رواية احببتك واكتفيت
الفصل السابع عشر
بقلم ولاء محمود
بغرفة المستشفى ترقد هي بأحد الأسّره تتصل يديها بالمحاليل بينما هي تغفو او هي مجبره على ذلك ضعفاً بل هروباََ من واقعها وألماً
_ انا همشي دلوقتي يابنتي هخلص إجراءات دفن منير، خليكي معاها ومتسبهاش يانهي لازم يبقى حد جنبها انا رايح انا وأمجد نخلص الإجراءات اول مااخلص هرجع اتطمن عليها
أردف بها مجدي موجهاً حديثه لصديقتها نهى التي تقبع بأحد المقاعد بجانب فراش صديقتها بالمستشفى؛ أجابته نهي: أكيد يا انكل مجدي انا مش هقدر اسيب نسرين كده اتفضل حضرتك ومتقلقش عليها لو في اي حاجه هكلم حضرتك أقولك..
في طريقه أثناء مغادرته المستشفى لمح دخوله المُهيب بالزي العسكري الذي يرتديه أخذ يحدث نفسه :الضابط أحمد ايه اللي جابه تاني ماهو زميله الضابط مصطفى موجود وهي البنت ناقصه استجواب منهم هما الاتنين مش لما تفوق الأول، أثناء شروده قاطعه صوت أحمد موجهاً له التحية :بعدما ردّ عليه مجدي التحيه أردف له: حضرة الرائد.. نسرين دلوقتى تعبانه ومفاقتش لسه وبعدين هي مش هتقدر تتحمل انتو الاتنين تسألوها على اي حاجه دلوقتي كفاية صدمتها بوفاة والدها ارجوك أجّل كل حاجة دلوقتي لحد بس ماتفوق
قاطعه بابتسامة مطمئنة له متمتماً بكلماتٍ: اطمن يا استاذ مجدي انا جاي عشان اقول لمصطفى ميتكلمش مع آنسه نسرين في اي حاجه دلوقتي وانا هتابع كل حاجه بنفسي
رمقه مجدي نظرة أمتنان وشكر لما يفعله من أجل نسرين ولإحساسه بالصدق بكلامه ولمحه لتلك النظره بعينه؛ تلك النظره تُعني الكثير لو صحَّ حدسه؛ لقد لمح هو نظرة أحمد لها من قبل عندما أتى المستشفى لحظه أصابه والدها ليطمئن عليها….
…………….
في شركة الهوارى قامت هي بإرسال الإيميلات التي طلب منها أمجد إرسالها بتحديد موعد استلام الشحنه الجديدة من المواد الغذائية؛ أنهت ماتقوم بعمله ثم أمسكت هاتفها : ايوه يا أمجد هتيجي أمتي عشان تتمم باقي الشحنة ونستلمها وتمضي الورق
أجابها أمجد: طيب مسافه الطريق وجاي حالاََ بس اعملي حسابك تكوني مجمعالي كل الورق اللي عاوزاني أمضي عليه عشان همشي تانى واكمل باقي إجراءات دفن منير
أردفت شيرين :تمام يا أمجد مستنياك
أغلقت بينما أردفت هي: حلو كده قريب اووي وهخلص منك……
استأذن أمجد من مجدي بإخباره بأن لديه بعض الأشياء الهامه المتعلقه بالعمل وعند انتهائها سيأتيه على الفور
أردف مجدي :روح ياأمجد شوف اللي وراك انا ممكن اخلص كل ده لوحدي اصلاََ عموماََ لو احتجتك هقولك….
بالمستشفى دلف أحمد أخيراً إلي غرفتها وقعت عينيه عليها تألم لرؤيتها بتلك الحالة اجتاحت الوخزات قلبه مجدداً كل مرة يراها بها بذلك الضعف او الحزن يتمنى لو يأخذ نصيبها من الحزن كاملاً، لِمَ هي تحديدا َ.. لايعلم
قاطعت نظرته تلك صوتٍ آخر :حضرتك هي لسه ما فقتش بس الدكتور طمنا اول لما تفوق تقدر حضرتك تسألها على اللي عاوزه
أشاح وجهه ينظر إليها؛ تلك الفتاه صديقتها نهى التي دوماََ يحدثه عليها محمود أفاق من شروده: لا انا جاي اطمن بس .. فاستأذن بالانصراف
عقب مغادرته الغرفه توجّه لـ مصطفى مردفاً بكلمات : تقدر يامصطفي تروح انت أنا خلاص كلمت اللواء و هتابع باقي الموضوع بنفسي؛ قاطعت الدهشه ملامح وجه مصطفى حينما اردف: ازاي ياابني ده الداخليه كلها عارفه انك لسة مخلص المهمة اللي كلّفك بها اللواء رفعت و هتاخد اجازة ده حتى كلنا قولنا ايوه ياعم والعه معاك و هتاخد اجازة الظاهر اننا حسدناك
قاطعه هو بحزن استشعر به صديقه :لا منا أجلت اجازتي شويه وبلغت اللواء ان الموضوع بما انه له علاقة بالقضية فأنا هكمله لحد الاخر..
_ تمام طيب انا همشي لو احتاجت اي حاجه قولي ؛ بس انت متأكد انك مش محتاج حتى يوم ترتاح فيه؛ أردف بها مصطفى مستعداً للمغادرة
_ متأكد روّح انت يامصطفي..؛ تمتم بتلك الكلمات أحمد وهو يتجّه لـ أحد المقاعد يقبع بها….
..
في منزل الحاجّة حميدة والده أحمد:
هتفت رحمه لوالدتها : ماما انا نازله عشان الدرس يا حبيبتي عاوزه حاجه مني….
صمت لم تسمع إجابة والدتها للنداء فظنت أنها ربما لاتستطيع التحدث لأنها تؤدي فرضها
أردفت هي :طيب حبيبتي انا نازله عشان اتأخرت وادعيلي معاكي وانتي بتصلي، اتجهت إلى باب المنزل لتفتحه لكنها توقفت قلقه محدثه نفسها: اما اروح اطمن على ماما الأول وبعدين انزل….
استدارت هي عائدة إلى غرفة والدتها لتطرق باب الغرفه لم تستمع لأي إجابه منها لتقوم هي بفتحه، لتتفاجأ بما ترى
….
يقف آدم كعادته بالشرفه منتظراً إيّاها بشغف ولهفة نظر إلى ساعته ليجد أن موعد نزولها من المنزل قد فات منذ ما يقارب الربع ساعه تحديداً،
أردف هو بلوعة قلب واشتياق رؤيتها : هتنزلِ امتي يا رحمة بقى… نفسي اشوفك…
……….
تتحدث ببكاء وخوف على والدتها ممسكه الهاتف بيديها مردفه :أبيه أحمد مبيردش على تليفونه ليه بس، أصابها الاحباط بأن يجيب اخوها مكالماتها ، تركت هاتفها واتجهت لوالدتها مرة آخرى بعدما تأكدت انها تتنفس بانتظام تمتمت: دي أكيد غيبوبة سكر وانا معرفش أتعامل معاها ازاي بس ابيه أحمد هو اللي عارف أعمل إيه بس يارب.. تذكرت وجود صيدلية ومركز طبي بالقرب من منزلهم ؛تركت والدتها هبطت على الدرج مسرعة متألّمه تطلب المساعدة من أي مكان….
رآها هو آتية من بعيد على غير عادة وكأنها مشتتة و تائهه تبحث عن شئ ما احسّ بها تهرول بخطواتها تكاد تسقط من سرعة خطواتها وعدم تركيزها، شعر هو بوجود خطبٍ ما .. هبط درج المنزل وهرول إليها مسرعاََ
عند رحمة وسط شرودها وعيناها التي ترى ضبابية الأشياء من كثرة الدموع التي تنساب على وجنتيها والدموع التي توشك على السقوط منتظرة دورها هي الأخرى
سمِعَت صوتٍ ما يهتف لها :أساعدك بحاجه ياآنسه رحمه
لم تشعر بنفسها عندما رمقته ببصرها مردفه إليه:ماما تعبانه اوووي وانا مش عارفه اعمل ايه؛ قاطعها هو: حالا هجيبلها دكتور انا هتصل بيه دلوقتي…..
بالمستشفى بعدما أفاقت نسرين، كان هو بالخارج قابعاً بأحد المقاعد أغفل قليلاً حيث أعترف لنفسه أخيراََ انه ما كان يجب عليه الذهاب للمستشفى بل كان عليه الذهاب إلى المنزل للراحة بعض الوقت،،
بعدما أفاقت نسرين حدثتهم مردفه : عاوزه اشوف بابا بعد اذنكم قبل ما تدفنوه ينفع.؟ ؛ قاطعها مجدي :بس انتي يابنتي تعبانه يُفضل تبقى في المستشفى لحد ما نطمن عليكي؛ أردفت هي:لا انا بقيت احسن من فضلك عاوزه امشي يا انكل مجدي
تمتم مجدي بكلماتٍ: خلاص يابنتي اللي عايزه ربنا هيكون احنا خلصنا كل حاجه بالمستشفى هو هنا وهيخرج عشان يدفن كمان شويه تعالي يابنتي..
ذهبت هي بينما كانت بطريقها تخرج من الغرفة وجدته وقعت عيناها عليه رأته بحاله مُرهَقه يجلس بالمقعد المقابل لغرفتها يضع قدماً على الأخرى يخبئ وجهه بين راحة يديه مستكيناََ مطأطأ رأسه للأسفل تعجبت هي من حالته تلك؛ بعدها أدركت أنه كان يغفو قليلاً نظرت لصديقتها ولمجدي : أخبروها بأنه أتى بعدما علم بخبر وفاة والدها وأنه أصبح الضابط المسؤول عن القضيه بديل الضابط مصطفى
رمقته بنظره حزينه مُحمّله بالعتاب والإشفاق بحالته تلك لتتركه ؛و تُوَاصل طريقها بمساعدة صديقتها لتلقي نظرة الوداع الأخيرة على والدها
دلف الدكتور منزل الحاجة حميده
بعد الفحص طمأنهم عليها بأنها بالفعل اصابتها غيبوبه سكر نظراََ للهبوط بمعدل السكر لديها قام بإعطائها بعض الحقن مردفاً بكلمات: الحمدلله انكم لحقتوها لو كنتوا استنيتوا عليها كده كان الموضوع تتطور لحاجات تانية خطر هي هتبقى كويسه بعد الحقن دي..
يقف جوارها شكر الدكتور وقام بإيصالُه بينما اتجه إليها مردفاََ: طيب انا هنزل اجيب الدوا اللى الدكتور كتبه وهطلع اديهولك؛ أنهى كلامه متجهاَ لباب المنزل سمِع كلماتٍ اوقفته مكانه بل و أثارت بقلبه التوتر والخفقان بينما ارتسمت ابتسامه على ملامحهِ ليستدير ناظراً إليها؛ لـ تردف رحمة بنبره يشوبها الخجل الواضح بصوتها : مش عارفه من غيرك انا كنت هتصرف ازاي متشكرة لحضرتك جداا، مش حضرتك استاذ ادم برضو…..