رواية أحببتك واكتفيت الفصل الخامس عشر


رواية  احببتك واكتفيت 

الفصل الخامس عشر

 بقلم ولاء محمود 

أنهى  أحمد مكالمته مع مصطفى فقد كان يُحدّثهُ هاتفياً أثناء ذهابه إلى المستشفى رفض إنهاء المكالمة وقتها معللاََ ذلك أنه  في حالة وجود خطبٍ ما ؛ يستطيع وقتها التعامل ومتابعة كل مايحدث.. 

حينها  فقط أنهى المكالمة متمتماََ لمصطفى: انا خلاص قدام المستشفى وصلت انا داخل حالاََ؛ لاحظ مصطفى وقتها أن مكالمةَ صديقهُ لم تخلو من السؤال عن ابنة منير  وعن أحوالها؛ استشعر إهتمام صديقه بها 

حينها دلف هو إلي المستشفى؛ وقعت عيناه عليها  هي أمامه الأن؛ لِمَ لَمْ يهدأ قلبهُ ولو قليلا ً بعد؛ أَيُعقَل أنه يريد عُنَاقُها الأن وإخفائها داخل قلبه حتى يمر كل ذلك بسلام.. 

رآها تقف بجانب غرفة العمليات  تنظر إليها.. بصمتٍ مطبق بينما عيناها لم تتوقف عن ذرف الدموع  تارة تكفكف دموعها وتارة تتركها تنساب على وجنتيها…

توجّه هو لصديقه مردفاََ: هو حالته ايه دلوقتي يامصطفي

 أجابه مصطفى:الدكتور قال  ان الرصاصة كانت جمب القلب مباشره فالوضع صعب دخل العمليات  ولما يخرج  هنشوف الدكتور ونطمن عملوا ايه ؛ 

اتجه ناحيتها تمتم بكلماتٍ استشعر ثِقَلها على لسانه : الف سلامه على منير بيه ان شاء الله هيبقى احسن اطمني 

أبعدت بصرها عن باب الغرفة إلى مصدر الصوت التي تظن أنها سمعت تلك النبرة القلقة والحانية من قبل؛ أبصرته بتلك النظرة التي لايفهم معناها؛ يعلم انها لاتُطيق رؤيته ترتبك بمجرد النظر إليه  وتُصاب  بحالة لايفهمها على الإطلاق؛ إن كان يجهل كل ذلك ؛ كان قد أخبر نفسه أنها كانت تنتظر مجيئه منذُ وقتٍ مضى؛ أنهى كلماته بينما هي  لم تنطق بشئ بل اومأت رأسها  متطلعة إليه

إلى أن اقتطع هذا الصمت صوت مجدي  مردفاََ بقلق:ايه يا بنتي خير ايه اللي حصله

اتجهت هي  إليه  تمتمت  ببكاء:انكل مجدي لم تُكمل باقي كلماتها؛ إلى أن احتضنها مُطَمئِناً إيّاها

طَمئن هو  قلبه عليها، عَلِمَ أنها لم تعد بمفردها بعد؛ تركها برفقة ذلك الرجل الذي يستشعر هو براحتها وطمأنينتها معه 

أثناء خطواته مغادراََ المستشفى؛ سَمِعَها تردف بين أحضان ذلك الذي يُدعي مجدي فهو بمثابة والدها: كنت محتجالك اوي شكراََ انك جيت ؛ أنهت كلماتها مُتَطلعة  إليه…؛ هل كانت الكلمات تلك له أم لذلك الرجل الذي استطاع أخذها بين أحضانه؛ بادلها النظر بينما هو مشوّش الذهن قاطع أفكاره رنين هاتفه أمسك به مجيباََ : حالاََ يا سيادة اللواء  أنا في الطريق اهو؛ أنهى مكالمته متمتماََ  ببضع كلمات إلى مصطفى  :خد بالك اي جديد بلغني؛ أنهى كلماته مغادراََ بذلك المستشفى بأكملها متجهاَ إلى قسم الشرطة

…… 

داخل قسم الشرطة أمر بإحضار عثمان متولي  للتحقيق معه؛دخل هو مكبّل اليدين  يرمق أحمد بنظره  سخريه واستهزاء

_ شايفك مستغرب اننا قدرنا نوصل لك، من نظرتك كده؛ 

قول لي بقى يا عثمان متولي ايه علاقتك بمهدي 

اطلق ضحكته المعتاده التي ما إن سمعها أحمد اكتسحت ملامحه الدهشة متمتماََ هو  بهمهمات  توسطت ضحكته : مش لما أكون الأول عثمان متولي….. 

؛؛ 

في شركة الهوارى جاءه خبر إصابة منير المنشاوي  الذي أسرع على أثر سماعه الخبر إلى المستشفى 

_ ايه يانينا منير بيه ماله مين اللي عمل كده؛ اردف أمجد بتلك الكلمات ممسكاََ بها  ذراع نسرين بقلق 

ارتجفت هي آثر لمسته مقتضبة تشعر بالنفور منه زحزحة  يديها مبتعدة عنه؛ لاحظ هو ابتعادها ونفورها منه  أردف لها غاضباََ : انتي مالك في ايه مش طيقاني ولاحتى طايقه لمستي ليكي انا عاوز اطمن على منير بيه و قلقان عليكي؛ قاطعته هي :اطمن من بعيد مش لازم يعني تعمل اللي عملته ده.. صدح صوتَهم في المستشفى بينما تدخل مجدي مهدئاََ الوضع بينهم : ايه ياولاد في ايه اعتقد اللي بتعملوه ده مش وقته خالص؛ رمق أمجد نظره غاضبه موجها َ كلماته له: انت يا أمجد لازم تقدّر اللي احنا فيه وخاصة نسرين مش جاي هنا تتخانق 

قطع حديثهم خروج الطبيب من غرفة العمليات؛ أقبلو إليه مسرعين :خير يادكتور هو عامل ايه دلوقتي؛ أخبرهم الطبيب بملامح يائسه نوعاً ما: احنا عملنا اللي علينا وشيلنا الرصاصه و قدرنا نوقف النزيف الداخلي بس الرئه تأثرت 

هو دلوقتي  هيتنقل غرفه العنايه المركزه عشان الأكسجين قل شويه ادعوله لو عدى ال٢٤ ساعه الجايه على خير نقدر نقول اننا كده عدينا مرحله الخطر؛ أنهى عبارته تاركاََ إياهم  يتخبطون بأفكارهم؛ 

 فصديق عمره لم يتوقع هذا أو أن  تكون تلك النهاية كان يتمنى لو يعود لصوابه ويُصلح لمن أخطأ بحقهم  وعلى وجه التحديد ابنته… 

امّا أمجد كان يُمَنِّي نفسه  بأنها فرصته؛ بموت منير المنشاوي سيصبح هو المالك  لكل شئ سيضم أعمال شركة منير  و شركة والده سوياََ لتصبح مجموعة شركات الهوارى… 

اما هي نسرين لم تَكُف عن البكاء؛ ظلمها وأهانها بل وقسي عليها كثيرا َ.. في الآخر سيظل هو والدها اكتفت هي برحيل والدتها؛ ولن تستطيع بأي حال فقدان والدها وتركها هكذا وحيدة.. لطالما كانت تدعو الله أن يصلح مابينهم دعت الله كثيرا َ ليهديه هل تكون تلك النهاية اذا َ؛ طالما كانت تُخبر حالها انها حتماً ستصنع  معه بعض الذكريات السعيدة  ربما كانت تأمل ذلك فهل لها ماتتمنى…. 

عَلِم هو حالته فأراد أن يخبر صديقه أمسك بهاتفه  يَطلب صديقه أحمد. ليهمهم بكلماتٍ:مبيردش… 

……. 

أخبرهم انه لن يتكلم إلا بعد ذهابهم إلى المكان الذي أخبرهم به؛ عندما عَلِم أحمد المكان اردف متسائلاََ: انا روحت المكان ده ولفت نظري انه جنب البحر و ملقيناش فيه حاجه انت عايز ايه من كل ده يا عثمان؟ 

أردف عثمان :المره دي هتروحوا بغواصين ماهرين كمان  عشان لو متبقي اصلاََ من جثته حاجه تطلعوها وقتها بس هتكلم وأقول كل حاجه.. متخافش يا حضرة الرائد هتفهم كل حاجه عشان انا من غير ما اتكلم  مش هتوصلوا لأي حاجه وبما إنكم مسكتوني فأنا ناوي أقول على الحقيقه كلها اللي من غيري مش هتعرفوها اصلاََ؛ 

استدعى أحد من الجنود ليقوم بأخذ عثمان إلى الزنزانة الخاصة به، بينما اتجه إلى اللواء رفعت متمتماََ بجديه :انا لازم اخد القوات يافندم واكون معاهم  واروح المكان ده تاني بعد اذن حضرتك 

قاطعه رفعت :طيب ماتبعت اي ظابط غيرك مع القوات ولو في حاجه يبلغك  وخليك هنا كمّل مع عثمان التحقيق؛ هتف احمد بينما كان يستعد بتجهيز أغراضه  للذهاب : انا اللي لازم اكون موجود  يا سيادة اللواء بنفسي؛ عثمان ده مش هيقول اي حاجه غير لما نروح هناك وجودي هنا جمبه ملهوش لازمه؛ استأذنه بالمغادرة  ذاهباََ لذلك المكان… 

… 

هاهو في نفس المكان مره أخرى، في المره السابقه حدسه أخبره أن شئ ما يدور بهذا المكان لكنه لم يتمكن من معرفته وقتها.. 

أما الآن في نفس المكان يدرك بوجود شئ ما على وجه التحديد جثة لشخص ما  لم يُكشَف هويتها بعد… 

أمر فرقة الغوص العسكرية بالبحث في الماء بمكانٍ معين أخبرهم به عثمان


صعدوا إليه من الماء حاملين شئٍ ما أشبه ببقايا هيكل عظمي والبعض من أغراضه كحذاء وبعض الملابس الأخرى…. 

أمسك هاتفه ليخبر اللواء بما وجدوا لاحظ حينها مكالمة فائتة من صديقه مصطفى:دون تفكير أعاد الاتصال بمصطفي  ليطمئن قلبه عليها ؛ لا يستطيع أن يكون بجانبها الآن فما المانع من الاطمئنان على أحوالها.. 

أثناء ذلك امر جنوده بإحضار الجثه او ماتبقي منها وعمل اللازم  بإرسالها للطب الشرعي لِيُستَدل على هوية صاحبها في أسرع وقت 

أجابه مصطفى مخبراََ إياه بكل ماحدث وبوجود أمجد وبقاء مجدي معها ودخول والدها غرفة العناية الفائقة وبقائها بجانب غرفة والدها.. 

خفق قلبه بشده عند علمه بوجود أمجد شعر بالضيق الذي لم يعرف سببه متمتماََ لصديقه بكلماتٍ: طيب خلي بالك كويس منهم لحد مانعرف عملو كده ليه معاه.. أنهى المكالمة

مهاتفاََ اللواء مجدي ليطلعه بكل ماحدث: بعتنا خلاص كل حاجه للطب الشرعي هما يشوفو شغلهم هناك بأي طريقه المهم هيعرفوا مين صاحب الجثة دي وفي أسرع وقت. 

.. 

في منزل نهى علمت بالخبر فأسرعت ذاهبة دون تفكير لصديقتها ؛ 

عند وصولها للمستشفى هرولت مسرعه لصديقتها تمتمت  إليها بكلمات بنبرة حانيه : حبيبتي يانينا ألف سلامة على أنكل؛ أبصرتها نسرين مردفه :انتي جيتي يانهي انا قولت ان استحاله تيجي تاني بعد اللي قالهولك بابا.. 

قاطعتها نهي:مينفعش ازعل من أنكل وحتى لو زعلت فيكون شويه وخلاص ده زي بابا ؛ انتي اختي يانينا مهما حصل مينفعش اسيبك لوحدك في ظروف زي دي.. 

قطعت كلماتها بعناق لصديقتها مردفه: متخافيش هَيقوم بالسلامه وهيبقى احسن..

 يراهم هو بحنق مردفاََ لنفسه :ودي ايه اللي جابها هي على طول كده.. ماشي يانسرين اصبري عليا مابقاش انا أمجد اما وريتك على اللي بتعمليه معايا ده… 


أوصى صديقه الذي يعمل بقسم الطب الشرعي بإخباره بالنتائج و التحاليل المبدئية يقبع بمكتبه إلى أن قاطع شروده مكالمة من الطب الشرعي  يخبروه بها بالنتائج والفحوصات الأولية… 

اتسعت حدقتا  عينيه متطلعاََ بذهول بالفراغ؛ َوقعت أثر الكلمة على مسمعه كالسيف؛ نهض من مكانه مفزوعاََ مردداََ بصخب: عثمان 

انهي المكالمة متمتماََ بهمهمات مستنكراََ مما سمعه: لما الجثة دي لعثمان امال مين اللي قبضنا عليه……



                    الفصل السادس عشر من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×