رواية احببتك واكتفيت
الفصل الرابع عشر
بقلم ولاء محمود
اَعَدّ قوّه عسكرية متجهاَ بها إلى الفندق الذي يمكث به عثمان متولي..
إلى أن اكتسحت الصدمة ملامح وجهه حينما أخبره العامل بإدارة الفندق أن النزيل قد ترك الفندق أمس…
أُِصيب بالإحباط، كان يَهدُف أن يتم القبض عليه اليوم وينهي القضية بأكملها؛ أردف هو في حيرة من أمره: طيب ايه الخطوة الجاية؟مش لو كان اللواء سمحلي اعمل الخطوة دى بدري كان زماني ِلحقتُه
قطع شروده رنين هاتفه ما أن أجاب عليه حتى اعتلت ملامحه الدهشة مردفاََ :مهدي…..
غادر الفندق مُهَاتفاََ اللواء رفعت متمتماََ :الظاهر يا سيادة اللواء ان المجرم اللي بنتعامل معاه سابق بخطوة عننا
بس انا بقول لحضرتك ان فى حاجة هتحصل النهارده انا حاسس بكده حاسس انه بيشتت تفكيرنا في اكتر من مكان وعايز ينفذ حاجة معينة
قاطعه اللواء مردفاََ: تفتكر عاوز يعمل ايه تفتكر اننا هنروح مش هنلاقي مهدي!؟
أردف أحمد ناظراً لنُقطةٍ ما أمامه بشرود متمتماََ بما يدور بذهنه: انا واثق ان المكالمة اللي جت دي هدفها اننا نروح المكان ده و نبقى مركزين هناك اكثر من اي مكان تاني بحيث هو يقدر يتحرك براحته ينفذ اللي جاي عشانه
أخذ يفكر مردفاََ بنفاذ صبر :هو عاوز يوصل لايه بالظبط باللي بيعمله ده!
لحظة.. تَذكَّر هو شئ؛ عند مغادرته من الفندق اليوم أَلَم يمر من تلك الطرق من قبل؛ أليست تلك الطرق المؤدية لفيلا منير المنشاوي؟ ؛ تَذكَّر حينما كان واقفا َينظر بتمعن لمداخل ومخارج الفيلا وكأن الطرق باتت أكثر إيضاحاََ الآن
عَلِم وقتها أن الفندق الذي نزل به عثمان متولي أقرب مكان للفيلا
ألم يكن حدَسه صحيح حينما أَحسَّ بوجود علاقة بين مهدي والتهديدات المُلحقة بمنير المنشاوي؛ كما كان مُحقّاً بوجود علاقة بين مهدي وعثمان متولي
لم يجد الوقت الكافي ليُثبِت صحة حَدسِه ليعرِف من هم بالأساس من يقومون بتهديد منير المنشاوي لانشغاله بإيجاد مهدي وظهور عثمان متولي وترك مهمة التهديدات المُلحقه به لزميله مصطفى..
وعلى ذِكرها خفق قلبه دَعي الله أن لا ُيصِيبها شئ اليوم
إن َصح مافكّر به فهي ووالدها بخطر محدق الأن أكثر من أي وقتٍ مضي
أجرى عدة مكالمات أحدهم بزميله مصطفى مردفاََ: عاوزك تشدد على تأمين الفيلا النهاردة وتشدد الحماية عليهم وتضاعف عدد العساكر في كل الطرق المؤدية للفيلا
أنهى مكالمته بينما المكالمة الأخرى كانت إلى اللواء رفعت يخبره بها: أن يبعث قوّة عسكرية خاصّة اخري للفندق بينما هو في طريقه يتجه للمكان الذي أبلغه به أحدهم بوجود مهدي هُناك….
……
عنده هومردفاََ بسخرية: هما كده زمانهم على وصول عشان يقبضو على مهدي خليهم هناك وانا اكون خلّصت هنا؛ أطلق ضَحِكَتهُ المُعتادة بينما يسترجع ماحدث؛ عندما عَلم بأنّهُ مُراقَب واستطاع الفِرار منهم عاد بعدها للفندق وباتت الأمور أكثر إيضاحاََ الأن؛ راقب جيداََ منير وموعد خروجه من الفيلا كما أنه خطط جيداََ لها؛ تفقّد أيضاََ أعلى مكان بالفندق ذهب ليلاََ إليه تفقده جيداََ بعدها عَلِم ان الخطوة التالية يجب عليه مغادرة الفندق الأن لأنهم سيأتون لاحقاََ باحثين عنه
انهي إجراءات مغادرته بينما مَكَث بعض الوقت مُتَحججاََ بإنتظار احد السيارات تقلّه ؛ بعدها اختفى عن الأنظار تماماََ
كان حينها مُخَتبئاً بأحد الأماكن بالفندق التي عَلِم أنها مغلقة وتخلو من كاميرات المُراقبة، ونادراََ ما يتواجد بها أحد
……
وَصل أحمد المكان؛ أمر بتفتيشه جيداََ لم تُصِبهُ الدهشة فقد عرف من قبل مجيئه أنه سيأتي ولن يجد احداََ به؛ وقد كان ظنه بمحله؛ تعجّب من المكان كثيرا َ هو بجانب النهر؛ بينما ارتاب في داخله حتماََ سيحدث امراََ ما الليلة..
أمر قوّاته بالعودة والذهاب إلى الفندق بينما هو في طريقه مهاتفاََ مصطفى :ايه الجديد عندك في اي حاجه غريبة أو حاجة حصلت
أردف مصطفى مُطمئناََ صديقه :لا كله تمام عندي أنا مأمّن كل حاجة وكُلّهُم جوا في الفيلا
**********
ع الجانب الآخر بالفندق بداخل تلك الغرفة
تجهّز هو أخرج سلاحه استعد جيداََ قام بالعد مُدرِكاََ أنه سيخرج بعد لحظات ذاهباََ لعمله؛….
********
في فيلا منير المنشاوي:
تجهّز هو للذهاب لعمله وجد ابنته أمامه تمتم لها بكلمات أشبه بالأمر: اعملي حسابك يانسرين كام يوم وتبقى متجوزه أمجد احنا حددنا المعاد امبارح خلاص شوفي بقى ناقص ايه وكلمي أمجد جهزوا باقي الحاجة سوا واعتقد الخروج المره دي من غير نهي؛ انهى كلماته مغادراََ الفيلا
بينما هي قابعة مكانها لا تستطيع الحراك تُتَمتم بكلمات وعبراتٍ تَنساب على وجنتيها :يارب انا تعبت ياااارب انا استحالة اتجوزه يارب غيّر أقداري يارب…
بينما هي شاردة الذهن تُنَاجي ربها سمعت صوت والدها يتحدث مع أحدهم بصَخب؛ ركضت هي تجاه باب الفيلا لترى ما يحدُث ، وجدته يَردف بغضب : أنت هتمنعني من خروجي من الفيلا ده اللي ناقص انا جايبكم هنا لحمايتي مش تحبسوني
ع الجانب الآخر سمع مصطفى ضجيجاً أردف لأحمد: اقفل دلوقتي يا أحمد اروح اشوف في ايه وهكلمك تانى الظاهر انه منير بيتخانق مع حد من العساكر
قاطعه أحمد: لا خليك معايا ع التليفون انا هفضل فاتح الخط وانت روح شوف في ايه
ذهب هو مردفاََ: خير بس يامنير بيه ايه اللي حصل لده كله
أجابه منير بحنق وغضب:البهوات قالولي مش هينفع النهارده تُخرج..
تمتم مصطفى بهدوء: ده عشان سلامتك يا منير بيه جايلنا اخبارية انّه النهارده نشدد الحماية شوية و لسلامتك طلبنا منك متخرجش النهارده بس يافندم
قاطعه هو بنبرة غاضبة : لا عندك بقى انا خارج عندي شغل
لم ُيبتر جملته سوى رصاصة أخذها مباشرة بجانب قلبه سقط على أثرها ارضاََ…..
تُتَابع هي ما يحدث لم تدرك بعدها أي شئ آخر سوى سقوط والدها أمامها... تُردف بصدمة مُحدقة العينين :باباااااااا
يستمع أحمد كل ماحدث سقط قلبه عندما استمع صَوتِها ظناً منه أن ماسمعه ليس صوتها بل كان شئ أعمق اهتز له كيانه بأكمله كأنَّه سمِع نَفْسه للتو عندما نطق بنفس الكلمة عندما تسلّم أشياء والده و أبلغوه بوفاته…
******
عنده هو أَتمّ مُهمته واعد أشيائه ينوي المغادرة ؛ بعدها توقف لم يستطع أن يستكمل باقي خطواته حينما علم أن الفندق محاطاً بأكمله ضباط و عساكر
لحظه… هل خفقت خطته لِمَ مازالو متواجدين!؟ ألم يكن من المفترض بعد علمهم أن عثمان متولي غادر الفندق أن يغادروا هم أيضاََ الفندق للبحث عنه بمكان آخر، لما مازالوا هنا؟ ….
وصل أحمد الفندق مرّه آخري.. بعدها أمر بتفتيشه بما فيهم كل النزلاء
لم يجد آثره فأمر بإحضار كاميرات المراقبة والبحث بسجلات أمس وقف عند اللحظة التي رَآَهُ بها يُنهي إجراءات مغادرته ومكوثه بضع لحظات بعدها.. ثم اختفائه بحث بكل الكاميرات بالفندق فلاحظ ظهوره بأكثر من كاميرا آخري بعدة أماكن متفرقة بالفندق يظهر بها محاولاََ التخفي بعدها عند مكان معين فُقِدَ أثره؛ أمر أحد العملاء بإدارة الفندق بإخباره أين يؤدي هذا المكان وبالفعل أخبره بأنه يؤدي إلى غرفة أعلى الفندق وبأنه مكان يستحيل لأحد أن يبقى به؛ صعد إليه هو وقواته لمحه اخيراََ مُحاولا الفرار؛ اوقفه برصاصة أطلقها بأحد قدميه أسقطته ارضاََ ركض إليه مسرعاََ كبّل يديه مردفاً:انت بتحاول تهرب من ايه وايه علاقتك بمهدي هو أَجَّرك عشان تقتل منير؛ ثم أمر قواته بأَخذه معهم واحتجازه….
أنهى مهمته مهاتفاََ اللواء رفعت مخبراََ إيّاه:قبضنا علي عثمان متولي واتحجز يافندم انا هستأذن حضرتك هروح المستشفى اشوف ايه الاخبار هناك
قاطعه رفعت : مصطفى معاهم متشغلش بالك انت بيهم لو حصل جديد مصطفى هيبلغك
صمت هو؛ لم يعد يعرف ما يجب عليه قوله بعد ذلك.. هل يخبره إن قلبه يؤلمه الآن أكثر كما آلمه من قبل عند وفاة والده؛ يؤلمه لسماع صوتها بتلك الحالة يؤلمه كثيرا َ عندما يعرف ان احداََ فقد والده لكن معها هي كان الألم مُضَاعَف والوجع اكثر؛ هل يخبره أنه لن يتعدى بضع لحظات يُطَمئِن قلبه عليها ثم يغادر سريعاً
أدرك اللواء صَمتُه فقد شعر بحزنه، لم يجد سبب مقنع لحزنه ابداََ؛ تمتم بكلمات قطع بها الصمت السائد من قبل أحمد بالمكالمة: خلاص يا أحمد لو عاوز تروح روحلهم بسرعة ع المستشفى يمكن تعرف حاجة جديدة ومتتاخرش هناك وانا هسبقك ع القسم اشوف موضوع عثمان ده كمان ايه لحد ماتيجي وتحقق معاه
أنهى مكالمته مع اللواء؛ يشعر ببعض الارتياح لِتَمَكُّنُهُ من الذهاب أخيراََ قاطعاََ طريقه للمستشفى
قاطعاََ الطريق إليها….
هي فقط…….