رواية الدم والنار الفصل الرابع عشر


 رواية الدم والنار 

بقلم حنان عبد العزيز 

الفصل الرابع عشر


يا ظالم هل تظن أن العدل غافل عنك 

.

يا ظالم الم تعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامه.


يا ظالم هل اعددت العدة ليوم الحساب .


يا ظالم هل تجمد فى قلبك مخافة الله .


فأصبح يتلذذ فى ظلم العباد ، فاعلم أنه لا يغفل عن دعوة المظلوم،


يوم المظلوم على الظالم اشد، من يوم الظالم على المظلوم.


*****************************


حربى فى البلد طايح ولا همه حد كأنه مارد ومصدق خرج من الامئم ، أبوه ساب البلد وعاش فى إسكندرية مع سماح وبهية ، لحد النقض يتحكم فيه وسماح تولد، 


حربى فى مكان ما بيزعق بكل قوة انتى اية اللى جابك هنا و،


 عايزة اية يا بسيمة وآية اللى فكرك بيا  تانى، ثم نظر نظرة استفهام الصغير الماثل بين يديها ، ومين الولد اللى معاكى ده ، 


بسيمة راقصة  من بتوع الموالد الشعبيه اتعرف عليها من زمان خد منها اللى عاوزة وسابها كالعادة ، من غير لا رحمة وشافقة .


بسيمة بتوسل وضعف باين عليها وعلى صغيرها ، 


ابوس ايدك يا سى حربى  هيموتونى انى وابنك ، خبينى وهنشتغل عندك خدم بس ما تردنى لانى ولا ابنك ، 


اندهش اقالت ابنه احقا له ابن ومن راقصة وفى هذا التوقيت لما هذا التوقيت 


رد عليها منفغلا كانه لدغته حية ، 

 

انتى بتقولى اية يا مجنونة انتى ابن مين يا ولية يا خرفانة امشى ومش عاوزة اشوف وشك تانى غور من قدامى وطردهم طرد الكلاب ، 


نظر له ذالك الصغير نظرة تعنى الكثير لمن يحمل بين طياته قلب يحنو ويرحم ، ليس بحجر صوان ،


الحج سويلم جالو تليفون من البلد بيقولوا أن حربى طايح فيها ومحدش عارف يوقفه 


سويلم  لنفسه كفايك ظلم لنفسك ولغيرك يظهر جه وقتك ياحربى ،انى كنت ماجل الوقفة ده ،بي انت استعجلت ياحربى


 كانك جاتلك على الطبطاب، نادى بصوت عالى ،  يا سماح يا بنتى انا لازم اسافر قنا ، ضرورى  فى مشكله كبيرة ولازما اكون هناك ،


بس خايف عليكى ، بهية هتطلع بكرا ، ازاى هفتكم وحديكم كدا ،


سماح : سافر يا عمى انا باكرا هاروح انا وبابا اجيب بهية وان شاء الله تيجى بالسلامة ، 

ماشى يا بنتى ولو حصل اى حاجة ، كلمينى ماشى ،


متخفش  وهخد بابا معايا اهو كمان يتمشى شوية من يوم المرحوم محمد وهو مخرجش ، اهو  يشم الهواء شوية ،

 

سويلم :  موصيا ايها ،خالى بالك من نفسك يا بنيتى ، انا همشى دوجتى عشان اخلص بسرعة والحق اجى اقعد معاكم ، لحد ما نشفو النقض هيتجبل ولا لاء،


سماح : أن شاء يتقبل يابابا ،ونتجمغ تانى ، 


سافر انت يا حبيبى متخفش علينا معانا ربنا،  تروح وتيجى بالسلامة ،


فى قسم شرطة قنا ، 


سافر صقر لفارس ، لغرد ما فى ذهنة اوما شابهة،


صقر :  بمزاح حبيبى واحشنى يا واحش  قولت ما دام انت مابتجيش ،  ولا بتسال 


احلى انا واسال انا ، 


يأخذه فارس بالحض ، وحشنى يا غالى ،  يابن الغالى ،


صقر يشدد من احتضانة ويرد وانت كمان ،

 

فارس : سيبك بقى من الاونطى ده ، وقولى بجد اية الحاجة المهمة اللى خلتلك تيجى حتى من غير منقول ، 


صقر: وربنا باشا وقفشنى من يومك ,مكدبش اللى سماك ، ومش الصعيد ، وبدون مقدمات رد على سؤاله ،


صقر:  " حربى القناوى ، "


فارس: متذاكرا حربى القناوى مش ده اخو بدر القناوى، 


اوما  صقر  برأسه بالموافقة ،


فارس : بعمق وذكاء فاطن ،وعلامات التعجب انتابته ، فنظرة لصقر نظرة تدل على وصوله لنفس تفكيره ، وخصوصا أنه هو من جمع له التحريات ، 


صقر : ايوة هوده اللى بفكر فيه ، احسبها معايا كدا ،


احنا اذى ما فكرناش فيه ، خصوصا أنه الشبهات تتجمع على اكتر ، التحريات بتقول أن فى اكتر من شاهد شافوه وهو بيضايق بهية وهى رايحة جامعتها ، 


وان اتخانق مع. محمد  مرة ومحمد ضربة وقل منه قدام البلد ، و محدش قدر يقول لسويلم عشان خايفين منه ، 


تانيا ، الكمين مسجل ارقام عربية حربى دخول وخروج فى نفس الليلة ، 


ثالتا بقى سيرته اللى زى الزفت ، وخصوصا بعد ماراح بدر. والحج سويلم ، طاح فى البلد ، وكأنه كان مستنى يزحهم من وشه ،


فارس مستمع لصقر بأهمية ، مشيرا له انت صح بس الشهود ايه اخبارهم ، ردعليه صقر الشهود اختفو وخصوصا اللى اسمه واليد فى اخبار بتقول أنه سافر  برا مصر، ولما عملت مرقبة


 لتليفون حربى ، لقيت رقم واليد من ضمن الارقام اللى كلمها قبل المحكمة وبعد المحكمة ،  وفى ليلة الحديثة ، ولسة كشف الرسائل ، بس مستنى إذن النيابة ،


كدا اتفلت مستنى اية ، صقر عاوز منه اعتراف ياباشا ، 


رد عليه طب ليه قدم التماس فى الحكم ،


 وافتح التحقيق فى القضية من الاول ، 


صقر : ما ده اللى انا عملته ، بس انا جاى عوز منه اعتراف ، 


فارس على واحد زى ،حربى أنه يعترف ،

*****************


سويلم سافر إلى البلد ، وما أن واصل أما الدوار  ودخل الدوار 


وانهار لما لقى الدار فاضية مافيش  لا فاطمة ولا بهية ولا بدرولا سماح ، نزلت منه دمعة اشتياق لأولاده وحبيبه ،


نسمع بعد ى واديع الصافى دار يا دار ، كنت هعمل فيديو بالأغنية بس عندى ظروف والله لواتعمل هنزله .


بدر  دخل الدوار بس اتفاجاء بأبوه ومن غير ما يخبر ، تحدث بنبرة هادئة ، اية النور

 

ده كله ، مقولتش انك جاى يا بوى ومال على كفه أبوه يقبلها .ليك واحشة يا بوى .


الحج سويلم:  ما كان منه إلا أن رفع يده وانزلها بصفعة قوية  على خده ،


حربى صدم مما وقع عليه ، فأوقف لثانية يستوعب ماحدث ، ولكن قبل أن يفيق،


، كان الحج سويلم اسرع بصفعة الأخرى ، على خده الآخر ، مما أثار حنق حربى ، 


فثار وهاج وماج على الحج سويلم ، انت بتضربنى يا بوى ، ووضع يده على خده .


 وثار ، اية انت فاكرنى اية ، فاكرنى العيال الصغير ، اللى هتضربه وهو يبكى


 ويسكت عاد ولا اية ،


سويلم رد عليه هتعمل اية هتجبلى بلطجيه  يضربونى كيف ما بتعمل مع الفلاحين


 الغلابة ، ها انتطج اية هو شيطانك ده جادر عليك ليه ركبك وطايح ليه ، 


صدجتك وختك فى حضنى، بعظ كل البلاوى اللى عملتها وقولت  يمكن يتعدل ،


 لكن لا مش عاوز تتعدل كاره نفسك وكاره غيرك ليه ، ودفعه بيده انت زرع 


شيطانى ، مالك فيك اية لا عمر عندينا الطمع والجشع والغل والكره . اه اه اه 


مسك الحج سويلم قلبه من الانفعال ، ووقع مغشيا عليه ، من آثار انفاعله .


امام عيون خربى الذى لم يتحرك انش من مكانه ، وكأنه يتامله ، بل مستمتع به.


وظل ينظر إلى هذا الجسد الهاوى على الأرض ، بالغل وكره وتركه وذهب ،


فى الإسكندرية 


ظلت ليلتها تتالم ، ولكن لم تبالى ، أكملت ثيابها وخرجت ، ها يا بابا خلصت يا  


حبيبى ولا تحب اساعدك فى حاجة ، ردعليها ابوها تسلميلى يا حبيبتى ، خلاص اهو ، 

 

وخرجوا سوايا من الشقة الى متاجين الى المستشفى، لياتو ببهية ،  

 

سماح ما أن دخلت المستشفى الا واحست بألم شديد ، تماسكت حتى أكملت.


 إجراءات خروج بهية ، ولكن بات محاولاتها بالفشل ، صرخت صرخة مدوية اتجمع 


على آثارها الممرضات وابلغو الدكتور بأنها حالت مخاض ، انو بالترولى وادخلوها  


غرفة الولادة ، وما أن سمعت بهية الصراخ الا ان زاغات عيناها يمين ويسار


 وانكمشت على نفسها على مقعد الاستقبال وأخذت تضم جسدها الى قدميها.


 بخوف شديد كأنها تذكرت شىء ما أو تخاف شىء ما ، وقد رائها حامد ، وقلق


 عليها ، وأخذ يربت على كتفها يهدئها ويمسد على شعرها ، وهى تهزى بشيء ما ، 


ابلغ الدكتور ، الذى أمر بأن يتم إجراءات دخلها مرة أخرى ، 


وفى نفس الوقت يدخل عم سيد ومعه محمد ويرى ، الضجيج فى بهوى المستشفى 


نفس العيون ، نعم هى نفس العيون الخائفة والمستغيثا ،فتوقف أمامها  يحثها على


 ا لكلام له تثتغيث به.لما تلومه وتستعطفة، لما تأتى له  كل ليلة لكى يغيثها ،


 اتعرفه من قبل 


، ولكن هيهات ، وما أن رأته حتى  زادات انتفاضاتها ووقعت  فاقدة الوعى فى


 وسط الممر وقبل أن يلمسها الطبيب ، حتى حملها محمد وادخلها غرفة الطبيب 


وعم سيد ينده عليه يا محمد الذى كان يناديه باسم رضا ، 


يالا يا رضا يا بنى عشان نلحق الدكتور ، ولكن محمد لم يلبى نداه ، ووقف يتابع 


تلك صاحبة العيون المثتغيثة التي تتارده فى كواليسه ، وتثتغيثه ،


وفى ذالك الوقت ، 


وما أن رائه حامد  أبوه ، حتى شلته الصدمه وشلة تفكير. 


محدثا  نفسه  ،  محمد ابنى . اندفع نحوه ،


 وارتمى بين أحضانه يقبله ابنى حبيبى .


انت لسة عايش  ويتحسسه بيده ،حمدالله على السلامه ، ياولدى 


وما أن سمع محمد تلك الكلمة إلا أن ، أمسك رائسه متألم من شدده الصداع .


                  الفصل الخامس عشر من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×