روايةملك_للقاسي
الفصل_الثالث_والرابع
الفصل_الثالث : زوجة الشافعي.
اخذت يارا نفسا عميقا ثم قالت :
- ايوة انا موافقة.
بعد سماع قرارها ، اسند ادم ظهره على الاريكة التي يجلس عليها و نظر الى عمر بشماتة تبينها الجميع ، طفح كيل الاخير و تقدم من يارا غاضبا :
- كيف وافجتي يابت عمي اني سمعتك الصبح بتجولي مش موافجة ...حد جبرك ؟
عضت على شفتها بألم وهي تتابع :
- انت اكيد سمعت غلط.... انا موافقة على ادم ومفيش حاجة تخليني ارفض.
- كيف و انتي بتندهيله ابيه ؟
قالها علي مستنكرا وواصل :
- لحد اول امبارح كنتي بتجوليله ابيه ادم و النهارده وافجتي من غير ما تفكري ؟
اكتفت بالصمت دون ان ترفع رأسها اليهم و للحظة فكرت ان تتراجع عن قرارها لكن عند تذكر حديث والدها معها ادركت انه لا مفر لها سوى ان تتقبل ادم... كزوج مؤقت !!
كاد يجن جنون عمر وهو يرى الفتاة التي يحلم بها تنساب من بين يديه ، هرع اليها و رفع يده لكي يمسكها :
- يارا ااا....
لم يكمل لأنه سرعان ما وجد من يمسك ذراعه بعنف وقد كان ادم الذي همسه مهددا :
- تؤ يا ابن عمي انا كده هزعل منك لما تمسك ايد البنت اللي هتبقى مراتي ، من هنا ورايح ممنوع تنطق اسمها حاف كده و اوعى تحاول تقرب منها تاني افهم بقى اننا خلاص هنتجوز...سيبها في حالها بقى والا مش هتلاقي مني طيب مفهوم !!
رمقه بحقد و ابتعد عنه ، ليتحدث علي بعد صمته الطويل :
- مدام اكده لازم نحدد موعد الفرح ها هيتعمل مينتى ؟
فزعت يارا ونظرت له بخوف ف اخر شئ تتمنى حدوثه او بالاحرى لاتتمنى تخيله ان تكون مع ادم تحت سقف واحد ب اسم الزواج ، لكن مؤكد ان والدها الآن سيخبرهم بأن الوقت ليس مناسبا او حتى يحدد موعدا طويل المدى ريثما تجد الحل للتخلص من ادم ايضا.
كان الاخير جالسا يراقب ردات فعلها و رفضها الواضح على ملامحها عكس ما ينطق به لسانها ..... تنحنح ادم بخشونة مردفا :
- انا عايز نتجوز ففترة اقل من شهر مليش في الخطوبة الطويلة ، ايه رأيك يا بابا و حضرتك يا عمي احمد ؟؟
صمت قليلا بينما تنهدت يارا براحة فهي متأكدة ان والدها لن يوافق على ما يقوله ، لطالما كانت مدللته التي يخاف عليها من كل شئ ولن يسمح باستمرار هذه المهزلة والزواج من اكثر رجل لا تطيقه لذلك هي مطمئنة او ربما تريد التشبث بأي امل لكن سرعان ما ذهبت آمالها ادراج الرياح عندما سمعته يجيب :
- طبعا انا موافق يابني ومعنديش مانع و اكيد يارا مبسوطة بجوازكم صح ياحبيبتي ؟
شعرت بقدميها تتسمران مكانهما و الدم يتجمد في عروقها ، من المستحيل ان يكون والدها جديا الآن مالذي يقصده ذلك المتعجرف بثلاثة اسابيع وهي من سيغمى عليها في ظرف 3 دقائق فقط ان ظلت تستمع لهذه التراهات !!!
التمعت عيناها بالدموع و نظرت له برجاء مالذي يقوله والدها هذا الكلام مخالف لإتفاقهما كيف يوافق على شيء مصيري في حياتها ويأتي ليسألها عن رأيها بعدما حسم قراره في الاصل.... هزت رأسها و قبضت على يده تطلب منه الانسحاب لكنه صغط عليها بابتسامة مطمئنة :
- قولي يا حبيبتي انتي موافقة صح ؟
ابتسمت بألم و اشاحت وجهها حسنا انه يخدعها للمرة الألف بحجة انه يعلم مصلحتها يطلب موافقتها ووضعها تحت الامر الواقع وعليها بالطبع ان تقبل ، اخذت نفسا عميقا و تمتمت :
- ايوة يا بابا انا موافقة اعمل اللي تشوفه مناسب.... عن اذنكم.
رمقته بنظرة معاتبة اخيرة و ركضت للخارج قبل ان تنفجر و تصرخ بقوة رافضة كل ما يحدث.
دلفت لغرفتها بسرعة وجلست على السرير وهنا انفجرت بالبكاء المرير على حالها وماوصلت اليه :
- لحد امتى هيفضلو يقررو عني و يعيشو حياتي هو انا مليش حق اختار الطريقة اللي اعيش بيها و الشخص اللي اتجوزه ليه دايما بيجبروني على حاجة مش عايزاها.... بابا خدعني عشان يجوزني لابن اخوه اللي بيحبه اكتر مني كل مرة بيثبتلي اني مش مهمة قد ما عيلته بتهمه...
انفجرت في البكاء وهاهي لاول مرة تشعر باليتم بعد وفاة والدتها فوالدها لم يشعرها ابدا انها فقدت امها والان هي تفعل هذا من اجله.
Flash back
( كانت يارا جالسة في غرفتها حتى طرق الباب ودلف احمد
احمد بابتسامة :
- حبيبة قلبي مالها قاعدة كده ليه.
نهضت يارا بسرعة واقتربت منه وقالت بقلق :
- بابا سمعت بيقولو ايه قال هيجوزوني ل ابيه ادم هوما بيكذبو صح ؟؟
صمت احمد قليلا ثم اجابها بهدوء :
- لا يا يارا الكلام ده حقيقي.
صدمت يارا وقالت بدهشة :
-، بابا حضرتك بتقول ايه ده هزار صح ازاي هتجوزه انا بخاف منه اوي ده غير انه اكبر ب 10 سنين يا بابا......ثم تابعت ببكاء :
- بابا انت فحياتك مغصبتنيش على حاجة ازاي هتجوزه غصب عني.
احمد بتريث :
- لا ياحبيبتي انتي مش هتتجوزيه حقيقي ده كل لعبة.
صمتت يارا تستوعب ماقاله لتردف بعدم فهم :
- ها ازاي يعني لعبة هو في جواز بيبقى لعبة ؟
ابتسم احمد ومسح دموعها واردف :
- ابن عمك عمر كان طالب ايدك للجواز وطبعا انا مش هقبل بيه يتجوز بنتي بس مكنتش هقدر ارفض طلب ابويا بدون سبب ويغضب عليا علشان كده قلت ل ادم يكذب ويقول اننا متفاهمين نجوزك ليه.
يارا بلهفة :
- يعني مش هتجوزه صح.
اومأ احمد بوجوم :
- لا مش هتتجوزيه... هنقول ان ادم طلبك وانتي موافقة ، هنرجع الاسكندرية و نحدد موعد بعيد عشان الخطوبة على ما نلاقي فكرة تانية نتفادى قصة عمر ده.
زفرت يارا بضيق هاتفة :
- بابا انا مش عايزة ادايقك بس.... حضرتك ليه سايبهم يتحكمو فيه يعني لو انا مش موافقة على حاجة فمحدش يقدر يجبرني عليها بس دايما بسكت لان ديه رغبتك.... ليه مبتقدرش تقول لأ لجدي و لعمو علي ؟ هما ملهمش الحق يتحكمو في قراراتنا.
اخفض رأسه بخزي لكنه رسم ابتسامة على وجهه و ضم رأسها بين كفيه :
- يمكن لان معنديش الجرأة اعترض و ارفض كلام ابويا... و يمكن لاني مستاهلش ابقى اب يدافع عن بنته و....
قاطعته يارا مسرعة :
- بابا ايه الكلام ده لو في اب عظيم و مضحي في الدنيا ديه فهو انت ، بس انا زعلانة عليك يا بابا زعلانة لانك مضطر تتحامى ب ادم و سايبهم يفكرو انك ضعيف وديه مش الحقيقة.... ياريت قصة الجواز ديه تخلص ب اسرع وقت و نرجع على بيتنا اللي بحس بالراحة و الانتماء فيه.
ابتسم احمد بحزن متمتما :
- هنرجع يابنتي.... بشرط تنفذي اللي بقولك عليه.... )
Back
ضمت وجهها ببن يديها و همهمت ببكاء :
- انت خدعتني يا بابا ودلوقتي مش هقدر اتراجع ليه عملت كده ليه لو كانت ماما عايشة مكنش هيحصلي كده وحشتيني يا ماما وحشتيني اوي.
دلفت رهف بدون
استئذان وقالت بمرح :
- هو ده اللي بتكرهي ادم و بتخافي منه وانتي وافقتي....
.صمتت عندما وجدت يارا تمسح دموعها فاقتربت منها متسائلة بقلق :
- حبيبتي يارا مالك بتعيطي كده ليه.
نظرت لها قليلا والى ملامح وجهها القلقة غريب جدا ان تكون شقيقة ذلك الوحش الذي يملك من القسوة و الوقاحة الكثير وحتى القدرة العجيبة على التحكم في غيره...
يارا بصوت مبحوح : مفيش حاجة انا بس مخنوقة شويا و محتاجة ارتاح.
ابتسمت رهف :
- اكيد هتتخنقي وانتي طول اليوم قاعدة في البيت الكبير ده و مبتطلعيش خالص هبقى اخرجك بكره نتفسح شويا في البلد اهو تغيري جو.
قضبت حاجبيها بتفكير :
- هنستنى لبكره ليه ما نخرج دلوقتي الوقت لسه بدري.
حدقت بها في سخرية :
- هه انتي بتهزري طبعا الساعة 11 يا ماما مستحيل نخرج انتي عايزاهم يعلقونا على حبل المشنقة ولا ايه.
انتصبت يارا واقفة :
- بقولك ايه انا هطلع برا لو عايزة تعالي ولو مش عايزة براحتك.
اتجهت للخارج فأوقفتها رهف بقلق :
- استني انتي مش هتاخدي اذن عمو احمد.... طيب ثواني انا جاية معاكي اهو.
______________________
في غرفة المكتب.
احمد بقلق :
- زمان يارا زعلانة مني ومش عايزة تكلمني انا قولتلها ان ديه لعبة بس كدبت عليها ازاي اعمل كده انا غلطت اوي.
ربت ابراهيم على كتفه :
- متقلقش يارا قلبها ابيض وهتسامحنا لما تعرف الحقيقة كلها.
تنهد بقلق :
- وده اللي خايف منه يارا لما تعرف هتقلب السرايا كلها علينا.
ادم بهدوء :
- تعرف ولا متعرفش ده مش هيغير الحقيقة و في الحالتين هنتجوز.
ابراهيم بضحكة :
- وهتتجوزها ازاي يا بني وانت اصلا........
قاطعه طرق الباب لتدلف حنان وعلى وجهها ملامح القلق والتوتر.
- ايوة يا حنان خير ؟
سألها ابراهيم مستغربا من دخولها المريب لكنها لم تجب فسألها ادم مجددا :
- في حاجة يا ماما ؟
- يارا اا...
نهض احمد من كرسيه هاتفا بقلق :
- بنتي مالها !
حنان بتوتر اكثر وهي تدرك جيدا عواقب ماحصل :
- يارا طلعت مع رهف برا السرايا ملقتهمش في اوضتهم و سألت الغفير قالي طلعو من شويا لوحدهم.
جز ادم على اسنانه ونهض ليقول بغضب وصراخ :
- يطلعو في الوقت ده هما اتجننو ولا ايه ؟!!
اما والدها ف اخرج هاتفه لكي يتصل بها لكنها لم تجب :
- يارا خرجت لوحدها ازاي عمرها ما عملت كده و في مكان مبتعرفوش كويس انا هدور عليها.
شد ادم على شعره بقوة حتى كاد يقتلعه فهذا هو الحل الوحيد ليتمالك اعصابه ولا يؤذيها تلك الطفلة الحمقاء ، حمل مفاتيحه و خرج من المكتب مرددا :
- خليك انت انا هروح ادور عليهم.
طالعت حنان فراغه محدثة نفسها :
- استر يارب.
___________________________
جلست يارا على احدى المقاعد وهي تضحك ضاربة بعرض الحائط غضب ذلك الابله.....فليذهب للجحيم.
رهف بخوف :
- يارا امشي نرجع بالله عليكي مش مطمنة خالص وكمان بصي الرجالة اللي هناك بيعرفونا و بقالهم فترة بيبصولنا والله هتحصل مشكلة اسمعي مني و خلينا نرجع.
طالعتها باستهزاء :
- يابنتي انت خايفة كده ليه محدش ليه عندنا حاجة ومحدش هيلاحظ غيابنا طنط حنان مع تيتا في اوضتها و اد.... احم بابا و عمو ابراهيم و اخوكي قاعدين بيتكلمو في الشغل.
زفرت بقلق :
- ماهي ديه المشكلة لو ادم عرف اني سمعت جنانك و طلعت من البيت في نص الليل هيقتلنا بالله عليكي يلا نرجع.
اخذت هاتفها و بدأت تعبث به :
- هيقتلك انتي مش انا يا حبيبة قلبي.
- و اقطعلك لسانك اللي فرحانة بيه ده.
كان هذا صوته البارد لكن الغضب باد فيه انتفضت رهف بفزع ونظرت لصاحب الصوت بفزع :
- ا....ادم.
استدارت يارا بتوتر وجدته واقفا بطوله الفارع وبنيته الضخمة امامها وعيونه تعد بالهلاك و الجحيم.
نهضت رهف مسرعة :
- ابيه ادم احنا كنا زهقانين و....
قاطعها ادم ببرود :
- ارجعي القصر واحنا هنلحقك.... اتحركي !
اومأت و غادرت بسرعة مع الغفير اما يارا فظلت واقفة تنظر اليه ولاتتكلم كأن على رأسها الطير.
ابتسم الاخر بتهكم :
- ايه عايزاني اشيلك و افرشلك الطريق ورد عشان تتكرمي و تتفضلي معايا يا برينسيسا ؟
استجمعت قوتها وكتفت يديها امام صدرها بتحدي :
- مش هجي معاك يا بشمهندس عايزه اريح هنا وتقدر تتفضل عشان وقفتنا ديه غلط والناس هتفهمنا غلط برضو زي ماانت فاهم سكوتي غلط.
اغمض ادم عيناه وقبض على يديه حتى لايتهور ويلكمها ، همس بنبرة مخيفة :
- يارا امشي معايا دلوقتي.
خافت يارا من نبرته لكنها اجابت ببرود اصبحت تتقنه منه :
- بردو لأ لو خايف انت من الظلمة للدرجة ديه تقدر ترجع وانا هفضل قاعدة هنا.
نظر لها ادم بشر ثم حرك رأسه ليلمح مجموعة من الرجال يراقبونهم و يهمهمون بكلام جانبي...... ضغط على شفتيه بغيظ ثم اقترب منها وهو يتفحصها بنظرة وقحة :
- لا انا مبخافش من الظلمة بالعكس بحبها اوي عشان بعمل فيها حاجات كتيرة تحبي تجربيها اهي الدنيا ليل ومحدش هياخد باله مننا تعالي.
اتسعت عيناها بصدمة و تلعثمت :
- انت واحد قليل ادب ومش متربي تقصد ايه بكلامك ده.
امسك يدها بقوة و جذبها اليه :
- لو مش عايزة تجربي امشي معايا من سكات والا والله العظيم هعمل حاجة مش هتعجبك.... او تعجبك مش متأكد.
انتقلت شرارة عينيه اليها وهي تحاول دفعه بعصبية :
- لو سمحت يا ادم الزم حدودك وسيب ايدي مينفعش كده.... ابعد عني بقولك.
لم يتكلم ادم وسحبها بقوة خلفه غير مبالي بصراخها ولا نظرات الموجودين الذين بدؤوا يتساءلون مالذي يحدث بين احفاد اكبر العائلات هنا.
_________________
في سرايا الشافعي
لطمت حنان على وجهها بقلق :
- وسبتيها لوحدها معاه ليه يا رهف مش عارفاه مجنون !
ازردت لعابها مجيبة :
- وهعمل ايه يعني هو قالي امشي وانا بصراحة مش هستغني عن روحي.
نظرت لها بغضب :
- وانتي يا هانم ازاي تسمحيلها تخرج برا لوحدها بليل انتو عايزين تجننوني !!يارب ميعملهاش حاجة عمك احمد هيتعصب لو....
قطع كلامها صراخ يارا استداروا جميعا ووجدوا ادم يسحبها خلفه وهي تركل فيه بغضب :
- سيبني يا قليل الادب ااااباا بقولك ابعد عني يا حيوان يا حقير.
تركها ادم فركضت لحنان واختبأت خلفها.
احمد بغضب :
- ادم ايه اللي عملته ده مجنون عشان تسحب بنتي كده احنا متفقناش على كده !
اجابه بإنفعال و انفاس متسارعة :
- بنتك المحترمة يا عمي كانت قاعدة جمب القهوة و الرجالة تبصلها هي و اختي حتى انا متفقتش معاك على قلة ادبها ديه وانا مش هقبل على مرا...
قاطعته حنان بسرعة :
- رهف يارا اطلعو فوق وانا جاية وراكم.
صاحت يارا :
- مش رايحة لمكان !
ادم بصراخ هز جدران السرايا بأكملها :
- يااراا اطلعي فوووووق
انتفضت وركضت مسرعة ل اعلى ورهف خلفها.
دلفت لغرفتها وهي تبكي وتشتمه بغضب فتمتمت الاخرى بفزع :
- احنا عملنا مشكلة كبيرة قولتلك بلاش تعملي اللي في دماغك بس انتي مبتسمعيش الكلام يارب عدي الليلة ديه على خير.
حدجتها بغضب :
- يغور فداهية ده قليل ادب وحيوان ازاي يمسك ايدي ويسحبني ده بني ادم متخلف ومبيعرفش الحرام من الحلال وقح وهمجي.
رهف بضيق :
- انتي بتقولي عليه كده ليه على فكره هو بيعرف الحرام والحلال اكتر منك ومش حرام يمسك ايدك !
كتفت يديها امام صدرها باستهزاء :
- لا والله طب ده حلال جديد بقى.
كادت رهف تفقد اعصابها وتتكلم فقالت وهي تخرج مسرعة :
- انتي الغلطانة يا يارا.
ضحكت بتهكم معلقة :
- لا يا حبيبة اخوها هو الغلطان وانا مستحيل اتجوز انسان قذر زيه.
توقفت استدارت لها لتحذرها بغضب :
- لا بقولك ايه اتكلمي عدل على اخويا مسمحلكيش تتكلمي كده عنه واذا على اللمس ف احب اقولك انه ليه الحق اكتر من كده انتي مفكرتيش ليه دايما بيزعقلك ومبيسمحلكش تطلعي ولا تتكلمي مع راجل انتي مفهمتيش ليه بيتصرف معاكي كده كأنك حد بيخصه.
اجابتها بحدة :
- ايوة عشان هو متملك و بيحب يظهر قوته على غيره النوع ده بيكون حاسي بنقص في رجولته ويمكن عشان اخوكي يثبت انه راجل و قوي وليه هيبته بيستقوى عليا و..
قاطعتها رهف بصراخ :
- خلاااص اسكتي ادم مش محتاجك عشان يبرهن قوته و جدعنته ولو مكنش راجل مكنش هيوافق يتجوزك عشان يحميكي ولعلمك بقى كتابه مكتوب عليكي من زمان اوي يعني انتي مراته تمام !
نظرت لها يارا بصدمة فتابعت الاخرى :
- ابوكي خلاكي تتجوزي و توقعي على ورق الجواز من غير ما تعرفي وده كان من 3 سنين يعني انتي المدام ادم الشافعي !!
____________________
الفصل_الرابع : تقلبات
______________________
صدمة الجمت لسانها لدقيقتين قبل ان تهمس :
- انتي.... انتي بتقولي ايه.... انا و ادم م م متجوزين ؟
تنهدت و ردت عليها :
- ايوة يا يارا و باباكي كان الوكيل و بابا و مازن الشهود و خلاكي تمضي على الورق من غير ما تحسي.
هزت رأسها بنفي ثم بدأت تشعر بالدوار ترنحت في وقفتها وهي تعيد كلام رهف في ذاكرتها حتى سقطت على الارض مغمى عليها !!
في الاسفل.
تجهم وجه ابراهيم بغضب :
- ااادم بس بقى عيب تكلم عمك كده وبعدين خلي الليلة ديه تعدي على خير من غير مشاكل.
احمد بجدية :
- بص يا ادم انا عارف انك عايز مصلحة بنتي و اثببتلي ده بتصرفاتك اكتر من مرة بس ده ميعنيش انك تتحكم فيها وانا موجود و تتكلم عليها كأنك الواصي و هتعلمها الاخلاق انا بنتي عاقلة و مدام رافضة الجواز منك يبقى بلاش احسن.... و هتنفصلو.
رفع حاجبه و رمقه باستنكار :
- مش عايز جوازها مني ليه حضرتك فاكر ان زي ما خلتني اتجوزها وهي لسه متمتش 16 سنة هتخليني اطلقها يا عمي انا مبشكش في اخلاقها بس دلالك الزايد خلاها تخرج في نص الليل و تودي اختي معاها وكمان حتى لو كان جوازنا صوري انا راجل ومبقبلش بردو حد يتدخل بيني وبين مراتي.
تدخلت حنان :
- بس يارا مبتعرفش انك متجوزها وكمان الجواز ده مش شرعي لانه متمش بموافقتها يعني.....
قطع كلامها صوت صراخ رهف من الاعلى وهي تناديهم ركض ادم للأعلى و خلفه البقية دخل الى غرفة يارا و انصدم وعندما وجدها ملقاة على الارض ! فتحوا اعينهم بصدمة و اسرع ادم يحملها وبمجرد ان لمست يده جسدها شعر بصعقة كهربائية تسير في جسده فهذه اول مرة تكون قريبة منه بهذا الشكل. تجاهل افكاره ووضعها على السرير.
حنان بخوف :
- ايه اللي حصلها يا رهف ؟
ردت عليها ببكاء : معرفش كنت بتكلم معاها و .... و بنتخانق وفجأة وقعت.
استدار لها ادم قاضبا حاجبيه بهدوء :
- كنتي بتقوليلها ايه ؟
رهف بتوتر وخوف : الصراحة اتخانقت معاها وانا فقدت اعصابي وقلتلها انكم متجوزين من زمان وملقيتهاش غير واقعة كده.
حنان بغضب :
- وانتي قلتيلها ليه لسانك ده مش هتقصيه.
تقدم احمد من ابنته و حاول افاقتها عدة مرات لكن لم تجب كاد ينهض و يطلب الطبيبة فأوقفه ادم :
- متخفش يا عمي ده من تأثير الصدمة مفيش داعي تجيب دكتور.
- انا خايف عليها الصدمة كبيرة وانت عارف انها مريضة و حالتها ممكن تبقى في خطر من الضغط اللي عليها ده.
- مش هيحصل كده باذن الله و البخاخة بتاعتها على الكوميدينو اهي لو صحيت و احتاجتها هكون جمبها....ممكن تخرجو وانا هفضل قاعد لحد ما تفوق.
حنان باعتراض :
- ادم مينفعش كد....
قاطعها ادم : لا ينفع مراتي وانا حر ومحدش ليه عندي حاجة وياريت تعرفو العيلة كلها كده هيبقى احسن.
تطلعت له حنان بعجز فهي تدرك جيدا انها لا ولن تستطيع تغيير رأيه زفرت وخرجت و خلفها احمد و الاخرون.
جلس ادم بجانبها يتطلع لها قليلا ولم يستطع منع نفسه من الشعور بالحنان اتجاهها زوجته........نعم تزوجها منذ ان كانت في 16 من عمرها وهو في 26 تزوجها بطلب من عمه ووالده ومنذ ذلك الوقت وهو يحاول حمايتها من كل سوء و الان علمت حقيقة زواجها فيا ترى كيف ستكون ردة فعلها عندما تستيقظ
______________________
في الاسفل
ضرب سليم بعكازه في الارض بقوة واردف بغضب :
- انت جاعد بتجول ايه يا احمد مرته كيف
احمد بثبات :
- ايوة يا بابا من 3 سنين جوزنا ادم و يارا والعصبية مش هتغير الحقيقة انه يارا مدام ادم الشافعي.
عمر بغضب :
-عمي مهتجدرش تخدعنا بكلامك اكده جول انه ده غلط.
ابراهيم بحدة :
- احترم نفسك يا ولد ايه تخدعنا ديه يارا مرات ادم والكل لازم يعرف الحقيقة و اهي وثيقة الجواز لو عايزين تتأكدو.
زهرة بدهشة :
- بجالكم 3 سنين مجوزينهم واحنا مش خابرين شي مش جلت جبل سابج انه كتب الكتاب لسه هيتعمل !!
احمد : ادم مكنش راضي يقول ل حد بس رهف قالت ل يارا
سليم بغضب :
- فهمني ليه عملت اكده يا ولدي واحنا مش عيلتك منشان تجولنا ولا انا خلاص خرفت ومبجتش انفع.
احمد بانفعال :
- حضرتك كنت عايزني اعمل ايه امها ماتت من سنين وانت قلت هتجوزها لواحد من الصعيد لما تكبر وانا مكنتش هقبل بكده انا عايز بنتي تدرس وتبني مستقبلها وده مكنش هيحصل وهي هنا علشان كده جوزتها ل ادم علشان يحميها وفعلا كان قد المسؤولية ووافق يتجوز بنت 16 سنة ومعترضش احتراما ليا
صمت سليم يستوعب ماقاله ثم تنهد وقال :
- اني فهمت جصدك... السبب اللي خلاك تاخد مرتك وتعيشو بعيد عن عيلتك هو نفسه السبب اللي خلاك تجوز بنتك لابن عمها واحنا نعرف بالصدفة مجدر موجفك يا احمد.
اقترب منه وقبل جبينه باعتذار :
- يا حج انا مقصدش اللي فهمته خالص..... انا يعني كنت خايف يجي وقت و بنتي تتجبر على حاجة مش عايزاها و كنت متأكد انك هتفكر تجوزها لابن عمها الكبير عشان كده طلبت من ادم يحطها في عصمته لحد ما يجي الوقت المناسب و نعلن جوازهم حضرتك عارف اني بحبك و بحترمك اوي بس بنتي مستعد اعمل اي حاجة عشان راحتها.
علي بسخرية :
- و راحتها هتبجا مع ادم اللي مبيعرفش يتعامل معاها و شغالين خناق طول الوجت هتفرح لما بعد الجواز ترجعلك مطلجة و تجولك يا بوي مجادراش اعيش مع راجل بجسوة ابن عمي هتسامح نفسك لما تعرف انه بيظلمها معاه.
انقبض قلبه لثوان من كلامه ثم نفى :
- ادم مش هيعمل كده انا عارف و مدام اخترته يكون جوز بنتي يبقى اخترت الانسب و الاحسن متشغلش بالك.
سليم بهدوء :
- بس يا علي مهنجدرش نغير الواقع بما انه بجالهم سنين متجوزين يبجى نعملهم الفرح وتروح على بيت جوزها جبل ما حد غيرنا يعرف انهم كانو متجوزين في السر اهل البلد مش هيسكتو لو عرفو.
- وهما مالهم يا بابا في حياة عيلتنا وبعدين احنا معملناش حاجة حرام ده جواز يعني !
قالها ابراهيم متحججا فأجابه والده :
- جواز مش معترف بيه العروسة تحت السن و اركان الجواز ناجصة مفيش اشهار و البنت مكنتش عارفة انها مضت على ورق الجواز و كانو عايشين مع بعض في الاسكندرية وانت خابر زين اهل البلد هيقولو عليهم ايه !
انتبه عمر لكلامه ثم خطرت بباله فكرة ليبتسم بعدها بخبث اما احمد فإستأذن و خرج.
_________________________
فتحت يارا عينيها ببطئ شديد كأنها لاتريد الاستيقاظ ابدا نظرت من حولها وجدت نفسها على سريرها رفعت انظارها قليلا لتلمح جسدا ضخما امامها.
فركت عينيها بقوة وفتحتها مجددا لتلمح ادم جالسا على الكرسي امامها ينظر لها ببرود
انتفضت جالسة نظرت له وقالت بفزع :
-ابيه ادم انت بتعمل ايه هنا.
امسكها ادم بقوة من ذراعها وقال من بين اسنانه :
- متقوليش ابيه تاني انا مش اخوكي انا جوزك اظن عرفتي الحقيقة بطلي تقولي ابيه عشان الكلمة ديه بتستفزني
.
فزعت يارا من نظرته وايضا كلمة "جوزك" ثم مالبثت ان تذكرت كلام رهف فادمعت عيناها وتلقائيا ضمت ركبتيها لصدرها ودفنت رأسها بينهما تبكي بقهر وألم
تطلع لها ادم قليلا الهذه الدرجة تخاف منه لهذه الدرجة لاتريده.....عند هذا الحد وابتسم بسخرية فهو بالنسبة لها الوحش المخيف القاسي والمتلبد.
اما يارا فهي الان في حالة لاتحسد عليها لعب القدر لعبته وتركها محاصرة بين كل شئ واي شئ اخر ماتوقعته ان تكتشف حقيقة زواجها كآخر شخص.
ادم بهدوء :
- يارا ممكن تسمعيني.
هزت يارا رأسها نافية ببكاء :
- مش عايزه اسمع حاجة سيبوني بقى حرام عليكم اللي بتعملوه معايا ده انا مش لعبة تتحكمو فيها مش لعبة.
زفر ادم ومد يده ليمسكها و بمجرد ان التقت يده مع كتفها سرت قشعريرة في جسده وجسدها ايضا هذا ما استنتجه ادم من انتفاضها بخفة.
رفعت يارا رأسها له ثم ابتعدت بسرعة وهي تستغرب الشعور الذي امتلكها عندما امسكها ..... اخذت نفسا عميقا و تساءلت :
- امتى ده حصل بالضبط ؟
اجابها بجمود :
- من 3 سنين تقريبا وقتها عمه احمد طلب مني اتجوزك وفعلا كتبت كتابي عليكي وانتي مكنتيش فاهمة كنتي صغيرة اوي.
جحظت عيناها بعدم تصديق ثم تلعثمت :
- اللي عملتوه ده حرام ازاي تجوزوني كده انتو فاكريني لعبة تتحكمو فيها.... انا مش موافقة على الجوازة ديه ماشي.
ابتسم ادم واقترب منها وتأمل ملامحها التي ازدادت جمالا بدموعها عيناها العسليتان ورموشها الطويلة والكثيفة بشرتها البيضاء الناصعة و.....شفتاها المكتنزتان تتحركان كثيرا يرغب في تذوقها مؤكد انها لذيذة جدا.......فتح ادم عيناه من تفكيره هذا ونهض بسرعة قبل ان يفقد سيطرته على نفسه :
- الفرح هيتعمل قريبا عشان نعلن جوازنا حطي في بالك اننا هنتجوز رسميا.
انتفضت يارا بفزع :
- ايييه لالا مستحيل انا هتجوزك ازاي.... انا طول عمري معتبراك اخويا ازاي هتبقى جوزي وبعدين انت مش شايف انك اكبر مني بكتير ده اللي يشوفنا هيفتكرنا اب وبنته !
نظر لها ادم بحدة وقال بنبرة مخيفة للغاية : بصي يابنت احمد انا لدلوقتي صابر معاكي وكتير اوي كمان بس لما افقد اعصابي هنسى انك وحدة ست حتى فخدي بالك كويس اوي ياهانم ، مال عليها ببطئ لتعود بجسدها للخلف ابتسم و غمزها بوقاحة :
- ثم انتي لقيتي حد زيي يتجوزك ده من حظك انك هتكوني مراتي شاب في سن مناسب و متوفرة فيه شروط الجمال و الفلوس و كاريزما انا حلم نص البنات يا بنت عمي العزيزة.
رفعت رأسها اليه بسماجة :
- وانا من النص التاني اللي عمري ما حلمت بيك ولا شاغل تفكيري اصلا يا ابن عمي ماشي ؟
- اممم حلو على الاقل انتي بتحلمي بس خدي بالك ممكن من النهارده هكون موجود في كوابيسك طبعا ده لو لسانك فضل طويل.
القى تهديده الصريح وخرج مسرعا تاركا اياها في صدمة كبيرة للغاية.
في هذه اللحظة دلفت رهف واحمد وحنان نظرت لهم يارا قليلا ثم ابعدت وجهها عنهم ، اقترب احمد بتوتر جلس بجانبها وقال :
- يارا بنتي اتأكدي اللي عملته كان علشانك ولمصلحتك.
يارا بسخرية وجفاء :
- لا والله فيك الخير مصلحة ايه اللي بتقولو عليها تجوزوني بدون حتى مااعرف وجاي في الاخر تخدعني وتقلي جوازك كذبة والاقيك بتقول حقيقي وهنتجوز ودلوقتي عرفت انه بقالي تلت سنين متجوزة هو الكدب اللي انا بقالي سنين عايشاه كله كان لمصلحتي ؟
احمد بهدوء :
- انا مكنتش هقدر اطمن عليكي غير مع ادم يابنتي صدقيني والله انا حطيتك في ايد امينة.
حنان بتأكيد:
- ادم وافق يتجوزك احتراما لابوكي وباباه وطول السنين ديه كان بيحاول يحميكي علشان هو جوزك و....
قاطعتها يارا بانفعال :
- بس بقى متقولوش جوزي لو سمحتو اطلعو عايزة ارتاح
رهف : يارا حبيبت.....
قاطعتها يارا مجددا :
- بصي انتي بالذات متتكلميش معايا خالص ونهائي كنت معتبرتك صاحبتي بس طلعتي اخت ادم وبس ياخسارة صداقتنا.
تنهد احمد ونظر لحنان ورهف وخرجوا جميعهم وتركوها تبكي كعادتها نهضت ودلفت للحمام توضأت وخرجت ارتدت اسدالها و سجدت للخالق تصلي وتبكي بقوة راجية اياه ان يساعدها في محنتها فهي لا تريد الارتباط بأكثر رجل تمقته ولا تطيق وجوده بجانبها.
_______________________
في صباح اليوم التالي.
كان الجميع جالسا حول طاولة الفطور عندما غمغم سليم بتساؤل :
- يارا مهتنزلش تفطر ويانا يا حنان ؟
اجابته بتنهيدة :
- مش راضية تنزل و امبارح مرضتش تتعشا كمان.
عمر بخبث :
- هيجيها نفس تاكل منين يا مرات عمي وهي عرفت صدفة انها متجوزة ربنا يكون فعونها.
ابراهيم محاولا تغيير الموضوع
- احم مازن فين يا ادم ؟
اجابه بهدوء وهو يشرب كأس العصير و ينظر للطابق العلوي :
- رجع الاسكندرية امبارح يدير شغل الشركة من هناك وانا هديرها من هنا لحد مانرجع......نظر لعمر و تابع :
- نرجع انا ومراتي.
نظرت له رهف بحزن :
- ابيه اسفة على اللي حصل امبارح مش قصدي اضايقك و اخرج بليل بس...
قاطعها بابتسامة :
- خلاص يامجنونة بس ديه اخر مرة تعملي كده تمام و يا ستي لو عايزة تتفسحي فاحنا اول ما نرجع هفسحك لحد ما تزهقي وتقولي عايزة ارجع البيت.
اومأت رهف بسعادة بينما هو نظر لباب غرفتها بضيق ، لاحظته حنان فحمحمت :
- طيب انا هاخد الفطار ليارا مدام مش عايزة تنزل.
اوقفها ادم باقتضاب :
- سيبيها براحتها يا ماما لما تحس بالجوع هتجي لوحدها.... عن اذنكم.
ذهب الى غرفته وجلس على السرير يراجع بعض الاوراق الى ان جالت صورتها في ذاكرته ، ملامحها عيونها الجميلة
وجسدها الانثوي الصارخ رغم انه ممشوق لكن يبدو لفتاة اكبر من سنها .... شفتيها المكتنزتان يظهر عليهما التورم عندما تتبلل بالدموع و يدها صغيرة الحجم وناعمة الملمس وحتى صوتها له نبرة مميزة و ضحكتها الرائعة حقا هي جميلة للغاية.
زفر وشد على شعره بقوة لماذا اصبح يفكر هكذا كان يراها دائما طفلة صغيرة يعتبرها اختا له حتى بعد زواجه منها لم ينظر لها كفتاة ناضجة لكن ليلة أمس عندما حملها وشعر بجسدها بين يديه بدأ يراها انثى كاملة والان هو قلق من مشاعره فمع انه لم ينظر ل امرأة بحياته لكنه في النهاية رجل ويخشى ان يتعمق في مشاعره هذه و تزداد رغبته بها.
انتصب واقفا و رمى الاوراق على سريره بضجر وخرج كان المكان فارغا فمشى قليلا في الرواق ولم يجد نفسه الا وهو يتجه لغرفتها وقف عند الباب قليلا و طرق عدة مرات لكن لم تجب عليه ففتحه و دخل.
____________________
قبل قليل.
نهضت يارا جالسة بعدما استيقظت من غفوتها الصغيرة مسدت رأسها ببطئ هامسة :
- انا مصدعة و جعانة جدا ياريت مرفضتش انزل اكل العند هينفعني ف ايه دلوقتي وانا مش عارفة اسند طولي من قلة الاكل.
وقفت ودلفت الى الحمام و استحمت ثم ارتدت ملابسها...سمعت صوت طرقات على الباب في الخارج و اعتقدت انها حنان او رهف فوضعت منشفة صغيرة على شعرها المبلل و خرجت من غرفة حمامها لتنصدم عندما رأته يقف امامها !!
تفاجأ ادم من مظهرها وبقي ينظر لها..... تفحصها من الاعلى الى الاسفل ببطئ و انفاسه تتسارع شيئا فشيئا كانت ترتدي برمودا باللون الابيض تصل لفوق الركبة بقليل و بدي كات احمر يبرز جسدها الغض قليلا
و بشرتها البيضاء..... رفع عيناه عندما سمع صوت وقوع المنشفة على الارض و للتو لاحظ شعرها الاسود الطويل و رائحة جميلة تنبعث منه ووجهها الاحمر بشدة لا يدري ا بسبب الاستحمام ام بسبب الخجل عندما رآها هكذا.
اما يارا فكانت في حالة لا تحسد عليها وهي تلاحظ عيناه اللتان ستفترسانها شعرت بالحرارة تغزو جسدها فتحركت لتدخل الى حمامها لكن فجأة صرخت بفزع عندما امسكها من يدها و جذبها اليه.
بلعت ريقها وحاولت تحرير نفسها :
- انت بتعمل ايه سيبني.... بقولك سيب ايدي والله هقول للعيلة على وقاحتك ديه.
هز كتفه ببرود :
- وانا كده هخاف مثلا من تهديدك ؟ تحبي اندهلهم بنفسي يجم يشوفوني وانا مع مراتي في اوضتها ؟
يارا بحدة :
- انا مش مراتك انتو خدعتوني و جوزتوني وانا تحت السن القانوني ومن غير ارادتي !
مط شفته دون اكتراث :
- اعتراضك مش هيغير الحقيقة يا يارا اني جوزك وانسي حكاية الانفصال ديه انا مش هسيبك.
- وليه بقى ؟
- لاني وعدت عمي احميكي لما اربط اسمك ب اسمي وكمان انا مش لعبة بينكم عشان اتجوزك و اطلقك على حسب رغبتك انتي و ابوكي.... و يلا البسي حاجة من فوق بلاش اشوف جسمك ده عشان الشيطان شاطر وانا بسمعله اوي في الحاجات ديه.
تلونت وجنتيها بالاحمر القاني والآن تذكرت ما ترتديه امامه....تحركت ووضعت شالا خفيفا عليها ثم عادت له ، خطرت فكرة في بالها فقالت :
- وانت مش هتطلقني حتى لما.... حتى لما تعرف اني مستحيل ابصلك على اساس زوج وكمان اني بحب حد تاني غيرك و عايزة ابقى مراته هو مش مراتك انت.
3 ثواني كانت الفاصل ليتصاعد اللون الاحمر لوجهه حتى كاد ينفجر و عيناه السوداء احمرت حتى اصبحت بلون الدماء جز على اسنانه حتى اصدرت صوتا فهمس بنبرة مخيفة :
- قولتي ايه ؟
ارتعبت من منظره لكنها حمحمت بشجاعة :
- ايوة يا ادم انا بحب واحد زميلي في الكلية وهو ناوي يجي يتقدملي وانا ااااه.
صاحت بألم عندما رأت نفسها تلتصق في الحائط اثر دفعة ادم العنيفة لها انتفضت برعب فقبض هو على فكها و اليد الاخرى امسك يدها ووضعها خلف ظهرها..... اقترب بوجهه من وجهها وهمهم بصوت قاتم :
- بتحبي واحد تاني وعايزة تتجوزيه ؟ جاااوبيييني !!
اغمضت عينيها برعب فزمجر :
- ده انا هموتك يا يارا لو كلامك كان صح والله العظيم هقتلك و اقتله.
هزت رأسها تنفي بسرعة :
- كلامي مش حقيقي انا بكدب.... اقسم بالله بكدب انا اصلا عمري ما كلمت راجل هحب ازاي.... س س سيبني انت بتوجعني.
ابتسم و حرك شفتيه بخفة على وجهها قائلا :
- المرة ديه هسيبك .... قبل وجنتها بعمق و تابع :
- بس لو عملتي كده تاني و جربتي تلعبي معايا هتشوفي مني حاجات عيب ماشي ؟
اغمضت عيناها منتفضة بخفة وهي تشعر بشفتيه و انفاسه الساخنة على بشرتها استندت على الحائط وظلت هكذا لثوان حتى شعرت بشيء يسحب منها و لفحات باردة تضرب
جسدها...... فتحت عيناها و نظرت حولها بتعجب فهي لم تجد ادم اين ذهب..... وضعت يديها على جسدها محدثة نفسها :
- الشال اللي كنت حطاه راح فين !
______________________
دخل ادم الى غرفته و نزع قميصه فهو يشعر بالعرق يتصبب منه ليس بسبب الجو الحار بل بسبب قربه منها.... تنهد و لف ذلك الشال الخفيف على يده ثم شمه بعمق وعلى وجهه
ابتسامة خفيفة ترى مالذي يحدث له الآن لماذا قلبه ينبض بهذه الطريقة ولماذا يعجز
عن التنفس بانتظام هذه الاحاسيس تزوره وكأنه مراهق وليس رجلا سيبلغ الثلاثين بعد ايام فقط !
عبس وجهه فجأة و زفر بخنق فهو يعلم جيدا ان هذه ليست مشاعر الحب التافهة او حتى
الاعجاب فهو لم يكن يفكر في يارا الا عندما تقرب منها يعلم جيدا انه من الممكن ان تكون رغبة تجتاحه اتجاه زوجته مثل اي رجل لكن لا يريد ان يتعلق بأي فتاة خاصة لو كانت قريبته وابنة عمه الوحيدة !!