رواية نوح والأمانة الفصل العشرون والحادي والعشرون


 


روايةنوح والأمانة

الفصل العشرون

بقلم ميمي عوالى

حاتم بغضب : ايه التخريف اللى انتى بتخرفيه ده

نيللى بجمود : تخريف ليه ...مش هى دى الحقيقة  انك مافكرتش فيا غير لما أمانة رفضتك ولقيتها خلاص هتروح لغيرك 

حاتم : لا مش هى دى الحقيقة طبعا ، انا اخر مرة كلمت أمانة على طلب ارتباطى بيها كان قبل ما اشوفك بحوالى شهر ومن ساعة ماشفتك نسيت الموضوع تماما وشيلته من دماغى ، واول ما حسيت بحبى وغيرتى عليكى كلمت خالى فورا وطلبتك منه

نيللى بدهشة : غيرتك عليا ..من مين

حاتم : من سفرك بعيد عنى ، من بعدك عنى لما لقيتك مصممة تروحى الموقع ، حسيت بنار قايدة جوايا ، حسيت انى عاوز احبسك غصب عنك فى مكان مالوش غير مفتاح واحد معايا انا لوحدى 

نيللى ببعض الامل : يعنى طلبك للجواز منى مالوش علاقة بنوح وأمانة

حاتم بجموح : يامجنونة ...انا ماعرفتش عن الموضوع ده غير من ساعة زمن بس  يبقى ازاى هم السبب

نيللى بخجل : يعنى ماحبيتش أمانة

حاتم بابتسامة : اقسملك انى عمرى مافكرت فيها بطريقة غير اللى قلتلك عليها ، وان قلبى لما دقلك كان اول مرة فى حياتى يدق بالشكل ده لأى بنت

نيللى بنظرة تفحص : يعنى عمرك ماحبيت قبل كده او ارتبطت بأى بنت حتى وانت فى الجامعة أو فى الشغل

حاتم بنصف ابتسامة : مش هكدب عليكى واقول لك انى عمرى ماكان ليا اى علاقات قبل كده ، لكن اللى اقدر اقوله لك انى عمرى ماحبيت قبلك انتى ، ولا قلبى دق لغيرك انتى 

نيللى وهى تومئ برأسها : خلاص ، ادينى فرصة افكر 

حاتم : انا عاوز اكتب كتابنا مع أسامة 

نيللى بدهشة : انت بتقول ايه

حاتم : بقول أن مش هتروحى الموقع غير وانتى مراتى

نيللى بعدم تصديق : مراتك !!

حاتم : أيوة مراتى ، يعنى قدامك اربع ايام بالظبط تكونى جهزتى فيهم

نيللى بصدمة : انا بقوللك محتاجة وقت افكر ..تقوم تقوللى اربع ايام ونكتب الكتاب

ليقترب منها حاتم ويقول لها ببحة  : اوعدك أن بعد الكتاب هسيبك تفكرى ذى ماانتى عاوزة

نيللى : انت عاوزنى افكر بعد كتب الكتاب

حاتم : هسيبك تفكرى فى تحديد معاد جوازنا وتختارى الوقت اللى يريحك

نيللى بغيظ وهى تتجه للمغادرة : انت مجنون رسمى

حاتم بصوت عالى : هكلم خالى واتفق معاه على كتب الكتاب 

لتلتفت إليه قبل أن تغلق الباب وراءها وهى تبتسم قائلة : ابقى خلى خالك ينفعك

ليضحك حاتم بقوة قائلا : هينفعنى يابنت خالى ...اومال هحط ايدى فى ايد مين

لتنظر له نيللى وكأنها تسجل بذاكرتها حدثا هاما ثم ذهبت دون اى  كلمة وعلى وجهها ابتسامة تشعر أنها تذورها لأول مرة على مدار سنوات عمرها ، واحتفظت بتلك الابتسامة حتى وصلت عند أمانة وما أن رأتها أمانة هللت لرؤيتها قائلة : بقى ينفع تبقى اختى وبنشتغل مع بعض فى نفس الشركة ونفس الدور كمان وما اشوفكيش غير كل فين وفين

لتذهب إليها نيللى محتضنة إياها ثم التفتت حولها متسائلة : اومال الباشمهندس نوح فين

أمانة : فى الورشة ، بتسألى عليه ليه ، محتاجاله فى حاجة 

نيللى وهى تغلق الباب وتوصده بالمزلاج : عاوزاكى انتى

أمانة باستغراب : وبتقفلى بالترباس ليه

نيللى وهى ترفع عن أمانة نقابها وتنظر بعينيها : عاوزة اقوللك على حاجة وانا شايفاكى

أمانة : قولى ...خير ، حاجة ايه

نيللى وهى تراقب عينا أمانة : حاتم طلبنى للجواز

أمانة وهى تتقافز بسعادة : بجد ، الف مبروك ياقلبى ، الف الف مبروك ، ربنا يهنيكى ويسعد قلبك يا قلب اختك

نيللى بابتسامة : انتى اول حد اقوله انى وافقت ، وكان نفسى ابقى انا كمان اول واحدة اعرف بجوازك

أمانة باستغراب : جوازى انا

نيللى : أيوة ، حاتم قاللى أن انتى ونوح هتتجوزوا

أمانة بابتسامة : نوح فاتحنى امبارح بس وطلبت منه يكلم ماما واخواتى وحدد معاد مع باباكى النهاردة عشان يطلبنى ...يعنى لسه مافيش حاجة

نيللى : طب وانتى موافقة تتجوزى واحد متجوز يا أمانة

أمانة : نوح طلق سهر 

نيللى : اخيرا ...احسن ، المفروض كان من ساعة ماشفناها فى العربية ، اتاخر اوى الصراحة

أمانة : موضوع وفاة مامته وسفره اخر الإجراءات ، بس هو تقريبا كان منفصل عنها من سنة فاتت

نيللى بدهشة : سنة بحالها ، طب ليه

أمانة : اعذريني يانيللى ، مش هقدر اتكلم فى الموضوع ده لانه مايخصنيش ، انا بس بقوللك عشان انتى اختى

نيللى بتفهم : عندك حق ، ربنا يسعدك ياحبيبتى

أمانة : ويسعدك يارب

نيللى بمرح : كده مافاضلش غير ايمن

أمانة ضاحكة : يبقى نشجعه عشان يحصلنا  ، ثم صمتت قليلا لتقول بتوجس : تفتكرى ماما ممكن ترفض نوح

نيللى  بتفهم : ماتقلقيش ، حتى لو مافهمتش من الاول ، لما تسمعك وتعرف انك عاوزاه مش هتعترض 

أمانة  : عاوزاه !

نيللى بابتسامة : ااه عاوزاه ، اكيد يعنى نوح مش هيروح يطلبك من غير موافقتك ...واللا ايه يا أمانة

أمانة بتنهيدة : ربنا يستر

…………………….

فى فيللا عامر 

عامر : بس مش شايف يا ابنى أن فى تسرع كده فى الموضوع

نوح : تسرع ايه حضرتك ، انا وأمانة طول عمرنا متربيين سوا وعارفين بعض كويس جدا

هدى : يعنى يابنى ، انت لسه منفصل عن مراتك من يومين وبتتقدم لغيرها النهاردة وكمان عاوز تكتب الكتاب بعد كام يوم 

نوح : اولا انا منفصل عن سهر من اكتر من سنة ، يمكن انفصالنا ماكانش رسمى لأسباب لو تسمحلى احتفظ بيها لنفسى

يا اخى الف بركة انك طلقتها بغض النظر انت هتعمل ايه بعد كده

عامر ببعض الشدة : عيب يا ايمن ، وبعدين مش تقول السلام عليكم الاول

ايمن وهو يحيى نوح بمرح : السلام عليكم الاول ، بس برضة بركة انك غيرت العتبة

نوح وهو يقابل مرحه بمرح : والله انا كمان بقول كده بس ماحدش عاوز يصدق

ايمن : انا مصدق ومعاك

هدى : يابنى مش تفهم الاول الحكاية 

ايمن : ياماما ياحبيبتى خدى الأمور ببساطة اكتر من كده شوية ، واحد بيحب واحدة واتقدملها عشان يتجوزها وهى موافقة عليه ….يبقى الف مبروك 

نوح بمرح : الله عليك

ايمن : الدنيا بسيطة جدا ، احنا بقى ليه نعقدها

عامر : طب هو انت اتكلمت مع أمانة فى الموضوع ..اخدت رأيها يعنى

نوح : طبعا 

هدى : وهى موافقة

نوح : اكيد والا ماكنتش هبقى قاعد قدامكم دلوقتى وبطلبها منكم

عامر : وموافقة على معاد كتب الكتاب

نوح وهو يحمحم بصوته : الحقيقة أنا ما اتكلمتش معاها فى النقطة دى ، بس انا ليا وجهة نظر 

عامر ،: اللى هى ايه

نوح : حضرتك عارف أننا رايحين الموقع ، وهنقعد هناك فترة مش قليلة ، فأنا حبيت ان وجودنا مع بعض هناك يبقى فيه شرعية لينا احنا الاتنين ، خصوصا أنى لقيتها مصممة على السفر المرة دى بالذات ، فقولت بما أن أسامة برضة هيكتب الكتاب لنفس السبب يبقى ليه مانكتبش الكتاب سوا وتبقى الفرحة فرحتين

عامر : اندهلى أمانة من فوق يا ايمن

ليذهب ايمن مسرعا إلى الاعلى وهو ينادى على امانة ليجدها تجلس مع نيللى بغرفتها فيقول لها : تعالى ياعروسة كلمى بابا

نيللى بمرح : عقبالك يا برنس ، مافاضلش غيرك

ايمن باستغراب : ليه وانتى هتتجوزى انتى كمان واللا ايه

أمانة : ايه ده ! انت مانعرفش

ايمن باستغراب : اعرف ايه

نيللى : انا كتب كتابى بعد اربع ايام مع أسامة 

ايمن : كتب كتاب مرة واحدة ، ومين بقى المأسوف على شبابة

أمانة ضاحكة : حاتم ابن عمتك

لينظر ايمن إلى نيللى و يتأمل وجهها بابتسامة ثم قال : ربنا حققلك اللى اتمنتيه اهوه

نيللى بصدمة : انت بتقول ايه

ليضمها ايمن قائلا بحنان ،: يا هبلة ده انا توأمك ….مش معنى انى ما بتكلمش انى مش حاسس بيكى ، ده انتى نصى التانى

لتبادله نيللى العناق قائلة بسعادة : عقبالك ياحبيبى لما انت كمان تنول اللى فى بالك

ليرفع ايمن يديه عاليا وهو يقول بمرح : يارب يا اختى يارب ، ثم وجه حديثه لأمانة قائلا :ياللا ياعروسة على تحت الراجل زمانه خلل

بالاسفل

وصلت أمانة بصحبة ايمن ونيللى إلى حيث يجلس عامر وهدى مع نوح ووجدت أن أسامة أيضا قد انضم اليهم

عامر : تعالى يا أمانة ...اقعدى يابنتى

لتجلس أمانة بجوار امها التى ضمتها إليها وقبلتها

عامر : انا فهمت من نوح انك موافقة على طلب جوازه منك ، لكن هل انتى مستعدة كمان انك يتكتب كتابك مع أسامة ونيللى 

لترفع أمانة وجهها لتنظر لنوح لتجده يومئ إليها برأسه مشجعا إياها على الموافقة وعندما نظرت لاخواتها وجدت معالم السعادة على وجوههم فاعادت نظرها إلى أمها ثم عامر وقالت : اللى حضرتك تشوفه انت وماما ..انا موافقة عليه

ليستمعوا إلى زغروده عالية مرحة ليتفاجئوا بأن ايمن هو من أطلقها لينخرطوا جميعا فى الضحك ثم جلسوا للاتفاق على الترتيبات اللازمة لهم

………………….

كان عقد القران بفيلا عامر فى احتفال بسيط يضم أسرة عامر وأسرة شقيقته وأسرة خديجة وبعض الأصدقاء المقربين لهم 

وتم عقد القران بين السعادة والمرح وكانت نيرة سعيدة لسعادة شقيقها وايضا لصديقتها أمانة ، ليقترب منها ايمن قائلا : مش كنا كتبنا كتابنا معاهم احنا كمان بالمرة ، اشمعنا هم

نيرة : يابنى اعقل بقى لا حد يسمعك 

ايمن : وانتى فاكرانى هخاف أن حد يسمعنا ، انا ممكن اطلبك فورا دلوقتى من جوز عمتى ، بس انتى وأفقى

نيرة بابتسامة : أهدى كده وقول هديت وشوفلك عروسة من سنك تليق عليك

لينظر إليها ايمن لبرهة بجمود ثم تركها وانصرف بعد أن قال : ماشى

لتنظر نيرة فى أثره وهى لاتعلم ماذا يقصد بتلك الكلمة البسيطة ، هل وافق اخيرا أن يتركها بشأنها ، ام أنه يتوعد لها أم ماذا ، لتراه يستقبل إحدى الفتيات بترحاب شديد ويتوجه بها ناحية خالها وزوجته لتعريفهم عليها ، ثم اصطحبها أيضا لتهنئة العرسان جميعهم ، وبعدها دعاها للجلوس بعد أن قدم لها واجب الضيافة وجلس معها يتبادل الأحاديث الخافتة التى كانت تتسم بالمرح الشديد 

لتشعر نيرة بالضيق الشديد لما رأته وخاصة أنها لاحظت أن ايمن لم ينظر إليها مرة واحدة ولو صدفة منذ اتت تلك الفتاة ، ووجدت نفسها تذهب إليهم حتى وقفت أمامهم وقالت : مش تعرفنا يا ايمن ..مين القمر دى 

ايمن ببساطة : اهلا يا نيرة ، اقدملك اميرة صديقتى من ايام الدراسة ، ثم نظر الأميرة قائلا : و دى نيرة بنت عمتى يا اميرة خريجة هندسة وتبقى صاحبة اختى الكبيرة أمانة 

واحست نيرة أنه ضغط وبشدة على كلمة الكبيرة وبأنه قالها بنوع من السخرية ولكنها تغاضت عن كل ذلك وقالت : اتشرفت بمعرفتك يا اميرة ، نورتينا ، وعقبالك

اميرة ،: الشرف ليا ، ميرسى ...قريب اوى أن شاء ، واكيد هتبقى من اول المدعوين وعقبالك انتى كمان

قالتها اميرة بابتسامة وهى تنظر بجانب عينيها إلى ايمن ، لتشعر نيرة بغصة فى حلقها وقلبها ، لتومئ إليها نيرة برأسها وتتركهم وتذهب إلى الخارج ، لتجد نفسها تنذوى بعيدا عن الجميع  ، وعندما جلست وجدت من يسحبها من يدها لتقف مرة أخرى وعندما رفعت رأسها وجدت ايمن يقول وهو  يمد يده ليزيل دموعا لم تشعر بوجودها : ليه بتعاندى 

نيرة ببعض الكبر والعناد: انا ما بعاندش

ايمن بغضب : لا بتعاندى ، وبتحبينى زى ما بحبك وبتغيرى عليا كمان

نيرة : انت جاى ورايا ليه ، ماتروح لصديقتك اللى سايبها لوحدها 

ايمن بابتسامة : صديقتى سيبتها مع خطيبها جوة

نيرة : خطيبها

ايمن : أيوة خطيبها ، هم الاتنين أصحابى من ثانوى ، بس طبعا اتخرجوا من قبلى 

نيرة وقد ظهر على وجهها بعض الارتياح : برضة جاى ورايا وسايب الحفلة ليه

ايمن : بلاش نضيع احلى سنين عمرنا فى العند يانيرة 

نيرة : انت فاكر أن حتى لو انا وافقت اهلنا هيوافقوا

ايمن بلهفة : وأفقى انتى بس ومالكيش دعوة بحد ، انا كفيل انى اخليهم يوافقوا

 21


نوح والأمانة


الفصل الحادى والعشرون


بعد انتهاء الحفل اصطحب كل عريس عروسه إلى سهرة خاصة 


عند خديجة واسامة


أسامة : الف مبروك يا ديجا ، اخيرا بقيتى بتاعتى


خديجة بخجل : الله يبارك فيك 


أسامة : مش عاوزة تقوليلى حاجة 


خديجة : حاجة زى ايه


أسامة :  اى حاجة تبلى بيها ريقى ياحبيبتى ، يعنى مثلا بحبك ، بعشقك ،  انت عمرى ...كده يعنى


خديجة بخجل : انت عارف انى مش هعرف اقول الكلام ده


أسامة : ليه ياحبيبتى ، ده انا حتى زى جوزك


خديجة : اديك قلتها ..زى جوزى ، لما تبقى جوزى بقى بجد ..ابقى اقولك اللى انت عاوزه كله


أسامة بصدمة : ياسنة سوخة يا اولاد ، اومال احنا ايه ياحبيبتى


خديجة : بس بقى يا اسامة ، ماتكسفنيش ، وبعدين مش انت عازمنى على العشا ، فين بقى العشا ده


أسامة وهو يرفع يديه للسماء : اشكو اليك 


خديجة بشهقة : انت بتدعى عليا ليلة كتب كتابنا يا اسامة


أسامة بقلة حيلة : ابدا ياحبيبتى وانا اقدر ، ده انا يشتكى أن الاكل اتاخر


…………………


عند حاتم ونيللى


حاتم : مبسوطة


لتومئ نيللى رأسها بابتسامة خجولة


حاتم : تعرفى ، حاسس ان قلبى هيطلع من جوه صدرى


نيللى : اشمعنى 


حاتم : من السعادة ، انا لحد دلوقتى مش قادر استوعب أننا فعلا كتبنا الكتاب


نيللى : اومال انا بقى اقول ايه ، حاسة انى بحلم


حاتم : صدقتينى يانيللى


نيللى بفضول : صدقتك فى ايه


حاتم : انى بجد بحبك 


لتتورد نيللى  خجلا وهى تومئ برأسها


حاتم : طب وانتى


نيللى : انا ايه


حاتم : ياترى بتحبينى زى مابحبك


نيللى : عاوزة اقوللك على حاجة بس مكسوفة 


ليمد حاتم كف يده ليضغط على كف يدها قائلا : حبيبتى انا بقيت جوزك ، يعنى المفروض ماتخجليش منى ابدا، قولى كل اللى انتى عايزاه


نيللى : كل اللى اقدر اقوله لك دلوقتى انى اتمنى يكون حبك ليا اد حبى ليك


حاتم بدهشة : انتى معتقدة أن حبى ليكى أقل من حبك ليا ..طب ازاى ، ده انا من ساعة ماشفتك وانا هتجنن عليكى


نيللى بابتسامة : من امتى ياحاتم ، شهر مثلا 


حاتم : تقريبا 


نيللى : بس انا من زمان اوى 


حاتم باستغراب : ازاى يعنى مش فاهم


نيللى : انا عمرى ماحبيت ولا اتمنيت غيرك ، بس كنت دايما بستخبى منك عشان كنت دايما بتتتريق على شكلى وقت ماكنت بتعالج وده كان بيجرحنى وبيوجعنى اوى


كنت برفض اجتمع معاك فى اى مكان ، لكن كنت يراقبك من بعيد من غير ماتشوفنى ، كنت بخاف اسمع منك كلمة تجرحنى 


حاتم وهو يتذكر ما كان منه فى صغرهم : سامحينى ، بس ماكنتش ببقى قاصد اضايقك ، كنت عيل ، ثم قال بمرح : ثم هو فى حد ياخد على كلام العيال


اوعدك انى اعوضك عن كل ده وانى عمرى مااجرحك ابدا ولا ازعلك


…………………..


عند نوح وأمانة


نوح : انا جيبتك المطعم ده عشان الخصوصية اللى فيه وطلبت منهم اللى تقدملنا الاكل بنت مش ولد عشان تقعدى براحتك وترفعى النقاب


أمانة والخجل يطغى على نبرة صوتها: بس انا كده مستريحة اكتر


نوح : بس انا مش مستريح ، انا عاوز اشوفك يا أمانة ...ارفعى النقاب


لترفع أمانة النقاب من على وجهها بخجل شديد وما أن نزعته عن وجهها حتى قال نوح : بسم الله ماشاء الله تبارك الله ، ما ابهاكى يا أمانة


لنخفض أمانة وجهها فى حياء ولكن نوح لم يتح لها الفرصة فمد أنامله ليرفع وجهها إليه مرة أخرى قائلا  : ماتحرمنيش من عينيكى بسرعة كده


لتزدرد أمانة لعابها بصعوبة شديدة وهى تقول متلعثمة لتغيير الحديث : ماما قالتلى انى ماينفعش اقعد فى شقتى تانى


نوح باستغراب : وليه بقى


أمانة بلجلجة : يعنى ...قالتلى أن الوضع مش هيبقى مناسب بما أن كل واحد فينا عايش لوحده ، فقالت لى انى اروح اقعد معاهم لغاية مانحدد معاد للجواز


نوح باستياء : بس انا اتعودت انك جنبى ، تقومى لما تبقى مراتى تبعدى عنى


أمانة : معلش يا نوح ، انت عارف العادات والتقاليد ، والصراحة انا مقتنعة بوجهة نظر ماما ، وبعدين هم كام يوم ومسافرين 


نوح باستسلام : عندك حق، بس هتوحشينى


أمانة بخجل : احنا هنبقى مع بعض طول اليوم فى الشغل


نوح : برضة هتوحشينى


لتبتسم أمانة وتقول بخفوت : وانت كمان


نوح بخفوت مماثل : انا كمان ايه


لتصمت أمانة وهى تحاول التلفت بعيدا عن عينيه ليقول نوح : لو كانت موجودة معانا كان زمانها هتبقى مبسوطة مش كده


لتنظر له أمانة وقد داعبت الدموع عينيها عند تذكرها لنعمة وقالت : اكيد روحها حاسة بينا 


نوح : كانت بتحبك ومتعلقة بيكى


أمانة : وكنت بحبها و روحى فيها


نوح : وصتنى عليكى قبل ما اسافر


أمانة برعشة بكاء فى صوتها : ووصتنى عليك قبل ماتموت


نوح : وصتك عليا قالتلك ايه 


أمانة : وصتنى افضل جنبك وما اسيبكش ، وانت ...وصيتك عليا قالتلك ايه


نوح : وصتنى على امانة ابويا وعمى وامانتها من بعدهم


أمانة : طول عمرى كنت امانتها


نوح : وبقيتى امانتى انا ، أمانة نوح وبس


……………………


فى فيلا عامر


بعد انصراف الجميع ، كان عامر متجها بصحبة زوجته إلى الاعلى حين سمعا ايمن ينادى عليهم قائلا : انتو هتناموا واللا ايه


هدى : ااه يا بنى ، انا تعبت جدا النهاردة ومحتاجة استريح شوية


عامر : عقبالك يا ايمن


ايمن : ربنا يباركلى فيكم يارب ، بس كنت محتاج اتكلم معاكم فى موضوع


هدى : والموضوع ده مايتاجلش لبكرة يا ايمن


ايمن : خلاص يا ماما ، مش مشكلة ، اتفضلوا اطلعوا استريحوا ونتكلم فى اى وقت تانى


ليتبادل عامر النظرات مع هدى ثم سحبها من يدها ليجلسها على الأريكة وجلس بجوارها وقال : لا ياحبيبى احنا اهوه سامعينك قول عاوز تتكلم فى ايه


ليجلس ايمن قبالتهم ثم قال : انا عارف انى لسه قدامى سنة على ما اتخرج ، بس انتو عارفين انى هاخد الشهادة  لمجرد الشكل الاجتماعى


انا المشروع بتاعى الحمدلله بيكسب كويس جدا وطبعا انتو عارفين انى غيرت عربيتى السنة اللى فاتت على حسابى الشخصى ، وماباخدش مصروف من حضرتك ومابسحبش فلوس من الفيزا اللى حضرتك عاملهالى ورغم ذلك معايا مية الف جنية فى حسابى الشخصى 


عامر : انا دايما بقول انى فخور بيك يا ايمن وعارف انك راجل ويعتمد عليك ، رغم انى نفسى تشتغل معايا وتشيل عنى لانى عارف انك قدها وقدود بس سايبك انت تاخد القرار ده بنفسك وقت ماتحب


ايمن : طب الحمدلله أن ده رأى حضرتك فيا ، لانى عاوز اطلب منكم طلب


هدى : انا برضة قلت المقدمة دى كلها وراها أن


عامر بابتسامة : اطلب ياحبيبى عاوز ايه


ايمن : عاوز اتجوز


عامر : ده يوم المنى يابنى


هدى : وحاطط عينك على مين 


ايمن بهدوء شديد وهو ينتظر رد فعلهم : نيرة بنت عمتى


لتنتفض هدى من مكانها قائلة : نيرة ! دى اكبر منك بخمس سنين


ايمن بهدوء : اكيد انا عارف الكلام ده يا ماما ، بس انا بحبها وجدا كمان ومتمسك بيها لآخر نفس فى عمرى


هدى : يا ابنى فى حاجة اسمها تناسب بين الزوجين ، ماينفعش الست تبقى اكبر من جوزها


ايمن : وليه ماينفعش 


هدى : هو كده ، العادات والتقاليد والناس


ايمن : انا ماليش دعوة بكل دول ياماما ، انا مش هتجوز العادات والتقاليد ولا هتجوز الناس ، انا هتجوز الإنسانة اللى عمرى ماحبيت ولا قلبى دق لغيرها


لتنظر هدى إلى عامر الذى يلتزم الصمت التام فتقول : ماتتكلم ياعامر انت ساكت ليه


عامر : هقول ايه


هدى : تقول ايه ! تقول رأيك


عامر بتنهيدة : اسمع يا ايمن ، نيرة إنسانة ممتازة ، متدينة ومهذبة ومحترمة وفوق ده كله بنت اختى ، يعنى بنتى ، وكل اللى اقدر اقوله لك أن لو حبك ليها مش كفاية أنه يتغاضى عن فرق السن ده ، ابعد عنها عشانها وعشانك وعشان اختك


ايمن : ومالها اختى بالموضوع ده يابابا


عامر : جوزها يبقى اخو نيرة ، اللى لو جرحتها فى يوم بسبب فرق السن ده ممكن علاقة اختك بجوزها تتأثر


ايمن : ولو قلت لحضرتك أن ده عمره ماهيحصل لانى بحبها من زمان اوى واللى خلانى ما افاتحكمش قبل كده انى طول السنين دى وانا بحاول أقنعها وما كنتش عارف


هدى بسخرية : وايه بقى ..اقتنعت دلوقتى


ايمن : النهاردة بس اخدت موافقتها ، واحب اقوللكم أن هى كمان بتبادلنى نفس مشاعرى بس خوفها من ردود أفعال الكبار هو اللى كان مانعها أنها تجاربنى من زمان


هدى بغضب : يعنى ايه ، وافقت انك تتقدملها رسمى


ايمن : أيوة


هدى : ولو قلتلك انى مش موافقة ، هتعمل ايه


ليقف ايمن أمام هدى ثم احتضنها وقبل رأسها ثم قال : لو حضرتك اعترضتى هقدم طلب فى الجامعة انى أكمل دراستى فى أمريكا وهطلب من نيرة أنها تسافر معايا ونتجوز هناك ، ولو ماوافقتش عشان ماحدش يزعل منها وده شئ متوقع بنسبة كبيرة هسافر لوحدى بس عمرى ماهرجع هنا تانى


هدى بغضب : انت بتهددنا ، بتلوى دراعنا


عامر بحزم : بس ياهدى ، الأمور دى ما بتتاخدش بالشكل ده


هدى : اومال بتتاخد ازاى ياعامر


ايمن وهو مازال محافظا على هدوئه : ياماما لو سمحتى ، انا لا بهددكم ولا بلوى دراعكم ، انا كل الحكاية انى بوضحلكم البدائل اللى قدامى فى حالة رفضكم 


ثم اتجه مرة أخرى لاحتضان هدى وتقبيل رأسها وقام بالمثل مع عامر ثم قال : انا هسيبكم تفكروا لغاية يوم الحد أن شاء الله وتردوا عليا ، لو وافقتوا زى مابتمنى ... حضرتك يا بابا تكلم جوز عمتى وتحدد معاه معاد الخطوبة وكتب الكتاب ولو ماما صممت على رأيها هبتدى إجراءات السفر من تانى يوم على طول ….تصبحوا على خير


ليتركهم ايمن متجها إلى الاعلى وهو متاكد من نتيجة حواره أنها ستكون لصالحه دون أدنى شك


هدى : هنعمل ايه ياعامر ، ايمن عندى ولما بيصمم على حاجة مابيتنازلش عنها ابدا


عامر : انتى ايه اعتراضك على نيرة غير سنها


هدى : وهو فرق السن ده شوية 


عامر : بغض النظر دلوقتى عن أنه شوية أو كتير ، انتى ليكى اى ملاحظات على نيرة تخليكى تعترض على جوازها غير السن


هدى : بصراحة لا ..نيرة متربية مع ولادى ، وطول عمرى بحبها و تفكيرها بيعجبنى


عامر : طب يبقى ايه المانع بقى طالما بيحبوا بعض


هدى : وفرق السن


عامر : انا مش شايف أنها قصة ، ثم أن السيدة خديجة كانت أكبر من الرسول عليه الصلاة والسلام وكانوا متفقين جدا وبيحبوا بعض جدا


هدى : عليه افضل الصلاة والسلام


عامر : عاوزك تشيلى موضوع السن ده من دماغك وتفكرى فى البنت بعيدا عن سنها وادعى ربنا يقدم لهم الخير سواء كانوا من نصيب بعض او لا


…………………..


بغرفة ايمن 


كان قد غير ملابسه استعدادا للنوم عندما سمع طرقا على الباب


ايمن : اتفضل


لتدخل هدى وهى مازالت بملابس الحفل وقالت : انت هتنام على طول كده


ايمن : الحقيقة هلكان ، مانتى عارفة ولادك سحلونى معاهم النهاردة


هدى ،: قبل ماتنام اتوضى وصلى ركعتين استخارة فى موضوعك ، والكلام ده يتكرر تانى بكرة وبعد بكرة أن شاء الله ،وبعد تلات ايام أن شاء الله نبقى نشوف نتيجة صلاتك ايه


ليقول ايمن بابتسامة : افهم من كده انك موافقة مبدأيا


هدى : اللى فيه الخير يقدمه ربنا...





                   الفصل الثاني والعشرون من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×