رواية ملك_للقاسي
#لفصل_التاسع_والعاشر
الفصل_التاسع : زواج... و مؤامرة !!
_______________________
بعد مرور يومين.
في صعيد مصر.
خرج الجد سليم و علي وكبار العائلة ليستقبلوا اهلهم من الاسكندرية ، نزل الجميع و رحبوا بهم نظر ادم ليارا وغمغم بصرامة :
- انتي واقفة هنا ليه متمشي ؟
ردت عليه ببرود :
- اهل البلد كلهم بيسلمو علينا و عليا انا بالذات بما اني العروسة لازم اقعد.
جز على اسنانه واقترب منها :
- انا و ابويا وعمي موجودين ادخلو جوا ومشوفكيش بتلفي هنا وهناك كني واقعدي في مكان واحد... يلا !!
زفرت بغيظ ودخلت و معها رهف و حنان غيرت ملابسها و استلقت على السرير واغمضت عيناها بتعب....
بعد دقائق سمعت يارا صوت الآذان فنهضت تتوضأ ثم ادت فريضتها وعندما كادت تخلع الاسدال طرق باب غرفتها ، اعتقدته والدها او ادم ففتحته :
- نعم... عمر !!
ابتسم عمر بسماجة :
- كيفك يابنت عمي ؟
قالها وهو يطالع جسدها المختفي خلف الاسدال ووجهها الابيض المتورد انزعجت يارا من نظراته وقالت :
- خير انت بتعمل ايه هنا !
- احم كنت رايد اطمن عليكي اني خابر زين يا بنت عمي انك مش مواجفة تتچوزي ادم بس عمي چابرك و اني جادر اساعدك تخلصي منيه.
رفعت يارا حاجبها بتعجب :
- و مين اللي قالك جابريني انا محدش يجبرني على حاجة ولو مكنتش عايزة اتجوز محدش كان هيعرف يجبرني.
تساءل عمر بترقب :
- افهم انك رايدة ولد الاسكندرية ؟
- ميخصكش !!
ابتسم بسماجة وتقدم منها متمتما :
- يا بنت عمي انتي كيف الريشة خفيفة جوي بكفاياك عاد تعملي فيها جوية... تابع عمر بخبث :
- خابرة اياك جد ايه بحبك و رايدك حطي في عجلك اي وجت تحتاچيني فيه هكون وياكي.
شهقت من جرأته ونظرت له بحدة :
- حب ايه يا متخلف انت حقير وقليل الادب والله العظيم لو مروحتش دلوقتي هعملك فضيحة هنا ، يلا !!
في هذه اللحظة صعد ادم وعندما رأى عمر يقف مع يارا امام غرفتها شعر بالدماء تغلي بداخله وكأن هناك بركانا على وشك الانفجار ، قبض على يده بعنف و اقترب منهما وعندما رآه عمر ابتسم :
- اهلا يا ولد عمي.
تركه و ذهب فوجه ادم لها نظرة ثاقبة و فجأة ادخلها الى الغرفة واغلق الباب ، امسكها من ذراعها وجذبها اليه صائحا :
- الواطي ده كان بيعمل ايه معاكي لا وواقف قدام بابك كنتي تخليه يدخل الاوضة احسن.
لم تستطع يارا تحمل قبضته فتأوهت بألم :
- مم....مكنتش اعرف ان عمر اللي ع الباب واصلا طردته ونبهته ميجيش بيا تاني اا....
قاطعها بسخرية وهو يضغط عليها اكثر :
- وانا اهبل عشان اصدقك صح كام مرة قولتلك مدامك في ذمتي احترميني ولما نطلق روحيله براحتك.
- والله العظيم هو اللي جه ليا مش غلطي.
- لا فعلا حتى زميلك في الكلية مكنش بيعرفك كلهم بيتبلوكي يا شريفة.
نظرت له بدهشة وهتفت ب :
- انت واحد مريض وتفكيرك سطحي وبتشك حتى في خيالك محدش قالك اتجوزني مدامك فاكرني بنت مش كويسة انا مبسمحلكش تعاملني بالطريقة ديه.
قبض ادم على فكها وهمس بتهديد :
- ايوة انا انسان شكاك اوي بشك حتى فخيالي وطول مانا شايف تصرفاتك مش هثق فيكي ، انتي بتاعتي انا يا يارا انتي ملكي ولو شفت راجل قريب منك هقتلك و اقتله اوعى تنسي الكلام ده.
دفعها للخلف وغادر مسرعا تاركا اياها تشهق بألم وتردد :
- ده واحد مريض نفسي مستحيل يكون طبيعي بيشك حتى في خياله.
اغلقت الباب ونزعت الأسدال محدثة نفسها :
- عمر ده مش عايز يجيبها لبر معقول يجي اوضتي ويكلمني كده و يخلي ادم يشوفنا مع بعض ، اووف كل حاجة في دماغي متلغبطة ومش عارفة افكر بعد بكره فرحي وهنعيش انا وادم تحت سقف واحد.
تنهدت و نظرت في المرآة تتذكر تفاصيله المعقدة ادم هو اول رجل يدخل حياتها بعد والدها اول رجل يمسك يدها واول من يقبلها و يذيبها بأفعاله هو اول شخص تسمح لنفسها بأن تقترب منه حسنا هي لم تتخيله يوما ان يكون زوجها لكنه الآن حقا استطاع لمس وتر حساس بقلبها لم يلمسه غيره قط ربما لأنها تعيش هذه التفاصيل لأول مرة تشعر بتغير في مشاعرها ربما يكون هذا التعلق فطريا بصفته زوجها لكنها حقا....اصبحت معجبة به !!
_____________________
في المساء.
دخل عمر الى المكتب بعدما ناداه ابن عمه ، بمجرد ان دخل تفاجأ بلكمة عنيفة تنزل على وجهه صرخ بألم وقبل ان يصدر ردة فعل جذبه ادم من ثوبه و اغلق الباب.
نظر له عمر بغضب :
- اتچننت اياك بتضربني ليه.
همس بنبرة مميتة وهو يجذبه بعنف :
- بص يا كلب ديه اخر مرة اشوفك قريب من مراتي اقسم بربي لو شوفتك بصيتلها او حتى اتخطيت مسافة متر بينك وبينها هموتك وربي هموتك.
ازاح عمر يداه بسخرية :
- انت كدبت الكدبة وصدجتها بنت عمي كارهاك ورافضة الجوازة ديه و انت خابر زين انها كانت مجبورة عليك وبعدين كيف بت 19 سنة توافج ترتبط بواحد اكبر منيها ب 10 سنين ها.
ابتسم ادم بتهكم :
- قال يعني هتوافق عليك انت اللي متجوز ومطلق مرتين صح !! بص انا عارف انك كنت عاوزها من زمان عشان مصلحتك بس دلوقتي خلاص يارا بقت ليا بقت ملكي فاهم ملك ادم وهتفضل ليا ل اخر يوم فعمري ولو حاولت تقرب ليها اقسم بالله هخلص عليك.
رفع حاجبه بخبث :
- ولو هي اللي كانت رايداني ؟
صمت قليلا ثم اجاب :
- هقتلكو انتو الاتنين.
رمقه بنظرة اخيرة محذرة وخرج تاركا عمر يتوعده...
مسح الدماء من انفه و ذهب الى والده.
علي بفزع :
- ولدي مين اللي عمل فيك اكده ؟!
رد عليه ببغض :
- واد الاسكندرية يا حاج.
- يا خبر ضربك ليه.
حكى له ما حدث وعن زيارته لابنة عمه في غرفتها و تهديد ادم الاخير له.
جز علي على اسنانه بغيظ متمتما :
- متجلجش يا ولدي هنتجم من ادم و ابوه و عمه و بنت عمك تبجى ليك.
قضب حاجباه هامسا بتساؤل :
- كيف ؟
- كل شي فوجته حلو يا ولدي.... كل شي فوجته حلو.
_____________________
بعد مرور يومين.
اقيم الزفاف في احدى القاعات وكانت الترتيبات رائعة و التزيينات التي وضعت رغم اعتراض ادم و جده تسحر الأنظار ، ارتدت رهف و صديقاتها الفساتين المتفق عليها و ساهمن في جعل الحفلة مشرقة حتى قبل وصول العروس و حضر اصدقاء ادم المقربين ايضا و اولهم مازن اللي لم يعتقه من مشاكساته.
كان ادم يقف في الطابق السفلي ينتظر نزول يارا كان يرتدي بدلة سوداء انيقة وحذاء اسود قاتم هندم لحيته و صفف شعره و أعاده للخلف فكان وسيما بحق.
نظر لساعته بضجر وفجأة اقترب منه مازن يغمزه :
- ايه يا معلم مش قادر تستنى اكتر من كده.
رمقه ادم باقتضاب :
- مازن انا دلوقتي في مليون حاجة فدماغي مش ناقصك.
اعتقد بعد جديته سيجعل صديقه يقدر موقفه ويلتزم بالصمت لكن خالف توقعاته.
غمزه مازن هامسا وهو يلتفت حوله :
- ايوة فهمت انت بتفكر في ليلة الفرح وقلقان منها متخفش انا هقولك تعمل ايه صاحبك جمبك هو اه انا متجوزتش ومجربتش الاحساس ده بردو بس انا بعرف كل حاجة.
- افندم انت بتكلمني انا ؟
- هو في غيرك هيتجوز النهارده ؟
طالعه بدهشة تحولت الى غيظ وهو يهدده :
- مازن ابعد عني الساعة ديه احسنلك !!
ضحك مازن بخفوت وصمت حتى سمعا صوتا رجوليا :
- ازيك يا عريس !
التفت ادم لمصدر الصوت و ابتسم عندما رآه ، تقدم الاخر منه و احتضنه ليردد ادم :
- ابن عمي الغالي ازيك يا ادهم عامل ايه.
( ادهم الشافعي بطل روايتي احبك سيدي الضابط وفي هذا الزفاف الآن كان حديث اللقاء ب لارا ويعتبر ابن المتوفى حسن احد ابناء الجد سليم الشافعي )
اجابه ادهم بابتسامة :
- انا كويس الحمد لله انت عامل ايه اخبارك و اخبار عمي معلش انا جت متأخر بس فعلا مشغول جدا الفترة ديه ومش فاضي.
اومأ ادم بتريث :
- انا فاهم طبيعة شغلك يا ادهم بس قولي مرات عمي فين و اختك حياة ؟
اجابه ادهم بخفوت :
- امي تعبانة اوي وحياة قاعدة معاها وكمان احم مينفعش يخرجو من القصر و يسيبو لارا لوحدها.
تدخل مازن بتعجب :
- لارا مين ديه مراتك اتجوزت من غير مترجعلنا ولا ايه.
نظر له بسخط :
- بعيد الشر اتجوز البنت الاميركية المشكلجية ديه ! ديه البنت اللي حكيتلك عليها ع الفون يا ادم من لما نزلت مصر وشوفتها اول مرة وانا بقع في المشاكل و اخر حاجة البنت شافت جريمة قتل وهي الشاهدة الوحيدة عليها وبما اني الضابط المكلف بالقضية ديه كلفوني احميها و اضطريت... اضطريت اتنيل احطها في بيتي.
ابتسم مازن بمكر :
- والبنت ديه حلوة ؟
- عادية.
- عادية ازاي يعني اشرحلي.
حمحم وهو يتذكرها :
- عينيها زرق و شعرها اصفر هي مصرية بس يمكن امها من اصل امريكي ولسانها طويل وبعدين انت بتسأل ليه سيبك منها.
اومأ بنعم ثم استدرك :
- ثواني انت اسمك ادم وابن عمك ادهم انت مراتك اسمها يارا و البنت اللي مع ادهم اسمها لارا مش ملاحظين قرب الاسماء لبعض يمكن مصيركم نفسه هههههه بعد كل قصة كره تنتج قصة حب كبيرة.
تكلم ادم ب استخفاف :
- يعني انت بتحب بنت كنت بتكرهها ولا ايه ؟
ابتسم متذكرا رهف :
- لا انا الي بحبها معجب بيها من الطفولة.
- طيب ما تتجوزها بقى.
شرد مازن ثم تنهد بعمق :
- لسه يا ادهم لما اعترفلها بحبي قريبا مش مطول.
ضحك ادهم ثم استأذن ليذهب ويسلم على العائلة و ذهب مازن يتكلم مع احد اصدقائه و تركا ادم ينظر الى ساعة يده.
بعد دقائق ارتفعت اصوات الزغاريت والتصفيقات عندما ظهرت العروس وهي تتأبط ذراع والدها التفت لها ادم بسرعة وانصدم عند رؤيتها ، كانت ترتدي فستان زفاف ابيض ناصع ضيق من الاعلى ويتسع بعدة طبقات من الأسفل و مرصع باللؤلؤ من
جهة الصدر حتى اضفى له لمعانا ساحرا و حجابا ابيض جعل وجهها الجميل المزين بميكاب خفيف جدا يشرق اكثر مع ابتسامتها الساحرة ووجنتيها المتوردة و عيناها اللتان تظهران لمعة لم يستطع تفسير ماهيتها بالضبط.
اما يارا ف ارتعت اوصالها ودقت طبول قلبها عندما اخرجها والدها من الغرفة ليسلمها الى زوجها ، اخذت نفسا عميقا ونزلت على الدرج بخطوات بطيئة وهي تتشبث بذراع احمد اكثر.
اخيرا وقفت امام ادم الذي لم تتجرأ وترفع نظرها اليه ابتسم احمد قائلا :
- يارا مش بنتي بس لا هي نور عيوني وحياتي كلها انا دلوقتي بسلمك جوهرة غالية بيتمناها مليون راجل اتمنى تكون عارف قيمتها.
تحدثت شقيقته (سميحة ) البالغة 55 عاما :
- بكفياك عاد نازل مدح في بتك دلوجتي تتكبر على جوزها ويبجى صعب يتحكم بيها.
طالعها ادم ببرود :
- انا محدش بيتحكم فيا يا عمة بس بنت عمي بتستاهل الكلام الحلو وهحطها في عينيا من غير توصيتك يا عمي.
تقدم ابراهيم واخبرهم بحضور المأذون فتساءلت يارا بداخلها لماذا المأذون وهم متزوجين في الاصل ؟
ادرك ادم ما تفكر به ف انحنى عليها هامسا :
- انا اتجوزتك وانتي قاصر يعني العقد تقريبا كان عرفي ودلوقتي بما انك بلغتي السن القانوني هنوثق العقد.... و نتجوز رسمي.
بلعت يارا ريقها وتشجعت لترفع رأسها اليه وعندما رأت هيأته الوسيمة تسارعت انفاسها وبدون شعور منها ابتسمت :
- طيب.
بعد دقائق علت التصفيقات و الزغاريط والطبول عند اعلانهم زوجا وزوجة جلس ادم و يارا على منصة العرسان ( الكوشه ) وكان الجو رائعا حماسيا خاصة مع تقدم الفتيات و الشباب للرقص.
بعد قليل تقدم ابراهيم منهما :
- ادم ابني ما تاخد مراتك وترقصو شويا.
اظهر امتعاضه حين قال :
- لا انا مليش في الجو ده يا بابا معلش.
عقد حاجبيه بضيق و :
- طيب انا اللي هرقص مع عروسة ابني اللي بتجنن تعالي ياحبيبتي.
ابتسمت برقة ونهضت وحينما امسك والده يدها شعر ادم بالضيق الشديد لذلك وقف.
ادم بلهجة باردة :
- ده فرحنا و مراتي لازم ترقص معايا انا... مش كده يا حبيبتي.
تصنمت مكانها عند سماعها كلمة " حبيبتي " منه رفعت بصرها اليه و اخفضته مجددا بخجل :
- ا... اه صح.
لف ذراعه القوية على خصرها وتقدم بها الى منصة الرقص..... عضت يارا على شفتها هامسة :
- انا.... انا ممم ...
- ششش اهدي.
قالها وهو يحركها معه برشاقة على وقع الاغنية الهادئة مرر يده على وجهها متابعا :
- الفرح عجبك ؟
اومأت بخفوت :
- امم حلو متوقعتوش يبقى حماسي كده.
ابتسم بخفة وتابع الرقص حتى لمح عمر ينظر له من بعيد وعلى وجهه ابتسامة خبيثة.... تذكر ما قاله اخر مرة عن ان يارا تستحق شخصا افضل منه وهي مضطرة على تقبل واقعها معه فجز على اسنانه بعصبية ودون شعور ضغط على خصرها بعنف جعلها تتأوه.
يارا بألم :
- ادم مالك انت بتوجعني !
زفر وابعد يده فقالت :
- انا مش عايزة ارقص.
نهرها ادم بقسوة :
- بصي انا برقص مش حبا فيكي لا عشان الناس اللي بتبصلنا ف اسكتي شويا عشان انا مش طايق كلمة منك.
التمعت عيناها بالدموع واخفضت رأسها بحزن لاحظها ادم و اراد الاعتذار لكنه تراجع ووضع رأسها على صدره ملتزما الصمت...
______________________
كانت رهف واقفة ترقص مع الفتيات حتى قالت :
- انا جعت ورايحة ع البوفيه اكل.
تحركت وهي تنظر ليارا و ادم بابتسامة حتى اصطدمت في جسد صلب ، عادت للخلف خطوتين وهتفت بغضب :
- انت مش شايف قدامك ؟!
- بغض النظر عن انك انتي الغلطانة وماشية ومش مركزة بس انا اسف.
رفعت رهف نظرها اليه وكادت تصرخ لكنها توقفت عندما رأته و اعتلت الحمرة وجنتيها.
رهف بداخلها :
- يخربيته ايه الحلاوة ديه شعر اشقر و عيون عسلي ماشاء الله عليه.
الشاب باستغراب :
- يا آنسة روحتي فين حضرتك كويسة ؟
ردت عليه ببلاهة :
- هاا ايوة انا كويسة ... كويسة خالص انت عامل ايه ؟
عقد حاجبيه باستغراب اكبر لهذه الجميلة المجنونة وقبل ان يتكلم جاء مازن مبتسما بسعادة :
- زياااد ده انت مش مصدق انك جيت.
احتضنه زياد بضحكة :
- ازيك يا ميزو عامل ايه معقول مجيش فرح صحبي عقبال يوم فرحك يارب.
نظر مازن للواقفة امامها قائلا :
- ان شاء الله ها يا دكتور رجعت من امريكا امتى.
- اول امبارح هو فين العريس عايز اباركله.
مازن بابتسامة :
- اهو هناك تعالا معايا.... عن اذنك انسة رهف.
اومأت بخفوت فنظر لها زياد و غمز لها خلسة و ذهب ، شهقت رهف بخجل ورددت :
- الحلو ده طلع دكتور يلا مش بطال.
ضحكت بخفة على افكارها و اكملت طريقها....
بعد ساعات انتهى الزفاف و اتجهت العائلة للسرايا ، انطلقت السيارات المزينة وراء بعضها البعض وانطلقت اصوات الزغاريت و الرجال يطلقون النار و الالعاب النارية احتفالا بالزواج فنظرت يارا من نافذة احدى السيارات بابتسامة سعيدة :
- حلو اوي انا مكنتش متوقعة الفرح يبقى بالجمال ده !!
تطلع اليها ادم و ابتسم بخفوت وصمت اما هي استدارت وسألته :
- احنا هنفضل هنا كام يوم ؟
اجابها بهدوء :
- هنرجع الاسكندرية بكره الصبح.
فغرت فاهها تعبيرا عن دهشتها :
- نرجع بكره ؟ ليه !!
- عندي شغل كتير ومش ناوي ااجله احنا اتفقنا على كده من الاول.
شعرت بالحزن يعتري قلبها لكنها لم تعلق انشغلت بالاجواء خارجا اما ادم فنظر الى ساعة يده يتمنى انتهاء هذه الليلة سريعا.
توقفت السيارات امام السرايا و خرج ادم وفتح الباب للعروس وامسك يدها ، شعرت يارا بقشعريرة تسري في سائر جسدها من لمسته ف ابتسمت بخجل ونزلت.
صعدت الى الغرفة العلوية مع رهف التي تشاكسها هي وبعض الفتيات اما حنان فبقيت مع النساء بالاسفل.
نطقت العمة سميحة بنبرتها المريبة :
- بس احنا فاكرين بت خوي تبجى للابن الكبير عمر بس اهي اتچوزت ادم.
ردت عليها حنان بابتسامة :
- نصيب بقى وربنا يرزق عمر بنت الحلال اللي تناسبه يارا خلاص بقت مرات ابني ومنسوبة ل اسمه مينفعش ننسبها ولو بالتفكير لراجل تاني ولا ايه.
ادركت تلميحاتها فهتفت :
- واه اكيد احنا من ميتى ننسب الست لغير جوزها اني اتبسطت من جلبي لما عرفت اهو ننهي الشبهات حواليهم.
حدجتها زهرة بنظرة نارية اما حنان فتساءلت مستنكرة :
- شبهات ؟ يعني ايه مش فاهمة قصدك ايه ؟
اجابتها سميحة بخبث :
- يعني ادم وبت عمه عايشين ويا بعضيهم من سنين حتى جبل ما يتچوزو ويعني لمؤاخذة لما نزلتو من فترة كل البلد شافتهم جاعدين برا بليل لوحديهم و شافوهم تاني سوا طول النهار لحد الليل وده كله جبل الجواز ف الحديت كتر.
أحست حنان بالغضب الشديد خاصة وان هذا الكلام يمس بسمعة ابنها و زوجته التي تعد عنوانا للاحترام والاخلاق لذلك وبكل نبرة غليظة تحمل جل معاني الصرامة والتحذير نبهتها :
- ادم ويارا تربية ايدي مبيعملوش حاجة غلط تخالف شرع ربنا و يخلو الناس تتكلم عليهم ابني كاتب كتابه عليها من زمان و جزمته برقبة كل حد يتكلم عليه بالعاطل يا سميحة.
اعتدلت في وقفتها قائلة :
- واه يا مرت خوي اني خابرة تربية ولاد خوي حبايب جلبي اني بس بجولك الحديت اللي سمعته و كتير من اهل البلد مش خابرين ان ادم و يارا كاتبين كتابهم من فترة طويلة.
قاطعتهما زهرة بجدية :
- كفاياكم حديث ماسخ متبوظوش الليلة الله يكرمكم.
اضطرت حنان ان تلتزم الصمت و ذهبت اما سميحة فحانت منها نظرة الى الخارج وجدت ادم مع الرجال يتلقى التهاني والدعاء بالسعادة في حياته الزوجية...... التفت لها عمر مستفسرا فابتسمت و اومأت له مؤكدة بنجاح خطتها...
_____________________
في الغرفة بالأعلى.
بقيت يارا بمفردها بعدما نزلت الفتيات نزعت الحجاب و اطلقت العنان لشعرها الاسود ليغطي ظهرها ثم وقفت امام المرآة.
تنهدت و حدثت نفسها :
- هو انا المفروض اعمل ايه دلوقتي مش فاهمة يعني اتصرف كأني عروسة فعلا و لا ايه طيب.... ادم هيمشي حسب الاتفاق ولا.....
قاطع كلامها صوت فتح الباب بقوة استدارت و انصدمت عندما رأت إمرأتان تمتلك كل منهما جسدا ضخما و ملامح بغيظة و اجرامية ، اقتربتا منها فتراجعت يارا للخلف بترقب :
- انتو مين و عايزين ايه ؟
تحدثت احداهما بنبرة مريبة :
- جايين نعمل شغلنا ل اي عروسة فليلة دخلتها.
بلعت ريقها وتلعثمت بخوف :
- اا... اطلعو برا والا هنادي ادم.
ابتسمت الاخرى بسخرية و امسكتها من ذراعها بعنف هاتفة :
- شكل العيشة في مصر نستك تجاليدنا يابت و التجاليد ان الدخلة تكون بلدي وجوزك اللي بعتنا ليكي منشان نتأكد اذا كنتي شريفة ولا لأ !!
#الفصل_العاشر : زوجته !
_____________________
كان ادم واقفا مع رجال عائلته عندما سمع صراخها :
- سييبوووني ابعدو عني ااااادم !!
انتفض ادم واستدار متفاجئا و مالبث ان تحرك ليركض لها وعندما كاد يصعد الدرج اوقفته سميحة :
- متجلجش يا ولدي ديه تجاليدنا والعروس بتدلع شويا.
نظر لها بصدمة و ركض بسرعة البرق دخل ليجد امرأتان تمسكان يارا بعنف و الاخيرة تبكي وتحاول التحرر منهما.
اندفع لهم و سحب احداهن للخلف ليصفعها :
- ابعدي عنها يا **** !!
عندما رأته يارا ارتمت في حضنه تبكي بهستيريا في نفس اللحظة التي دخل فيها احمد و سميحة و حنان وزهرة و رهف.
انصدموا من حالتها وذهب لها والدها يحتضنها :
- في ايه اللي بيحصل هنا !!
اجابته زهرة هذه المرة :
- حاجة عادية يا ولدي بس يمكن الحريم ايدهم تجيلة شويا.
تابعت سميحة ببرود :
- البنية بتدلع يامه متخفيش العرايس عندينا بيتعملهم دخلة بلدي منشان نطمن على شرفك.
انصدم الجميع من كلامها الوقح خاصة وانها امام والدها الذي كان الاخير غاضبا من تعاملهم المختل مع ابنته الوحيدة :
- سميييحة حاسبي على كلامك بنتي مش محتاجتكم عشان نطمن على شرفها !!
تحدث ادم بهدوء :
- الكلام ده مينفعش هنا خلونا ننزل تحت.
انصدمت يارا واحتمت في حضن والدها باكية :
- بابا متسبنيش لوحدي.
طالعها احمد بصمت اما ادم فأشار الى رهف لتبقى معها في الغرفة ونزل هو مع البقية.
بمجرد ان رأى عمر الذي يبتسم ادرك انه وراء هذه المهزلة فهدر بعصبية كبيرة :
- انا مستحيل اقبل بالمسخرة اللي بتحصل هنا ومستحيل حد يقرب من مراتي فاهمين !
ابراهيم باستفسار :
- في ايه يا ادم ايه اللي حصل.
لم يجبه بل طالع سميحة متابعا بصوت عال :
- انتي مين اللي سمحلك تتدخلي في حاجة مبتخصكيش ازاي تبعتي شوية كلاب لمراتي يتعدو على خصوصيتنا ازاي تتجرئي.
صاحت الاخرى بحدة :
- ديه تجاليد ياولد المحترم ولو مش راضي مرتك تتكشف عليهم ادخل عليها بنفسك وجيبلنا الدليل ولا واد المدينة مبيعرفش.
شهقت حنان بصدمة من تجاوزها الذي لا يمكن لأحد ان يسكت عنه وفي نفس الوقت غلت دماؤها من الاهانة التي تعرض اليها ولدها لكنها تعرف ان ادم سيوقفها عن حدها فصعدت الى الاعلى لترى يارا و ايضا حرجا من تجمع الرجال ، اندفع اليها احمد بغضب لكن ادم اوقفه.
علي بجدية :
- احنا مش هنضر مرتك جيبلنا دليل عفتها و ابجى اعمل اللي تعوزه مش كفاية مرضتوش تعملو ختان لبناتكم بردو هترفضو تتبعو تجاليدنا.
فقد ادم زمام اعصابه فزمجر بشراسة وهو يكاد ينقض عليه :
- ختان ايه وقرف ايه لسه في حد بيفكر بالطريقة المتخلفة ديه لولا اني مراعي قرابتنا كنت عملت تصرف تاني معاكم.
تقدم منه عمر بتحدي :
- ده ضروري منشان نسكت الناس اللي بتتحدت عليكو الا لو حصلت حاجة بينكم جبل الجواز اا...
لم يكمل كلامه لان ادم انقض عليه يلكمه بعنف ثم ارضا وتابع ضربه ، انتفض الحضور واندفع ابراهيم وعلي يحاولون ابعاده قبل قتله.
ادم بصراخ :
- يا حقير يا *** مش مراتي اللي واحد زيك يتكلم عليها كده مرااتي اشرف من الشرف وانا هقتل كل حد يتجرأ عليها يا **** !!
ظل يضربه ولم يستطع احد ايقافه و احمد كان ينظر له بتشفي و اعجاب ب ادم فهو لم يتوقع ابدا ان يتصرف هكذا.
دخل سليم الى السرايا وسمع اصوات صراخ و انصدم عندما رأى حفيديه يتقاتلان والجميع يحاولون ابعادهما عن بعض لكن دون جدوى !
ضرب بعكازته على الارض و صاح :
- اادم جوم من على ابن عمك اتجننت اياك و هتجتل اخوك ابن عيلتك !
اخيرا ابتعد ادم و طالعه وعيناه تقدح شررا فأكمل سليم بصرامة وعصبية :
- ايه اللي يخليك تعمل اكده في اخوك لسه بتتخانج وياه حتى فليلة فرحك !
رد عليه بأنفاس متسارعة :
- انا مستعد اقتله كمان لو داسلي على طرف او اتدخل بيني وبين مراتي تاني.
- كيف ؟
شرح له ابراهيم ماحدث فنظر الاخير الى علي و ابنه :
- العادات ديه بطلنا نعملها في عيلتنا من زمان واني في اخر فرح عملناه جلت ممنوع حد يدخل فخصوصيات العرسان مش اكده ليه تدخل ف ابن اخوك ومرته وتوز ابنك عليهم هتبطلو امت التصرفات ديه ؟
تدخلت سميحة :
- يابوي احنا رايدين نسكت لسان ال...
قاطعها بحزم :
- اطلعي منها يا سميحة احفادي مبيعملوش الغلط ومش مجبورين يثبتو للناس حاجة اجفلو على السيرة وانتي بكره ترجعي بيت جوزك بكفياك تفتني عاد.
- أمرك يابوي.
في دقائق كان الجميع قد ذهبوا الى غرفهم تحرك ادم ليصعد لكن احمد اوقفه.
اقترب منه مبتسما :
- تعرف حاجة انا متوقعتش تقف قصادهم عشان بنتي... انافخور بيك جدا يابني.
غمغم بتريث :
- يارا مش بنتك بس هي كمان مراتي وكول ماهي فذمتي مش هسمح لحاجة تأذيها.... لحد ما نطلق عن اذنك.
صعد ادم الى غرفته ودخل وجد يارا جالسة وعندما رأته انتفضت بخضة.
طالعها ببرود واقترب منها حتى وقف امامها :
- في ايه ليه بتبصيلي كده.
تلعثمت بارتباك :
- هو ايه اللي حصل تحت انت بجد اتخانقت مع عمر.
جذبها من ذراعها وهمس :
- لسانك مبينطقش اسم راجل غيري من النهارده و اه انا اتخانقت معاه وضربته وهكسر دماغ كل حد يفكر يقول عليا كلمة وحشة.
ابتسمت يارا بخفوت :
- يعني مش عشان اتكلمو عليا انا ؟
- لأ.
دخل للحمام وبعد دقائق خرج مرتديا ملابس بيتية بنطال رياضي ازرق داكن و تيشرت ابيض ، اخفضت يارا بصرها عنه بخجل لانها ادركت انهما الآن في غرفة واحدة و بقليل من الاعجاب لانه تخلى عن بدلته الرسمية وتستطيع رؤيته بشكل اقرب.
هزت رأسها ليسألها ادم :
- مش هتقلعي الفستان ؟ اظن الفرح خلص خلاص ومش هينفع تنامي بيه.
اومأت وهي تحمحم بحرج :
- الصراحة مش عارفة افتح السوستة ممم ممكن تفتحهالي.
تقدم بخطوات بطيئة ف استدارت مولية له ظهرها ، رفع ادم يده واخفض السحاب حتى ظهر له ضهرها العاري تلمسه ببطئ جعل يارا ترتعش ووجهها يحمر بقوة ، عضت على شفتها واطلقت تنهيدة ببطئ لكي تهدأ ادارها ادم اليه حتى قابلته ثم وضع يده على ذقنها و اخفض وجهه حتى كاد يلتصق بوجهها.
اغمضت يارا عيناها تتوقع ان يقبلها لكنه همس بالقرب من شفتيها :
- انا عند وعدي وهنفذ الاتفاق دلوقتي مضطرين نقعد في اوضة واحدة بس مجرد ما نرجع هننام في اوض منفصلة.
تفاجأت يارا ف ابعدها عنه و جلس على الاريكة دخلت هي الى الحمام واستحمت وارتدت بيجاما خفيفة بدلا من قميص النوم الذي كان معلقا على الباب يبدو ان رهف لا تعلم بحقيقة زواجهما.
خرجت بعد دقائق وجدت ادم يعبث بهاتفه ، استلقت على السرير وهمست بتردد :
- انت... مش هتنام.
رفع رأسه اليها واثاره شكلها وهي نائمة وتفرد شعرها مرتدية ملابس رغم احتشامها لكنها ضيقة بطريقة تظهر تفاصيل جسدها ، حمحم مجيبا بصلابة :
- لا لسه مش نعسان نامي انتي.
- اوك Good Night.
- تصبحي على خير.
بعد تقلبات في الفراش استسلمت يارا اخيرا للنوم ، اراح ادم جسده على الاريكة و ظل يتأملها بشرود حتى غرق في النوم.
_______________________
صباح اليوم التالي.
استيقظت يارا وتمطعت بجسدها بكسل طالعت المكان باستغراب حتى تذكرت انها الان في غرفة ادم..... ادم !!
التفتت سريعا نحوه ووجدته نائما نهضت و اخرجت غطاء ووضعته على جسده ثم ظلت تطالعه....
تذكرت عندما يسحبها نحوه فتلتصق به يده الخشنة التي تتحسس بشرتها و قبلاته الشغوفة لها وصوت همساته الرجولية و عندما دافع عنها البارحة ورفض اتباع تلك التقاليد العميقة و المساس بها....
ابتسمت ومررت يدها على وجهه ببطئ هامسة :
- متوقعتش فحياتي ان يحصل كده معايا بس.... انا حبيتك !!
قبلت يارا جبينه برقة ثم نهضت بعد ساعتين استيقظ ادم و استقام جالسا..... لمحته يارا ف ابتسمت :
- صباح الخير.
همس بصوت متهدج :
- صباح النور.... هي الساعة كام دلوقتي.
- 10 الصبح انت صحيت متأخر قوم بسرعة تتوضى عشان تصلي اللي فاتك.
نظر لها قليلا ثم اجابها :
- انا صحيت على اذان الفجر و صليت في الجامع انتي اللي كنتي نايمة ومصليتيش.
- احم ااا انا مينفعش اصلي.
رفع ادم حاجبه :
- يعني خناقة امبارح كانت ممكن متحصلش اصلا لو قولتيلهم مش مستعدة لليلة الدخلة.
تصاعدت الدماء لوجهها بسبب كلامه هذا فحمحمت و ادعت انشغالها بترتيب الغرفة حتى سمعت طرقا على الباب ، كان ادم قد نهض ودخل الى الحمام ف ارتدت الاخيرة الأسدال وبمجرد ان فتحت الباب استقبلتها زهرة تزغرط هي وبعض النساء.
زهرة بفرحة :
- صباحية مباركة يا عروسة اتأخرتي في النوم ياحبيبتي جلت اجبلك الفطار انتو اكيد جعانين الا بصحيح فين حفيدي الغالي.
حمحمت مجيبة :
- في الحمام بياخد شاور.
نظرت النساء والفتيات لبعضهن وهن يضحكن بخفوت ويتغامزن اما رهف ف اقترب منها وهمستها بخبث :
- الا بصحيح نمتو امتى ها ها.
جزت على اسنانها بخجل وحنق و ردت عليه بنفس النبرة الهامسة لكي لا يسمعها أحد :
- نمت بدري حبيبتي معلش.
صمتت رهف قليلا ثم ضحكت :
- ههههه لااا متقوليليش حظ اخويا وحش كده ههههه يا حرام.
نزل الجميع للأسفل اما زهرة فدخلت ووضعت صينية الفطور غلى طاولة صغيرة ثم قالت وهي تضع يدها على رأس يارا :
- اعذريني يا بتي امبارح معرفتش اوجف اللي كان بيحصل الموضوع كان خارج عن سيطرتي سامحيني لانك بكيتي في ليلة فرحك.
ابتسمت و احتضنتها دون ان تتفوه بحرف فهي لن تنسى ما حدث ولن تنسى كلام عمر و عمتها عنها هي و ادم الذي لولا وجوده لكانوا فعلوا أبشع شيء يمكن ان تتعرض له المرأة.
خرج ادم من الحمام و رآهم متجمعين فحمحم لتنتبه له زهرة و تزغرط بسعادة :
- صباح الخير يا عريس.
- احم صباح النور.
- اني جبتلكو الفطار اهنيه انتو عرسان جدد لازم تتغذو كويس.
توردت وجنتي يارا اما ادم ابتسم بتكلف :
- شكرا ، هي ماما فين ؟
- مع الحريم بيجهزو الوكل لباجي العيلة اما اروح اشج عليهم محتاجين مني شي.
اجابت الاخرى بخفوت :
- لا شكرا يا تيتا.
اومأت زهرة و اقتربت منها وهمست في اذنها قليلا ثم خرجت ، لاحظ ادم تصاعد الدماء الى وجهها فرفع حاجبه بتساؤل :
- في ايه قالتلك ايه عشان وشك يحمر كده ؟
هزت رأسها بنفي :
- ممم مش حاجة مهمة.
هز كتفه بهدوء وجلس مرددا :
- تعالي كلي عشان متقوليش جوعتك.
جلست بجانبه فتابع :
- جهزي نفسك عشان مروحين بعد كام ساعة كده هنرجع الاسكندرية.
- ماشي.
في المساء.
فتح ادم باب الفيلا المقابلة لفيلا والده و عمه أنار المكان ودلف وهو يحمل الحقائب وخلفه يارا.... لفت انظارها بهدوء كان المنزل اصغر قليلا لكنه متكون من طابقين جدرانه مطلية بألوان مريحة و الأثاث فخم و جميل ، صعدت مع ادم للطابق العلوي و أشار لها على احدى الغرف :
- اوضتك هناك اهي هتقعدي فيها طول الفترة اللي هنبقى فيها مع بعض و انا اوضتي جمبك تماما اذا احتجتي لأي حاجة عرفيني.
كادت تتكلم لكنه تركها و ذهب فمطت شفتها بحزن يبدو انها اول عروس تنام في غرفتها بمفردها.
دخلت الى الغرفة وكانت كبيرة وبنفس تصميم غرفتها القديمة تنهدت و دخلت تستحم
ثم ارتدت بيجاما باللون البنفسجي وصففت شعرها ذيل حصان وخرجت.
ذهبت للمطبخ و أعدت العشاء وبعد انتهائها صعدت و طرقت باب غرفته.
في هذا الوقت كان ادم جالسا يمسد رأسه بألم وعند سمع صوت الطرق تجاهله لكن الصوت لم يتوقف فنهض وفتح الباب :
- افندم في ايه !!
تفاجأت يارا من هجومه وهمهمت بتلعثم :
- ااا هو انا عملت العشا مش هتنزل تاكل ؟
- لأ مليش نفس.
- طيب باين عليك تعبان دماغك واجعك ؟
- لأ انا كويس.
- طب ما تجي تتعشا.
وضع يده على رأسه بألم وانزعاج ثم وبخها بصوت غاضب :
- انتي مبتسكتيش ليه قولتلك مش عايز اطفح مبتفهميش !
صفع الباب في وجهها فشهقت يارا بدهشة :
- هو بيزعقلي كده ليه.
طرقت الباب ثانية لكن بقوة حتى فتحه وقبل ان يتكلم تحدثت :
- انا بعزمك مش عشان سواد عيونك لأ عشان عملت أكل كتير و قلت اوكلك البواقي بس انت مبتستاهلش.
رمقته بغضب و ذهبت تاركة اياه يطالع فراغها بتعجب ، بعد دقائق طرق الباب فزفر بملل و فتحه :
- افندم ؟
حمحمت يارا و مدت يدها :
- خد الحباية ديه هتريحك وخد كوباية العصير معاها اهي.
شرب ادم الدواء واعاد لها الكأس :
- يلا روحي ومترجعيش هنا تاني عايز انام.
مطت شفتها بامتعاض :
- مش هتدخل جهنم لو قولتلي شكرا يا قليل الزوق.
- قولتلك امشي احسن والله.
عقدت يداها امامه بتحدي :
- هتعمل ايه مش خايفة انا لو نفخت فيك هتطير.
ضرب ادم بقدمه في الارض بخفة فشهقت يارا و ركضت هاربة هز الاخير رأسه يمينا وشمالا هامسا :
- طفلة مجنونة.
بعد فترة دخلت يارا الى فراشها ونظرت للسقف بحزن فلقد ابتعدت عن والدها الذي كان دائما يأتي لرؤيتها قبل نومها ويطمئن عليها اما الآن فهي تنام بمفردها في غرفة جديدة عليها و المدعو زوجها لا يهتم بشأنها اطلاقا...
بعد دقائق غرقت في النوم بعمق فتح باب غرفتها ودخل ادم نظر اليها وهي نائمة ثم ابتسم وتقدم منها ، مرر يده ببطئ على شعرها وانخفض يقبل جبينها برقة ثم خرج...
_________________________
في اليوم التالي.
كانت رهف قد انهت تسوقها في المول وفي طريقها للعودة نظرت الى ساعتها :
- يووه انا اتأخرت ماما هتقتلني.
اصطدمت في شخص ما فشهقت :
- اسفة.
- نفسي اعرف انتي مبتبصيش قدامك ليه وانتي ماشية.
انتفضت رهف بدهشة :
- دكتور زياد !
زياد بضحكة :
- ازيك يا رهف.
- كويسة عن اذنك.
تحركت من امامه و غادرت بسرعة وهي تشعر بقلبها ينبض بسرعة رهيبة ظل زياد يطالع أثرها حتى همس :
- لا انت وقعت فيها بجد يا دكتور هههه.
صمت قليلا ثم اخرج هاتفه وطلب احدى الارقام :
- ايوة يا ميزو.
مازن بابتسامة :
- السلام عليكم يا صحبي عامل ايه.
- الحمد لله كويس بس عايزك ضروري انت فاضي ؟
- ايوة فاضي خير يا زياد عمتا انا مستنيك في الكافيه.
- طيب تمام.
اغلق الخط وركب سيارته منطلقا وبعد دقائق كان يجلس امام مازن.
مازن بمرح :
- ايوة يا صديق عمري ايه المصيبة اللي عملتها.
ضحك زياد :
- ههه لا انا اتعلقت بمصيبة فعلا.
- قصدك ايه.
تنفس بعمق مجيبا :
- انا معجب ببنت شفتها في الفرح وعايز اتقدملها.
فغر مازن فمه بدهشة :
- بجد ده حلو اوي انا كمان ناوي بكره اروح اتقدم لواحدة بحبها.
- بجد مين هي.
- لا قولي انت الاول يمكن اكون عارفها.
ابتسم زياد ورد عليه :
- البنت اللي انا معجب بيها هي رهف اخت ادم... !!