رواية ملك_للقاسي
الفصل_الحادي_والثاني_عشر
الفصل_الحادي_عشر : خسارة احدهم
وقع الخبر كالصاعقة على مازن الذي لم يستوعب ماقيل له اعتقد انه لم يسمع جيدا فهمس محاولا التماسك :
- مين ؟
مط زياد شفته :
- في ايه يا مازن ركز معايا بقولك رهف اخت ادم انت عارفها كويس
مازن بهدوء :
- انت...انت شوفتها فين ؟
زياد :
- قولتلك في الفرح وكمان النهارده الصبح شفتها في المول.
ابتسم باتساع وتابع :
- عارف انا اول مرة بحس بالشعور ده اول لقاء لينا اتخانقت معايا وقالتلي يا اعمى وبعدين لما بصتلي حسيت انها هبلة شويا بس لسانها اطول منها انا اعجبت بيها والنهارده كانت بتبص للارض وهي ماشية ولما اتكلمت معاها حسيت انها مش عايزه تكلمني وبقت بتبص للناس اذا في حد هيشوفنا واحنا واقفين مع بعض انا منها عرفت انها بجد محترمة وبتخاف على سمعتها ومشيت وسابتني و انا اعجبت بيها اكتر يمكن ده حب من النظرة الاولى او جنون بس اللي اعرفه اني بجد عايزها تبقى مراتي.
كل هذا ومازن يستمع لكلامه ويشعر بقلبه يتقطع لايصدق ان الفتاة التي احبها من سنين يحبها شخص اخر ومن صديقه ورفيق عمره شعر بغصة مؤلمة حد الجحيم لكنه ابتسم باصطناع :
- ربنا يقدم اللي فيه الخير انت هتكلم اهلها امتى.
ضحك زياد:
- لو اني مش عارف ان ادم عريس جديد كنت هكلمه حالا بس انا مش مستغني عن روحي هبقى اتكلم معاه بكره.... اه صحيح قولتلي انت كمان معجب ببنت مين هي بقى.
حمحم بصعوبة مجيبا :
- مش مهم موضوعي دلوقتي اصلا انا لسه مش متأكد من قراري يلا انا هسيبك.
- خلينا قاعدين.
- معلش مش فاضي سلام.
نهض سريعا وركب سيارته وهو يتنفس بصعوبة يشعر بالاختناق و غصة تمزق قلبه تمزيقا الفتاة التي احتاج سنوات ليملك الشجاعة ويعبر لها عن حبه جاء شخص اخر رآها منذ يومين وسبقه هل هو في كابوس ! وماذا ان وافقت الاخرى كيف سيواصل حياته دونها هي اول فتاة دق قلبه اليها ليس عليه ان يخسرها.
اخذ هاتفه وكاد يتصل ب ادم لكنه تراجع :
- لا مش ممكن زياد رفيق عمري وكمان هو مش عارف ان اللي هو معجب بيها هي نفس البنت اللي انا بحبها بس مدام اتكلم وسبقني مستحيل اغدر فيه واتقدملها... القرار لرهف في الاخر ولو كانت معجبة بيه كمان انا مقدرش اعمل حاجة.
مسح على وجهه وانطلق الى منزله ودلف لغرفته ، استلقى واغمض عيناه محاولا النوم لكن هل يسمح له قلبه وعقله بالراحة الآن !
" اذا مشيت في طريق الحب فستخرج منه بحالتين..
اما عاشقا سعيدا تحب كل شى بالحياة..
واما تائها ضاع بين اشلاء مايسمى الحب"
____________________
في صعيد مصر.
نطق علي بانتباه :
- كيف متأكد اياك !
ابتسم عمر بمكر :
- ايوة يابوي والنعمة متأكد عمي ابراهيم واحمد متفجين ويا ادم على جواز لفترة صغيرة وبعدها هيطلجها يعني خدعونا مشان مجدرش اتجوزها سمعت حنان وهي بتتحدت ويا ادم مشان اكده مرضيش يدخل عليها.
علي بغضب :
- الحكاية اكده بس ادم مهيطلجهاش طبعا مستحيل.
عمر بدهشة :
- مهيطلجهاش ليه يابوي ؟!
اشعل سيجارته مرددا بهدوء :
- لأنه بيحبها منتبهتش اياك على عصبيته لما جبرناه يعمل دخلة بلدي وجن جنانه لما لمحنا على مرته انها مش كويسة وغيرته عليها و العلامات اللي على وشك ياولدي اني خابر زين ادم هو اللي ضربك صوح.
عمر باحراج :
- ايوة يا بوي....بس اذا كان بيحبها ده هيضرنا عمي احمد صاحب شركة كبيرة لوحده و انا لو اتجوزت بنته همتلكها من بعده صوح مشان اكده لازم يسيبها.
علي بخبث :
- اني خابر كيف هنفرجهم عن بعضيهم بس مش دلوجيتي.
- مينتى ؟
همس بخبث :
- مش هتجي مرة واحدة يا ولدي كلشي في وجته حلو هههههه.
صمت عمر يراقب ملامح والده الذي يعرفه جيدا فان عزم على فعل شئ سيفعله لذا هو متأكد من انه سيفرقهم عاجلا ام آجلا وسيفعل شيئا مشينا ليحقق هدفه.
______________________
لم تستطع النوم ابدا شعور الوحدة والخوف في هذا المكان الكبير يقتلها تمنت لو كان معها حسنا كان سيذهب لغرفته بالتأكيد لكن على الأقل تطمئن بوجوده تحت سقف واحد ، مجرد سماع صوته يشعرها بالامان وحنان افتقدته رغم ان حديثه معها لايتعدى كلمتين لكنها فعلا ترتاح بقربه البعيد.
تذكرت يارا كا حدث صباح اليوم ارتدى ملابسه الرسمية كعادته ليذهب الى عمله وعندما طلبت منه البقاء بجانبها اجابها " تمثيلنا كان على الناس بس مش هنمثل على بعض انا مش مضطر اقعد معاكي واسيب شغلي عشان حضرتك تنبسطي "
تنهدت بحزن ونهضت من فراشها و بدون ان تشعر اتجهت الى غرفته ، ترددت قليلا لكنها فتحت الباب وبمجرد ان دخلت استقبلتها رائحة رجولية رائعة عبرت لقلبها مباشرة وجعلته ينبض بسرعة.
اقتربت يارا من دولاب ادم وفتحته ظلت تتحسسها ببطئ حتى لفت نظرها الشال الخاص بها !
اخرجته وتلمسته بدهشة :
- هو الشال بتاعي بيعمل ايه مع ادم و لقاه فين ده ؟
تذكرت يوم ان اقتحم غرفتها في البلد وكانت ترتدي ملابس خفيفة و اضطرت لوضع شال على كتفها العاري ثم في لحظة لم تجده عليها !
هزت كتفيها متابعة وهي تعيده الى مكانه :
- انا مش هسأله عليه عشان هيعرف اني دخلت اوضته من غير ما اقوله الاحسن اخرج بسرعة قبل ما يرجع.
لمحت قبل ان تغلق الخزانة منديلا حريريا باللون الرمادي ابتسمت و حملته تشمه بعمق انه مليء براحة ادم القوية.
طوته يارا و خبأته في جيب بنطالها ثم وبدون تردد سحبت احدى قمصانه ارتدته وعطرت نفسها بعطره الخاص ثم نظرت لنفسها في المرآة لقد قرأت كثيرا في الروايات عن البطلة التي ترتدي قميص حبيبها لكنها لم تتوقع ان تفعل ذات الشيء في يوم ما.
يارا بابتسامة :
- شكلي بيقرف في القميص الواسع ده لو ادم شافني هيخاف مني هههه.
أسدلت شعرها وبدأت تدور حول نفس عدة مرات وهي تضحك حتى استلقت على فراشه الوثير دافنة وجهها في الاغطية حتى اغمضت عينيها...
______________________
عاد ادم بعد منتصف الليل اتجه الى غرفتها لكن قبل ان يدخل سمع صوتا يصدر من غرفته ، اقترب منها و كان الباب مفتوحا فاستطاع رؤية يارا وهي ترتدي قميصه وتدور حول نفسها عدة مرات وخصلات شعرها تتطاير معها وصوت ضحكاتها الرنانة جعلت قلبه ينبض بعنف.
استغرب ادم من حالتها كثيرا لكن لم يستطع منع ابتسامة هادئة من احتلال ثغره فابتسم بهدوء و بقي يتأملها حتى سقطت على السرير واغمضت عيناها.
دخل بخطوات هادئة وطالعها بحنان لكنه تمالك نفسه و غمغم بصوت قاتم :
- انتي بتعملي ايه هنا ؟
انتفضت يارا وصرخت بقوة وهي تجلس فارتد ادم للخلف بخضة.
ارتبكت يارا وبدأت تتلعثم :
- اا....اانا...
ادم بهدوء :
- لتاني مرة هسألك بتعملي ايه هنا ولابسة هدومي ليه ؟
عضت شفتها السفلية بحرج و اجابت :
- هو يعني انا كنت.... انت بتعاملني كده ليه ؟
عقد حاجبيه بتعجب :
- افندم وده علاقته ايه بسؤالي ؟ ثم انا بعاملك ازاي مش فاهم ؟
طالعت عيناه مباشرة وتمتمت :
- بتتجاهلني.... بتعاملني وحش و قاصد تبعدني عنك ممكن افهم ليه انا عملتلك ايه لكل ده ؟!
بلع ريقه واشاح وجهه عنها :
- اا انتي ايه اللي بتقوليه ده بلاش كلام فاضي انا بعاملك عادي انتي عارفة اننا مستحيل نتعامل مع بعض زي اي زوجين طبيعيين ومتفقين على ده.
اقتربت منه ووضعت يدها على وجهه لتجعله ينظر اليها :
- اه بس متفقناش نتعامل ك أعداء انت مصر تبعد كأنك.... كأنك بتهرب.
رفع حاجبه باستنكار :
- انا بهرب ؟ انتي بتجيبي الكلام الغريب ده منين بس.
- ممكن عشان خايف تتعلق بيا.
- انتي مبتهمينيش اصلا.
- طيب بصلي وانت بتكلمني ولا خايف ؟
نظر لها بحدة و امسكها من فكها هامسا :
- اهو بصيتلك بس حطي ف دماغك انك انتي اللي لازم تخافي مني مش العكس. اتسعت عيني يارا بدهشة و خجل كبير رفع الاخر اصبعه الى وجنتها ثم نزل لشفتيها يتحسسها برقة جعلت شهقة صغيرة تنفلت منها.
اخفض ادم رأسه وطبع قبلة قرب عينها فأغمضتها طبع قبلة على عينها الاخرى المغمضة ثم قبلة على وجنتها هامسا :
- ايه رايك لسه فاكرة اني بتهرب.
ارتجف جسد يارا من صوته وانفاسه التي تلفح بشرتها ولم تتكلم فأكمل وهو يدفن وجهه في عنقها يقبله :
- انا لو قربت هعمل كده.... و هرجع اندم لاني مستحيل اوهمك بحاجة مستحيل تحصل.
رفع رأسه وقبل شفتيها برقة جعلتها تترنح وتتمسك به اكثر.... توردت وجنتاها اكثر وهمست :
- بس انا عايزة قربك.
تذكر ادم كلمات والدها فأجابها :
- انا وانتي مبننفعش لبعض خالص.
قبلها ثانية ثم تركها ودلف للحمام بهدوء تاركا اياها تتنفس بسرعة وصعوبة وضعت يدها على قلبها وهي تجزم انه سيخرج في اي لحظة ثم تحسست شفتها ببطئ كم هو غريب يقول يجب عليه الابتعاد لكن في نفس الوقت يقبلها ويشعل النيران في قلبها كيف يفكر هذا القاسي الغامض !!
مسحت يارا وجهها ثم خرجت بسرعة و ركضت الى غرفتها ، استلقت على فراشها وكل انش في جسدها يرتجف وضعت الغطاء على رأسها واغمضت عينيها تحاول النوم لكن هل تستطيع النوم بعد حرب المشاعر هذه...
بعد دقائق خرج ادم من حمامه ونظر لفراشه اقترب منه يتحسسه وتخيل يارا مستلقية عليه .... تذكر عندما قبلها وكلامه الذي طالبها بالابتعاد زفر بقوة ثم استغفر و أدى فريضته واستلقى على سريره يفكر بها وطبعا كحال الجميع لم يستطع النوم ابدا....
______________________
في اليوم التالي
في منزل ابراهيم.
ابراهيم بابتسامة :
- طبعا انا عارفك كويس يا بني ويشرفني انك تطلب بنتي بس القرار ليها في النهاية وكمان لازم نعرف اخوها.
زياد برسمية :
- متشكر جدا يا عمي و انا كلمت ادم امبارح بليل وقالي القرار راجع لحضراتكم و انا هستنى ردكم عليا... السلام عليكم.
نهض زياد وخرج فضحك ابراهيم بصوت عال :
- عارف انك هنا تعالي يا رهف.
خرجت رهف وهي تمشي ببطئ ووجهها في الارض وقفت امامه وقالت بصوت خجل :
- ايوة يا بابا.
ابراهيم : مش عيب تتسمعي على كلامنا.
رهف بتوتر : ه
- هاا.....لا يعني بصراحة احم هو.....انا كنت...كنت...
قاطعها بضحكة :
- خلاص مش متعود عليكي مكسوفة كده هاا ايه رايك.
- رأيي ف ايه.
نظر لها وقهقه :
- ههههه عليا برضو ماشي هعمل نفسي عبيط واقولك زياد طلب ايدك للجواز ها ايه رايك هو شاب كويس ودكتور محترم وعايزك في الحلال.
دلفت حنان و تساءلت :
- هو الشاب اللي كان هنا جه عشان يطلب ايد رهف طيب مين ده.
اجابها ببساطة :
- الدكتور زياد انتي شوفتيه هو عايز يتجوز بنتك المجنونة ديه.
حنان بسعادة :
- بجد ده باين عليه محترم جدا وانت ايه رايك.
ابراهيم :
- رأيي انه كويس جدا ومناسب لرهف بس رأيها يهمني لو موافقة اللهم بارك لو مش موافقة هنبلغه بالرفض قبل ما يجيب اهله.
حمحمت الاخيرة بخجل :
- انا... انا عايزة اصلي استخارة الأول عن اذنكم.....ثم ركضت من امامهم ودلفت لغرفتها وهي ترقص بسعادة.
صفقت رهف بحماس :
- معقول الشاب. اللي اعجبت بيه اتقدملي وهنتجوز هيييه.
اخذت هاتفها واتصلت بيارا وحكت لها ماحدث وطلبت منها المجيئ فورا.
اغلقت يارا معها و ارتدت ملابسها و قبل ان تخرج اوقفها :
- استني عندك انتي رايحة فين ؟
طالعته بتوتر :
- انا رايحة لرهف بعدين هروح اشوف بابا.
عقد ذراعيه مغمغما :
- و مفتكرتيش انك بقيتي متجوزة و مينفعش تخرجي كده من غير ما تعرفيني ؟
عبثت بأصابعها محدثة نفسها :
- العرق الصعيدي هيطلعع عليا لازم اتصرف.
تنحنحنت و ردت :
- انا افتكرتك في مكتبك دلوقتي وكنت لسه هتصل بيك صدقني.
زفر بامتعاض و همهم :
- ياريت متتعادش تاني مبحبش مراتي تروح ع مكان من غير ما ترجعلي.
- طيب ماشي ممكن دلوقتي امشي بلييز.
- روحي.
ابتسمت يارا بتكلف :
- مييرسي.
فتحت الباب وركضت للخارج ف ضحك ادم بخفة :
- طفلة مجنونة.
_____________________
ضحكت يارا وهي تغمزها :
- طيب انتي ايه رايك ؟
رهف بحالمية :
- بتسأليني عن رأيي ده انا من يوم اول يوم شوفته وانا بفكر فيه مز يا يارا مزززز اوي يخربيته ولما اتكلمت معاه امبارح اا..
قاطعتها يارا بغضب :
- نهارك مش فايت يارهف انتي كنتي بتتعرفي عليه !!
شهقت بسرعة :
- لالا والله انا شوفت مرة واحدة خبطت فيه و امبارح شوفته في المول ومكلمتوش والله العظيم بس تصدقي انا مرتاحة اووي ومتمنية فعلا يكمل الموضوع على خير.
- يارب ياحبيبتي.
تنهدت ثم سألتها بغمزة :
- طب اييه ما تحكيلي.
مطت شفتها باستغراب :
- احكيلك عن ايه ؟
همستها بمشاكسة :
- على ريري برضو هاا قولي انتي و ابيه ادم ممممم بيعاملك ازاي بيعاكسك صح حبيبتي و قلبي ومن الكلام ده.
كتمت يارا ضحكتها :
- ادم والغزل !! ههههه لا مستحيل انتي فاهمة الجواز غلط يا روحي مفيش كلام زي ده كلام الحب مبيأكلش عيش.
مطت شفتها بامتعاض :
- طيب يا سيدي شكرا كفاية.
ضحكت الاخرى و نهضت :
- طيب انا هروح اشوف بابا و ارجع البيت عشان وعدت ادم ارجع بسرعة.
- اممم قولتيلي ادم ده لما كان عايش معانا هنا كان خانقني الخرجة بحساب و الدخلة بحساب و على ما اقنعه يخليني اروح و اجي لوحدي كان ينشف ريقي ربنا يصبرك عليه.... سلميلي على عمو احمد.
- الله يسلمك.
ذهبت يارا الى والدها الذي سعد كثيرا و استقبلها بحفاوة وبعد السلام والكلام خرجت يارا من المطبخ مرددة بمرح :
- وده أحلى غدا لأحلى أب في الكون كله.
ضحك احمد و احتضنها :
- حبيبة بابا ربنا يخليكي ليا يارب.
ابتسمت بحب :
- ويخليك ليا يا أبو حميد انا لولاك بموت.
قبل احمد جبينها هاتفا :
- حبيبتي حطي ف بالك ان سعادتك كانت من أولوياتي طول عمري ومهما عملت فده كان عشان مصلحتك سامحيني لو حكيتك تحت الأمر الواقع و....
قاطعته بلطافة :
- بابا حبيبي انا عارفة معزتي عندك وان مفيش اهم من سعادتي حضرتك عمرك ما أذيتني عشان تعتذر مني بالعكس اللي قدمتهولي فحياتي مستحيل اقدر ارجعلك جزء بسيط منه ولو على جوازي ف اطمن انا مبسوطة جدا مع ادم.... وكمان انا اتقبلت حقيقة اننا متجوزين.
ابتسم ومرر يده على وجهها :
- انتي بتحبيه ؟
خجلت يارا و اخفضت عيناها فأكمل :
- متتكسفيش مني يا بنتي مدامك بتحبيه و عايزاه ف انا هكلمه قريبا و اطلب منه ينسى الكلام اللي قولتهوله من فترة و يبدأ معاكي صفحة جديدة ادم كويس يابنتي هو بس صعب شويا بس مش هيظلمك معاه و طول مانا عايش مش هسيب حد يلمس شعرة منك.
دمعت عيناها واحتضنته بقوة :
- انا بحبك اووي يا بابا بحبك اوي و اكتر من روحي ربنا يديمك نعمة في حياتي.
______________________
مر يومان ووافقت رهف على زياد الذي فرح للغاية ومازن الذي انكسر قلبه ل اشلاء لكنه ادعى الفرح و تمنى فعلا ان يرزقها الله السعادة نعم فزياد كان اسرع منه للوصول اليها اما هو فبقي يؤجل حتى يصل الوقت المناسب ويتقدم لها لكن عادة ماتسري الرياح بما لاتشتهي السفن وايضا الوقت لاينتظر احد وبهذا انتهت قصة حبه التي لم تبدأ واغلق قلبه جيدا فهو لن يقع في الحب مجددا.
ادم ويارا لايزال الوضع هكذا بينهم هو يتعامل بجفاف معها وهي تتألم من تجاهله لها لكنها لا تعلم ان ادم لايكف عن التفكير بها ودائما يتسلل لغرفتها عندما تنام فهو لا يستطيع النوم قبل ان يراها لكن يبتعد عنها قدر الامكان لايعلم لم لكن هذا افضل...
_____________________
صباح يوم جديد.
كانت يارا تعد طعام الافطار في المطبخ حتى دلف ادم وقال بهدوء :
- بتعملي ايه ؟
استدارت يارا بضحكة :
- طب قول صباح الخير على الاقل.
نظر لها ادم ببرود :
- صباح الخير....ها بتعملي ايه بقى ؟
ضحكت مجددا :
- انا بعمل فطار مش شايف.
كان ادم يدرك جيدا انها تعد الفطور لكن اراد فتح اي موضوع معها استدار ليذهب ف أوقفته :
- ادم اقعد عشان تفطر مش كل يوم تروح كده بليييز.
طالعها بهدوء ثم :
- ماشي ده حتى انا جعان.
خرج وجلس في الصالة وبعد دقائق وضعت امامه الفطور وجلست فغمغم بجدية :
- انتي مش بتروحي الجامعة ليه ؟
ردت عليه وهي تشرب العصير :
- مبحبش اروح المحاضرات بحضر بس السكيشن و بذاكر من ع النت.
همهم باقتضاب :
- من بكره هتلتزمي بجامعتك و هتحضري دايما عشان تنجحي بلاش استهتار وكسل مفهوم واي حاجة متفهمهاش انا موجود عشان اشرحهالك مفهوم.
اومأت يارا :
- حاضر.
نهض ادم في نفس اللحظة التي رن فيها هاتف يارا وكان والدها ابتسمت بسعادة وفتحت الخط :
- السلام عليكم يا ابو حميد عامل ايه يا حبيبي.
مرت ثوان حتى سمعت صوتا غريبا :
- عفوا حضرتك تعرفي صاحب التلفون ده ؟
اختفت ابتسامة يارا و شعرت بإختناق لا تعلم سببه :
- اايوة ده رقم بابا ليه و بابا فين ؟
تكلم الاخر بأسف :
- صاحب الرقم ده اتعرض لحادث كبير وللاسف اتوفى......!!!
#الفصل_الثاني_عشر : بجانبك !
______________________
خرجت الطبيبة من الغرفة التي تقطن بها يارا فاسرع ادم اليها بقلق :
- طمنيني يارا كويسة ؟
تمتمت بأسى :
- للاسف حالة المريضة صعبة اوي هي اتعرضت لانهيار عصبي وحالتها مش مستقرة خالص ده غير انها مريضة ربو و حالتها بقت اسوء ولولا لطف ربنا كنا خسرناها.... احنا قدرنا نسيطر على الوضع بس...
ادم بألم :
- بس ايه ؟
اجابته بهدوء :
- المريضة دخلت فغيبوبة مؤقتة ومش عارفين امتى هتفوق يمكن يوم اسبوع شهر شهرين على حسب رغبة المريض بالحياة ربنا يقومها بالسلامة.
انتفض الجميع بصدمة اما ادم وتركت فظل واقفا مكانه والوجع اخذ منه ما اخذ تذكر ماحدث صباحا معهم...
Flash back
( نظر ادم ليارا التي بدى في نبرتها القلق استغرب وفجأة رآها تسقط على الارض تتنفس بصعوبة.
اقترب منها و جثى على ركبتيه يطالع ملامحها الشاحبة وشفتيها التي تحولت للون الازرق وتنظر للفراغ وتردد :
- لا...بابا...لا..
ادم وهو يهزها :
- يارا في ايه فوقي معايا يارا....اخذ هاتفها وتكلم كان الطرف الاخر لايزال على الخط وتبين انه من رجال الشرطة واخبره بوقوع حادث كبير ادى لوفاة صاحب هذا الهاتف !
نظر لها وهمس :
- يارا....
قاطعته بصرخة قوية وهي تتراجع للخلف :
- لااا لاااا لاااا مستحيل بااباا.... باابااا
احتضنها ادم محاولا السيطرة على حركتها :
- حبيبتي اهدي شويا ده قضاء و....
وضعت يارا يدها على اذنيها وصرخت :
- لا مش عايزه اسمع حاجة باابااا انا عايزه بابا....نظرت له و ابتسمت :
- ادم بابا عايش صح هههههههه ده...ده مقلب اه هو بيهزر معايا بينتقم مني لانه في مرة عملت فيه مقلب وقلتله اني وقعت وهو زعل مني لانه.....لانه بيخاف عليا اوي وبيحبني ومستحيل يسيبني.
ضحكت بهستيريا وبدأت بالصراخ والبكاء في وقت واحد حتى نهضت :
- هو اكيد نايم دلوقتي انا هروح اشوفه ووو واطمن عليه.
نهض ادم و معها واحتضنها وعيناه تتلألآن بالدموع :
- انا لله وانا اليه راجعون.
هزت يارا رأسها وهي تضرب صدره صارخة :
- انت كذاااب بابا مش هيسيبني هو الوحيد اللي بقالي مش هيسيبني هو وعدني يفضل معايا طول عمري ومش هيخلف بوعده بااابااا
شهقت بعنف و سقطت على الارض ووجهها شاحب وتنتفض بخفة ، انخفض ادم لمستواها و ضرب وجنتها بخفة :
- يارا فوقي يارا.....لمح خيطا احمر ينزل من انفها ففتح عيناه اقصاهما وحملها واخذها للمشفى بعد ان علم الجميع بخبر وفاة والدها....)
Back
تنهد بألم في نفس اللحظة التي اقترب منه والده بقهر :
- عمك سابنا يا ادم انا مش مصدق لسه امبارح كان معايا اااه يارب يارا صعبانة عليا اوي البنت اتيتمت لتاني مرة.
ادم بهدوء :
- كلنا مسيرنا نموت في النهاية يا بابا ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنة.
اومأ ببطئ ودموعه تنزل :
- آمين...آمين.
تابع ابراهيم :
- الدكتورة قالت يارا دخلت في غيبوبة وانا خايف عليها مش هتقدر تستحمل الصدمة ديه ابوها كان كل حاجة فحياتها.
تذكر انهيارها صباحا فهمس :
- ربنا يصبرنا على فراقه.
_______________________
مر يومان وشيعت جنازة احمد وسط حزن وقهر الجميع حضرت العائلة من الصعيد وتم دفنه بجانب قبر زوجته حسب وصيته وسط انهيار الجميع خاصة سليم وزهرة و الوحيد الذي تماسك هو ادم فعليه ان يقف بجوار يارا يجب عليه ان يتحمل فقدان اقرب الاشخاص اليه لكي يكون بجانبها عندما تستيقظ.
اما يارا فهي لم تستيقظ بعد لكن دموعها تنزل حتى وهي نائمة تشعر بكل مايحدث لكنها لا تريد الاستيقاظ لا تريد هذه الحياة التي اخذت منها اعز الاشخاص لا يوجد مايستحق العيش لأجله لذلك لم تستيقظ...........
" لكل شخص هدف يعيش لأجله.....امل وحلم يود تحقيقه......ان فقدناه فاننا قد فقدنا ذاتنا....وان فقدنا ذاتنا فلا داعي للعيش"....
______________________
فتحت عيناها ببطئ شديد كأنها تلعن استيقاظها تلعن وجودها في هذه الحياة ، دارت بأعينها في الغرفة كل مايحيط بها ابيض الافرشة الستائر وخيوط موصولة في وريدها وصوت جهاز مزعج يصدر بالقرب منها.....شعرت بحركة امامها فحولت نظرها له وجدته هو بطوله الشامخ وضخامته طالعته قليلا عيناه حمراوتان للغاية يبدو عليه التعب والارهاق فحركت يدها قليلا عله ينتبه لها.
كان ادم يجلس بجانبها كعادته منذ شهرين يأتي ويراقبها بصمت على امل ان تفتح عيناها يريد رؤية ضحكتها وعيناها العسليتان اللتان أسرته اشتاق الى ابتسامتها وصوتها اشتاق لكل شئ يتعلق بها تطلع للجهاز الذي يصدر صوتا يدل على استمرار نبض قلبها.
افاق من شروده على صوت ضعيف للغاية بالكاد يسمع :
- ا...ادم... ادم...
اندهش و نظر لها بعدم تصديق امسك اناملها الرقيقة بيده و مسح على شعرها بلهفة خوف :
- يارا انتي صحيتي اخيرا !
اغمضت يارا عيناها وفتحتهما مجددا في هذه اللحظة دلف ابراهيم و رهف وحنان وعندما رأوها مستيقظة تهللت اساريرهم واقتربوا منها بسرعة.
حنان بسعادة :
- يارا حبيبتي مش مصدقة اخيرا فتحتي الحمد لله يارب الحمد لله.
تأوهت وهمست بخفوت :
- انا فين وايه اللي حصل اا...
توقفت عندما عاد لذاكرتها اخر ما حدث تذكرت كلام ذلك الرجل عن وفاة والدها.
انتفضت و صرخت ببكاء :
- لااا بااابااا !!
ابراهيم بحزن :
- اهدي يابنتي ده قضاء ربنا ولازم نرضى بيه... ربنا يرحمه.
نهضت يارا جالسة وصاحت بعصبية :
- انتو بتقولو ايه بابا ممتش هو لسه عايش انتو بتكدبو عليا.
- يارا اا...
قاطعته بصرخة :
- خلااااص كفاية كدب ودوني ل بابا انا عايزة بابا.....نزعت المحلول الموصول بيدها بعنف ليتلطخ فراشها بدمها وحاولت النهوض.
ترنحت في وقفتها فأمسكها ادم وصاح بحزم :
-اهدي شويا انتي كده هتأذي نفسك اتقبلي حقيقة انه مات انا عارف انه صعب عليكي وصعب علينا كلنا بس حرام تعملي في نفسك و فيه كده ارجوكي اهدي.
توقفت يارا ونظرت له كانها للتو ادركت ما يحدق فهمهمت بخفوت :
- بابا مات...بابا سابني لوحدي.
طالعها بحزن ثم وجه كلامه لرهف :
- روحي دوري على الدكتورة تجي تشوفها بسرعة.
خرجت رهف مسرعة بينما ساعد ادم يارا في استلقائها وهي لا تقاوم مستسلمة تماما تنظر للسقف بضياع :
- بابا مات
.شهقت بقوة و دخلت في نوبة بكاء حارق :
- ليه روحت يا بابا ليه سبتني لمين مين اللي هيحبني غيرك ماما ماتت وانا صغيرة ودلوقتي انت سبتني كمان انا اتكسرت يا بابا انا اتكسرت.
ببكت بهستيريا وتابعت :
- ماما بابا تعالو خدوني معاكو مش عايزة افضل هنا انا بقيت وحيدة يا بابا مش انا بنتك حبيبتك تعال وخدني انت كنت بتقول انك مستحيل تزعلني فيوم من الايام طب مش شايفني بعيط مش صعبانة عليك وحشتوني اوووي ماما انا محتاجتك اوي ارجعو ليا او تعالو وخدوني عايزه اموت ااااااه ياارب ااااه.
هل يشعر احد باحساس ادم الان صغيرته يئست من حياتها الزهرة التي لطالمها كانت متفتحة تعشق الحياة اصبحت تمقتها تريد الموت الآن.
قبض على يده بقوة واحمرت عيناه امسك يدها برقة ومسح دموعها ببطئ شديد.
دخل الجميع في حالة انهيار و بكاء على حالتها وهي تصرخ هكذا جاءت الطبيبة وفحصتها ثم حقنت يارا بمهدئ في وريدها وخرجت وخلفها البقية ليستفسروا عن حالتها اكثر.
بقي ادم مع يارا التي انخفض صوتها وهدأت قليلا.
اغمضت عينيها ببطئ وهي تردد :
- مش عايزة اعيش...ماما.....بابا.....
______________________
في الخارج
مازن بحزن : ربنا يصبرها يا عمي ده مش سهل عليها انها تفقد باباها فجأة مش هين عليها ابدا.....نظر لرهف وتابع بأسى :
- صعب اوي تفقد حد عزيز عليك.
ابراهيم بهدوء :
- يارا بنت مؤمنة وهترضى بقدر ربنا اللي مزعلني انها بنت صغيرة اوي على المشاكل ديه ، انا هتصل على ابويا اعرفه ان يارا فاقت من الغيبوبة.
خرج ادم قائلا :
- يارا نامت.... وانتو ارجعو البيت انا هفضل قاعد معاها مازن خد ماما وبابا و اختي معاك.
هز رأسه ووضع يده على كتفه :
- انا موجود في اي وقت تحتاجني فيه ..... اقترب منه وهمس في أذنه :
- كل خوفك عليها وبتقولي مش بتحبها لا ده انت بتعشقها.
ابعده مغمغما بصلابة :
- لا انا عند كلامي.... يلا روح.
أوصلهم مازن الى الفيلا وعندما خرجت رهف ظل ينظر اليها بحزن ليته كان يستطيع مسح دموعها و تهدئتها ليته كان قادرا على الوقوف بجانبها لكن من هو حتى يفعل هذا.
ايقظه من شروده ابراهيم وهو يشكره :
- شكرا يا بني مش هننسى وقفتك معانا في الظروف الصعبة ديه.
ابتسم بلطافة :
- انتو عيلتي التانية يا عمي متقولش كده.
دخلت رهف الى غرفتها وجلست تبكي بحزن على ابنة عمها الا ان رن هاتفها.
فتحت الخط وهمهمت بصوت مبحوح :
- السلام عليكم.
زياد :
- وعليكم السلام...ازيك يارهف.
اجابته ببكاء :
- زعلانة على يارا اوي يا زياد صعبانة عليا اووي هي مبتستاهلش يحصلها كده و عمو كمان انا مش مصدقة انه خلاص مات.
تنهد زياد قائلا :
- الاحساس ده صعب جدا وانا مجربه بس ده قضاء وقدر لازم نرضى بيه قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا.
- ونعم بالله.
تنهد متابعا :
- انا اسف لاني مش جمبكو في الفترة ديه كان لازم ارجع امريكا عشان اصفي شغلي وانقله على هنا اصل مكنتش اعرف اني هستقر في مصر وكمان هكلم اخويا واعرفه اني هرتبط بيكي انتي عارفة هو الوحيد اللي فاضلي من عيلتي.
ابتسمت بهدوء :
- ولا يهمك عادي انت اصلا واقف جمبي حتى لو ع التلفون بس عايزة اقولك حاجة.
- اتفضلي.
حمحمت هاتفة :
- اتمنى لما تعوز تتصل بيا تاني تستأذن من اهلي لان احنا لسه مرتبطناش وانا اليوم اياه اديتك رقمي عشان كنت مضطرة ف.... انت فاهمني.
ابتسم زياد بحب :
- فاهمك يا رهف وفعلاانا اتصلت بعمي ابراهيم امبارح و كلمته وطلبت منه اتصل بيكي ووافق بس بصعوبة ، المهم انا مشغول دلوقتي هبقى اطمن عليكي من عمي او طنط حنان ماشي يلا لا اله الا الله.
- سيدنا محمد رسول الله.
وضعت الهاتف ونهضت توضأت وارتدت اسدالها وسجدت تدعو الله ان يرحم عمها ويجعل مثواه الجنة و يشفي يارا وتتحمل فقدان والدها....
_______________________
فتحت يارا عيناها للمرة الثانية و نظرت بجانبها وجدت ادم جالسا ينظر لها وسرعان ما اقترب منها.
ابتسم بحنان هامسا :
- حمد لله على سلامتك.
تكلمت بصوت مختنق :
- بابا..
امسك يدها وضغط عليها :
- هو فمكان احسن من هنا بكتير ادعيله يا يارا ادعيله ربنا يرحمه انتي بنت مؤمنة وده قضاء ربنا ولازم نرضى بيه.
اومأت بحزن :
-ونعم بالله.....بس هو سابني برضو وهبقى عايشة لوحدي.
مسح ادم على رأسها بهدوء ثم نهض واغلق باب الغرفة لكي لا تزعجها الاصوات في الخارج.
التفت اليها متشدقا ب :
- مين اللي قال هتفضلي لوحدك ماما و بابا جمبك ورهف جمبك و.... انا مش هسيبك خالص و مش هبعد عنك متر واحد.
اخفضت بصرها ترى المسافة بينهما فتقدم ادم خطوتين و تابع :
- ده متر واحد صح ؟
ابتسمت يارا بخفة ثم اردفت :
- امتى هطلع من هنا.
- النهارده المسا ومحضرلك مفاجأة حلوة.
- مفيش حاجة بقت تهمني ولا تفاجأني اكتر من خسارة بابا.
خرج ادم من الغرفة وذهب لإكمال اجراءات خروج يارا من المشفى و بالفعل غادرت معه.
عادا لمنزلهما و ادخلها ادم الى غرفتها متحدثا بنبرة هادئة :
- خدي شاور وغيري هدومك ولو احتجتي لأي حاجة انا موجود.
دخلت يارا تستحم ودموعها تنزل على وجهها مختلطة بالمياه الدافئة انتهت بعد فترة وارتدت ملابسها و نشفت شعرها.
بمجرد خروجها من الحمام انتفضت منصدمة عندما رأت جدتها زهرة ارتجفت شفتاها فركضت اليها تحتضنها بقوة.
يارا ببكاء شديد :
- بابا مات يا تيتا مات و سابني لوحدي.
مسدت عليها زهرة بدموع :
- جلبي محروج عليه يا بنيتي اندفن جبل ما يدفنا اني و ابوه مصدجتش لما جالولي ولدي مات لحد ما شوفته بعينيا وياريتني مت جبل ما اشوف ميت بس الموت حج علينا وكل واحد مسيره يرجع لرب العالمين احنا اللي علينا ندعيله بالرحمة ربنا يرحمه هو و امك و يصبرنا على فقدانهم.
زادت يارا في بكائها وظلت تحتضنها حتى ابعدتها زهرة و ابتسمت :
- ابوكي كان بيحب يشوفك فرحانة دايما و مرتاحة في حياته و موته اني مبجولكيش انسيه بس اصبري ربنا لما يحب عبد يبتليه اصبري و ادعيله يا بتي احمد فمكان احسن من هنا مبتجوزش عليه غير الرحمة وبعدين احنا كلنا جمبك خابرة زين مش هنعوضك عن اهلك الحقيقيين بس مهنهملكيش لحالك واصل خاصة ادم.
اغمضت يارا عيناها بألم :
- ادم مش زي مانتي فاكراه يا تيتا.
ابتسمت بغرابة :
- كيف مش زي مانا فاكراه يابتي ادم فضل وياكي في المشفى كل يوم الصبح يروح يجعد معاكي و يستناكي تفوجي من غيبوبتك وحتى اول ما صحيتي اتصل و طلب نجيلك مشان تنبسطي.
- ادم عمل كده ؟
- ايوة يا بنيتي ، اني عارفة تفكيرك ب ادم كيف هو اه جاسي وصعب ودماغه ناشفة بس مفيش اطيب من جلبه جربي اياك منيه وحتعرفي انا بجول ايه.
طرق الباب و دخل ادم محمحما :
- ااا.... تيتا حضرتك كنتي عايزاني خير محتاجة مني حاجة ؟
ابتسمت و أخبرته بأنها تود الذهاب مع يارا الى قبر احمد فقال معترضا :
- بس يا تيتا الوضع دلوقتي مش مناسب وكمان يارا لسه تعبانة خليها لحد ما تخف شويا.
يارا بسرعة :
- ل أنا كويسة و عايزة اروح..... عايزة احس ان بابا قريب مني.
التمعت عيناها بالدموع مع اخر جملة فتنهد :
- ماشي جهزي نفسك و هناخد جدي معانا كمان.
بعد مدة كانت يارا تقف امام قبر والدها ، جلست على الارض بين قبره وقبر أمها وقالت بصوت مختنق :
- كنت دايما بتقولي ان ماما وحشاك ونفسك تشوفها اهو امنيتك اتحققت و روحتلها و سبتوني لوحدي.
شهقت بقوة و أكملت :
- وحشتني يا بابا وحشني حضنك وحنانك انا كنت بدعي ربنا اموت قبلك فقدانك كسرني وحاسة نفسي من غير سند انت كنت اعظم اب في الكون كله مشفتش قلب اطيب من قلبك.... انت و ماما فمكان احسن مليون مرة من المكان ده بوعدك مش هنساك ابدا هتفضل دايما فقلبي انت و ماما وهجي كل فترة ليكو انا بحبك اوي يا بابا بحبك اووي هشتاقلك.
وضعت رأسها على التراب وانهمرت في البكاء الشديد و زهرة و سليم نفس الشيء ، جاء ادم و امسكها من كتفيها يرفعها :
- اهدي دموعك بتوجعهم ادعيلهم بالرحمة.
مسحت دموعها بإرتجاف :
- ربنا يرحمهم ويصبرني على فراقهم يارب.
_____________________
بعد مرور اسبوع.
عادت زهرة و سليم الى الصعيد بعدما كانا يقيمان في منزل ادم و يارا تنام كل ليلة في حضن جدتها.
في مساء اليوم التالي دخلت يارا الى غرفتها و شعرت بالغربة و الوحدة الشديدة وهي تلف ببصرها في المكان ، توضأت و سجدت تدعو الى والديها وتبكي بقوة على ألم فراقهما و شعور اليتم الذي سيطر عليها ظلت تبكي وتبكي حتى نهضت و نزعت اسدالها وجلست على طرف فراشها....
في نفس الوقت كان ادم مارا على غرفتها عندما سمع صوت بكائها ظل واقفا لدقائق ثم طرق الباب و فتحه.
دخل و غمغم بهدوء :
- يارا انتي كويسة ؟
طالعته بدموع و فجأة ركضت اليها تحتضنه و تدفن رأسها في صدره ، اندهش ادم من تصرفها لكنه لف يديه حول خصرها مهدئا :
- هششش بس خلاص اهدي.
بقيت تشهق بحرقة ثم هدأت قليلة و همست :
- ممكن اطلب منك طلب بس مترفضوش ارجوك.
تردد قليلا ثم :
- ايوة اطلبي.
صمت لثوان وهمست بحرج :
- ممكن... ممكن تنام معايا في الاوضة النهارده.
فتح ادم عيناه باتساع :
- انام معاكي ؟
اومأت ببطئ :
- ايوة.... انا حاسة بالوحدة وكمان خايفة انام لوحدي ومفيش حد جمبي غيرك ممكن تنام معايا النهارده بس ارجوك انا خايفة.
تنهد بعمق وقال :
- ماشي.... تعالي.
امسك يدها وساعدها على الاستلقاء ثم استلقى خلفها وهي تدير له ظهره ولا تعلم كيف امتلكت الجرأة لتطلب منه النوم بجانبها.
اما ادم فكانت نبضاته تتسارع و رائحتها الجميلة تغزو انفه تنهد و فجأة لف يده حول خصرها من الخلف و الصق ضهرها في صدره.
انتفضت يارا لكنها لم تستوعب ما فعله تماما لأن المهدئ الذي اخذته سيطر عليها و جعلها تشعر بنعاس فضيع.
الصق ادم شفته في اذنه وهمس :
- متخفيش نامي.... انا جمبك.
ابتسمت يارا واغمضت عيناها باستسلام تتمتم بكلمات جعلت ادم يصدم بقوة :
- ادم متسيبنيش.... انا بحبك.