رواية أحببتك واكتفيت الفصل السادس عشر



رواية أحببتك واكتفيت


 الفصل السادس عشر

بقلم ولاءمحمود


سَمِعَ ضَحِكَتهُ المعتادة الباردة تلك قاطعها  أحمد متمتماََ بصوتٍ جلل: بطّل ضحكتك دي وفهمني بقى لما اللي لقينا جثته في البحر يبقى عثمان متولي امال انت مين ََ؟ ومتحاولش تكذب عشان انت عارف اني من البداية شكيت فيك وان ليك علاقة بمهدي  وانت فاهم كويس اوي انك لو أنكرت حاجه هعرفها  وهجيب برضو الحقيقه بيك او من غيرك.. 

قاطعه هو :ايوه طبعاََ عارف وعشان كده انا مش هنكر وهحكيلك على كل حاجة عشان دماغك عجبتني يا حضرة الظابط  عشان خطتي استحالة كانت تتكشف. انا كنت سابق بخطوة عنكم في كل حاجه بس بما إنك كشفت جزء من خطتي فأنا هقولك  على كل اللي حصل…. 

في المستشفى… 

استقرت حالة منير المنشاوي وتم نقله من العناية الفائقة إلى غرفه عاديه وسُمَح له بالزيارة.. 

هرعت إلى غرفة والدها ممسكه بيده تستمد منه بعض القوه؛ قبل الحادث كانت تعلم أن لا أحد بإمكانه أذيتها  يكفيها أنها ابنه منير المنشاوي لأنها تأوي  إلى ركنٍ شديد؛ تعلم هيبته وان الكل يخشاه كانت لاتخشي أحد سوي أمجد الذي فرضه هو عليها؛ أمّا الأن بحالته تلك تخشي فقدانه، إن فقدته  ستُصبح وحيده كلياََ؛ ستنهار في هذا العالم بل ستتوه به 

يكفي انه أباها… 

أفاق هو على دموعها التي تنساب فوق يديه ليجدها تُمسك يده بشده وكأنها تخشي ذهابه أو أن يُبعدها أحداََ عنه.. 

ليدرك أنها أحبته بصدق بعد كل هذا أحبته حقاََ… 

تمتم بوهنٍ شديد : أنا أسف يا بنتي انا بقالي يومين تقريباََ حاسس انى تايه مش عارف روحي كانت فين انا افتكرت اني مُت يابنتي.. 

؛ انا مش قدامى وقت كتير.. 

قاطعته نسرين بحزن دفين : لا ياحبيبي هتقوم وهتبقى كويس وترجع تاني بيتك بس وقتها هنقضي وقت حلو سوا ونعمل ذكريات حلوه بينّا يابابا 

قاطعها هو بتلعثم وأنفاس ضعيفه: انا اسف يابنتي بس أنا خايف أني أقابل ربنا وأنا كده… ادعيلي يانينا وسامحيني انا اذيتك كتيير انتي وأمك وخنتها وقسيِت عليها انا معملتش حاجه حلوة في حياتي أبداََ

 قاطعته بنحيبٍ وبكاء:لا ياحبيبي انت حافظت عليا وكنت عاوز لي احسن حاجة

اردف هو وكأنه لا يسمع كلماتها او أنه في عالم آخر.. 

تمتم هو  دون تركيز: لما أموت مش عايزك تكوني ضعيفة ومتخليش حد يتحكم فيكى كفايه أني سلبت منك روحك وقهرتك، اتجوزي شخص انتي عاوزاه؛ سامحيني وادعيلي انا خايف من عذاب ربنا يا بنتي؛ أردفت هي: ربنا رحمته وسعت كل شى يا بابا.. 

هنا دلفت الغرفة الممرضة تأمر نسرين بالخروج لإنتهاء وقت زياره المريض ولِـراحته؛ قاطع حديثهم   سماع  إنذار جهاز القلب  ليعلن عن انخفاض نبض قلب المريض 

أردفت نسرين بقلق: فى ايه، أجابتها الممرضة بنبرة حادة:بعد اذنك اتفضلي دلوقتي المريض كده وضعه حرج جداََ؛

 أنهت كلماتها مستدعيه الطبيب المسؤول عن الحالة؛ يأتي مسرعاََ ولكن تأتي إرادة الله فوق كل شئ لِيُعلِن الطبيب بكل أسى وأسف عن وفاة المريض تمتم بكلمات : البقاء لله شدّو حيلكم وادعوله؛ جاءت كلماته كالصاعقة التي نزلت  بها فأصابت جسدها  بالكامل لـ يتراخى جسدها ساقطا على الأرض من هول الصدمة….. 

….. 

عنده هو  بقسم الشرطة.. 

تفاجأ  عندما أصغي إلى الجالس أمامه  ليخبره بالحقيقة كاملهً.. 

_ سيبني اقولك الأول اني مش عثمان متولي.. انا مهدي.. 

أردف بها الذي يُدعيَ مهدي.. فيما أكمل كلماته : أقولك انا ياحضرة الضابط الموضوع جه ازاي… 

Flashback 

في كندا… جاءه اتصال طارئ: يخبره بها بوضع مبلغ كبير من المال ووضع مثله في حسابه  مرة أخرى بعد القيام مما طُلِبَ منه؛ 

أمّا المهمه فكانت ذهابه إلى  مصر لقتل شخصٍ ما؛ أما هو كان يتوجب عليه الإستعداد والسفر إلى مصر لإتمام مهمته.. 

حينها فقط قام بالبحث عن ضحية جديدة ضعيفة تحمل الجنسيه المصرية بشرط  أن يكون وحيدا َلا أقارب له حتى يَسهُل عليه استدراجه  ؛ من سوء الحظ وقع الاختيار على عثمان متولي؛ بدأ بتنفيذ خطته واستقطاب ضحيته، قام بالاتفاق مع بعض أصدقائه بإقناعه بأن لديهم القدره على زياده دخله  إلى أضعاف شهرياََ  عن الذي يأخذه من الشركة التي يعمل بها؛ إلى أن قاموا بتوريطه معهم بأعمال مشبوهة وقامو بتهديده بدفع مبلغ مالي كبير لهم مقابل تركه يعود لحياته الطبيعية وإلاّ سَيقوموا   بتبليغ السلطات عنه واحتجازه إلى مدى الحياه.. خشي هو أن يتم إلقاء القبض عليه وتوريطه، قام بأخذ مبلغ مالي من الشركة إختلاساََ؛ عند عِلم الشركة قامت بالإبلاغ عنه؛ وهنا جاء دوره ظهر مهدي علي أنه أحد من الموظفين بالشركة  سمع بما حدث له وساعده بالخروج من السجن؛ دخلت هذه الكذبة مخيلة عثمان متولي ومن هنا نشأت صداقة بينهم؛ استطاع بها مهدي إقناعه بالذهاب لمصر وفتح مشروعات سوياََ بينهم وأنّ مصدر رزقه في هذه البلد أنتهي إلى هنا وأنّ الجماعة التي تورط بها  لن يتركوه فحسب بل سَيسعَوْا  الإنتقام منه؛ وافق هو وأعد أغراضه مسافرين سوياََ إلى مصر ومن هنا بدأ تنفيذ الخطة بدخوله لأرض الوطن 

سافرا سوياََ؛ أمره مهدي بشراء منزل وسيارة ونَزل هو بفندق؛ مردفاََ له :ياعثمان لازم نشتري الحاجات دي عشان نقدر نبدأ بيها ونقعد سوا ونبدأ مشاريعنا سوا؛ أقتنع عثمان بكلام صديقه الذي يحسبه صديقه. 

إلى أن أنهى إجراءات كل شئ ترك هو الفندق ذهب لمنزله ثم قام بقتله؛ أَخِذَاً أغراضه حتى يستطيع التجول بها في البلد متى يشاء  و إتمام مهمته مخفياََ ملامح وجهه بماسك َصُنع بدقّة  يستحيل لأحد معرفة أنه شخص غير متولى عثمان

                                        ؛End Flashback 

 أردف مهدي:  وبعد ما قتلت عثمان  خبيت جثته في أعمق مكان  تحت البحر مكان استحاله حد ينزل فيه اصلاََ وثبّتّها بصخر عشان أمنع الجثة من انّها تطفو على سطح البحر   وخِلصت منه؛  وبدأت أتابع تحركات منير، ولما بدأت احس ان حد بيراقبنِي سيبت الفندق على طول وكنت ناوي اخلص واسافر على اني عثمان متولي وبكده كنت هقدر اخرج من البلد من غير ماحد يكتشف اني مهدي ؛ أنهى عبارته مزيلاََ مايضعه بوجهه؛ليتفاجأ جميعهم بهذا القابع أمامهم…. مهدي 

مصفقاََ بيديه : بس برافو عليك يا حضرة الظابط انك قدرت تعرف ان في علاقه بيني وبين عثمان متولي وعلشان كده انا حتى لو حاولت أغير خطتي وافكر في اي حاجه تاني كنت هتكتشف  ففضّلت اني اعترفلك بكل الحقيقة وتسلمني لبلدي وأنا هعرف اخرج هناك بمعرفتي…. 

أجابه أحمد مؤكداً جزء من كلامه وهو تسليمه لبلده:احنا كده مهمتنا خلصت فعلاََ بس قدرنا نقبض عليك و نبعدَك عن بلدنا ونرحّلك لبلدك هما بقى  يتعاملوا  معاك 

….. 

أنهى القضية بأكملها وعَلِم لِما أرادوا التخلص من منير المنشاوي  كان يعمل معهم بالاستيراد؛ يقوم باستيراد مواد غذائيه وعندما وجدوا بديل له؛ أخر يستورد منهم بضائع اكثر وبسعر مضاعف؛  أنهوا صفقاتهم معه كما  أرادوا التخلص منه  لانه يعلم عنهم الكثير…. 

ها هو تفرغ الأن  من المهمة المُكلف بها ، لينشغل بشئٍ  آخر و بقضية أخرى :  ابنة منير وقلبه… 

أدار مقود السيارة بلهفة  متجهاَ لها خاصهً بعد علمه بحالتها بعد وفاة والدها….


                     الفصل السابع   عشر من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×