في موضوع..وانا موافقة" ..


     ……….. 

دَلف إلى الشركة متوعداً لها وله بكل شر تمتم هو  :حلو انا هَحسّرك على أغلى حاجة في حياتك…، أردف بها أمجد  وأمسك هاتفه متحدثاً لشخصٍ ما: ايوة عاوزك تجيلي حالاً… 

الشخص الآخر : يااااه أمجد بيه بنفسه بيكلمني ايه الغيبة دي كلها يا أمجد بيه لسه فاكرني؟ 

قاطعه أمجد : لا انا مقدرش أنساك عايزك في حاجة ضروري 

لِيُجيب الرجل: عنينا ليك يا باشا انت تؤمر.. 

                   ……… 

بمنزل حميدة :

دَلف إلى المنزل والسعادة تَغمُره، للمرة الأولى حدسه يُخفق، 

صَدَمته بكلماتها حينما هتفت :"أنا موافقة"

اردف أحمد لوالدته: ماما انا هكتب كتابي بكرة، وانتظر رؤية رد فعل والدته.. 

ضَحِكت هي مُردِفة:والله يا أحمد أنت دمك خفيف، ماهو مش معنى اني نفسي أشوفك عريس فتقولي انّك هتتجوز بكرة!! 

أردف هو بابتسامة :والله يا أمي هكتب كتابي بكرة  تخيلي 

قاطعته والدته:ولد متهزرش ازاي يعني بكرة هو في يوم وليلة كده وخلاص  ومين دي اللي انا معرفهاش فجأة كده. 

تمتم هو بينما يُمسِك يد والدته يُقَبّلها: دي بركة دعاكي ليا يا أمي  أنا هحكيلك كل حاجة… 


….. 

في فيلا منير المنشاوي.. 

 تمتمت نهى وهي تشعر بالصدمة : انتي بجد بعد الكلام اللي ُقولتِيهُوله انا وهو افتكرنا انك خلاص رفضتي ونهيتي الموضوع.. 

قاطعتها نسرين بارتباك: لا لما شوفته وهو بيشد أمجد بعنف وكان بيخرّجه برّه  بعيد عننا ده كان ضمان بالنسبالي بالحماية..،انا كنت واخدة قراري اني هوافق على جوازي منّه بس موقف النهاردة ده خلي قراري أقوى أنّي  أوافق عليه وانا واثقة  من الخطوة دي 

قاطعتها نهي مُردفة :عايزة تقوليلي انك مش حاسة انه بيحبك بجد وبيخاف عليكي أو مَلَمحتِيش نظرات خوفه وقلقه عليكي كانت عاملة ازاي 

طأطأت نسرين رأسها بحيرة ثم أردفت : مش عارفة يا نهى انا متلخبطة 

تمتمت الأخيرة بحيرة: طيب لما انتي متلخبطة ليه لمّا قالِّك تحبي إمتى يكون كتب الكتاب حسستيني إنك مستعجلة وقولتيله لو ينفع بكرة ياريت.. 

أجابتها نسرين :لأني بجد مش هعرف اعيش كده لوحدي  نهى انتي عارفة ان الموقف ده لو حصل وأنا لوحدي ممكن يحصلّي ايه ، انا يانهي مقدرش اثق ان أمجد هيسكت لحد هنا 

ووجودي مع أحمد ده هَيطمّنِي ويحميني  وأنا مش عاوزة أكتر من إني اطمن وانتي هيجيلك وقت وتمشي وتسبيني  وتروحي بيتك، وأنا ضعيفة ومحتارة مش عارفة أعمل ايه، يمكن أكون جبانة عشان استغليت طلب أحمد لمصلحتي 

بس ده عشان انا  مدّمرة ؛؛ ما أن أنهت كلماتها  حتى اغرورقت عيناها بالدموع تبكي بنحيب، فيما أَحاطَتها نهى بذراعيها  مُطَمئِنة إيّاها


في مكتب المأذون  كان اللواء رفعت بجانبه  ومجدي متواجدين كشهود على هذا الزواج.. 

حين أنهى المأذون الإجراءات متمتماً بهذا الدعاء : بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير… 

تنحنح أحمد بخشونة  مردفاً بنبرة حانية :مبروك ياحبيبتي أردف بها وهو يُميل برأسه على جبهتها طابعاً قُبلة حانية بَثَّ بها بعض الشوق  مما يُكنّه لها…. 


بجانبها صديقة عمرها نهى   تُردِف بدموع :هتوحشيني يانينا 

تحتضن صديقتها بينما يقاطعها صوت أحدٍ ما مُردفاً: ""يعني لسان طويل وعديناها كمان نكدية لا كدة كتير""… 

اتجه أحمد بمصدر الصوت متمتماً: بطل رخامة يامحمود مش عاوز مشاكل النهارده بُص  لمّا اروح  انا  اتخانقوا زي ما انتو عايزين  

قاطعه هو :لا ربنا ميجيب خناق ربنا يجيب كل حاجة حلو قريب . أردف بتلك العبارات مسترداً:أهلاً بيكي أنسه نهى دي مش أول مرة نتقابل، احنا اتقابلنا قبل كده

أردفت نهي: أيوة مش انت اللي كنت في  المول اللي ضرب الشاب اللي كان بيعاكسنا انا ونسرين 

أردف هو بابتسامة:ايوة بالظبط كدة.. انا محمود، اتشرفت اني شوفتك… 

تَدخّل اللواء رفعت مردفاً:عارف ياابو حميد أنا كنت حاسس ان اهتمامك بالموضوع مش طبيعي وكنت شاكك ان فى حاجة بس استغربت ان الموضوع يتطور بسرعة كدة 

، مبروك ياأبو حميد دلوقتي اعتقد انك هتاخد اجازتك صح 

قاطعه هو بضحكة :أكيد ياسيادة اللواء حضرتك شايف ايه 

أجابه رفعت : اطمن  انا ظبّطها لك… 

   

دلف إلى  منزله، صعد أحمد الطابق الثاني الخاص به مردفاً: بصي هي أكيد الشقة مش هتعجبك اوي بس انا قولت نظبطها على ذوقنا أحنا، انا كنت مظبطها  بما  اني كنت بجيب صحابي و نقعد نذاكر سوا  أيام الكلية عشان ناخد راحتنا.. انتي عارفة أختي  تحت وأمي فكنت. بحب اسيبهم براحتهم.. 

قطع عبارته تلك مردفاً: انا برغى كتير ، ونسيت أقولك أهم حاجة… "" نورتي حياتي وبيتي المتواضع ده يا حبيبتي"" … 

أطرقت رأسها بخجل متمتمة: لا ولا بترغي ولا حاجة.. ده نورك 

ثم أردفت بتوتر وارتباك :أنا عاوزة اقولك حاجة  "انا أسفة" 

أردف هو بتعجب :أسفة ليه يا نسرين  هو في حاجة… 

تمتمت هي: انا استغليت طلبك مني الجواز ووافقت عشان  انا كنت محتاجة احس بالأمان  ومعرفتش اعمل إيه غير إني أوافق عشان أمجد يسبني في حالي

عمّ الصمت لحظات. نزلت كَلِمَاتُها كالصاعقة عليه التي زلزلت كيانه بأكمله فَتَصَدَّع هو، هل كان يظن أن موافقتها تلك جائت لشعورها بشىٍ ما نحوه.، أَلَم  يطلب منها هو الزواج حتى يستطيع حمايتها، أَلَم يُقدِّم لها عرض سخي  باستغلاله على طَبقٍ من ذهب.. إذا لِمَ هو مستاءاً هكذا..

أردف لها  بأسي :  عشان كده بس،  يعني مش عشان حسيتي بحاجة حتي لو بسيطة  من ناحيتي.؟

أطرقت رأسها بصمتٍ مُطبق لم تعلم بما تُجيبه… 

قطع أحمد لحظات الصمت السائدة بينهم حينما أردف بحزن:؛ بس اوعدك قريب اوى  كل ده هينتهي….؛ 

استدار هو مغادراً الغرفة بل المكان بأكمله…. 

تجمدت هي مكانها تستوعب ماحدث هل تركها للتو، لم تَكن تريد هذا، كل ما إرادته أن تأخذ وقتها حتى تعتاد عليه…



                 الفصل الثانى والعشرون من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×