رواية قلوب محترقة
بقلم نيرة محمد
الفصل التاسع
مروان بصدمه وزهول ...مستحيييل
كان قدامه صور لسهي مراته وهي في حضن عاصم وباين علي عنيها الانبساط والفرحه
طلع صوره تانيه بايد بتترعش من صدمته اللي مش مصدقها
لقي صوره تانيه لسهي وهي ماسكه ايد عاصم بابتسامه وعندها استعداد للصور كانها مستعده ليها وهو بيبص عليها بنظره حب
رمي الصور من قدامه بعصبيه وقلب هيقف من صدمته في حب عمره واللي كانت شايله اسمه وشرفه وفي نفس الوقت اللي بقت تحت التراب فاميقدرش يحاسبها بس ليها رب يحاسبها علي ذنبها اللي عاشت بيه واتدفن معاها
دموعه نزلت بدون وعي منه ودي كانت تاني مره تنزل من بعد موتها عمره ماحب غيرها ولا شاف غيرها ليه كده
كل ده كان بيدور في دماغه بعنف ومن غير رحمه
حاول يقوي قلبه للي جاي ومسك الجواب بايد بتترعش وقرا المكتوب واللي كان محتواه ...
مروان انا عارف لو بتقرا الجواب ده دلوقتي فده معناه اني ملحقتش اشوفك واعترفلك بذنبي واكون ساعتها مش في دانيتكم ....مروان انا عارف ان اللي هقوله هيكون صعب عليك ولو شوفت الصور الاول فاكيد هتتوقع ايه هو الذنب والصور دي كانت دليل علي كلامي .....مروان احنا كنا مع بعض في
الكليه انا وانت في سنه واحده كنا اصحاب من بعيد ...وسهي الله يرحمها كانت في نفس الكليه واصغر مننا بسنتين ....انت حببتها ...وانا برضوا حبيتها ..بس عشان مكوناش اصحاب اوي محدش كان ليه كلام مع التاني ...ولا يطلع اللي جواه للتاني
مروان سهي حبتني انا مش انت وكنا مع بعض متفقين علي الخطوبه ...بس انت سبقتني وطلبت ايديها .....وطبعا اهلها وافقوا عليك انت عشان يعني انت عارف ظروفي كانت ازاي
...غصبوا عليها انها تتجوزك واجت تترجاني ان اخطبها واحارب عشانها ...بس للاسف ماكنش معايا اللي احارب بيه ..وفعلا استسلمت ووافقت ...وانت عزمتني علي فرحك ...انا كان ساعتها كنت حاسس اني بموت ...كنت عايز اقتلك واخطفها واهرب بعيد عشان متكونش لحد غيري ....بس
للاسف كل دي كانت احلام وبس ....احنا استسلمنا للنصيب وكل واحد راح لحاله ...بس في فتره اجت لاقيت سهي كلمتني تاني وطلبت تقابلني ...انا مكنتش موافق في الاول ...بس في الاخر قلبي اللي انتصر علي عقلي وقابلتها ...يومها
كانت منهاره وبتعيط وبتقول ان رغم الحب اللي مغرقها بيه بس هي مش قادره تحبك قلبها معايا انا وهي معاك بالجسم والعقل وبس ...كنت بهديها وبحاول اهدي قلبي اللي فرح لما عرفت انها منستنيش
يومها مشت من معايا واحنا متفقين ان ننسي بعض وهي تعيش حياتها مع جوزها باخلاص وحب ليه
بس غصب عننا خروجنا اتكرر بعد كده ..وفي يوم ضعفنا واستسلمنا لرغابتنا ووقعنا في الغلط
انا مش عارف يامروان اقولك ايه عارف انك مستحيل تسامحني ولاتسامحها هي بقت بين ايدين الله هو يحاسبها بس انا كنت هسكت بس مقدرتش اعيش بعذاب الضمير اكتر من كدا خاصه اني بتعذب وبتالم من الوجع والمرض ..وده كان
تخليص ذنبك في الدنيا ..ولسه عذاب الاخره وده اللي انا مرعوب منه ومن عذابه بس انا املي في قلبك الكبير يامروان انك تحاول تسامحني وتسامحها وتدعي ربنا يسامحنا علي غلطنا في حقه وفي حقك وحق نفسنا
خلص قرايه الجواب وطبقه في ايديه بعصبيه وقهر كانت دموعه بتنزل من غير وعي منه ومش عارف يتحكم فيها وفي النار اللي في قلبه كان عامل زي الاسد المحبوس بس حتي غله وانتقامه هيكون من مين من اتنين ماتوا وبقوا بين ايدين الله هو اللي هيجيب حقه منهم
كسر كل اللي علي المكتب قدامه مكانش عارف يعمل ايه مش قادر يسامحهم ولاقادر يستحمل صدمته في واحده كانت بالنساله حياه
دخل عليه احمد وهو ملهوف بسبب صور التكسير والفوضي اللي حصل شاف مروان في حاله عمره ماشافه بيها قبل كده
راح مسكه وحاول يثبت حركته وهو لسه قاعد يوقع الكراسي ومستمر في التكسير اللي خلي المكتب معدش نافع
اخيرا عرف يسيطر عليه واتكلم بلهفه لصاحب عمره ....مروان مالك يامروان اهدي اي اللي حصل وصلك للحاله دي احكيلي ياصاحبي
مروان بصله بعيون حمرا وقهر وفكر بينه وبين نفسه ...اقولك ايه يا احمد اقولك اني طلعت مغفل ..اقولك اني مراتي اللي كنت بعشقها وبدوس علي واحده بريئه كل ذنبها انها حبتني عشان خاطر مش شايف غير مراتي ..وهي في المقابل ايه
خنتني مع صاحبي كانت بتبقي في حضني وهي قرفانه مني ومش طيقاني ..اقول ايه اقول اني مش قادر اطفي نار قلبي بانتقامي منهم لانهم ماتوا ...بس ربنا هيخدلي حقي وهينتقم منهم ...انا مش هقدر اسامحهم مش هقدر
احمد بص لمروان لقاه شاردوعنيه حزينه وصمته طال
عاد عليه سؤاله بهدوء ولين ..مش هتقولي مالك ياصاحبي ..فيك ايه اللي وصلك لكده
مروان فاق علي صوته ورد بحزن ...مافيش حاجه يا احمد انا كويس متقلقش عليا
احمد بعدم تصديق ..كويس ازاي وانا عمري ماشوفتك بالحاله دي قبل كده
مروان عشان ينهي الكلام لانه مستحيل يحكيله ويهين نفسه وكرامته ويتكلم في حق ناس ماتت اتكلم بهدوء مصطنع ...بعدين يااحمد بعدين انا تعبان اوي وهروح ارتاح شويه ونتكلم بعدين
مشي من اودامه قبل مايرد عليه ويعترض ويبقي عايز يعرف ماله
نزل عربيته وساقها وهو طول الطريق بيفكر وبيكلم نفسه
انا عارف ياحور ان ده ذنبك دلوقتي بس حسيت احساسك لما كنت بهينك واذلك وابين حبي لسهي اودامك
كمل بوجع ..انا طلعت بحب سهي وهي عمرها ماحبتي عمرها .....بس انا ازاي كنت اعمي كده ...كان باين انها مابتحبنيش كانت بتترعش لما المسها لما كنا مع بعض في لحاظتنا الخاصه كانت بتعيط بعدها وانا كنت غبي وكنت بشوف ان ده خجل عشان اتجوزنا بسرعه ....خونتيني ياسهي لييه خونتيني ليييه
قال كلامه بقهر وهو بيضرب الدركسيون بعصبيه شديده
في جانب تاني حور كانت واقفه قدام دكتور عبد الرحمن وبتبصله بابتسامه وفرحه اتكلمت ....يعني يادكتور خلاص انا كده بقيت طبيعيه وكويسه
الدكتور بهدوء ورزانه ...انتي ياحور عمرك ماكنتي مش طبيعيه كل الحكايه انك ماكنتيش عارفه قيمه نفسك ولاكنتي عارفه تخرجي من دايره مروان
وكمل بابتسامه ...لكن دلوقتي انتي عملتي لنفسك شخصيه وليكي مشاعرك اللي لازم يتعمالها الف حساب
وكمل بتاكيد ...ولازم تفكري في موضوع الشغل اللي اتكلمنا فيه قبل كده وده كمان هيساعدك اكتر ان يكون ليكي شخصيتك المستقله والحره
حور بابتسامه وامتنان ...متشكره جدا يادكتور حضرتك لولا توجيهاتك بعد ربنا كنت هفضل زي مانا ..وكملت بتاكيد ..وباذن الله هشتغل انا قدمت في شركه ومستنيه الموافقه
حور ودعت الدكتور بابتسامه وشكر وراحت عند الباب سمعت الدكتور بينده عليها وقالها
الدكتور ......كرهتي مروان ياحور ...ولا هتقدري تسامحيه
حور بابتسامه ..اللي بيحب عمره مايقدر يكره يادكتور بس للاسف ..مسامحتي ليه هتكون صعبه بالنسبالي ..وبرضوا الله اعلم الدنيا مخبيه ايه
نهت كلامها بعد ما الدكتور ابتسم ليها واكد علي كلامها
خرجت من عنده وهي بتشكر ربنا وحاسه براحه نفسيه كبيره
وصلت بيتها وفتحت الشقه لقت مروان قاعد قدامها بيهز رجله بعصبيه وحاطط راسه بين ايديه
لما شافها قام جري عليها بلهفه ومسك ايديها واتكلم ...كنتي فين قلقتيني عليكي بقالي ساعه جاي من الشغل ومستنيكي
حور ببرود شالت ايديها من ايديه واتكلمت ....كنت عند الدكتور
مروان بلهفه وهو بيبص علي كل حته فيها واتكلم بخوف ...دكتور ايه انتي تعبانه فيكي حاجه
حور باسلوب بارد ....انا كويسه مفيش حاجه ...بس خدت بنصيحتك وروحت لدكتور نفسي ..ها ايه رايك مطيعه صح قالتها باستهزاء
مروان بصدمه وعصبيه ...انتي اتجننتي ازاي تروحي من غير ما اعرف منتيش شيفاني راجل ولاايه بقالك بتروحيله اد ايه
حور ماهتمتش بعصبيته وكلامه واتكلمت بعصبيه مماثله ...انا معملتش حاجه غلط انا خدت بنصيحتك ولا نسيت بقالي فتره بروحله يامروان ...وانهارده بس اتاكدت ...اني اتخلصت من لعنك يامروان ...وللابد ..ابعد عني واخرج بره حياتي بقا
...كفايه اللي شوفته منك ...عمري ماشوفت نفسي قليله غير في نظرك كرهتني في نفسي يا اخي كرهت نفسي بسببك انت وبس
كانت بتكلم بصريخ وانفعال جامد
هو كان واقف متجمد قدامها ومزهول من كميه الكره اللي باينه في صوتها واللي هو مش قادر يستوعبه ولا يصدقه
اخير ااتكلم بصوت طلع متوتر ومهزوزغصب عنه بسبب تحولها المفاجئ ...تقصدي ايه بكلامك ياحور
حور بثقه وثبات ...اقصد انك تطلقني يامروان مستحيل اكمل معاك بعد اللي شوفته منك
مروان بانفعال بسبب الثقه اللي بتتكلم بيها ...مستحيل ياحور تبعدي عني علي جثتي لو طلقتك
حور باستهزاء ...والله وده من ايه بقا ان شاء الله مش كنت رخيصه في نظرك ولو واحد ه من الشارع هتشوفها انضف مني
وكملت بصريخ ...مش ده كلااااامك ولانسيته ولو نسيته انا عمري ماانساه ابدا فاهم ولا لا
مروان ملقاش قدام تصميمها غير انه يراضيها ويتراجاها تسامحه لان عمره ماهيسمح انها تبعد عنه خاصه لما حس انه حبها هي اللي تكرهه وتضيع منه ويخسرها للابد
كل ده كان بيفكر فيه وهو بيقرب منها وهي تبعد لغايه ما وقعت علي الكنبه اللي وراها
نزل لمستواها واتكلم بهمس وتصميم ...عمري ماهسيبك غير لو مابقتش في الدنيا موتي هو خلاصك مني ياحور
واتكلم بندم وصدق ...ممكن اكون اناني ياحور بس انا مقدرش اخسرك بعد ماحسيت بحبك وصدقيني اديني فرصه واحده بس وانا هعوضك عن كل جرح جرحته لقلبك هدفي هيكون سعادتك وبس
حور حاولت تقوي قلبها اللي بدا يدق تاني ليه استغبت قلبها اللي لسه بيدق ليه مع كل اللي شافه منه حاولت تزقه بعيد عنها
واتكلمت بقوه مصطنعه ...مستحيل اسامحك يامروان مستحيييل
مروان بخوف همس ...كرهتيني
حور بضعف ..اه بكرهك يامروان بكررره.....
وقبل ماتكمل كلامها باسها بكل الحب اللي حاسه متاخر ليها بعد ماممكن انه يخسرها كان كله خوف ورعب من خسارتها
بعد عنها لما حس بدموعها بصلها بندم لما شافها بتبصله بعتاب وحزن وضعف
اتكلم بندم ...حور انا اسف والله غصب عن......
قاطعه قلم منها علي وشه بكل قوتها زقته وبعدت عنه واتكلمت بقهر ....انا بكرهك يامروان بكرهككك
قالت الكلام ده وجرت علي اوضتها وهي بتعيط من ضعفها قدامه بس بينها وبين نفسها قررت انا هتجهز هدومها وتمشي دلوقتي حالا لان وجودها معاه خطر عليها وعلي قلبها الخاين اللي لسه بيدقله
مروان بعد مادخلت بص لاثرها بحزن وندم جامد حس انه فعلا خسرها للابد وهو يستاهل كده واكتر
حس انه صدره ضاق فخرج من البيت بخنقه
سمعت قفله الباب من جوه قعدت علي السرير تعيط بانهيار
ماحستش انها غفت غصب عنها غير لما صحت مفزوعه علي فوضي وصوت عالي وصريخ ام مروان من قدام باب شقتها
حست قلبها وجعها اتقبض فجاه قامت تجري علي الباب وهي مفزوعه ومرعوبه وقلبها بيقولها ان سبب الصريخ ...مروااان
فتحت الباب لقت ابوها وامها اودامها لسه هيخبطوا عليها وام مروان نازله قدامهم وهي بتتخبط كانها مش شايفه قدامها
نطقت بصوت بيترعش ودموع نزلت بدون وعي من رعبها ....مروان حصله حاجه صح
ابوها وامها باصولها بحزن وخوف ابوها اتكلم ...باذن الله يكون كويس وربنا يسترها هو اجالنا اتصال من المستشفي ان عمل حادثه بس باذن الله بسيطه
قالها كده عشان يطمنها رغم معرفته ان الحادثه كبيره لان العربيه اتقلبت بيه كذا مره بس ربنا كبير وقادر علي كل شئ
بصت لامها بتوهان لقتها بتعيط هي كمان قلبها بيقول ان مروان مش بخير بس حاولت تطمن نفسها ان ربنا معاه احسن من اي حد
مشت معاهم زي الانسان الالي دموعها مش بتقف بتدعي ربنا انه يحفظه بس قلبها كان معاه هو
وصلوا كلهم المستشفي واحمد اللي جه جري لما محمد طلبه عشان يجي يقف معاه كانوا كلهم واقفين برعب وخوف خاصه ان مروان بقاله ساعتين في اوضه العمليات
امه كانت بتعيط وبتدعليه وقاعد جنبها يواسيها ام حور
احمد ومحمد واقفين بخوف وقلق
لكن حور كانت واقفه لوحدها في دنيا تانيه لسانها بيدعيله عنيها بتنزل دموع كتير ندم انها زعلته وضميرها بيقولها انها السبب
لكن قلبها وروحها كانوا معاه هو
انتبهت لجري العيله كلهم علي الدكتور اللي خرج باجهاد وعلامات تعب باينه علي وشه
جرت بلهفه وخوف وقلب هيقف من الدق ناحيتهم
سمعت الدكتور بيتكلم وعلامات الاسف باينه علي وشه .......